
ليلة العمر: القصة بتفاصيل جديدة وأحداث غامضة
في ليلة لم تكن كما يُطلق عليها عادةً “ليلة العمر”، أحداث مشوّشة وغامضة بدأت في منزلنا. بدأت خالتي مرصودة، التي تملك ارتباطًا بعالم غير مرئي، تُثير فضولي بتصرفاتها المريبة. وقفت عند باب غرفة أمي، تراقب ما يجري بالداخل، بدعوى حرصها على “حماية العائلة”. كان حديثها مليئاً بتلميحات غير مفهومة، بينما لم أقتنع بتبريرها.
حين تدخلت لأسألها، قبضت على يدي فجأة، فتحت الباب دون سابق إنذار، وجرتني إلى الداخل. ما رأيته كان غريبًا؛ أمي تجلس وحدها في الغرفة، ممسكة بطائرٍ هامد، بدا وكأنه ديك أحمر العرف من طيور المنزل.
فاجأني المنظر، لكنني اعتقدت لوهلة أن العريس اختفى إلى الحمام. اعتذرت لأمي وقلت، “خالتي فتحت الباب فجأة، وسأخرج الآن.” لكن قبل أن أتحرك، نظرت أمي إلى الطائر وقالت بصوت منخفض، “لن يفيد الاعتذار؛ انتهى الأمر.”
بقيت مستغرقة في صمت، أتساءل عن ماهية هذا الكلام الغامض. فسألتها مجددًا، “أتعنين العريس؟ هل رحل بالفعل؟” فأشارت خالتي مرصودة إلى الطائر في يدها وقالت، “هذا هو العريس.”
بدأت أمي تروي لي الحكاية البشعة التي ألقت بظلها على حياتها وحياة خالتي، قصة طويلة تملؤها الأسرار. فهمت منها أن لعنة قديمة فرضتها جدتي على بناتها، تحرّم عليهن الزواج وتحوّل العريس إلى طائر في حال الاقتران، كل ذلك بسبب رغبة في الانتقام.
كانت جدتي قد استخدمت قوة لا أفهمها لتطويع عالم غير مرئي من الكائنات لخدمتها، ومع الزمن أصبحت تفرض سلطتها حتى على بناتها. بعد خلاف شديد، اختفت الجدة، وتركت لعنتها القاسية على بناتها. وبدلاً من الاستسلام، قررت أمي استغلال هذه اللعنة لتأمين معيشتنا؛ فكانت تقترب من رجال أثرياء، تتزوجهم، وتجمع إرثهم بعد رحيلهم الغامض.
أما أنا، فقد كنت أعيش بغير إدراك لما يجري، حتى أفصحت لي أمي عن الحقيقة الصادمة. وبينما فكرت في كيفية مواجهة هذا المصير، قررت أن أستعين بخالتي جهاد، التي فضّلت العلم والطب عن أيّ عالم خفي، وابتعدت عن أجواء السحر والتعاويذ.
بينما أفكر في خطتي للتوجه إلى خالتي جهاد، أوقفني شخصٌ عند مدخل الحديقة يطلب البحث عن حقيبة ضائعة تخص “عابد بيه”، صاحب البرج الذي نسكن فيه. لم أهتم في البداية، لكن سرعان ما تحول الموقف حين ظهر “عابد بيه” بنفسه ليعتذر عن سوء الفهم. بدا شاباً خلوقاً ومتديناً، وعلى الرغم من الموقف المحرج، تبادلنا تحية بسيطة.