
لفت الحـ,ـجاب على شعرها بهدوء بتتأمل وشها في المراية المشروخة قدامها إبتـ,ـسمت إبتسامة بسيطة بتتأمل إشراقة وشها المتوسط الحجاب الوردي اللي لاق جدا لبشرتها الفاتـ,ـحة و للشامات المتوزعة بشكـ,ـل يخطف الأبصار على وشها و عينيها العسـ,ـلي متـ,ـحاوطة برموش كثيفة و حواجب مظبوطة خدت شنطتها اللي جلدها متقشر و علقتها على كتفها طلعت لجدتها النايمة بسلام على كنبة متهالكة في الصالة و مالت عليها وبحنان إعتدلت في وقفتها و هي بتتجه لباب الشقة عشان تمشي على شغلها اللي عبارة عن تدريس لأطفال إبتدائي إلا إنها تسمرت مكانـ,ـها و هي بتسمع جلبة برا جريت على الشباك وبصت من خلاله و إتصد..مت بأسطول عربيات فخمة متراصين ورا بعض بينزل من عربية فيهم راجل حواليه هالة غريبة كان كإنه طالع من فيلم أكشن دقات قلبها تسارعت من الخـ,ـ..ف ف بعدت عن الشباك بتحاول تطمن نفسها إنها مالهاش دعوة و إنه أكيد مش جايلها إلا إن طرقات على الباب بشكل عيـــف خلاها تشـ,ــهق ب ..عب و جدتها صحيت على الصوت بتقول بنبرة بخضة
يا ساتر يارب أستر يارب شوفي مين يا بنتي
و من قبل ما تاخد يسر خطوات عشان تفتح الباب الباب متحملش الأيدي القاسة اللي ب
ـ,ـ فوقه و وقع على الأرض مصدر صوت عالي جدا يسر بصت ل التلات رجالة اللي واقفين قصادها زي الضرف اللي على هيئة بش و فجأة أفسحوا المجال عشان يمر كبيرهم اللي كان واقف بينفث سيجارته ببرود و عينيه بتتأمل اللي واقفة قدامه بنظرات ذئب حاولت يسر تجمع شتاتها و قالت بصوت كله
في إيه إنتوا مين
و كملت و الكلام بيهتز على لسانها
إزاي إزاي تقتـــحموا شـ,,ــقة ست كبيرة و حفيدتها بالشكل ده
أخر..سها صوت شخص جهوري غير اللي واقف في النص و إتحولت نظراته من متفحصة ل ساخرة
إخر..سي يا بت
أصبر يا ماجد
_
قال اللي واقف في النص و هو بيشاور بسيجارته البنية ل اللي كان بيزعق فيها و إتق منها خطوات ف صدح صوت الجدة ب كبير منهم
إنتوا مين يابني دة إحنا في حالنا يا بيه معملناش حاجه
بصلها زين و مردش عليه عشان تثبت عينيه على اللي واقفة قدامه و قال بصوت خاوي
عليكوا إيجار خمس شهور إنتوا فاكريين إني نايم على وداني ولا إيه
بصتله و قالت بع تصديق
إنت إنت صاحب الشقة دي
مردش و إنما نفث دخان سيجارته ببرود ف قالت و الضب بدأ يتشكل على ملامحها
كل ده عشان إيجار خمس شهور هما دول ييجوا حاجه في الجزمة اللي لابسها واحد من ال ضرف اللي وراك
مقدرش المدعو ماجد يمسك نفسه و هو حاسس إن البنت دي
قضت على المتبقي من الصبر عنده ف تق منها و رفع إيده
_
تتقطع إيدك ربنا ينتقـ,,ــم منكوا يا بعدة
زين غمض عينيه بيحاول يتمالك نفسه و بص ل ماجد بعيون بتطلع شرار و قال بضيق
أنا طلبت منك تها
و على الفور نزل ماجد عينيه في الأرض و قال بأسف
آسف يا باشا
و إتراجع خطوات ل ورا ف رجع زين يبص في وشها اللي بقى أحمر و ل الوع اللي إتكونت في عينيها و قال بصوت قاس
جنيه يبقوا على مكتبي بكرة يا إما تفضوا الشقة من سكات
و شاور لواحد من اللي واقفين وراه وقال
طلع ورقها و إكتبلها عنوان شركتي
فعل الأخير فورا ف بص ليها للحظات و عينيه إبتدت تنزل على جسـ,ـمها المتغطي ب عباية واسعة خافية تفاصيله و رغم إن عبايتها فضفاضة إلا إن جسمها كان مهلك إترسم الخبث في عينيه و سابها و مشي و رمى التاني الورقة في وشها و كإنه قاصد هينها غمضت عينيها و أول ما خرجوا إنهارت على الأرض و عينيها بتنزل وع بصمت قامت جدتها بخطوات متعرجة و خدتها في ضنها و هي بترفع وشها للسما و بتقول ب عياط
_
يارب يارب برها من عندك يارب حسبي الله ونعمة الوكيل في كل ظالم
إزيك يا عمي أنا أنا يسر كنت عايزة بس سلفة من حضرتك و هردها في أسرع وقت
قالت و هي ماسكة تليفونها الصغير جدا و عينيها متزرمة من البكاء إلا إنها حست بقلبها بيتعصر لما سمعت صوت صفير طن في ودنها لما سمعت صوت صفير بيدل على إنتهاء المكالمة لأول مرة تتذل بالشكل ده حطت التليفون على الطاولة و حطت إيديها جنبه بتميل راسها لقدام و كإن أحمال الدنيا فوق كتفها الصغير اللي مش هيستحمل كل التقل ده
راحت ل جدتها و قعدت تحت رجلها سندت راسها على رجلها و قالت بصوت مافيهوش حياة
كلهم إتخلوا عني عمي محمد قالي إنه مش معاهم و أنا عارفه إنه بيكدب و عمتي قالتلي إنها بتجوز بنتها و اللي جاي على أد اللي رايح و عمي سيد قفل السكة في وشي أعمل إيه يا تيتة أروح فين
مسحت جدتها على خصلاتها الناعمة و قالت بتعب
روحي للي خلقك و أطلبي منه ينجدنا يا بنتي إدعي ربنا يطلعنا من اللي إحنا فيه
قامت بتثاقل و رغم إنها أدت فرضها إلا إنها لبست إسدال الصلاة و فرشت سجادتها و صلت بخشوع و أول ما جبينها لمس الأرض بكت بكت و ترجت و ناجته و هي بتقول
خبطت على
كل البيبان كلهم رزعوا الباب في وشي بابك الوحيد اللي مش هيتقفل في وشي أبدا يارب إنجدنا يارب ماليش غيرك يارب ماليش غيرك
_
سلمت و نامت على المصلية بتقرب رجليها ل وشها بتحاوطهم كالجنين و وعها بتتساقط على جنب وشها و تبلل سجادة الصلاة و غفت صب عنها صحيت اليوم اللي بعده على صوت آذان الفجر دلفت للمرحاض و إتوضت و خرجت صلت و هي بتدعي بدون ملل قعدت تقرأ في المصحف الصغير حجما اللي بين إيديها خلصت خمس أجزاء و لما الساعة جات تسعة قامت و لبست نفس العباية و لكن لفت طرحة سودا ب سواد العباية القاتم و المرة دي بصت لملامحها و هي حاسة بنفس الشرخ اللي على المراية موجود في قلبها خرجت من الأوضة و دخلت أوضة جدتها و باست راسها خرجت و ميلت على الأرض تاخد الورقة اللي مدون فيها عنوان شركته خرجت و هي بتعد الفلوس اللي في إيديها و خرجت منها فلوس علاج جدتها و فلوس الأكل و الشرب ف ملقتش غير شوية فكة يادوب يركبوها مواصلة عاملة لنص الطريق بس و بالفعل ركبت أتوبيس عام وصلها لمكان مش قريب من شركته و مش بعيد كملت باقي الطريق مشي و هي حاسه بكل العيون حواليها كإنها ماشية عريانة بتعاني كل يوم من معاكسات سخيفة رغم إحتشام لبسها إلا إن وشها الملائكي و الخالي تماما من أي مساحيق تجميل كان السبب في لفت إنتباه الشباب اللي متعودوش على الوش البريء اللي زي وشها وقفت قدام مبنى عريق محاوط بالإزاز من كل ناحية قدامة أشخاص لابسين زي أزرق مع رجلين لابسين بدل سودا شبه
اللي إقتحـ,,ــموا شقتها إمبارح قربت من واحد من الأمن قالت بتماسك
عايزه أقابل زين باشا لو سمحت
بصلها من فوق لتحت وقال ساخرا
عايزة تقابلي زين بيه الحريري و إنت جاية عايزة إيه بقى يا ترى شحاتة يعني ولا حاجه تانية شمال
إنكمشت من جر,,أة كلامه و أطبقت على شنطتها و هي بتقول بصوت بيترعش
لو سمحت بلغه إني صاحبة شقة فيصل و عايزة أقابله
لاء مدام شقة فيصل تبقى حاجه شمال ماشي هخلي حد يديله خبر
بعدت عنه بتحاول تسيطر على الوع المقهورة اللي إتجمعت في مقلتيها وقفت على جنب بعيد عن أنظاره اللي كانت بتاكلها و لإن رجليها مكانتش قادرة تشيلها من المسافة الطويلة اللي خدتها مشي و من التعب النفسي اللي بياكل فيها ف قعدت على الرصيف و سندت إيديها على ركبتها و خبت راسها جوا ما بين دراعها و بد دقايق سمعت صوت جهوري يصرخ فيها إنتفضت على أثره
قومي يا بت من هنا حد قالك إنها
_
جمعية خيرية
رفعت عينيها له و لقته نفس اللي ضـ,,ــربها بالقلم إمبارح قامت فعلا و بصتله بإحتقار و كانت هتمشي و تسيبه إلا إنه وقفها بصوته القوي
إستني عندك تعالي معايا زين بيه عايزك في مكتبه
غمضت عينيها و لفت تاني ليه و لقته بيمشي فا مشيت وراه بخطوات وئيدة مترددة دحلت الشركة تحت أنظار الموظفين المستنكرة لوجود بنت بالهيئة دي في شركة زين الحريري طلعت معاه في الأسانسير كانت خافة منه و في نفس الوقت خافة من الأسانسير وصلت الدور الحداشر ف إتفتح الباب تلقائي ف خرج ماجد و خرجت هي وراه لقته وقف في الطرقة فجأة و شاور على مكتب في آخر الطرقة وقال ببرود
ده مكتبه روحي لوحدك
مردتش و أول ما لقته دخل المصعد تاني إتنفست براحة و مشت بهدوء بتبص على جزمتها اللي مكانتش في أحسن حالاتها شبه متقطعة وصلت للمكتب و خبطت بإيد بتترعش ف سمعت صوته اللي هيفضل محفوى في ذاكرتها و هو بيقول
إدخلي
هو أكيد عارف إنها هي عشان كدا نعتها بصيغة المؤنث مسكت مقبض الباب ولوته برجفة و دخلت المكتب كان أكبر من شقتها هي شخصيا عينيها تلقائيا رحت ناحية الواقف قدام النافذة اللي عبارة عن إزاز موليها ضهره العريض و قميصه الإسود جوا بنطلونه بيظهر قوة بناينه و العضلات الواضحة على جسمه حطت عينيها في الأرض ف لف ليها و هو ماسك كاس في إيده بص لهيئتها الضعيفة و لوشها الأحمر والإرهاق باين عليه قعد على الكرسي ورا مكتبه و حط الكاس على جنب ورجع ضهره لورا و بنفس النظرات الخـ,,ــبيثة اللي بتتفرس كل إنش في جسـ,ـمها و بنفس النبرة اللي كلها مكر كان بيقول
قربي
بصتله ب خـ,ـوف ف قال بضيق
_
أكيد مش هنتكلم من على بعد كدا إقفلي الباب و قربي
قالت بتوجس
لاء مش هينفع أقفل الباب
قطب حاجبيه وقال بإستغراب
ليه
قالت بتوتر وهي بتفرك إيديها
عشان حرام مينفعش أنا و إنت يتقفل عليها باب
إنطلقت منه ضحكة ساخرة مش مصدق اللي هي بتقوله إلا إنه قرر يجاريها و قال بمكر
خلاص متقفليهوش بس قربي
قربت بخطوات بسيطة لحد ما وقفت قدام مكتبه بصت للكرسي و بتعب قعدت عليه إلا إنها إنتفضت على صوت إيده بتخبط سطح المكتب و بيصدح هو
_
بصوته
الجهوري
مقولتلكيش تقعدي قومي أقفي
نهضت بسرعة و حطت وشها في الأرض حاسة بلكمات في قلبها حتى الكرسي مش عايز يقعدها عليه ليه خاف
تو..سخه ب
لبسها اللي
مش
مقامه
لما
الفكرة دي جات في بالها حسبت ب نغزة في
_
قلبها و ب غصة في حلقها مسح هو على وشه و بص لحالتها المزرية و قال بصوت خشن
جهزتي الفلوس
رفعت راسها ليه
مافيش في اغها غير سؤال واحد ليه هل شخص زيه هيبقى فارق معاهم شوية ملاليم زي دول إلا إنها قالت بصوت خات
لاء
أومال جاية ليه
قال بجمود ف قالت بنفس الخفوت
جابة أطلب منك تصبر عليا شوية بس و أنا هشتغل بدل الشغلانة تلاتة لحد م أجهزلك فلوسك
بصلها ساخرا و قال
إنت معاكي شهادة
_
قالت بهدوء
كلية تربية إنجليزي
مافيش تعبير ظهر على وشه وقال بنفس السخرية
يعني محتاجة أقل حاجه خمس شهور عقبال ما تعرفي تجيبي المبلغ ده
نفت براسها و قالت بصوت ضعيف
هشتغل أكتر من شغلانة
و يا ترى هتشتغلي إيه
قالها مستنكرا الجملة اللي عادتها للمرة التانية ف قالت بضعف
أي حاجه إن شالله أشتغل في البيوت بس ممرمطش جدتي
تشتغلي عندي خدامة في قصري
_
رفعت عينيها و بصتله مصومة و قالت
مينفعش مستحيل
ليه
قالها بإستنكار ف قالت
ميصحش أشتغل خدامة في بيت راجل قاعد لوحده
أنا مش لوحدي أمي معايا و في زيك خ كتير في القصر إحنا مش في فيلم دعاء الكروان هنا
يتبع
ضراوة ذئب
زين الحريري
يتبع
_
الفصل الثاني
فتحت عينيها لقت نفسها نايمة على كنبة وثيرة ممددة بشكل مكانش يصح بالنسبة ليها شهقت وهي بتنزل طرف العباية اللي إترفع من على كاحليها ف ظهر بياضه إتحسست راسها بتتأكد من وجود حجابها بصت للي قاعد قدامها ساند ضهره و ماسك في إيده كاس خمر و عينيه اللي أشبه بالذئب بتتفرس جشمها بشكل خلاها تنكمش قامت وقفت و لأول مرة تزعق فيه لأول مرة تظهر مخالبها
إنت قاعد كده ليه و إيه اللي جابني على الكنبة دي إزاي نمت عليها
إزاي ممكن الضعف و الشراسة يجتمعوا في شخص واحد و ده ميمنعش إنه حابب الشخصيتين إلا إن صوتها اللي إترفع على صوته دايقه ف قام في مواجهتها و قال بإبتسامة صفرا و نبرة باردة
هيكون إزاي شيلتك و حطيتك على الكنبة و جبت دكتورة تشوفك
صعق و جحظت بعينيها و هي بتردد كلامه
شيلتني شيلتني يعني إيه طب ليه ليه قولي
مردش عليها و فضل باصصلها من غير أي تعبير على وشه لحد ما صخت هي فيه و هدرت
إنت إيه معندكش حاجه إسمها حلال و حرام بتعمل أي حاجه تعوزها بغض النظر عن اللي قدامك و عن ربنا
وطي صوتك
_
صخ فيها بحدة لدرجة إن جسـ,ـمها إتنفض لمجرد صراخه العالي فيها خطوتبن و هتف بقسة
و آه أنا بعمل أي حاجه عايزها و محدش يقدر يقولي تلت التلاتة كام
بصتله ب بغض حقيقي لدرجة إنها قالت من قلبها
حسبي الله و نعمة الوكيل ربنا ينتقم منك
جمدت أنظاره عليها إلا إن نبرته المتعصبة كانت ظاهرة بوضوح لما قال بقسة
تصدقي أنا غلطان كان المفروض أسيبك مرمية على الأرض و مخليش حد يسأل فيكي إمشي إطلعي برا
ضمت الشنطة ومشيت من قدامه عدة خطوات ف هدر بقوة
إستني عندك
وراح وقف قدامها لاقاها وع غزيرة على وشها إزداد ه ف قال بع رحمة
لو عايزة متابتيش في الشارع و على الإرصفة إنت و ستك يبقى تيجي بكرة مع مع السواق اللي هبعتهولك
_
بصتله بإنكسار و لفت تاني من غير ما ترد عليه سابها تمشي بتجر في رجلها ضامة الشنطة لصدرها و أول ما طلعت حدف الكوباية في الأرض و الضب متمكن منه و بعد دقايق لقى نفسه بينزل وراها نزل و خرج من الشركة كلها و دور بعينيه عليها مش لاقي أثر ليها بس همهات بكاء
و تآوهات خارجة مت وراه خلوه بلف إتص لما لاقاها قاعده بتفرك رجليها و بعيط قهرة كإنها طفل تايهة من أبوها و أمها لما شافها بالشكل ده حس بنغزة في قلبه قاومها بالعافية مشي ناحيتها و رفع مناخيره وبص قدامه و قال بقسة
قاعدة بعيطي ليه فاكرة نفسك فين قومي
بصتله و بكل تعب قالت وسط بكائها
رجلي مش قادرة أمشي والله م قادرة هقوم حاضر دقيقة بس
إتقبض قلبه منظرها عايز محدش يسأله إزاي بس للحظة حس إنه عايز و عشان كان شعور لحظي رجع بعدها و قال بقسة
قومي بقولك هوصلك بعربيتي عشان شركتي و شكلي
و لإن صدى ألـ,,ــم كلامه في عضمها كان أقوى من الألم الجسدي ف إتحاملت على رجلها و قالت و هي بتترعش و بتمشي ب بطء
أسفة على إني مبوظة مكانة شركتك و مكانتك و متشكرة أنا مش عايزه حاجه مش لازمني توصيلتك
و رغم إنها عارفة كويس إنها هتاخد المشوار
_
مشي من شركته ل بيتها و ده شبه مستحيل في الحالة دي إلا إن كرامتها كانت أكبر و مشيت خطوات صغيرة و في لحظة حست ب قبضة قاسة على دراعها وبتتشد لعربية فخمة وإتزقت فيها لدرجة إنها إتخبطت في اغها حطت إيديها على جبهتها بتبصله و شهقات متتالية من أول ما لحد ما زقها في الكرسي اللي جنبه ركب هو و رزع الباب إرتعش بدنها و صخت فيه
نزلني بقولك نزلني عايز إيه مني
و فجأة لقته بيهدر فيهاو هو بيخبط الدريكسيون و بيمشي بالعربية
هعوز منك إيه يا بالة ده إنت متسويش في سوق النسوان تعريفة ده إنتي لو قالعه هدومك قدامي مستنضفش أبصلك فوقي
وعها بتنزل بصمت يعني هو شايفها وحشة للدرجة دي مع إن جمالها ملحوظ بين الناس سكتت عقلها وحاولت تشتته و بصتلهو فضل متابعها لحد م إختفت عن عينيه ف مشي بعربيته و هي قعدت على السلم بتحاول تمسح وعها و تبين إنها كويسة عشان جدتها متقلقش و فعلا طلعتلها لقتها قاعدة بتصلي و أول ما دخلت قالت بهفة
يسر تعالي يا حبيبتي تعالي إحكيلي اللي حصل
أسرعت يسر
بتقولي إيه يا تيتة مافيش حاجه من دي أنا كويسة وقعت بس و رجلي وجعتني
و قربت منها و طبطبت على كفيها و قالت بحنان في عز إحتياجها للحنان
متقلقيش يا تيتة هشتغل بكرة عند الراجل ده آآ خدامة لحد م تدبر مؤقتا يعني
_
قالت حنان
قولتي إيه خدامة بقى بنت إبني تشتغل خدامة بعد م درست أربع سنين في كلية محترمة عشان تطلع مدرسة محترمة تشتغل خدامة و تمسح في البيوت
حاولت تفهمها وقالت
يا تيتة إفهميني أرجوك
صخت فيها
بس إخرسي إنسي إنك تشتغلي خدامة و كمان عند الراجل البالة ده
و تابعت تستطرد مص..ومة
يكونش عجبك يا بت
جحظت يسر عينيها و قالت
تيتة بتقولي إيه تعرفي عني كدا يا تيتة
_
و فجأة إنهارت في العياط و قالت و هي بتلطم على وشها
حرام عليكوا بقى بتسموا بدني بالكلام ليه بتقطعوا في قلبي بعز ما فيكوا ليه إنت فاكراني مبسوطة و أنا رايحة أشتغل خدامة عند واحد لا عنده ضمير و لا يتآمنله أنا بعمل كل ده عشانك عشان متتمرمطيش على كبر عشان أوفرلك حق الدوا عشان متتحوجيش ولا تتذلي لحد يا تيتة ليه كدا يا تيتة ليه ليه ده أنا مش ناقصة شايلة هم أكبر من كتافي حرام حرام الضب في المت حرام والله
قامت يسر من النوم غطت جدتها و دخلت
تتوضى و تصلي فرضها و بسرعة لبست عبايتها بصت من الشباك لقت السواق بتاعه و عشان من ريحته بصتله بقرف لفت الطرحة بعشوائية إلا إنها كانت جميلة راحت لجدتها و ميلت عليها و مسكت إيديها
صحيت جدتها وقالت ألم على صغيرتها
مصممة يا بنتي
مش بمزاجي يا تيتة
قالت بإبتسامة مألمة ف أومأت لها جدتها و قالت و هي بتربت على كتفها
ربنا يوقفلك ولاد الحلال في طريقك يا ضنايا و يحميكي و يبعد عنك أي سوء
اللهم آمين
_
قالت بإبتسامة شاحبة و مشيت على رجليها ناحية الباب و كانت رجليها متحسنة عن إمبارح كتير
نزلت على السلم المهترئ و وصلت للسواق و قالت بخفوت
السلام عليكم و رحمة الله أنا يسر آآآ
إتحرجت تقول الخدامة لإن عمرها ما كانت كدا ف إبتسم الراجل الكبير في وشها و رفع الحرج عنها و قال بهدوء
إتفصلي يا يسر هانم إركبي معايا أوامر أجيبك و أوديكي سليمة
قالت بضيق
بس أنا مش هانم أنا يسر بس أنا أد بنتك يا حاج بتقول لبنتك في البيت يا هانم
قالت بلطف
خلاص تبقي يسر بس إنت فعلا أد بنتي و هتعامل معاكي على الأساس ده إركبي يا يسر
إبتسمت و ركبت يسر ورا و بعد ساعة و نص تقريبا وصلت دخل الحاج محمد من البوابة و ركن العرببة ف نزلت و كان فاكر إنها زي كل الخ هيلفوا يبصوا على الشقة بدهشة و قليل من الطمع إلا إنها أصلا مكانتش واخدة بالها و كانت ماشية
_
إدخلي يا سنيورة أصل هي المشرحة ناقصة قلة
نهرها عم محمد و قال
بت يا دينا إتعدلي
بصتله يسر بإمتنان
و متكلمتش
دخلت اليلا و إتجهت ناحية المطبخ بإرشادات دينا اللي كانت بتتعامل معاها ببرود و أول ما دخلت نادت دينا على رئيسة الخ و قالت
يا حاجة رحاب الجديدة شرفت
نظرت لها رحاب و بدى على محياها الطيبة ف قالت بهدوء
تعالي أقولك
راحتلها يسر على إستحياء ف سألتها رحاب
_
إسمك إيه
يسر
إسمك حلو طيب خدي يا يسر الشنطة دي فيها ال بتاعك و إدخلي أوضتك غيريه دليها يا دينا
تأففت دينا بضجر و قالت بحدة
حاضر يا حاجة لجل عيونك بس
مشيت يسر وراها و دخلت الأوضة اللي كانت رغم حجمها الصغير إلا إنها كانت على قدر عالي من الرقي سابتها دينا و مشيت ف قفلت هي الباب و خرجت اليونيفور كان عبارة عن بنطلون و فوقية مريلة المطبخ مغطية لحد ركبتها و جامعة بين اللونين الأبيض و الأزرق لملمت خصلاتها تاني و أعادت لف حجابها كانت هي الوحيدة اللي لابسة حجاب فيهم
بعد الحاجة رحاب
خركت من
الأوضة و راحت تباشر
شغلها ف
_
قالت الحاجة رخاب بصرامة فور دخولها
ميعاد قهوة البيه بسرعة يا يسر
جريت يسر و قالت
حاضر أنا أسفة طيب فين القهوة و السكر
شاورتلها واحدة من الخ داخل ضرفة ف خرجتهم و لمحت كنكة خدتها و قالت بهدوء
قهوته إيه
مظبوط زيه كدا
قالت دينا بحالمية ف ضحكت الحاجة رحاب عليها
بينما يسر ملتها ماية و طبختها بهدوء و لما حان ميعاد صبها صابتها في الفنجان حطته على صينية غالية و حطت جنبه كوباية مايه باردة سألت على مكان أوضته ف قالت رحاب
جناح مش
_
أوضة يا
يسر و هتطلعي السلم هتفضلي ماشية لحد م يقابلك آخر جناح
أومأت يسر بهدوء و طلعت على السلم و
كل خطوة بتخطيها كانت بتفكرها ب أد إيه هو أذى نفسيتها فضلت ماشية و هي سرحانة لحد م لقت آخر جناح خبطت عليه و أول ما سمعت صوته الجهوري بيسمحلها بالدخول قلبها وقع تحت رجليها و
بإيد بتترعش لوت مقبض الباب و دخلت لقت الصالة في وشها و أول حاجه عينيها وقعت عليها كان جسمه العريض
إتغاضت عن لهجة السخرية و حطت الصينية على الطرابيزة و قالت بهدوء
قهوة حضرتك تؤمر بأي حاجه تانية
تعالي إقفليلي القميص
قال ساخرا و هو بيفرد دراعه على الجنبين ف بصتله و الضب إتملك منها و قربت منه ف رفع أحد حاجبيه و هو فاكرها هتلبي طلبه بس فاجأته لما قالت بحزم
أنا خدامة يا بيه مش واحدة شا.قطها من الشارع
_
نزل إيده و إتحولت ملامحه لضب جامح بس سكت و هو شايفها بتمشي وبتديله ضهرها ف عشان يدايقها قال بخبث
إبعتيلي دينا
مردتش عليه و كملت طريقها ومشيت حاولت تكتم وعها من إهاناته المستمرة ليها و نزلت و هي شايفة السلم بالعافية لدرجة إنها كانت بتتعثر و أول ما وصلت للمطبخ قالت لدينا ببرود و هي بتغسل المواعين
زين بيه عايزك فوق
شهقت دينا بفرحة لإن دي من المرات النادرة اللي بيطلبها فيها حصلت قبل كدا و راحتله دلكتله كتفه و ضهره و حصل بينهم تجاوزات كتير و من ساعتها و هي مش قادرة تنسى اليوم ده و نفسها يتكرر ظبطت هدومها و طلعت فورا ف تمتمت رحاب بأسف
ربنا يهديكي يا دينا و يهدي البيه اللي فوق
إبتسمت يسر بسخرية مريرة و قالت
ده شيطان يا حاجة رحاب ربنا ممكن يهدي شياطين
قالت رحاب بحزن
لاء يا يسر متقوليش كدا يا بنتي الراجل اللي إنت شايفاه بالقسة و الجحود دول شاف في طفولته الأمر من كدا ف بقى بالمنظر اللي إنت شايفاه ده
_
بصتلها بع فهم و قالت
حضرتك معاهم من زمان
من زمان أوي يا يسر كنت أدك كدا و هو كان لسة عنده عشر سنين ربنا يهديه و ييسرله أمره و يبعد عنه ولاد الحام ويحنن قلب أمه عليه اللي لا بتحس بيه ولا بتهتم لأمره
مقدرتش تقول آمين القسة اللي زرعها جواها خلت لسانها مشلل عن الحركة لو حاجه تخصه بالخير هيقولها خلصت المواعين و إبتدت تعمل في الأكل و إتفاجأت ب دينا جايالهم و هي متوترة و الحزن باين على وشها رحاب قالتلها بحدة
بسطتي البيه يا دينا هو ده مقامك
رمت الكلمتين في وشها بقسة ف بصتلها دينا و قالت بضيق
و النبي يا حاجة رحاب أنا ما ناقصة إلا ما
و أنا اللي فولت آآآ
إخرسي يا دينا شوفي شغلك و قذارتك مش لازم تنشريهالنا
يسر كانت بتحضر الأكل و دينا واقفة جنبها و الغيظ بياكل فيها إفتكرت إن زين عمل حاجه معاها ف عشان كدا مقبلش بدينا اللي جمالها متواضع لو قورن بجمال يسر و الغيظ كلها ف لما لفت يسر تغسل المواعين لحد م الأكل يستوي حطت دينا في الرز كمية ملح رهيبة و محدش خد باله لإن رحاب كانت بتشرف على الخ اللي بيجهزوا السفرة و بالفعل كإن مافيش حاجه حصل و كملت دينا عمايل الأكل و بعد دقايق رصوا الأطباق قعد هو ف الحاجة رحاب سألته بهدوء
_
والدتك جاية من السفر النهاردة ولا بكرة يا زين باشا
قال زين ببرود
مكلمتهاش
و شرع في الأكل و دينا و يسر في المطبخ بيتغدوا مع باقي الخ يسر إتصت لما سمعت صوت زعيقه و إتخضت ف طلعوا كلهم يجروا برا بصت لطبق الرز المرمي في الأرض و حباته متناثرة و صوته العالي و هو بيقول
الغبية اللي جاية جديد ناوية توديني المستشفى
إتقت يسر و قالت
إيه اللي حصل
تعالي دوقي الرز و إنت تعرفي اللي حصل
راحت يسر و رحاب يشوفوا الرز ماله و أول ما يسر حطته في بقها مسكت منديل بسرعة و تفته بينما رحاب إتصت و بصت ل يسر بلوم حاولت تدافع عن نفسها و هي بتقول
بس أنا ظابطة الملح بتاعه جدا و الله العظيم والله مكنش مملح كدا
_
دينا إبتسمت بخبث و بصلها زين للحظات و هو متأكد إنها صادقة الوع اللي إتر..عشت في عينيها و تشوش كلماتها خلاه يتأكد إنها صادقة إلا إن فرصته جات يينتقم منها أكتر و يذ..لها أكتر ف إبتسم بخبث و قال
عقاا ليكي هتقعدي قدامي و تاكلي الطبق ده
يتبع
الفصل الثالث
عقاا ليكي هتقعدي قدامي و تاكلي الطبق ده
بصتله حست للحظة إنها لا تنتمي للمكان ده و إن اللي حواليها كلهم وحوش و إنها الفريسة اللي كل العيون عليها مسحت وعها لحد م بقت واقف قصاده و هو قاعد ف قام من على الكرسي في مواجهتها بكل قسة
اللي بتقوله ده مش هيحصل قولتلك أنا محطتش ملح في الرز أنا مش غبية عشان أعمل حركة زي دي و أكب علبة الملح كلها كدا و إنت كمان مش غبي عشان تصدق حاجة زي دي
بصلها ب قسة و مردش بصت لعينيه بتحاول تلاقي ذرة حنان واحدة ذرة واحدة تدل على إنه من بني البشر زيها ملقتش ف نزلت عينيها بيأس و قالت بصوت أكثر خفوتا من السابق
لو تستناني عشر دقايق أكون دخلت عملت رز تاني يمكن ده يخليك تصدق إنه مش أنا
عشر دقايق لو دقيقة زيادة عدت إعتبري نفسك مطرودة
_
مدتش أي ردة فعل مشيت ناحية المطبخ و أول ما دخلت باقي الخ كانوا هيتحركوا وراها إلا إنه هدر فيها بصوته العالي
أنا قولت لحد يتحرك محدش يخطي خطوة غير بإذني
بصوله بعب و رجعوا نزلوا راشهم من ه اللي منكن يوديهم كلهم لحيم على الأرض
أول ما دخلت المطبخ إبتدت تطبخ رز جديد و الوع في عينيها بتمسحها كل دقيقة ب طرف ياقة اليونيوفورم اللي هي لابساه عشان متأثرش على رؤيتها خلصته في تمن دقايق بالظبط و من سرعتها و من غير قصد مسكت الحلة بإيديها ف أطلقت تآوه خرج منها من سخونة الحلة اللي
اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد
من وهي صغيرة و هي عارفة كويس إن الجملة دي لما بتتقال لو إتلسعت بتبقى زي البلسم و مبتحسش بعدها بأي حاجه مسكت بسرعة الإيد السيليكون و لبستها و مسكت الحلة بإيد و بقت تغرف في الطبق بالإيد التانية شالت الإيد السيليكون و مشكت الطبق بإيديها السليمة و طلعت برا المطبخ مشيت ناحيته لقته باصص للساعة حطت الطبق قدامه تحت أنظاره اللي بتراقب كل تفصيلة فيها لاحظة رعشة إيديها الشمال بس مهتمش بص للخ وراها و قال بهدوء
روحوا على المطبخ و قسما ب ربي أي حاجه زي دي تتكرر تاني هعرف اللي عملت كدا و مش هرحمها سامعين
أومأوا برجفة و فروا هاربين للمطبخ وقفت هي مصومة و قالت بصوت بيرتجف
يعني يعني إنت عارف إن مش أنا
بصلها و حط رجل على رجل من غير ما يتكلم ف نزلت وعها قصاده و قالت قهر
_
طب ليه ليه عايز تذلني ليه من أول ما شوفتني و إنت عايز تثبتلي إني حشرة تدوس برجلك عليها في أي وقت
عشان إنت فعلا حشرة أدوس عليها و أفعصها برجلي في أي وقت
قال بنفس البرود ف بصتله و جميع
معالم الألم إتشكلت على وشها مردتش و ياريتها ردت سكوتها و النظرة اللي كانت بتبصهاله كانت أقوى من أي رد لفت ضهرها و سابته و
مشيت
الليل جه و ميعاد ذهابها جه ف قالت ل رحاب بصوت ضعيف مكسور
عن إذنك يا حجة رحاب أنا همشي
قالت رحاب بإستغراب
تمشي على فين يا بنتي
لازم أروح أشوف جدتي
_
قالت بهدوء و قبل ما رحاب تتكلم كانت دينا بتقول ساخرة
إنت يا قطة محدش قالك إن الخ اللي زيك و زيي
بيباتوا هنا في
إوضهم
بصتلها يسر وقالت
لاء محدش قالي إزاي أساسا أنا جدتي متقدرش تقعد من غيري كفاية إني طول اليوم سايباها
رحاب ربتت على كتفها و قالت
خلاص يا بنتي إهدي طيب إطلعي ل زين بيه قوليله و لو سمحلك إمشي
بصتلها و قالت بكره
مش عايزة أطلعله ولا عايزه أشوف وشه
_
إنت إتجننتي يا بت إنت ولا إيه هو إنت تطولي أصلا تطلعيله جناحه و تقفي تتكلمي معاه ده إنت هبلة بقى
بصتلها يسر و قالت بحدة
أنا مش زيك يا دينا مش بفرح بوقفتي معاه في أوضته ولا ب كلامي معاه الرخص ده لايق عليكي إنت بس
إحمر وشها من شدة الحقد و لولا إن يسر قالت كلامها و مشيت من قدامها كانت دينا هجمت عليها زي الكلب الصعران طلعت يسر لجناحه و هي متضررة جدا خبطت على الباب و بعدت خطوتين فتحلها الباب و جسمه كله عرق لابس كنزة سودا بحمالات عريضة ملتصقة بجسمه اللي كله عضلات و على كتفه منشفة سودا إتفاجأت من مظهره ف بصت في الأرض و قالت بصوت خات
عايزة أمشي
قال و هو بينهج
تمشي تروحي فين
قال بنفس النبرة
هروح لجدتي قالولي إن الخ بيباتوا هنا بس أنا مينفعش أبات عشان جدتي بتبقى قاعدة لوحدها
بصلها عينيه بتتأمل هيئتها الضعيفة راسها المنكسة و جسمها الضئيل
_
و حجابها المحكم على راسها من غير
ما شعرة تبان إيديها اللي لاحظ
على واحدة منهم
حق و شكله جديد و هنا فهم ليه إيديها كانت بتترعش الصبح عبايتها البالية وجزمتها المقشرة رجع بص لوشها الأبيض و كإن في نور غريب طالع منه سرح في ملامحها و لما طال صمته رفعت بؤبؤ عينيها له و قالت
أمشي
فاق على كلمتها ف قال بهدوء
إمشي
أول ما خدت الإذن لفت ضهرها و مشيت بخطوات شبه سريعة ف سند على إطار باب جناحه و هو بيتأمل تفاصيل جسـ,ـمها اللي مش باينة أصلا تحت عباية اللي المفروض تلبسها جدة جدتها من وجهة نظره إلا إنه متأكد إنها لو قلعت العباية دي هيلاقي أنوثة متفجرة و هو عارف و حتة القماشة
محمد البنت اللي جبتها هنا الصبح هتلاقيها طالعة من اليلا وصلها البيت اللي جبتها منه
تؤمر يابيه
_
قفل معاه و حط التليفون على جنب و دخل يكمل تمرينه
بس أنا عايزة أروح لوحدي يا عمو محمد
قالت يسر بإستغراب من وقوفه قدامه و فاتحلها باب العربية ف قال عم محمد
بلطف
يابنتي إحنا نص
الليل مينفعش بنت جميلة زيك
تمشي في الشارع لوحدها
إبتسمت يسر ببراءة و هي بتفتكر أبوها اللي كان بيعاملها بنفس الطريقة ف قالت بهدوء
حاضر يا عمو محمد هركب
فتحت باب الشقة بمفتاحها
_
الخاص و على الذهول وشها و هي شايفة عمها قاعد و بيستشيط ضب و جدتها قاعده بعيط و أول ما شافوها جدتها هتفت ب لهفة
يسر كنتي فين يا بنتي كدا حرقي قلبي عليكي
و لسه كانت هتتكلم لقت عمها بيمشي ناحيتها بسرعه ف إتخضت ورجعت خطوات لورا إلا إنه و بكل عف رفع إيده الضخمة و لطم وشها لدرجة إنها وقعت على الأرض مصومة من فعلته رفعت وشها ليه راحت ناحية عمها مسكت إيده بتحاول تهديه إلا إنه صخ في يسر بكل قسة
راجعالي آخر الليل بتمشي من الصبح و راجعة في إنصاص الليالي
بصتله و ال متشكلة في عينيها و صخت فيه فجأة بصوت حاد
إيه اللي إنت بتقوله ده إنت إزاي تتكلم عليا بالشكل ده أنا كنت في شغلي و لسه راجعة
صخ فيها بحدة أكبر
شغلك إنت فاكرة إني أهبل هتضحكي عليا بكلمتين زي جدتك و تقوليلها أصلي بشتغل خدامة مختوم أنا على قفايا
قامت وقفت على رجليها و صخت فيه بقوة
لو مش عايز تصدق إنت حر دي مش مشكلتي بس ملكش الحق تيجي لحد بيتنا و تني بالقلم بالشكل ده ليه إنت كنت فين و أبويا بموت فكرت تقف جنبنا لما كلمتك و قولتلك عايزة فلوس فكرت تساعدني جاي عايز مننا إيه رد عليا عايز إيه
_
دفع حنان بكل جبروت و مسك يسر من حجابها و هزها ف صخت الأخيرة و هي حاسه إن جذور شعرها هتطلع في إيده
و ده يخليكي تدوري على حل شعرك يا بنت ال يا
و من شدة الألم الذي شعرت به أغشى عليها بين يداه ف لطمت حنان على وجهها و هي تبعده ملتقطة حفيدتها بين يداها تصرخ ب ولدها
إمشي يا عزيز إمشي أنا الغلطانة إني إستنجدت بيك و جيبتك إمشي يا ابن بطني قلبي وربي انين عليك ليوم الدين
نظر لها عزيز بحدة و رجع بص ل يسر التي تشبه الأموات و سابهم و مشي حاولت حنان تفوقها بكل الطرق و مافيش فايدة معرفتش تعمل إيه غير إنها تستنجد ب جارتها اللي جات و عرفت تفوق يسر بعد محاولات عديدة و أول ما فاقت خدتها حنان بتعيد ترتيب خصلاتها المبعثرة و بتقول بكل لهفة
الحمدلله إنك فوقتي يا حبيبتي وجعتي قلبي عليكي يا يسر يا بنتي
كان وجهها خاليا من المعالم خاليا من كل شيء حتى أنها أبعدت ذراعي جدتها بهدوء و تركتها لتدلف لغرفتها مرتمية على فراشها و عيناها تفيض وعا إلى أن نامت بعمق و وعها لسه مغرقة وشها
رايحة الشغل ده بردو يا بنتي
بصتلها يسر
بهدوء و مردتش عليها و إتجهت ناحية الباب وقفتها حنان بصوت حزين
_
أنا أسفة يا يسر أنا اللي جيبته هنا حقك عليا يا بنتي
تساقطت عات يسر ف مسحتها و خرجت من الشقة و جسدها يرتجف من نحيط بكاء مكتوم في صدرها و أول ما خرجت وجدت عم محمد واقف مستنيها إبتسمت في وشه إبتسامة خفيفة بينما هو بصلها و قال بقلق عليها
يسر إيه اللي في وشك ده يا بنتي
قالت يسر بتحاول تختلق كبة
إتخبطت يا عمو محمد خبطة خفيفة عادي
قال بتوجس
خبطة خفيفة لاء ده ضب يا بنتي إنت شايفاني كبرتة خرفت و هتعرفي تضحكي عليا بكلمتين يا يسر
قالت يسر بحزن
والله أبدا يا عمو محمد مكانش قصدي كدا حقك عليا
و فتحت الباب وركبت في محاولة إنها تمنعه من أي أسئلة إضافية ترجل هو العربية بقلة حيلة منه
_
بعد ساعة و شوية خرجت من العربية و مشيت بخطوات سريعة إلى حد ما للقصر ف إتنهد الأخير و ضب كف بكف خبطت يسر على الباب ف فتحتلها واحدة من الخ اللي بصتلها بإستغراب من شكلها دخلت يسر المطبخ و قالت بخفوت و هي منزلة وشها عشان محدش يفتح معاها أي أسئلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم
السلام و رحمة الله
قالت رحاب ب ترحاب و مخدتش بالها من وشها إلى إن يسر لما رفعت وشها عشان تبص على أنحاء المطبخ و تستنبط المطلوب منها إتصت رحاب وقالت بخضة
مالك يا يسر إيه العلامات اللي على وشك دي
إلتفتت دينا بإستغراب و علت إبتسامة شماتة على وشها لما لقت يسر بحالة وشها دي ف ردت بسخرية
مين ضبك يا يسر لاء بس الشهادة لله تسلم إيده
بصتلها يسر بضيق و مردتش ف هرتها رحاب و قالت بحدة
دينا مالكيش دعوة إنت و شوفي شغلك من سكات
_
بصتلها دينا ب مقت و كملت شغلها بالفعل ف قربت رحاب من يسر و خدتها من إيديها و وقفوا في جنب منزوي من المطبخ الكبير
تعالي يا بنتي
و لما وقفوا إسترسلت رحاب بحنان
مين يا حبيبتي اللي عمل فيكي كدا إحكيلي يا يسر أنا زي أمك
بصتلها يسر و إنهمرت الوع من عينيها و قالت بضعف
عمي فاكرني بشتغل في حاجه مش كويسة
و رغم إن جملتها كانت مختصرة جدا إلا إن رحاب شعرت بالأسف عليها و ربتت على كتفها و قالت برفق
إهدي يا يسر مدام مش بتي ربنا يبقى تحطي صباعك في عين التخين
أومأت لها يسر ف الذي أصابها هذا كان لأنها دافعت عن نفسها كملت رحاب بهدوء
يلا يا حبيبتي إنسي اللي حصل و تعالي نكمل شغلنا
_
و بالفعل عملت يسر شغلها و حمظت ربنا إن هي متصادفتش بيه لإنها مش ناقصة تشوف شماته في عينه هو كمان و لما كانت بتوظي الأكل مخدتش باله و هي منزلة راسها و خبطت فجأة في حيط بشي قاس رجعت غلى أثار الخبطة خمس خطوات لورا و رجعت فوقيهم خطوتين من صمتها مين إتجرأ و عمل فيها كدا
بصتله يسر بعيون ضعيفة وقالت بخفوت
أنا أسفة
و سابته و مشيت عينه فضلت عليها لحد م دخلت المطبخ حاول يبعد أي تساؤلات عن عقله و إتجه نحية الكرسي المترأس الطاولة الطويلة قعد و سند راسه ل ورا مغمض عينيه
سمع صوت الجرس فإبتسم بسخرية و هو عارف مين بعد شوية سمع
صوتها العالي بتزعق لواحدة من الخ عرف هي مين
إنت إتجننتي يا بتاعة إنت بتسأليني أنا مين
بصتلها يسر بخضة من هجومها المفاجئ عليها لحد ما جات رحاب و قالت بترحاب مختلط بالتوتر
أهلا يا ريا هانم نورتي معلش هي البنت لسه جديدة بس
بصتلها ريا بنزق و سابت الشنط على الأرض و هي بتشاور ل يسر بعنجهية
_
طلعيهم على أوضتي
وحشتني يا زين
متشكر
مدتش أي ردة فعل حتى نظرة حزن في عينيها مكانتش موجودة و لما الأكل جه و يسر بتقه قالتلها ريا بحدة
طلعتي الشنط
أومأت لها يسر ف قالت ريا بضيق
إعمليلي قهوة
حاضر
قالت يسر بهدوء عينيه فضلت عليها إبتدى ياكل بشراهة أول مرة
يعجبه طعم أكل بالشكل ده بصتله ريا و مأكلتش و هو ماسألهاش عن السبب
_
جابت يسر القهوة و حطتها قدام ريا ولسه كانت هتمشي وقفتها و قالت بعنجهية
إستني يا بنت
مرة أوي أنا عايزاها ب معلقتين سكر
بصت يسر لإيديها اللي إلتهب بعض أجزاؤها و مردتش إلا إنها إتفاجأت ب صوت زين بيقول بهدوء و هو بيحط معلقته جنب الطبق
لما تطلبي حاجه من الخ بتوعي تطلبيها بطريقة كويسة
ريا بصتله و غرورها مقدرش يتحمل كلامه ف قال بحدة
إنت هتعلمني أتعامل مع الخ بتوعك إزاي يا زين
هنا زين خبط على السفرة و قال بقسة
آه أعلمك
و بص ل يسر اللي كانت باصة للأرض بحزن وقال بهدوء معاكس لنبرته السابقة
_
خلي حد تاني من الخ يعملها القهوة مدام عمايلك مش عاجباها
مكانش قدامها غير إنها تومئ بهدوء و تروح للمطبخ تنفذ اللي قالها عليه بصتله ريا بضيق شديد و قالت
أسمي ده إيه يا زين
زي ما تسميه
قال ببرود و هو بيكمل أكل ف خبطت السفرة و قامت طلعت على جناحها و هي حاسة إن العفاريت بتتنطط قدام عينيها
راحت يسر تشيل الأطباق من قدامه لما ندهلها لاحظ إيديها الملتهبة ف قال بضيق
حطي أي كريم حروق سايباها كدا إزاي
إتوترت ف قالت بهدوء
هحط
لاحت في عينيها نظرة حزن أختفها سريعا و هي متأكدة إنه قالها كدا عشان منظر إيديها جايز يكون مدايقه مشيت من قدامه ف خرج هو برا اليلا وقعد في الجنينة حاطت اللاب توب على رجله و ماسك سيجارته فجأة لقى رحاب بتجري عليه و بتقول بعياط
_
زين بيه ريا هانم ب يسر
إتص لدرحة إنه ر
عياطها هنا هدر زين بقوة بيقول
إيه اللي بيحصل في بيتي ده
البت دي مالهاش قعدة هنا بقى حتة الجربوعة دي تتجرأ عليا بالشكل ده و أقولها تقلعني الجزمة و مترضاش
حس ب ار في قلبه و صوت عياطها و شهقاتها من ورا ضهره حاسس بيه ف قال بحدة
و متقلعيهاش إنت
ليه يا ريا هانم أنا سبق و قولتلك إن الخ بتوعي تتعاملي معاهم بإحترام
زين إنت إتجننت إزاي تتكلم معايا كدا عشان حتة بت حقرة زي دي
صخت فيه و آخر ذرة عقل كانت
_
فيها راحت مع وقوفه ضدها هنا صخ هو
بصوت جهوري عالي خلى
يسر ترتجف
كلوا يروح على المطبخ
إنصرف الجميع وأولهم كانت يسر اللي كانت كاتمة شهقاتها الباكية في قلبها ولما بقوا لوحدهم همس بصوت بارد و بإبتسامة ساخرة
الحقرة اللي بتقولي عليها دي أشرف من واحدة كانت بتجيب عشيقها بيت جوزها اللي واكلة شاربة نايمة في بيته و تنام معاه قدام إبنها
يتبع
ضراوة ذئب
زين الحريري
الفصل الرابع
_
الحقرة اللي بتقولي عليها دي أشرف من واحدة كانت بتجيب عشيقها بيت جوزها اللي واكلة شاربة نايمة في بيته و تنام معاه قدام إبنها
شحب وشها و إهتز بصرها و هي بتبصله مصومة رفعت إيديها إلا إنه بعد خطوتين و لسه الإبتسامة الساخرة على وشه ف نزلت إيديها جنبها و قالت و الوع بتترقرق في عينيها
لسه فاكر لسه يا زين مش قادر تسامحني
أطلق ضحكة رجولية مكانش فيها ذرة مرح واحدة و قال و عينيه بتشع كره
و هي دي حاجه تتنسي بردو يا ريا هانم و بعدين أسامح مين أسامحك إنت أسامحك على أنهي غلطة فيهم أسامحك على الخانة و لا على القذارة و لايمكن أسامحك إنك خدتي فلوس أبويا كلها و سبتيه يمون بحسرته لما عرف إن مراته خانة و حرامية إنت فاكرة إنب مقعدك معايا هنا حب فيكي ده أنا مقعدك عشان أشوف ذلك بعيني و أوريك الإمبراطورية اللي إبنك عملها
بعد م خدتي فلوس
أبوه و هربتي
و إتحولت ملامحه لقسة غريبة و هو بيقول
مقعدك عشان الشارع هيبقى أرحم عليك مني
بصتله قهر و قالت ألم
_
زين أنا أمك يا زين ليه كل الكره ده
أهي دي غلطة أبويا الوحيدة إنه أختار بني آة
زيك عشان تشيل إسمه و تربي عياله
قال وهو غارز إصبعه السبابة في صدرها و كمل و هو بيزود جعها أكتر
واحدة زيك مينفعش تبقى أم
و إسترسل بقسة
إنهارت في العياط و هي حاسة بقلبها من كلامه بص لوعها بع تأثر بعد عنها خطوتين و بصلها بإستحقار و طلع بعدها جناحه حرر أزرار قميصه و هو حاسس ب حجر جاثم
فوق قلبه حاسس إن في جع بينهش في جسمه طرقات على الباب هي اللي خلته يفوق من دوامة كان بيتسحب فيها سمح للطارق بالدخول دخلت يسر بخطوات بطيئة أول ما شافها حس بموجة ضب جواه وهيطلعها فيها هي ق قال بصوت قاس
إيه اللي جابك
و كإنه مستنكر دخولها لجناحه هي مش عارفة إنها دخلت قفص الذئب برجليها مش عارفة إن وجودها هنا خط عليها و عليه صوتها الدافي الحزين كان بيردد
_
مش عايزة أكمل هنا
قطب حاجبيه بيستوعب جملتها الصغيرة لحد م أدرك اللي بتقوله ف قال بإبتسامة ساخرة
و هتقعدي فين في الشارع
قالت ب ألم
مظنش يهم حضرتك هقعد فين المهم إنك تاخد شقتك و اللي هتطلع منها أنا و جدتي الصبح بدري يعني هتيجي مش هتلاقينا
و الست الشريفة الخضرة رايحة فين
بعدت إيديه بضيق و حدة و قالت بحدة
متمسكنيش بالشكل ده تاني
و رفعت صوتها عليه و هي بتقول
و بعدين أنا مسمحلكش تتكلم معايا بالشكل ده و لو يهمك أوي ف أنا هتجوز و هاخد جدتي تعيش معايا
_
إتص إتص لدرجة إن حس بالأصوات حواليه بتقل هتتجوز نفسه تقل و قال ولأول مرة تظهر في عينيه اللي مكانتش بتحمل أي مشاعر
هتتجوزي إزاي
قالت و وعها بتنزل على خدها
زي م أي بنت بتتجوز
بص للعلامات اللي على وشها و قال ساخرا
و الضب ده كان عشان توافقي
بصتله و رجعت بصت للأرض و معرفتش ترد فعلا عمها هو اللي عايز يجبرها تتجوز إبنه عشان تبقى تحت عينه هي و أمه و جدتها عيطت في التليفون عشان توافق لحد م قالتلها إنها
عايزه الجوازة دي
هنا إنهارت في البكاء و هي بتنفي براسها بقوة و جشمها كله بيتنفض لان قلبه ليها و قال بصوت أهدى
و إنت مش عارفة إن كدا جوازتك تبقى باطلة
_
قالت بكاء و هي بتترعش
أنا مجبرة مبقاش عندي غير الحل ده مش هقدر أكمل وصلة الإهانة هنا و لا حتى قادرة أتجوزه أنا لو عليا عايزه أموت النهاردة قبل بكرة و بدعي ربنا ياخدني عنده عشان خلاص أنا مبقتش قادرة أستحمل
إتأمل إنهيارها و قال بهدوء
مدام مش عايزاه متتجوزيهوش
قالت و هي بتنفي براسها وسط بكاءها باصة للأرض
يموتوني لو متجوزتهوش يموتوني
بصلها للحظات و الشيطان همسله بأذنه ب سبب خلى قلبه يتقبض و هو بيقول
إنت غلطتي معاه
توقفت عن البكاء و رفعت عينيها العسلية اللي بتلمع ليه و قالت و جسمها بقى يترعش أكتر لدرجة إنها إنكمشت محاوطة نفسها
والله العظيم محصلش ده إبن عمي و أنا مشوفتوش غير مرة واحدة من سنتين و من ساعتها و أنا كارهاه
_
زفر نفس عميق و قال بقوة
يبقى محدش يقدر يجبرك أقفي في وشهم و قوليلهم لاء
عمي عمي صعب و ممكن حقيقي يموتني
قالت بيأس حقيقي ف قال بحدة
و لا يقدر هتقدي في البيت مع جدتك و هحط حراسة على الشقة و محدش هيعرف يدخلكوا
بصتله بإستغراب و مسحت وعها و هي بتقول بخفوت
ليه كل ده مش إنت عايز الشقة دي و عايزنا نمشي و آآآ
بتر عبارتها و قال بقوة
من غير أسئلة ملهاش لازمة عندك دلوقتي إختيارين يا تتجوزي إبن عمك ده و تعيشي طول عمرك خدامة في بيت عمك أو تعيشي خدامة هنا في البيت و أنا مش هخلي حد يدايقك و لا يتعرضلك تاني
بصتله بحيرة من تصرفاته الغريبة بالنسبالها عايز يوصل لإيه باللي بيعمله ده إلا إنها قالت
_
مش عايزه أتجوز صب عني و حتى لو في هدلة هنا أنا مضطرة أستحملها
قالت كلامها و سابته و مشيت خد نفس عميق و عشان يخرج الضب اللي جواه رمى فازة بطول دراعه ف إتهشمت مية حتة
رجعت يسر على أثر صوت الإرتطام مخضضة و فتحت الباب من غير م تستأذنه لقته مديها و صوت انفاسه عالية بصت للمزهرية المسكينة و قربت منها قعدت على ركبتها ولملمت القطع الكبيرة بحذر لفلها بيحاول يسيطر على نفسه راقبها بعيون ثاقبة و هي بتلملم قطع الزجاج بص لإيديها اللي بتترعش و هو حاسس إن ممكن تكون مريضة ب مرض ما عشان كدا إيديها بتترعش طول الوقت غمض عينيه و قال بصوته البارد
إبعتي حد يلمهم ملكيش دعوة إنت
بصتله للحظات و رجعت تلملمهم بهدوء و قالت
مالوش لزوم أنا لميتهم خلاص
مردتش عليها راقب خروجها بهدوء زي دخولها بالظبط و كل ما تيجي في مخيلته إنها ممكن تبقى في حد وميبقاش هو الحد ده بيبقى عايز يطلع روحها في إيديه
رجعت بمقشة و جاروف و لميتهم و هي واقفة و قالت بهدوء
أنا هرجع البيت
قال بقوة
_
رقمي معاك
نفت براسها و قالت
رقم الشركة بس
و خط تليفونها الصغير من إيدها سجل رقمه و بصعوبة و مده ليها تاني و قال بضيق
كلميني لو حصل حاجه
أومأت بهدوء و هي بتاخد منه تليفونها و سابته و
مشيت الليلة دي منامش الأصوات اللي في عقله مكانتش بتسكت عدت ساعة بالظبط و لقى رقم غريب بيرن عليه فتح الخط بسرعة ف سمع صوتها الباكي بيهمس
زين بيه ممكن تيجي
جاي
قال من غير تردد و صوتها مبيروحش من اغه لبس قميصه و نزل على السلم تلات درجات ورا بعض ركب عربيته و ساق على سرعة عالية جدا
_
وصل بيتها في زمن قياسي و من غير تفاهم رزع باب بيتها بقسة لدرحة إنه
و بمجرد دخولها كل الأنظار إتجمعت حواليه و أولهم هي مش قادرة تفسر شعورها بالأمان أول ما شافته و لا قادرة تفهم ليه إنزوت في أوضتها و كلمته كل اللي فاهماه إن دلوقتي بس عمها مش هيعرف يها
صوته صدح في الشقة و هو بيقول
إيه اللي بيحصل هنا
إنت مين يا أفندي
أنا صاحب البيت ده و اللي بتشتغل عنده بنت أخوك
ضحك عمها بسخرية و قال
بتشتغل قول بتصيع بتتسرمح إنما بتشتغل دي كبيرة شوية
إبتسم زين بجمود و قال
لاء أنا بتكلم عن يسر مش بنتك
_
إتدخل إبنه و صخ فيه بصوته الحاد المزعج
إنت إزاي تتكلم كدا يا جدع إنت على أختي
بس يا حيلتها إنت كمان
رد زين و هو بيشاورله بعينه و رجع بص ل عزيز اللي رجع خطوتين ل ورا و هو بيحاول يستوعب قوة اللي قدامه ده ف قال زين بهدوء
بنت أخوك تخصني
شهقت جدتها و هي بصتله و الوع و قفت على أعتاب عيونها ف رد عزيز مذهول
تخصك إزاي يعني
يعني هتجوزها و مش بستأذنك ده أنا بعرفك من باب العلم بالشيء يعني
قال بإبتشامة صفراء حست يسر ب لسانها بيتلجم و منطقتش حرف ف قال حازم إبن عزيز بحدة
تتجوز مين إنت إتجننت أنا اللي هتجوزها
_
رد زين بعد م فقد آخر ذرة صبر كانت جواه
لاء م هو مش مزاد يا روح أمك
بصله عزبز و الخبث إترسم في عينيه و قال
عايز تتجوزها يبقى تدفع
إبتسم زين و قال
كدا إنت إبتديت تفهمني
و كمل ب خبث أكبر
بس إيه اللي يخليني أدفع لواحد زيك و أنا ممكن أخدها من إيديها دلوقتي و نطلع على أقرب مأذون
قال عزيز مبتسم
و مين هيتوكلها إنت متعرفش إن
_
بنت أخويا بكر ولا إيه لازم وكيل عشان الجوازة تبقى مظبوطة
عايز كام
قالها بإختصار
ف قال عزيز ببجاحة
مليون
بكل برود قال
هبعتلك حد بالشيك بس هنكتب دلوقتي
إنتوا إيه اللي بتعملوه ده إنتوا مجانين بتبيعوا و تشتروا في البت
صخت
حنان و هي ب على رجلها تجاهلها عزيز تماما و قال و عينه بتلمع بالجشع
_
مافيش كتب كتاب غير لما آخد الشيك
طلع زين تليفونه و عمل مكالمة سريعة ورجع قال بجمود
شوية و الشيك هيبقى في إيدك
كدا إتفقنا
بس أنا يابا كنت عايز أتجوز البت بجد
تغور البت بقولك مليون جنيه
قال عزيز
و هو بي على كتف إبنه من حماقته ف هدر عزيز بحزن
كل ده ولا حاجه قصاد العسل اللي الأفندي ده هينام فيه مع بنت عمي
إتحركت يسر بخطوات بطيئة بالكاد عارفة تصلب طولها خرجت من الشقة لقته واقف بضهره قربت منه و وقفت قدامه و وشها إزداد إحمراره و قالت بصوت شبه عالي رغم الإرهاق اللي هي فيه
_
عملت كدا ليه ده إنت أول واحد جيت في بالي لما شوفت عمي في البيت و قولت هستنجد بيك إنت
مبصلهاش و
بمنتهى البرود رد
أنا هتجوزك أي واحدة مكانك تتمنى اللحظة دي
بكت
من قلبها و قالت
مش عايزه
مش عايزه اللحظة دي و مش عايزه أتجوزك
مسك دراعها بقسة وقال
أومال عايزة تتجوزب مين الو اللي جوا ده
_
إبعد إيدك لو سمحت
نفضها بعيد ف كانت هتقع لولا تشبثها في العمود جنبها غمضت عينيها و قالت ألم
لا عايزه أتجوزه ولا أتجوزك ولا عايزة أتجوز خالص أنا عايزه أعيش في هدوء
مردش عليها ف قالت و وعها بتنزل
كان إيه إحساسك و إنت شايفه بيبيع ويشتري فيا و إنت موافق إيه إحساسك و إنت مشتريني بفلوسك دلوقتي
بصلها للحظات و قال بنفس النبرة الباردة
جهزي نفسك عشان المحامي بتاعي زمانه جاي و هيديله الشيك و أول ما يمسك الشيك هنكتب الكتاب
أرجوك أرجوك متعملش فيا كدا إنت كدا بتكتب عليا الحزن طول عمري مش إنت مش إنت قولتلي إنك بس هتعين حراسة عشان محدش ييجي جنبنا
هل هي بريئة أم أنها تصتنع هذا الكم من البراءة نظر ل إيديها اللي بتترعش و رجع بص لعنينها المليانة وع و وشها اللي إختلط بياضه بحمار مش محبب ليه و كل ما يتخيل إن عمها ها بيبقى عايز يدخل يكسر عايز يرفع إبده و يمسح الم ده و يسيب لإبهامه حرية تحسس الناعمة المكتنزة أخد نفس عميق و بص بعيد عنها ورجع قال بنفس قسوته
إنت فاكرة إني هعمل حاجه كدا لله و للوطن و هستفيد إيه لما أحطلك حراسه و خلاص م تبقي في بيتي و مراتي و محدش وقتها يعرف يمس منك شعره
_
بس أنا مش عايزه
قالت ألم ف رد
بجمود
مش مهم أنا عايز
وصل
المحامي بدفتر الشيكات مضى زين إمضته بعد م المحامي حط المبلغ و سلم المحامي الشيك لعزيز اللي قال بفرحة
على بركة الله كدا نكتب الكتاب
المأذون وصل بالفعل بعد دقايق و قعد زين قدام عزيز ماسك إيده و يسر قاعده جنبه بتحاول تكتم شهقاتها ردد زين ورا المأذون و مضى
و هي مضت بأصابع بترتجف و جدتها قاعدة حزينة على حالها زفر زين براحة أول ما إتكتبت على إسمه مشي المأذون و المحامي ف قال زين بعد م وقف موجه كلامه لعزيز و إبنه
مش عايز أشوفك وشك ولا وش إبنك تاني
_
قال عزيز مبتسم بسماجة
مقبولة منك يا جوز بنت أخويا
و شد حازم و قال بإصفرار
هنستأذن إحنا بقى
و بالفعل مشيوا لفت حنان ل زين و قالت ب بكاء
إنت عايز إيه مننا يابني ده إحنا غلابة و طول عمرنا ماشيين
جنب الحيط
رد زين موجه كلامه لجدتها
مش عايز حاجه هنطلع دلوقتي على شقة في الزمالك دي اللي هتقعدي فيها و الشقة دي هتتقفل لإنها مبقتش صالحة إن حد يعيش فيها و متقلقيش الشقة هتتكتب بإسمك عشان محدش يعرف يطلعك منها
بصتله يسر مصومة من كلامه و حنان قالت بفرحة
_
بجد يابني
نده زين على ماجد اللي لسه واصل و إستشاط ضبا لما شاف المأذون خارج من البيت إلا إنه أطاع أمر سيده و دخل و هو بيقول بصوت مشحون موطي راسه
أمرك يا زين باشا
خد الحجة وصلها للشقة اللي في الزمالك و إبتدي في إجراءات نقل الملكية بإسمها
تؤمر يا بيه إتفضلي معايا يا حجة
قال بهدوء ف بصت يسر لجدتها و مسكت إيديها و همست برجاء
تيتة متسيبينيش لوحدي معاه
ربتت حنان على كتفها و قالت بهدوء
ده جوزك يا بنتي
بصتلها وقالت
_
مكنش ده رأيك من دقيقتين يا تيتة
حزنت جدتها على حالها وقالت
إقبلي الأمر الواقع زي ما كلنا قبلناه يا يسر
و سابتها و راحت مع ماجد اللي كان بيبص ل يسر بإحتقار فضلت يسر عينيها ثابتة على نقطة فراغ مكان جدتها مافيش تعبير محتل وشها غير ال و الخذلان بصلها زين و نزل بعينيه لإيديها و أخيرا بقى قادر الإيد اللي كلها رجفة و بالفعل بهدوء وراه متجه ل برا البيت إلا إنها نفضت إيديها و صخت فيه لأول مرة
إبعد عني عايز مني إيه تاني
و إنهارت على الأرض و هي تبكي من قلبها
حتى جدتي سابتني عشان الشقة اللي هتكتبهالها بإسمها محدش فكر فيا
بصلها بهدوء و قرب بخطوات منها و رفع وشه و هو بيقول بقلب قاس
زي ما قالتلك قبل م تمشي حاولي تتقبلي الأمر لإنه خلاص بقى أمر واقع
رفعت راسها و بصتله ألم و قالت
_
عندك حق أنا مين أصلا عشان أقف قدامك لوحدي أنا كدا كدا متة مش هتفرق الطريقة
نزل يعينيه للجع اللي إتشكل في عينيها و على وشها حاولت تقوم بالعافية لدرجة إنها مسكت دراعه عشان تقدر تقف ف بص لإيديها اللي على دراعه من غير ما يتكلم و لما وقفت مسك كفها و جذبها وراه بالراحة وقفها قدام باب العربية من غير ما يفتحلها الباب ف مدت إيديها و فتحته هي و ركبت و هي حاسه بجع يضاهي جع خروج الروح من الجسد ركب جنبها و مشي بالعربية سندت هي راسها على الكرسي و وعها بتنزل منها بصمت و هي مغمضة عينيها بعد مرور نص ساعة كان وصل أسفل ناطحة سحاب ركن العربية في الجرا الخاص بيه و نزل ف نزلت وراه كانت ة لدرجة إنها إتشبثت بدراعه عشان توقفه عن الحركة و هي بتقول بكاء
بالراحة رجلي متشنجة مش مش عارفة أمشي
بصلها للحظات و ميل عليها و حط إيد أسفل ركبتها و التانية على ضهرها و إتصت بس متكلمتش من كتر التعب اللي هي فيه لأول مرة تحس إن حتى الحروف بقت صعبة عليها حطت إيديها على كتفه من غير م تبصله مشي بيها و إتفتح الأسانسير تلقائي ف دخل ف قالت بصوتها الخات
خلاص نزلني
مش بمزاجك
قال بضيق ينزلها إزاي بعد م إحتك جسمها الغض ب صلابة جسمه ينزلها إزاي بعد
مردتش داس بصباعة على زر الطابق الخامس عشر غمضت عينيها بقوة لإن أكتر حاجه تكرها الأسانسير لدرجة إن من خفها بع و عي و هي
حاسة إنها بتتسحب لتحت بصلها و صب عنه إبتسم
أدخلي
_
دخلت بالفعل ب خطوات مرتعشة رفعت عينيها ل الشقة اللي كانت أفخم من توقعاتها إلا إنها رجعت نزلت عينيها بحزن مدركة إن الشقة دي هتشهد
على أحزن لحظات حياتها
يتبع
ضراوة ذئب
زين الحريري
الفصل الخامس
سمعت صوت قفل الباب ف إتقبض قلبها أكتر لفت لقته بياخد إيديها و بيمشي بيها ناحية أوضة في آخر الشقة دخلت وقعدت على بتفرك صوابعها ف فتح الخزانة وخرج بيامة كانت إلى حد ما محترمة لإنه عارف إنها مش هتقبل تلبس حاجة من الحاجات الاضحة اللي في الدولاب بيامة ب نص كم و برمودا ياريته إكتفى بالبيامة ده خرجلها طقم داخلي راقي جدا باللون الأبيض و حطه جنبها و قال ببرود
قومي خدي شاور دافي و إلبسي البيامة دي
إتصت من جرائته و قالت و وشها إستحال للأحمر
على فكرة مينفعش كدا إنت إنت بتعمل حاجات قليلة الأدب و آآ
_
أنا جوزك وبعدين قلة الأدب لسه جاية
بصت للأرض و رجعت بصتله و قالت بحرج
و يا ترى ده لبس مين
لبسك
قال ببساطة ف قطبت حاجبيها و قالت
يعني قرار إنك عايز تتجوزني ده مجاش صدفة دي خطة بقى
قال بنفس البرود
متسأليش أسئلة مالهاش لازمة قومي غيري
و خرج من الأوضة كلها ف مسكت البيامة و الطقم الداخلي بتبصله برهبة حقيقية دخلت المرحاض و قفلت الباب على نفسها كويس نزعت كل ملابسها و دخلت تحت الدش بتحاول تلغي أي أفكار تيجي في اغها تزود العب في قلبها ليه دونا عن كل البنات هي تبقى زوجة للوحش اللي برا ده
صحيت اليوم اللي بعده و أول حاجه دورت عليها بعينيها كان هو قامت ودورت في الشقة كلها وملقتهوش لحد م فقدت الأمل و دخلت تعمل حاجه تاكلها و لحسن حظها التلاجة كانت مليانة بأكل يشهي الأنفس أكل لأول مرة بتشوفه و أكل حرمت منه أكلت لحد ما شبعت و بعدها حشت بالخجل لإنها كلت كتير و همست لنفسها بحزن
_
ليه كلتي كل ده دلوقتي ييجي يشوفك واكله ده كله هيقول إيه عليك
و إسترسلت بغرابة
هو راح فين
يومان ثمانية و أربعون ساعة من دون حتى أن ترى طيفه كل م تصحى و متلاقيهوش تنام تاني للحظة حست بإهانة فظيعة إتجوزها ليه مدام مش عايز حتى يقعد في المكان اللي هي قاعدة فيه عينيها وارمة من شدة البكاء مش عارفة هي تبكي ليه تبكي إنه مش موجود دي مستحيلة جايز تبكي لإنها حست إنها لوحدها مش معاها حد بين أربع حيطان كاتمين على نفسها مخدتها و إنهارت في العياط أكتر من إمبارح و هي بتحلم بكوابيس غريبة و تصحى مخضضة متلاقيش حتى حد يناولها كوباية مايه ف عيط شوية زي الأطفال و ترجع تنام تاني لحد م صحيت في صباح اليوم التالت سمعت صوت كركبة برا خات جدا
قامت بسرعة ولبست روب القميص اللي كانت لابساه ف غطى الروب لحد آخر رجلها طلعت من الأوضة و الذعر باين على وشها لقته واقف في المطبخ مديها ضهره بيفضي حاجات من الكيس و صوته الرجولي قال بهدوء
مخافيش ده أنا
إزاي عرف إنها واقفة وراه زفرت نفس عميق إلا إن الضيق إحتل ملامح وشها و هي بتقول بحدة
كنت فين
إبتسم ساخرا و هو لسه مشافهاش و قال
وحشتك
_
قربت منه و صخت فيه و هي بتقول بصوت يشوبه البكاء
رد على سؤالي جيبتني هنا و رمتني زي الكلبة و سيبتلي شوية أكل
في التلاجة عشان عارف إنك هتغيب و مدام إنت مش عايز تقعد معايا لييه تتجوزني من الأول
لفلها ولسه كان هيتكلم إلا إن لسانه إتكبل بسلاسل من حديد لما شاف أنثى مبهرة فاتنة واقفة قدامه لابسة روب أحمر إتفتح شوية من عند نهديها ف ظهرهم ب سخاء شعر بني كستنائي نفس لون عينيها مبعثر شوية إلا إنه مازال محتفظ بنعومته ملامح ملائكية و وش أحمر من أثار النوم عيون بتلمع من العياط اللي على وشك إنها تعيطه عينيه بتشرب تفاصيلها تفاصيل مهلكة إزاي حد ممكن ياخد كل القدر من الجمال ده لوحده إزاي سابها اليومين دول أصلا
إنت عارف أنا شوفت إيه في اليومين دول عارف كنت بحلم بكام كابوس في اليوم و اقوم مخضضة معيطة عشان قاعدة لوحدي و آآآ
حست بإيده بتحرر عقدة رباط الروب ف همست حقيقي و
هي لسه مغمضة عينيها
أنا خافة
لما سمع جملتها بهدوء وقع الروب الحريري من
على كتفها و قال بهدوء
_
مش هأذيكي
هو
عايز يصارحها إن هو نفسه خاف خافه عليها منه خاف من رغبته فيها و شهوته تإذيها ف سمعها بتقول برجفة و حزن
من أول ما شوفتني و إنت بتإذيني
م نطقت برفق
تحب تفطر إيه
هطلب فطار و غدا متتعبيش نفسك
قال بهدوء فأومأت
و مجادلتوش رفع أنامله و تحسس وشها الناعم زي بشة الطفل و همس بصوته الرجولي ذو البحة المميزة
إنت ليه جميلة كدا
_
اليومين اللي مشيت فيهم كنت فين
في اليلا و ف شغلي
ليه مشيت وقتها
قالت و الحزن إتغلغل لنبرتها ف قال برفق
هتصدقيني لو قولتلك إني خفت عليكي كنت عارف إنك كنتي كارهاني وقتها و أنا مكنتش هقدر أستحمل إننا نبقى تحت سقف واحد و و في نفس الوقت مكنتش عايز أخدك بالعافية لإن مش زين الحريري اللي يجبر واحدة تبقى معاه في عشان كدا سيبتك يومين تهدي
سندت راسها على صدره و همست حزينة
كنت كل ما أقوم من النوم و ألاقي إنك لسه مجيتش أنام تاني
كنت واحشك
قال مبتسم بغرور ف إبتسمت هي كمان و قالت
لاء مش قصة واحشني بس مكنتش حابة أقعد لوحدي
_
رفع أحد حاجبيه من إجابتها اللي مرضتش غروره و قرص أرنبة أنفها و هو بيقول
لا والله
ممم
إنت أد اللي قولتيه ده
إنكمشت و قالت
زين
أنامله إمتدت لمعدتها و بدأ بدغدغتها ف تعالت ضحكاتها بتترجاه يوقف
زين زين كفاية عشان خاطري مش قادرة خلاص كنت واحشني كفاية بقى
إيه ده إيه اللي بيحصل
إعتلت وشه إبتسامة صفراء و مشي ناحية أمه و مراته في إيده و
_
بصوته الجهوري
كله يجمع هنا قدامي
و بالفعل
إجتمع الخ متراصين امامه بصلهم بهدوء و قال مبتسم
أنا إتجوزت يسر إمبارح و بقت على إسمي يسر الحريري
البعض شهق مصوما و البعض ناظرها حقد و الوحيدة اللي إبتسمت بفرحة كانت رحاب ريا إتجهت ناحيته و صخت في وشه
يعني إيه يعني إيه تربط إسم عيلة زي عيلة الحريري بواحدة خدامة متسواش حاجه رد عليا يا زين يعني إيه
اللي بتقوله ده
إختبئت خلف ضهره و مسكت في دراعه الحقد نبع من عينيه و هو بيبصلها بقسة و بيقول بنبرة اقسى
زي ما سمعتي و مبقتش خدامة بقولك بقت حرم زين الحريري
_
بصتله ريا و عينيها حمرا من شدة الضب و إتحولت عينيها من على زين ل يسر و صخت فيها
وقعتيه إزاي يا بنت الكلب
ريا
كلامك معايا و مش مرات زين الحريري اللي تتشتم بأبوها إعملي حسابك إن
أي إهانة هتتوجلها يبقى كإنك بتوجهيها ليا و إنت عارفة كويس إني مبسامحش في أي إهانة تتوجهلي
غمضت عينيها لما سحبها
وراه لجناحه كانت بتمشي وراه و الرؤية متشوشة قدامها من وعها دخلوا الجناح و رزع الباب ف إنتفض جسمها قعدت على و عينيها الدامعة بتراقب تحركاته كان بيروح و ييجي في الأوضة لدرجة إنه مسك كوباية إزاز خطها في الحيطة إرتعش جسمها و بصتله برهبة وقف قدام الحيطة وخبط بكفه بقسة عدة مرات و هو يصرخ
بكرها بكره وجودها بكره ريحتها نفسها مبقتش طايقه
ششش إهدى إهدى يا حبيبي
إهدى
_
غمض عينيه و لأول مرة في حياته يحس بحد بيحتويه للدرجة دي هو عاش طول عمره محروم من حنان الأم اللي كانت أنانية نرجسية مبتفكرش في حد غير في نفسها وبس قالت وهي بتربت على كفه اللي ماسك دراعها ف مسح على خدها برفق وقال
مكانك مش تحت رجلي يا يسر
قالت مبتشمة
م أنا عارفه يا زين بس أنا عايزه أعمل كدا
و بالفعل بدأت تقلعه الجزمة و رجعت قعدت جنبه حررت أزرار قميصه بهدوء و فتحته و قالتله بخجل
طب م تكملي جميلك
لاء مش هينفع بقى كفاية كدا
و
قامت حضرتله ف غير هدومه و دخل لقاها جوا بتولعله شمو
قالت مبتسمة
_
أيوا عايزاك تقعد في البانيو و تريح أعصابك شوية
أخد نفس عميق و قال بشرود
أعصابي مش هترتاح غير و إنت في
م أنا في أهو
تسللت إيديه لمعدتها بتدغدغها ف ضحكت و قال بخبث
ده ع الماشي أنا عايز التاني
قالت و سط ضحكتها
سيبيهم يا يسر
بصتله بإستغراب و قالتله
هلمهم على طول
_
هبعت حد يلمهم
قال بإنزعاج ف غمغمت
مش محتاجة يعني يا زين
يسر قولتلك سيبي الإزاز ولا مش قادرة تنسي إنك كنت خدامة هنا
يتبع
ضراوة ذئب
زين الحريري
الفصل السادس
يسر قولتلك سيبي الإزاز ولا مش قادرة تنسي إنك كنت خدامة هنا
رمى جملته في وشها زي القنبلة الموقوته إتصت من كلامه و رفعت وشها بتبصله بذهول أدركت الجملة بعد لحظات و أدرك هو صعوبة اللي قاله بعد لحظات مماثلة إبتسمت ألم و هي بتكمل لملمة الإزاز وقالت
_
و دي حاجه تتنسي
متزعليش مكنش قصدي أقول اللي قولته ده
قالت بهدوء
مش زعلانة بس ة و عايزه أنام
إتنهد و همس
و أنا و عايزك
صحيت يسر حاسه بعطش شديد بصتله و هو نايم بعمق ف مسحت على خصلاته برفق و قامت لبست الروب بتاعها و خرجت من الغرفة لمطبخ الجناح ملقتش فيه مايه ساقعة ف إضطرت تنزل للمطبخ الرئيسي اليلا كانت ضلمة جدا ف بصعوبة وصلت للمطبخ و فتحت أنواره و مافيش أي حد فيه كلهم كانوا نايمين فتحت التلاجة و طلعت إزازة مايه ساقعة شربت بعطش رهيب إلا إن جسمها إتنفض والإزازة وقعت من إيديها لما سمعت صوتها القاس بيقول
نازلة بتتمشي في اليلا و لا أكنها يلة أبوكي
بصتلها بهدوء و مردتش جابت الإزازة من على الأرض و غطتها ودخلتها التلاجة تاني و عدت من جنبها عشان تمشي من المطبخ إلا إنها لقت قبضة على ذراعها بكل قسة بتغرز ضوافرها فيها و بتقول بحدة
مش أنا بكلمك يا بالة إنت
_
بصتلها يسر بتحاول تتحامل على ألم دراعها و قالت بهدوء
حضرتك عايزه إيه
إنت فاكرة إيه يا بت إنت فاكرة إنه إتجوزك عشان حبك فوقي زين إبني مبيعرفش يحب حد ميعرفش حاجه إسمها حب أصلا زين متجوزك عشان حلوة شوية عشان شكلك و جسمك و أول ما هيزهق منك أوعدك إنه هيرميكي بطول دراعه و هيسيبك جنب أوسخ حيطة
بصتلها بعيون مافيهاش ذرة شعور يكون فعلا متجوزها رغبة مش أكتر إتنهدت و دخلت الجناح و الألم العاصف بضهرها مش بيخف أبدا نامت على بصعوبة بتبصله ألم و خافة يكون فعلا مبيحبهاش و
في إيه
قالت و أنفاسها عالية من شدة الألم
مافيش حاجه إتخبطت في ضهري بس
قام قعد نص قعدة و قالها بضيق
إتخبطي إزاي يعني لفي
نفت براسها و قعدت قصاده و قالت بخجل
_
لاء مافيش داعي أنا كويسة
لفي يا يسر
قال بحدة ف إتنهدت و لفت مدياله ضهرها و هي قاعدة رفع القميص لقى كة حمرا خلته تص تحسسها برفق و قال بحدة
دي بقت
كة مبتاخديش بالك من نفسك ليه يا يسر
قالت بحزن
اللي حصل حصل يا زين خلاص
خدي بالك بعد كدا
أومأت بهدوء ف تسائل
إيه اللي نزلك المطبخ أصلا
_
كنت عطشانه
ماشي
و إسترسل فارد رجله حوالين رجلها
خليك نايمة كدا بقى عشان ضهرك
قالت
بخجل
لاء لاء هنام على بطني و مش هيوجعني إن شاء الله
إبتسم على خجلها و قال بهدوء
خلاص اللي يريحك
و بعد إيده عن جسمها ف قامت بحذر و نامت على بطنها خات روب القميص يتحرك ف قالت ل زين اللي كان بيراقب كل تفصيلة صغيرة بتصدر منها
_
زين ممكن تغطيني
لسه مكسوفة مني
محسسني إننا متجوزين من عشر سنين أكيد بتكسف أنا ملحقتش
مردش عليها و مسح على خدها و قال بفتون
جايبة الجمال ده منين
كانت هترد إلا إنها شردت بحزن و تمتمت
مكنش ده رأيك من أسبوع قولتلي لو شوفتني قدامك عريانة مش هتبصلي
و تنهد و مسح على ضهرها من فوق الغطا و هو بيقول
كلام يا يسر كنت بكدب عليك من أول لحظة شوفتك فيها شدتيني
طب ليه كل مرة كنت مصمم توجعني بكلامك
_
قالت بحزن لدرجة إن عينيها لمعت بوع مكبوتة ف قال بهدوء
مش يمكن عشان أنا أصلا موجوع
قالت بلهفة
مين وجعك
يلا يا يسر عشان تنامي
قال و هو بيمسح على شعرها و طفى ضوء الأباورة اللي جنبه ف إتنهدت و غمغمت بلطف
قوليلي حاسه بإيه دلوقتي
زعلانة
لفلها و قال بإستغراب
ليه مالك
_
هتفت حزينة
ملحقتش تقعد معايا يا زين
شغلي يا يسر بحبه و مقدرش أعيش من غير ما أشتغل
بتحبني
قالت بتلقائية بريئة إتص من سؤالها بتسأله ليه دلوقتي بتسأله سؤال هو نفسه ميعرفش إجابته سكت معرفش يقولها إيه هو عارف إنه مبيحبهاش لإنه متأكد إن قلبه إسود مبيحبش حد هو متجوزها جواز رغبة رغبة فيها و الرغبة مينفعش معاه تبقى حب
إرتجف بؤبؤ عينيها و هي بتبصله وسكوته خلاها تعرف الإجابة قامت وقفت قدامه و قالت و الحزن كلهم متشكل على ملامحها
طب ليه إتجوزتني
يسر أنا هتأخر
قالها و هو بيمشي من قدامه إلا إنها مسكت دراعه و قالتله بإنكسار
مش هعطلك أنا
_
عايزة إجابة على السؤال ده و هسيبك تمشي
بصلها بضيق و قال
يعني إيه إتجوزتك ليه يا يسر الناس بتتجوز ليه
قالت ألم
عشان بيبقوا حابين بعض
قال ساخرا
إنت فاكرة إن السبب اللي بيخلي أي إتنين يتجوزوا هو الحب
أومأت دون رد ف قال بهدوء
عشان بريئة أسباب كتير تخلي أي إتنين يتجوزوا
طب قول متجوزني ليه
_
قالت و في نبرتها رجاء يجاوب ف قال بهدوء
إتجوزتك عشان مش عايز
أوسخك مش عايز أعمل معاك حاجه غلط
جحظت بعينيها بتترجم كلماته ف قالت مصومة
رغبة يعني
أيوا يا يسر
قال و هو بيتأمل صمتها اللي على وشها ف تمتمت بصوت بيرتعش
مبتحبنيش يعني
أنا مبحبش حد
قال بكل برود مش واعي لأثر كلماته على قلبها نزلت إيديها من على دراعه و قعدت على و أومأت براسها شاردة في نقطة ما
_
تمام
بصلها للحظات و مشي مشي و هو متأكد إن اللي قاله ده هو الصح حتى لو جعها دي الحقيقة و الحقيقة مينفعش توجعها
نزلت على السلم بعد م لبست عباية تشبه عباية
الإستقبال و سايبة شعرها مافيش تعبير على وشها غير الجمود قعدت على السفرة لما خدامة من الخ قالتلها إن الفطار جاهز كانت ريا بتترأس السفرة و بتاكل من غير ما تبصلها أكلت يسر هي كمان و مبصتلهاش لحد ما قطعت ريا الصمت و قالت
مالك يا عروسة إبني مزعلك ولا إيه قوليلي لو مزعلك مش هسكت هروح أشكره
قالت ساخرة في آخر كلماتها ف بصتلها يسر و
إصتنعت الإبتسامة
متقلقيش يا حماتي إبنك معيشني في هنا
موقتا
قالت بجمود و هي بتاكل بهدوء ف
_
بصت يسر لطبقها بضيق كملت ريا مبتسمة
هيزهق
منك قريب و هيرميكي
حست إن كلامها حقيقي خصوصا لما إعترف النهاردة إنه متجوزها رغبة و الرغبة تنطفئ و الشوق يخمد و اللهفة تتلاشى ريا في يسر نقطة واجعاها أساسا مقدرتش يسر تتحمل كلامها و سابت الأكل بعد م أكلت يادوب معلقتين و قامت
طلعت جناحها و من غير م تحس إنهارت في العياط إترمت على الأرض و خبطت بإيديها مهارة في البكاء و الصاخ بتحمد ربنا إن جناحه عازل للصوت عياط مستمر مش قادرة تتحكم فيه ساعة ورا التانية لحد م نامت مكانها نامت لساعات بتهرب من واقع اجعها دخل زين بالليل بعد م رجع من شغله و لاقاها على الحالة دي نايمة على الأرض خصلاتها مبعثرة و إرتجافة صغيرة جسدها بين الحين و الآخر إتخض و ميل عليها ف صحيت و لما أدركت إنه بعدت عنه بتزحف لورا لآخر إستغرب و قال
إيه اللي كان منيمك على الأرض و بتبعدي عني ليه
ولا حاجه بس إتخضيت
قالت و هي بتبصله بتوتر ف هتف بهدوء و هو بيفتحلها دراعه
طب تعالي
نفت براسها و لأول مرة ترفض و قالت بهدوء
_
هقوم أغير عشان العباية دي خنقاني أوي
و قامت بالفعل متهربة من مش هتحس فيه غير برغبته ناحيتها إستغرب و نزل أيده مش هينكر إنه إدايق لاء ده إتعصب غير هو كمان قميصه مع بنطال قطني قعد على الكنبة و أشعل سيجارته لحد
ما طلعت هي من غرفة تبديل الملابس لابسة بيامة كارتونية محتشمة إبتسم لما شافها ف بادلته إبتسامته وقال بطفولية
والله إتبسطت لما شوفتها في الدولاب مكنتش أتخيل إنك هتجيبلي بيامة زي دي
قال بلطف
شوفتك فيها مش عارف ليه
نعسانة أوي يا زين
قال بهدوء
م أنا عارف هسيبك تنامي
حس إنها نامت ف قال مبتسم
_
في حد ينام بالسرعة دي
صحيت من النوم بتفرك عينيها بنعاس
أثر النافذة المفتوحة و الشمس بضوءها القوي
داعب عينيها بصت ل زين اللي كان واقف قدام المراية ب شورت طويل باللون الإسود يشبه المايوه الرجالي بينثر عطره الفخم ف قالت بإستغراب
إنت رايح فين
لفلها و قال بإبتسامة
هننزل البسين يلا قومي مش عايز كسل
فردت إيديها جنبها ب نعاس حقيقي و قالت بنبرة متضايقة
بسين إيه دلوقتي ده أنا نعسانة نعس
ولإنها كانت مغمضة عينيها مخدتش بالها إنه مشي ناحيتها و بسرعة كان شايلها بين إيديه
_
صخت بخضة و إتشبثت في عنقه مواجهة ل قدام وشها المخضوض و قال
قولتلك قومي بمزاجك مقومتيش يبقى تقومي صب عنك
زين أنا نعسانة سيبني أنام شوية و لما أقوم ننزل البسين
مستحيل ألبس قلة الأدب دي
خرج مايوه إسود ف لفتله وقالت مصومة
زين إنت واعي للي بتعمله إزاي هلبس مايوه زي ده قدام الحرس بتوعك و الناس اللي في القصر
رفع أحد حاجبيه و قال ساخرا
شايفاني بقرون
و إسترسل
أولا هتنزلي بيه فوقيه روب شتوي مش هيبان منك حاجه يعني محدش من القصر هيشوفك ثانيا الحراس واقفين برا اليلا عينيهم مبتجيش جوا اليلا و لو ده حصل هطلع عينه في إيده و أنا واثق إنه مش هيحصل ثالثا أنا لو شاكك إن في حد هيشوف بس طرفك كدا مكنتش هخليكي تلبسيه
_
إطمنت شوية لكلامه إلا إنها قالت بخجل
طب و إنت بقى إنت فاكر إنه عادي بالنسبالي ألبس قلة الأدب دي قدامك
قال بخبث
لاء أنا جوزك لو قعدتي م لط قدامي عادي
زين
قالت بضيق ف إبتسم و ناولها المايوه ف كانت هتاخده إلا إنه بعده عن إيديها و قال بمكر
طب م أساعدك
كمان
قالت مصومة و شدته من إيديه و حطته ورا ضهرها و قالت بضيق
يلا إطلع برا
_
بتطرديني
قال بيمثل الدهشة ف أومأت طفولي ف قرص أرنبة أنفها و طلع فعلا قفلت الباب وراه و بصت للمايوه و هي بتقول
هلبسه إزاي ده دلوقتي
خرجت بعد ربع ساعة مش عارفة تغطي إيه ولا إيه هي في الحقيقة لبسته في خمس دقايق وباقي العشر دقايق بتفكر فيهم هتطلع إزاي حاولت تقنع نفسها إنه جوزها و إنه عادي يشوفها كدا لحد م خرجت فعلا و وشها كله ألوان لقته قاعد على الكنبة مستنيها أول ما شافها صفر بإعجاب و قام وقف قدامها و عينيه بتمشي على جسمها كانت هتعيط و رفعت إيديها عشان تحطها على عينيه اللي بتاكلها إلا إنه مسك إيديها بإيده الفاضية و قال بتحذير
بتعملي إيه
متبصش
قالت غاضبة ف قال بخبث
بحاول مش عارف
سابها و دخل أوضة تبديل الملابس و أخد روب تقيل جدا باللون الإسود ف لفتله عشان و هو جاي ميشوفهاش من ضهرها راح ناحيتها
ضيق من ورا
_
قالت مستغربة
إيه المشكلة كلهم في القصر ستات
قال بحدة
بقولك ضيق حتى لو كلهم نسوان
قالت بضيق
نسوان
وضبت كف على آخر ف قال بضيق أكبر
إلبسي فوقيه عبايه مفتوحة
قالت مصومة
هيبقى شكلي معفن أوي يا زين
_
مش مهم
قال و هو بيتجه ل أوضة تبديل الملابس و أخد عباية من عبايتها السودا المفتوحة و لبسهالها فوق الروب ف قالت و هي بتحاول تسيطر على ضحكتها
زين شكلي بشع والله طب م أقلع الروب بقى و أقفل كباسين العباية وخلاص
قال بحدة
و هنبقى عملنا إيه م هي هتفضل ضيقة من ورا بردو
مسك إيديها و لفها ف زفر بإرتياح لما لاقاها مش مبينة تفاصيل جسمها و رجع لفها ليه تاني و قال مبتسما
كدا كويس يلا تعالي
ومسك إيديها وخرج من الجناح و هي وراه نزلوا من على السلم و كل العبون حواليهم
و أولهم ريا اللي كانت قاعدة بتتسوق أونلاين و أول ما شافتهم وشها قلب درجة مكانش هامه حد و قبل ما يخرج من اليلا نده على رحاب ف جات بسرعة ف قالها بجمود
رحاب إقفلي ستاير اليلا كلها مش عايز حد يبص برا اليلا و اللي هيبص قوليلي على طول
_
أومأت رحاب و شرعت في تنفيذ أمره و قفلت الستاير بالفعل بإحكام خرج من القصر و هي في إيده وقفوا قدام البسين اللي يسر كانت خافه منه لفلها زين و قال بهدوء
البسين عميق شوية هنا عشان أنا طويل ف خلي بالك
خفها أكتر شال العباية من على كتفها ف وقعت على الأرض و بص بعينيه ل وراها و إتأكد إن الستاير كلها نازلة حل رباط الروب و رجعه ل ورا من عند كتفها ف وقع جنب العباية مسكت دراعه وقالت برهبة
زين أنا خافة
مخافيش
زين إياك تسيبني
مش لامسة الأرض يا زين والله ما لامساها
م أنا عارف إنك مش لامسة الأرض قولتلك البسين عميق جدا
طب أعمل إيه أنا
دلوقتي
_
قالت بحزن ف قال و هو منزل عينيها لرجليه اللي الكبير منه و قال
خليكي كدا
إحمر وشها و لكن بعد ثواني قالت بحماس
بقولك إيه نيمني على المايه كدا
قال بإستغراب
إيه جرعة الشجاعة اللي خدتيها في لحظة دي
قالت متحمسة زي الأطفال
طب يلا بس
و فردت رجليها و سابت إيديها شوية و لولا إنه كان زمانها إتسحبت لتحت ف قال بمكر
لاء إرجعي زي ما كنتي عشان
_
مسيبكيش غرقي
قالت بمكر أكبر
سيبني و مش هغرق
و في لحظة كان ساب جسمها ف نزلت لتحت وبسرعه رفعها ف شهقت و فضلت تكح و هو بيبتسم و بيحرك إيده على ضهرها بهدوء بصتله بضيق لدرجة إنها صخت فيه زي الأطفال
ليه سيبتني
إنت اللي قولتي
قال ببساطة ف رمقته بحزن ف هتف
يلا عشان أنيمك على المايه
إختفى حزنها وفردت دراعها في الهوا تلقائي ف ضحك ضحكة رجولية المايه و هو لسه ماسكها غمضت عينيها بإستمتاع و قالت
الله شعور حلو اوي
_
و بالراحة إبتدى يبعد إيديه عن جسمها و تلقائيا رفع عينيه لليلا و لبرا عشان يتأكد إن مافيش حد شايفها و فعلا مالقاش حد بيبص بصلها و رجع شوية و قال بخبث
فتحي عينك كدا
فتحت عينيها لقته بعيد عنها و مش ماسكها ف إبتسمت و قالت بفرحة
إيه ده إنت بعيد يعني أنا نايمة على الماية لوحدي
شوفت
قال بإبتسامة قلقت شوية ف غمضت عينيها وقالت
متبعدش أوي
مخافيش
قال و هو بيتجه لمكان بعيد عنها عشان يمارس
أكتر هواية بيحبها و هي السباحة إبتدى يعوم بمهارة ف فتحت عينيها و إبتسمت لما شافته بيعوم و للحظة حست بحاجه بتسحبها لتحت حتى الصيخ مكانتش قادرة تصرخه موجة سودا بتبلعها لجوا و هي مستسلمة تماما و للحظة مشي شريط حياتها قدامها غمضت عينيها و تساقطت عاتها و هي بتدرك إن دي النهاية زين منج في السباحة و مش واخد باله منها و شوية الهوا اللي باقيين في رئتيها على وشك النفاذ إستسلمت لمصيرها لكن أكتر حاجتين كان نفسها تعملهم تشوف جدتها و قبل ما موت أخير
_
يتبع
ضراوة ذئب
زين الحريري
الفصل الثامن
ضب المقود بقسة و صخ بحدة
يسر
أنا أسفة
قالت و هي بتفرك أناملها برعشة و بتبصلهم أخد نفس عميق و لما وصلوا نزل و رزع الباب وراه نزلت هي كمان و مشيت وراه من ردة فعله الجاية فتحتله دينا الباب ف شهقت يسر مصومة لما جابها من شعرها و بقسة كان بيسدد لها قلم خلاها تقع على الأرض وقفت حاطة إيديها على فمها من ال و مافيش في ودنها غير صوت صاخ دينا
ركضت على زين اللي مسك دينا من شعرها عشان تقوم و إداها قلم تانب و صوته الجهوري هز أرجاء اليلا
بتسمي مراتي يا بنت ال يا رمة
_
أمسكت يسر بدراعه و وعها بتتساقط بتقول برجاء
زين عشان خاطري كفاية أرجوك كفاية يا زين تموت في إيدك
لفلها زين ب وشه و هدر فب وشها بقسة
إبعدي إنت دلوقتي
خدت خطوتين ل ورا بعب من وشه الجديد عليها إتجمع القصر كله حوالين زين و دينا و ريا واقفة مصومة بتجحظ بعينيها مذهولة من وجود يسر و متأكدة إن زين عرف الحقيقة قربت من زين و صخت فيه بتصتنع
ع المعرفة
في إيه يا زين البت عملت إيه
صخت دينا فيها و هي راكعة تحت رجلين
زين بتبوس جزمته و بتقول برجاء باكي
أبوس رجلك
_
يا زين بيه سامحني والله العظيم ما ليا ذنب ريا هانم اللي قالتلي أعمل كدا
رفع زين عيونه ل ريا مبتسما بخبث ريا اللي من شدة خفها صخت في دينا
إبه الهبل اللي بتقوليه ده إنت إتجننتي يا بت إنت
لفتلها دينا و صخت فيها قهر
حرام عليك كفاية كدب إنت اللي قوليتيلي أجيبلك السم و أحكه في الأكل و بمقدار كبير عشان عايزه تموتيها
ولفت ل زين رافعة وشها لبه بتترجاه
و رحمة أمي يا بيه هي اللي قالتلي و إدتني فلوس كتير أوي أوي يا بيه عشان أعمل كدا أبوس إيدك إرحمني الله يخليك
تقولي اللي قولتيه ده في القسم
قال بهدوء و هو بيطلع سجارة من جيبه و بيشعلها بقداحته أومأت دينا بهيستيرية
أقول أقول اللي حضرتك عايزه بس متعملش حاجه فيا
_
إنكمشت ريا من شدة خفها و قالت بذهول
هتسجن أمك يا زين
مهتمش زين بكلامها و مداش أي ردة فعل بص ل دينا بإبتسامة وقال بنفس نبرته الهادية
قومي
نهضت دينا و السعادة المختلطة بالوع تعم وجهها و قالت بفرحة ظهرت في صوتها
يعني سامحتني يا بيه
يا حراس
زعق بصوت عالي جدا إنتفضت على أثره دينا و يسر أتوا حراسه ف قال و هو بينفث دخان سيجارته في وش دينا اللي إبتدت ملامحعا تتحول من سعادة ل و عب
خدوها إعملوا معاها اللازم
ذهب ناحيتها إتنين مسكوها من دراعها و جروها ل برا وسط صاخها و بكاء رحاب عليها هنا تدخلت يسر و وقفت في وش الحراس و بقوة أمرتهم
_
سيبوها
أحد الحراس اللي ماسك دراعها قال بضيق
إحنا مبناخدش أوامرنا غير من زين باشا
صخت فيه يسر بقسة
و أنا حرم زين باشا و بقولكوا سيبوها
لف زين ليهم ف بصله الحارس ف شاورله زين بعنيه يسيبها سابوها بالفعل ف إترمت على الأرض و مسكت إيد يسر بتقول بصوت باكي مترجي بذل حقيقي
أنا بشكرك بس أرجوكي أرجوكي قوليله حاجه
نفضت يسر إيدها منها و بصتلها بضيق و مشيت
من قدامها وقف قدام زين اللي كان بيبصلها بجمود ف قالتله بصوت عالي إلى حد ما
إرفدها رجعها لأهلها مكان ما كانت لكن متسيبش رجالتك يعملوا فيها كدا
_
و تحولت نبرتها لمترجية بتقول
لو سمحت يا زين
بصلها للحظات بنفس البرود و نفث دخان سجارته بعيد عن وشها بص ل رجالته و هتف بهدوء
برا
طلعوا برا بالفعل و بص ل دينا و قال بقسة
مش عايز أشوف وش أهلك هنا تاني و لو قابلتيني في مكان لفي وشك النحية التانية
أومأت دينا
و هي حاسة إن هيغمى عليها من فرحتها
و ركضت للخارج بأقصى ما عندها ف بصتله يسر بإمتنان إلا إنه نظر لها بنظرات جامدة لف وشه ل ريا اللي وشها بقى شاحب زي الأموات و قال بإبتسامة ساخرة
رحاب
_
أسرعت رحاب بالرد وسط ضحكتها المختلطة بوع حزنا على دينا اللي مستقبلها كله كان هيضيع
أؤمر يا زين باشا
جهزي عيش و حلاوة ل ريا هانم بس يكونوا نضاف
قال بسخرية بصتله ريا و إتملت عيونها بالوع و قالت بقوة زائفة
ده بعدك أنا مش هقعد لحظة
واحدة بس في السن
خطى نحوها خطوات غاضبة بأول مرة ف رجعت ل ورا من خفها ف صخ فيها
إنت لو مش هتقعدي لحظة واحدة في السن ف ده هيبقى ب فضلي أنا
بصتله بضيق يتغلغله إبتسامة من رؤيته متعصب تعشق كونه غاضب و لا يستطيع التحكم بإنفعالاته و هنا حست ب غرورها إتراضى أول ما زين شاف إبتسامة خفية على وشها رجع لبروده فورا و قال بإبتسامة قاسة
إنت مكانك مش وسطنا مكانك و سط قتالين القلى يا ريا هانم
_
و إقترب منها هامسا بأذنها
وسط النسوان النجسة
كان لإنها أمه يسر غمضت عينيها و هي حاسة إن
الضبة دي إتوجهت ليها هي و مش هتبقى بتبالغ لو قالت إنها حست بجع في قلبها مكان الضبة اللي خدها فتحت عينيها و شاورت ل رحاب بالمغادرة و بالفعل أخدت رحاب باقي الخ و دخلوا المطبخ و تابعت يسر المناقشة الحادة بينهم زين بص لمكان ضبتها و لسه إبتسامة السخرية مرتسمة على ثغره و رجع بصلها و قال مبتسما ببرود
لمي هدومك هترجعي تقعدي في شقة إسكندرية
جحظت عينيها و صخت فيه بقوة و قالت
ده بعدك فاهم يا إبن قاسم الحريري و رحمة أبوك ما همشي و أسيب البيت ده غير و أنا متة
وجنون إتجهت نحية يسر اللي وقفت في وشها ثابته و هي بتصرخ
مش هسيب اليلا للخدامة دي تعيش و تبرطع فيه
و كادت أن تمسك ب ذراع يسر لولا إيديه اللي سحبت يسر وراه و كإنه خاف تتلوث و قف قدامها وقال بقسة
_
معمدكيش غير إختيارين يا شقة إسكندرية يا السن إختاري
هتفت بثقة و إبتسامة
مستحيل إنت مش هتحط أمك في السن
ضحك بسخرية و قال
أنا زين إبن قاسم الحريري يا ريا هانم يعني أحطك و أحط عيلتك واحد واحد في السن
خات لاء إترعبت و هي شايفة الصدق في عينيه و للحظة عينيها جات في عين يسر اللي كانت بتبصلها مش مصدقة إن في أم بالجحود ده و بكل غباء و قسة قالت
طب و رحمة قاسم أبوك
يا زين لهخلي عيشتها سواد مش هرحمها و مش هعيشكوا إنتوا الإتنين في هنا أبدا
إبتسم زين و قرب منها و قال
طيب جربي جربي تمسي شعرة منها جربي بس تقربيلها و إنت
_
هتشوفي مني وش سخ عمرك ما شوفتيه قبل كدا
بصتله بحدة و مردتش عليه بعدت عنه و طلعت لجناحها أخد زين نفس عميق و
جعاك
فتح عينيه و مردش عليها إتفاجئ بيها بتقف على
ممم
شكرا
بتشكره على إيه هو اللي عايز يشكرها على وجودها على كل مرة بتحتوي فيها ه و حزنه و لخبطت
حضرتك كويسة
بصتلها ريا بنظرات حزينة و مسحت وعها و قالت
أنا كويسة
_
قعدت يسر جنبها و قالت بصوت حزين
مش باين لو عايزاني أتكلم مع زين معنديش مشكلة
هتفت ريا بنبرة راجية لأول مرة تطلع من صوتها
ياريت ياريت تعملي كدا
أومأت يسر بهدوء و رجعت قالت بضيق
هو حضرتك عملتي إيه فيه و هو صغير خليتيه بالجحود ده عليك
إنهارت في العياط و قالت ألم
معملتش حاجه معملتش حاجه تخليه يبقى كدا
إتنهدت يسر و قالت
طيب هحاول أتكلم معاه عشان متمشيش
_
أومأت لها ريا و بصتلها بإمتنان و قالت
شكرا يا يسر
إصتنعت إبتسامة و أومأت لها راحت للمطبخ تشرب و طلعت الجناح تاني لقته صحي جالس نص جلسة على ضهر ملاصق لضهره أول ما دخلت الأوضة سألها بضيق
كنت فين
إتجهت ناحيته و مشيت على بإيديها و رجليها و قعدت قدامه و قالت ببراءة
هكون فين كنت بشرب
قال بضيق أكبر
هبقى أخلي رحاب تطلع كولدير هنا عشان تبقي تشربي من غير ما تنزلي
مسكت إيده و قالت مستغربة
ليه مش عايزني أنزل تحت
_
قال بيبص لعينيها الحائرة بهدوء
مش عايزك تبعدي
إبتسمت و بلطف مسدت على وجنته و قالت
مش هبعد عنك يا زين
و بتلقائية مد خده ليها و قال بصوته الخشن و نبرته الآمرة
طلعتيلي منين
إبتسمت و مردتش ف كاد أن ينهض من أمامها إلا إنه مسكت دراعه و قال بنبرة حزينة
رايح فين
هلبس و أروح الشركة
قال بهدوء ف هتفت برجاء
_
ممكن تفضل معايا النهاردة
قطب حاجبيه و قال
ليه لسه حاسة إن بطنك و جعاكي
قال بهدوء
لاء الحمدلله الجع راح بس محتاجاك تفضل معايا النهاردة
ماشي
قال بنبرته الهادية ف شقت الإبتسامة وجهها و قالت بسعادة
شكرا
و قالت بحماس
إيه رأيك نعمل أنا وإنت أكل هنا في الجناح
_
قال بإستنكار
إشمعنا
قالت بإبتسامة
إيه المشكلة
هخلي الحجة رحاب تطلعلنا المكونات و نعمل أي أكلة
قال و هو بيسند ضهره على
إعملي إنت براحتك أنا لاء مبحبش وقفة المطبخ
هتحبها عارفة الساعة كام دلوقتي أكل إيه اللي هنعمله و الساعة مجاتش
أومال نعمل إيه
ننام
_
زين
فاق زين على صوتها ف بصلها و قال بنصف عين مفتوحة
مممم
يلا قوم بسرعة عشان تعمل الأكل
هتفت بحماس كعادتها ف فرك عينيه بنعاس و قال
إعملي و دوقيني
نفت براسها بضيق وقالت
لاء مش هينفع كدا
و مسكت وشه فركته عشان يفوق ف مسك رسغها و بعد إيديها عن وشه و قال و هو مبتسم على جنانها
بتعملي إيه يعني عايز أفهم
_
بفوقك
قالت ببراءة ف قام قعد قصادها و إبتسم لما بص لبيامتها و قال بخبث
لاء كدا أقوم
إبتسمت بخجل و قامت وقف و هي بتستعرض البيامة قدامه حاطة إيديها في وسطها و هي بتقول
شكلي حلو
زيادة عن اللزوم
قال مبتسما ف مسكت دراعها و هي بتحاول تقومه
طب يلا تعالى
قام معاها و دخلوا المطبخ طلعت اللبن و الدقيق و و طلعت المكرونة و قالتله بجدية
حط ماية تغلي على الار و لما تغلي حط فيها المكرونة إتفقنا
_
ماشي
سيبي إنت
قالت مبتسمة
لاء بس بحط المكرونة في المية
م إنت طلعت شاطر في الأكل أهو
قال ساخرا
إيه الشطارة في إني بقلب
قالت بلطف
هو أنا بقى حاسه إنك شاطر
و مسكت من المعلقة و قالت
_
وريني
حطت التوابل و قلبت كويس و لما المكرونة إستوت مسكتها بحذر إلا إنه قال بضيق
إوعي إنت عشان متتلسعيش
ماشي
قالت برهبة و بعدت خطوتين ف مسكها من غير حائل بينهم ف شهقت يسر و هي واقفة جنبه قدام الحوض و هو بيصفي المكرونة من الميا
زين إيدك
قال بهدوء
عادي
عادي إيه الحلة ار
قالت مصومة مردش عليها ف مسكت الحلة من إيده بفوطة و قالت بلهفة و قلق على إيده
_
سيبها
حطتها على جنب و مسكت بواطن أنامله بتتفحصهم ف قال ببساطة
مافيش حاجه يا يسر
إحمرار أنامله مقالش كدا ف قالت بحزن
مافيش حاجه إيدك إلتهبت
و إسترسلت حزينة
ليه
بتعمل كدا في نفسك و فيا
و مسكت إيده حطتها في الفريزر ف قال بضيق
يسر حقيقي أنا مش حاسس بحاجه مالوش لازمة كل اللي بتعمليه ده
_
مش حاسس إزاي يعني إيدك مش واجعاك
قالت بصعوق ف قال بإقتضاب
لاء
إنت عندك السكر
قالت مندهشة ف ضحك صب عنه وقال
لاء
معنديش السكر
هتفت بحيرة
أومال مش حاسس إزاي
هتف بهدوء
_
متعود على الحرارة العالية ف مبقتش أحس بيها
متعود ليه
قالت بإستغراب ف
قال هو مغيرا مجرى الحديث
سيبي إيدي عشان أحط المكرونة
في الصوص
قالت بحدة
لاء أنا هحطها
و مسكت الفوطة الصغيرة و بحذر سكبت حبات المعكرونة على الصوص الأبيض و قلبت حلو تنهدت براحة و هي بتبص للأكلة بجوع و حطت في طبقين و طلعت بالصينية برا المطبخ و هو وراها حطت الصينية على الطاولة اللي في أوضتهم و قعدت ف قعد جنبها و بدأت تاكل و هو كذلك لما أكلت غمضت عينيها بإستمتاع و غمغمت
فظيعة رهيبة
_
داق المكرونة و كانت فعلا جميلة جدا ف بصتله وقالت بحماس
بذمتك إيه رأيك
كويسة
قال و هو بياكل منها ف قالت بحزن
كويسة بس
و كملت ببراءة
دي تحفة
واضح فعلا إنها كويسة بس
رجع بضهره مبتسم ف ركنت شوكتها و لفتله بصتله بتردد ف قال و هو بيداعب خصلة في شعرها
عايزة تقولي إيه
_
زين
نعم
إيه اللي مامتك عملته زمان خلتك تعاملها بالشكل ده
قالت و هي عارفة كويس إنها دخلت عرين ذئب مبيرحمش و إنها بمزاجها
جواه بصت لتعابير وشه اللي إختلفت تماما و عينيه اللي أظلمت و كأنها شتمته و إيده اللي شالها من شعرها
و تثبيت عينه على عنيها بنظرات خاوية و صوته البطيء و هو بيقول
مش قولتلك قبل كدا سيرتها متجيش بينا
رددت بتحاول تهديه
قولت بس أنا حابة أعرف
مش من حقك
_
صخ فيها بقسة لدرجة إنها إنتفضت ورجعت ل ورا قام من قدامها و لسه كان هيمشي لولا إنها قامت وراه مسكت دراعه و قالت عارفه كويس إنها هتدفع تمنه
م إنت مش عايش مع أباورا أنا من حقي أعرف إنت بتعاملها كدا ليه الست دي مهما عملت فهي أمك و دي حقيقة محدش يقدر يغيرها
إتفاجئت بيه ب بقسة لدرجة إنها بعدت عنه من تهوره إحمرار عينيه و إهتزاز صدره شافت وحش مش بني آ و للحظة نت إنها فتحت السيرة دي معاه قرب منها ف رجعت خطوات واسعة ل ورا لحد
و رحمة أبويا لو قولتي كلمة كمان فيها سيرتها مش هتتخيلي اللي هعمله فيك
يتبع
زين الحريري
ضراوة ذئب
الفصل التاسع
و رحمة أبويا لو قولتي كلمة كمان فيها سيرتها مش هتتخيلي اللي هعمله فيك
غمضت عينيها من هيئته هي حتى لو عايزه تتكلم مش هتقدر لسانها كإنه مربوط فتحت عينيه على هيئته المبعثرة للحظة ضعفت ضعفت و و حاولت تكلمه مكانش بيرد رمت التليفون في الأرض و نزلت ل ريا تحكيلها اللي حصل و تعرف منها ليه بقى كدا راحت لجناحها لأول مرة بعد م بقت مراته دخلت الجناح و وقفت ورا الباب و لسه كانت هتخبط إلا إن قلبها وقع في رجليها
_
هي دي الست اللي وقفت في وش جوزها عشانها هي دي اللي حطت زين في ضغط عشان خاطرها هي دي اللي خلتها تعمل فجوة بينها و بين أكتر شخص بتحبه غسلت وشها وطلعت برا مسكت تليفونها وإترمت على الأرض بتحاول تتصل بيه و مبيردش إتنهدت بوع و حست إنها محتاجة تكلم حد قريب منها ف
إتصلت على جدتها تطمن عليها كعادتها يوميا و تتكلم معاها ردت جدتها اللي هتفت بإبتسامة
يسر عاملة إيه يا حبيبتي
الحمدلله يا تيتة وحشتيني أوي
قالت و إنهمرت عاتها ف قلقت جدتها عليها وقالت
مالك يا
بنتي فيكي إيه
ة أوي يا تيتة حاسة إن روحي
هتطلع مني
قالت و هي بتشهق بالبكاء قالت جدتها عليها
_
قوليلي في إيه زين بيه بيعاملك وحش بيك
بكت يسر أكتر و قالت ألم
ياريته ضبني عشان يفوقني من اللي كنت بعمله زين بيعاملني كويس أوي يا تيتة و أنا أنا اللي وجعته وجعته و خرجته عن شعوره
شهقت حنان وقالت
ليه يا بنتي كدا يعني هو حنين عليكي يبقى ده جزاته
هتفت بحزن
عشان غبية غبية أوي
و سألتها برجاء
أعمل أيه قوليلي يا تيتة أعمل إيه حاسة إني تايهة بجد
هتفت جدتها بحزن على حالها
_
قومي يا حبيبتي
إغسلي وشك و راضي جوزك و متسيبهوش ينام زعلان منك
شهقت بكاء و قالت
حاضر
عليها وشها بقى شاحب من كتر العياط و عيونها ورمتو من كتر إرهاقها غفت على الأرض و صحيت بردو ملقتهوش لحد م جات الساعة إتنين بعد منتصف الليل إنتفضت من فوق الأرض لما لقته دخل الأوضة كان فاتك قميصه و عينيه حمرا و باين عليه الإرهاق دخل و مبصش عليها حتى وضع مفاتيح سيارته مع هاتفه على الكومود ف مر من جنبها و هي واقفة بتبصله بحزن دخل بعد كدا عشان ياخد
همست
زين
بصلها بنظرات باردة ف هزت راسها رافضة نظراته اللي كلها جمود و قالت برجاء و عيونها بتنهمر منها الوع
لاء يا زين متبصليش كدا أنا أسفة حقك عليا أنا
حاولت تحاوط وشه ف مسك إيديها الإتنين ب قبضة عيفة و عينيه بتستوحش من شدة الضب تآوهت ألم من قبضته القاسة ف نفض إيديها بحدة و سابها و نام في وقفت شاردة في الفراغ و هي حاسة إنها كسرت حاجه جواه مش هتتصلح تاني تنهدت ألم و راحت ناحيته قعدت جنبه و بصتله و هو نايم على ضهره حاطت دراعه على عينيه خدت نفس عميق لرئتيها و قالت بهدوء
_
قولي أعمل إيه عشان متزعلش مني
و غمغمت بحزن
أنا لما نزلت الصبح لاقيتها مهارة و بعيط و كانت عايزاني أكلمك عشان متخليهاش تمشي صعبت عليا يا زين صب عني
إبتسم ساخرا و شال إيده من على عينيه و بصلها ف قالت برفق
سامحني يا زين أنا ضغطت عليك
إطفي النور عشان عايز أنام
قال بصوت آمر لا يقبل النقاش ف سبلت عينيها بحزن و صب عنها أجهشت في البكاء زي الأطفال
يسر سامعاني
كانت بتغمغم بكلام مش قادر يفهمه ولا يسمعه لأول مرة يحس إنه مش عارف يعمل إيه قام من على و حط شوية تلج في طبق و عليهم ماية ساقعة و أخد فوطة صغيرة غسلها كويس و غمرها في الماية قعد جنبها و عينيه بتشع قلق عليها أخد الفوطة عصرها كويسة و حطها على جبينها و بإيده التانية
زين زين
_
ششش إهدي مخافيش سيبي
بعيطي ليه إيه واجعك
ظن
أن بكائها فتحت عينيها و مسكت إيده و قالت بصوت مهزوز
سامحتني
مش وقته
قال بضيق ف قالت برجاء
مش عايزه أموت و إنت زعلان مني قول إنك سامحتني
ضب و هدر بحدة
بلاش جنان مت إيه شوية سخونية و هيروحوا
_
تنهدت ألم و سابت كفه و بصت بعيد عن عينيه ف تحسس جبينها لقى حرارتها نزلت كتير قام و أخد فوطة كبيرة و وقف قدامها وقال بهدوء
قومي
أنا هغير
قال بضيق
إنت ة سيبني أنا أغيرلك
نفت براسها وقالت
لاء أنا بقيت أحسن و هقدر أغير لنفسي
معلش تعبتك معايا
رمقها بضيق و قام دخل أخد شاور و غير هدومه و مشي من الأوضة و من الجناح كله مبطلتش هي عياط من أول ما خرج من الجناح مش قادرة تستحمل بعده و جفاءه و إنه لسه زعلان منها قاومت تعبها و قامت لبست هدوم خروج و هي مقررة قرار قاطع إنها هتروحله مش هتقدر تفضل قاعدة كدا و الجع بينهش فيها طلعت من اليلا ركبت مع السواق محمد بعد م إبتسمتله بتعب و سألته عن أخباره سندت راسها على نافذة العربية و بعد دقائق وصلت للشركة نزلت من العربية و بصت للحرس اللي بصولها بإستغراب و هما حاسين إن دي مش أول مرة يشوفوها إلا إن هيئتها كانت متغيرة جدا بصتلهم يسر بقوة و قالت
عايزه أدخل
_
رد واحد منهم عليها بإحترام
مين حضرتك يا هانم
إبتسمتله بسخرية عشان لبست هدوم كويسة و مظهرها إتحسن تعاملهم معاها إختلف و بقت في نظرهم هانم هتفت و لسة نفس الإبتسامة على وشها
حرم زين باشا الحريري
أفسحوا المجال لها على الفور و التاني بيقول بإحترام بالغ
نورتي الشركة يا هانم إتفضلي
دخلت بتبص للموظفين اللي بيبصولها بإعجاب و بعضهم بإستغراب لوجود وجه جديد عليهم وسطهم طلعت بالأسانير للدور الحادي عشر أخدت نفس عميق و خرجت من الأسانير و مشيت لمكتبه لقت مكتب السكرتيرة فاضر ف خبطت ف جالها صوته اللي بتعشقه و هو بيقول
إدخل
نكمل بعدين
يا فريدة
_
نهضت المدعوة فريدة و قالت بصوتها الناعم
تمام يا مستر زين
و خرجت من المكتب فضلت يسر عنيها
عليها بتبصلها من فوق لتحت بإشمئزاز ف إبتسم زين على نظراتها إلا إنه رجع يبصلها بجمود زائف لما لفت وقالتله بصوت كله ضيق
مين دي
قال بهدوء
السكرتيرة
مشيت ناحيته و لأول مرة تبصله بنظرات مشعلة غاضبة
و هي عشان السكرتيرة بتاعتك تبقى قاعدة لازقة فيك كدا
حاول يكتم ضحكته ف لف و إداها ضهره و قال
_
إيه اللي جابك
رفعت حاجبيها و قالت بحدة
إيه اللي جابني لو معطلاك عن شغلك مع أستاذة فريدة قول و أنا أوعدك همشي و مش هتشوف وشي تاني
لفلها و مسك دراعها قربها
منه و قال بضيق
إهدي شوية إيه الجنان ده
ضبت و ضبت الأرض برجلها و هي بتقول
أنا هادية جدا
تشهق بتفاجؤ ف قال بحدة
وعيونه بتطلع شرارة
_
رايحة فين
إتوترت و قالت بحروف متقطعة
ه همشي
يعني
تخرجي من البيت من غير ما تقوليلي و تمشي كدا من غير إستئذان إنت إتجننتي شكلك و نسيتي متجوزة مين غمغمت بصوت حزين
زين إبعد لو سمحت أنا لو جيت ف جيت عشان أشوفك و همشي دلوقتي عشان مش عايزة أعطلك
و هي حاسة إن قلبها طاير إنه و أخيرا سامحها
صوت تليفونه قطع تناغمهم ف بعدت عنه بخجل و هو زفر بضيق مسك التليفون و رد سمع بعض كلمات خلته يغمض عينيه و يفتحهم على ملامحها البريئة قفل التليفون و هو مش عارف هيقولها إزاي أخد نفس عميق
البقاء لله يا يسر جدتك إتوفت
يتبع
_
ضراوة ذئب
زين الحريري
الفصل العاشر
البقاء لله يا يسر جدتك إتوفت
إيه
قالتها و
ال إحتلت معالم وشها و إتملكت من جسمها لدرجة إنها رجعت ل ورا خطوتين و سابت إيده ف قال و هو بيراقب ملامحها المصومة
إتوفت من ساعة
محستش بنفسها غير و هي في صدره ب غل غريب
إسكت إنت كداب كداب مماتش مماتش لسه كنت بكلمها إنت بتكدب عليا عشان عايز توجعني
_
ولأول مرة يسيبها في صدره و هو مدرك إنها واصلة لأعلى مراحل إنهيارها فضلت فيه و هي بتصرخ إنه بيكدب عليها و هو ساكت تماما ملامحه هادية و واقف بثبوت و فجأة بقت يدب م بقت نفسها لطمت على وشها لطمتين ف مسك دراعها حقيقي بيمنعها من أذية نفسها تإذيه هو لكن نفسها لاء صخ فيها بصوته الجهوري
يسر فوقي
إتلوت بجسمها بين إيديه و صاخها بقى أعلى و عياطها و نحيبها وصل ل برا ف دخلت فريدة بدون إستئذان مصومة من اللي بيحصل زعق زين فيها ب إنفلات أعصاب
إطلعي برا
طلعت فورا بحرج ف صخت فيه بكاء
سيبني حرام عليك إبعد
هزها و هو يصرخ في وشها بقوة
إهدي
للحظة سكتت و بصتله بعيون حمرا د موية و بطلت عياط و عينيها بس اللي بتنزل وع صدره علي و هبط و بص ل محياها و في لحظة كان هيدخلها بين ضلوعه غمغمت برجاء
عايزة أروحلها عايزه أغسلها أنا بإيدي
_
طلعه و حاوط وشها و قال
هنروح حالا
و مسك مفاتيحه و اكت
بدلته و خرج معاها و هي ساندة على
دراعه بص ل فريدة و قال بوجوم
إلغي كل مواعيد النهاردة و بكرة
حاضر يا مستر زين
دخلوا الأسانسير و نزلوا فتحلها باب العربية لأول مرة ف ركبت و ركب جنبها و عمل مكالمة سريعة يعرف من البواب جدتها فين دلوقتي و قاله إنها في المستشفى اللي جنب البيت مشي بالعربية على سرعة عالية إلى حد ما و وصلوا للمستشفى نزل من العربية وراح ناحيتها فتحلها الباب ف نزلت و هي حاسة إن رجليها مش شايلاها دخلوا المستشفى و وقف زين عند موظفة الريسبشين و هي واقفة ساندة على دراعه و شاردة في نقطة ما
فيه ست كبيرة موفية جات هنا إسمها حنان جات من شوية
موجودة يا فن هي في أوضة و كنا باعتين ست تغسلها
_
قال بهدوء
لاء خلاص ملوش داعي حفيدتها موجودة
تمام يا فن
قالت بهدوء و عينيها على يسر اللي مش بتنطق و كإنها مش واعية للي حواليها مشي بيها و طلعوا الأسانير عشان يروحوا للأوضة وقف قدامها و لف ل يسر مسك كتفها بقبضتيه و قال بقوة
أنا عايزك تقوي إفردي ضهرك
بصتله و أومأت بحزن و حاولت تفرد ضهرها اللي حاسة إنه إنحنى من التقل اللي عليه دخلت الغرفة و هو فضل مستنيها برا يسر دخلت لقت الممرضة جنبها و هي نايمة على سرير متغطية من راسها لأخمص قيها ب ملاية بيضة إنهمرت وعها ف مسحتهم و قالت للممرضة بصوت بيرتجف
عايزاك تساعديني نغسلها
بعد ما يقارب الساعة خرجت من الأوضة لقته قاعد مستنيها و أول ما خرجت قام وقف قدامه و كوب وشها بين إيديها و مسح وعها و هو بيقول
خلاص
أومأت بتتحاشى تبص في عينيه و غمغمت بصوت محمل بالبكاء
_
هكلم أعمامي ييجوا عشان
يقفوا في الفنة
ماشي
قال بهدوء وخدها من إيديها قعدها على الكرسي و قعد جنبها فتحت تليفونها و عملت مكالمات سريعة و كل مرة تقولهم الخبر كانت وعها بتنزل لحد ما قفلت ميلت لقدام و حاوطت وشها بإيديها تبكي بحقة قام زين و قعد تحت رجليها على ركبتيه و أصابع قيه و مسك إيديها شالها من على وشها ف إتصت من إنه قاعد قدامها و تحت رجليها بالشكل ده و صوته اللي كله لين و رفق و هو بيقول
كفاية عياط يا يسر
مسكت إيده المحاوط بيها كفيها و سندت على باطن كفه وشها بعد م طبعت عليه و وعها بتنزل على إيده مسح على حجابها و إتنهد و هو لأول مرة يحس ألم عشان
حد بعد أبوه النغزة الليوفي قلبه دي مجاتش غير لما فن أبوه ليه جات دلوقتي ليه وعها و عياطها و جعها ليهم القدرة على بعثرته بالشكل ده إتعدل و وقف و من ثم قعد جنبها لحد م دخل عليهم إعمامها و في مقتهم عزبز و كلهم في حالة يرثى لها حضروا النازة و وقفت هي بتشوفهم بيحفروا في الأرض و زين معاهم و حطوا جسمها و غطوه بالتراب كادت يسر أن نهار لولا إيد مرات عمها سيد اللي سندتها و هي بتقول بشفقة على حالها
إسم الله عليكي يا بنتي متعمليش في نفسك كدا ده عمرها
يا يسر
و قالت برفق و هي بتبص ل زين
_
و إحمدي ربنا إنه رزقك ب راجل زي جوزك ده إيده بإيد إعمامك و كإنها كانت أمه راجل بجد ربنا يباركلك فيه
بصت ل زين بحب و ردت بصوت مخوق
هو الحاجة الوحيدة المهونة عليا متها
إلا إنها قالت بترتجف ألم
بس مكنتش معاها يا مرات عمي مكنتش جنبها و مات و هي لوحدها
ربتت على ظهرها بهدوء و قالت
متعمليش كدا يا بنتي و متحمليش نفسك فوق طاقتها
خلصت مراسم النازة و كله إبتدى يروح بيته بعد ما قالهم زين إن عزاها هيبقى بليل في أكبر مسجد في المكان ربتت مرات عمها على ضهرها و قالت
هجيلك بليل يا حبيبتي نامي و إرتاحي دلوقتي
أومأت لها يسر بهدوء كلهم خرجوا من المكان
_
إلا هي و زين قعدت على القر جنبها و هو وقف وراها مسحت بإيديها على تراب القر و قالت بصوت يقطع القلب
بحبك أوي يا تيتة ليه مشيتي بدري كدا مش طول عمرك كنت بتقوليلي إنك مش هتسيبني ماما و بابا وحشوك يا تيتة صح طب و أنا أنا مش هوحشك
قالت و إنهارت في العياط غمض زين عينيه و صوتها وكلامها سكاكين بتقط ع في قلبه و بكاء قالت
بس إنت هتوحشيني أوي و كل يوم هدعي ربنا يعجل في يومي عشان أجيلك و آجي لماما و بابا
طب و أنا
سمعت صوته من وراها ف بصتله و أول مرة تشوف حزن في عينيه بالشكل ده مقدرتش ترد ف كمل بصوت بيتهز لأول مرة في حياته
عايزة تسيبيني
قامت وقفت وراحت ناحيته و حاوطت وجنته بإيدها بتبصله و وشها كله وع و بحنان همست بصوتها المبحوح
مش هسيبك
متدعيش على نفسك أبدا
_
قال ألم ف أومأت سريعا و هي بتمسح على بشرته و دقنه النامية برفق
حاضر
و وقفت على أطراف صوابعها و بتحتويه كإنه طفل بين إيديها بالشكل ده
رجعوا شقة الزمالك
عشان يبقوا قريبين من المسجد اللي هيتاخد فيه العزا لما دخل معها طلع هدوم ليها من الدولاب و قال برفق
إدخلي خدي دش و لو حسيتي إنك مش قادرة تستحمي قوليلي و أنا هسحمك و متتكسفيش
بصتله بهدوء و أومات و دخلت طلع هو هدوم ليه و دخل خد شاور في التاني طلع و لبس بنطلون و كنزة كت سودا إلتصقت بجسمه و لما دخل الأوضة لاقاها قاعدة على ب روب الإستحمام ماسكة الهدوم بين إيديها و شاردة في الفراغ قاها مشي ناحيتها و وقف قدامها و رفع دقنها برفق لحد م بصت في عينيه ف قال بهدوء
كنت سرحانة في إيه
مش ف حاجه
قاعدة في العزا الحريمي في الشقة وهما في المسجد تحت بياخدوا عزاها عماتها وخلاتها كانوا جنبها و معاها وهي قاعدة في المقة محاوطة كتفيها و كإن صقيع البرد بياكل في جسمها لحد م العزا خلص و وسلمت عليهم و مشيوا فضلت قاعدة مستنية الرجالة اللي تحت يمشوا عشان على الكرسي مستنياه لحد م حست بإيدين بتحاوط كتفها من ضهرها إبتسمت وحطت إيديها على إيده بس إتصت لما إكتشفت إن دي مش إيد جوزها
_
إنتفضت من على الكرسي و لفتله لقته حازم إبن عمها اللي عاشت طول عمرها تخاف من نظراته واللي كان هيبقى جوزها لولا ستر ربنا صخت فيه بكل قوتها
يا حيوان إزاي تتجرأ و تحط إيدك البالة عليا بالشكل ده
جم عليها بيكمم فمها و عينيه بتاكل جسمها بيقول شهوة دنيئة
بس إخرسي سيبيني أمتع عيني بيك أخيرا بقينا لوحدنا محدش هيعرف ينقذك من بين إيديا يا بنت عمي
رفعت ركبتها و بحدة سددت له لكمة أسفل معدته ف إترمى على الأرض يتآوه ألم و هي بتصرخ فيه
زين لو عرف إنك طلعت لمراته في غيابه والله العظيم هيموتك
صخ فيها
و رحمة أبويا ما هسيبك هدفعك التمن غالي راحت ناحيته و بجرأة خبطته في وشه ب كعب جزمتها ف صدحت صرخات مألمة منه و قالت هي بقوة
خد بعضك و إمشي عشان مخليش جوزي ييجي يكمل عليك
قام وقف و هو بيبصلها حقد و قال بغل
_
هحسرك على نفسك و على جوزك
بصتله من فوق لتحت بسخرية و قالت
طب أصلب طولك الأول و بعدين إتكلم
إتحرك بصعوبة و خرج من البيت قفلت الباب وراه كويس و راحت للبلكونة عشتن تشوف زين لقته واقف بيسلم على الناس قبل ما يمشوا بس شهقت لما شافته لاحظ حازم اللي نازل من الشقة متبهدل ف مسكه من ياقته و صوته العالي واصل ليه بس مش قادرة تسمع بيقول إيه خات عليه و عمها واقف بيهدي فيه لحد م سدد لكمة ل حازم و رغم إنها مبسوطة فيه إلا
إنها خافة من تهور زين كانت هتنزل لولا إنها لاحظت إنه واخده من ياقة قميصه و طلع بيه العمارة نبضات قلبها إرتفعت و هي عارفة الخطوة الجاية خدت قرار إنها مش هتقوله عشان لو عرف لا محالة هيه بإبده و هي مش مستغنية أبدا عن وجود زين في حياتها سمعت خبطات عيفة على الباب ف فتحت برجفة كان ماسكه من
ياقة قميصه و عمها عزيز وراه بيترجاه يسيب إبنه و أول ما زين شافها هدر بحدة
السخ ده طلعلك
نفت بسرعة من غير تفكير ف بصلها حازم بخبث رغم جسمه اللي واجعه هزه زين بحدة و هو بيبصله و بيزعق في وشه
أومال كنت نازل من العمارة ليه يا روح أمك
هتف حازم ألم زائف
_
كنت عايز أعمل تليفون يا زين بيه و ملقتش حتة هادية غير مدخل العمارة
إحنا أسفين يا زين بيه
قال عزيز برجاء و هو بيبعد إبنه عن مرمى إيده ف هتف زين بقسة
لو لمحت بس خيالك قريب من مكان هي فيه هطلع روحك في إيدي
و رزع الباب في وشهم ف إنتفض جسمها أنفاسه عالية بياخد الصالة ذهابا و إيابا و لفلها فجأة و هدر
و رحمة أبويا لو كان طلعلك لكنت طلعت روحه في إيدي
إزدردت ريقها و رغم إنها مبتحبش الكدب و هي كدبت عليه إلا إن اللي عملته كان الصح كان فعلا هيه و هيودي نفسه في داهية قربت منه و طمنته و هي بتربت على كتفه
إهدى يا زين هو مش هيجيله الجرأة يطلع هنا أساسا هو عارف إنه لو طلع هيبقى آخر يوم في عمره
حاوط وشها و قال و هو بيتفحصها
طمنيني عليك إنت حد دايقك من اللي كانوا هنا
_
نفت براسها بإبتسامة هادية و قالت
متقلقش عليا
و إسترسلت
زين
قال و هو بيقعد على الكرسي
نعم
قعدت على رجله و قالت بحب
تعبتك بقالك يومين
مبتنامش ولا بتروح شغلك
إبتسم من جلوسها على قه
_
سيبك من
الهبل اللي
و بالفعل إرتمت بأحضانه على صدره بتفتكر لما ضبته على صدره أول ما عرفت ب الخبر رفعت إيديها و مسحت على مكان ها بحنان و هي بتهمس بحزن
أنا أسفة إني عملت كدا
عرف قصدها ف شال حجابها و غلغل إيده ب شعرها التقيل الناعم و قال
مش عايز أفتكر اليوم ده
أومأت و قالت و هي بتفرك عينيها
و أنا كمان
وكملت بإرهاق
هقوم أعمل عشا مكلناش حاجة من الصبح
_
شدد كإنها بنته ف قالت و أناملها بتعبث بزرار قميصه و بصوت حزين
ماما و بابا ماتوا لما كان عندي عشر سنين ماتوا في القطر زي ناس تانية كتير كانوا معاهم و إتربيت مع جدتي و خدت بالها مني و ربتني و رغم إنب كنت بحبها أوي و كانت بتعاملني بحنان بس مافيش حد يقدر يعوض وجود أم و أب كنت قبل م أنام لازم أعيط على مخدتي و أتكلم مع بابا كإنه سامعني كنت بحب بابا أوي أوي و ماما طبعا بس بابا كان بيعاملني كإني أميرة عمره ما زعقلي و لا ضبني ولا كان بيخلي ماما تني لما ما عرفت يعني إيه كسرة الضهر
و طلعت إشتغلت من وأنا صغيرة إشتغلت في حاجات كتير أوي و الدنيا جات عليا فوق ما تتخيل و كنت بستحمل عشان جدتي اللي مبقتش قادرة تشتغل و تعبت أنكرة إنب
روحت أخ في بيت و أنا صغيرة و كنت بنام على أرضية المطبخ في عز التلج مكانتش الست اللي هناك تجيبلي حتى غطا و رغم إني كنت صغيرة ساعتها مكملتش سنة جوزها كان بيبصلي و في مرة حسيت بإيده بتمشي على جسمي و آآآ
سكتت للحظات لما حست برفق وقال
كملي
سا ساعتها صوت و طلعت أجري من البيت ده و من بعدها إشتغلت في محل لبس و كنت بقبض كويس و بجيب علاج لتيتة الله يرحمها وبصرف على دروسي لحد م دخلت الكلية و المحل كان صاحبه راجل كبير كان بيعاملني زي بنته لحد م غير فرع المحل في محافظة تانية و مبقتش عارفة أشتغل قبل إنت م تيجي بكام يوم
رفعت وشها لبه و إبتسمت بحزن و هي بتمسد على وجنته بظهر أناملها
إنت كنت أكتر حد أذتني في كل دول
سكت مش عارف يقولها إيه ف كملت بسخرية
_
و رغم ده حبيتك حبيتك لدرجة إني عندي إستعداد أفديك بروحي
إعترافها المبطن بالحب خلاه يبصلها بنظرات طويلة ف همست أمام شفتيه و إيديها على موضع قلبه
وجعتني جع مش قادرة أوصفه بس أنا متأكدة إن قلبك موجوع أضعافي
وبصت ل موضوع قلبه و همست ب
رقة
و أنا هنا عشان أداويه
نزلت رجليها و كانت هتقوم ف شدها لصدره و قال بصوته الرجولي
رايحة فين
قالت بإبتسامة
مش رايحة في حتة
_
و قامت قعدت جنبه على الكنبة و ربتت على فخذها و قالت بحنان
تعالى هات راسك هنا على رجلي
للحظات بصلها بتردد إلا إن صوتها الحنون خلاه ينفذ حط راسه على رجلها و نام على ضهره ف مسحت على خصلاته بحنو شديد لدرجة إنه غمض عينيه فضلت للحظات بتمسح على شعره الناعم و بتدخل صوابعه بين خصلاته لحد م قالت ب لين
مين وجعك و خلاك تقسى و إنت فيك حنية الدنيا كلها كدا
أنا مش حنين
قالها و هو مغمض
عينيه فأسرعت قائلة بلهفة
مين قالك إنت حنين جدا بس موجوع
أمي
قال و لأول مرة تلمس ألم في صوته غمضت عينيها ب شتم ريا في سرها بأسوأ الشتايم و همست بنفس الرفق
_
عملتلك إيه
فضل مغمض و شريط حياته كلها مشي قدام عينيه و لأول مرة يفتح قلبه بالشكل ده و قال
لما إتولدت سابتني مع دادة و هي كانت مشغولة بحياتها و خروجاتها و نواديها و صحابها أبويا اللي كان بيهتم بيا ودايما كان يزعقلها عشان تبقى معايا بس مكانتش بتهتم لحد م في مرة لقتها داخلة سانة و كان معاها واحد يومها كان أبويا مسافر و الخ كانت مديالهم أجازة طلعت الأوضة معاه و لإنه كان بني آ بالة خدني معاهم و هي كانت موافقة كان عندي سبع سنين و شوفت كل اللي تتخيليه و اللي متتخيلهوش و لا اغك البريئة تصورهولك بيحصل بين راجل و ست هتقوليلي ليه مسيبتلهمش الأوضة و مشيت هقولك عشان كنت مربوط في الكرسي و أبسط حاجه لما كنت بغمض عيني كنت بلاقي قلم منه نزل على وشي عشان أفتح و أشوفهم من الليلة دي و أنا مبقتش زي الأول المشاهد دي إتحفرت جوايا كرهتها كره لو إتوزع على الدنيا يكفي و يفيض كنت بقرف من نفسها في البيت لما أبويا رجع كان حاسس إني مش على طبيعتي و متغير
سألني أكتر من مرة و كنت بقوله مافيش حاجه كنت خاف موتها و يروح السن في بني آة زي دي و بعد كام سنة صحينا مالقيناهاش خدت فلوسه و هربت باع كل حاجه و سكنا في شقته القديمة بس الديون كانت عليه كبيرة سددها كلها و ما عارفة اليوم اللي أبويا ما فيه عملت إيه كنت سنة بالظبط خدت المسس بتاعه و عرفت عنوان الراجل ده و روحت ضبته عشر طلقات في جسمه و بعدها خدت عزا أبويا و كان هاين عليا أموتها هي كمان بس كانت برا البلد إشتغلت و إتمرمطت لحد ما كبرت و فتحت شركة صغيرة و الشركة الصغيرة بقت كبيرة و بقت بدل م هي شركة واحدة خمس شركات في محافظات مختلفة لحد ما وصلوا لإمبراطورية شركات جوا و برا مصر و بقيت أشهر رجل أعمال في سن صغير و لما سمعت إسمي نزلت بعد م خلصت الفلوس اللي خدتها من أبويا نزلت وباست على رجلي عشان أسامحها مسامحتهاش كان جوايا من ناحيتها غل و احد دلوقتي لسه جوايا بس خلتها تعيش معايا عشان تشوفني يوم ورا يوم و أنا بقوى أكتر كل ما أبصلها أفتكر الطفل الصغير المربوط في كرسي و بيشوف فيلم قذر و البطلة أمه و كل يوم بكرها أكتر من اليوم اللي قبله
وشها كله وع مش قادرة تصدق المعاناة اللي عاشها إزاي دي تبقى أم راسه لصدرها ساندة جبينها على صدره بتحاول تمنع شهقات بكائها من الخروج دقايق و بعدت راسها عنه لما إتمالكت نفسها و مسحت على وشه بحنان و ميلت باست عينيه ساندة جبينها على جبينه ف كمل زين
لحد ما جات بنت مش واصلة ل رقبتي حتى و خلبتني أعيش إحساس أول مرة أعيشه لما زعقت مع ريا هانم و طلعت الجناح معاكي و حصوني اللي كنت ببنيها قدامها إنهارت قدامك و خبطت الحيطة بإيدي فاكرة عملتي إيه إحتوتيني يا يسر مسحتي على وشي بإيدك الصغيرة دي و اللي إنت كإنك كنت عارفة إني محتاج أم و كنت بتديهولي عشان كدا يمكن إنت الوحيدة اللي شايفاني حنين مكنش ينفع قصاد كل الحنية دي أبقى قاس
و همس بصوت مليان حزن
لما نجيب طفل هبقى بحسده لإنه عنده أم هتديله كل حنانها و مش
مقدرتش تتحمل و شهقت بكاء و هي بتضمه لصدرها ف إتعدل شوية عشان يعرف و لأول مرة هي اللي تبقى حاضنها راسه عند صدرها محاوط شعره و باست مقة رأسه و هي بتقول وسط بكائها الخفيف
أنا أسفة أسفة بالنيابة عنها و عن أي حد وجعك
_
يا حبيبي عيشت كل ده أنا أنا عايزة أروح أكلها بسناني دي دي متستاهلش لقب أم كل الجع ده شايله جواك يا روح قلبي
إبتسم لإنها أول مرة تقوله الكلمة دي ف غمس راسه في صدرها أكتر بيمسح على ضهرها
إهدي و متعيطيش
على ضهرها بشكل كامل و هو على بطنه حط راسه على صدرها و نام في ف مسحت على شعره و وشه بحنان بتحاول تهدى سمعته بيغمغم
تقيل عليكي
فورا قالت بحنو
لاء يا حبيبي مش تقيل
غمض عينيه و بعد دقايق نام هي مقدرتش تنام مش عايزة دقيقة واحدة تضيع و متفضلش بصاله و بتمسد على شعره الجرس رن و الظاهر إن الأكل وصل مكانتش
عايزة تبعده عنها إلا إنها إضطرت و لسه كانت هتبعد راسه
عنها صحي و قال بهدوء بصوته الناعس
_
خليك
و قام هو فتح دفعله الفلوس و دخل الأكل المطبخ رجعلها و شالها حطها على فتحتله دراعها بلطف ف إبتسم و نام بنفس الوضعية إلا إنه حط إيده على بطنها وقال
جعانة نقوم ناكل
نفت برأسها على الفور هل تساوي أكلة نومه بأحضانها و قالت بحنان
مش جعانة و مش عايزاك تبعد عني لأي سبب دلوقتي
ولا أنا عايزك تبعدي عني
قال بهدوء ف مسحت على خصلاته لحد م نام تاني و هي كمان نامت نوم عميق
صحيت من النوم لقت نفسها هي
صباح الخير يا حبيبي
همس بصوته الناعس اللي بموت فيه
_
صباح الجمال
و إسترسل بإبتسامة
دة
أحلى صباح صحيت عليه في حياتي
توردت وجنتيها
بس أنا كنت تقيل عليك صح
نفت بسرعة و هي بتقول بحب
والله العظيم أبدا كنت خفيف جدا على قلبي و عليا
يسر
قال بعد تنهيدة ف غمغمت
_
مممم
همس
أنا محتاجلك
و سكت لبرهة و كمل
عارف إن الوقت مش مناسب على فاتها بس أنا حقيقي محتاجلك
بص ل ملامحها و مقدرش يفسر شعورها غير لما قالت بهدوء
إنت فاكر بعد كلمة محتاجلك دي هقدر أقولك لاء
لاء متوافقيش عشان ترضيني
قال بهدوء و إسترسل
لو ة قولي حاسة إنك مش في مود يسمحلك ب ده
_
صحي من النوم غطاها كويس عشان متبردش و قام لبس دخل أخد شاور و طلع برا الأوضة يمسك تليفونه لقى رقم غريب بيرن عليه رد و سمع صوت مألوف بالنسباله بيقول بخبث غريب
أنا طلعت لمراتك إمبارح و هي كدبت عليك و قالتلك إنه مطلعش عارف ليه عشان خات عليا منك الم بيحن بردو يا زين باشا
يتبع
ضراوة ذئب
زين الحريري
الفصل الحادي عشر
أنا طلعت لمراتك إمبارح
و هي كدبت عليك و قالتلك إنه مطلعش عارف ليه عشان خات عليا منك الم بيحن بردو يا زين باشا
كانت آخر جملة يسمعها منه قبل ما يقفل السكة وقف ساكت للحظات بيستوعب اللي إتقاله و في لحظة كان بيخبط تليفونه في الأرض و لولا إنه كان متين كان زمانه أشلاء طوى الأرض تحت رجليه و هو بيتجه لأوضتهم فتح الباب رهيب لاقاها لسه نايمة ف مشي ناحيتها و من غير رحمة مسك دراعها و قومها ف صحيت مخضضة زي الطفلة بصتله و هي بتفرك عينيها بنعاس و قالت
زين في إيه
_
شدد على دراعها بقسة أكبر ف تآوهت ألم ف صخ في وشها و هو بيهزها
فيه إنك كدابة
حاولت تبعد إيده اللي كانت شادة على دراعها بشكل غريب
إيدي يا زين سيب إيدي
شدد على دراعها أكتر لدرجة إنها ميلت لقدام من شدة الألم و هي بتصرخ بجع
آآآه دراعي يا زين
قبض على فكها بإيده التانية عينيه مخيفة و كإنه مغيب
خفتي عليه عشان كدا مقولتليش
إنهمرت الوع من عيونها و نفت راسها بشكل هيستيري بتقول بحزن إختلط ألم
خفت عليك إنت
_
نفضها من إيده ف وقعت على و الألم بيغزو دراعها فركته بسرعة و صب عنها عيطت إنتفض جسدها لما ميل عليها شوية بيهدر فيها بصوت عالي جهوري
ليه متجوزة مديحة دة أنا زين قاسم الحريري
تخافي عليا من جربوع زي دة
زحفت ل ورا منه و هي حاسه إنه هيها ف مسك رجلها و شدها عشان ترجع لمكانها قدامه ف قالت بإرتجاف
أنا أنا خفت عليك تتحبس مش منه
أ إيه أتحبس أتحبس في إبن زي دة
قال بقسة مسك دراعها تاني عشان يقومها و لإنه مسك نفس المكان في دراعها صخت ألم لدرجة إنها إترجته بعياط
دراعي يا زين عشان خاطري
مرحمهاش مسابش دراعها هزها و صخ في وشها
عارفة إحساسي إيه لما إبن الكلب ده يكلمني و يقولي مراتك خات عليا عشان كدا مقالتلكش
_
مقولتيش ليه
حصل بينكوا حاجه لما طلع
وشها إتقلب مية و تمانين درجة و فجأة حست بهوان جع جسمها قدام جع الجملة اللي ضبت شرفها في مقل وشها إتقفل و الوع نشفت على خدها فضلت بصاله بجمود للحظات و فجأة بقوة تلبستها فجأة شالت إيده عن دراعها و هي بتقول بمنتهى الهدوء
لحد هنا و مش هسمحلك بكلمة تانية
و كملت بنبرة محتدة
إنت تقريبا مشوفتوش كان نازل عامل إزاي مكانش عارف يمشي من الضب اللي خده مني و حتى لو
كان نازل سليم مش أنا اللي يتقالي جملة زي دي
و مسكت تلابيب قميصه و شدته عليها بحدة و هي بتبصله في عينيه و بتقول
إنك تفتكرني خافة عليه مش عليك هعذرك فيها لإني غلطت لما كدبت عليك
بس إنك تسألني حصل بيني و بينه حاجه دة عيب في حقك إنت قبل م يبقى في حقي يا زين
_
و سابته و دخلت أوضة تانية وخطواتها غاضبة رزعت الباب بأقوى ما عندها و مسكت مزهرية حدفتها على الأرض رهيب و صوت كسر المزهرية تبعه أصوات تكسير من برا رجت قلبها منه و عليه إلا إنها قررت متطلعش الجع اللي في قلبها مش هتقدر تتجاوزه بالسهولة دي سمعت بعدها صوت باب الشقة بيترزع ف خرجت من الأوضة و بصت لحالة الشقة اللي كانت و كإن تور دخل جم عليها دخلت الأوضة و غيرت هدومها قلعت قميصه
اللي كانت لابساه و رمته على الأرض بقسة مستكفتش ميلت تاني و جابته من على الأرض و بكل الجع اللي جواها قطعته نصين رمت بقاياه على الأرض و لبست جيبة و بلوزة و لبست حجابها و خدت شوية فلوس كانوا معاها و خرجت من الشقة نزلت في الأسانير لوحدها بتمسح وعها و لإن الشقة كانت في مكان شبه مقطوع إضطرت تمشي شوية كتير لحد م طلعت للشارع الرئيسي ركبت تاكسي و قالت للسواق يوديها على عنوان شقة جدتها القديمة سندت راسها على النافذة الزجاجبة و هي حاسة بقلبها يتحرق جواها ار مبتخمدش سندت إيديها اللي بتترعش على مقة راسها مغمضة عينيها وصل السواق بعد وقت مش قليل دفعتله و نزلت و أول ما شافت بيت جدتها من برا وعها نزلت مسكت المفتاح بإيد بتترعش و دخلت لما قفلت الباب و بصت حواليها إنهارت على الأرض ورا الباب و هي بتمتم وسط عياطها
ياريتك خدتيني معاك
قامت و شالت حجابها و غيرت هدومها ل عباية من عبايات جدتها القديمة اللي ريحتها كلها فيها لملمت شعرها و دخلت المطبخ ملقتش حاجه تصلح غير بصع حبات من البطاطس ف قررت تسلقها و تاكلها لإنها مكالتش من إمبارح قعدت تاكلها قدام التليفزيون و عينيها شاردة في اللاشئ وشها خالي من الملامح مليان جمود مافيش غير وع بتنزل بصمت تام على وجنتيها الأكل بيدخل جوفها زي العلقم مر مرارة غريبة ولا دي مرارة روحها
دخل الشقة الفجر لاقاها على حالها رمى مفاتيحه على الكرسي و دخل الأوضة دور بعينيه عليها ملقهاش فتح باب و مكانتش فيه
يسر يسر
كان جواب نداؤه صمت موحش لف عليها الشقة كلها و مالهاش أي وجود إتجنن غرز ضوافره في شعره و
ضب طاولة زجاجية على الأرض برجله ف إتقلبت متهشمة ضب بإيديه عدة مرات على
السفرة و هو بيزأر بحشية عينيه حمرا و حبات العرق إتجمعت على مقة راسه لحد م قلب السفرة كلها على الأرض و خد مفاتيحه و تليفونه و خرج من الشقة و هو عارف هيلاقيها فين
إنتفض جسمها و صحيت من النوم مزوعة على خبطات عيفة على باب البيت و من خبطاته عرفت إنه هو قلبها دق بقسة و قامت إتراجعت خطوات و هي بتبص للباب اللي بيتنفض من شدة الخبط لحد م سمعت صوته بيزعق
_
إفتحي يا يسر إفتحي عشان مكسرش مت أم الباب ده
حاولت تتحلى ببعض الشجاعة و مسحت أثار النوم من على وشها و إتقت من الباب وقفت على عتبته و فتحته بصتله و كان في حالة مزرية بداية من شعره المبعثر وشه اللي عليه كل علامات الضب رغم إن عينيه مرهقة قميصه مفتوح منه أول أربع زراير ف ظاهر صدره اللي بيطلع و بينزل من شدة الضب و التعب بصتله للحظات بجمود و إدتله ضهرها و هي بتمشي بعيد عنه و بتقول بجمود
جاي ليه
دخل و رزع الباب وراه بهمجية و قال بقسة
إنت اللي جاية هنا ليه
لفتله و إبتسمت ساخرة و قالت بإستنكار
و إنت فاكر إني هقعد معاك يوم واحد بعد اللي قولته
و بغل مشيت ناحيته و مسكت في أكمام دراعه بتصرخ في وشه
إنت فاكر إيه فاكر إن الدنيا دي تحت أمرك
بصلها بجمود و بص لإيديها اللي على دراعه و رجع بصلها ف سابته و شاورت على الباب و هي مغمضة عينيها و بتقول بحدة
_
إطلع برا إطلع برا أنا أنا حتى مش قادرة أبصلك
بسخرية و قال
بتطرديني و من بيتي
فتحت عينيه بتبصله و همست
إنت بتعايرني بتعايرني عشان قاعدة هنا
قال بحدة
مبعايركيش بس بعرفك إن مهما روحتي ف إنت تحت سلطتي حتى لما حاولتي تهربي جيتي ل مكاني
بصتله و رجعت إتأملت للأرض للحظات و إبتسمت بخواء و رجعت بصتله و قالت
طب إيه رأيك أروح مكان متعرفش توصلي فيه
مافيش مكان معرفش أوصلك فيه
_
فيه عند ربنا مثلا
رجليه إتوقفت عن الحركة من صمته إتسمر في الأرض و هو بيبصلها و عينيه إتهزت للحظات إزدرد ريقه و قال
إنت متعمليش كدا واحدة مؤمنة ب ربنا زيك متموتش نفسها
بس أنا تعبت
أنا أسف
قالها بعد مجادلات كتير و عينه لانت و هي بتبصلها ف إبتسمت ألم نزلت بعينيها لكفه و مسكته حطته على قلبها و قالت برجفة بتبص في عينيه
أسف هتصلح اللي إتكسر هنا
عايزك تعذريني خرجت عن شعوري و قولت كلام مكانش ينفع أقوله بس أنا إتجننت لما عرفت إنه طلعلك و إنه كان ممكن يعمل فيكي حاجه و أنا مش جنبك
بصتله بإبتسامة مليانة ألم ف بص ل دراعها و رفع النص كم بتاع العباية ف إتفاجئ ب كة زرقا خدت حيز من دراعها غمض عينيه بيشتم نفسه في سره
ششش متعيطيش قوليلي أعمل إيه عشان تسامحيني و أنا هعمله
_
تطلقني
قالت و هي لسه مغمضة
عينيها و فتحتها بعد لحظات لما ملقتش رد منه و إيده نزلت من على وشها بعدت خطوات عنه رجعتهم الضعف نحيته لما شدها من رسغها لصدره بس بالراحة و قال و كل حرف في كلامه مليان
قولتي إيه أطلقك
أومأت و هي بتتأمل ملامحه المصومة عن قرب عشان تتحول ل عند و قسة و هو بيقول
متفكريش للحظة واحدة يا يسر إني أطلقك إعتبري جوازنا جواز مسيحيين
قالت بضيق
أنا مبهزرش يا زين
يعني أنا اللي بهزر و رحمة أبويا ما هطلقك
قال بحدة ف بعدت عنه و قالت بحدة مماثلة
_
يعني هتقبل إني أفضل عايشة معاك و أنا كارهاك
كارهاني
قالها بدهشة و مش هينكر إن الكلمة وجعته إلا إنه عارف إنها موجوعة دلوقتي أضعاف
قرب منها و أخد نفس عميق و هو بيتأمل ملامحها و بيقول بهدوء
مستحيل تكرهيني
صخت في وشه وقالت
مستحيل ليه دة إنت شكيت فيا عايزني مكرهكش بعد اللي قولته
قولتلك كنت غلطان و إتأسفت مع إني مبعملهاش خلاص يا يسر
قال بإرهاق و هو حاسس الصداع هيف جر اغه بعدت عنه و قعدت على الكنبة وقالت ساخرة
تصدق كتر خيرك
_
يوووه
هتف بحدة ف بصتله و السخرية إتحولت لألم و هي بتقول
حتى إنك تراضيني تقيلة على قلبك
مسح على وشه و راح نحيتها إتفاجأت بيه بيقعد على رجله قصداها و مسك كفها و قال بحنان
لاء مش تقيلة و مستعد أفضل أراضيك لحد م تسامحيني بس سيرة الطلاق دي متتجابش تاني
تأملت ملامحه و نزلت بعينيها لكفه اللي حاضن كفها و قال بنبرة كلها جمود
بس أنا مش قادرة أسامحك
و قالت و هي بتخبط على صدرها بكفها المقبوض و عينيها تلقائي لمعت بالوع
في جع هنا بينهش في روحي
و إسترسلت و
_
الحروف بتترعش على لسانها
عارف إحساس الخذلان
حافظه
قال و هو بيمسح على شعرها ل ورا ف قالت و الوع بتنزل على خدها
أهو الإحساس ده بياكل فيا
حقك عليا
قال برفق و هو بيقسم إن الجع اللي جواها حاسس
أضعافه و الوع اللي بتنزل
من عينيها دي تساوي عنده كتير حالتها مخلياه عايز يمحي كل اللي حصل من ذاكرتها قبل باطن كفها قبل ما يقوم و رفع دقنها ليه و قال بهدوء
هسييك تهدي دلوقتي
_
بصتله و هو بيتحرك لكرسي بعيد عنها بيفتح أزرار قميصه و هو حاسس بحجر فوق قلبه رجع راسه ل ورا و غمض عينيه ف قالت بضيق
مش هتمشي
لاء أنا قاعد
قال بهدوء ف هتفت بقنوط
مش إنت قولت هتسيبني أهدى
م أنا سايبك أهو مش شايفة الأربعة متر اللي بينا دول و متحلميش بأكتر من كدا
قال و هو لسه مغمض عينيه ف ضبت الكنبة بإيديها بغيظ و نامت عليها بصت ل وضعيته اللي مش مريحة أبدا و قالت بهدوء
فتحت عينيه و بصلها و راسه لسه مسنودة على ضهر الكرسي و قال بخبث
قالت بسخرية
لاء يبقى خليك
_
خسارة
زي القمر في الجلابية دي هتاكل منك حتة
قامت منتفضة و بصتله بحدة ف مقدرش يمسك ضحكته و ضحك ف هدرت فيه بقوة
غمض عينك و نام يا زين
تعالي خديني في ك و هنام على طول
قال و هو فاتحلها دراعه بإبتسامة ف بصتله بضيق و هتفت
زين
عيونه
نام
بحاول بس مش عارف أنام إزاي و إنت قدامي كدا و مش طايلك
_
قال بعد تنهيدة ف هتفت ساخرة
مساحتي الشخصية يا زين
قال بضيق ف حطت وشها على إيدها و هي في مواجهته مغمضة عينيها بنعاس حقيقي لحد م نامت بعمق إبتسم و قام مشي نحيتها لحد م وصلها ميل عليها و بحذر حط إيد تحت ركبتيها و التانية على ضهرها شالها بحذر شديد عشان متقومش وبالفعل مقامتش
يتبع
زين الحريري
ضراوة ذئب الفصل الثاني عشر
صحيت من نومها لقت نفسها مبلة بأيدي قوية حوالين خصرها إنتفضت و هي بتبص حواليها وضبت إيده بتشيلها من على وسطها وبتنتفض من على صحي هو وفرك عينه وبصلها بضيق
إيه اللي عملتيه ده
صخت فيه
إيه اللي جابني هنا و إنت نمت جنبي ليه و إزاي
_
أنا اللي جيبتك لما جيتي قعدتي على رجلي و نمتي في حضي
قال ببساطة و هو مبتسم جحظت
بعينيها و قالت
إيه
زي ما سمعتي
قال بهدوء و هو بيقعد على طرف و بيشعل سيجارته ف قربت منه و قالت بحدة
كداب مستحيل أعمل كدا و بعدين أنا مش بمشي و أنا نايمة
لاء عملتي و يمكن ده كان عشان كنت واحشك مثلا
قالها بهدوء و هو بيبصلها بيتفرس ملامحها المصومة و هو عايز يقوم يقبل كل إنش في وشها دلوقتي وقفت قصاده وقالت بضيق حقيقي
زين إياك تقرب مني تاني أو تلمسني
_
هتعملي إيه يعني
قالها و هو بيرفع أحد حاجبيه و قبل ما تجاوب كان شدها من إيديها ف وقعت في في ه في لحظة و هي بتشهق مصومة ف قال
يلا وريني هتعملي إيه
حاولت تزقه من صدره و هي ب
الهوا برجليها و بتهدر ب ضيق شديد
زين إبعد عني
إنسي
قالها بخبث و بحنان إرتعش جسدها و هي بتقول بحزن
يعني هترضى تاخدني بالعافية
بالعافية
_
قالها بعد م رفع وشه بيبصلها بسخرية مؤلمة ف أومأت بإندفاع هادرة
آه بالعافية عشان أنا مش عايزه
حس ب مساس لرجولته ف قام و قال بإبتسامة ساخرة
و أنا مرضهاش
و لبس قميصه و طلع برا سمعت بعدها صوت باب الشقة بيترزع ف غرزت أناملها في فروة رأسها بترجع شعرها ل ورا
طرقات عيفة على باب أحد الشقق بواسط كفه القوي فتحله حازم أول ما شافه حاول يقفل الباب ب ذعر حقيقي إلا إن زين دفع الباب ب رجله
بقسة و جابه من ياقة كنزته و رفعه بإيد واحدة و نزله بعدها على الأرض مرتطم ب صلابة الأرضية سمع يكاد حازم يجزم إنه سمع صوت تكسير عضمه صخ صاخ أشبه بعويل النساء من شدة الألم جه عزيز يجري عليه و والدة حازم بتصوت بخضة داس زين على قبته ب جزمته الغالية و ميل شوية ناحيته و قال بهدوء تام
و رحمة أبويا لو فكرت بس تقربلها هخليك لعن اليوم اللي شوفتني فيه
و رفع عينه ل عزيز وقال بقسة
و أبوك شاهد
_
غمض
عزيز عينيه و رجع فتحهم و هو بيقول برجاء
سيبه يا بيه أنا هعلمه الأدب
روح علم نفسك الأول
قال بسخرية و بص ل حازم اللي بيتآوه ألم و هو بيقول بإبتسامة خبيثة
هو كدا إتعلم و لا إيه
يلاه
أومأ حازم مرات متتالية ف شال زين رجله من على رقبته و رفع عينه ل والدته المخضضة ب على صدرها و قال بهدوء
معلش يا حجة بس إبنك سخ
دخل الشقة معاه أكياس أكل لاقاها قاعدة قدام التلفزيون بصتله بجنب عينيها بضيق ف دخل المطبخ و فضى الأكياس في أطباق و راح قعد جنبها و حط الصينية على الطاولة الصغيرة اللي قدامهم لما لقته قاعد لازق في جسـ,ـمها بعدت شوية ف قال و هو بيرتب الأكل
_
يلا عشان تاكلي
مش عايزه
قالت بضيق ف خبط على الطرابيزة بكفه و قال بقسة
يسر
إنتفضت بخضة و قالت
إيه
كلي
قال بحدة و هو لافف رقبته بيبصلها ف إزدردت ريقها و قالت برجفة
م ماشي
و قربت فعلا عشان تاكل ف قرب منها الأطباق و سند ضهره على الكنبة فارد دراعه اللي نحيتها على ضهر الكنبة بصلها بإبتسامة و هو بيتأمل شعرها الملموم ف شال التوكة منه إنسدل على ضهرها ف مسك خصلة و لفها على صباعه متكلمتش لإنها كانت مشغولة في الأكل بتاكل بنهم لاحظ جوعها ف ربت على ضهرها صعودا و هبوطا و قال بحنان
_
كلي و لو عوزتي تاني قوليلي
أومأت و لفت وشها و قالت بهدوء
مش هتاكل
مش جعان
تنحنحت بحرج و بعدت عنه شوية وقالت
أنا كلت الحمدلله
شبعتي
قال و هو بيبصلها و بيبص للأكل ف ربتت على معدتها بتتنهد ب شبع حقيقي
أوي أوي
بالهنا
_
قال بهدوء و من ثم إسترسل و هو بيمسح على راسها
لسه زعلانة مني
بصتله للحظات و بهدوء شالت إيده من على شعرها و قالت بجمود
زين
بص لإيديها اللي بتشيل إيده و رجع بصلها بجمود مماثل
فهمت
و قام من جمبها إدالها ضهره و قال بصوت عالي نسبيا
بس أنا مبحبش الدلع يا يسر
دلع
قامت من على الكنبة و هي واقف وراه بتقول و كملت بعد م لقت منه ع رد
_
أنا مبتدلعش أنا موجوعة يا زين بيه
لفلها و قال بحدة
و إعتذرت و بحاول أنسيك اللي قولته و إنت مبتدنيش فرصة
قربت منه و قالت بضيق عارم
عايز تنسيني إزاي بإني أبقى معاك في
صخ في وشها اري لدرجة إنها رجعت ل ورا
دة إنت إتهبلتي
بقى
بصتله للحظات و قالت بصوت مهزوز
مش ده اللي إنت عايزه
_
قرب منها خطوتان رجعت هي أربعة و قال بعيون مظلمة و صوت غاضب
م أنا لو ده بس اللي عايزه كنت هاخدك عادي و لا يفرق معايا
و إسترسل بحدة
تبقي هبلة أوي لو فاكرة إني من الرجالة اللي بيتمحكوا في مراتتهم عشان يبقوا معاهم ع فوقي كدا و متقوليش
كلام ترجعي ني عليه
ضبت و قربت منه
و قالت بحدة
أومال إيه الحنية اللي نازلة عليك فجأة دي
قال بسخرية
تصدقي أنا غلطان
_
و هدر
هديكي بالجزمة بعد كدا عشان تمشي عدل
بصتله بضيق و راحت قعدت على الكنبة مكتفة إيديها بتبص على التلفزيون غمض عينيه و وقف قدامها و قال بسخرية لاذعة
على فكرة يا يسر أنا كل اللي كنت عايزه حض
رفعت عينيها المصومة بتبص لعينيه اللي لمحت الحزن فيها مستناش ردها خرج من الشقة و قفل الباب وراه إنسابت الوع من عينيها و حست ب قلبها بيتعصر كإن حد وجهله لكمة طلعت تجري وراه و فتحت الباب بس للأسف كان مشي بالعربية قفلت الباب تاني حزين و قعدت على أقرب كرسي و عيطت للحظة حست إنها لأول مرة تفشل في إنها تحتويه نت ياريتها كانت ته و رجعت زعلت منه تاني
ساعات مرت و معرفتش تنام مقدرتش تنام لحد م ييجي لدرطة إن الشمس طلعت ف فقدت الأمل إنه يرجع إلا إنه فتح الباب ف رفعت راسها من على ركبتها و كانت معيطة و حالتها مزرية شافته و هو داخل على الأوضة من غير حتى ما يبصلها قامت فورا دخلت وراه
لقته بيحرر أزرار القميص ف وققت قدامه و خدت هي المهمة دب و إبتدت بهدوء تحرر زرار ورا التاني ف بصلها و مافيش تعبير على وشه فتحت القميص و رفعت عينيها ل عينيه الباردة وقفت على أطراف أصابعها و حاوطت عنقه و إيديها من ورا و التانية بتربت على كتفه العريض محستش بإيده بتحاوطها ف همست برفق
زين أي
إكتفى بوضع كفه على ضهرها ف تنهدت بحزن و كادت أن تبتعد لولا ذراعيه اللي حاوطوا ضهرها محبب لقلبها إبتسمت و أبعدت وشها و همست جوار أذنه
زعلي منك مش معناه إني مش هاخدك في حضي
_
سكت للحظات و رجع قال بضيق
حسستيني إني حيوان
أسفة
قالت ب حنان ف شدد أكتر على عناقها و غمر وشه في شعرها ماسكها لدرجة إنه بقى شبه شايلها ورجليها مش لامسة الأرض ف تشبثت بعنقه و سمعته بيقول و إيده بتمشي على
ضهرها ب بطء
سامحتيني
سامحتك يا زين
قالت بهدوء رافعة الراية البيضا ف إبتسم و رغم السعادة اللي
في قلبه إلا إنه مبينش إكتفى ب إنه نزلها على الأرض و بص ل ملامحها بيتأمل كل تفصيلة فيهم و بعد لحظات إتنهد و مسح على محياها المبتسمة بأنامله
لسه زعلان
_
من اللي حصل
فتح عينيه و إبتسم و مسح على وجنتها و قال بهدوء
شوية
شهقت بتفاجؤ زائف و قالت بصوت أضحكه
يا نهار أبيض زيني حبيبي زعلان مني
لاء لاء الكلام ده مينفعش
و نهضت و جلست على معدته فإزدادت ضحكته و وضع يده على قها و هو يتمتم بخبث
إنت أد اللي بتعمليه ده
إقتربت منه بوجهها و حاوطت وجنتيه و قالت بشقاوة
إستنى بس لازم أصالحك
_
و بدأت ب تقبيله عدة
مرات على أنحاء مختلفة ب وجهه بشكل مضحك ف ضحك لدرجة إنها ضحكت معاه ساندة مقة راسها على فكه العريض حط إيده على خصرها و قال بمكر
كملي وقفتي ليه أنا لسه متصالحتش
قرصت طرف أنفه و هي بتقول بإبتسامة
آه منك بتعشق إستغلال الفرص
إبتسم و غمزلها
مش أي فرص
إبتسمت و كادت أن تنهض إلا إنه ثبتها من خصرها و هو بيقول بمكر
على فين العزم
هنام بقى
_
قالت بطفولية ف قال بإبتتسامة شديدة الخبث
تنامي كدا قبل م أصالحك
أنا إتصالحت
هتفت بتوجس إلا إنه حاوط خصرها و جعلها أسفله ف شهقت بتفاجؤ و قال هو مبتسما ب ش
لاء مش حاسس لازم أتأكد بنفسي
و مال يقبل وجنتها و دقنها و جفونها و فكها و كانت قبلاته عكسها بطيئة يتلذذ بكل إنش أذابت حصونها و هت التلج اللي إتبني بينهم همست بإسمه ب صوتها الأنثوي المهلك
زين
عايزة تجننيني صح
قلبك بيدق بسرعة كدا ليه
فتحت عينيها و بصتله ب خجل و معرفتش ترد ف إبتسم
_
هو أنا يعني أول مرة
دابت من كتر الخجل لدرجة إن وشها بقى كتلة حمار ف إتسعت إبتسامته ف قالت بيأس من تحديقه بها
زين
إيه يا عيون زين
قال ب لطف ف غمغمت بخجل
متبصليش كدا
أبصلك إزاي
قال بعد م طبع على خدها المتورد ف همست بخجل أكبر
متبصليش خالص يا زين
إبتسم و قال ب صوته الرجولي اللي بتعشقه
_
لسه بتتكسفي مني
زين تيجي ننام
قالت بتحاول تغير مجرى الحديث ف قال بهدوء
نعسانة
شوية
قالت ب صوت مهزوز ف قال برفق
طيب يلا
و بعد عنها و قام طفى النور ف أخدت نفسها و هي بتحاول تهدي نوبة الكسوف اللي أصابتها فجأة نام جنبها و فتحلها دراعه ف دخلت في صدره على الفور قبل رأسها و هو بيتحسس خصلاتها الناعمة بإشتياق اري يحاول إخماده بكل طاقته مش عايز يجبرها على حاجه خصوصا بعد رفضها ليه آخر مرة إلا إن قربها منه مساعدهوش على ده خلاه يشتاقلها أكتر لدرجة إنه فكر لما تنام يقوم من جنبها و يقف في البلكونة شوية و ده اللي حصل لما
نامت قام بحذر و بعد عن جسـ,ـمها و دخل البلكونة بيخرج طاقته عشوائية الشارع من مباني قديمة إلا إنه كان هادي على غير عادته نظرا لإن الساعة سبعة الصبح دخل الأوضة لبس هدومه و قبل ما يمشي قرب منها و فرد الغطا عليها و قفل البلكونة كويس خرج من الشقة كلها و ساق عربيته و هو عازم نيته على أمر ما
يتبع
_
ضراوة ذئب
زين الحريري
ساره الحلفاوي
الفصل الثالث عشر
رجع بعد مرور حوالي خمس ساعات لاقاها لسه نايمة ف دخل أخد شاور و غير هدومه و نام جنبها بنعاس حقيقي و بعد مرور ساعتين قام لاقاها لسة نايمة بعمق بص للساعة و لما حس إن الوقت مناسب قرر يصحيها و برفق طبطب على دراعها و قال بصوته النايم
يسر
ولإن نومها تقيل مكنش عنده حل غير إنه يقوم و يشيلها بين إيديه و يفتح باب برجله و يوقفها قدامه في مواجهة الحوض ساندها بإيده اللي لافة حوالين خصرها و بإيده
التانية فتح الحنفية و مسح على وشها بالماية عدة مرات لحد م صحيت مصومة و بصتله في المراية بنص عين و هي بتقول بع إستيعاب
بتعمل إيه
بصحيك
_
قال بإبتسامة صفرا ليها في المراية ف غمضت عينيها و لفتله محاوطة خصرها و رامية راسها على ه
بس أنا موت من النعس
لاء فوقي عشان ننزل
قال بهدوء ف رجعت راسها ل ورا بعيد عن ه و قالت بدهشة
ننزل هنروح فين
يخت
قال بعد ما شالها بين إيديه تاني ف فركت عينيها عشان تفوق نفسها و قالت بعب
يخت
و إسترسلت متعلقة في ه
أنا بخاف من البحر أنا حتى المركب بخاف أركبها و أبقى في نص البحر كدا
_
قعد على و قعدها على رجله و قال بهدوء
هتخافي في الأول و بعدين هتتعودي
و مسح على شعرها و هو بيقول بيطمنها
أنا هبقى معاك يا يسر مش هيحصلك حاجه مخافيش
بصتله بتردد و غمغمت
بس أنا بخاف من شكل البحر
و قالت ب رعشة
أصلي آخر مرة كنت فيه مع بابا و ماما شوفت بعيني حد بيغرق و بيصارع المت جواه و مقدرتش بعدها أروح تاني
أنا هبقى معاكي
قال بحنان و إبتسامة على برائتها بيرجع خصلة من شعرها ل ورا ودنها ف أومأت و هي بتبصله بتوجس ف قال
_
يلا قومي إلبسي أي دريس عندك
أومأت بهدوء و نهضت من على قه أخدت لبسها و لبست الدريس اللي جات بيه لإن مكانش فيه غيره لفت الطرحة كويس و طلعت لقته لابس شورت جينز واصل لركبته و قميص مفتوح باللون الأبيض تحته تيشرت من نفس اللون جابهم لما مشي الصبح ف إبتسمت و قالت بحب
شكلك سكر
مش أكتر منك
قال بإبتسامة رزينة و مسك إيدها و مفاتيحه و تليفونه و خرجوا من الشقة الأنظار إلتفتت عليهم و على زين بالأخص ركبوا العربية و إنطلق بيها زين سندت يسر راسها على الكرسي و قالت بحماس
إقفل التكييف ده و إفتحلي الشباك يا زين
عمل كدا و فتح شباكه و شباكها ف خرجت إيديها برا مغمضة عينيها سايبة الهوا ي بشرتها الرقيقة بصلها و إبتسم و رجع بص للطريق وصلوا بعد ساعتين بالظبط و أول ما يسر شافت البحر على يمينها قلبها إتقبض ركن زين عربيته قدام المينا و نزل من العربية و هي مندفسة في الكرسي مقدرش يسيطر على ضحكته على شكلها الطفولي و فتحلها باب العربية و قال بإبتسامة و هو بيمدلها إيده
يلا
بصتله و بصت لإيده بتوتر شديد إلا إنها حطت إيدها في حض إيده و نزلت معاه و العب مالي قلبها أول ما شافت البحر و أمواجه العالية مسكت في دراع زين القوي و قالت برجاء
زين بلاش
_
حاوط كتفها و قال بهدوء
إهدي خالص و إفتكري إني معاك
لما لقى لسه العب
مالي عينيها حاوط كتفيها و وقفها قصاده و ضهرها للبحر و قال بحنان
بصيلي أنا يا يسر
بصتله و أنفاسها مبعثرة ف قال بنفس النبرة الحنونة
أنا جنبك مافيش حاجه هتحصل إن شاء الله و بعدين اليخت ده من زمان معايا و بعرف أسوقه كويس
قالت
ده اليخت بتاعك
لفها قال بإبتسامة
_
كل اليخوت دي بتاعتي
لفتله و بصت حقيقية إلا إنها مردتش ف أخد إيديها و قربوا من البحر عشان يمروا على الخشبة اللي هتوصلهم لليخت مشي على أسطوانة خشبية
متينة و هي وراه بتشد إيده و بتقول
زين هنقع
تنهد بنفاذ صبر و رجعلها و ميل عليها شالها ف شهقت و غطت عينيها في تجويف عنقه من منظر البحر اللي بيرعبها دخل بيها اليخت و نزلها ف قعدت بسرعة ب تبص حواليها ب ضيق نفس و هو راح يحرر الحبل القوي عشان اليخت يمشي و راح ناحيتها و ضحك لما لاقاها بتبص حواليها ف قال
دي فوبيا بقى
أومأت دون أن تنظر له و ردت
شكلها كدا
مسك إيديها و قال بهدوء
طب تعالي هوريك حاجه
_
نزلت معاه أوضة في اليخت سابها وراح فتح دولاب صغير و طلع منه فستان أحمر ضهره عريان و من غير أكمام رفعت حاجبيها إختلطت بإعجاب
جبته إمتى ده
حط الفستان على و قرب منها و بدأ يفك حجابها بهدوء لحد م شاله عن شعرها الكستنائي قرب منها أكتر لدرجة إن صدره الصلب لمس صدرها ف إرتبكت يسر خصوصا لما مد إيده لسحاب الفستان اللي لابساه من ورا و نزله بهدوء ف ثبتت إيديها على الفستان من قدام وقالت بحرج
زين ممكن تطلع إنت
شال إيده و حاوط خصرها بكفيه و هتف بهدوء
طيب متتأخريش
أومأت و عيناها تهتز على عيناه خرج بالفعل و قفل الباب وراه ف حاولت تجمع شتاتها تاني و إبتدت تلبس الفستان اللي كان على مقاسها بالظبط إبتسمت و هي بتبص
في المرايا فردت شعرها و طلعتله إتصت لما لقته مديها ضهرها و لابس بدلة لفلها ف إتسعت إبتسامتها من كتلة الوسامة اللي واقفة قصادها إبتسم أول ما شافها و عينيه بتمشي على راسها لحد صباع رجلها فتح دراعه ليها و قال بصوته الرجولي
تعالي
إنفرجت أساريرها و مش بس مشيت لاء دي جريت عليه ركضت نحوه و رفعت جسـ,ـمها محاوطة رقبته بته بعشق غمض عينيه و شالها من على الأرض وإيده بتمشي على ضهرها بصت يسر حواليها ملقتش مخلوق إطمنت إن محدش شايفهم غمضت عينيها فضلوا حوالي ربع ساعة لحد م نزلها على الأرض و بعد شعره اليخت وقفت يسر مصومة لما شافت طاولة متغطية ب مفرش أحمر مخملي فوقها صينية باللون الدهبي تحتوي على أشهى أنواع المأكولات البحرية و بعض الورود الحمراء منثورة على الطاولة و على الأرضية عينيها لمعت ب حب حقيقي و لفتله إبتسم لإنه كان مستني يشوف ردة الفعل دي معرفتش تتكلم تقوله إيه ف أخد إيديها و شغل موسيقى هاديةبإيد إتثبتت على ضهرها و التانية حاضنة إيدها رقصوا رقصة هادية و هي ساندة راسها على موضع قلبه و الإبتسامة شاقة ثغرها لحد ما مسك كفها و
_
دورها كالأميرات ضحكت من قلبها ف ضحك معاها لحد ما داخت و رمت نفسها في ه محاوطة خصره و هي بتقول برقة
كفاية دوخت
إبتسم و مسد على خصلاتها و مسكها من إيديها و وقعدت على الكرسي قدام طاولة الطعام و شدها عليها ف قعدت على رجله شهقت بحرج و قالت
زين خليني أقعد على الكرسي مش هتعرف تاكل مني أنا تقيلة
بس يا هبلة إنت
قال ساخرا من جملتها
و هو يكاد يقسم أنها بخف الريشة حاوط دراعها ب دراعه و ضما لصدره أكتر و إبتدى يأكلها ف أكلت و بدأت هي الأخرى تأكله لحد ما سندت راسها على صدره و قالت ب شبع حقيقي
مش قادرة أتنفخت
ضحك خصوصا لما تحسست
معدتها المسطحة و قالت ببراءة
_
هيطلعلي كرش صغنون بسببك والله
قال بإبتسامة و هو لسه بياكل
يطلعلك إيه المشكلة
عيب في حقي أبقى بكرش و جوزي عنده
قالت ب سخرية ف إبتسم و قال
ملكيش دعوة أنا عاوزك بكرش
تنهدت بعشق و غمرت راسها في صدره أكثر خلص أكل و قاموا يغسلوا إيديهم و رجعوا قعدوا على الكنبة جنب البحر و لما يسر بصت لتحت رجعت بسرعة تبص ل زين إبتسم زين ف شالت شعرها من على وشها بضيق لحد م هدرت بصب طفولي
يووه
قربها منه و مسك شعرها من ورا و إبتدى يلمه برفق بطريقة ما لحد م لفه كحكة ثابتة ظهر عنقها الطويل ف قبله ب رقة إبتسمت يسر و بصتله بحب فاق و تخطى كل شيء غمضت عينيها لما حاوط وشها بإيد واحدة و جزء من رقبتها بيتأمل تفاصيل ملامحها عن كثب
لسه شايفة إني هاخدك بالعافية
_
زين ممكن نخبط في حاجه
مردش عليها سوى بعد لحظات
إنسي كل ده دلوقتي
همست بقلق
رايح فين
مسح على غرتها الملصقة ب مقة راسها و رجعها ل ورا و قال بحنان
هروح أشوف بقينا فين
أومأت و سابت دراعه سابها و قام و طلع برا الأوضة نزل تحت و ساق اليخت شوية و راحلها كانت لسه زي ما هي نايمة متغطية كويس مغمضة عينيها بنعاس دخل حمام الأوضة أخد شاور و خرج لابس الشورت بتاعه فقط قعد جنبها لما لاقاها لسه نايمة مسح على شعرها و قال برفق
يسر
غمغمت بنعاس ف مسح على تجويف عنقها الناعم بضهر أنامله و قال
_
قومي خدي شاور و إلبسي عشان نطلع نقعد برا
فتحت عينيها الناعسة و قالت بصوتها النايم
حاضر
و قالت بعدها بخجل
ينفع ألبس قميصك
ينفع و نص
قال بإبتسامة ف خبت نص وشها تحت الغطا و همست بخجل
طب يلا إطلع برا
ألبسهولك أنا
قالها بخبث يزيع الغطا عن وجهها ف هدرت بتوتر
_
لاء طبعا
ليه بس
قال بأسف زائف ف قالت
يلا يا زين إطلع
طالع الصبر من عندك يارب
قالها بطريقة مضحكة ف ضحكت و خرج و قفل الباب وراه لفت نفسها بالغطا و قامت دخلت خدت شاور و لبست لبسها الداخلي و قميصه الأبيض اللي كان لابسه تحت اكت البدلة أخدت نفس عميق منه و ريحته كلها بقت فيها طلعت ب شعرها المبلول ليه و كان خلاص الليل ليل و أنوار دهبية نورت اليخت لقته قاعد على الكنبة ماسك تليفونه رفع راسه ليها و إبتسم إلا إن سرعان ما إختفت إبتسامته لما شاف شعرها
مبلول لدرجة إنه بينقط قال بحدة
كنت واعية وإنت طالعة ب شعرك اللي كله ماية ده
مسك إيديها و خلها الأوضة أخد منشفة و بدأ يجففلها شعرها و على محياه بعض الضب ف قالت بدلع
مش هيحصل حاجه يعني يا زين
_
بصلها و قال بسخرية و هو لسه بينشف شعره
على رأيك هيحصل إيه يعني إلتهاب رئوي حاجه بسيطة مش محتاجة
إبتسمت لف الفوطة على شعرها و ثبتها كويس و أخد اكت البدلة معاه و طلعوا برا
قعدت هي على الكنبة رافعة قيها من على الأرض و هو قبل ما يقعد حط الاكت على كتفها تنهدت و سندت راسها على صدره شبه نايمة في ه ف حاوطها بدراع واحد و بإيده التانية مسح على رجلها الباردة صعودا و هبوطا بيدفيها عشان متبردش للحظة حست إنها بنته ف تنهدت و هي بقت متيقنة إنها لو بعدت عنه موت
سمعته بيقول بهدوء
هنرجع اليلا
متأكد
قالت و هي لسه على وضعها بس ربتت على صهره برفق ف أكد
أيوا
أومأت بهدوء و همست
_
اللي يريحك
واللي يريحك إنت
قال و هو بيضمها لصدره أكتر ف قالت بلطف ترسم دوائر
وهمية على معدته المقسمة لطبقات
اللي يريحني إني أبقى معاك
مش هيفرق المكان مدام معاك فيه خلاص
بتحبيني
سألها و هو لأول مرة يبقى محتاج يسمعها منها رفعت وشها ليه و لمعت عينيها بمكر
ممم يعني
رفع حاجببه و قال بضيق
_
يعني ده إيه السكر ده
يسر متستعبطيش
قال و هو بيرفع دقنها لمواجهته ف تأمل عينيها اللي بيعشقها
حاوطت هي رقبته و قربت وشها من وشه و أعطته برغم سطحيتها لمست قلبه و لما بعدت و رغم تأثيرها عليه من أقل حاجه بتعملها إلا إنه همس
أعتبر ده تثبيت يعني
ضحكت و همست بلطف
زين
نعم
قال و هو بيسند راسه على راسها ف همست ب رقة
إنت أحلى حاجه حصلتلي في حياتي
_
و إنت أنضف حاجه حصلتلي في حياتي
قال و هو بيلتقط من كرزتيها ف غمغمت بتذكر
صحيح هو الراجل اللي كان ماشي معاك على طول ده كان إسمه يمكن ماجد راح فين
طردته
قالها ببساطة ف هتفت بدهشة
ليه
بصلك بطريقة معجبتنيش قبل كدا كإن بينه و بينك تار
قال بضيق ف غمغمت بحزن
هو فعلا كان بيكرهني مش عارفة ليه
و إسترسلت بحب بتمسح على دقنه
_
بس ده كان أقرب حد ليك من ال يا زين
هتف بحدة
في ستين داهية
ضحكت من عصبيته و سندت راسها على صدرهف إبتسم لإنها لأول مرة تعمل كدا و قال ب لهفة
إعمليها تاني كدا
إبتسمت و حاوط خصرها وقال زائف و صوت مبعثر
أنا مش عارف أعمل فيكي إيه أعمل إيه
ضحكت من قلبها خصوصا لما أنامله تسللت لمعدتها و يدأ يدغدغها ضحكت من قلبها ف ضحك معاها و هو لسه مكمل لحد م بقت تترجاه يوقف
زين زين خلاص و حياتي موت
قالت وسط ضحكاتها ف وقف و قال بإبتسامة على ضحكها
_
بعد الش عليك
غمغمت زائف
مش هعمل كدا تاني أصلا
قال بحدة مصتنعة
مافيش الكلام ده يا عسل
عايزة أجيب طفل منك
و كملت بسعادة
يكون ولد و أسمه زين
إبتسم و قال بهدوء
مش هنجيب ولد بس هنجيب دستة
_
غمغمت بحزن
طب أنا ليه محملتش
قال بهدوء
لما ربنا يإذن يا يسر
يارب
قالت بهدوء و بصت حواليها و قالت
الدنيا بقت كحل هتعرف ترجع
أكيد طبعا
قالها بثقة ف تشبثت بعنقه و قال بغنج
طب شيلني و إنت بتسوق اليخت عايزه أشوفك و إنت بتسوق
_
و بالفعل حملها و يده الأخرى أعلى ركبتيها ف بدى و كأنه حامل صغيرته نزل بيها لمكان سواقة اليخت و قعدها جنبه و إبتدى يسوق عشان يرجع
دخلوا اليلا الفجر الدنيا ضلمة ف فتح الأنوار عشان يعرفوا يطلعوا السلم ف سألها و هو مبتسم
إتبسطتي
أوي
يتبع
ضراوة ذئب
زين الحريري
الفصل الرابع عشر
عمار مش كدا يا عمار
يسر جحظت بعينيها و لفتله لقته متسمر مكانه حاوطت كفه بإيديها الإتنين و قالت و جسـ,ـمها كله بيترعش
_
ز زين
نفض إيديها بعيد عنه و مشي خطوات حفرت الأرض مكانه من شدة ه نحية جناحها يسر وقفت مكانها و وعها نزلت و هي حاسة ب قلبها هيقف هامسة
يا نهار إسود يا نهار إسود
شهقت لما لقته كسر الباب حرفيا لدرجة إن الباب إرتطم بالأرض دخل زين الأوضة و شاف أمه في وضع خلى ار قلبه اللي كان بيحاول يطفيها تشتعل أكتر ريا صخت وضمت الغطا لصدرها و اللي معاها إتصنم زين راح ناحيتهم و مسك المدعو عمار
أعمل فيكي إيه أخلص عليك و لا أعمل في نجاستك إيه
يسر كانت قاعدة على السلم برا بترتجف من الأصوات اللي سامعاها و متجرأتش تدخل الأوضة و لا تشوفهم و تحطه في موقف أسوأ هيبقى فيه أسوأ من إبن شاف أمه في وضع زي ده حطت إيديها على ودنها من صراخه العيف رافضة حتى تسمع إنهياره اللي مخلي قلبها إتقهرت عليه
من بكرة مشوفش وشك هنا تلمي هدومك و في أي داهية ميهمنيش مش عايز أشوف وشك تاني
قال كلامه و بصلها يعينيه اللي كانت زي الد م نظرات إحتقار من راسها لرجليها و مشي من قدام سحب عمار من شعره ف تلطخت إيده ال و سحله على الأرض
و طلع بيه من الجناح يسر لما شافته إتصت و رجت خطوات ل ورا بتكتم شهقاتها بكفها نزل بيه على السلم ب وش مش عليه أي تعبير خرج بيه من اليلا و رماه ل حارس من حراسه يرميه في أي حتة بعد م يتأكد إنه ما رجع بإيد بتنقط ه يسر فضلت واقفة بتترعش مبصلهاش حتى و راح على جناحه بخطوات قاسة بكت يسر و دخلت ل ريا أوضتها بعد ما مسحت وعها لقتها بعيط و الغطا لحد صدرها وقفت قدامه و همست ب غل غل وكإنها أم و اللي قدامها ست أذت إبنها الوحيد
ربنا ينتقم منك رتيه و قهرتيه مبسوطة دلوقتي إنت إنت اللي عملك أم ظلمك
_
و خرجت من الأوضة و هي شبه بتجري على جناحهم دخلت الجناح و منه وقفت قدام باب الأوضة المقفول مسكت مقبض الباب و لوته مفتحش ف إتصت و من صمتها وعها نزلت خبطت على الباب بإيد بتترعش و قالت وصوتها مهزوز
زين ممكن تفتحلي
شهقت بكاء
زي الأطفال لما مردش عليها رغم إنها سامعة صوت نفسه العالي جدا و قالت برجاء باكي
حبيبي ممكن عشان خاطري تفتحلي
بكت أكتر لما ملقتش منه أي إستجابة ف قالت وسط شهقاتها
زين زين
إفتحلي عشان خاطري يا زين إفتحلي عايزة أخدك في حضي
سندت راسها على الباب و غمغمت بعياطها اللي يقطع القلب
أنا عارفة إنك عايز تبقى لوحدك بس أنا أنا مش عابزة أسيبك لوحدك مش هدايقك والله والله هاخدك في حضي بس و مش هدايقك
_
و زين زين كان قاعد حاطت راسه بين إيديه بعد ما غسلها و في جع في راسه هيفرتك اغه ولأول مرة يحني ضهره لأول مرة يحس إنه إتكسر بالشكل ده المشهد صحى جواه حاجات ماصدق أنها كانت إبتدت تغفى عة خانة نزلت من عينيه ف مسحها
شديد صوتها من ورا الباب و عياطها جعوه فوق وجعه الطفل اللي جواه نفسه يفتحلها و يترمي في ها و الراجل ذو الهيبة و المكانة و المنصب رافض رفض قاطع رافض بعد م حس إنه إتكسر قدام نفسه و قدامها و للأسف
زين الكبير ضب زين الصغير قلم على وشه عشان يسكت ف خبى زين الصغير راسه بين رجليه و وجعه بيزيد أضعاف و كإن المشهظ يتاعد تاني قصاد عينيه حاسس ب نغزة في قلبه كإنه خلاص هيقف غمض عينيه و حط إيده على قلبه و هو حاسس إنه مش قادر يتحمل الجع اللي جواه لا عارف ينام ولا قادر يصحى و يفضل ب نفس الشعور اللي بينهش في روحه ده ليلة مرت عليه و كإن عربية نقل ضخمة مرت على روحه هو نفسه ميعرفش مرت إزاي إلا إنه فجأة لقى النهار طلع و الشمس طلعت تاني قام من على و قلع يمكن الخنقة اللي جواه تروح و أخيرا قرر يطمن عليها فتح الباب و إتفاجيء بجسـ,ـمها اللي كان متكيء على الباب وقع جنب رجله
ميل عليها و شالها من على الأرض
الباردة بيردد بضيق
إيه منيمك هنا
كان بيكلم نفسه لإنها كانت نايمة حطها على و أول ما حطها قامت مزوعة و لما لقته قدامها إتعدلت و قعدت قصاده و قبل ما تتكلم بص لعيونها اللي كلها ألم عليه وقال بجمود
يسر مش عايز أتكلم في حاجه
أومأت و رددت بحنان و هي بتمسح على شعره
و مين قالك إننا هنتكلم في حاجة يا قلب يسر
_
بصلها للحظات و ظهر شبه ألم في عينيه أخفاه بسرعة ف مسكت كفه و قبلته و هي بتربت عليه بحنان بص ل كفها اللي حاضن كفه و حركتها دي صحت زين الصغير جواه زين الصغير اللي بقى يترجاها
متسيبنيش و تمشي
عايز أبقى لوحدي
قالها بعيون كلها جمود و رغم ده إلا إنها مبعدتش بل همست ألم
سيبتك لوحدك أكتر من ساعتين و نمت جنب الباب على أمل إنك تفتحلي
و رفعت
إيديها لموضع قلبه و عينبها لمعن بالوع و هي بتبصله و بتهمس بحزن و كإن الجع اللي جواه جواها
قلبك واجعك يا حبيبي
إرتخت ملامحه و ظهر الألم على وشه غمض عينيه و ميل راسه محاوط جبينه بإيده ضمت راسه لصدرها بتمسح على شعره بحنان و عينيها عت سند جبينه على صدرها و حاوط خصرها و صدره بيعلى و يهبط بأنفاس عالية هائجة خات عليه بس متكلمتش و حطت إيديها على ضهره العريض حست ب قطرات حارة على صدرها إتصت لما لقته بيعيط بيعيط و هو يصرخ ألم رهيب
أنا يا يسر
_
غمضت عينبها بتحاول متعيطش على عياطه بتضم راسه لصدرها أكتر ف مسك في لبسها من الجنب و هو بيهدر ب جع هز قلبها
قلبي مش واجعني أنا أنا مش حاسس أصلا بيه حاسس إنه ما ما من اللي شافه آآآه
هنا عيطت ته أكتر و رددت على مسامعه آيات من الذكر الحكيم وسط صوتها الباكي سكتت لما حست إنه هدي فضل حاضنها و ردد ب جع
ليه ليه دي تبقى أمي
و إسترسل بصوت قط ع قلبها
هو أنا ربنا مبيحبنيش أوي كدا ليه تفضل بلاء في حياتي من أول ساعة لحد م أموت
باست شعره و مسحت على ضهره و هي بتقول ب حنان إختلط بالحزن
يا حبيبي متقولش كدا ربنا مش راضي على اللي هي بتعمله و صدقني هيجيبلك حقك قريب أوي
نفى براسه
و قال بصوت مألم
_
مش عايز حقي كل اللي كنت عايزه أم
رفعت راسها لفوق مش لاقية كلام تقوله قلبها مقهور عليه لدرجة إنها عايزة تموتها فضلت تحسس على شعره عشان يهدى إلا إنه مكنش بيهدى كان في حالة صعبة لدرجة إنها حست إنه مميكن يروح منها لما الفكرة جات في اغها حاوطته أكتر و مدت إيديها و قفلت نور الأباورة لإنها متأكدة إنه مش عايز يرفع وشه عشان متشوفش حالته المهارة دي بعينيها زحفت ل ورا شوية و قالتله بحنو
مقدرتش تنام فضلت صاحية مبتعملش حاجه غير إنها بتطبطب عليه و شوية بتبوس راسه بتمسح على شعره و وشه فضلت أكتر من تلت ساعات
لحد م نامت صب عنها لما صحيت ملقتوش جنبها ف إتخضت لكن لما سمعت صوت إنهمار الماية في عرفت إنه بياخد شاور قامت لبست الروب بتاعها و خرجت من الجناح متوجهة ل جناح ريا دفعت الباب من غير إستئذان لقتها قاعدة على باصة قدامها بشرود ف قالت ب مقت شديد
لسه هنا ليه يا ريا هانم
بصتلها ريا بضيق و قالت
حاجه متخصكيش إطلعي برا
هو كبير إبعدي عن حياته و سيبيه في حاله إعملي حاجه واحدة بس صح في حياتك
هدرت ريا اري
عايزاني
_
أمشي عشان تبرطعي في اليلا لوحدك و تخليه يكتبها بإسمك مش كدا
بصتلها يسر و قالت و هي مش مصدقة حقارتها
إنت إنت ست مش طبيعية إنت مريضة روحي إتعالجي إنت بجد مش طبيعية
و رفعت سبابتها في وجهها بحدة و قالت بقسة
قسما بالله لو ما لمتي هدومك دلوقتي زين هينزل و أنا مش ضامنة ممكن يعمل فيكي إيه لو لقاكي هنا أنا حقيقي مش ضامنة ردة فعله بس أنا متأكدة إنها مش هتعجبك أبدا
و خرجت رازعة الباب وراها طلعت لجناحه لقته واقف قدام المراية بيلبس قميصه إبتسمتله بلطف ف بصلها في المراية و سألها بهدوء
كنت فين
كنت بشرب
قالت بهدوء و قربت منه و حاوطت ضهره و غمغمت
هتنزل الشغل
_
أومأ بنفس الهدوء اللي بقت تقلق منه ف إزدردت ريقها وخات ينزل يلاقيها في الجناح لسه ف قالت بحزن
طيب م تقعد معايا النهاردة
نفى برأسه و قال
ورايا حاجات كتير مهمة
شهقت بحزن مصتنع
يعني أنا مش من ضمن الحاجات المهمة
مردش عليها و لف ربت على خدها بإبتسامة مافيش فيها حياة و سابها و مشي مشي خطوات لحد م وقفته بصوتها الهادي
زين
غمض عينيه و وقف مديها ضهره حتى مش قادر يبصلها بعد اللي حصل إمبارح و إحساس الضعف اللي إتملكه و هو في ها وقفت قدامه و حاوطت وجنتيه بتمسد عليهم بحنان و همست
أنا أنا عملت حاجه زعلتك إمبارح
_
قطب حاجبيه و فكر في سؤالها لثواني و بعدها رد بهدوء
لاء
مالك طيب
قالت ب حزن عليه و بعدين أدركت غباء سؤالها أكيد لازم يبقى مش في حالته الطبيعية لما لقته مردش بعدت إيديها عنه و قالت برفق
متتأخرش يا زين هستناك
ماشي
قال بهدوء و مشي تنهدت يسر ب حزن على حالته و معرفتش تعمل إيه غير إنها راحت تاخد شاور و إتوضت عشان تصلي فرضها كالمعتاد و تدعيله
زين كان نازل من على السلم وقف لما سمع صوت أكتر شخصية بيكرهها صوتها بقى يخلي عروقه تنفر من شدة الكره سمعها و هي بتندهله بحزن
زين
وقف مديها ضهره ف مسكت شنطتها الكبيرة و وقفت قصاده و قالت و هي بتبص لتنشج ملامحه و عينيها اللي مش بتبصلها حتى و قالت بصوت حزين
_
أنا همشي يا زين هبعد عنك عشان أريحك مني
و إسترسلت ألم
سامحني يابني
بصلها لما قالت الكلمة اللي طول عمره بيكرها و اللي عمره ما سمعها منها و لا كان حابب يسمعها ف إبتسم و قال ب برود ثلجي
خلصتي هايلة مش عايز أشوف وشك تاني بقى
و سابها ومشي ف زفرت ريا بضيق و وقفته بصوتها وقالت
طيب يا زين على الأقل إكتبلي ال اللي في التجمع بإسمي
إبتسم ساخرا و لفلها وقال بهدوء
أحسنلك يا ريا هانم تمشي من قدامي دلوقتي صدقيني أنا
مش هفضل هادي كتير
_
رجع من شغله متأخر دخل الجناح لقاها قاعدة بتتفرج على التليفزيون بشرود لما أدركت إنه دخل إبتسمت و راحتله ته بإشتياق و هي بتقول بلهفة
إيه كل التأخير ده يرضيك متغداش لحد دلوقتي
بتبصله بإبتسامة بينما هو قال بجمود
متغدتيش ليه
قالت بلطف
عشان مستنياك يا زين يلا عشان ننزل ناكل
قال بضيق
لاء مش جعان
غمغمت بحزن بريء
يعني إيه مش جعان بقى أنا متة من الجوع
_
و مسكت كفه و حطته على معدتها و هي بتقول
حتى بص بطني بتعمل صوت
شال إيده من على بطنها و قال
مش جعان يا يسر لو إنت جعانة إنزلي كلي
بصتله للحظات و لمعت عينيها بالوع
و هي بتقول
بس أنا كنت مستنياك تيجي عشان نا
بتر عبارتها بصوت عالي و بحدة
و أنا مقولتلكيش تستنيني
يتبع
_
بنات إدعولي الفترة دي عشان من غير ما أدخل في
تفاصيل بس ة أوي إدعولي بالشفا
بس أنا كنت مستنياك تيجي عشان نا
بتر عبارتها بصوت عالي و بحدة
و أنا مقولتلكيش تستنيني
للحظات فضلت بصاله مش عارفة تنطق لحد م إبتسمت إبتسامة كلها ألم و همست
عندك حق
و مشيت من قدامه قلعت الروب و نامت على و فردت الغطا عليها زفر هو بضيق من نفسه و دخل ياخد شاور لما طلع لاقاها مغمضة عينيها و فيه وع عالقة في أهدابها إتنهد و دخل أوضة تبديل الملابس لبس بنطلون قطن إسود وطفى الأنوار و نام جنبها كانت مدياله ضهرها فضل باصص للسقف دقايق لحد م حس ب همهمة بكاء
إبتسمت صب عنها ف مد أنامله و مسح عاتها و قال بحنو
زعلانة مني
_
بصتله بحزن و غمغمت
شوية
الشوية دول لازم يتمحوا حالا
لسه زعلانة يا يسر
نفت براسها و قالت بحنان
لاء يا عيون يسر همس
قوليلي يا قلب يسر
إبتسم و مسدت على خصلاته و قالت
يا قلب يسر و روح يسر
و إبتسمت و هي مش متخيلة إن جوزها رجل الأعمال اللي بيمتلك إمبراطورية شركات و الكل بخاف حتى لما إسمه
_
و أنا مش قلب زين
رفع وشه ليها ونزلها لمستوى راسه و همس بحنو
إنت قلب زين و كل حاجه ل زين
بتحبني
سألته بدهشة و كإنها متوقعتش منه الرد ده ف أخد تنهيدة و قال بعشق
أنا مت فيك
إتصت لدرجة إنها و هي بتبصله بعيونها الواسع المصومة وقالت
بجد يعني إعترفت أخيرا
إبتسم و قال و هو بيمسح شفتها السفلى بإبهامه
ممم
_
قطبت حاجبيها و همهمت بإنزعاج
إنت رخم مقولتليش ليه من بدري
إبتسم و قال بعد مدقنها
مكانش باين ولا إيه
قالت بحزن
مش عارفه كنت ساعات أقول بيحبني و ساعات أقول بيكرهني
قال بإستغراب
إنت عبيطة ولا إيه ليه كنت بطفي في رقبتك و أنا مش واخد بالي إمتى خليتك تحسي إني بكرهك
ضحكت على جملته و قال بحب
سيبك من كل ده دلوقتي
_
و إسترسلت بإبتسامة فرحة
قولي بتحبني أد إيه
و
قامت قعدته قصادها و فرد إيديها شوية صغيرين و قالت
يعني أد كدا
فردت إيديها أكتر و قالت بحماس
ولا أد كدا
و فردت إيديها بتوسع أكتر و هي بتقول بضحكة لطيفة
و لا آآآد كدا
أنا لو متجوز شخصية من كارتون مش هتعمل اللي بتعمليه ده
_
أد ال مالا
نهاية يعني لو جيبنا عشرين إيد على إيدك عشان نعرف الحب ده أد إيه بردو مش هيكفوا
بحبك
و أنا كمان
و إنت كمان إيه
قال بضيق و إسترسل
قوليها كاملة و إخلصي
ضحكت و قالت بكسوف زائف
خلاص بقى يا زين متكسفنيش
و حياة خالتك
_
قالت بخبث
إنت عايز تسمعها مني يعني
أيوا
قالها بضيق مقطبا ما بين حاجبيه ف
إتسعت إبتسامتها و حاوطت وجهه هامسة
أنا بحبك
زين بالراحة
فتحت عينيها على ضوء الشمس اللي داعب جفونها صحيت و أغلقت النوافذ و شغلت التكييف لبست الروب بتاعه و إبتسمت و هي شايفاه نايم على بطنه و ضهره العريض ليها و جنب وشه نحيتها ميلت عليه وجنته بلطف و دخلت تستحم لما طلعت ضبت جسـ,ـمها برودة الغرفة ف عطست مرتين ورا بعض و هي بتضم روب الإستحمام لجسـ,ـمها سمعت صوته بيزمجر بحدة
إقفلي الزفت ده
إبتسمت و مسكت الريموت و قفلته و دخلت غرفة تبديل الملابس و غيرت هدومها ل منامية خفيفة خرجت لقت فاضي و هو بيستحمى رتبت و باقي أنحاء الغرفة قعدت على الكرسي ساندة راسها عليه بنعاس غفت شوية و صحيت لقت نفسها على و هو بيلبس قميصه الأبيض إتخضت و قالت ب براءة
_
أنا نمت
قال بسخرية
دة إنت شخرتي
شهقت بتفاجؤ و هدرت
أنا مش بشخر أصلا
زين ينفع آجي الشركة معاك
و قال بهدوء
هو ينفع طبعا بس هتزهقي
ثبتت مكانها من شدة خفها من صوته العالي حاولت تتحاشى عينيه المرعبة بالنسبالها لحد ما رفع دقنها ليه ب حدة طفيفة وبص في عينيها للحظات وقال بجمود
إنت مراتي يا يسر ولما نروح هوريك قسيمة جوازنا
_
رجعت الحدة لعينيها وهدرت في وشه
كدب إنت كداب إتجوزتك أمتى أصلا وليه
لاء أنا مش كداب إنت دلوقتي مش فاكرة حاجة لكن قريب هتفتكري
قال بصوته الهادي ف قالت بشرود
مستحيل أكون متجوزاك مستحيل أتجوز حد زيك
إبتسم بسخرية مريرة وميل عليها مينكرش إن اللي قالته وجعه إلا إنه إتماسك وهمس بابتسامة مافيهاش ذرة مرح
لاء متجوزاني وكنتي بتنامي كل ليلة في حضي
بص لعينيها المصومة ل صدره بتحاول تبعده عنها وهي بتقول بهيستيرية
إبعد عني أنا عايزة أروح ل تيتة إبعد
إعتدل في وقفته وقرر ميقولهاش عن مت جدتها عشان متتعبش أكتر مسك إيديها وجذبها خلفه وهو بيمشي
_
بعدين نبقى نروحلها
حاولت دفع كفه صاخة به جنون
سيب إيدي بقولك إبعد عني
وطي صوتك
هدر بيها وهو بيلفلها بيناظرها بعصبية بصتله بخضة بصت للأرض بضيق إختلط بالحزن وهمست ألم
عايزة ألبس الطرحة
إستوعب
إن شعرها مكشوف ف ساب إيديها عشان تجيب حجابها وتلبسه مسح على وشه بيحاول يهدي نفسه لحد ما وقفت قدامه بتترعش وبتقول بصوت باكي
أنا أنا مش عايزة أمشي معاك
بصلها بضيق ومسك كفها وشحبها وراه إستسلمت المرة دي بتحاول تكتم وعها خرجوا من المستشفى كلها وإتجهوا نحية واحدة من عربياته بدل اللي راحت فتحلها الباب وساب إيديها وأمرها بخشونة
_
إركبي
و سابها ولف فتح باب عربيته ومدخلش إلا لما هي ركبت دفنت نفسها في الكرسي ووعها نزلت صب عنها ف ركب جنبها وساق متجه نحية اليلا سمع صوتها المخوق بالعياط وهي بتقول
عايزة أشوف تيتة
مرة تانية
قال بهدوء وهو بيلف الدريكسيون بإيد واحدة ضبت فخذيها ب قبضتيها بإنهيار وهي بتصرخ فيه من غير ما تبصله
عايزة أشوفها دلوقتي
داس على الفرامل ف وقفت العربية مرة واحدة مما إدي ل إنها كانت هتصط بالتابلوه لإنها مكانتش لابسة حزام الأمان لولا إنه مسك دراعها قبل م تتخبط ولفها نحيته ف بصتله خصوصا لما زعق فيها
أنا مبحبش الصوت العالي وخصوصا لو علي عليا مش زين الحريري اللي مره تعلي صوتها عليه يا يسر
كان شادد على دراعها من غير ما يحس ف حطت إيديها على إيده بترجوه
دراعي طيب
_
ساب دراعها وساق مرة تانية ساند دراعه التاني على الشباك اغه هتتفرتك من الصداع اللي فيها لاحظ همهماتها الباكية ف ضب على المقود مش قادر يتحمل صوت عياطها ومياخدهاش في ه إفتكرت إنه متعصب من صوتها ف كتمت بكاءها لحد ما إحمر وشها وصلوا اليلا مسحت يسر وعها وبصت للبناء الكبير ده ضبت ذكريات غريبة راسها مسببة ليها صداع قال ف حاوط راسها منزلاها لقدام بتتآوه ألم
آآآه راسي
إتعلقت عينيه عليها بقلق وهو بيهمس ماسك دراعها برفق
في إيه
م مافيش حاجه
قالت وهي بتبعد إيـ,ـده ب بطء و منه هي مش متعودة على لمس راجل غريب ليها وخاصة هو نزلت من العربية بتحاول تداري جـ,ـع راسها المفرط مشيت وراه ب بطء فتح الباب ب مفتاحه لقى اليلا كلها ضلمـ,ـة لإنهم كانوا بعد منتصف الليل وأكيد الخ ناموا فتح الأنوار ف بصت حواليها بذهول من منظر جميل عمرها ما شافته غير عبر شاشة التليفزيون مسك إيديها ومشاها وراه ف مشيت وطلعوا السلم ساروا في ممر طويل لحد ما وصلوا للجناح دخل ودخلت وراه ف ضبتها ذكريات أقوى وبتلقائية مسكت دراعه بإيـ,ـديها والتـ,ـانية حطتها على راسها مميلة لقدام تهتف بجع
اغي موني
ميل جنبها ومسـ,ـح عـ,ـلى راسـ,ـها برفـ,ـق وهـ,ـو بيقول بهدوء
ده طبيعي عشان خلتي المكان ده قبـ,ـل كدا وعشنا فيه ذكريات حلوة جدا
سابت إيده وقعدت على الكنبة ورـ,ـفعت راسها ليه بتقول بسخرية
_
مستحيل أكون عشت معاك إنت ذكريات حـ,ـلوة
و تمتمت
بعد إذنك أنا عايزة أشوف القسيمة اللي بتـ,ـقول عليها
مشي من قدامها دخل غرفة جوا الأوضة وطلـ,ـع ب ورقة حطها على رجلها وقال بضيق وصوت متعب
خدي
مسكت الورقة قرأت كل كلمة فيها تامة مـ,ـش متخيـ,ـلة ليه إتجـ,ـوزته وإمتى وإزاي حطتها جنبها وحطت إيديها على راسها اللي الجع زاد فيها سمعته بيقول بهدوء ظاهـ,ـري فقط
قومي غيري هدومك ويلا عشان تنامي
رفعت قيها أمام صدرها وحاوطتهما مغمـ,ـغمة بضيق شـ,ـديد
لاء مش هغير أنا مرتاحة كدا
إنفلتت أعصابه وهتف بحدة
_
يعني إيه مرتاحة كدا هتفضلي قاعـ,ـدة بالحـ,ـجاب قدامـ,ـي يعنـ,ـي ولا إيه
آه
قالت وهي بترفع راسها ليه بعند غريـ,ـب غمـ,ـض عينـ,ـيه ورفع راسـ,ـه لفوق للحظات ورجع بصلها وهو بيحاول يجاريها
بس أنا جوزك وأديـ,ـك إتأكدتي
مش عايزة
قالت برفض تام وهـ,ـي بتبص قدامها سمعت بعدها صـ,ـوت نفسه اللي بقـ,ـى عالي مبعثر إنتفضت لما أخد حاجته وخرج رازع باب الأوضـ,ـة وراه وباب الجناح كله فضـ,ـلت قاعدة للحظات بتسـ,ـتوعب مغادرته ال لحد ما سمعت صوت عربيته العالي ف جـ,ـريت عـ,ـلى البلكونة بصـ,ـتله وهو بيتحرك بالعربية بشكل عيف إبتسمت ببراءة وهمست
أحسن أحلى حاجة عملتها النـ,ـهاردة
و دخلت الأوضة
بصت حواليها متفحصة إياها وقـ,ـررت تغير هدومها لإنها