– يا بركه دعاك يا حج مرسال
لتخبىء وجهها بيديها ثم قالت
– يلا بقا انزل علشان اخواتك زمانهم وصلوا
ليقترب منها و همس جانب اذنها
– كِنان عمره ما يتأخر … كِنان ديما موجود فى الوقت المناسب
لم تفهم ماذا يقصد لكنه فى الاساس لم يترك لها المجال للسؤال و لكنه وقف عند الباب و هو يقول
– مش عايز اشوف شعرايه واحده من شعرك تبان تحت مفهوم
اومئت بنعم ليقول من جديد
– شعرك ده ملكي انا بس مش كده
تلونت وجنتها باللون القاني و هى تومىء مره اخرى بنعم ليتركها اخيرا تأخذ انفاسها التي ح,بستها بسبب نظراته و كلماته
بالاسفل كان كل من عفاف ، عدنان ، براء و لارا حين اقترب كِنان من مجلسهم وصله صوت لارا تقول
– البنت دي مش مستوانا يا عمو و هتحرج كِنان فى الوسط اللى الشركه بتخطط تكون ركن اساسي منه
ليقول برآء مؤكدًا على كلمات زوجته
– ايوه يا بابا فعلا
لتقول عفاف مكمله لحديث اخوها و زوجته
– حقيقي يا حج … بقا دى الزوجه اللى يتشرف بيها كِنان الصوالحي وسط اصحاب الشركات الكبيره المفروض يتجوز واحده كده من عيله كبيره تشرفه و تشرفنا
و اكمل عدنان قائلا بخبث
– صحيح هي حلوه … بس الجمال مش كل حاجبه برضك يا حج
كاد الحج مرسال يرد على كلماتهم لكن المفاجئه كانت اجابه جِنان التى كانت تقف خلف كِنان امام باب الغرفه الكبيره و استمعت لكل ما قيل
– اكيد كل كلامكم صح … بس انتوا ناسين حاجه مهمه اوى … اللى بيجمعهم ربنا محدش يقدر يفرقهم … و يمكن انا فعلا ملقش بكِنان بيه الصوالحي لكن الحقيقه الوحيده انى بتمنى اعيش عمري تحت رجله علشان بس اسعده و افرحه و اخليه مرتاح
كان الجميع ينظر اليها باندهاش حتى هو … لتكمل كلماتها ببعض السخريه
– يمكن تقولوا ده تفكير خد,مات … بس هو مين اللى قال ان الست متكونش لجوزها ح,بيبه و عشيقه و اخت و ام و صديقه و خدامه … زي ما هو بيكون امان و سند و حمايه ملاك له جناحات كبيره و قويه تستخبى تحتها من غير ما تشيل هم و بيكون كمان و بأمر ربنا قايم على كل مصالحها و حاجتها
كان كِنان ينظر اليها بابتسامه واسعه سعيده وفخوره … هيئتها … و وقفتها حديثها و نظره عيونها رغم ارتعاش جسدها الذي يشعر به وحده الا انه حقا فخور بها يتمنى ان يضمها الى صدره ان يقب,ل كل انش فيها راسها يديها و قد,ميها يحملها و يضعها داخل قلبه يخبئها من هذا العالم البشع
و كان الحج مرسال لا يختلف عنه كثيرا لكن الاربعه الاخرين كانوا يشعرون بنا,ر حارقه بداخلهم و اهانه لا تغتفر لكن كٍنان قرر وئد كل هذا فنظر الهم و قال بقوه و ثقه
– البيت ده بيت الحج مرسال الصوالحي … و بيتي كِنان الصوالحي و دلوقتي ست بيت الصوالحي هى جِنان و احترامها من احترامي و اللى يفكر يقلل من احترام خيالها اللى على الارض حسابه معايا هيكون عسير
نظرت اليه بأمتنان و ح,ب و احترام و شكر ثم قالت بهدوء و ثقه
– اتفضلوا الغدا جاهز
كانت وجبه الغداء مشحونه دون حديث و الصمت احيانا يكون ببلاغه الشعراء المحنكين … كان الحج مرسال ينظر الى ابنته و يلوم نفسه على موافقته على زواجها من عدنان و هو يعلم جيدا سواد قلبه و حقده على كِنان و ينظر الى براء ويشعر من داخله بالحسره و الخيبه ابنه يسير خلف زوجته و ليس له كلمه امامها
وحين ينظر الى كِنان و زوجته يدعوا الله ان يسعدهم و ينعم عليهم بالسعاده و الراحه و الزريه الصالحه و ان يرى بهم ما خسره فى الاخرون
انتهى الوقت ثقيل على الجميع و رغم ان الاتفاق كان على تقضيه اليوم بالكامل بالبيت الكبير الا انهم انسح,بو خلف بعضهم بحجج واهيه
حينها امسك كِنان يد جِنان و قال لوالده
– عن اذنك يا حج فى كلمتين لازم اقولهم انا و هى
اومىء له الحج مرسال بنعم … ليتحرك و هو يجذبها خلفه
كان جسدها يرتجف بخوف لكن ايضا تعلم الان انه لن يقس,,وا عليها … سيكون حاني كما اعتادت
دلفوا الى الغرفه و اغلق الباب ينظر اليها ليجدها تنظر اليه بهدوء اقترب منها حتى لم يعد يفصل بينهم الا خطوه واحده قال باندهاش
– قوليلي جايبه جمالك و طيبه قلبك و رقتك دي منين .. لمعه عيونك اللي بتشوفني حاجه كبيره كلامك اللى بيلمس قلبي و روحي
– طيب و انت جايب حنانك و قلبك الكبير منين … كرم اخلاقك و التواضع اللى بتتعامل بيه معايا … الامان اللى بحسه جمبك و انك ابويا او اخويا …. انت دنيا كبيره اوي يا كِنان بيه
ليرفع عيونه الى سقف الغرفه و هو يقول ب
– كنتي ماشيه زي الفل و زي السكينه فى الحلاوه ايه بقا ايه كلمه بيه دى … يا جِنان يا ح,بيبتي انا كِنان و بس
ابتسمت و هى تقول
– سكينه و حلاوه … تصدق نفسي فيهم يا كِنان
ليضحك بصوت عالي و هو يقول
– تعالى بقا و انا هدوقك الحلاوه بس بطريقتي
بعد مرور بعض الوقت كانت تتمدد جواره يحاوطها بذراعيه يداعب خصلات شعرها الطويله التى تغطي كتفها العاري و هو يبتسم بسعاده كأسد تناول وجيه دسمه من وجبته المفضله
رفعت عيونها قليلا اليه و قالت بخجل
– هو انا ممكن أسألك على حاجه
– اكيد
اجابها سريعا لتقول هى بصوت ضعيف
– عملت ايه مع لوجين ؟
ابتسم ابتسامه واسعه و هو يقول
– لسه فاكره تسألي
اعتدلت تنظر اليه باندهاش ليقول هو بمشاغبه
– هحكيلك … بصي يا ستي بعد ما رامي اتحفظ عليها فى المخزن القديم هى قالت له على كل حاجه على امل اننا نسامحها لكن رامي بقا جاب الواد اياه و بعد ما اخد الطريحه اللى هي جوهم لبعض و يابخت من وفق راسين فى الحلال و خليناهم يمشوا و معاهم هديه حلوه مننا و ببلاغ صغير اتقبض عليهم و معاهم ثلاثه كيلو حشيش و اكيد دلوقتي هيقضوا شهر العسل فى سجن طره
شهقت بصوت عالي ثم قالت
– أنتَ طلعت شرير بقا
اعتدل ينظر اليها من علو و هو يقول بتأكيد
– دى حقيقه و هثبت لك حالا و بالدليل القاطع و بما لا يدع مجالًا للشك
لتضحك بصوت عالي رغم انها تخبىء وجهها خلف يديها بخجل
بعد مرور خمس سنوات
كان الجميع مجتمع على طاوله طعام بيت الحج مرسال الصوالحي الذي يجلس على راس المائده و يجلس على قد,مه حفيده ريان الذي لم يكمل عامه الثاني و على الكرسي القريب منه يجلس عمر الحفيد الاكبر و الذي يشبه كِنان فى كثير من تفاصيله و على الكرسي الاخر يجلس كِنان و جواره رامي و امامهم جِنان التى تحاول اجبار شيرين على تناول المزيد من الطعام و تخبرها انه مفيد لطفلها
اصبحت شركه كِنان من اكبر الشركات و متصدره دائما حتى انهم توسعوا و زادت شراكه رامى و كِنان اكثر و اكثر
و بسبب هذا تأخر زواج شيرين ورامي لعده سنوات عانت فيها شيرين من ظروف الشركه و ظروف رامي … و لكن الان اثمر ح,بهم عن ذلك الطفل الذي ينموا داخل أحشائها
(( الح,ب له سر و مفتاح … الثقه و الامان … من تثق به سوف تقع فى ح,به و من يشعرك بالامان يسكن روحك و يكون سبب سعادتك دائما و ابدا
الح,ب ليس المال او البيوت فاحشه الثراء الح,ب فى قلوب بيضاء طاهره تجد فى ابسط الاشياء سعادتها ))
تمت