روايات

ليلة العمر

ليلة العمر

هل تعرفون لماذا يسمونها “ليلة العمر”؟ لأنها الليلة الأولى التي يشعر فيها الشخص بالسكون والاستقرار، فهي تمثل بداية جديدة ومختلفة. ولذلك، تحمل عادة هذه الليلة ذكرى جميلة تبقى في الذاكرة كأجمل ليلة في الحياة.

لكن في قصتي، “ليلة العمر” لها معنى آخر، ليس كما يتوقعه الجميع، بل على العكس. كانت تلك الليلة من أصعب اللحظات التي مرت عليّ، وتركت في نفسي أثراً لم يزُل.

قد تظنون أنني أتحدث عن زفافي أنا، لكن الأمر ليس كذلك؛ فأنا في الخامسة والعشرين، ولم يتقدم أحد لخطبتي بعد. أمي، التي يُعتبر جمالها لافتاً، دائماً تقول لي إنني لا أبدو جميلة مثلها، فهي بيضاء وبشرتها مشرقة، على عكسي تماماً. أما “ليلة العمر” التي أود الحديث عنها، فهي ليست ليلتي، بل ليلة زفاف والدتي على عريس جديد، لا أعرف كيف تعرفت عليه ولا من أين جاء.

كنت جالسة في غرفتي حينها، أعلم أن والدتي تحتفل بما تعتبره بداية جديدة. ولكن، لم أستطع أن أتحمل الأمر أكثر، وشعرت أن عليَّ التدخل. خرجت من غرفتي مستاءة، وقررت التوجه إلى حيث كانت والدتي وعريسها.

لكن ما أثار دهشتي، أنني وجدت خالتي “مرصودة” تقف عند باب غرفة والدتي، تضع أذنها لتستمع إلى ما يحدث بالداخل. استغربت لأمرها، فخالتي “مرصودة” ليست مثل باقي الناس؛ هي تعيش في عالم خاص، تتحدث مع كيانات غير مرئية ليل نهار، كأنها منفصلة عن الواقع.

عندما رأيتها واقفة هكذا، استجمعت قواي وسألتها، “لماذا تتنصتين على والدتي يا خالتي؟” فأجابتني بتمتمات غير مفهومة، وكأنها تتحدث مع شخص غير موجود. ثم قالت لي بصوت غير واضح، “يجب أن ألحق بهم قبل فوات الأوان.”

شعرت بالاستياء من تصرفاتها الغريبة، ولكن هذه كانت البداية فقط لقصة طويلة في تلك الليلة، ليلة العمر التي لم تكن كما ينبغي أن تكون.

السابقانت في الصفحة 1 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل