منوعات

رواية فريد ونور الفصل الخامس والاخير للكاتبة ساره الحلفاوي

الفصل الرابع
رُبِـ.ـط في كُرسيّ حديديّ، رسغيه إزرقَّا من قوة الحبل السميك المربـ.ـوط به، أغمض عيناه يشعر بالد.ماء تسيل من كُل إنش بجسدُه بعد أن تم جـ.ـلدُه على يد فريد الزيات حوالي مئة جـ.لدة دون توقف، يأخذ أنفاسه بالكاد، حتى إستمع إلى خطوات أقدام تأتي نحوه، رفع عيناه يحاول تميزز مِحيا القادم، حتى وجده فريد، يشعل ضوء ذلك المخزن المتهالك، ثم يجلس أمامه و يشعل سيجارة أمام عيناه، أسرع مُنذر يرجوه قائلًا:
– أبوس رجلك يا بيه سيبني أمشي، و أنا و ربنا ما هتعرضلها تاني، بس سيبني أرجع لبيتي و مراتي!!!

إنزوت شفتيه يقول بمكرٍ:
– هسيبك ترجع طبعًا .. عشان إنت و مراتك تتحسر على حالك!!

أسرع ينظر له بلهفةٍ يذرف الدمعات، أشاء فريد لرجالُه لكي يحرروه من ذلك الحبل، ثم أمرهم بحدة:
– تاخدوه و ترموه قدام باب بيته بعد مـ تروّقوه شوية!!!

صرخ منذر برعب:
– لاء يا بيه أبوس إيديك كفاية أنا إتروقت بما فيه الكفاية!!!

جذبوه رجال فريد يجروه جرًا كالشاه، ف نهض هو يلقي بـ لُفافة تبغُه ثم يخطو فوقها، ليقرر الذهب لها، لـ ملاذُه و عشقُه الأوحد، لـ طفلتُه التي يعلم بهشاشتها رغم تلك القوة التي تدّعي وجودها، طفلتُه التي وطأوا فوق قلبها و دهسوه، كيف تحملت سقـ.ـوط حزام فوق جسدها؟ كيف تحمل أن يسمع صراخها و بكائها و بالتأكيد توسلاتها له أن يكِف و لم يفعل! ركض بالسيارة لـ بيتُه بأقصى سرعة لديه، ثم ترجل منها ليدخل الڤيلا و يصعد لغرفتهم، فوجدها قد إستفاقت و يبدو أنها تحممت، ترتدي بيچامة مُكونة من سروال قصير يصل لمُنتصف فخذها و كنزة بحمالات رفيعة تظهر بداية نهديها، توقف في مكانُه يأكل بعيناه تفاصيلها و هي تأتي الغرفة ذهابًا و إيابًا قبل أن تراه فتركض ناحيتُه و يركض معها خصلاتها المُبتلة و رائحة جسدها التي غمرت أنفُه، تقف على مقربٍ منه تقبض فوق قميصُه و القلق يحتل عيناها قائلة:
– عملت إيه؟!!!

نظر لها كالثمل، ليُردف و عيناه تسير على ملامح وجهها:
– فـ إيه؟

تناسى تمامًا ما فعل، تناسى من هو و كيف أتى و كيف أصبحت بين ليلة و ضُحاها جليسة غُرفته لا تبرح منها و سينام لترى عيناه ملامحها قبل أن تُغمض، و تُفتح على بداعة وجهها، ناظرته بذات القلق ثم أسبلت عيناها لجسدُه تتفحص إن كان بخير أم تأذى مثلًا، لتردف بلهفةٍ:
– فـ جوز أمي!!

رفع كفيه و حاوط وجنتيها يُمرر فوقهما إبهاميه يقول بهدوءٍ:
– متجيبيش سيرتُه على لسانك .. تاني!

إرتبكت من قربُه فـ همس بلُطفٍ و عيناه تتعلق بشفتيها بعدما راجع كلماتها:
– إزاي دماغك جابتك .. إني ممكن أكون قرفت منك؟

لم تُجيبه بل لنظرت لعيناه واضعة كفيها فوق كفاّه المُثبتان على وجنتيها فـ أردف بذات النبرة التي إمتلأت رفقًا:
– ده أنا قضيت معاكٍ ليلة مكُنتش أتخيل إنها تبقى بالجمال ده، حتى خيالي مجبش الجمال .. ده!!

إحمرار وجهها الخجول جعلهُ يبتسم، ليُميل مُقبلًا وجنتها الحمراء ثم عاد ينظر لها، أسرعت تبتعد عنه لتجلس على الفراش تفرك أناملها بتوترٍ، لم ييأس و إتجه لها جالسًا أمامها يُردف بهدوءٍ:
– بتهربي مني ليه؟

– مش بهرب!!
قالتها بضيقٍ رافضة فكرة الهروب التي تبتعد عن سِمات شخصيتها تمامًا، لتجدُه ينطق فجأة بـ:
– نور .. قولي فريد!

نظرت له بإستغراب، ثم قالتها بعفوية:
– فريد!!

السابقانت في الصفحة 1 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل