روايات

سكريبت بقلم حسناء عطوان الجزء الاول كامل

-ممكن أقعد جمبك؟

=أيوا اتفضلي.

-البحر حلو أوي، بقالي سنة مشفتهوش.

=إزاي؟…. هو انتي مش من اسكندرية؟

-لا.. انا من محافظة تانية، وجيت اسكندرية من ورا أهلي، وكمان قافلة موبايلي، تلاقيهم قالبين الدنيا عليا دلوقتي.

=لا انتي شكلك مجـ,,ــنونة.

-لا مجنونة ولا حاجة يا اسمك ايه، كل الحكاية اني اتخنـ,,ــقت من قعدة البيت، وكل م اقولهم ف البيت عاوزة اخرج يقولولي مفيش خروج، فخرجت من وراهم، دي كل الحكاية.

=طيب ليه تقـ,,ــلقيهم عليكي بالشكل دا؟… كنتي مثلا خرجتي مع صحابك في اي مكان قريب منك، كدا غلط، انتي عارفة الناس هتقول عليكي ايه لما اهلك يفضلوا يدورا عليكي، انتي اكيد عارفة، الناس م بتصدق تسمع كلمة تحولها لقصة ولا الف ليلة وليلة.

-عارفة كل الكلام دا، وبالذات الست اللي على اول شارعنا اللي بتقعد تحلل كل شخص معدي من قدامها، بس عادي، يعني الناس هتعملي ايه، الناس مفيش وراها غير الكلام، لو عدى عالحكاية ١٠٠ سنة بيفضلوا يعيدوها ويجددوها وكأنها حصلت امبارح، بجد انا تعبت من كل حاجة حواليا، كلمة فاشلة لازقة فيا مش بتسيبني، مش ذنبي اني مش ذكية ولا كنت متفوقة في الدراسة زي اخواتي، كل شخص وعنده قدرات عقلية، بس إزاي لازم نعاير كل شخص ونتنمر عليه عشان حاجة مش بإيده، حتى لما جبت مجموع عالى ف الثانوية اهلي مكنوش مصدقين، وإني خلاص هدخل الكلية اللي كنت بحلم بيها، حتى بعد ما أثبتلهم اني مش فا,,شلة، مبطلوش كلام، خدت منهم طاقة سلبية أحبطتني وكر,,هتني في الكلية وسنينها، وفشلت فيها كل دا بسبب الكلام، مفيش حاجة بعملها ويقولولي انتي صح، كل حاجة غلط في غلط، محسسني ان كل تصرفاتي غلط، معقول ان مش بعمل حاجة واحدة صح.

= بصي في حالتك دي مفيش غير حل واحد وهو “اللامبالاة”… هتعيشي برينسيس زمانك، اتعودي انك تسمعي من هنا وتطلعي من الناحية التانية، صدقيني هترتاحي جداً، بصي اللي فيه عادة مش بيبطلها، أهلك مش هيبطلوا كلام انك فاشلة، الست اللي على اول شارعكم مش هتبطل كلام على الرايح والجاي، انتي مش هتقدري تغيريهم، بس تقدري تغيري نفسك، تقدري تعيشي بدماغك، تعيشي في عالم خاص بيكي، تعيشي ف عالم “اللامبالاة”…. صدقيني هيفرق معاكي كتير.

-بصي يا اسمك ايه….

=أفنان…. اسمي افنان.

-اسمك حلو يا افنان…. هحاول اسمع كلامك… مع انه صعب… بس هحاول… ودي أخر محاولة…

=مفيش حاجة اسمها صعب… في حاجة اسمها محاولة… وللمرة الالف متيأسيش من حاجة انتي عاوزة تعمليها…

-هو احنا ممكن نكون اصحاب يا افنان… انا اسمي الحقيقي فوزية على اسم جدتي ام ابويا الله يمسيها بالخير…. ابويا حلف على امي بالطلاق ليكون مسميني فوزية على اسم جدتي.

=اه… دا انتوا عيلة مجا,,نين بقا..

-جداً… وناديني بفيفي عشان مبحبش فوزية…..

=حاضر يا فوزية…

اهو كدا تبقي صحبتي….انا هقوم الحق القطر عشان اروح…. عشان ارجع البيت قبل المغرب.. عشان معندناش بنات بترجع البيت بعد المغرب…

=لا دا انتوا مجانين بجد بقا….

 

…………………………………………………….

 

انا اسمي فوزية على اسم جدتي…. وانا ايه ذنبي؟….م كانت امي تتطلـ,,ق ولا يسموني فوزية…. اللهم لا اعتراض يارب ليه….؟……….. خلينا في المهم،انا دلوقتي راجعة البيت، وليلتي هتبقى سودة.. أوبس… نسيت اسأل افنان هتواصل معاها ازاي..؟ دا ايه اليوم العجيب الغريب دا؟…. يلا مش مهم المهم اني شوفت البحر.. المهم وصلت البيت لقيت شارعنا هادي مفيمهوش كائن حي… تقريباً كل الكائنات الحية اتجمعت عند بيتنا، أوبا، أمي قاعدة بتعيط ومجمعة الناس حواليها، واخويا الصغير بيمشي الناس ولا حياة لمن تنادي، بس كان لازم اتصرف في الموقف دا اعمل اي يا ربي؟.. اعمل اي؟… جاتني الفكرة…

 

-ماماااااااااا

=بنتااااي…

“وطبعا كأي ام مصرية خدتني بالاقلام على وشي”

=كنتي فييين يبت من الصبح يبت…

” منستش اشتري جليسرين طبعا وكنت حطاه ف عينيا… عشان الحبكة الدرامية”

استني بس هفهمك، انا كنت قولتلك من امبارح اني عاوزة اشتري الجزمة اللي نفسي فيها، فروحت اشتريها، وبعدين لقيت اتنين ستات ادوني شيكولاته وقالولي هنوديكي لبابا.

=طبعاً روحتي معاهم، ما انتي هبلة.

-لا انا كنت ناصحة ومروحتش معاهم الا لما اتصلوا عليه، ف لقيت موبايله كان مغلق، فروحت مشغلة مخي وروحت معاهم عشان اطمن اشوف موبايله مقفول بجد ولا ايه، مش يمكن بيشتغلوني.

=لا ناصحة يختي، ياريتك ما شغلتي مخك يختي، كملي.

-وبعدين روحت معاهم، وكانوا طيبين اوي ياماما ادوني عصير كمان اشربه، ف نمت من التعب، وصحيت بعد شوية لقيت نفسي في اسكندرية عالبحر، ف ركبت القطر وجيت، شوفتي كانوا طيبين ازاي؟

=ايوا يا أخرة صبري شوفت، وتعالي يلا فوق معايا ياضنايا عشان ترتاحي قبل م ابوكي ييجي من الشغل.

-ححاضر.

“الحمد لله عدت على خير وامي صدقت العبط اللي قولتهولها، بس انا متأكدة انها مش مقتنعة بكلامي، وكل دا وموبايلي لسا مقفول، مش هدخل في تفاصيل كتير، المهم اول ما فتحت موبايلي لقيت رسايل كتير من خطيبي اللزج، اوبس دا انا كنت نسياه خالص، عادي هو انا من امتى بفتكره، شوفت الرسايل ومردتش عليه، وأكيد هيقلب الدنيا عليا، المهم قولت اريح دماغي تاني واقفل الموبايل تاني، وكالعادة نمت”

=هي فييييين؟

” صحيت على صوت بابا وهو بيز،،عق، استر يارب، خرجت من او،،ضتي لقيته بيقولي بكل هدوء ولا كأنه كان بيز،،عق من شوية ”

=كنتي فين النهاردة؟

” بصيت لأمي بمعني :هل هو عرف منين؟ ”

-مهو زي ماما قالتلك.

=احلفي.

-احلف ليه؟… انا قولت لماما اللي حصل.

=انتي هبلة يا بت ولا بتستهبلي، فاكراني عيل صغير عشان تضحكي عليا، اي رأيك بقا ان حماتك شافتك وانتي راكبة قطر اسكندرية لوحدك الصبح، وقالتلي، وناوية تفركش الخطوبة، ابقي قابليني لو فلحتي، ولا لقيتي حد زي خطيبك ولا زيه حتى، وعقابك هو اني اكسرلك موبايلك اللي فرحانة بيه دا، انتي عارفة الناس هتقول عليكي اي، انتي مستوعبة، ولا انتي هتفضلي مبتفهميش كدا طول عمرك ”

-كفاية بقا انا تعبت، كل حاجة زعيق وخنقة، وغصب، حتي خطيبي اللي انت فرحان بيه دا غصب، ولا حتى سألتني عن رأيي موافقة ولا لا، حتى اسمي غصب، ليه، ليه كل دا، انا بنتك، ليه دايماً بتحسسوني اني مش قد المسؤلية، ولا حتى بتصرف صح، اللي انتوا عاوزينه اعملوه، من امتى وانتوا بتاخدوا رأيي ف أي حاجة تخص حياتي، ايوا انا روحت اسكندرية لوحدي عشان قولت ١٠٠ مرة نفسي اروحها ومحدش فيكم عبرني، م الناس كلها بتخرج وتتبسط اشمعنا انا؟… وأي الجديد، م انتوا شايفين ان رأيي غلط علطول، وآدي الموبايل اللي كل شوية تهددني بيه، كسرته اهو حلو كدا، ممكن تسيبوني ف حالي شوية، وانا اوعدكم اني مش هتنفس، ولا هزعـ,,ــجكم ف البيت.

 

“جريت علي اوضتي، وقعدت اعيط، مهو الحل الوحيد اللي بحل بيه مشا,,كلي، كنت هنام على نفسي فجأة سمعت صوت خطيبي برا، اتأكدت انه جاي عشان يفسخ الخطوبة، سمعت صوت امي بتخبط علي باب اوضتي وبتقولي خطيبي عاوز يتكلم معايا، لبست وخرجت، تجاهلت بابا ومبصتش ناحيته لقيته بيقول لخطيبي اسيبكم لوحدكم شوية لقيتني بقوله بكل تلقائية ”

 

-أكيد جاي عشان تفسخ الخطوبة مش كدا؟

=مين قالك الكلام دا؟…انا اكيد مش جاي عشان كدا.

-اومال جاي عشان اي؟

=جاي عشان اطمن عليكي، واعتذر منك.

-تعتذر مني، ليه؟… انت مغلطش عشان تعتذر مني.

=لا يا فيفي، انا غلطت، وغلطت اوي كمان، كنت دايماً مش مهتم بيكي، ولا مهتم انتي بتحبي اي، وبتكرهي اي، ليه مقولتليش انك نفسك تشوفي البحر، صدقيني لو طولت اجيبلك نجمة من السما اجيبهالك، انتي لو طلبتي روحي هديهالك، بس وحياتي متزعليش، ولا تزعلي نفسك، صدقيني انا مهمنيش كلام امي عنك وجيتلك علطول عشان كنت حاسس انك مش كويسة، وافتحي موبايلك بقا عشان تبعتيلي الاستيكرز اللي مكنتش بحبها وحبيتها عشانك.

 

“استغربت جداً من كلامه، بس دي أول مرة حد يهتم بيا، ويحس بزعلي، وميحسسنيش اني غلطانة، وكمان يحب حاجة مش عشاني، وميسمعش كلام وحش عني، في اللحظة دي اتأكدت ان اختيار بابا كان في مصلحتي، كلمتين حلوين غيروا مزاجي وادوني طاقة ايجابية، احنا فعلاً مش عاوزين غير حد يحسسنا بقيمتنا، ويساعدنا ف أي حاجة بنعملها حتي لو غلط، بصتله وابتسمت وقولتله بهزار”

 

-بس انا كسرت موبايلي.

=فداكي ألف موبايل، اجيبلك احسن منه، المهم تكوني مبسوطة، ومتكونيش زعلانه

-لا طبعاً مش زعلانة، انا عاوزاك تسامحني عشان كنت واخدة فكرة وحشة عنك.

=حقك، اوعدك اني اخد بالي منك، ومن اي تفصيل يخصك، وانك تكوني مبسوطة وفرحانة علطول.

-وعد؟

=وعد.

 

“انتظروني في الجزء الثاني”

#حسناء_عطوان

 

=وعد.

“محستش بنفسي غير بكوباية ماية بتتدلق على وشي ونبع الحنان بتصحيني بصوت عالي”

قومي يختي، قومي يا فالحة، قومي يا مصيبة، قومي يا أخرت صبري، يا ريتني كنت جبتك ولد، قومممميييي.

=في إيه يا ماما، صحيت اهو، صحيت خلاص.

قومي يختي، حماتك بره، وناوية تفسخ الخطوبة

“وقتها بس عرفت اني كنت بحلم وإن كلامي مع (علاء) خطيبي كان كله حلم وإنه مش ناوي يفسخ الخطوبة، وبعدين انا زعلانة كدا ليه، هو من إمتى كان يهمني، لبست هدومي وخرجت لقيت حماتي، قاعدة وبتبصلي من فوق لتحت، وبصت لبابا وقالتله بغرور وكبرياء”

-خُلاصة الموضوع، انا مش عاوزة بنتك لإبني، أنا من الأول مكنتش عاوزاه يتجوز واحدة أقل من مستواه، كُل شيئ قسمة ونصيب.

 

” لقيت بابا بيبصلي بحزن وكأني خذلته، كان لسا هيرد عليها، لقيت نفسي بقولها ”

=بعد إذن حضرتك يعني، إبنك الحروس نن عين امُه فين؟

مجاش ليه هو اللي يفسخ الخطوبة.

 

-ابني مسافر، مش فاضي، وبعدين إزاي تتكلمي عن إبني الباشمهندس بالشكل دا؟

=والله حضرتك، لو ابنك كان عكس ما بقول كان جه بنفسه، أو كان عالأقل اتصل بينا وقال ننهي كل حاجة، بس زي م قولت لحضرتك ننوس عين امه، عن اذن حضرتك، عشان بننام بدري.

“طبعاً مش هقولكم عالتهزيق اللي أخدته من بابا، والاسطوانة بتاعت اني فاشلة وغبية ومستاهلش أي حاجة حلوة وتصرفاتي غلط و.. و.. و..، اتوضيت وصليت وقرأت الورد اليومي جيت عند قوله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تُحبوا شيئاً وهو شر لكم)، هل ممكن اكون ظالمة أهلي، وإني فعلاً تصرفاتي كلها غلط، بس معقول مش بعمل تصرف واحد صح؟، ١٠٠ سؤال جه في بالي، محستش بنفسي غير وأمي بتصحيني تاني يوم الصبح، بنفس اسطوانة كل يوم وزودت كمان مع موشح التهزيق اني عانس.. أيُعقل؟…”

————————-

” كانت آخر واحدة بتدخل السكشن، ومقدرتش ولا مرة اطردها، كانت بتبصلي بصة بفضل سرحان طول السكشن ومش مركز، عمري م فهمت معناها، مش عارف هي حزن ولا عتاب ”

-طيب ودلوقتي؟

=مش عارف عنها حاجة، من وقت م الاجازة بدأت ونا معرفش عنها حاجة، عملت جروب مخصوص بحجة اننا نتابع مع بعض اخبار الكُلية، متكلمتش ولا كلمة، حسيتها انطوائية جداً، اكتشفت كمان إنها معندهاش صُحاب

-للدرجادي بتحبها.

=وأكتر من كدا كمان، تعرف مع إنه لسا  فاضل عالدراسة شهر وتبدأ، وعارف إنه هييجي يوم واشوفها تاني، بس خايف أقع في حبها من جديد، بس أنا بجد مش قادر، حاسس إني متكتف، مش قادر أنساها وفي نفس الوقت مش قادر أوصلها.

-صدقني، لو من نصيبك، محدش هياخدها غيرك، ثِق في إن ربنا بيختار لينا الأفضل.

=ونعم بالله.

يتبع…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل