منوعات

جنان

وظلت صامته تنظر اليه من خلف غيومها الرقيقه و تلك القطرات التى تشبه اللؤلؤ البراق و بسبب نظره عينيه التى احتوت قلبها بحنان اومئت بنعم لينحنى يقب,ل يديها لتحاول سح,ب يديها لكنه كان يمسكها بقوه و نظر اليها بح,ب ثم عاد يقب,ل باطن يدها من جديد
ثم وقف و اوقفها امامه و قال
– يلا قومي رتبي هدومك فى الدولاب و غيرى و خلينا نرتاح أنتِ من يوم اللى حصل و أنتِ واقفه على رجلك و مرتحتيش
فتحت فمها حتى تجيب على كلماته و لكنه وضع يديه على فمها يسكتها لتقب,ل يديه باحترام ليبعد يديه سريعا و قال بح,ب
– يلا بقا
ثم اشار على باب مغلق و هو يقول
– الحمام اهو
اومئت بنعم و ابتسامه صغيره تشق فمها و هى تفكر انه دائما ينسى انها تحفظ البيت اكثر منه لي مؤخره رأسها برفق و هو يقول
– خلاص … افتكرت انك حافظه البيت لاحظى انى مريض و ليس على المريض حرج
لتتسع ابتسامتها لكنها قالت بخوف و هى تمسك يده وكأنها تساعده ليبتسم بسعاده و هو يفكر عصفورة صغيره تدعم تنين كبير و ضخم
– طيب تعالى ارتاح
سار بجانبها و هو يتمت,,ع بلمسه يديها و خوفها عليه و اهتمامها الذي يفتقد مثله منذ وفاه والدته
ساعدته يتمدد على السرير و وضعت عليه الشرشف الابيض الذي يناقض سواد الاثاث
و تحركت بخجل تمسك حقيبتها اخرجت منها ملابسها و اعادت غلقها و تركتها فى احدى الجوانب ثم اغلقت اضائه الغرفه و دلفت الى الحمام
ظل ينظر الى باب الحمام لعده ثوان حتى غلب النوم جفنيه
غادرت الحمام بعد نصف ساعه لتجده يغط فى نوم عميق ظلت واقفه مكانها لا تعلم ماذا عليها ان تفعل و اين تنام

انها تشعر بالبرد الشديد فالمكيف يجعل جسدها ينتفض بردًا و لا تريد ان تصدر صوت حتى لا يستيقظ
ظلت واقفه لعده ثوان … كادت ان تسقط د,موعها
انتفض جسدها على صوته الناعس و هو يقول
– واقفه كده ليه ؟ تعالي يلا نامي
– فين ؟
اجابته سريعا و بخوف ليضحك بصوت عالي ثم قال
– هيكون فين بس يا جِنان تعالي يا ح,بيبتي جمبي
و ابعد الغطاء قليلا لتقترب بخجل و جلست على السرير
و رفعت الغطاء على جسدها ليغمض عينيه و هو يقول
– نامي يا جِنان مش بتحول لدراكولا بليل متخافيش
ليهتز جسدها بضحكه مكتومه ليقول من جديد
– متضحكيش و نامي يا بت أنتِ
وضعت راسها على الوساده و اغمضت عيونها سريعا بأرهاق لتغرق فى النوم سريعًا
فى صباح اليوم التالي فتحت عيونها بعد نوم مريح و عميق بأمان لم تجربه يومًا
نظرت جانبها لم تجده فأنتفضت واقفه ابدلت ملابسها سريعا و رتبت الغرفه و نزلت الى الاسفل لتجده يجلس مع الحج مرسال يتحدثون
اقتربت منهم سريعا و قالت بأسف
– انا آسفه حالا … حالا هج…

ليقط,,ع حديثها و هو يمسك يديها يجذبها لتجلس جواره و قال لوالده
– معندكش ح,بل يا حج
– ح,بل !
سأله الحج مرسال باندهاش ليقول كِنان موضحًا
– ايوه ح,بل علشان اربطها فى ايدي كده و علشان تحفظ و تتعلم ان خلاص مكانها بقا جمبي و انها بقت الست جِنان ست بيت الصوالحي
شهقت جِنان به و ابتسم الحج مرسال براحه و هو يحمد الله على ما وصل اليه ولده من تغير و تلك الابتسامه التى اصبحت ترتسم على ملامحه و الفضل يعود الى تلك الصغيره الرقيقه التى تنظر الى كِنان الان بعد,م تصديق
ليقرب كِنان وجهه من وجهها و قال بصوت منخفض
– البيت بقا فيه بدل الخدامه ثلاثه … و كلهم رهن اشاره منك يا جِنان … يا ست بيت الصوالحي
لتنحدر تلك الد,معه الح,بيسة داخل عيونها تسيل فوق وجنتها الورديه بشكل طبيعي اصبح يثيره و يتمني ان يقطف تلك التفاحه اليانعه بوجنتها او تلك الفراوله الصغيره على شفتيها
ايام و ايام تمر و بدء كِنان يتماثل للشفاء و تلك الايام لم تخلو من مناوشات كِنان اللطيفه التى تكسر حاجز الخوف داخلها … و تجعلها تستوعب انها حقا اصبحت زوجته خاصه تلك القب,له الصباحيه التي بدأت على جبينها ثم على وجنتها و الان اصبحت على شفتيها و كل يوم تصبح اعمق تجعلها تشعر باشياء غريبه و احاسيس مخطلته لكنها مميزه … و تجعلها ترى كِنان بشكل مختلف حاني و طيب …. ابتسامته ترتسم على ملامحه دائما على غير عادته التى اعتاد عليه من صوت عالي و تقطيبه جبين … و ال الدائم على كل من حوله

دلفت الى الغرفه لتجده يتحدث فى الهاتف مع رامي علمت ذلك بسبب ه المصطنع الذي يحدثه به
– يا ابني انت جايب الذكاء ده كله منين سبحان ما ابدعك
ابتسمت بدون صوت و فتحت الخزانه اخرجت فستان بيتي اسود اللون مزين بنقوش عربيه باللون الاحمر فالحج مرسال اخبرها ان اخوه كِنان سيوف يأتون اليوم فعليها ان تظهر بالمظهر الذي يفضله كِنان … و كما يخبرها دائما (( سيده بيت الصوالحي )) و هي تريد ان ترى نظره الرضى فى عيونه و ان يفتخر بها حقا
انهى مكالمته و التفت فى نفس اللحظه التى غادرت فيها الحمام ترتدي ذلك الفستان و شعرها الاسود الطويل يحاوط وجهها الابيض الصغير ليقول بمشاغبه
– الجمال عدى الجمال تضحكيلي و تخدي كام
لتضحك بصوت عالي ليقول بسعاده كبيره

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
22

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل