
الشعله الرابعه والثلاثون… الأخيره الجزء الثانى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل وقت صباحاً… بڤيلا هشام الزهار..
عادت تلك الخادمه الى الڤيلا …سمعت صوت لا تعرف إن كان نحيب ام ضحك صعدت الى الأعلى تفاجئت بغرفة هشام بابها مفتوح،أخذتها قدميها وذهبت الى الغرفه.. نظرت بداخلها
إنصدمت وهى ترى هشام يحتضن جسد چاكلين بين يديه ينتحب،رأت وجهها المكدوم وعينيها الحاجظتين تيقنت أنه قتلها وكادت تصرُخ لكن وضعت يدها على فمها تكتم صرختها خوفاً أن ينتبه لها هشام عادت بخطواتها للخلف ثم هرولت سريعاً ووقفت تلتقط أنفاسها،لا تدرى ماذا تفعل الان كادت أن تخرج من الڤيلا لكن أثناء سيرها تعثرت ووقعت أمام ذالك الهاتف الأرضى..جاء لخاطرها أن تبلغ الشرطه،لكن خافت،لكن حدثها عقلها و إرتعبت أن يهرب هشام ويترك الڤيلا وتُتهم هى بقتل چاكلين…رفعت يدها وأخذت سماعة الهاتف وقامت بالإتصال على الشرطه.
بعد وقت قليل كانت الشرطه بداخل الڤيلا وصعدت الى تلك الغرفه، رأى الضابط هشام وهو يحتضن جسد چاكلين يناجيها أن تصحوا وتحدثهُ ثم يضحك بهستريا ثم يبكى بنحيب ويعود يضحك فى البدايه إعتقد أنه يفعل ذالك تمويه للشرطه حتى لا يتهم بالجريمه، لكن حين إقترب فرد من أعضاء الطب الشرعى كى يأخذ چاكلين
تمسك بها بقوه يحتضنها يكاد يُهشم عظامها، مانع كثيراً مما إضطر الشرطه لتخديرهُ وأخذ چاكلين وحولها للطب الشرعى وألقى القبض على هشام الذى يهزى بعقل إختل.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار
على طاولة الفطور
تفاجئت مُهره بدخول هاشم الى غرفة السفره وجلس بمقعدهُ.
نظر هاشم بإتجاهها قائلاً: مالك زى ما يكون شوفتى عفريت!
ردت مهره: مفيش بس بستغرب رجعت إمتى؟
رد هاشم:رجعت إمبارح بالليل متأخر لو بتنامى فى الأوضه كنتى عرفتى من بدرى.
تبسمت لمى وقالت: الزهار نورت يا عمو
بس أنا كنت متصله على بابى إمبارح وقالى ميعرفش هترجع لهنا إمتى،حتى كلمت مامى وقالتلى إنها هترجع لليونان النهارده بس طلبتها من شويه مردتش عليا يمكن نايمه.
تهكمت مُهره قائله:نايمه فين؟
ردت لمى:أكيد فى ڤيلا بابى،هى لما بتكون فى إسكندريه بتنزل عند بابى.
سخرت مهره قائله:طبعاً هتلاقى مكان أحسن فى ڤيلا بابى،مهما كان فى بينهم عِشره،معرفش كانوا بيتجوزا من البدايه ليه طالما حياتهم من غير جواز أفضل هشام طول عمره بيميل ناحية تقاليد الغرب،يلا ربنا يهدى،أنا شبعت هروح ألحق وسيم قبل ما يروح الجامعه عاوزاه فى حاجه مهمه؟
رغم أن هاشم لديه عِلم بكل ما يحدث هنا فى البلده من خلال أعوانه لكن إدعى عدم المعرفه وقال:ليه هو وسيم فين مش نايم فى أوضته؟
ردت مهره:لأ وسيم بقاله فتره عايش فى بيت أبوه..وحيد الشامى،حتى رامى كمان كان عايش معاه الفتره اللى فاتت على ما السرايا إترممت مش عاوز تعرف دى كمان،غريبه طولت غيبتك المره دى فى إسكندريه…توقعت إنك ترجع لما تعرف إن سرايا رضوان الله يرحمه حصل عليها هجوم من إرهابين بس الحمد لله رفعت والشرطه كان عندهم خبر وعدت بسلام رغم إصابة رفعت اللى كانت خطـ,,ــيرة،بس الدكتوره زينب كانت صاحبة الفضل بعد ربنا مش عارفه من غيرها يمكن كان رفعت….يلا الحمد لله ربنا يخليهم لبعض ويرزقهم الذريه الصالحه
إغتاظ هاشم من تلميحات مهره ود لو حرقها وأحرقهم معها،لكن صدح رنين هاتف هاشم.
أخرجه من جيبه ونظر للرقم…رقم غير مُسجل لديه لم يتعجب وقام بالرد بكل هدوء لكن فجأه إدعى الفزع وقال:أنا ساعتين وأكون عندك فى إسكندريه.
أغلق هاشم الهاتف ونهض مره أخرى…تعجبت مهره قائله:خير أيه اللى فى إسكندريه فزعك كده.
نظر هاشم ل لمى وإدعى الصعبانيه وقال:التليفون ده من أمن إسكندريه بيقول إنهم قبضوا على هشام إشتباه فى….
توقف هاشم عن الحديث
فقالت مهره:إشتباه فى أيه؟
رد هاشم:إشتباه إنه قتل چاكلين.
نهضت لمى بفزع قائله:بتقول أيه مامى…بابى مش معقول.
أنا هاجى معاك يا عمو أكيد المكالمه دى غلط،بابى مستحيل يأذى مامى أنا هطلع أجيب شنطتى بسرعه وأنزل.
تعجبت مهره هى الأخرى لكن نشب فى قلبها فزع وقالت:هو اللى كلمك عالموبايل قالك أيه بالظبط يمكن واحد بيعاكس، مستحيل هشام يقتل چاكلين… عمرى ما أصدق يعملها أنا وأنت عارفين إنه بيعشقها، وحط بينه وبين رضوان الله يرحمه عداوه بسببها زمان وصدق كدبها.
رد هاشم: ولا أنا مصدق بس فعلاً الرقم اللى طلبنى كان مكتوب شرطه يمكن فى سوء فهم هروح أعرف ايه اللى حصل.
نظرت مهره لهدوء هاشم لا تعرف سبب لذالك الشعور لديها هاشم لما آتى متأخراً ولم تشعر بمجيئه رغم أنها ظلت ساهره لوقت متأخر من الليل… فى ذالك الوقت عادت لمى وعيناه تدمع وقالت: أنا كلمت الخدامه اللى فى ڤيلا بابى وردت عليا بتقول إن بابى….
صمتت لمى وعينيها تدمعت.
إقترب هاشم منها وضمها برياء وقال بأستفسار: قالتلك أيه؟
ردت لمى: بتقول إن بابى خنق مامى أنا مش مصدقه بابى يعمل كده.
ضمها هاشم برياء يقول: طب إهدى خلينا نروح إسكندريه نشوف ايه اللى حصل، أكيد فى سوء فهم.
بالفعل غادر هاشم ومعه لمى تاركين مهره المتعجبه والمذهوله تفكر أن هنالك خطبٍ ما بالتأكيد لكن تنهدت وقالت: يارب تروحوا ما ترجعوا أنتم الاتنين نبقى خليصنا من الأشرار اللى فى حياة عيلة الزهار.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسيارة هاشم على الطريق.
أعطى هاشم علبة محارم ورقيه ل لمى التى تبكى وقال بمواساه: إهدى يا لمى مش عارف اركز فى هشام ولا معاكى كويس إنى جبت السواق معانا مكنتش هعرف أركز فى الطريق.
بكت لمى قائله: فى حاجه غلط بابى مستحيل يأذى مامى أنا متأكده.
رد هاشم: أنا كمان مش مصدق ومصدوم زيك بالظبط، كلها ساعه ونص ونوصل إسكندريه… إهدى علشان أنا مش مستوعب ايه الى حصل أصلاً لهشام لازم يكون إتجنن علشان يعمل كده.
هدأت لمى قليلاً لكن مازالت تبكى.
بينما هاشم نظر الى الطريق من خلف زجاج السياره، رأى على زجاج السياره وجه چاكلين المدمى وعينيها الحاجظه، أغمض عيناه يتذكر ما حدث بعد أن فاق من تأثير تلك المنشطات الذى تناولها بالأمس وتفاجئ بما فعل..
فلاشــــــــــــــــــ،،، باك
حين يتحكم الشيطان فى عقل الإنسان يصور له كل شئ مُباح بل ويُسهل له الصعب،أو يظن ذالك
بالصدفه وقع بصر هاشم على ملابس چاكلين المرميه أرضاً رأى سلسلة مفاتيح،هو يعرف لمن تكون تلك المفاتيح هى مفاتيح سيارة هشام،هو رأى چاكلين حين دخلت الى المكان بسيارة هشام،إذن هذا هو الحل أمامه…هشام
نهض سريعاً وإرتدى ملابسه وقام بلف جسد چاكلين بملاءه الفراش وخرج من المكان ووضعهابالمقعد الخلفى بالسياره وتوجه الى المقود وقاد السياره وأغلق جميع نوافذ السياره التى لحُسن حظه زجاجها معتم.
بعد قليل فتح له أمن بوابة ڤيلا هشام البوابه وهم يعتقدون أن من تقود السياره هى چاكلين..دخل هاشم بالسياره الى أمام باب خلفى للڤيلا ونزل من السياره ودخل الى الڤيلا تسحب يراقب المكان إطمئن أن الڤيلا لا يوجد أحد بداخلها،عاد مره أخرى للسياره وقام بجذب جسد چاكلين الملفوف بالملاءه وعليها أثار دمائها وصعد بها الى غرفة هشام ووضعها بالفراش وقام بسحب الملاءه من على جسد چاكلين وقام بمسح جسدها بتلك الملاءه يُخفى بصماته من على جسد چاكلين ولف الملاءه وأخذها بعد أن قام بقلب وضع نوم چاكلين على بطنها
ترك الغرفه ونزل لأسفل يفكر كيف سيخرج من الڤيلا دون أن يراه أحد من أفراد الأمن.
إنتظر قليلاً وأختبئ بأحد الغرف يفكر،الى أن إهتدى الى ذالك الباب الخلفى لحديقة الڤيلا والذى يفصل بين حديقة ڤيلا هشام وخلفية ڤيلا تحت الإنشاء جواره فتح ذالك الباب ودخل الى تلك الڤيلا الاخرى والتى مازال الحظ يسانده فيبدوا ان العمال قد غادروا الڤيلا بعد إنتهاء عملهم اليومى.
تنهد هاشم هو نجى من العقاب وعقلهُ مازال الشيطان يستحوذ عليه
أنه غير مُذنب.
عوده…
فتح هاشم عيناه ينظر الى لمى التى تبكى رسم الحزن على وجههُ الخبيث.
…………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده الى اليخت.
وقفت زينب أمام باب المطبخ ووضعت يديها بين إطاري الباب وقالت بمزح: ها الأكل جهز ولا لسه… بقالى ساعه بستنى واضح كده إننا هنتغدى نواشف قولت لك أحضر أنا الغدا … إن كنت محتاج لمساعده قول عادى.
تبسم رفعت وأقترب من زينب وحملها من خصرها وأجلسها فوق طاوله رخاميه بالمطبخ وقبل وجنتيها قائلاً بغمرة عيناه: المفروض تعملي دايت شايف حاجات كده بدأت تظهر، بس بصراحه بتظهر فى أماكن مظبوطه.
نظرت له زينب قائله: بطل تحرُش وخلص الأكل أنا جعانه.
تبسم رفعت يقول بوقاحه:إتخنى براحتك يا روحى أهو هلاقى حاجات طريه تحت إيدى أمسكها.
نغزته زينب بكتفهُ قائله:بقولك بطل وقاحتك دى وخلص الأكل خلاص هموت من الجوع،وأنا مريضة سكر وماليش الجوع هتلاقينى إترميت منك عالأرض هنا فى اليخت.
تبسم رفعت وهو يضع إحدى قطع الطعام فى فم زينب قائلاً بوقاحه:أرضية اليخت ساقعه عليكى ماله السرير دفا وهدفيكى أنا كمان.
مضغت زينب قطعة الطعام قائله:انا بقول تطلع من المطبخ وتسيبنى أنا أكمل تجهيز الغدا هخلص أسرع.
تبسم رفعت يقول:بس الأكل فعلاً خلاص جهز يا دوب هرصه عالسفره.
تبسمت زينب ووقفت قائله:تمام خلينى أساعدك هموت من الجوع.
تبسم رفعت يقول:بعيد الشر عنك ياروحى
بعد دقيقه جلست زينب مع رفعت على طاولة السفره تتناول الطعام وقالت بتلذُذ:لأ نفسك حلو فى الطبيخ يا ترى إتعلمته فين؟
غريبه رفعت الزهار بيعرف يطبخ!
تبسم رفعت يقول:ناسيه إنى كنت فى الاكاديميه البحريه وهناك زيها زي الجيش بالظبط إخدم نفسك بنفسك غير كمان جدتى إنعام
كانت بتمنع وجود أى شغاله عندنا بعد الساعه تمانيه وأنا أوقات بحكم شغلى كنت برجع متأخر .
تبسمت زينب قائله بإستفسار:قصدك مش بس بحكم شغلك، بسبب صياعتك كمان بس إشمعنا بعد الساعه تمانيه الشغاله بتمشى ؟
ضحك رفعت يقول:كانت بتقول إن عندها شابين فى الشقه مينفعش تسيب شغالات فى الشقه،خايفه علينا من الفتنه.
تبسمت زينب قائله:قصدك خايفه عالشغالات منكم بس ومحاسن.
رد رفعت:لأ محاسن دى موجوده بإستمرار معاها،ودى ست كبيره وبالنسبه لينا زى مُربيه او داده.
نظرت له رفعت قائله: متأكده طبعاً كان عندها حق تعمل كده بسببك لكن رامى الله أعلم؟
تبسم رفعت يقول:لأ رامى طول عمره مؤدب آخرهُ كلام وبس.
نظرت له زينب بغيظ:وإنت طبعاً مالكش آخر،والبومه ريما خير مثال.
تبسم رفعت يقول:تعرفى إن ريما مكنتش عاوزانا نتجوز،مكنتش عاوزه إرتباط رسمى،بس كانت غلطه منى وقتها إنى إرتبطت بيها،بس الحمد لله مطولتش فى الغلطه دى وصححتها بسرعه.
تسألت زينب بإستهزاء:وأيه كان سبب الطلاق،اللى شوفته إن ريما لسه عندها لك مشاعر جياشه بدليل سابت إبنها فى اليونان وجيتلك عاوزه تستردك بأى شكل.
تبسم رفعت يقول:جوازى منها كان غلطتى من البدايه،كنت خلاص قربت عالتلاتين ولازم يكون فى أسره وكمان مش هقول حب،يمكن إعجاب ريما كانت قريبه منى بحُكم إنها من عيلة الزهار،بس لما إتجوزتها بسرعه هالة الإعجاب أو بمعنى أصح كانت شهوه وإنطفت بسرعه.. كمان إكتشفت مش هى دى الست اللى نكمل مع بعض مشوار حياتنا غير إنى كنت فى الخِدمه ومش مرتبط بمواعيد محدده للرجوع للبيت وهى عاوزه تعيش حياتها زى اللى فى سنها فُسح وخروج وتباهى ومنظره فارغه قدام أصدقائها،وانا كنت مشغول وحتى لما طلبت منها نسيب إسكندريه ونرجع للزهار ونبدأ حياتنا هناك،هى رفضت مش معقول هتعيش حياتها فى قريه وسط الخيول اللى قالت عليها حيوانات سافرت اليونان لمامتها وانا طلقتها ونهيت الجوازه الغلط دى من حياتى بدون ندم على ريما،بس لما قابلتك تانى ندمت؟
تعجبت زينب تقول:ندمت! ندمت على أيه؟
رد رفعت:ندمت إنى إتسرعت وكنت غلطان فى حياتى كنت بمشى وراء هوايا…ندمت إزاى نسيت البنت اللى أول ما حطيت صابعى بين إيدها الصغيره طبقت على إيدى،إزاى مدورتش عليكى يمكن كانت حياتى إتغيرت لشكل تانى.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صفوان المنسى
على أريكه بالصاله
كانت مروه تجلس تبسمت لليلى التى دخلت للصاله تقول: يا باى الجو حر قوى الجو نار بيجيب صهد، والله إحنا كنا فى اللجنه مفرهدين.
تبسمت مروه تقول: فعلاً واضح إن الحر السنه دى هيكون قاسى زى الشتا كده يلا أهى كلها أيام وبتعدى عملتى ايه فى إمتحان النهارده.
جلست ليلى جوار مروه على الأريكه وفكت وشاح رأسها قائله: الحمد لله الأمتحان كان سهل، ربنا يسهل بالأمتحانات الجايه فاضلى كمان عشر أيام وأخلص إمتحانات وأرتاح بعدها وأنام اربعه وعشرين ساعه فى اليوم أعوض سهرى الفتره دى.
تبسمت مروه بينما نظرن الأثنتين لتلك التى خرجت من الغرفه تربط رأسها بوشاح أزرق وشعرها منكوش اسفلهُ تشبه المجانين تقول:يا بخت الناس اللى خلصت دراستها،او حتى خلصت الثانويه العامه،أنا خلاص مخى ساح ولسه يا يدوب هبدأ إمتحانات الأسبوع الجاى،شهر بحاله حاسه إنى زى اللى بيأدى الخدمه العسكريه فى الجيش فى الصحرا لأ والله اللى فى الجيش ارحم منى.
تبسمت ليلى وقالت:مصدقاكى يا هبهوب بأمارة السهر بتاعك عالنت اللى أبو الواد حنكش موصله علشانى وأنتى اللى بتسفيه وأنتى بتذاكري چيولوچيا مع الناس اللى عايشه فى الصحرا وبتقبض بالدولار.
تعجبت مروه قائله:قصدك أيه يا لولا..وچيولوچيا أيه اللى بتسهر هبه تذاكرها.
تبسمت ليلى وقالت:ده موضوع تبقى هبه تحكيله عليه بعد ما تخلص إمتحان الچيولوچيا المهم دلوقتي ماما قالت لينا أنها كانت معاكى عند الدكتوره إمبارح وأكدت إنك حامل،قولى لينا بقى رد فعل رامى لما عرف بحملك عمل زى أفلام السيما كده وشالك ولف بيكى،وانتى إتسهوكتى زى بطلات الافلام كده.
تبسمت مروه بغصه وتذكرت رد فعل رامى الهادئ حين أخبرته أنها حامل مجرد تهنئه عاديه منه لا أكثر أو هكذا شعرت أن الأمر عادى بالنسبه له،ليس كما توقعت أن يكون رد فعلهُ حين تخبره انها تحمل منه نطفه بأحشائها،توقعت أن يفرح أكثر من ذالك،توقعت أن يضمها بين يديه يُقبلها حتى بعد أن ذهبوا الى غرفتهم الخاصه تفاجئت برامى ذهب للنوم سريعاً دون حديث بينهم.
أنقذ مروه من الرد خروج والداتها تسند والداها من الغرفة نهضت ليلى سريعاً وهبه أيضاً وقامتا بسنده ومساعدته الى أن جلس على أريكه أخرى.
شعر صفوان بغصه فى قلبه من تلك المعامله التى لا يستحقها منهن فهو لم يكن أباً جيداً لهن… لكن قلبهن حنون.
تبسمت هبه وهى تجلس جوار صفوان الذى تبسم حين نظر لوجهها وبالأخص حين تهكمت عليها فاديه وقالت:
ناكشه شعرك ورابطه دماغك كده ليه زى اللى فى السرايا الصفره.
ضحكوا جميعاً وردت هبه: وهما السرايا الصفره يفرقوا ايه عن الثانويه العامه..أهو كله جنان.
بص يا بابا أنا من المناهضين لتعليم الفتيات،البت مننا ملهاش غير بيت جوزها أنت لو إتقدملك عريس ليا أنا موافقه وهبصملك بالعشره كمان انا واحده ماليش فى التعليم أنا عاوزه أتجوز.
تبسمت فاديه قائله:أتنيلى مش اما اللى قبلك تتجوز تبقى تتجوزى ركزى فى الشهاده الأول.
تبسمت ليلى تقول:ما انتى اللى مش شاطره يا ماما ومش عارفه تدليلى علينا عند زباينك اللى بيشتروا منك البط والحمام،لو كنتى ناصحه كنتى تقولى لهم عندى زغلولتين اللى ياخد واحده ياخد التانيه فوقها هديه فى باكدچ واحد.
ضحكن جميعاً لكن صفوان تبسم بغصه وهو ينظر ل ليلى كم شعر بالندم لكن فاق بالوقت المناسب ورفض ان يبيع ليلى لذالك الوغد الذى كان يريد سرقة صباها،فكر عقله ماذا لو كان مازال متحكم بيه شيطانه القديم ووافق هاشم وزوجهُ ليلى عرفياً كما كان يريد،هل كان سيرى على وجهها تلك البسمه التى على شفاها الآن،هل كانت ستمزح هى وأختيها كما تفعلان…لا هاشم كان سيؤد صبا ليلى ويطفئ بسمتها ليس نادم بل سعيد بتلك الأسره الصغيره التى إحتواته وقدمت له كل سُبل المساعده والمسانده وقت مرضهُ ليس هذا فقط بل وقوف مروه أمام رفعت تدافع عنه بإستماته حتى انها كادت أن تترك منزلها من أجلهُ..حقا القلوب تسعد فقط بالمحبه والتراحم.
………..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بإستطبل الخيل
هبط رامى من على إحدى المُهرات وقام بإعطاء أحد العاملين اللجام الخاص بالمهره وتبسم وهو يرى وسيم يفترب منه الى ان أصبح أمامهُ صافحه مبتسماً يقول له:جاي منين دلوقتي.
رد وسيم:جاي من الجامعه إنت عارف إن الإمتحانات شغاله وإنت كنت بتعمل أيه؟
رد رامى قائلاً: أنا كنت بدرب فرسه جديده، تعالى نقعد تحت الشجره اللى هناك دى نتكلم وقولى عملت أيه فى الموضوع إياه اللى إتكلمت فيه مع رفعت من كام يوم قبل ما يسافر هو والدكتوره لأسكندريه.
تنهد وسيم وهو يجلس أرضاً جوار رامى تحت ظلال تلك الشحره وقال: مفيش ليلى مصدره الوش الخشب يا دوب الرد على قد السؤال… كان غباء منى من الأول لما فكرت بخطوبتى من لمى إنى ببعد الشر عن ليلى.
وضع رامى يدهُ على كتف وسيم قائلاً: لو كنت قولت لرفعت من الاول يمكن مكنش ده حصل.
تنهد رامى بسأم وقال:فعلاً كان لازم أقول لرفعت وأستنجد بيه، يمكن كان وصل للباشا.
تذكر وسيم حديثه منذ أيام مع رفعت حين ذهب الى تلك الشقه التى كان مُقيم بها
فلاشــــــــــــــــ….باك
نظر وسيم حوله بترقب.
تعجب رفعت وقال له مالك بتبص حواليك كده ليه.
رد وسيم: أمال الدكتوره فين؟
رد رفعت: الدكتوره زهقت منى وما صدقت رجعت لشغلها بالوحده ومش هترجع قبل المسا بس بتسأل ليه؟
رد وسيم: رفعت فى حاجه عاوزه أوريهالك وأخد رأيك فيها وكمان فى حاجه حصلت لازم تعرفها.
تحدث رامى الذى دخل يحمل صنيه عليها بعض المشروبات: أوعى تكون خلاص ناويت تفشكل موضوع خطوبتك لمى.
تبسم رفعت بتعجب وهو ينظر ل وسيم وقال: والله لو كلام رامى صحيح يبقى ربنا بيحبك.
رد وسيم: أنا فعلاً خلاص ناويت أنهى موضوع الخطوبه ده، انا من البدايه مكنتش متقبل الأمر بس اللى حصل بقى، بس دلوقتي عاوزك فى موضوع تانى.
قال وسيم هذا وأخرج هاتف بطراز قديم من جيبه وقام بفتحه وأتى بملف الصور الخاص بالهاتف وقام بأعطاء الهاتف لرفعت قائلاً: شوف الصور دى كده.
تمعن رفعت بالصور وقال: مش دى ليلى أخت مروه الصور دى متفبركه.
رد وسيم: لأ الصور دى حقيقيه.
تعجب رفعت وأخذ رامى الهاتف من رفعت وتمعن هو الآخر بالصور وقال: إنت بتقول إن الصور دى حقيقيه… أيه اللى بينك وبين ليلى وموبايل مين ده؟
رد وسيم : أنا بصراحه بحب ليلى، بس هى متعرفش بكده.
تعجب رامى ورفعت الذى قال: بتحب ليلى وخطبت لمى أيه الغباء ده.
رد وسيم: فعلاً غباء منى، بس انا خايف على ليلى، شوف الصور كده الصور جيبانى انا وليلى وأنا شبه حاضنها واللى يشوف ليلى يقول كانت مبسوطه مع إن فى الحقيقه هى كانت بتبكى.
تعجب رامى وقال:الصور دى فى الجنينه اللى جنب القاعه اللى كان فيها فرحى أنا ومروه بس مين اللى صوركم.
رد وسيم:ده واد صايع ومتسكع حاول مره يتهجم على ليلى وانا ضربته ويوم فرحك أنا وصلت ليلى وخالها نعمان لبيته بس ليلى كانت نسيت شنطتها فى العربيه ولما رجعت تانى وروحت لبيت خالها،فتحتلى وعنيها حمره وبكت كنت مفكر فى البدايه إنها بتبكى بسببى بس إكتشفت إن المتسكع ده عندهم فى البيت وبيهددهم وكان هيقتل خال ليلى وهددها بالصور دى وقال إن الصور دى خلاص وصلت للباشا،أنا ضربت الحيوان ده وسلمناه يومها لظابط النُقطه وتانى يوم لما روحت اقدم انا وليلى وخالها أقوالنا الظابط قالنا إن المتسكع ده مات فى الحبس وبعدها بكم يوم سألت الظابط عن السبب قالى أنه مات بسبب حبايه مُنشطه خدها عملت له هبوط فى القلب ومات.
تعجب رفعت وقال: مش فاهم ايه دخل المتسكع ده فى امر خطوبتك من لمى.
رد وسيم: شوف فى رسايل الموبايل هتلاقى فعلاً الصور إتبعت لشخص مكتوب قدامه: الباشا… أنا عندى شك فى حد يكون هو الباشا.
رد رامى: ومين الشخص ده.
رد وسيم: هاشم الزهار.
تعجب رامى قائلاً: مين… هاشم الزهار!
بينما رفعت صمت يسمع حديث وسيم :
أنا وانا صغير بعد أنتم ما سيبتوا الزهار زمان بعد اللى حصل كنت بلعب فى الجنينه بتاع البيت وكنت وراء شباك أوضة مكتب هاشم الزهار، وسمعته بيكلم حد وبيتفق معاه يبعت له كميه أدويه مُنشطه زى ترمادول وغيرها وقاله إن السعر هيتغير بعد كده وانه هو هيبقى الموزع الوحيد للنوع ده من المنشطات.
معرفش الشخص التانى رد عليه قاله ايه عصبهُ وقتها بس سمعت رد هاشم عليه وقاله: انا اللى هبقى الباشا المحترم وهتشوف بنفسك
أنا وقتها كنت صغير وكمان مكنتش لسه أعرف يعنى ايه ترامادول وأدويه مُنشطه ومعرفتهاش غير وانا بدرس طب بيطرى،وكمان متنساش هاشم الزهار دارس صيدله وعنده خلفيه فى التفاعلات الدوائيه وكمان اللى زيه لمى الزهار درست صيدله فى اليونان وبالصدفه سمعتهم مره وهما بيتكلموا عن نوع من أنواع المنشطات القويه غير إنها حاولت تحط لى أكتر من مره نوع مُنشط بس أنا كنت بقدر أخليها تصدق إنى شربت المخدر ده فعلاً،رغم إنها هى اللى كانت بتشربه فى الآخر بس انا كنت بزود منوم معاه
تعجب رفعت وقال:قصدك أيه لمى بتشتغل زى هاشم فى الأدويه دى؟!
أماء وسيم له بموافق قائلاً:عندى شك كبير فى كده أنا كنت روحت لبيت هاشم أجيب بعض الغيارات ليا ولماما من هناك وده كان بعد ما هو جه يتهجم عالسرايا وياخد ماما مهره بالعافيه وانت رفضت بالصدفه شوفت لمى بتدى لهاشم علبة هديه صغيره وقالت له:ده هديه من فابيو لك.
ولما فتح الهديه شوفته طلع منه علبتين صغيرين واحده كان مرسوم عليها عصب والتانيه كان حُصان، انا خمنت نوع العلبه التانيه إنها ممكن تكون فياجرا بس الأولى عندى شك كبير أنها زى منوم أو مهدأ أعصاب، وشوفت نفس شكل العلبه التانيه دى فى أوضة نوم ماما مهره وهاشم .
رد رامى بتعجب: قصدك أيه اللى فهمته علبة الفياجرا ممكن تكون له طب والمنوم أو مهدأ الأعصاب ده كان لمين؟
رد رفعت:معروف كان لمين…كان لعمتى مهره طبعاً،بس للأسف تعبها الشديد قبلها صعب المهمه دى لأن عمتى لما تعبت زينب قالت لينا أن نوعية المهدئات اللى كانت بتاخدها عمتى ممكن تسبب الإنتحار
بس أكيد كان مفعول النوع اللى مع هاشم أقوى،يعنى كانت المهدئات اللى بتاخدها عمتى مهره كانت نسبة تفاعلها أكبر من نسبو تفاعل المهدئات اللى كانت بتجيبها من الصيدليه وكان هاشم بيبدل العلب طبعاً.
رد رامى بتعجب:طب وهو هيكسب أيه لما يخلى عمتى مهره تاخد النوعيه دى من المهدئات.
رد وسيم:هيكسب أنه هيخليها تحت سيطرته زى ما كانت السنين اللى فاتت،أنا كنت طلبت من الظابط بتاع النقطه يعرفلى مين صاحب رقم الباشا ده،بس طبعاً مقلتلوش على إن معايا الموبايل بتاع المتسكع ده،بس هو قالى إن الرقم متسجل بأسم شخص مات من حوالى أربع شهور تقريباً..بس المفاجأة بقى إن الشخص ده كان بيشتغل فرد أمن فى عند نجيب الكفراوى.
لم يتعجب رفعت بينما قال:قصدك أيه نجيب الكفراوى عضو مجلس الشعب.
صمت وسيم لكن هز رأسه بالموافقه.
تحدث رامى:يعنى عندك شك إن هاشم مشارك نجيب الكفراوي
دول عصابه بقى!
رد وسيم:وكمان فاكر لما قولت لك إنى أخدت عينه من بعض الخيول اللى عندنا فى المزرعه وطلع تخمينى صح الخيول بتتحقن بنوع من المنشطات مضاعفة القوى تديها قوه وجموح أكبر،وبمجرد ما الخيول بتبطل تتحقن بالمنشطات دى بتضعف وممكن تموت غير إنها لو زادت النسبه عن حد معين ممكن تفجر قلب الخيول وتموت فى ساعتها.
تعجب رامى يقول:طب وأيه دخل ليلى باللى قولته ده كله هى مالها.
رد وسيم:هاشم…أنا شوفت نظراتهُ لليلى يوم فرحك وكمان لمى دخل لها شك إن معجب بليلى،او بينا حب لان ليلى سبق وإتهجمت على لمى عندى فى الجامعه ومن وقتها لمى حطت ليلى فى دماغها لمى أخطر وأسوء من ريما مش زى ما كنا معتقدين ريما يمكن عاوزه تعيش حياتها بحريه لمى لأ عندها ميول للسيطره والقوه.
تبسم رفعت قائلاً:نفس الحوار القديم مع التوأم…هشام وهاشم،لمى وريما…لمى ل چاكلين وريما زى هشام…بس قولى أيه اللى خلاك فوقت دلوقتي خلاص خوفك على ليلى من لمى إنتهى،بس لمى لسه موجوده.
رد وسيم بندم:أنا مبقتش متحمل أكتر من كده وعلشان كده أنا كنت قررت أقولك عالسبب بس الهجوم اللى حصل عالسرايا هو اللى أجل الموضوع وكمان حاسس ليلى ببضيع منى،وطالب مساعدتك طبعاً بحكم إنك راجل شرطه قبل كده ممكن توصل لمعلومات أكتر،مهما كان ظابط النقطه هنا معلوماته قليله،إنما إنت ليك أصدقاء زى الضابط محمود كده ممكن يوصل لمعلومات أكتر.
تبسم رفعت يقول:تمام سيبلى الموبايل ده ومتخافش عالصور هحتفظ بيها أهى ذكرى من ليلى.
تبسم وسيم وتنهد براحه
عاد وسيم من ذكرى ذالك اللقاء على قول رامى:إمبارح عرفت إن مروه حامل.
تبسم وسيم بفرحه يقول: مبروك.
تنهد رامى.
تحدث وسيم:مالك حاسس إنك زى ما تكون مش فرحان.
رد وسيم:بالعكس أنا فرحان جداً والله،بس مروه وإحساسها بالغيره بيخوفنى …لو شوفت شكها المستمر إنى بسهر بره البيت مع بنات وإحنا فى إسكندريه كنت هتصدقنى…نفسى مروه تتأكد إن مفيش فى قلبى غيرها وإنى أختارتها هى لانى بحبها مش لانها نزوه وممكن تنتهى…دى حتى وهى بتقولى أنها حامل قالتلى بقى فى بين الجميله والوحش رابط حتى لو زهوتها قلت عنده هيفضل بينهم رابط قوى،ليه مش عاوزه تصدق إن حبى ليها بحد ذاته رابط أقوى حتى من إن يكون بينا ولاد بيربطونا ببعض خايف مروه بالشك والغِيره اللى عندها تموت حبها فى قلبى.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه
صعدت زينب ورفعت الى اليخت بعد أن قضوا وقتاً بالعوم فى مياه البحر
سارت زينب بضع خطوات وشعرت بدوخه وإختل توازنها وكادت تقع لولا أن مسكها رفعت قائلاً بخضه: زينب.
تمالكت زينب نفسها قائله: فى إيه أنا كنت هتزحلق بسبب أرضية اليخت الناعمه رِجلى شبه باشت من العوم لأكتر من ساعه ونص فى مية البحر.
تبسم رفعت وهو يحملها بين يديه قائلاً بمزح:
أيه ده إنتى تقلتى كده ليه، لأ لازم تخسى بعد كده مش هقدر أشيلك.
تبسمت زينب وهى تلف يديها حول عنقه قائله: عشان تعرف إنك بتحجج أنا تقلت بسبب الميه اللى فى هدومى.
تبسم رفعت يقول: قولتلك إلبسى المايو كنتى هتبقى أخف من كده.
تبسمت زينب قائله: وهو الشورت والتوب اللى لبساهم هما اللى شربوا مية البحر، عاوزنى ألبس مايوه وإحنا وسط البحر إفرض حد شافنى بيه،أو توهنا فى البحر بعيد عن اليخت وقتها نعمل أيه.
تبسم رفعت يقول: لأ متخافيش إحنا فى مكان بعيد عن العيون فى وسط البحر مفيش غير البحر والسما، ونتوه فى البحر!
ليه مش واثقه فيا ولا أيه،البحر ده أنا أعرفه شط شط.
تبسمت زينب قائله: محسسنى أنى مع قبطان أعالى البحار.
تبسم رفعت: فعلاً إنتى مع قبطان أعالى البحار، بس سابقاً.
تبسمت زينب:أهو قولت سابقاً، دلوقتي أيه بقى؟
تبسم وهو يضعها على أريكه كبيره على سطح اليخت وجلس خلفها يضمها لصدره قائلاً: دلوقتي عاشق متيم فيكى.
تبسمت وهو يضمها لصدره قائله: رفعت إنت ليه من البدايه درست البحريه.
رد رفعت: علشان كان نفسى أبقى ضابط فى البحريه.
تبسمت زينب: طب والخيل وإزاى إتعلمت تبقى خيال وتروض الخيول.
تبسم رفعت: الخيل هوايه عندى من صغرى، وإتعلمت ترويضها من بابا، وراثه يعنى هو كمان إتعلمها من جدى، يعنى تقولى سلسال بيوصل لبعضه.
تثائت زينب.
تبسم رفعت قائلاً: أيه هتنامى بهدومك مبلوله كده.
تبسمت زينب قائله: الجو حر أصلاً وأنا عاوزه أنام هنا وأنا شايفه النجوم فى السما.
تبسم رفعت وضمها بين يديه.
بعد وقت.
شعر رفعت بأنفاس زينب المضطربه على صدرهُ علم أنها بدأت تصحو
تبسم وهو يراها تمسد بيديها كتفيها وقال:
هوا البحر خلاكى حسيتى بالبرد.
تبسمت وهى مازالت مغمضة العين تستنشق أنفاسها على صدرهُ يدخل الى صدرها رائحة جسدهُ الممزوجه برائحة يود البحر.
شعرت برفعت يضمها قوياً بين يديه وقام برفع وجهها ينظر لها
فتحت عينيها وتبسمت له قائله:
أنا أمتى حبيتك يا رفعت.
تبسم رفعت قائلاً: من وأنت لسه بنت أيام لما حطيتى صباعك الصغير فى إيدى، أنا عرفتك يا زينب يوم ما كنا فى القسم وإبتزيتنى فى ربع مليون جنيه، عرفتك من الشامه اللى فى إيدك..
تبسمت زينب وقالت له: رفعت هسألك سؤال محيرنى من يوم ما طلعت من الوحده وروحنا شقة الشرقيه..
رد رفعت وأيه هو السؤال ده بقى؟
تبسمت زينب وقالت: أنا سمعت رامى بيقولك إن چيرين عجبتها الفرسه اللى بعتها لها وعاوزه واحده تانيه طب إزاى والفرسه اللى كنت هتبعتها لها رِجلها إنكسرت؟
تبسم رفعت يقول: هى فعلاً الفرسه رِجلها إنكسرت بس كان فى واحده تانيه فى مكان تانى وشبه مدربه زى الفرسه دى، ورامى كمل تدريبها وبعتها لچيرين فى الميعاد اللى كنت متفق معاها عليه.
نهضت زينب عن صدر رفعت ونظرت له قائله بتعجب: طب ليه إتعصبت وقتها لما والد مروه إتسبب فى كسر رِجل الفرسه دى طالما كان فى بديل ليها!
جذب رفعت زينب لتعود على صدرهُ وقال: أنا مكنتش متعصب علشان الفرسه على فكره أنا اللى كان معصبنى هو أنتى وبعدك عنى وتهديدك كل شويه إنك هتطلبى نقلك من الزهار غير طلبك للطلاق لأكتر من مره.
رفعت مروه رأسها ونظرت ل رفعت وقالت: طب وده كان فارق معاك وقتها.
نظر رفعت لوجه زينب وقال: كان فارق معايا يا زينب كنت حاسس إنى ضايع ومتشتت بين قلبى وعقلى وبين نيران الماضى كنت مفكر إن أقوى نيران هى نيران الماضى و الإنتقام لقيت فى نيران تانيه أقوى منهم.
ردت زينب بسؤال: وأيه هى النيران التانيه دى؟
تبسم رفعت وهو ينظر لوجه زينب قائلا: نيران العشق…عشقك يا زينب اللى حاولت أقاوم نيرانه وأطفيها بقلبى بس للأسف كانت أقوى من نيران الإنتقام كنت بتجنن لما بحس إنك بتبعدى عنى سواء إنك تفضلى طول الوقت فى الوحده او حتى كمان لما كنتى بتهددينى بالرحيل عنى.
تبسمت زينب تقول:بس أنا مكنتش هبعد عنك يا رفعت ده كان مجرد كلام فى الهوا بستفزك بيه أنا هفضل تقيله على قلبك زى ما أنا دلوقتي كده.
تبسم رفعت وقال: زينب أنا شايفك بتاخدى أنسولين كتير
إحنا أول ما نرجع تاني عاوزك تعملى فحص شامل وتشوفى سبب للدوخه اللى بتجيلك دى.
تنهدت زينب قائله: عادى بس أنا فعلاً محتاجه أعمل فحص شامل
حاسه إن فى حاجات كتير مش متظبطه عندى الفتره الأخيره.
تبسم رفعت بمكر وبَعد زينب عن صدره وإنحنى عليها يقول: وأيه الحاجات اللى مش متظبطه دى بقى.
تبسمت زينب تقول بمكر: زى أنى جعانه دلوقتي مثلاً.
نظر رفعت لشفاه زينب وقال: وأنا عطشان من ماية البحر ولو مشربتش من شفايفك دلوقتي هموت من العطش.
تبسمت زينب له وهى مُرحبه بتلك القُبلات التى يُمطرها على شفاها ووجهها ويعود مره أخرى لشفاها،ثم ترك شفاها ونهض من على تلك الاريكه يحملها بين يديه وعاود إلتهام شفاها بقُبلات عاشق ومعشوقه،ودخل الى أحد غرف اليخت ووضع زينب على الفراش وإندس بجوارها يُكملا سباحه بين أمواج العشق
ليعود الأثنان من جولة غرام ،شعرت زينب بأرهاق وغفت بين يدي رفعت.
رفعت الذى تنهد ورفع رأسه ينظر للامام مازال بداخله حرب مشتعله بين
النيران والعشق
مازالت أمامه النيران مشتعله يخشى أن تُصيب شظيه من تلك النيران…..
زينب….. من أجلها فقط قادر على إشعال نيران فوق مياه البحر .
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور تسع أيام
ليلا بمنزل هاشم الزهار.
أرسل هاشم رساله من هاتفهُ مُشفره فحواها: لقد كبر
الحِصان وأصبح عجوز ولابد من إرسال الرحمه له.
آتى لهاتف هاشم رساله مُشفره أيضاً فحواها: بإمكانك إرسال الرحمه له،أريد حفلة شواء فاخره على شرف هذا الحِصان العجوز.
تبسم هاشم بظفر وأغلق الرسائل وبعث رساله لهاتف آخر يقول له:لتنتهى حفلة الشواء الليله.
اغلق هاشم هاتفه
وتناول إحدى حبات تلك المنشطات، وصعد الى غرفته
فتح الباب ونظر الى الفراش وجده خالى مهره مازالت مستمره فى ذالك التمرد عليه، لكن يكفى هذا، مهره ستعود وتخضع له مره أخرى كما كانت فى السابق، الليله ستكون خاضعته وتفعل ما يريده ويشتهيه
بالفعل ذهب الى غرفة مهره وفتح الباب بعنف كبير، حتى أن مهره إنتفضت على فراشها وقالت برعب: فى أيه يا هاشم؟
رد هاشم: إنتى اللى فى ايه يا مهره نسيتى أنا مين أنا هاشم الزهار
جوزك.
ب أغلق الباب خلفه وقال:
مش عاوزه ترجعى لأوضة النوم وماله اللى كان هيحصل هناك ينفع يحصل هنا برضوا
كادت مهره أن تنهض من على الفراش لكن كان هاشم الأسرع هجم عليها بعنف حاولت مهره أن تبعده عنها بيديها لكن كان عُنفه يزداد
سحبت إحدى يديها وقامت بمدها تحت الوساده التى كانت تنام عليها وآتت بذالك البخاخ، وقامت بالبخ فى عين هاشم مباشرةً
مما جعلهُ بشعر بحرقة قويه بعينيه وإبتعد عن مهره لكن مازال بالفراش يفرك عينيه بقوه من شدة شعوره بالحرق لكن قبل أن يفوق من شدة ذالك الشعور بعينيه نهضت مهره تلهث من على الفراش وفتحت أحد أدراج طاوله جوار الفراش وأخرجت منها سلاحً وقامت بتعميره للأطلاق وقالت: إطلع بره أوضتى يا هاشم.
أزال هاشم يديه عن عيناه ونظر الى مهره ونظر بذهول لها وهى تعيد قولها: لو عاوز تشترى عمرك الليله إطلع بره أوضتى وأياك تفكر مره تانيه تقرب منى، مهره الضعيفه خلاص إنتهت رصاصه من السلاح ده كافيه إن تخليك ترقد مكانك ومتقومش منه أنا مش باقيه على حاجه زمان كنت بخاف على اللى بحبهم وكنت بيتسسلم بضعف، بس كنت غلطانه كان لازم أدافع بقوه وده اللى هيحصل من دلوقتي… مبقتش خايفه منك يا هاشم ولادى التلاته مش هتقدر تأذيهم وهما إيد واحده.
إنصدم هاشم: لكن رغم رجفته ضحك بسخريه وقال: فين ولادك التلاته دول… اللى أعرفه إنك خلفتى زمان ولد لكن كان عقاب ليكى بعد ما عيشتى فى وهم شهور فى إنتظاره مكملش يومين عايش ومات.
ردت مهره: يمكن فقدت أبنى، بس ربنا عوضنى عنه بتلاته غيره تلاته فرسان وعندهم مبادئ وأخلاق الفرسان مش حقارة كلب زيك.
إغتاظ هاشم وهبط من فوق الفراش وتوجه بناحيه مهره يضحك بإستفزاز.
لكن مهره تملك منها الثبات وقالت له وهو يسير بأتجاهها: إخرج بره يا هاشم.
مازال هاشم يسير بإتجاهها لكن وقف مصدوم حين شعر بشظية رصاصه تمر جوار كتفهُ تستقر فى الحائط خلفهُ
نظر للحائط ثم عاد بنظره ناحية مهره متفاجئ لا مصدوم
قالت مهره له: التانيه هتنفجر فى قلبك يا هاشم لسه فى إيدك تشترى عمرك إخرج بره أوضتى وإياك تقرب منى مره تانيه ومش بس منى، من أى واحد من ولادى صدقنى وقتها مش هيكفينى قتلك، وقتها همثل بجثك قدام الكلاب الصعرانه اللى من فصيلتك واللى قتلها حلال.
شعر هاشم برعب من نبرة صوت ونظرات مهره المتوعده أنقذه من أمامها صوت رنين هاتفه.
خرج من الغرفه كالكلب المذعور، ووقف ببهو المنزل
رد على الهاتف وسمع قول الآخر له: حفلة الشواء بدأت بس فى حاجه.. سيادة النايب مش هنا فى الزهار، بس بقية الأسره الكريمه جوا الحفله.
رد هاشم: كويس كده تبقى ضربه فى مقتل لما يرجع للزهار يلاقى عيلته إتشوت.
أغلق هاشم الهاتف بداخله نيران أخرى يريد إشعالها الليله لكن عليه الحصول على مبتغاه أولاً.
بينما مهره التى مثلت القوه قبل قليل أمام هاشم ها هى قواها إنتهت وخارت وجلست على الفراش يدها ترتعش لا تعلم كيف تحكمت بها القوه قبل قليل، والآن ذهبت عنها فكر عقلها عليها التمسك بتلك القوه الآن من أجل حمايتها وحماية من تحب يكفى ضعفاً… إنتهى ذالك الضعف مهره الجامحه كان لابد أن تكون بريه منذ البدايه وجيد أنها إستعادت قوتها قبل فوات النهايه.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار
خرجت مروه من الحمام وعادت تتسطح جوار رامى على الفراش شعر بها رامى وقال: مالك يا مروه رايحه جايه عالحمام من اول الليل.
ردت مروه: مفيش حاسه بمغص وغثيان كده وخلاص الحمد لله بداو يخفوا.
نهض رامى من على الفراش وأشعل الضوء وقال هروح أقول لزينب تجى تشوفك.
تبسمت مروه قائله: لأ مالوش لازمه يا رامى الحاجات دى طبيعيه فى بداية الحمل.
تنهد رامى يقول: طبيعيه أيه أنتى مش شايفه وشك أصفر أزاى وكمان ضعفانه.
تبسمت مروه قائله: انا كنت إستشارت الدكتوره وكتبت لى علاج للقئ وأخدته والحمد لله هما بس شوية ضعف ولما هنام هصحى كويسه.
رد رامى: الدكتوره قالتلك كده طب نامى وإرتاحى وأنا هنزل أعملك كوباية نعناع تروق معدتك.
تبسمت مروه
بعد خروج رامى تشعر بفرحة إهتمام رامى بها، هى كانت تظن أنه غير مهتم بحملها لكن ها هو يثبت العكس حين شعر بها و تلهف عليها،
تبسمت بفرحه أكبر وهى تراه يعود للغرفه ومعه كوب من النعناع ووضعه على طاوله جوار الفراش قائلاً: على ما يبرد شويه إشربيه وهيريح معدتك شويه وبكره نروح للدكتوره ونطمن عليكي وعالبيبى كمان.
تبسمت مروه وهى تمد يدها لرامى
الذى أمسك يدها وجلس جوارها على الفراش وقام بجذب مروه بحضنه.
تنهدت مروه بسعاده وقالت: أنا بحبك يا رامى متبعدنيش عنك.
تبسم رامى يقول: وأنا بحبك يا جميلتى وعمرى ما أقدر أبعد عنك يا مروه ولا عمرى هبعد عنك… أنا الأيام اللى فاتت مكنتش بسهر مع أصحابى زى ما كنتى مفكره أنا كنت بدرب فرسه تانيه بدل اللى رِجلها إنكسرت وده كان السبب إنى برجع هلكان ومش قادر أرد عليكى… مروه أنا مر عليا بنات كتير وعُمر ما واحده منهم شغلت قلبى وعقلى غيرك أنا لما رجعت للزهار رجعت علشانك.
تبسمت مروه وضمت نفسها بقوه ل رامى الذى ضمها هو الآخر.
تبسمت مروه وقالت: أهو المغص اللى كان عندى مبقتش حاسه بيه وكل اللى عاوزاه إنى أنام فى حضنك.
تبسم رامى وتستطح على الفراش وأخذ مروه بين يديه وقبل شفاها ثم جبهتها يشعر بسعاده كذالك مروه تشعر بفرحة قويه.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الفجر بقليل
بغرفة إنعام
نهضت من نومها فزعه تسألت لما تكرر ذالك الحلم
لكن عاد عقلها الحلم مره أخرى
تذكرت شئ وقالت
مروه هى اللى راقده على بؤرة الدم…رامى كان بعيد عنها
وزينب كانت فى وسط النيران اللى والعه فوق ماية البحر… رفعت مش شايفها
حتى وسيم تايه هو كمان بيدور على شئ ومش لاقيه.
رامى رفعت حتى وسيم التلات فرسان واقعين فى حيره يا ترى هيوصلوا للى بيحبوهم فى الوقت المناسب قبل فوات الآوان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ………..
….
بارت كبير أهو،
البارت الجاى
الجمعه بأذن الله هحاول متأخرش بس أدعولى بالخير ولكم بالمثل.
#يتبع
للحكايه بقيه
الشعله الخامسه والثلاثون… الأخيره الجزء الثالث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مازال الليل لكن
إستيفظت البلده بأكملها على أصوات صافرات إنذار سيارات المطافئ والشرطه
كان الحريق هائل ومنظر النيران مُخيف النيران تلتهم المنزل بالكامل، لن يبقى أحياء بداخل ذالك المنزل، ربما غير ذالك الذى آتى يشاهد المطافئ تتعامل مع النيران
نزل من سيارتهُ سريعاً متلهفاً وحاول الدخول للمنزل لكن قام بعض رجال الشرطه بتقييد حركته،خارت قواه ولم يستطيع الوقوف على قدميه.،جلس راكعاً ينتحب قلبه وهو يرى النيران التى تنهش كل أسرتهُ بداخل كانوا فى إنتظار عودته،هذا يوم تجمعهم العائلى الجميع بالتأكيد إشتعلت أجسادهم،جلس يتحسر وذكرى واحده أمام عيناه يوم مساعدته فى حريق سرايا رضوان الزهار…ها هو يتجرع من نفس لهب النيران هذا هو القصاص الإلهى العادل…مثلما حرق أبرياء إحترق قلبهُ بنفس النيران التى حرقت من ساهم فى حرقهم يوماً،لكن ما أشد هذا القصاص…خسر عائلته التى كان يساهم فى أعمال شيطانيه من أجل أن يبقى لهم سُلطه وسطوه وأموال يأتى لهم بها تجعلهم يعيشون أسياد،ها هم الآن بين الرماد.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظ وسيم أيضاً على نفس الأصوات،نهض من فراشه وبدل ملابسه بأخرى ملائمه للخروج، وخرج من منزل والده وسار ناحية ذالك الدخان الذى يتصاعد رأى رجال المطافئ وبعض سيارات الإسعاف ورجال الشرطه،إستفسر من أحد رجال الشرطه عن ماذا يحدث…أخبره العسكرى بنشوب حريق فى المنزل وأن كل ما به إلتهمتهم النيران،شعر وسيم ببعض الحزن وغادر المكان،أثناء سيره شعر بملل يعرف سببه بالتأكيد الوحده الذى عاد يشعر بها بعد رجوع رامى وزوجته الى السرايا الخاصه بهم فى البدايه أشار عليه عقلهُ بالذهاب الى السرايا وقضاء الباقى من الليل بها لكن بأخر لحظه وجد نفسه أمام منزل هاشم الزهار
بالفعل دخل الى منزل هاشم الزهار
تسحب الى غرفته خلسه دون أن يراه أحد لكن هو كان يعتقد ذالك فهنالك من رأتهُ ولابد أن تنتهز فرصة مجيئهُ الليله.
دخل وسيم الى غرفته وألقى بجسده فوق الفراش متنهداً يهمس بإسم.. ليلى
لكن فُتح باب الغرفه ودخلت تلك الوقحه لمى وأغلقت خلفها الباب.
إستقام وسيم جالساً ونظر الى من دخلت لكن سُرعان ما أخفض عيناه وتنحى عن النظر إليها غض بصرهُ عن تلك التى ترتدى ثياب آشبه بثياب العاهرات وإن كانت ثياب العاهرات تستر عن ذالك الرداء الشفاف الكاشف لجسدها أسفله
تقترب منه ببسمة لعوب غانيه.
نهض وسيم واقفاً وقال:لمى أيه اللى مصحيكى دلوقتي،أكيد أصوات إنذار المطافى والشرطه.
ردت لمى بأدعاء الخضه:فين دول انا مسمعتش أى أصوات أنا أساساً مكنتش نايمه…
قالت لمى هذا ثم مثلت الصعبانيه تقول:أنا من يوم ما بابى قتل مامى وأنا مش بعرف أنام بخاف،رغم إنى مش مصدقه إن بابى يعمل كده أكيد إتجنن فعلاً زى تقرير الطب النفسى ما بيقول،أنا بقيت وحيده،حتى ريما فى اليونان لوحدها هى اللى جهزت لدفن مامى هناك بس هى جنبها فابيو،أنا هنا وحيده وإنت بعيد عنى،رغم إننا مرتبطين ببعض ولازم تكون قريب منى زي فابيو ما هو قريب من ريما وأكيد واساها فى موت مامى.
قالت لمى هذا وأقتربت أكثر من وسيم وكادت تلاصقه،لكن عاد وسيم خطوات للخلف يحذر من إقترابها منه وتنهد يقول:كان لازم تسافرى مع جثمان مامتك لليونان وتكونى جنب ريما توأمك يمكن كنتم قدرتوا تخففوا عن بعض.
إقتربت ليلى من وسيم وكادت تلاصقهُ بجسدها لكن عاد وسيم للخلف
لكن هى لم تيأس وعادت تقترب منه ليس هذا فقط بل قامت بخلع ذالگ المئزر الشفاف عن جسدها ليبقى أمامه جسدها شبه عارياً تحاول إغوائه،لكن وسيم لم ينظر لها وإبتعد عنها،لكن تلك العاهره إقتربت منه وقالت له:
إنت الوحيد يا وسيم اللى يقدر يخفف عنى الحزن والآلم الى بحس بيه،ليه بتبعد عنى إحنا خلاص بقينا قريبين لبعض جداً.
فتح وسيم باب أحدى ضلف الدولاب وقام بأخراج قميص له منه ومد يده وأعطاه للمى قائلاً:خدى إسترى نفسك بالقميص ده يا ليلى.
تعجبت لمى قائله بدموع:أنا لمى مش ليلى، وبعدين عادى إحنا خلاص هنتجوز قريب يا وسيم،وحصل قبل كده بينا علاقه،يعنى عادى لما تشوف جسمى.
رد وسيم: بلاش كذب يا لمى،وأحنا محصلش بينا أى علاقه قبل كده ده وهم بس فى دماغك،على فكره أنا أوضتى فيها كاميرات يا لمى.
نظرت له لمى متفاجئه تقول ببجاحه:إنت بتقول كده دلوقتي علشان تهرب من مسؤليتك إتجاه اللى حصل بينا قبل كده.
رد وسيم بقوه:قولتلك الأوضه فيها كاميرات يا لمى وبلاش تعيشى الدور،ولو مش مصدقانى إن مفيش أى علاقه حصلت بينا،هفرجك بنفسك عالفيديوهات.
فتح وسيم جهار حاسوب خاص به وقام بتشغيل بعض الفيديوهات،
خلف بعضها، تثبت صدق حديثهُ، ليس هذا فقط، بل ذهب الى أحد قام بتشغيل فيديو يصور وقوفهم الآن مع بعضهم، مما جعل لمى تثور وتقول له وهى تحاول إستمالته:
أنا بحبك يا وسيم أنا رجعت لهنا علشانك، أنا حتى سيبت بابى وجيت علشانك، أكيد الكاميرات دى فيها حاجه غلط، إنا متأكده إن حصل بينا علاقه قبل كده.
رد وسيم: لأ يا لمى، وده رحمه لينا إحنا الإتنين صدقينى لو حتى جوازنا كمل مستحيل هيستمر،أنتى عايشه بطباع غربيه،مش معترفه بأى حدود ولا بديانه،عارفه لو متمسكه حتى بالمسيحيه أنا كان ممكن أفكر نرتبط،أنا مسلم وموحد بالله ومعترف بس بالديانات السماويه،إنتى تعتبرى مُلحده يا لمى بتمنى تفوقى من الوهم ده،وتنتمى لأى ديانه سماويه،وقتها هتلاقى راحه نفسيه،لمى أنا غلطت فى وقت لما خطبتك بس الحمد لله ربنا مش رايد ليا الإستمرار فى الغلط ده، مفيش قدامك غير طريق واحد يا لمى، إرجعى إسكندريه وشوفى خالى هشام وحاولى تعرفى حقيقة قتلهُ لمامتك، وإتعظى من الحكايه دى، يمكن لو كنا إستمرينا مع بعض زيهم كان واحد فينا قتل التانى،أو حتى إرجعى لليونان وحاولى تقربى من أختك يمكن تلاقوا مع بعض بدايه جديده ليكم،أنا خلاص حسمت أمرى،أنا بفض الخطوبه اللى بينا.
ردت لمى وهى تنتحب بتمثيل وتقترب من وسيم:أنا بحبك مقدرش أبعد عنك،هعمل كل اللى عاوزه منى،بس بلاش تسيبنى حتى لو عشنا مع بعض بدون إرتباط رسمى.
إبتعد وسيم للخلف بهز رأسه بنفور وقال:انا مش عاوز أجرحك أكتر يا لمى،خلاص بلاش تمثلى عليا،وكمان أنا مش جاهز لأى إرتباط وعمرى ما همشى فى طريق إرتباط غير شرعي،قصتنا خلصت من البدايه وكانت غلطه منى ودفعت تمنها،أنتى عارفه إن وجودك السبب الرئيسي إن بسيب البيت ده وأروح بيت والدى،لو طمعانه يا لمى فى حصتى من ميراث أمى أو من ماما مهره ،هقولك صدقينى تبقى غلطانه…. ماما مهره بسببك حولت كل اللى كان بأسم أمى لحسابها بتوكيل رسمى منى لها كنت عامله قبل ما أسافر إنجلترا، يعنى أنا كل اللى أملكه هو بيت والدى، ومرتبى من الجامعه اللى يعتبر ملاليم بالنسبه ليكى تصرفيه فى ثانيه، قولتلك إنى مش جاهز للأرتباط لا مادياً ولا نفسياً.
تعجبت لمى وقالت: مستحيل عمتو مهره تعمل كده معاك، أكيد فى شئ غلط.
رد وسيم: لأ عملت ده عقاب ليا بعد ما خطبتك وبمساعدة رفعت حولت كل أملاكها تحت سيطرته هو وكمان أملاك أمى.
ردت لمى: رفعت أكيد الى لاعب فى دماغ عمتو مهره، بسبب إن ريما سابته زمان وسافرت اليونان أكيد بينتقم منها.
رد وسيم: بينتقم منها او لأ ميهمنيش غير إنى أفض الخطوبه اللى بينا واقولك إنك هتفضلى بنت خالى وبس، أنا غلطت من البدايه بس بلاش نستمر فى غلط، أنتى جميله وهتلاقى أفضل منى.
نظرت لمى له وقالت: أنا موافقه أعيش معاك فى بيت والدك وكمان بمرتبك من الجامعه….
ضحك وسيم يقول: فرضاً وافقتك هتتحملى قد أيه يا لمى مش أكتر من شهر ووقتها هنوصل للى بقول عليه إحنا مننفعش بعض أنا راجع بيت والدى وهسيب البيت ده أنا كنت جاى صدفه، متوقعتش تكونى صاحيه، بس كويس علشان ننهى كل شئ بينا، خلاص على كده…. تصبحى على خير يا لمى… اتمنالك السعاده.
قال وسيم هذا وغادر الغرفه بل غادر المنزل بأكمله يتنهد بأرتياح…
بينما لمى إنتباتها موجه من الغِل وقامت بتهشيم كل زجاج موجود بالغرفه وكذالك ذالك الحاسوب، ونظرت حولها تتمعن فى أركان الغرفه، كيف وقعت فى هذا الفخ، لكن لا لن تترك وسيم يهنئ مع غيرها، تذكرت، ذلة لسان وسيم حين نداها ب ليلى، تذكرتها سريعاً، هى رأتها يوم زفاف رامى حين خرجت خلفه، ورأت نظرات إعجاب وسيم لها الذى كان يحاول إخفائها،لن يهنئ وسيم ومن ستدفع ثمن تذلُلها له،هى تلك الفتاه…
همست بحقد قائله:ليلى…زى ما إتذللت ليك يا وسيم،ليلى هتذللى علشان أرحمها.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنزاح الظلام وأتى ضياء نهار جديد
بسرايا الزهار
شعر رفعت بأنفاس زينب المضطربه والتى بدأت تسيقظ من النوم
لكن ظل نائماً وضم جسد زينب بين يديه،لكن زينب فتحت عينيها ونظرت الى وجه رفعت الذى مازال نائماً بملامح هادئه رجوليه وخصلات شعرهُ شبه المجعده المتناثره على جبهته سحبت نفسها وتبسمت على حالها قبل وقت قليل لا يتعدى شهروأيام لو كانت إستيقظت ووجدت رفعت جوارها كانت أيقظته بفظاظه،لكن الآن ها هى من تتسحب من بين يديه بهدوء،بالفعل إستطاعت أن تنسحب بعيد عنه…نهضت من على الفراش وذهبت الى الحمام.
بينما رفعت حين تسحبت من بين يديه فتح عينيه هو الآخر متنهداً يشعر بخواء مازال يريد أن تظل بين يديه ولا تبتعد عنه…
لكن سُرعان ما أغمض عينيه وهو يسمع فتح باب الحمام وخروج زينب من الحمام
زينب التى إقتربت من الفراش ونظرت لرفعت تبسمت حين رأته مازال نائمً،فتحت الدولاب وأخرجت ملابس لها وبدأت ترتديها غير منتبه لعين ذالك العاشق الذى ينظر لها خِلسه الى أن إنتهت من إرتداء ثيابها وحتى ارتداء الحذاء،ثم توجهت الى تلك الطاوله المجاوره للفراش كى تأخذ هاتفها من عليها،لكن بمجرد أن وضعت يدها تلتقط هاتفها تفاجئت بيد تسحبها بقوه تجذبها الى فوق الفراش.
تبسمت زينب بخضه وهى تنظر الى وجه رفعت وقالت:خضيتنى…إنت صحيت إمتى؟
تبسم رفعت الذى إنحنى عليها قام بوضع قُبله على أحدى وجنتيها قائلاً:أنا صاحى من قبلك،وسيبتك تقومى من حضنى بمزاجى.
تبسمت زينب قائله:طب طالما سيبتنى أقوم من حضنك بمزاجك،طب كمل مزاجك بقى وسيبنى أقوم علشان أروح الوحده…أنا قربت أترفد بسبب الأجازات الكتير اللى بقيت باخدها،أنا تقريباً قربت أخلص أجازاتى الإعتياديه،بعد كده الأجازات هتتخصم من مرتبى،والواد مجد خلاص مبقتش عارفه أبلطج عليه وأقلبه فى فلوس…بقى حريص عاوز يحوش فلوس علشان يتقدم للسندريلا بتاعته بعد ما تخلص إمتحانات الثانويه بعد كده هطلب منك إنت .
ضحك رفعت يقول:أنا موافق يا روحى تقدرى تطلبى منى،سبق وطلبتى ربع مليون جنيه ودفعتهم ليكى.
ضيقت زينب عينيها وقالت:دفعتهم لى بعد فِصال،فاكر.
ضحك رفعت يقول:كنت حابب أتكلم معاكى لوقت أطول،رغم كانت طريقتك بجحه وقتها،يعنى بدل ما كنتى تروحى للقسم وتعملى محضر تبتزينى بيه كنتى جيتى لى من البدايه وطلبتى المبلغ كنت هدهولك بدون فِصال،بس وقتها حبيت أشاغبك وأنا من جوايا متأكد إنك مش هتاخدى المبلغ ده لنفسك.
تبسمت زينب وقالت:ده بقى كان حُسن ظن منك،ولا كنت عامل تحريات مُسبقه عنى.
تبسم رفعت يقول:لأ ثقه فيكى ومكنتش أعرف سبب ليها رغم إن شغلى كظابط علمنى أنى مثقش فى مظاهر الناس أساساً،بس أنتى رغم لسانك الطويل كان جوايا إحساس إنك مختلفه عن أى شخص غريب قابلته قبل كده كان جوايا شئ بيشدنى ليكى حابب أقرب منك،وفى نفس الوقت كان فى قلبى إنتقام عامينى.. كنت بقول لأ مفيش مكان ولا وقت للعشق فى قلبى،بس إنتى بسرعه غزيتى قلبى كان جوايا صراع بين نيران العشق والإنتقام.
تبسمت زينب قائله: وأى نيران فيهم اللى فازت؟
رد رفعت وهو ينظر لعينيها: اللى فازت الشجره الطيبه اللى خدتنى تحت ظلها واللى إتنفست من هواها نسيم رد ليا روحي…قبلك كنت عايش من غير روح يا زينب…أنا إسترديت روحي تانى لما بوستك بعد ما فوقت من الغيبوبه…أنفاسك ليا كانت حياه تانيه.
أنهى رفعت حديثه يُقبل كل إنش بوجه زينب ثم عاد لشفاها يقبلها بشوق لا ينتهى…
لكن قطع لحظة العشق صوت هاتف زينب،وعت على حالها ودفعت رفعت بهدوء قائله:أنا كمان مع الآسف وقعت فى حب الهمجى رفعت الزهار…وبقول كفايه كده بقى وتسيبنى أرد على موبايلى.
تبسم رفعت يقول: ومين اللى بيتصل عليكى بدرى كده.
تبسمت زينب وقالت:سيبنى أقوم أشوف مين وبعدها أفكر أقولك مين أو لأ.
تبسم رفعت وقال لها: أنا هعرف مين قبلك.
تبسمت زينب حين إبتعد رفعت قليلاً عنها ومد يدهُ نحو تلك الطاوله وآتى بهاتف زينب ونظر إلى شاشتهُ وقال: دى صفاء.
تبسمت زينب وهى تأخذ الهاتف من يد رفعت وقالت: خلصت تحرياتك يا سيادة الضابط تسمحلى أرد على صفاء.
تبسم رفعت بينما ردت زينب على صفاء بأختصار: تلت ساعه بالكتير وأكون فى الوحده..
قالت زينب هذا وحاولت النهوض من بين يدى رفعت قائله:سمعت بنفسك أهم بيستدعونى للوحده،الوزاره باعته قافله طبيه فيها تخصصات كتير ولازم أكون فى إستقبال القاقله بنفسى.
فك رفعت حصار يديه عن زينب مبتسماً يقول:الوزاره اللى بعتاها ولا مديرة الوحده هى اللى طلبتها عالعموم ترجعى بدرى،ممنوع التأخير زى زمان.
نهضت زينب تُعدل هندامها قائله:براحتى تحكمات زمان إنتهت يا سيادة القبطان.
تبسم رفعت وهو يعتدل على الفراش قائلاً:قبل ما تخرجى إفطرى لدوخى فى الوحده.
تبسمت زينب قائله:لأ إطمن يا رفوعتى صفاء فى الوحده قايمه معايا بالواجب وزياده مامتها مدلعانى،كل يوم تبعتلى معاها فطور بما لذ وطاب…غير كمان كتير بتبعتلى غدا .
تبسم رفعت يقول: بس ده مش يعتبر رشوه يا دكتوره صفاء موظفه عندك فى الوحده.
تبسمت زينب: هو يعتبر رشوه بس أنا باخدها على إنها محبه منها يا سيد رفعت… سلام بقى.
قالت زينب هذا وقامت بإلقاء قُبله فى الهواء لرفعت.
تبسم رفعت يقول بمكر: البوسه موصلتش لازم تعيدها بس قربنى منى شويه.
تبسمت زينب قائله: لأ مش مهم توصل دلوقتي لو قربت هتأخر، سلام بقى أشوفك المسا.
تنهد رفعت وهو يستريح بجسده فوق الفراش بعشق،تلك الطبيبه بدلت حياته من نقيض الى نقيض آخر تلك السعادة التى يشعر بها أطفئت نيران الإنتقام بقلبه.
بمناسبة نيران الإنتقام ها هو هاتفه يصدح…إستقام رفعت وجذب هاتفه نظر للشاشه،وقام بالرد:أهلاً يا محمود خير بتتصل عليا بدرى ليه؟
رد محمود بتعجب:غريبه أنا فكرت إنك إنت اللى كنت هتتصل عليا تقولى على اللى حصل عندك فى الزهار،بس يظهر إنك لسه نايم فى فترة النقاهه اللى كنت فيها الأيام اللى فاتت مع الدكتوره.
تبسم رفعت يقول:وأيه اللى حصل فى الزهار بقى قولى أنا يادوب راجع إمبارح المسا.
تبسم محمود:ما اللى حصل حصل بالليل،بيت نجيب الكفراوى ولع.
نهض رفعت جالساً يقول:بتقول أيه؟!
رد محمود:من كام ساعه بيت نجيب الكفراوى ولع ومش بس كده تقريباً كل عيلته كانت فى قلب البيت ومحدش خرج منهم حى،غيره هو،واضح أنه كان يوم إجتماع العيله وكانوا فى إنتظاره وهو شكل تأخيره كان عمد،علشان يوصل بعد النيران ما تكون شعللت فى البيت.. والتحريات المبدئيه اللى وصلتنى إن سبب الحريق تسريب غار.
تفاجئ رفعت يقول:يعنى عندك شك إن النيران مترتب لها؟
رد محمود:بالتأكيد…شكوا فى سبب زيارته ليك وإنت مريض فى الوحده،وأكيد هاشم ممكن يكون لعب فى دماغ فابيو إن نجيب ممكن يكون خاين وبسهوله ممكن يبعهم لك،خصوصاً بعد نجاتك من الهجوم اللى حصل،وقلب الموازين كلها بدل ما كان هيظهر قوة فابيو،بالعكس طلعت قوته قش ولع وإنتهى ومسابش أثر مكانه، رغم إن الحظ اللى ساعدك فى النجاه من الهجوم ده.
رد رفعت:والشخص المزوع فى اليونان مقالش أيه آخر أخبار فابيو.
رد محمود:لأ بلغنى فابيو خد ريما وإبنه وراحوا رحله فى جزيزه فى اليونان،مش عارف ليه حاسس إن فى فخ هو بيحضر له،عالعموم خد حذرك واضح فى تصفيات كبيره هتتم بعد قتل هشام لچاكلين.
رد رفعت: أنا لغاية دلوقتي مش مصدق إن هشام هو اللى قتل چاكلين،فى شئ غلط،يأما فعلاً هشام إتجنن زي مقولتلى!
رد محمود:فعلاً هشام فقد الأهليه نهائياً أكتر من دكتور كشفوا عليه وأكدوا إن عقله إختل وتم تحويله لمشفى نفسى تحت حراسه مشدده لحد ما يتم إلانتهاء من مدة الحبس الإحتياطى وبعدها هنشوف حكم القضاء عليه،واللى يخليك تستجب موقف بناته الإتنين منه،واحده فى اليونان مع فابيو،والتانيه عندك فى الزهار ولا كأن ده باباهم وحتى مقوموش له محامى يدافع عنه.
رد رفعت:بناته أقذر من منه هو ومامتهم،وده رد فعل طبيعى بحُكم تربيتهم على الانانيه وحب الذات والسيطره.
رد محمود:تمام أى معلومات هتوصلنى هبلغك بيها وأنت كمان تابع حريق بيت النايب وأى تفاصيل توصلها بلغنى…بالسلامه
أغلق رفعت الهاتف يُفكر فى قول زينب التى قالته له قبل أيام أثناء إصابته بالوحده”سيبهم لأنتقام ربنا يا رفعت إنتقامه منهم هيكون أقوى من إنتقامك”
حقاً إنتقام ربنا أقوى من أى إنتقام
ها هو النائب الذى ساهم فى حريق أبيه وأمه وأخته…إحترقت عائلته بأكملها أمام عيناه بماذا فادتهُ تلك السُلطه الذى حرق من أجلها يوماً هل أوقفت إشتعال النيران بأسرته…
وهشام الذى طمع بجزء من ثروة أبيه،لم ينالها وفقد ثروته وليس فقط ثروته فقد تلك العاهره التى كان يعشقها وكانت من ضمن أسباب إشتراكهُ فى حريق السرايا،ماذا جنى من الطمع…فقد عقلهُ وإبنتاه تخلي عنه وتركناه لمجهول ينتظره.
حقاً زينب هديه أرسلت له بوقتها المناسب يستظل بعشقها.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
بمرسى مطروح.
بذالك الهنجر
دخل فابيو وتبسم وهو يجد هاشم يجلس يمسك نصلاً حاد يقطع به قطع من اللحم.
تحدث يقول:أتمنى أن تكون حفلة الشواء لذيذه
ردت عليه تلك التي دخلت خلفه:تكون لذيذه حسب نوع اللحم.
تبسم فابيو وهو ينظر خلفه لتلك الوقحه التى إقتربت منه تحتضنه بألفه.
تبسم فابيو وهو يعانقها قائلاً باليونانيه:إشتقتُ لكى ألما،ظننت إنكى وجدتى العشق هناك بالزهار ولن تعودى معانا مره أخرى.
ردت لمى:لا لم أجد العشق،لكن لن أدع ذالك الحقير الوضيع وسيم يهنئ بعدى…ستدفع ثمن رفضه لى تلك الحمقاء الذى يهواها أيظن أننى حمقاء ولا أعرف بها.
تبسم فابيو يقول:حسناً لنجلس الآن ننتظر نضوج لحم الشواء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده عصراً
جلست زينب خلف مكتبها تشعر بأرهاق وإنهاك وتلك الدوخه التى أصبحت تشعر بها كثيراً بداخلها شك بوجود خطبٍ ما بها لكن تكذب ذالك الإحساس خشية أن يكون وهم تتعلق به.
لكن تبسمت وهى تسمع رنين هاتفها هى على عِلم بمن يتصل بها، وها هو كما توقعت.
فتحت الهاتف وقامت بالرد تسمع الى صوت رفعت الحانق الذى يقول: خلاص قربنا عالمغرب الدكتوره مش عارفه إن عندها بيت وزوج فى إنتظارها… سبق وحذرتك إن للتأخير عقاب…. لو إتأخرتى هيبقى فى عقاب جديد غير السابق.
تبسمت زينب قائله: أولاً إحنا لسه الساعه مجتش أربعة العصر ومن إمتى إلتزمت يا سيد رفعت بمواعيد… وهتأخر براحتى وعاوزه أعرف عقابك الجديد أيه.
قهقه رفعت يقول: شكل الدكتوره إتغرت فيا الأيام اللى فاتت كنت مدلعها… لأ يا دكتوره بلاش تتغرى…. ولو إتأخرتى هتشوفى العقاب الجديد.
صمت رفعت لثوانى ثم قال بوقاحه: لوإتأخرتى عن الساعه سبعه سبعه ودقيقه هتلاقينى عندك فى الوحده وهبوسك قدام كل اللى فى الوحده ونطلع من الوحده مباشر على كل مواقع النت.
ضحكت زينب قائله: وفر وقاحتك يا همجى الساعه سبعه الوحده بتبقى شبه فاضيه.
تبسم رفعت يقول بتفكير: أها علشان كده واثقه من نفسك…. تمام يا روحى هجيلك دلوقتى أهو هلاقى الوحده شغاله.
تبسمت قائله: أنا بقول تخليك فى الخيل اللى عندك وتسيبنى أكمل شغلى إنت معطلنى برغيك فى الفاضى…متخافش مش هتأخر بس مش علشان خايفه من عقابك قبل كده كنت بهرب من واحد همجى بأنى أشتغل لوقت متأخر غير إنى كنت بحب أستفزه… بس للأسف الهمجى ده عرف يخترق قلبي.
تبسم رفعت بزهو يقول: والشرسه كمان الهمجى عشقها بس للأسف مش عارف يروضها.
تبسمت زينب قائله: الشرسه جامحه وغير قابله للترويض وطالما عجباك لازم تقبل شراستها.
تبسم رفعت يقول: مش بس قابل شراستها أنا بعشقها، بلا هسيبك تخلصى شغلك ومتتأخريش، بتوحشينى وإعملى حسابك لو إتأخرتى العقاب هيكون هحبسك فى أوضة النوم ومش شغل بكره هنروح نعمل فحص طبى شامل.
تبسمت زينب قائله: متاخفش مش هتأخر واضح الأجازه اللى أخدتها الفتره اللى فاتت أثرت علي طاقتى وتعبت من الشغل بسرعه ومحتاجه فعلاً للفحص ده ، يلا أشوفك المسا.
***….
أنهت زينب الحديث مع رفعت على الهاتف ثم وضعت الهاتف أمامها على المكتب تتنهد ببسمه لكن مازالت تشعر بذالك الدوار اللعين….
دخلت عليها صفاء تقول: الوحده النهارده شكلها مش هتفضى، كل ده بسبب اللجنه الطبيه اللى فيها كل التخصصات اللى الحكومه بتبقى تبعتها من فتره للتانيه، كانت قبل كده الدكاترة بتجى ساعتين وتمشى، لكن النهارده من الصبح وهما شغالين، شكل وشك أصفر يا دكتوره وخايل عليا وعندى شبه يقين إنك حامل.
نظرت لها زينب قائله: أيه بتنجمى ولا أيه يا صفاء.
ردت صفاء: لأ مش بنجم يا دكتوره، وإسمعى كلامى، فى فى اللجنه الطبيه دكتورة نسا مش هتخسرى حاجه لو طلبتى منها تكشف عليكى، ولو طلع شكى صحيح هاخد الحلاوه مش بس منك كمان من رفعت بيه… ده أكيد يوم المُنى عنده.
تبسمت زينب لديها شك لكن….، لماذا لا تنهى هذا الشك باليقن على أى إتجاه.
نهضت زينب قائله: هسمع كلامك يا صفاء، وهروح أستغل إنى مديرة الوحده وأخلى الدكتوره تكشف عليا ببلاش.
تبسمت صفاء وقالت لها: وهى الدكتوره تطول إنها تكشف عليكى، ده شرف ليها.
تبسمت زينب تُخفى ذالك الخوف أن يصدق إحساسها أنها ليست حاملاً.
بعد دقائق كانت زينب ممده على الفراش أمام الطبيبه تقوم بالكشف عليها.
تحدثت الطبيبه: عملتى إختبار حمل قبل كده يا دكتوره.
ردت زينب: لأ
تحدثت الطبيبه : أنتى متجوزه من أمتى يا دكتوره.
ردت زينب: من حوالى أربع شهور عارفه أنها مده قليله إنى أقلق انى مكونش حامل بس أنا….
قاطعتها الدكتوره قائله: مبروك يا دكتوره أنتى حامل الجهاز اللى هنا مش متطور مقدرش أحدد من كام شهر بالظبط…. بس غريب إزاى دكتوره ومش عارفه إنك حامل، حتى المفروض يكون عندك شك فى تغير هورمونات جسمك.
شعرت زينب بأحاسيس مختلفه ممزوجه بالفرح الشديد…. تذكرت كم مره خافت أن تكون عاقرا… حتى تلك الأحاسيس التى كانت تشعر بها وتكذبها تخشى أن يكون وهماً
نظرت زينب للطببه وقالت لها: متأكده إنى حامل.
تعجبت الطبيبه من شك زينب وقالت لها: متأكده بس ليه مش مصدقه انك يا دكتوره عندك شك فى مهنيتى، على فكره انا بمارس الطب وتخصصى نسا وتوليد من أكتر من خمستاشر سنه يعنى قبل أنتى ما تدخلى الثانويه.
تبسمت زينب وقالت: مش قصدى تشكيك فى مهنيتك يا دكتوره.
تحدثت صفاء التى دخلت: ها قوليلى البشاره يا دكتوه أنا كنت واقفه بره على ما تكشفى عالدكتوره.
تبسمت الطبيبه وعادت قولها بتأكيد: الدكتوره مش مصدقه إنها حامل ومكدبانى.
تبسمت صفاء ودون إنتظار كانت تزغرط بفرحه عارمه تقول:
شكى طلع صح يا دكتوره وهاخد حلاوة البشاره منك ومن رفعت بيه كمان.
قالت صفاء هذا وعاودت الزغاريط
بينما زينب مازالت مذهوله…. وتذكرت ذالك الحديث الغبى التى قالته ل رفعت ذات يوم حين واجته أنها لا يهمها إن كان لديه طفل من أخرى، وكذبت وقتها حين قالت أن الأمر لا يعنيها بل كان بداخلها شعور بالنقص حاولت إخفاؤه وهى تدعى عدم الأهتمام لذالك.
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحوالى الرابعه والنصف عصراً، بالوحده الصحيه
دخلت إحدى سيارات الإسعاف الخاصه بأحدى الجمعيات الأهليه ونزل منها شاب مهندم بزى طبيب إسعاف، ودخل بلهوجه الى الوحده حتى أنه إصتطدم مع صفاء أثناء سيره، كادت صفاء تقع لكن سندت على إحدى الحوائط وقالت:
مش تحاسب يا أخ وأنت مين وداخل الوحده بلهوجه كده ليه،إنت مع القافله الطبيه،متخافش القافله لسه فى الوحده.
رد عليها: لأ أنا مش تبع القافله… ممكن تدلينى على مكتب مديرة الوحده… ضرورى من فضلك بسرعه مسألة حياه أوموت إنسان.
ردت عليه صفاء: إتفضل معايا، مكتب الدكتوره قريب من هنا.
ذهب ذالك المُسعف خلف صفاء التى سارت جواره تُماشى خطواته سريعه،قبل أن تطرق زينب الباب،طرق هو على الباب،وفتح بعد أن اذنت له زينب.
دخل متلهفاً يقول:حضرتك مديرة المستشفى من فضلك يا دكتوره أنا محتاج مساعده علشان مريض وحالته سيئه للغايه وأهله ناس غلابه على قدهم أنا بشتغل مُسعف فى أحد الجمعيات الخيريه،بس للاسف ملقتش له مكان فى مستشفى قريبه هنا ممكن تستقبليه هنا بس على ما أدبر له مكان فى مستشفى خاصه قريبه،المسأله ساعه بالكتير،أكون كلمت حد من مُدريرين الجمعيه الخيريه يتكفل بحالة المريض،هو واضح أنه مريض قلب ومحتاج لأوكسجين وعنايه خاصه…معايا التقرير الطبى الخاص بحالته فى عربية الإسعاف،أنا مكنتش أعرف سوء حالته بالشكل أهله طلبوا عربية إسعاف من الجمعيه ومقالوش عن حالته،بس هو حالته حرجه جداً ربنا يستر.
نهضت زينب من خلف مكتبها وقالت:عندنا فى الوحده غرفة عنايه خاصه وكمان فيها أجهزة أوكسچين بسرعه تقدر تدخل المريض اللى معاك.
تنهد المُسعف يقول:متشكر قوى يا دكتوره،ممكن تجى معايا لعربية الإسعاف علشان تمضيلى على إستلام المريض وكمان تاخدى التقرير الطبى الخاص بالمريض.
قالت زينب له:أنا هطلب منهم إستقبال المريض فى عناية الوحدهوهات التقرير الطبى لهنا.
تحدث المُسعف:على ما تطلبى من المسؤلين عن العنايه نكون دخلنا المريض للعنايه،وجودك أفضل من طلبك منهم الثانيه ممكن تفرق فى حياة المريض.
ردت زينب:تمام أنا جايه معاك خلينا نتصرف بسرعه علشان حياة المريض الثانيه بتفرق فعلاً.
سارت زينب جوار المُسعف.
لكن ساق صفاء فضولها المعتاد وسارت بعدهم ببضع خطوات.
توقف المُسعف أمام باب سيارة الإسعاف وقام برش رذاذ على وجه زينب مما جعلها تتنرنح، وفى ثوانى كان هناك من ساعد المُسعف فى حملها وإدخالها لسيارة الإسعاف ودخل المُسعف سريعاً وأغلق الباب وإنطلقت السيارة بسرعه البرق تغادر الوحده.
ذُهلت صفاء من ذالك الموقف وقامت الصُراخ إستنجاداً بمن فى الوحده لكن هيهات فهى خطه مُحكمه ونحجت، قبل أن يتجمع من بالوحده كانت السياره خرجت من الوحده وأصبحت على الطريق تسير بسرعه رهيبه.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسرايا
مازالت مروه تشعر بتقلصات قويه فى بطنها منذ الصباح هاتفت الطبيبه وسألتها عن علاج لتلك التقلصات قالت لها أنه من الأفضل الذهاب إليها ومعاينتها الآن، قامت بالإتصال على والداتها تخبرها أن تذهب لها لتذهب معها الى عيادة الطبيبه ولم تخبرها عن تلك التقلصات التى تشعر بها، لكن والداتها قالت لها أنها ليست بالمنزل، هى ذهبت الى مشتل خالها بطعام الغداء له وللعمال العاملين معه…
أغلقت الهاتف مع والداتها وشعرت بزيادة تلك التقلصات،لا ليست فقط تقلصات هنالك شعور بشئ ساخن يسيل بين ساقيها،نظرت لساقيها تفاجئت بدماء تسيل منها،إنخضت وقاومت ذالك الوجع وقامت بالإتصال على رامى،الذى رد عليها سريعاً،قالت له:
رامى إلحقنى أنا بنزف وحاسه بوجع جامد فى بطنى.
رد رامى: أنا جاى فوراً،مروه بلاش تتحركى كتير.
بالفعل ما هى الإ دقائق وكان رامى يدخل الى السرايا سريعاً يصعد درجات السلم برجفه،رأته جدته وقالت:مالك يا رامى فى ايه بتجرى كده ليه ؟
لم يرد رامى وهرول سريعاً الى الجناح الخاص به ودخل، وقف لثوانى مذهولا وهو يرى مروه جالسه أرضاً جوار الفراش تبكى بتآلُم وأسفلها بؤرة دماء…لم يفكر لثوانى وذهب إلى مكان جلوسها وقام بحملها سريعاً وخرج من الجناح
فى ذالك الوقت كانت قد دخلت إنعام للغرفه ورأت جلوس مروه، شعرت بسوء هذا تفسير جزء من حلمها البغيض الذى تكرر لأكثر من مره فى الايام الماضيه، فجأه تذكرت جزء آخر من الحلم…
زينب… وسط نيران فوق المياه، شعرت إنعام بدوخه، لكن تمسكت بمسند أحد المقاعد بالجناح وفرت دمعه من عينيها وطلب الرآفه فى القادم من الله، هى لم تعد قادره على خسارة أحد ممن تحبهم… يكفيها عذاب ما مرت به سابقاً، تعلم أن نسيانها لبعض الذكريات المريره جعلها تشعر بهدوء فى قلبها، لكن حين تعود لذاكرتها تلك الذكريات،تتمنى أن يُخلصها الموت من هذا العذاب الذى يفتك بقلبها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ……..
بجامعة ليلى بحوالى الرابعه والنصف
اليوم هو اليوم الأخير فى الإمتحانات
راقب وسيم ليلى عن قُرب اليوم سيعترف لها بحبه ويعتذر منها عن سوء الفهم الذى حدث منه
خرجت ليلى من اللجنه تسير مع بعض زملائها وكذالك ذالك الشاب الذى يشعر بنيران حين يراه قريب منها
نادى وسيم على ليلى أثناء سيرها معهم،
تركتهم وذهبت إليه
دخل الى غرفة مكتبه وقال بصرامه: مين الشاب اللى ملازم ليكى دايما ده يا ليلى؟
ردت ليلى ببساطه: ده زميل ليا، سبق وقولتلك وبعدين مالكش خق تسألنى السؤال ده… ولو كنت منادى عليا علشان كده ، يبقى عن إذنك الوقت قربنا عالمغرب لازم الحق ارجع البلد علشان الاقى موصلات.
تمالك وسيم عصبيته وقال: ليلى ممكن نخرج نقعد فى أى مكان بعيد عن الجامعه نتكلم شويه، هو مسألة نص ساعه مش أكتر و…
قاطعته ليلى بحده قائله: عاوزنى أخرج معاك ونقعد فى كافتيريا أو كافيه بصفتك أيه، واضح إن معاشرتك الأجانب سابت أثر كبير عندك، يا دكتور يا متحضر عن إذنك.
قالت ليلى هذا وتوجهت الى باب المكتب لكن تحدث وسيم بحده هو الآخر: وكلامك لزميلك اللى لازق ليكى دن مش تحضر برضوا.
ردت ليلى:أنا بكلمه بس فى داخل الجامعه بره الجامعه حتى مش بمشى معاه لوحدى وعمرى من يوم ما دخلت للجامعه ما قعدت مع زميل ليا لوحدى فى أى كافيتريا عامه بنبقى مجموعة زمايل بنات وشباب ،كل كلامنا بيكون عن الجامعه وعن دراستنا فقط عن أذنك.
غادرت ليلى الغرفه وتركت وسيم الذى تبسم وتنهد بإرتياح رغم تهجم ليلى فى الرد عليه، لكن أراحت قلبه، أنه لايوجد لديها مشاعر خاصه ناحية هذا الشاب،إذن أصبح الطريق مُمهد حتى ولو كان بنسبة خمسون بالمئه هو يعلم من أين يُكمل باقى الطريق،
لكن
خرجت ليلى من غرفة وسيم توجهت للخروج من الجامعه،وجدت إحدى زميلاتها كانت بإنتظارها،سارتا الإثنتين معا بالطريق من أجل الذهاب الى موقف الموصلات،لكن فجأه بالطريق،سيارة إسعاف قطعت عليهن الطريق،وتوقفت ونزل منها شابين ملثمين،وفى ظرف دقيقه واحده كانا يحملان ليلى بسرعه وأدخلاها الى سيارة الإسعاف،وانطلقت بعدها السياره تكاد تصطدم بالماره فى الشارع لولا تفاديهم لها، فى ذالك الوقت كان يخرج وسيم من الجامعه وسمع صراخ زميلة ليلى، توجه بسيارته سريعاً ونظر لزميلتها التى قالت ليلى عربية الإسعاف دى خطفتها وجريت.
لم ينتظر وسيم وتتبع سيارة الإسعاف.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخبر السئ لا ينتظر وقت للوصول لصاحبه.
ها هو رفعت، جاء إليه خبر من ذالك المسؤل عن سلامة زينب يخبره بما حدث هاتفياً… تعصب رفعت كثيراً وأغلق الهاتف وخرج سريعاً من الإستطبل متوجهاً الى الوحده الصحيه، فى ظرف دقائق كان يقف مع ذالك المسؤل… يوبخه، لكن يقف صامتا بخزو لا يستطيع الرد على رفعت
لكن آتت صفيه الى مكان وقوف رفعت وقالت له وهى تبكى… الدكتوره خطفوها من قلب الوحده يا رفعت بيه والله أنا مرتاحتش للكلب اللى دخل للوحده، هو ده جزائها الكلب قالها انه معاه حالة مريض صعبه وهى بطيبتها طلعت علشان تساعده أتاريه كان فخ لها وقام رش على وشها معرفش أيه داخت وكانت هتقع، بس فى واحد تانى فى عربية الإسعاف، شدها قصادها وقبل حتى ما يقفلوا باب عربية الإسعاف كانت جريت وطلعت من الوحده… أنا خايفه قوى عالدكتوره هى واللى فى بطنها،من الكلاب دول.
نظر رفعت لصفاء وقال: أيه اللى فى بطن زينب؟
ردت صفاء: الدكتوره حامل، دكتورة النسا اللى كانت فى القافله الطبيه كشفت عليها النهارده وأكدت إنها… حامل.
رفعت مصدوم مما سمعه من صفاء
زينب خُطفت وليس هذا فقط
زينب حامل!
سريعاً
رن هاتفه برساله فتحها كانت من رامى الذى يخبره: رفعت أنا فى المستشفى مع مروه جالها نزيف شديد وإحتمال كبير تكون أجهضت.
المصائب لا تأتى فرادى هو ها هاتفه يرن والمتصل وسيم فتح الخط أمامه ليسمعه يقول:رفعت ليلى إتخطفت من قدام الجامعه وأنا ماشى وارء عربية الإسعاف اللى خطفتها.
عاد رفعت بعقله كلمة وسيم وقال له بلهفه: وسيم خليك وراء عربية الإسعاف زينب كمان إتخطفت وإحتمال كبير تكون فى العربيه مع ليلى، أوعى العربيه تتوه منك وخليك معايا على إتصال وأنا هجيلك بسرعه.
…….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ💜
ـ
الشعله السادسه والثلاثون.. الختاميه… الجزء الأول
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتبع وسيم سياره الإسعاف حافظ على وجود مسافه بينه وبين سيارة الإسعاف حتى لا يلفت إنتباه من بها أن هناك من يتتبعهم تعجب وسيم حين دخلت سيارة الإسعاف الى جراچ خاص باحدى مستشفيات الجمعيات الأهليه….إقترب من الجراچ ودخل خلفهم بعد أقل من دقائق…
……
فى نفس الوقت عبر الطُرقات كان رفعت يقود سيارته سريعاً متوجهاً الى ذالك المكان الذى يدلهُ عليه وسيم عبر الهاتف.
…..
بأحد المشافى،كان رامى يقف أمام باب أحد الغرف،وقع بصرهُ على ملابسهُ المُلطخه بدماء مروه يشعر بخوف أن يقفد جنينهما باكراً.
…..
بالعوده لسيارة رفعت
كان يقود بسرعه عاليه جداً بالكاد يستطيع تفادى السيارات أمامه حتى أنه سار بطرق مخالفه عكس سير الطريق،جملة صفاء هى الملازمه لعقلهُ” الدكتوره قالت للدكتوره زينب أنها حامل مش أقل من شهرين ونص”
كيف زينب كانت حاملاً دون أن تشعر بذالك،وهناك إحتمال آخر ربما كانت تعرف وأخفت عليه ذالك،ظنون تستولى على عقله،والظن الأقوى زينب بخطر لا ليس ظناً بل يقيناً، عادت نفس الجمله تطن برأسه،وتذكر تلك الليله التى أخبرته فيها أنه لا يهمها إن كان لديه طفل من ريما….
فلاشـــــــــــــــــــــــــــــــــ،،،باك
قبل الهجوم على السرايا بثلاث ليالِ
فى حوالى التاسعه والنصف ليلاً
دخلت زينب الى غرفتها وأشعلت ضوء الغرفه،لكن بمجرد أن إستدارت للحظه إنخضت حين رأت رفعت يجلس فوق الفراش ويضع ساق فوق أخرى.
إبتلعت ريقها وقالت:رفعت قاعد هنا ليه فى أوضتى وكمان فى الضلمه؟
نهض رفعت واقفاً ينظر لساعة يدهُ قائلاً بحنُق:
الساعه تسعه ونص ولسه راجعه دلوقتي من الوحده،مش ملاحظه الوقت؟
ردت زينب بلا مبالاه:عادى،المفروض إنى دكتوره وقبل ده كمان مديرة الوحده،وكان فى ناس من أهل البلد تعبانين وأنا كنت بأدى إلتزامى و واجبى
إقترب رفعت من زينب ومسك عضدي يديها وجذبها عليه قائلاً بعصبيه:زينب قبل كده بلغتك ترجعى قبل المغرب للسرايا،وهاشم الزهار كان بيعمل أيه عندك فى الوحده.
نفضت زينب يدي رفعت عنها بعنفوان قائله:من إمتى سمعت كلامك ورجعت لاسوار الحِصن بتاعك أنا ما بصدق أخرج منه وببقى مش عاوزه أرجعله،وبعدين أيه عرفك إن هاشم الزهار كان فى الوحده النهارده،أيه مشغل حد يراقبنى فى الوحده…
جذب رفعت زينب مره أخرى وقام بتقبيل شفتيها بقوه، ليس هذا فقط بل ألقاها على الفراش وأعتلاها وعاود تقبيلها بغيظ…
للحظات تفاجئت زينب بما فعل رفعت ثم تمالكت نفسها وقامت بدفع جسده عنها بقوه تلهث قائله: أبعد عنى يا رفعت، مش عاوزه أذيك.
عقل رفعت يكاد يذهب منه نيران العشق تتحكم به، تلك النيران أقوى وأقسى من أى نيران أخرى،نيران الانتقام تنهش العقل والقلب أما نيران العشق فهى تنهش الفؤاد والروح.
عاودت زينب الحديث بقوه وهى تدفعه بقوه لاهثه:بقولك إبعد يا رفعت وإفتكر إنى حذرتك قبل كده.
قالت زينب وكانت سترفع ساقها،لكن،فجأه نهض رفعت من فوقها
نظر لها يلهث قائلا: بقولك هاشم الزهار كان عندك فى مكتبك فى الوحده عاوز أيه؟
هدأت زينب قليلاً من نفسها وجلست على الفراش قالت ببساطه:تعبان وجاى يكشف.
نظر لها رفعت وقال بسخط:هاشم الزهار تعبان ورايح الوحده يكشف من قلة الدكاتره ولا من قلة الفلوس معاه،بقى مُعدم مش قادر يدفع تمن فيزيتا لدكتور فى عيادتهُ،ولا يمكن فى سبب تالت عنده؟
نهضت زينب من على الفراش وإدعت البرود وقالت:معرفش أسأله هو أنا مالى،أنا جالى مريض أديت واجبى وكشفت عليه.
تعصب رفعت وقال بسخريه:وياترى طلع مريض بأيه…أقولك أنا هو مريض بأيه هو مريض بالدكتوره اللى سمحت لنفسها تكشف على شخص حقير وقذر زى هاشم الزهار،أنا متأكد إنك فاهمه نظراته ليكى،وإنه بيتحجج بالمرض علشان يجى يشاهد فى جمالك ويتساير معاكى.
ردت زينب بعصبيه:رفعت إفهم معنى كلامك،قصدك أيه إنى مبسوطه بنظرات هاشم ليا،أنا مش بسمح لأى شخص يزيد عن حده معايا،الوحيد اللى…..
صمتت زينب قبل أن تكمل وتقول له أنه هو الشخص الوحيد التى سمحت له أن يزيد عن حدهُ معها،بل وأحياناً تدعى التذمر والضيق من أفعاله لكن بالحقيقه تكون مستمتعه بأفعاله معها..
نظر رفعت ل زينب وقال:كملى الوحيد اللى أيه؟
ردت زينب مالوش لزوم أكمل،قول إن كل عصبيتك دى إنى كشفت على هاشم الزهار…ليه بتكرهه قوى كده،فى بينك وبينه أيه؟
صمت رفعت وهو ينظر ل زينب،لكن تحدث عقله:أيوا بكرهه ولو بأيدى كنت ولعت فيه حي وأستمتعت كمان وأنا بشوفه بيتعذب وهو النار بتاكل فى جسمه.
نظرت زينب لعين رفعت الصامت وتحدثت بعيناها:رفعت إنت غلطان النار دى هتحرقك زيه بالظبط.
ردت عين رفعت: أنا قابل بالنار دى بس قبل ما أتحرق أشوفه بيتحرق ويشفى قلبى من الآلم اللى عشت فيه سنين.
ردت زينب بعيناها:وأنا يا رفعت مفكرتش فيا،مش خايف أتحرق بعدك؟
بعد رفعت عينيه عن زينب وقال بإنهزام أمامها:أعملى اللى أنتى عاوزاه يا زينب.
تعجبت زينب قائله:أنا فعلاً هعمل اللى عاوزاه يا رفعت،وخلاص قدمت على طلب نقلى من هنا،لأى مكان تانى.
نظر رفعت لها وقال:قصدك أيه بطلب نقل…مين هيسمحلك تمشى من هنا،ناسيه أنا مين،أنا بأشاره منى أوقف أى طلب نقل قدمتيه،ومش بس كده أوقفك عن العمل وألزمك متخرجيش من السرايا.
نظرت له زينب وقالت: يعني هتحبسنى! هنا بين الأسوار دى، بس بدل ما تحبسنى أنا وسط أسوارك العاليه،هات إبنك من اليونان يمكن أما تبص فى وشه تنسى الإنتقام اللى فى قلبك،وتفكر فى مستقبله من دونك.
تقرب رفعت من زينب وأمسكها من معصمها،وجذبها بقوه تسير خلفه،الى أن دخلا الى غرفة نومه.
حاولت زينب سلت مِعصمها من يد رفعت لكن رفعت كان يُطبق عليه بقوه،ولم يتركها الأ بعد أن دخلا الى غرفته…
ترك يدها وتوجه الى دولاب الملابس الخاص به وفتح خزنه بضغطه معينه من فوق شاشة هاتفه وكلمة سر كتبها على لوحة الخزنه، ثم قام بأخراج أحد الملفات الخاصه، مد يدهُ بالملف ل زينب قائلاً: بما أنك دكتوره أكيد هتفهمى المكتوب أقرى الفحص ده،وركزى فى التواريخ اللى فيه كويس.
من باب الفضول لدى زينب قرأت ما بالملف وركزت على التواريخ،وقالت:ده فحص چينات وراثيه dna وكمان ملف صحى كامل لطفل.
رد رفعت:ركزتى فى التواريخ.
ردت زينب:مش فاهمه تقصد ايه يا رفعت؟قولى دوغرى.؟
أخرج رفعت ملف أخر وقام بإخراج ورقه منه ومد يدهُ بها ل زينب وقال:دى قسيمة طلاقى من ريما،وعندك التاريخ قبل ولادة إبن ريما بسنه كامله،ده غير إن الملف اللى معاكى ده الملف الطبى الخاص بأبنها من يوم ما اتولد و اللى إتولد قبل ميعاده الطبيعى بأكتر من شهر،وأنا معرفش السبب أيه،غير أنه فضل فى الحاضنه أكتر من شهرين وإن إسم الأب فابيو جونزاليز،والأم ريما جوانزاليز،وإثبات فحص الچينات الوراثيه بأبنهم چاكى فابيو جوانزاليز.
شعرت زينب بسعاده بداخلها لا تعلم سببها،لكن طن برأسها قول والدة سميح أنها قد تكون عاقرًا،فهى منذ أن بلغت الحيض لم تكن منتظمه لديها كانت تغيب بالأشهر وتعود لأيام قليله،لم تكن مثل باقى الفتيات، وحين إستشارت إحدى الطبيات المتخصصه أرجحت ذالك بسبب إصابتها بداء السكرى منذ طفولتها،ربما أثر على هورموناتها الجسديه،كما أن هنالك لبعض الفتيات طبيعه خاصه بأجسادهن،وقد يؤثر ذالك على الإنجاب أو لا…كل شئ بيد الله.
شعرت زينب بدوخه،وخشيت أن يختل توازنها وتقع أمام رفعت ،أغمضت عينيها ثم فتحتها وقامت بمد يدها لرفعت بالملف والورقه الذى أعطاها إياهم،وقالت له بإدعاء البرود:
ميهمنيش أنك تكون عند ولد من ريما أو لأ،ميهمنيش الموضوع ده من أساسهُ…دى حياتك وإنت حر فيها المهم تكون بعيد عنى.
قالت زينب هذا وخرجت من الغرفه تاركه رفعت يكاد قلبه يخرج من بين ضلوعهُ خلفها،جلس رفعت فوق الفراش يُزفر أنفاسهُ بغضب
نهض فجأه وفكر فى الذهاب خلف زينب ويشكى لها من قسوة تلك النار بصدره بلمسة يد منها قادره أن تهدأ لهيبها المُشتعل …
لكن فجأه لام نفسه قائلاً:بلاش ضعف يا رفعت،من الأفضل أن زينب تبعد عن حياتك،وجودها بيضعفك عمرك ما كنت ضعيف.
النيران مُشتعله بين القلب الذى يريد الحبيبه والعقل الذى يفور من نيران الماضى،عاود رفعت التفكير فى الذهاب والأرتواء من العشق وإلقاء كل شئ خلفه حتى نيران الماضى،لكن قبل أن يخرج من الغرفه آتى له إتصال هاتفى،نظر للشاشه،ورأى من يتصل عليه
وجد أنها ريما،تنهد بغضب وقام بأغلاق هاتفه،وبالفعل خرج من الغرفه،لكن لم يذهب الى غرفة زينب،ذهب الى إستطبل الخيل،وقام بإخراج إحدى المُهرات وقام بسرجها باللجام وأمتطاها وخرج من السرايا بأكملها يتجول بالمروج الموجوده حول البلده عل إستنشاقهُ للهواء خارج تلك الأسوار العاليه، يُساعده بالحصول على الراحه والهدوء النفسى،لكن هيهات لن يقدر على إطفاء نيران العشق،فهى لا تهدأ سوا بنسمات أنفاس العشُاق.
بينما زينب حين تركت رفعت وخرجت من الغرفه دخلت لغرفتها شقت عينيها دمعه،ذالك الأحمق ماذا يظن كيف يفكر فى أنها تريد حتى رؤية وجه هاشم الزهار،ذالك الوغد هى تشمئز من نظرهُ لها تشعر ببغض كبير بإتجاهه هى لم تشعر بذالك البغض لأحد سابقاً،لاتعلم سبب لذالك،حتى اليوم حين تفاجئت به فى الوحده ودت لو أنه يختفى من أمامها،تذكرت حديثه الغبى،حين سألته عن زوجته مهره،كم كان ممثل بارع وتفوق على أمهر المخادعين،حين رسم على وجهه الحزن وأخبرها كم هو يعشقها وهى من تبتعد عنه وذالك يؤلم قلبه،قلبه!
هو لا يمتلك أى قلب
حكى لها أنه مازال يشعر بنغزات بقلبه خائفاً أن تسبب له تلك النغزات أزمه أو جلطه بقلبه،يريدها أن تفحصهُ.
لكن هى خرجت من ذالك وجمله واحده قالتها له..إذهب الى أحد أطباء القلب هو من سيفدك أفضل منى،قالت له هذ ونهضت تخبرهُ أن لديها مرضى بالوحده على الكشف عليهم…أحرجته فغادر مستئذناً منها بتمثيل القبول،ولكن بالحقيقه كان يشتعل بداخلهُ غِل يشتعل ل رفعت.
فى ذالك الأثناء،سمعت صوت صهيل خيل،ذهبت بإتجاه شُرفة غرفتها وفتحت بابها ونظرت بإتجاه صوت الصهيل،رأت رفعت يخرج من السراها على إحدى الخيول
زفرت أنفاسها بغضب،ماذا كانت تظن أن رفعت سيأتى لغرفتها ويتنحى عن غرورهُ ويستمع لها حين تقول له تنحى عن ذالك الإنتقام الذى بقلبك ودعنا نعيش سوياً بهدوء… واهمه
أجل هذا وهم…يكفى رفعت لا شئ سيجعله يتنحى عن ذالك الإنتقام،هددتى كثيراً بالبُعد عنه،حان الوقت بالفعل للإبتعاد هذه آخر محاوله،إما أن يأتى خلفك وينسى ذالك الإنتقام أو ينتهى ذالك العذاب لكما الأثنين،لكن كان للقدر رأى آخر وجمع قلوبهم بأيام سعيده هل ستنتهى سريعاً كما فى إنتهت سعادته الأسريه سابقاً وعاش بآلم نيران حارقه تنهش قلبهُ لسنوات عِجاف قبل أن تأتى زينب وتدخل لحياته…لا لم يعد لديه قُدرة تحمُل آلم غيابها عنه كما تحمل غياب غيرها سابقاً…زينب ستعود له .
عوده….ـــــــ
عاد رفعت من تذكر تلك الليله حين إقترب من ذالك المكان الذى قال له عليه وسيم وفتح هاتفه يتصل عليه..
بينما وسيم حين دخل الى الجراچ خلف سيارة الأسعاف بدقيقتين تقريباً،لمح شاباً يجرى ناحية باب الدخول الى المشفى
نزل سريعاً من سيارته وتوجه ناحية سيارة الإسعاف، وجد بابها مفتوح وخاليه تماماً، إندهش من ذالك وسريعاً توجه الى باب دخول المشفى وقف متعجباً الممر لا يوجد به سوا القليل بعض المرضى يسيرون جوار ذويهم، أين أختفى ذالك الذى دخل أمامه منذ قليل،
فى تلك اللحظه، رن هاتفه رد سريعاً وقال:رفعت أنا فضلت ماشى وراء الإسعاف وفعلاً العربيه دخلت لمستشفى بنفس الإسم،بس فى حاجه غريبه أنا مغبتش فى الدخول وراء العربيه للجراچ دقيقتين بالكتير ولما دخلت الجراچ مكنش فيه حد غير واحد شوفته من ضهره دخل لممر بيدخل المستشفى
رد رفعت:إزاى ده حصل،أنا خلاص قربت على مكان المستشفى وهجيلك عالجراچ…
بالفعل ما هى الإ دقائق وكان رفعت بداخل الجراچ أخذ سلاحهُ من درج السياره ووضعه بين ملابسه،ثم نزل من السياره،وتوجه مكان وقوف وسيم.
تجولت عين رفعت بزوايا الجراچ يتأكد وجود كاميرات مراقبه أو لا،بالفعل كان هنالك كاميرات مراقبه.
لكن فى البدايه تحدث مع وسيم قائلاً: مشوفتش وش الشخص اللى كان داخل للمر.
رد وسيم:لأ أنا بستغرب أنا مغبتش دقيقتين وكنت فى قلب الجراچ،إزاى لحقوا يطلعوا ليلى،من العربيه بالسرعه دى.
تنهد رفعت يقول: إحنا فى زمن السرعه دلوقتي نشوف إزاى،يمكن نلاقى تفسير وبداية طريق.
فى ذالك الأثناء دخل شاب بعمر رفعت مُهندم الثياب ويبدوا عليه الوقار وبيدهُ حقيبة طبيه،وقال:لو سمحتم أنتم واقفين قدام عربيتى،وأنا دكتور وعندى حاله مستعجله.
تجنب رفعت ووسيم من أمام تلك السياره الفخمه،بالفعل صعد الشاب لسيارته وقادها وخرج بهدوء من الجراچ أمام نظر رفعت ووسيم.
تحدث وسيم لرفعت التى تجول عيناه بين السيارات وقال:هنعمل أيه يا رفعت.
إبتعد رفعت عن وسيم وبدأ يفتح أبواب سيارات إسعاف أخرى موجوده بالجراچ،تنهد بغضب ودخل الى ممر المشفى،وتوجه الى الإستقبال وسأل على غرفة مدير المشفى وتوجه إليها وخلفهُ وسيم
دخلا الإثنان إلى غرفة المدير…أخرج رفعت شارة الشرطه الخاصة به وقال:رفعت الزهار،ضابط فى البحريه.
أخذ المدير الشاره من رفعت وقام بقرائتها ثم أعادها لرفعت قائلاً:تحت أمرك،أقدر أخدمك إزاى.
رد رفعت: أنا شوفت الجراچ بتاع المستشفى فيه كاميرات،أنا محتاج أشوف تسجيل الكاميرات دى حالاً
تعجب مدير المشفى قائلاً:حضرتك محتاج تسجيل الكاميرات دى ليه،ممكن أقدر أخدمك بدون تسجيل الكاميرات حضرتك عارف إن تسجيل الكاميرات دى خاص بالمستشفى.
رد رفعت:فى عملية خطف تمت والخاطف كان راكب عربية إسعاف عليها شعار المستشفى دى وكمان دخل بالعربيه هنا،لو مش عاوز شوشره تتم حوالين المستشفى والجمعيه الخيريه المموله للمستشفي،يبقى تقولى فين أوضة المراقبه … إنت شوفت إنى ضابط وكمان التانى اللى معايا ده دكتور جامعى.
إرتبك المدير وقال: حضرتك أنا مقصدش حاجه ، بس أكيد عارف إن مينفعش ندخل حد غريب لأوضة تسجيل كاميرات المراقبه، غير الشرطه.
تنهد رفعت بغضب وقال: وأنا شرطه واللى أتخطفت فى عربية الإسعاف مراتى ومعاها أخت مرات أخويا، ومفيش قدامك غير تقولى فين أوضة المراقبه والأ الجمعيه اللى المستشفى من ضمن أعمالها الخيريه ه….
قاطع مدير المستشفى حديث رفعت قائلاً: إتفضل حضرتك معايا، أوضة المراقبه قريبه من هنا.
رافق وسيم ورفعت خلف ذالك المدير، ودخلوا الى غرفه صغيره
تحدث المدير، دى ألاوضه الخاصه بالتحكم بالكاميرات، ممكن أطلب لك المهندس الخاص بها يجى دلوقتي يشغلك التسجيلات.
رد رفعت: لأ مالوش لازمه عندى خبره.
قال رفعت هذا وقام بفتح جهاز التسيجلات وبدأ يبحث عن الوقت التى دخلت به تلك السياره الى جراچ المشفى،بالفعل،ها هى الكاميرات أمامه تبث دخول تلك السياره.
أوقف رفعت الكاميرا وتحدث الى مدير المشفى:
العربيه دى عليها شعار المستشفى وكمان الجمعيه الخيريه اللى مسئوله عن المستشفى.
تمعن المدير قائلاً: غريبه العربيه دى إتسرقت النهارده الصبح بدرى والمُسعف والسواق اللى كانوا فيها، قالوا إنضرب عليهم نار وإتثبتوا عالطريق، ومش بس كده، دول كمان ضربوهم بالشومه وعملوا محضر فى النقطه التابع لها المكان اللى إنضربوا فيه وهو قريب من هنا، وكمان عندى فى المكتب نسخه من المحضر.
زفر رفعت نفسه وأعاد تشغيل الفيديو
رأى رفعت ووسيم التسجيلات…التى أثبتت ظن رفعت أن زينب بنفس السياره
رأو
ثلاثه من الملثمين يقومون بأخراج زينب وبعدها أخرجوا مروه بسرعه،لكن العجب،أنهم أدخلولهم لسياره أخرى سوداء تقف قريبه جداً من سيارة الإسعاف، فعلوا هذا وتوجه إثنان للركوب بالسياره السوداء، والآخر توجه الى الممر المؤدى لدخول المشفى، وذُهل رفعت ووسيم، تلك هى السياره التى خرجت أمامهم من الجراچ، وقادها ذالك الطبيب.
تحدث وسيم بذهول:رفعت الشخص ده…
لم يكمل وسيم حديثه،وتحدث رفعت بغيظ:واضح إن العمليه متخطط لها كويس جداً،الشخص ده عارف أن فى كاميرات فى الجراچ،وجاى فى التسجيل بظهره،واضح جداً إن هو الشخص اللى كان دخل للمستشفى حتى فى دخوله كان لابس كمامه مغطيه نص وشه والكاب اللى على راسه أخفى بيه باقى معالم وشه،إزاى كنا بالغباء ده،واضح أنه كان عارف إنك ماشى وراه بالعربيه،وطبعاً دلوقتي،العربيه السوده دى لازم نوصل لصاحبها واللى أتوقع تكون مسروقه،زيها زى عربية الإسعاف.
ضرب وسيم بيده الحائط قائلاً:العربيه اللى خطفت زينب وليلى طلعت قدام عنينا .
تنهد رفعت الذى يغلى بداخله، ولم يرد، فكر لما لم يقوم بأغلاق الجراچ وتفتيش السيارات كلها، كان عثر على زينب بسهوله، أو كان أغلق المشفى وبأكملها،
لكن وقع بخطئ جسيم يخشى أن يكلفهُ فقدان زينب.
قرب رفعت الكاميرا وأوقفها وأخد أرقام السياره،وسجله على هاتفهُ ينظر لمدير المشفى:متقدرش تتعرف عالشخص ده،ممكن يكون فعلاً بيشتغل فى المستشفى؟
تمعن المدير بالفيديو،وقال:صعب جداً،ممكن فعلاً يكون بيشتغل فى المستشفى،بس فى أى إداره ،مش لازم يكون دكتور.
تحدث وسيم وهو ينظر لرفعت قائلاً:والعمل أيه دلوقتي…أحنا مش عارفين مين اللى خطفوا ليلى وزينب،وليه؟
رد رفعت ومد يده للمدير قائلاً:بشكر حضرتك،بس ممكن تدينى إسم المستشفى اللى فيها المسعف والسواق اللى أنضربوا.
رد المدير:المستشفى قريبه من هنا وكمان مش لازم شكر أتمنى توصل للمدام واللى معاها بأقرب وقت.
غادر رفعت ووسيم المشفى…بالطريق فتح رفعت هاتفه،وقام بإتصال…رد عليه الآخر..تحدث سريعاً:
محمود هبعتلك رقم عربيه دلوقتي،عاوزه تعرفلى أيه أماكن سيرها.
تحدث محمود يقول: كويس إنك إتصلت عليا جالى خبر دلوقتي من الجوازات فابيو هنا فى مصر، بس خير أيه اللى فى العربيه دى؟
أغمض رفعت عينيه بيقين،وقال:زينب مراتى إتخطفت هى وأخت مرات رامى.
تعجب محمود وقال:أكيد هاشم له رجل فى الخطف ده،طب مراتك وعارفين السبب،أخت مرات أخوك شأنها أيه.
رد رفعت:معرفش،أنا عاوزه تجيبلى خط سير العربيه دى،أكيد فى ردارات عالطريق ممكن ترصد لينا حركتها عالطُرق،وشوفلى مين صاحبها وإذا كانت مسروقه ولا لاء.
رد محمود: تمام، هبلغ دلوقتي ، الردارات اللى حوالين الشرقيه، وأشوف العربيه دى إتجهت لفين، وأنت إهدى كدا، إنشاء الله خير.
أغلق رفعت الهاتف يتنهد بغضب ساحق، فابيو وهاشم لعبا به وأخرج زينب من أمام عينيه.
باحد مشافى الشرقيه
كان رامى يقطع الممر أمام تلك الغرفة ذهاباً وإياباً
يتملكه الفكر السئ، وها هو الخبر السئ لا ينتظر
خرجت الطبيبه من الغرفه، توجه رامى لها سريعاً دون حديث…
يخشى أن تؤكد مخاوفه وتكون مروه فقدت الجنين بالفعل هذا ما قالته الطبيبه: ، إحنا سيطرنا عالنزيف،بس للأسف المدام لما وصلت للمستشفى كانت بالفعل أجهضت الجنين بسبب النزيف اللى كان ده والحمد لله حالة الرحم كويسه ربنا يعوض عليكم بأفضل منه.
شعر رامى بحزن شديد، وتقبل الآمر قائلاً: الحمد لله أهم حاجه عندى هي وسلامتها، بس أيه سبب الإجهاض ده يا دكتوره؟
ردت الطبيبه: مفيش سبب مُحدد فى ستات كتير بيحصل لها كده، ممكن يكون الحمل لسه متثبتش فى الرحم وأقل حركه أو إنفعال ينزله،وقبل ده قضاء ربنا طبعاً،المدام هتخرج دلوقتي لأوضه عاديه بمجرد ما تفوق وتخلص أكياس الدم والمحلول،لو كانت كويسه هكتب لها على خروج،عن إذنك.
بعد أقل من ساعتين،،،
بغرفه عاديه كان رامى يجلس إنتظار أن تفوق مروه،يشعر بآلم كيف ستتقبل مروه الآمر حين تعلم بفقدان الجنين…هى كانت سعيده بهذا الجنين
ها هى مروه بدأت تعود للوعيها.
شعرت بتلك الإبر المغروزه بكف يدها،حين حركتها،نظرت ليدها،وقالت بوهن:أنا فين؟
إقترب رامى وجلس جوارها على الفراش،نظرت له مروه وعادت سؤالها:أنا فين،أنا آخر حاجه فكراها إنى كنت….
توقفت مروه ووضعت يدها الأخرى على بطنها وأكملت…
الجنين اللى فى باطنى جراله أيه
إبتلعت مروه حلقها ثم تحدثت برجاء:قولى يا رامى أنه بخير.
أخفض رامى وجهه ثم رفعه قائلاً:مروه المهم عندى سلامتك كل شئ يتعوض وربنا هيعوضنا بأفضل منه.
ماذا يقصد رامى،معنى حديثه أنها فقدت الجنين.
نزلت دمعه من عين مروه وحاولت عدم التصديق وقالت:قصدك أيه برينا هيعوضنا بأفضل منه،قصدك إنه نزل من بطنى،خلاص مبقاش موجود…طب ليه وأيه السبب.
إقترب رامى وضم جسد مروه قائلاً بوجع: بدون سبب ربنا عاوز كده، هنعترض على قدر ربنا، قدر ربنا خير يا مروه، يمكن كان يكمل ويكون مريض، ونتعلق بيه ووقتها برضو يفارقنا، يمكن كده رحمه لينا، أنه يفضل ملاك… يشفع لينا.
تعصبت مروه تقول: أنا كنت عاوزاه يعيش حتى لو مريض.
رد رامى: مروه بلاش تعترضى على أمر ربنا.
بكت مروه بحُرقه وقالت ونعم بالله،يارب عوضنى بالأفضل،.
قالت مروه هذا ونظرت لوجه رامى قائله برجاء:أنا عاوزه أخرج دلوقتي مش بحب المستشفيات.
رد رامى:تمام هتصل عالدكتوره تجى تفحصك قبل ما نخرج.
بعد وقت قليل بالسرايا
دخل رامى بحمل مروه بين يديه، كان سيصعد الى الجناح الخاص بهم، لكن مروه قالت:
أنا مش عاوزه أروح الجناح بتاعنا ودينى مكان تانى، يا ريتك خدتنى عند ماما.
لم يرد رامى وأخذها الى غرفته القديمه،وضعها على الفراش
وقبل أن يتحدث دخلت والدة مروه بلهفه قائله:أنا كنت مستنياكم هنا من بدرى،أنا بعد وديت الغدا لخالك المشتل،اتصلت على موبايلك أنتى ورامى محدش منكم رد عليا
اتصلت على محاسن وقالتلى إن رامى خدك للمستشفى،إتصلت على رامى مكنش بيرد عليا.
تحسس رامى جيوبه وقال:واضح إنى نسيت موبايلى فى العربيه،هروح أشوفه فيها.
غادر رامى الغرفه إقتربت فاديه من مروه وحضنتها قائله: ربنا هيعوض عليكى بالأفضل منه إنشاء الله إنتى لسه صغيره وقدامك العمر تعوضى وبكره أفكرك.
تدمعت عين مروه وقالت:أنا قلبى بيوجعني قوى يا ماما،كان نفسى الحمل يكمل.
ضمتها فاديه التى تشعر بسوء فى قلبها وقالت: ربنا على قد ما بياخد بيعوض وأكتر كمان بكره تشبعى وتزهقى عيال.
تنهدت مروه بداخلها شعور سئ هى الأخرى تخشى أن يبتعد عنها رامى هى ظنت بهذا الجنين قد ضمنت بقائها بحياة رامى،لا تعلم أن هنالك رابط قد يكون أقوى بينهم نبض قلبيهما.
…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحدة الصحيه،عاد رفعت ومعه وسيم
دخل رفعت مباشرةً الى مكتب طارق الذى هاتفه وهو بالطريق،وقال له ينتظره بالوحده…
تحدث رفعت قائلاً:أظن معاك عهدة مفاتيح الوحده أفتحلى أوضة المراقبه بتاعة الكاميرات اللى على باب دخول الوحده وكمان كاميرات الممرات.
نهض طارق يسير خلف رفعت الذى خرج من الغرفه قبله قائلاً:أيوا معايا يا رفعت بيه والله أنا عرفت اللى حصل ومش عارف حصل إزاى الدكتوره تتخطف من قلب الوحده.
رد رفعت: مش وقت نفاق خلصنى،وأفتح باب أوضة المراقبه.
رد طارق:حاضر،يا رفعت بيه
بالفعل فتح طارق غرفة تسجيلات الكاميرات،بدأ رفعت فى إعادتها الى وقت إختطاف زينب،لم يكن هنالك حركه غريبه،رغم وجود زوار كُثر للوحده من المواطنين بالبلده بسبب تلك القافله الطبيه التى كانت موجوده بالوحده،
رأى دخول تلك السياره،ونزول ذالك الشاب منها،لكن كما توقع،كان هذا الشاب يضع كمامه حول فمه كاب على رأسه أخفى ملامح وجهه أمام الكاميرات،حتى صفيه قالت له أنها لم تتمعن فى ملامحه،بسبب وضعه لكمامه على فمه كل ما رأته هو عيناه وجبهته.
الخطه مُحكمه للغايه وكل الطرق مُسدده.
تذكر رفعت،هنالك طريق قد يكون أمل واهى،لكن لا مانع للسير فيه.
ترك رفعت غرفة المراقبه وخرج هو ووسيم،الذى ترك سيارته بالوحده،وصعد مع رفعت وقال له:قولى هنعمل أيه ليلى وزينب بخطر،نفسى أعرف ايه هاشم هيخطفهم مصلحته أيه؟
رد رفعت:مصلحته بيحب زينب ونفسه فيها،إنما ليلى ممكن تكون من النوع اللى بيتشهاه،البنات الورور العذراء الصغيره.
رجف قلب وسيم وقال:قصدك أيه؟
رد رفعت الذى يقود السياره بسرعه جنونيه:
مزاجه كده عنده عقدة العذروات الصغيرات يمكن عقده نفسيه سببها عمتى مهره لما أتجوزها كان فى في حياتها راجل تانى سبقهُ،مرض نفسى،وكمان تجاره مُربحه له بعد كده.
تعجب وسيم يقول:فهمنى يعنى أيه تجاره؟
رد رفعت:هاشم بيتجوز بنات قُصر تحت السن القانونى،وياخد كيفه منهم،وبعدهم يرمى لأهلهم قرشين ويقولهم أنه هيسفرهم بره مصر يكملوا تعليمهم وهو فى الاصل نخاس،بيبعهم لبيوت الدعاره اللى بره مصر فى أوربا،وطبعاً بأوراق مضروبه،وطبعاً لصغر سنهم مبيعرفوش يرجعوا،لانهم ميعرفوش هما فين واللى بتحاول تهرب أو تتمرد عليهم،بتتباع أعضاء بشريه،يعنى كده كده موت،آه ده غير البنات والعيال الصغيره اللى بيخطفوهم كمان،هاشم ده شيطان،أنا بندم إنى مقتلتوش لما جاتلى الفرصه قبل كده، وكنت عاوز أشوفه بيتعذب قدامى ويصرخ يطلب الرحمه، بس وشرفى لو زينب صابها سوء بسببه لأحرقه وأخليه يتمنى الموت وميطلوش.
شعر وسيم بخوف أكبر على ليلى،وتذكر لمى،فتح هاتفه وقام بالإتصال عليها،لكن لا رد…تعجب وقام بالإتصال على مهره التى ردت عليه،لم يرحب بها وقال مباشرةً:هاشم فين؟
ردت مهره:معرفش أنا صحيت الصبح مكنش فى البيت،حتى كمان لمى فوجئت بالشغاله قالتلى خدت شنطة هدومها ومشيت،كنت مستنيه ترجع وأسألك يمكن تعرف سبب إنها غارت من هنا،بصراحه حسيت براحه لما مشيت،السكه اللى تودى…بس بتسأل ليه على هاشم؟
رد وسيم:مفيش يلا عندى شوية أشغال إدعيلى محتاج لدعائك ليا.
تعجبت مهره وقبل أن تسأله أغلق الهاتف
ونظر لرفعت قائلاً: هاشم الزهار مش هنا، وكمان لمى سابت البيت متوقعتش تسيب البيت بالسرعه دى، انا سايبها فى البيت بعد نص الليل ماما بتقول صحيت ملقتهمش تتفتكر يكونوا مشيوا مع بعض، تفتكر هيروحوا إسكندريه.
رد رفعت: مش عارف كل شئ وارد،فابيو فى مصر وده بركان،وأكيد لازم يرد على فشله فى عملية الهجوم على السرايا بس متوقعتش يكون الرد بخطف زينب،نهايتهم هما الأتنين على إيدى.
بعد قليل بأحد المنازل،بقرية الزهار
دخل رفعت وخلفه وسيم الى ذالك المنزل المتواضع نسبياً،دخلوا الى إحدى الغرف،تحدثوا بعد الترحيب من صاحب المنزل نظروا لذالك الراقد على الفراش يحتوى بين يديه صوره صغيره،هى كل ما بقيت له ممن كان من أجلهم يسير بطريق الشيطان.
تحدث رفعت:ممكن تسيبنا دقايق مع سيادة النايب.
خرج صاحب المنزل وتركهم مع النائب،تحدث رفعت يقول:قدامك فرصه تكفر بيها عن خطايا الماضى وكمان تنتقم من اللى حرقوا قلبك،هاشم خطف مراتى وكمان بنت معاها،أكيد إنت عندك خلفيه بالأماكن اللى ممكن يكون هاشم موجود فيها.
نظر نجيب له بحسره وقال:كل شئ راح كل اللى عشت عمرى أكوش عالدنيا علشانهم راحوا حتى الفلوس الحرام اللى كنت بكسبها مكنتش بحطها فى البنوك،كنت عامل خزنه كبيره فى البيت وحولت كل فلوسى لمضوغات دهبيه وماسيه،النيران خدت كل شئ حلال ف حرام وكنسته ساوته بالرماد.
رد وسيم:زى رفعت ما قالك كده تقدر تنتقم من اللى عملوا فيك كده لو دلتنا على أماكن هاشم.
رد النائب قائلاً:هدلكم على كل الأماكن،أنا متأكد هاشم هو اللى لعب فى دماغ فابيو،من ناحيتى.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسياره ليموزين فخمه.
بدأت تشعر زينب بعودة الوعى،
لكن كانت بسكرتها تسمع همس بأذنها
صوت طفل مُقبل عليها يقول:ماما
نظرت للطفل ببسمه وقالت: أنت مين؟
رد الطفل عليها:أنا الأمل المفقود،خلاص مبقتش مفقود إصحى يا ماما.
فتحت زينب عينيها ببطئ شعرت بإضاءه عاليه فى عيونها فأغمضت عيناها مره أخرى،وعادت فتحها
سمعت صوت يقول:أخيراً أستيقظتى يا دكتوره زينب.
نظرت زينب لمن يتحدث،وقالت:فابيو
ثم نظرت لمن يجلس جوار فابيو وقالت:وهاشم الزهار أنا فين؟
رد فابيو ببسمه مقيته: سعيداً جداً أنكى مازالتى تتذكرينى،لم نلتقى وجهاً لوجه سوا مره واحده،لكنى أنا أيضاً لم أنساكى،وعندى لكى عرض مميز،للغايه.
إعتدلت زينب من نومها وحاولت الجلوس الى أن جلست قائله بوهن وتهكم:واللى العرض المميز ده مكنش ينفع غير لما تخطفنى،عندى فضول أعرف عرضك ده.
بنفس البسمه المقيته رد فابيو:
أحيي فيكى الشجاعه يا دكتوره،إمرأه غيرك وكانت فاقت كان أصابها الفزع،لكن أنتى فعلتى عكس التوقع،حسناً اليكى عرضى
أريد أن تعملى معى،باليونان.
تهكمت زينب قائله:وهتشغلنى أيه فى اليونان،داده لابنك إنت وريما اللى حاولت توهمنى إنه إبن رفعت.
رغم ضيق فابيو من ذكر زينب لفعلة ريما لكن حاول الهدوء وقال:
بل ستعملين بمهنتك كطبيبه،أنا أملك عدة مستشفيات باليونان وأنتى جراحه ماهره
أتمنى أن تُحكمى عقلك فى الرد وتوافقين على عرضى الذى سيفتح لكى ليس فقط طريق المال،بل أيضاً الشهره الواسعه.
تهكمت زينب قائله:ليه هتقبضنى بالأسترلينى وهفتح جامعه أدرس فيها الطب.
تبسم فابيو وقال:الدكتوره تمتلك ليس فقط الجمال،بل أيضاً روح المزاح،أريد أن أقول لكى أنكى ستقبلين بعرضى بأى طريقه مازالت أريد أن تقبلى بعرضى رضاءً منكى،لا غصباً.
نظرت له زينب وقالت:عندنا فى مصر مثل بيتقال هات من الآخر.
تبسم فابيو وقال:أنا لدي مشفى خاص بتبادل الأعضاء البشريه،أريد الإستفاده منكى كطبيبة جراحه.
ردت زينب:تجارة أعضاء يعنى،عرضك مرفوض،يا سيد فابيو.
تبسم فابيو وقال:مازال أمامك يوم يا دكتوره للتفكير بعرضى،والموافقه بالرضاء منك،والا ستوافقين حين تصبحين إمرأه بفراشى.
ضحكت زينب بسخريه من ثقة هذا الوغد الحقير يبدوا أنه لايعرف من تكون…زينب السمراوى،فقبل أن يلمسها ستكون نهايته،ليس على يديها بل على يدي هاشم ذالك الوغد الصامت الذى يجلس لجواره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ……
بعد مرور يوم كامل
كان رفعت جالس يرجع برأسه للخلف على مسند المقعد ويضع إحدى يديه فوق عينيه، فجأه سمع همس زينب فى أذنه وأتى طيفها أمامه،
تنهد بشوق، لكن عاد عقله طيف زينب كان هنالك شئ يضوى فوق صدرها، فتح رفعت عينيه سريعاً، يلوم نفسه كيف تغافل عن هذا السلسال، هو رأه فى صدر زينب تُخفيه بين ملابسها قبل أن تذهب للوحده قبل يوم واحد، نهض سريعاً يخرج من الغرفه، لقد وجد بداية الطريق للعثور على مكان زينب….جهاز التعقب الموضوع بالسلسال.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعله السابعه والعشرون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخوه سند، مهما طال الغياب ها هو يعود
يُرجع لها الشعور بالأمان التى إفتقدته لسنوات، كانت تخاف حتى وهى بكنف زوجها الذى لم يشعرها يوماً معه بالأمان.
تبسم نعمان وهو يرى فاديه تدخل عليه بصنيه عليها كوبان من الشاى وجوارهما قطع من الكيك
تبسمت له فاديه قائله: عملتلك كيكة البرتقان زى اللى امى زمان كانت بتعملها لينا فى الأعياد.
تبسم نعمان بغصه فى قلبه، تذكر وفاة والداته وهو بالغربه لم يستطيع النزول لمصر وقتها وآخذ عزائها، كم هو آلم بقلبه مازال مرافق له، حتى الوداع الأخير له مع امه حُرم منه قهراً، حاول نعمان مدارة تلك الدمعه بعينيه وقال: فين البنات؟
ردت فاديه: ليلى راحت الصيدليه وهبه زمانها على وصول من الدرس.
تبسم نعمان يقول: هى مش إمتحانات ليلى خلاص قربت المفروض تركز فى دروسها وملهوش لازمه شغلها فى الصيدليه ده، وكماز اوقات بتتأخر والسكك مبقتش أمان.
تنهدت فاديه قائله: والله بيفضل قلبى ملهوف عليها لحد ما ترجع المسا وقولت لها طالما خلاص إمتحانتك قربت بلاش تشتغلى الفتره دى، خدى اجازه لحد ما تخلصى إمتحانتك والحمد لله معايا قرشين من بقية الجمعيه اللى مروه كانت عملاها، رامى ربنا يسترهُ مكلفناش حاجه خالص فى الجهاز.
تبسم نعمان يقول: أنا زعلان منك يا فاديه، ليه إشتغلتى وبهدلتى نفسك إنتى وبناتك، ليه مكنتيش بتصرفى من الفلوس اللى كنت بحولها ليكِ.
شعرت فاديه بالخزو قائله: دى كانت فلوس غربتك يا أخويا ودول كانوا بناتى وانا ملزمه بيهم، إنت كنت فى غربه وعاوزنى أصرف فلوسك، ولما تنزل متلاقيش حاجه تعيش منها.
تبسم نعمان بغصه قائلاً: الفلوس دى كنت ببعتها مصاريفك يا فاديه أنا كان معايا غيرها الحمد لله، ربنا كان رزقه عليا واسع،بفضل دعوات أمى… وقفلى ولاد الحلال فى الغربه، حتى لما رجعت لهنا ربنا كمان وقفلى ولاد الحلال، عارفة الارض اللى زمان كنا بنأجرها ونزرعها،إبن صاحبها الله يرحمه مالوش فى الزراعه وكان عارضها للبيع وخلاص ربنا كرمنى و أشتريتها وناويت أهد البيت القديم بتاعنا وأبنى بيت كبير شويه الأرض هعمل مزرعة شتلات للزهور صغيره على قدى كده أسترزق منها وأشغل نفسى بدل الفضا.
تبسمت فاديه بفرحه: مزرعه صغيره، دى أرض تجى على تلات فدانين واكتر ربنا يرزقك يا أخويا طول عمرك كنت بتحب الزرع والخضار أنا فاكره الشتلات اللى كنت بتشتلها فوق سطوح بيتنا، وكنت بتبيعها جنب وظيفتك الحكوميه، على فكره وظيفتك لسه مستنياك أنا كنت بدفعلك كل سنه تمن الاجازه للحكومه، قولت الزمن مش مضمون ممكن تحتاج لمعاشك منها فى يوم.
تبسم نعمان يضم فاديه قائلاً:
ظلمتك يا فاديه لما سيبتك أنتى وامى زمان وهجيت من البلد شريد، كان لازم أقاوم علشان خاطرك، بس وقتها كنت ضعيف، حتى صفوان كمان كان ندل، بدل ما يصون الجوهره اللى فى إيده والنعم اللى ربنا انعم عليه بها، رفصها برِجله، متأكد ربنا يعوضك فى النهايه فى بناتك وتفرحى بيهم، ومن النهارده خلاص إنت وبناتك ملزومين منى وليلى معدتش تشتغل وتركز فى مذاكراتها حتى هبه متحمليش هم مصاريفها وأنتى كمان خلاص ممنوع تلفى عالبيوت تانى تبيعى او تشترى طيور، خلاص زمن الشقى إنتهى.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار.
خرج رفعت مع فابيو وأوصله لإحدى السيارات وأمر السائق بإيصاله الى أمام منزل هاشم الزهار.
ثم توجه الى مكان الحرس خلف بوابة السرايا
وقف مع قائد الحرس قائلاً بحسم:
سبق وقولت محدش يدخل غريب للسرايا بدون إذن منى أو من رامى، مين اللى سمح بدخول الشخص ده من بوابة السرايا ؟
رد قائد الحرس:مش أنا يا أفندم،ده دخل فى المناوبه السابقه،وأنا لما عرفت فوراً عاقبت الحارس اللى سمح بدخوله وإستغنيت عنه.
رد رفعت:تمام،والحارس ده فين لو لسه هنا، إبعته ليا المكتب كمان نص ساعه، عاوزه اتكلم معاه قبل ما يمشى من هنا.
أومأ له قائد الحرس بموافقه قائلاً:تمام حضرتك هو كان فى سكن الحراس بيلم متعلقاته،هبلغه يجى لحضرتك.
ترك رفعت الحرس وعاد يدخل الى السرايا،ذهب الى غرفة الصالون،لكن لم يجد زينب بها،نادى على إحدى الخادمات التى لبت نداؤه سريعاً:
قال بسؤال:فين الدكتوره؟
ردت عليه:الدكتوره طلعت لاوضتها.
رد رفعت:تمام روحى شوفى شغلك.
بينما
دخلت زينب الى غرفتها بالسرايا، شعرت بارهاق، شعرت بحرارة الطقس
خلعت عنها جاكيت البذه النسائيه التى كانت ترتديها، وفتحت أزرار بلوزتها التى كانت أسفله، شعرت ببعض الأرهاق، نامت بظهرها على الفراش قائله:
منك لله يا همجى، حاسه أنى عاوزه انام مقومش من عالسرير، كل ده بسبب البنج اللى كل شويه ترشه فى وشى، نفسى أديك منه بختين أنيمك يوم بطوله أرتاح من شوفة وشك…يا همجى.
رغم غيظ رفعت من فضول زينب، لكن حين فتح باب الغرفه الخاصه بها وسمعها تبسم قائلاً: للآسف أمنيتك مش هتحقق يا دكتوره مش هترتاحى من وشى.
إنخضت زينب ونهضت جالسه على الفراش تزم طرفى كنزتها تغلقها على جسدها قائله : فعلاً همجى مفيش مره تخبط عالباب قبل ما تدخل،وبعدين داخل أوضتى ليه دلوقتي.
تبسم ساخراً رفعت ليس فقط من قولها بل إغلاقها لملابسها وقال: سبق وقولت إنك مراتى وأدخل أوضتك بدون إستئذان عادى، بس ده مش موضوعنا دلوقتي، أنا جاى أسألك
ليه سمحتى لفابيو انه كان هيبوس إيدك من شويه.
ردت زينب: مين فابيو…. آه ضيفك اللى كان فى الصالون، وسأل عالبومه ريما… عادى هو مد إيده يسلم عليا، وأنا مديت له إيدى عادى زى أى شخص بسلم عليه بس هو فاجئنى وكان هيبوس إيدى، لو مكنتش أنت حطيت إيدك فوق إيدى، شكله جينتل مان.
سخر رفعت قائلاً: جينتل…. جنيتل أيه
أكدت زينب قولها له بأغاظه: جينتل مان.
إقترب رفعت من مكان جلوس زينب على الفراش وشدها من معصم يدها لتقف أمامه وقال بعصبيه: أللى يسمعك يقول كنتِ مبسوطه وهو بيوطى علشان يبوس إيدك وكان نفسك يبوسها.
حاولت زينب سلت معصم يدها من يد رفعت وقالت له: سيب أيدى،وبعدين أنا لا مبسوطه ولا مضايقه وإنت أيه اللى يضايقك فى كده؟
ضغط رفعت على معصم يد زينب بقوه ود لو سحقهُ من فرط الغيره الذى شعر بها، من نظر ذالك الحقير الى زينب.
لكن زينب شعرت بوجع معصمها وقالت له:رفعت سيب إيدي.
نظر رفعت ل زينب ودون سابق إنذار ترك يدها ودفعها لتقع على الفراش خلفها،وقبل أن تنهض كان يجثو بجسدهُ فوق جسدها،يلتهم شفاها فى قبلات متملكه،لكن زينب شعرت بالأختناق ودفعته بيديها كى يبتعد عنها،لكن كان غياهب عقله يود أن يُمحى عقلهُ،لمسة يد فابيو ليد زينب
ترك شفاها لكن مازال فوقها
نظر لوجهها وهى تلهث تلتقط نفسها،تنظر عيناها له وقالت بنهجان:حقير همجى،إبعد عنى خلاص بقيت بكرهك متقربش منى تانى،وأيه اللى يضايقك إنى أتكلم مع فابيو أو حتى يبوس إيدى،إنت أكدتلى إنك حيوان فعلاً وكل اللى فى دماغك السيطره على اللى حواليك،بس أنا خلاص يا رفعت كرهت السيطره دى،ومش هسمحلك إنك تمنعنى من الخروج من السرايا….وهرجع من بكره لشغلى فى الوحده وتأكد فى أقرب وقت هسيبلك الزهار ولع فيها براحتك،المهم تولع وأنا بعيد.
نهض رفعت من فوق زينب ينظر لها ببُغض ليس لها بل لنفسه،بسبب ضعفه أمامها وغيرته حين لمس فابيو يدها،خرج رفعت دون حديث صافعاً خلفه باب الغرفه.
وقف يتكئ على حائط الغرفه يشعر بنيران بجسدهُ،نيران قويه،زينب أصبحت تتوعد بالرحيل،كانت سابقاً تهدد أما الآن تتوعد،يؤلمه هذا الوعيد،لا يريدها أن تبتعد عنه،أيعود للغرفه،ويطلب منها عدم قولها مره أخرى أنها ستغادر وتتركه،لن يقدر على ذالك بداخلهُ نار قويه تنهشه،نار أقوى من نار الإنتقام التى بعقلهُ،هو حائر بين قلبهُ الذى يريد زينب فقط بعيد عن أى إنتقام
وعقلهُ الذى يريد القصاص لحريق الماضى الذى مازالت نيرانهُ مشتعله أمام عيناه…. لم ولن تهدأ قبل تحقيق القصاص
هل نيران العشق أقوى من نيران الماضى؟
لا زينب تتوعد بالرحيل…. لترحل وتبتعد عن تلك النيران التى يشعر أنه إقترب إشعالها.
بينما زينب بداخل الغرفه مازالت نائمه على الفراش،قلبها مشتعل من ذالك الهمجى،تود إنقاذه من تلك النيران،لكن هو مع الوقت يتجه اليها بخطوات سريعه،تذكرت بالآمس حين عزفت عن قولها له انها ستترك العمل بالزهار وتظل بها من أجل رفعت….
كان ذالك بعد أن ذهبت برفقته الى ذالك الغداء
فلاشــــــــــــــــ*باك
بسوهاج
بحوالى الواحده والنصف ظهراً
بالدوار
إستقبل محسن
رفعت الذى كان يمسك بكف يد زينب
دخل محسن بهم الى غرفة الضيوف
وجدوا بأستقبالهم
إمرأه شابه فى أواخر العقد الرابع من عمرها لكن من يراها يُجزم أنها لم تتم الخامسه والثلاثون ورجُل كهل يبدوا عليه أيضاً الإحترام والهيبه.
تبسمت لهم رشيده مرحبه تقول:
أهلاً بيكم فى بيتنا المتواضع.
ترك رفعت يد زينب ومدها يُصافح يونس مبتسماً.
تحدث يونس بحفاوه:أهلاً بيكم فى بلدنا، مش بس بلدنا اللى نورت
سوهاج كلها نورت .
تبسم رفعت:سوهاج منوره بأهلها وبحضرتك.
تبسمت رشيده قائله: هنضيع الوقت فى الترحيب، خلونا نتغدى الأول الغدا جاهز وكمان يكون بعدها الكلام وإحنا بينا عيش وملح، إتفضلى يا…..؟
رد رفعت: مراتى…. دكتوره زينب.
تبسمت رشيده قائله:أهلا وسهلايا دكتوره،إتفضلوا،ندخل أوضة السفره
بالفعل دخلوا، الى غرفه السفره كانت عامره بأفضل الأطعمه، لاحظت رشيده أن زينب لم تأكل أى نوع من أنواع اللحوم، تبسمت قائله:
واضح إن الدكتوره بنداريه، إطمنى يا دكتوره كل اللحوم اللى عالسفره دى تربيه بيتى يعنى لا متهرمله ولا واخده علاجات قد إكده وكمان طبيخ يدي أنا وأمى نرچس اللى تبجى حماتى بس هى نعست من شويه بتاخد تجيليه.
تبسمت. زينب قائله: هو واضح جداً إن الطبيخ شهى جداً،بس أنا للأسف مش باكل أى نوع لحوم من صغرى، كانت بتسبب لى قرحه فى المعده فبطلتها من وقتها.
تبسمت رشيده تقول: فعلا االواحد طبيب نفسه واللى يضرهُ مياكلوش، صحه وهنا يا دكتوره.
تبسمت زينب وعادت تأكل تشعر بالأُلفه إتجاه تلك السيده التى تبدوا شخصيتها قويه.
بعد قليل إنتهى الغداء، نهضوا من أمام طاولة السفره ودخلوا الى غرفة الضيوف بالدوار،لكن سُرعان ما قال حسين إيه رأيك يا رفعت بيه نسيب الدكتوره شويه ونروح للأستطبل معايا.
تبسم رفعت بموافقه ونهض وغادر مع حسين،إستأذن يونس هو الآخر بسبب ذالك الأتصال الهاتفى الذى آتى له
ظلت زينب ورشيده فقط
كانت زينب مبتسمه تتحدث مع رشيده التى تجذبها للحديث فى البدايه كانت زينب ترد بإقتضاب، لكن مع الحديث الهادئ والودى، لكن لا تعرف سبب لذالك الشعور التى شعرت به حين دخلت إحدى الخادمات بالدوار بتلك الصغيره الباكيه.
التى أعطتها لرشيده التى أخذتهما منه بمجرد أن حملتها صمتت الصغيره.
تبسمت رشيده على نظرة عين زينب، وقالت:
متجوزه من إمتى.
ردت زينب:مش كتير من حوالى شهرين كده،بس حاسه إنهم قرنين من الزمن.
تبسمت رشيدة قائله:ليه بس مع إن شكل رفعت بيحبك،لاحظت ده وإحنا عالغدا،من نظراتهُ ليكِ.
ردت زينب:الهمجى ده يحب ده كل هدفه فى الحياه السيطره،أنا ارتاحت لحضرتك،هقولك بصراحه،أنا أتجوزته بالغصب خطف ماما وساومنى.
تبسمت رشيده قائله بذهول:خطف مامتك،معقول أنا متأكده إنه بيحبك،وبيحبك جداً كمان،وأنتى كمان بتحبيه بس بتكابرى.
تبسمت زينب….
قالت رشيده…يعنى انا صح بتحبيه وبتكابرى،تعرفى إنى كنت زيك كده فى يوم من الايام.
تبسمت زينب قائله:بس واضح جداً إن فى تفاهم بينك وبين زوج حضرتك،إنما أنا والهمجى مفيش حاجه بنتفق عليها غير الخناق،عاملين زى القط والفار،حتى أنا بفكر فى أخلعهُ الفتره الجايه.
ذهلت رشيده وإبتسمت قائله:تخلعيه!
طب ليه بعيد الشر،راجعى نفسك أنا كنت فى يوم من الأيام بس فى لحظه العشق هو اللى فاز ونحيت الكِبر،وقبلت بيونس وحطيت إيدى فى إيده وغيرنا بحبنا كل شئ حوالينا ومرينا بظروف صعبه وقدرنا نتخطاها،وإحنا مع بعض،حتى تربية ولادنا ربينا ست شباب.
نظرت لها زينب قائله بذهول:
ست ولاد!
حضرتك عندك ست ولاد غير البنت اللى معاكى دى؟
ضحكت رشيده:البنت دى حفيدتى الأولى،حتى إسمها على أسمى أنا ومامتها،مامتها كمان إسمها رشيده تبقى بنت إبن عمى.
تعجبت زينب قائله:حفيدتك كمان،حضرتك أكيد اتجوزتى صغيره،وبعدين أنا……..
صمتت زينب ماذا تقول….أنها قد لا تُنجب لا تعرف لما لديها هذا الهاجس منذ أن سمعت قول ذالك الوغد سميح ووالداته،وأيضاً لا تعرف سبب لذالك الشعور الذى بدأ يتوغل لقلبها،تريد أن تُصبح أمً،سابقاً لم يكن يهفوا عليها ذالك الشعور.
نظرت رشيده لها قائله:أيه رأيك تشيلى رشيده الهلالى شويه تتعرفوا على بعض.
تبسمت زينب وأخذت الطفله من يد رشيده وحملتها فى البدايه بكت الصغيره لكن زينب هدهدتها وشغلتها باللعب،إمتثلت لها الصغيره وصمتت تتقبل منها المزاح.
تبسمت رشيده قائله:مقولتليش إنت دكتوره تخصصك أيه.
تبسمت زينب:تخصصى جراحه.
تبسمت رشيده وقالت:دكتورة جراحه
تعرفى أنك متناقضه مع مهنتك،شكلك بتستسلمى بسرعه،المفروض يكون عندك طولة بال وتحاولى بدل المره إتنين وتلاته،وأكيد هتوصلى لهدفك
هدفك…. قلب رفعت
ووصلتى له زى ما أنا شايفه
بس لسه عقله… لو الدكتور فقد الأمل فى المريض وإستسلم من أول محاوله عمرهُ ما هيقدر يعالج المريض، أكيد الأمل اللى عند الطبيب هو اللى ممكن يجبر المريض أنه يستسلم ويتجاوب للعلاج.
فهمت زينب قول رشيده وتبسمت،هى لن تستسلم وستبقى لكن ستجعل ذالك الهمجى يجن اولاً حتى لو بالتهديد الكاذب أنها ستترك الزهار بسببه.
…….
مساءً
بغرفة الفندق
جلست زينب على الفراش مُلثمه
تفاجئ رفعت حين خرج من الحمام ورأها ملثمه وقال:متلتمه زى الحراميه وقطاعين الطُرق كده ليه.
صمتت زينب وهى تنظر له.
عاود رفعت الحديث قائلاً:متلتمه كده ليه،خلاص ناويتى تتطلعى تشتغلى مع المطاريد فى الجبل.
صمتت زينب ايضاً تنظر لسخريته منها.
تبسم رفعت وجلس جوارها على الفراش وحاول فك التلثيمه من على وجهها لكن زينب منعته قائله:عاوز أيه؟
رد رفعت ببسمه:عاوز أعرف ليه متلتمه زى الحراميه وقطاعين الطرق.
ردت زينب من أسفل التلثيمه:ناويت أتنقب،ربنا يتقبل منى التوبه وجه المرأه عوره.
ضحك رفعت قائلاً بتكرار:تتوبى ووجه المرأه عوره….عوره على جوزها فى أى شرع ده ومن إمتى.
ردت زينب بغيظ:أيوه،من دلوقتي طالما هننفصل قريب،يبقى الأفضل أنى أتنقب قدامك.
مد رفعت يده على وجه زينب يفك التلثيمه وقال بضيق: بطلى نغمة إننا هننفصل دى،وفُكى التلثيمه دى،ويلا قومى غيرى هدومك دى علشان نلحق الطياره،وبعدين اللى ناويه تتنقب،بتلبس النقاب على لبس حِشمه مش على بيجامه بنص كم مبينه نص إيدها وشورت لنص رِجليها.
ردت زينب:دى برمودا مش شورت ومالكش فيه أنا من الآخر مش هسافر معاك فى الطياره غور لوحدك وأنا خلاص إتصلت على محطة القطر وحجزت تذكره لقطر الساعه خمسه الفجر.
تبسم رفعت يقول:خمسه الفجر نكون فى القاهره بنستعد نرجع للزهار تانى،يلا قومى غيرى، هدومك الطياره فاضل عليها ساعه يادوب نوصل المطار.
ردت زينب: قولتلك مش هسافر بالطياره خلاص، سافر براحتك وأما كمان هرجع بالقطر وأهو كمان فرصه معايا وقت أشوف سوهاج، بصراحه عجبتنى وناويه أطلب نقلى لهنا وبالذات لبلدة الست رشيده دى شوفت واحنا ماشين فيها وحده صحيه شكلها شغاله، مش هحتاج أطلب من حد ما يسواش معونات.
تبسم رفعت يقول: قصدك بمين اللى ميسواش، عالعموم أمر نقلك ده نبقى نشوفه بعدين دلوقتي شيلى التلثيمه اللى على وشك دى وقومى غيرى هدومك ولا مكسوفه منى عادى يعنى…
ردت زينب: أنا مش هركب طياره يا رفعت وده آخر قرار عندى.
تبسم رفعت وقال: طب فكى التلثيمه وأنتى بتتكلمي، ولا خايفه……؟
قاطعته زينب: خايفه من أيه.
تبسم رفعت يقول: خايفه أبنجك، علشان كده متلتمه.
ردت زينب: أنا مبخافش على فكره وأتلتم براحتى، ودلوقتى أنا هنام وبلاش تأخر نفسك عالطياره.
تبسم رفعت بمكر ومد يده ناحية التلثيمه، لكن زينب عادت للخلف وتستطحت على الفراش وجذبت الغطاء عليها.
تنهد رفعت وزفر أنفاسهُ بغيظ وقال للأسف مفيش قدامى حل تانى.
رفعت زينب وجهها وقالت: أيه الحل التانى، هتلغى السفر بالطياره وتسافر معايا بكره الفجر فى القطر، بس الحمد لله أنا حجزت تذكره واحده معملتش حسابك معايا، مش مشكله إبقى سطح عالقطر.
تبسم رفعت يقول:بس أنا عملت حسابك معايا وهنسافر بالطياره ومفيش قدامى حل تانى.
ردت زينب بإستهزاء:وأيه الحل التانى إنسى إنك ترش عليا بنج.
تبسم رفعت وتوجه الى ناحيه المرآه وآتى بقنينة العطر وعاد للفراش مبتسماً بمكر،وقال لزينب مفيش حل تانى قدامى.
قبل أن تستعلم منه زينب،شعرت بحرقة فى عينيها بسبب رذاذ تلك الزجاجه التى سلطها على عينيها،بتلقائيه ورفعت يديها تفرك حرقة عينيها،إستغل رفعت ذالك وأزال التلثيمه من على وجه زينب وقام برش البنج عليها،لتسترخى فى ثوانى نائمه على الفراش
نهض رفعت قائلاً بأستهزاء:سلميلى على وجه المرأه عوره قدام جوزها.
قال رفعت هذا ونهض يأتى بملابس أخرى. لزينب وبدل لها ملابسها ثم غادر الفندق متوجه للمطار.
بعد دقائق،بغرفة خاصه بالمطار،دخل مدير المطار إليه
نهض رفعت يسلم عليه واخرج بطاقة هويته كضابط بالقوات البحريه،وقال له:
للأسف دى زوجتى وعندها سكر وجالها هبوط من ثوانى وأخدت حقنه أنسولين وبعض الأدويه خلتها تغيب عن الوعى ولازم نرجع للقاهره فى أسرع وقت .
أخذ مدير المطار بطاقة هاوية رفعت وقرئها ثم تبسم قائلاً:ألف سلامه عالمدام،يا حضرة الضابط،رغم انه ممنوع،بس طبعاً حفاظاً على سلامة المدام،هسمح بركوبها للطياره وهى نايمه.
تبسم رفعت يقول:متشكر جداً لسيادتك.
بعد حوالى ساعتين
أثناء هبوط الطائره بمطار القاهره.
وضع رفعت قطنه مبلله بعطر على أنف زينب،بدأت تعود تدريجياً للوعى،نظرت لرفعت وهى بين الغفوه واليقظه،تبسمت تعتقد أنها مازالت بالفندق…
تبسم رفعت لها قائلاً:صح النوم خلاص الطياره هتنزل للمطار.
مازالت غير مستوعبه ومغمضة العين وقالت ببسمه:إبقى سلملى عالطيار.
تبسم رفعت وهو يعلم أنها مازالت غير واعيه،من الأفضل هذا،ربما تفتعل مشكله أثناء هبوط الطائره
بالفعل هبطت الطائره بمدرج الطائرات وزينب لم تستوعب بعد،وضع رفعت نفس القطنه مره أخرى على أنفها وبدأ يوقظها الى أن وعت شبه كلياً..
تبسم قائلاً بظفر:
صح النوم يا زوزى خلاص كل ركاب الطياره تقريباً نزلوا إيه مش ناويه تنزلى إنتى كمان.
وضعت زينب رأسها بين يديها وقالت بدوخه:همجى حقير،إزاى عرفت تبنجنى،آخر مره أسافر معاك.
قالت زينب هذا ونهضت،لكن حين وقفت شعرت بدوخه فجلسلت مره أخرى.
تبسم رفعت وقام بمسك يدها قائلاً:خلينى أسندك حتى لحد ما ننزل من سلم الطياره.
بسبب شعور زينب بدوخه وليس هذا السبب فقط،بل ذالك الرُهاب الذى لديها من ركوب الطائرات تركت يدها ل رفعت الذى حاوط خصرها الى أن نزلوا من الطائره
ليس هذا فقط بل الى امام باب المطار،شعرت زينب بتحسن نسبى،فنفضت يده عن خصرها قائله:خلاص انتى خدتها فرصه،شوفلنا تاكسى،أنا عاوزه أبات الليله عند بابا و ماما وغور شوفلك أوتيل إنزل فيه.
تبسم رفعت يقول:بذمتك أنا أقدر اسيبك تباتى بعيد عنى يا زوزى،أكيد حمايا وحماتى مش هيمانعوا أبات عندهم الليله أنا كمان،وتاكسى ليه،أنا راكن عربيتى هنا فى جراچ المطار قبل ما نسافر،يلا خلينا نروح للجراچ،هتقدرى تمشى لوحدك ولا هدوخى تانى،علشان أقرر أن كنت أسندك او أسيبك تمشى لوحدك.
نظرت له زينب بغيظ قائله:لأ متشكره لخدماتك هقدر أمشى،إبعد إيدك عنى.
قالت زينب هذا وسارت أمام رفعت الذى سار خلفها يبتسم الى أن وصلوا الى جراچ المطار،صعدوا الى السياره،كان الوقت فى حوالى العاشره مساءً.
وقفت زينب أمام شقة والديها ورفعت يديها تضرب جرس الشقه..
سريعاً فتح صفوت باب الشقه متبسماً يقول:أيه آخركم كده الطياره نازله المطار بقالها أكتر من ساعتين والسكه من المطار لهنا يا دوب تلتين ساعه.
تعجبت زينب
بينما رفعت تبسم قائلاً:مفيش كنا بنخلص إجراءات الخروج من المطار أصلهم كانوا إشتبهوا فى زوزى أنها مدمنه وكانوا هيعملوا لها أختبار،بس أنا أتصرفت.
نظرت له زينب قائله:يحق لهم لما يلاقوا واحده مدروخه وهمجى ساحبها،والله كنت هقول خاطفنى وأعملك فضيحه فى المطار بس خوفت على سمعة مصر قدام الاجانب.
ضحك رفعت وصفوت الذى قال:هتقفوا عالباب كده،إدخلوا،هاله كانت على نار ولسه كانت هتتصل عليك يا رفعت
تبسم رفعت ودخل الى الشقه بينما زينب عانقت صفوت قائله:أكيد الهمجى هو اللى إتصل عليكم قبل ما نركب الطياره من مطار سوهاج وقالك إننا جايين وانا اللى كنت بفكر أطرده وأخليه يبات فى اى أوتيل،بس هو دخل قبلى أيه رأيك أخليه يغسلك المواعين.
تبسم صفوت قائلاً:والله لو قِبل معنديش مانع.
تبسمت زينب وهى تدخل خلف والدها،رأت نوال تخرج من غرفة السفره،تبسمت وذهبت تُعانق زينب،قائله:أكيد جعانه،أنا وصفوت لما رفعت كلمنا وقال أنه هيبات فى القاهره،إستنينا من غير عشا علشان نتعشى معاكم،بس أنتم اتأخرتوا،يلا إدخلى أغسلى إيدك أنا خلاص جهزت السفره.
تبسمت زينب وهى تترك عناق هاله قائله:لو عندك سم حطيه فى طبق الهمجى بسببه عنيا من شايفه بهم،غير مصدعه بسبب البنج اللى رشه عليا.
تبسمت هاله قائله:بلاش رغى كتير،روحى اغسلى إيدك ووشك وهتفوقى،رفعت أهو خلاص غسل إيده ووشه.
نظرت زينب،لرفعت وهو يأتى من ناحية الحمام وقالت بسخط:ده بيتصرف كآن البيت بيته،ده ناقص تطردونى بسببه.
تبسمت هاله قائله:قولت بلاش رغى،يلا روحى أغسلى إيدك ووشك بسرعه وهتحسى بروقان.
ذهبت زينب غسلت يديها ووجهها وعادت الى غرفة السفره،جلست جوار والداها،قائله:
هى ماما أغتلست مؤسسسه التأمينات أيه أصناف الأكل دى كلها.
تبسم صفوت يقول بهمس:أصلها جابت بواقى أكل الأسبوع كله.
تبسمت زينب قائله:فعلاً الهمجى يستحق ياكل الآكل البايت.
تناولوا الطعام فى مزح وتريقه بين صفوت ورفعت وكذالك هاله، على زينب وهو يسرد لهم أفعالها حين فاقت ووجدت نفسها بالطائره….
بعد وقت ليس بطويل
تثائبت زينب قائله:البنج شكله لسه به تأثير عليا،يلا هقوم أنام،تصبح على خير يا بابا متنساش تخلى رفعت يغسل بدالك المواعين،إكرام الضيف إنه يغسل المواعين اللى أكل فيها.
تبسمت هاله قائله:بس رفعت مش ضيف،ده صاحب مكان،روحى نامى شكلك هتوقعى من طولك،إسندها يا رفعت لحد أوضتها،تصبحوا على خير.
قالت هاله وهذا واشارت ل رفعت على مكان غرفة زينب التى قالت:لأ خليه بروح ينام فى اوضة الواد مجد.
نظرت هاله ل زينب قائله:بطلى سخافه،يلا تصبحوا على خير.
ردت زينب:وانتى من اهله تصبح على خير يا بابا.
بعد قليل بغرفة زينب،قالت بتهجم:بقى تخلى عندك أدب والسرير هنا صغير عندك كام كرسى فى الاوضه ضُم كرسين ونام عليهم.
تبسم رفعت بمكر:متعودتش أنام على كراسى،والسرير مش صغير يعنى حجمه متوسط ممكن يسعنا إحنا الاتنين.
قال رفعت هذا وتحرر من ملابسه وتوجه للنوم على الفراش وأغمض عيناه،نظرت له زينب بغيظ وسبته للحظه ترددت فى خلع ملابسها أمامه،لكن هو كان مغمض العين…
تحررت هى الأخرى من ثيابها وإرتدت منامه لها وذهبت للنوم على الفراش جوار رفعت الذى تبسم وهو يفتح عيناه ينظر لها،وهى تذهب للنوم سريعاً،تنهد ببسمه وضمها بين يديه للحظه ترددت قولها
بأذنه (جوازنا غلطه وتصحيحها الطلاق)
زفر أنفاسه وضمها بقوه بين يديه، عازماً أمره أنه لن يتركها أبداً، ولو كلفه ذالك تخليه عن فكرة الأنتقام.
بالرجوع للحاضر
عادت زينب من تذكر ما حدث ليلة أمس، ذالك الهمجى يستحق أن تجعله يتراجع عن فكرة الإنتقام، لكن ستلاعبه بطريقتها الخاصه، حتى لو هددته مراراً وتكراراً أنها ستغادر وتتركه.
…………
نزل رفعت الى أسفل السرايا تحدثت له إحدى الخادمات قائله: فى حارس فى أوضة المكتب بيقول إن حضرتك عاوزه.
رد رفعت: تمام، أعمليلى قهوه، وفين رامى ومراته؟
ردت الخادمه: رامى بيه فى الإستطبل ومراته فى الجناح الخاص.
دخل رفعت الى غرفة المكتب وجد الحارس يقف ينتظرهُ قائلاً:رفعت بيه بلغونى حضرتك طلبتينى.
رد رفعت:إنت سبق دخلت ريما الزهار للسرايا بدون ما تاخد إذنى الاول ولما لفتت نظرك،قولت إنها ست وإنكسفت تسيبها واقفه عالبوابه وهى قالتلك إنها مش بس من عيلة الزهار،لأ كمان مراتى،وفرجتك كم صوره لينا مع بعض عالموبايل،وانا إتغاضيت عن الموضوع وإكتفيت بلفت نظر لك،لكن النهارده ليه سمحت لفابيو بدخول السرايا،بدون إذن من رامى فى غيابى.
رد الحارس بخزو مفتعل:هو قالى إنه صديق ليك،وانه مش مصرى،وأنا فتشته قبل ما يدخل وكمان هو كان لوحده.
تهكم رفعت قائلاً:لأ براڤوا عليك إنك فتشته قبل ما يدخل للسرايا،وكمان رحبت بيه الراجل مش مصرى ولازم نضايفه…تمام
أنا عرفت إن قائد الحرس طلب منك تسليم سلاحك قبل ما تغادر السرايا، وده أقل واجب يتعمل معاك علشان بعد كده تبقى تنفذ أوامر اللى بتخدم عندهم، تقدر تمشى من السرايا.. تصحبك السلامه.
خرج الحارس من غرفة المكتب زفر رفعت نفسه وقام. بإتصال هاتفى قائلا:
من بكره تنزل الزهار، مهمتك حراسة الدكتوره مش عاوزها تغيب عن نظرك، أى خدش هيصيبها هتكون المسؤول قدامى ووقتها مش هرحمك.
قبل ان يغلق رفعت الهاتف، جاؤه إتصال آخر سُرعان ما رد عليه وقال: عارف سبب إتصالك يا محمود
هتقولى إن فابيو هنا فى الزهار.
رد محمود: واضح أن عنده هدف كبير، بعد ما كان لسه بيقول هينزل مصر آخر الاسبوع قدم ميعاد نزوله لمصر، وأن يكون أول ومحطه له يجى لعندك، أكيد عنده نوايا تانيه، حاول تزود الحراسه.
رد رفعت: الزهار كان أول محطه له علشان يرجع ريما، وخلاص هى مكنتش هنا هى فى بيت هاشم الزهار، يروح ياخدها من هناك ويعمل معاها اللى هو عاوزه، وانا فعلاً هغير بعض عناصر الحراسه.
رد محمود قائلاً: بس فى شئ تانى حصل مش عارف عندك علم بيه ولا لأ؟
قال رفعت: ايه الشئ ده… خير؟
رد محمود عليه واخبره بالشئ.
تعجب رفعت قائلاً متأكد… تمام خلينا على تواصل.
أغلق رفعت الهاتف وقام بشد خُصلات شعرهُ بقوه يُزفر انفاسه قائلاً: واضح النهايه بتقرب.
………. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بسرايا الزهار
دخل وسيم الى غرفة المكتب، فوجئ بجلوس مُهره،ورامى ومعهم رفعت ، أيقن عقله لما هى هنا هو توقع سابقاً سبب إتصال رفعت عليه وطلب لقاؤه بالسرايا اليوم….. بالتاكيد بسبب خطوبته، ل لمى الزهار.
ألقى عليهم السلام
رد رامى عليه السلام
بينما رفعت ومهره لم يردان عليه.
تحدث وسيم:على فكره السلام لله وهتاخدوا عليه ثواب.
ردت مهره:أنا رديت فى سرى
قال رفعت:فعلاً هناخد على ردنا عليه السلام ثواب،وهناخد ثواب كمان لما نرجعك عن غلط إنت بترمى نفسك فيه،أظن فاهم قصدى؟
رد وسيم:فاهم يا رفعت،من أول مكالمتك ليا الصبح،وطلبك إنى أجيلك علشان أمر مهم،بس صدقنى وفر حديثك فى الموضوع ده لأنه بالنسبه ليا منتهى خلاص،خطوبتى أنا ولمى بعد يومين بالظبط.
نهضت مهره قائله بعصبيه:مستحيل الخطوبه دى تتم،ولو تمت إنسى……
قاطعها وسيم:أنسى أيه،عاوز اعرف سبب لاعتراضك على خطوبتى أنا لمى؟
ردت مهره: مش سبب واحد دول اسباب، أهمها إن لمى متنفعش زوجه وفيه وأنت عارف السبب، لمى زى مامتها وأختها معندهمش…إنتماء لأى دين،كان المفروض بالتبعيه لأبوهم هشام الزهار،يبقوا مسلمين،لكن لمى وأختها زى مامتهم مش معترفين بأى ديانه ولا بأى أخلاق،عندك رفعت قدامك أهو متحملتش جوازها منه حتى لسنه،لأ زهقت وملت إنها ترتبط براجل واحد وتخلص ليه،خلته كرهها وطلقها وقبل ما تطلع ورقة طلاقها من المحكمه كانت سافرت اليونان،ورجعت من تانى لحياة الإنحطاط اللى كانت عايشه فيها،فوق يا وسيم وقولى سبب واحد لأصرارك على إكمال الخطوبه،لأ وممكن الجواز كمان.
صمت وسيم بداخلهُ يعلم أن خالته مُحقه بكل كلمه تقولها لكن شيطانه يسوقه نحو هاويه ساحقه.
نظر له رفعت قائلاً: متأكد مفيش غير سبب واحد اللى يجبرك إن تربط حياتك بواحده زى لمى،إنك تكون نمت معاها وحتى السبب ده ده ميجبركش عندى أهون إنى أجلدك مش ميت جلدة عقوبه الزانى،أجلدك ألف ولا أنى أوافق تورط نفسك مع واحده زى لمى،معندهاش لا حلال ولا حرام،كله مباح طالما هوصل لهدفى فى النهايه.
تعصب وسيم قائلاً:أوعى لكلامك يا رفعت وأيه هو هدف لمى معايا،أنا مش زيك،منصب فى الشرطه ولا عندى نص أملاكك،أنا إبن وحيد الشامى السايس،مش من أعيان عيلة الزهار.
تبسم رفعت بسخريه يقول:أنت فعلاً من أعيان عيلة الزهار يا وسيم،بلاش تستقل بنفسك عمرنا ما فكرنا إنك أقل منا أو مش منا طالما كنيتك الشامى،وسيم بلاش تحور الحديث لهواك،قولى ليه مُصر على الأرتباط،ب لمى الزهار،ليه فجأه كده،بعد ما كنت رافض وبتتهرب منها،فجأه وقعت تحت تأثيرها،ولا كأنها سحرتلك.
رد وسيم:لا مسحرتليش يا رفعت ودى حياتى وأنا حر فى إختيارى،حتى لو غلط هتعلم منه،ويمكن المره التانيه أقع فى دكتوره،زى مراتك كده اللى كلنا عارفين إنت أتجوزتها ليه،علشان كنت عارف إن هاشم الزهار عينيه منها،بس للآسف وقعت فى غرامها،رفعت بلاش دور الكبير اللى واخده ده،مش عليا،أنا حر فى حياتى،ولمى ممكن تكون توأم ريما،بس مش زيها،وخلاص مالوش لازمه الاجتماع ده،الخطوبه بعد يومين اللى عاوز يحضر أهلا بيه واللى مش عاوظ هو حر.
قال وسيم هذا وكان سيغادر،لكن سمع رفعت يقول:
أنا فعلاً حر ومش هحضر متعملش حسابى فى المعازيم،متعودتش ادخل مكان مش بحس فيه بالراحه.
ردت مهره هى الأخرى:ولا انا هحضر يا وسيم مش هقدر أشوفك بتورط نفسه مع واحده من نوعية لمى،نوعية لمى مش هى اللى تصون شرف جوزها،وأهو أنت شايف،ريما جت تجرى وراء رفعت مره تانيه بدون حيا ولا خجل وهى عارفه انه متجوز واحده تانيه،ورفعت متجوزش من زينب علشان ياخدها من قدام هاشم…رفعت أنا اللى قولت له أتجوز زينب علشان يحميها من هاشم اللى كان بينام يحلم بيها،لان زينب بنتي بالرضاعه.
ذُهل وسيم وإستدار بوجهه ونظر لمهره ماذا تقول…زينب إبنتها بالرضاعه…كيف هذا!؟
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأستطبل الخيل التابع لهاشم الزهار
إستقبل هاشم صفوان
مد يده يصافحه..
تعجب صفوان من ذالك، فمعروف عن هاشم الزهار كِبره وغطرسته مع العاملين لديه، هذه أول مره يتحدث ويمد يدهُ يصافح أحد من العاملين
حقاً صفوان لم يعد يعمل لديه لكن بالأخير هو مجرد سائس بسيط.
مد صفوان يدهُ على إستحياء يصافح صفوان.
تبسم هاشم يشد على يد صفوان المرتجفه قائلاً: عارف مستغرب أنا ليه إتصلت عليك كذا مره، وطلبت منك تقابلنى هنا فى الأستطبل، هدخل فى الموضوع مباشر…
أنا عاوز أتجوز بنتك ليلى.
تعجب صفوان يقول: تتجوز بنتى ليلى، بس دى لسه صغيره، وصغيره قوى على جنابك.
رد هاشم: لا مش صغيره عليا، أنا الحمد لله لسه شباب، وأنت ليه قاطعتنى قبل ما أكمل كلامى.
أنا هتجوزها عرفى مش رسمى وبعيد عن هنا، هاخد ليها بيت فى إسكندريه.
فوجئ صفوان بقوله وقال: تتجوزها عرفى…
طب ليه جنابك، وليلى مش بتفكر فى الجواز دلوقتي، دى بتدرس طب بيطرى وهتبقى دكتوره بيطريه زى وسيم بيه كده.
رد صفوان: وماله تكمل دراستها بعد الجواز مش همنعها تبقى تقدر تنزل للشرقيه عالامتحانات، بس طبعاً محدش يعرف أنها هتبقى مراتى غيرك وبس.
إهتز صفوان قائلاً: أنا مقدرش اغصبها يا هاشم بيه.
رد هاشم: ولما غصبت على مروه تتجوز من رامى بعد ما كانت هتنتحر بسببه وانت اللى قولت كده
صفوان هدفعلك أى مبلغ تقول عليه بدون نقاش
توقف هاشم لدقيقه ثم قال بتهديد: وكمان
مش هسرب خبر ل رفعت الزهار إنك زمان طمعت وسرقت من عندهُ مهره، ويمكن كنت السبب وقتها فى الحريق اللى حصل
… قدامك أسبوع ويكون الرد بالقبول عندى، تقدر تمشى دلوقتي.
غادر صفوان المكان وهو يرتعش، بينما
هاشم يبتسم بظفر، ذالك الأحمق الطامع صفوان لن يقدر على رفض طلبه….
سيتسلى مع ليلى قليلاً حتى يتمكن من القضاء على رفعت وبعدها يظفر بالطبيبه.
…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
بجامعة ليلى
إنتهت المحاضره، تحدثت إحدى زميلات ليلى لها: برضو مش هتحضرى محاضرة الدكتور وسيم، ايه السبب؟
ردت ليلى وهى تجمع كتبها وتضعها قائله: مفيش سبب، أنا لازم أستلم الصيدليه من الدكتور نهاد، يلا سلام، أشوفك فى محاضرة بعد بكره.
نزلت ليلى سُلم مُدرج المحاضره، ولكن قبل أن تخرج من المُدرج، بسبب إنشغالها بوضع الكُتب، بحقيبتها، إصتطدمت مع أحدهم، ووقعت الكتب منها، إنحنت سريعاً تجمعها، لكن هنالك صوت هز كيانها حين سمعت من يقول: آسف، وليس هذا فقط، بل إنحنى هو الآخر يلتقط معها الكُتب، ثم نظر لها قائلاً:
إحضرى المحاضره يا ليلى.
رفعت ليلى وجهها ونظرت لوجهه للحظه لكن تذكرت قوله السابق بمنعها من حضور مُحاضراته، وليس هذا فقط وقعت عيناه على يدهُ اليمنى رات ضوى خاتم خِطبه بيده، إذن ما سمعته كان حقيقياً هو إرتبط بأخرى، للحظه شعرت بنار تشتعل بقلبها، لكن ردت بثبات:
متلزمنيش المحاضره، ولو عاوز تشلينى الماده معنديش مشكله.
قالت ليلى هذا وأخذت من يدهُ الكتاب الخاص وغادرت تكبت دموع عينيها.
بينما وسيم تعصب كثيراً وذهب الى منصة المدرج وقال بحِده وتصميم:
مساء الخير….
محاضره النهارده هتتأخر ساعه ونص لأنى هحط درجات العملى النهارده،بناءٕ نسبة الحضور النهارده،قدامكم ساعه ونص تعرفوا زملائكم الغايبين،وأكدوا عليهم اللى مش هيحضر المحاضره النهارده يتأكد أنه شايل الماده بتاعتى…..سلاموا عليكم .
قال وسيم هذا وغادر قاعة المحاضره تسحقةُ نار بقلبهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعله الثامنه والثلاثون النهائيه… وإنطفئت النيران بالعشق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهب رامى سريعاً وحمل فاديه وقام بوضعها على الفراش، فى نفس الوقت آتت مروه بزجاجة عطر، حاولت إفاقة والداتها،بالفعل إستجابت لها وفاقت قائله بدموع:ليلى،كان قلبى حاسس وسألت نعمان عليها أكتر من مره وكان بيتحجج بحجه شكل،يارب أنا عمرى ما طمعت غير فى الستر ليا ولبناتى،يارب أنا عمرى ما كنت طمعانه غير فيك يارب رجعها ليا بخير وبستر.
قالت فاديه هذا ونظرت لمروه التى تقف جوارها تبكى هى الأخرى وفجأه قامت بصفعها على وجنتها وقالت لها:
هتفضلى طول عمرك غبيه ومتسرعه ومعنديش ثقه فى قيمة نفسك وده اللى هيخسرك حياتك،الشك اللى عايشه فيه،كان لازم أفوقك من زمان،لو كنتى نزوه بالنسبه لرامى كان من زمان بسهوله خدك ورماكى،متفكريش إن رفضك له قبل كده كان يمنعه عنك،ولما حاولتى تنتحرى علشان متتجوزهوش لو واحد غيره وإتجوزك كان ذلك أحلى ذُل بعد ما أتجوزك وكان عايشك خدامه فى سرايته،لكن رامى معملهاش لأنه بيحبك حقيقى،وأنا شايفه إنك خسرتى الحب ده بغباوتك وتفكيرك الغلط ،فوقى قبل فوات الآوان،ولا أنا شايفه إن الوقت فات فعلاً،ورامى مش غلطان فى حقك.
قالت فاديه هذا وحاولت النهوض من على الفراش قائله بتوسل لرامى:قولى الحقيقه يا رامى،بنتى جرالها أيه؟
رد رامى المذهول من رد فعلها مع مروه وقال:رفعت ووسيم راحوا إسكندريه فى خبر أنهم هناك وإنشاء الله يكونوا بخير هى وزينب.
بكت فاديه تقول بدعاء ومناجاه:يارب،أنا هروح لبيتى بس أمانه عليك أى خبر يجيلك قولى عليه.
رد رامى:بلاش ترجعى لبيتك علشان هبه عندها إمتحانات وممكن تتأثر بالسلب لو عرفت حضرتك خليكى هنا،وأى خبر هيوصلنى هقولك عليه.
نظرت فاديه بإتجاه مروه المذهوله من صفع والداتها لها تنزل دموع عينيها وقالت:لأ أنا هروح بيت نعمان وأكيد نعمان معاكم على تواصل من البدايه هو اللى خبى عليا.
رد رامى:وكمان عمى صفوان يعرف،بصراحه إحنا خوفنا على حضرتك.
نظرت فاديه لرامى ثم ل مروه وقالت بقوه زائفه:أنا خلاص إتعودت عالصدمات بحياتى،أنا هبقى عند نعمان.
قالت فاديه هذا وتمسكت بالقوه الزائفه وغادرت الغرفه،وتركت مروه التى رفعت وجهها تنظر ل رامى بخزو مما فعلته وقالتهُ والداتها هى وضعت الحقيقه أمام مروه،لو كانت زهوه بنظر رامى لكان عاملها بذل فى سراياه،وكان أقل شئ عايرها أنها إبنة أحد خادميه،لكن رامى لم يفعل ذالك،لو كانت زهوه كان إختنق من غيرتها الزائده وشكها الدائم فيه حين يغيب عن عينيها تظن أنه سيتركها مع الوقت،كيف صور لها عقلها هذا،كيف إعتقدت أن وجود رابط بطفل او بطفله بينهم سيمنعه من الأبتعاد عنها لو فقدت زهوتها لديه…هل سيغفر لها رامى الآن.
جلت مروه صوتها وكانت ستتحدث،لكن قبل أن تتحدث،قال رامى:
الغيره والشك الأتنين أقوى قاتل للحب يا مروه…مش الفوارق الإجتماعيه ولاالجمال،،دول مظاهر فارغه قدام الحب الحقيقى،بدليل الجميله عشقت الوحش رغم أنه كان مسخ مشوه،ومكنش عندها شك إنه لما هيتحول ويرجع الأمير الوسيم هيقدر ينسى حبها أو هيبص لغيرها،للأسف يا مروه أنا فى فتره صغيره إكتشفت إن الخيال أبعد ما يكون عن الواقع،إنا حبيتك طول عمرى ورجعت علشانك وإتحملت كتير جفائك حتى لما قولتى لى إنك بتحبينى صدقتك بس كنت غلطان،إنتى خنقتى الحب ده بإيدك وبغيرتك وشكك اللى كانوا فى دماغك من البظابه ،لو مكنتش عاوزك من البدايه مكنتش حاربت قلبك علشان أفوز بس بكلمة حب منك،حتى لما حاولتى تنتحرى مع الوقت نسيت او إتناسيت وكان نفسى نكمل حياتنا سوا،حتى لما إتحطيت فى إختيار إختارتك وبعدت عن هنا،وده كله بدل ما يديكى البرهان على حبى وتمسكى بيكى فسرتيه على هواكى،لكن تفكرى إنى فرحت لما أجهضتى علشان بكده الرابط اللى كان هيبقى بينا إنتهى كان فوق تصورى،بكده وصلنا لنهاية قصة الجميله والمسخ.
قال رامى هذا وترك هو الآخر الغرفه مُخلفاً خلفه مروه التى إنهارت فوق الفراش باكيه بحُرقه،كل ما قالته والداتها وأيضاً رامى كان الحقيقه التى غفلت عنها وفسرت الاحداث على هواها
…,,,, ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين أمواج البحر بدأت تلك الباخره فى السير نحو وجهتها الى سواحل قُبرص والتى تحمل حموله لحد ما ليست كبيره ل بعض المواد البتروليه التابعه لشركه معروفه فالكميه مُرسله تمويل لبعض معدات التنقيب عن البترول فى البحر.
وقف هاشم أمام أحدى الحاويات،تحدث مع أحد الرجال وقال:عملت اللى قولتلك عليه.
رد:أيوا يا هاشم بيه،البنت هنا جوا مع الباقين ووصيت الرجاله على لمى هانم .
تبسم هاشم بظفر وقال: إفتح الكونتينر عاوز أحدد قيمة الطرد ده قبل ما نوصل.
فتح الرجل باب الحاويه، دخل هاشم الى داخلها، نظر حوله الى هؤلاء الصبيه والفتيات الصغيرات، تبسم يقول: لأ المره دى العدد كبير، قال هذا وتوجه الى أحد الأركان كانت ليلى ممده أرضاً، جلس القرفصاء جوارها ونظر لاجزاء جسدها الظاهره بسبب ملابسها الممزقه… بإشتهاء وقال:
دورك جاى قبل ما نوصل قبرص هكون أستمتعت بيكى كفايه وبعدها أنتى وإختيارك،وبكده أبقى حرقت قلب الحقير صفوان كفايه يعيش وهو مش عارف إن كنتى عايشه ولا ميته،الحقير اللى فكر إن فى حد يقدر يقف قدام هاشم الزهار ويمنعه عن حاجه هو نفسه فيها،لأ وكمان درس لوسيم الشامى لدعت قلبه،مفكرنى غبى ومكنتش عارف إنه مغرم بيكى أنا شوفت عينيه يوم زفاف رامى منزلتش من عليكي،وارث غباء مهره،بس أنا حرقت قلبه زى زمان ما حرقت مهره،مفكره إنها هتقدر عليها،غلطانه أكيد لازم أبعت لها هديه من قبرص،بس أوصل لهناك.
نهض هاشم وتوجه يخرج من باب الحاويه وتحدث للرجل: بعد أربع ساعات تدخل تانى ترش عليهم مخدر، وتنتظم فى كده مش عاوز حد فيهم يفوق قبل ما نوصل.
أعطى الرجُل التمام لهاشم.
غادر هاشم المكان متوجهاً الى الغرفه الموجوده بها زينب.
بداخل تلك الغرفه ،بدأت زينب تشعر بخدر يغزو جسدها،لابد من آخذ جُرعة أنسولين الآن،والأ بعد وقت قليل قد تذهب الى مضاعفات وتدخل فى غيبوبه،شعرت بفتح باب الغرفه ودخول هاشم،جلست على الفراش وقالت له ببداية بوهن شديد:
الحقنه لازم آخدها دلوقتي.
فكر هاشم هو درس صيدله سابقاً حقاً لم يُكمل دراستها للنهايه لكن لديه خلفيه عن تآثير بعض الأدويه العلاجيه،على المرضى،ومنها عقار الأنسولين الشهير،والمستخدم الرئيسى فى علاح مرضى داء السكرى،لو أعطى زينب الحقنه الآن والباخره بالكاد تحركت قد تستعيد طاقتها قبل أن تدخل الباخره فى عُمق كبير بالبحر،ووقتها لا يضمن رد فعلها هو رأى سابقاً قوتها هى لم تكن بقوتهاكامله وواجهت فابيو بضراوه لم يقدر التغلب عليها بسهوله كما كان يعتقد،رغم أنه منع عنها الماء والطعام لأكثر من يوم،وتحملت ذالك،إذن لتتحمل بعض الوقت،لن تخسر شئ،بالفعل قال بكذب وهو يفتش فى ملابسه:
الحقنه يظهر وقعت منى هطلع أدور عليها وأرجعلك بسرعه.
بالفعل خرج هاشم من تلك الغرفه الصغيره فهى غرفة خاصه بعمال النظافه للباخره،إرتمت زينب على الفراش شعورها يزداد ببوادر إنسحاب الطاقه من جسدها،لولا تمسكها بالقوه الزائفه،وضعت يدها على بطنها،شعرت لأول مره بشئ ينبُش بضعف فى رحمها،تبسمت يبدوا أن هذا الجنين مثلها سيكون محارب، بعد ما مرت به ببداية الليله ومحاوله إغتصاب من فابيو،صدته عنها بجساره وكذالك غدر ذالك المخادع هاشم بفابيو وقتلهُ له،أنقذها من الوقوع فى براثن ذالك الوغد الذى كان يريد مساومتها بتسجيل فيديو بعلاقه جسديه له معها،يستغله فى خضوعها لما يريد ،لكن مازال الأسوء،هاشم نفسه،وجسدها تنسحب منه الطاقه لديها يقين هاشم سيستغل ذالك ويساومها هو ايضاً،قلبها يشعر أن رفعت سيأتى من أجلها،لكن السؤال: هل سيأتى وأنا مازالت على قيد الحياة، وضعت يدها كى تمسك سلسال المصحف التى دائماً كانت تحرص على إرتدائه، لكن تفاجئت السلسال غير موجود على عُنقها، أين وقع.. دخل لقلبها شعور بنقص من دون ذالك السلسال.
…..
بالفعل ها هو رفعت يشُق مياه البحرليلاً من أجلها أضاء عتمة البحر بأضويه لانشات قوات من البحريه المصريه،
وهنالك سفينه أيضاً مساعده لتلك الانشات كان رفعت على متنها،وكذالك وسيم ومجد اللذان طلبا من رفعت إصطحابهم معهم والبقاء بالسفينه دون المشاركه فى المداهمه التى سوف تحدث فقط مرافقان
حاصرت الانشات تلك الباخره المشتبه بها دون لفت انتباه الباخره بذالك ،لكن السفينه التى مع القوات أرسلت إشاره الى قائد الباخره بالتوقف عن مواصلة السير فى البحر،
مما أفزع قبطان السفينه…وذهب مُسرع نحو تلك الغرفه الموجود بها هاشم
تفاجئ به يقف أمام باب الغرفه
تحدث القبطان:
مصيبة فى سفينه من البحريه المصريه قريبه منى فى البحر بعتت إشاره بالوقوف.
إنخض هاشم وقال له:قصدك أيه،يعنى ممكن يكونوا شاكين فى وجود حاجات ممنوعه عالباخره إنت مش كنت قولت لفابيو،الباخره هتبقي محمله مواد بتروليه مبعوته لمعدات شركة التنقيب،وبالتالى مش هيبقى عليها تفتيش.
رد القبطان:هو بيحصل كده فعلاً،بس ممكن يكون فى تبليغ حصل عالسفينه أو ممكن يكون الإحتمال ده غلط،وتكون سفينة البحريه نفسها محتاجه مساعده أو فى شئ الشركه المسؤله عن حمولة الباخره محتاجه تزوده.
رد هاشم:اياً كان السبب ممنوع توقف الباخره كمل طريقك،فاهم.
رد القبطان:عدم إستجابتى لسفينة البحريه ممكن يزرع شك عندهم،أنا رأيي أنى أوقف وأشوف هما عاوزين أيه ممكن تكون سفينة البحريه محتاجه مساعده وبعدم وقوفنا يدخل شك لهم إن السفينه بتهرب ممنوعات،وتدى إشاره لمركز القياده البحريه وإحنا لسه مخرجناش من المياه الإقليميه ونلاقى هجوم علينا،رأيي أستجيب لإشارة سفينة البحريه،بدل من التجاهل يعمل شك حوالين الباخره.
رد هاشم: تمام.
عاد القبطان الى كابينة قيادة الباخره وقام بتوقيف الباخره، من أجل الإستعلام ماذا تريد سفينة البحريه وإن كان لديه شك، بأن هنالك خطبُ ما، فا ردار الباخره إلتقطت حركة لانشات قريبه من مسار الباخره، ولم يُخبر هاشم بذالك خوفاً منه أن يجعله لا يتوقف بالباخره ووقتها من الممكن حدوث هجوم من البحريه عليه وقد يدفع ثمن ذالك سواء كان بالموت أو حتى توقيفه عن العمل كقبطان بالبحريه، هو ليس عليه أى مسئوليه، إذا تم القبض على هاشم أو عثور البحريه على تلك الحاويه الأخرى من السهل عليه إنكار معرفته بها، عدا ذالك هو بمأمن فابالأصل الباخره تنقل بضاعه بطريقه سليمه.
بينما بسفينة البحربه
تحدث محمود ل رفعت: رجعت إشارة جهاز التعقب تانى.
رد رفعت: الاشاره بتيجى مُذبذبه، مش عارف السبب بس لما بتظهر الاشاره بتيجى من الباخره دى، عالعموم مش خسرانين حاجه بسهوله نقدر نفتش الباخره، غير إنت عارف مين قبطان الباخره ده وحده تأكيد لشكوكنا.
فى ذالك الأثناء آتى الى مكان وقوفهم أحد زملائهم قائلاً:بعتنا إشاره للقبطان الباخره وهو رد أنه هيتوقف،وبالفعل السفينه هدت من سرعتها وخلاص بقينا قريبين منها جداً.
تعجب محمود ورفعت هم توقعوا عكس ذالك،ربما راوغ قبطان الباخره وإكتسب وقت قبل الرد ودخل الى المياه الدوليه وقتها بإمكانه رفض توقف الباخره،لكن مع ذالك قال محمود:
بلاش نلفت النظر من أولها الباخره مُحمله مواد بترولية ممكن بسرعه تشتعل،خلينا نطلع الباخره بهدوء زى ما قولت أخو الدكتوره قال إنه بيشتغل مهندس تنقيب فى الشركه اللى باعته المواد البتروليه دى، هو لبس درع واقى تحت هدومه، وزى ما نوهت عليه إنه يطلع للباخره بصفته مهندس فى الشركه.
رد رفعت:تمام…ربنا يستر…خلينا نبدأ المداهمه بهدوء.
بالفعل صعد محمود ومعه مجد الى الباخره..
تحدث محمود:البشمهندس مجد بيشتغل فى شركة البترول والمفروض أنه كان يبقى مُرافق مع الحموله بس للأسف لأنه إتعطل فى الطريق ووصل متاخى بعد الباخره ما طلعت فى البحر،هو طلب مننا إننا نوصله لحد الباخره،بالذات إن الباخره لسه مكنتش بعدت عن المياه الإقليميه.
تبسم القبطان وقال براحه قليلا قبل أن يتفاجئ بعد ذالك.
ممكن هاوية البشمهندس علشان أطمن مش أكتر.
بالفعل أخرج مجد هاويته،تأكد من عمل مجد فعلاً بالشركه إستراح رغم أنه لم يلاحظ كنية مجد السمراوى المكتوبه بالهاويه،هو لا يعرف أن المرأه التى أتى بها هاشم تحمل نفس الكنيه
،لكن سرعان ما عاد ليس فقط لللشك بل لليقين، حين رأى صعود مجموعه أخرى من القوات البحريه وما زاد إرتجاف القبطان،،،صعود رفعت هو يعرفهُ جيداً.
بسرعه كانت القوات تصعد مما أربك القبطان وقال: فى أيه بالظبط، أنا ماليش دعوه بالباخره غير إنى القبطان بتاعها وأى شئ تانى الشركه اللى بنقل لها هى المسئوله عنه.
تبسم رفعت الذى إقترب من القبطان وقال: فين هاشم قولى على مكانه ووفر على نفسك الباخره تعتبر أصبحت تحت سيطرة القوات البحريه غير الانشات اللى حواليها يعنى مفيش مكان للمراوغه.
إرتجف القبطان وقال بكذب: مين هاشم.
رد رفعت: هاشم الزهار… صديق المرحوم والداك العزيز اللى قتلوه علشان تاخد سيادتك مكانه، خلص وقولى فين هاشم، واللى كانوا معاه أكيد عرفت إنه قتل فابيو.
إرتجف القبطان وصمت، بينما قال محمود: كده مفيش قدامنا غير التحفظ عليك و تفتيش الباخره..
بالفعل بدأت القوات تتحرك بهدوء فوق الباخره.
بينما بالغرفه الموجود بها زينب سمعت صوت دخول هاشم مره أخرى نهضت بوهن شديد وقالت:
لقيت الحقنه.
رد هاشم: أيوا لقيتها، بس قبل ما أديها ليكى ليا شرط.
علمت زينب أن ذالك الخسيس سيُساومها فى مقابل إعطاؤه لها الحقنه بخِسه، لكن لا بأس لتعرف مساومتهُ، وقالت: أيه هو الشرط ده؟
رد هاشم: إنتى مقابل الحقنه.
ادعت زينب عدم الفهم وقالت: قصدك أيه؟
رد هاشم: يبقى بينا علاقه ووقتها أضمن أنك متغدريش بيا بعد ما تاخدى الحقنه.
إنزوت زينب على الفراش وقالت له: العمر واحد يا هاشم ولو مكتوبلى أموت الحقنه مش هتحيني، ولو موت دلوقتي هبقى شهيده فى أعلى مراتب الجنه، هفوز بأيه أكتر من إنى أدخل الجنه بدون حساب.
إغتاظ هاشم بشده من رد زينب القوى عليه وشت عقله تلك التى بدأ الشحوب يغزو وجهها مازالت تدعى القوه،ورفضت عرضهُ
تعصب قائلاً:بس قبل ما تموتى يا دكتوره هاخد منك اللى كنت عاوزه من أول مره شوفتك فيها،رفعت لما إتجوزك مكنش بيحبك ولغاية دلوقتي مش بيحبك بدليل إنه مش بيدور عليكى،لحد دلوقتي،رفعت خدك من قدامى علشان يغيظنى مش أكتر.
ردت زينب التى بدأت تنسحب تدريجياً وقالت:حتى لو رفعت مكنش خدنى من قدامك عمرى ما كنت هفكر فيك يا هاشم حركاتك من البدايه كانت مكشوفه ليا،وقابلت زيها كتير،بس فى قذارتك كنت الأسوء.
ضحك هاشم كأن بدأ عقله يشت منه وقال:إحنا فى البحر بعيد أن أى مكان وهاخد اللى فى نفسى،أنا أخدت كل اللى فى نفسى قبل كده،مبقاش ناقص غيرك،وهخدك يا دكتوره هتكونى ليا حتى لو موتى بعدها.
تحدثت زينب:مش هتقدر تاخدنى غير وأنا جثه يا هاشم بلاش تبقى متأكد من قوتك،أوعى تكون مش عارف إنى دكتوره وسهل كنت أعرف سبب النغزه اللى فى قلبك وكنت بتتحجج بها وتجى للوحده تقولى عليها،سببها المنشطات اللى تقريباً مدمن عليها.
ضحك هاشم بقوه وقال:يبقى إحذرى منى يا دكتوره أنا ديب.
ردت زينب:الديب أشرف منك عالأقل بيعيش مع أنثى واحده طول حياته مش بيريل على واحده تانيه متجوزه،وبيهددها يا تخون جوزها وتبقى له ياتموت.
كانت ردود زينب تُصيب هاشم فى عقلهُ مباشرةً تلك الطبيبه أقوى من الازم،ما سبب قوتها؟
جاوب عقلهُ…سبب قوتها العشق،هى تعشق ذالك الحقير رفعت.
بذكر عقله لإسم رفعت ثار عقل هاشم،لا لن يجعل رفعت فائر،سيأخذ جسد تلك الطبيبه،والآن…لا داعى للإنتظار،قوتها أصبحت واهيه لن تقدر على مقاومته،بالفعل بدأ فى خلع ثيابهُ جزء خلف آخر،لم يبقى سوى بالبنطال،إقترب من مكان إنزواء زينب على الفراش،وقام بشد إحدى ساقيها بقوه وقام بفردها على الفراش وفعل ذالك بالساق الأخرى،وركز برسغي ساقيه فوق ساقيها،كانت زينب بدأت تشعر بالنهايه أمامها،لكن لن تستلم قبل النفس الأخير،بالفعل قامت بضرب يدها فى وجهه،بصفعات ضعيفه،أغاظت هاشم فقام بصفعها على وجهها صفعات ليست قويه ولا ضعيفه،حتى أنها فرت دماء من بين شفتيها وأنفها أيضاً نزف دماء جعل قواها تذهب للنهايه،وأصبحت تنسحب الحياه من جسدها،ولم تعد قادره على مقاومته تبسم بظفر،ومدد جسد زينب فوق الفراش.
لكن بذالك الوقت
كان رفعت بين القوات يمشطوا الباخره،وسمعوا أصوات عاليه،
توجه رفعت ومعه بعض القوات،فتح الباب بحذر
ثم شهر سلاحه وهو يدخل الى الغرفه،
إنهار عقله وهو يرى هاشم يجثوا بجسدهُ فوق جسد زينب،كاد يُفرغ رصاص سلاحه برأس هاشم،لكن نهض هاشم عن جسد زينب وأخرج تلك الحقنه من جيب بنطاله وقام بسحب هواء بها وقال:
قبل ما تقتلينى هكون قاتل الدكتوره قدام عينيك،زى زمان ما حرقت أهلك قدام عينيك،إرمى سلاحك
قال هاشم هذا وقام بتوضع الحقنه فوق عضد زينب،
لم يقول هذا فقط بل قام بالجثو مره أخرى فوق جسد زينب وقال:
وقبل ما أقتلها هاخدها قدام عنينك،
لكن أخطئ هاشم فى الحسبه لم يكن عليه التحدث بتلك الطريقه،
زينب حقاً تشعر بقُرب نهاية حياتها لكن لن تدع وغد مثل هاشم بنيل ما يريد ويدنس جسدها،رفعت إحدى ساقيها وإستجمعت ما تبقى من قوتها وإستقوت بوجود رفعت أيضاً فهو لن يتركها ترحل وبأحشائها نطفتهُ،
رفعت ساقها وقامت بضرب هاشم ضربه قويه أسفل منطقة خصرهُ،لا ليست ضربه واحده بل ضربات متتاليه،أفقدته عقلهُ من الألم الذى يشعر بقوته،فهو آلم يشبه الذبح بسكين بارده،
فى ذالك الوقت وقعت الحقنه من يد هاشم على الفراش وتنحى عن جسد زينب ينزوى بأحد أركان الغرفه يشعر بسيلان دماء منه مُصاحب لألم ساحق أفقده الحركه والتفكير.
سريعاً وضع رفعت سلاحه فوق خصره وتوجه للفراش وأخذ تلك الحقنه،وقام بأفراغ الهواء منها ولحظات كان يغرس الحقنه بعضد زينب،التى إستسلمت أخيراً وأغلقت عينيها تُرحب بأى نهايه.
لكن لم تكن النهايه مازال وقت الرحيل لم يحين.
تحدث رفعت بإستجداء لها:زينب إفتحى عيونك،خلاص هاشم إنتهى،إفتحى عيونك علشانى وكمان علشان الجنين اللى فى بطنك،لازم تتمسكى بالحياه علشانهُ،بالفعل فتحت زينب عينيها لثوانى وقالت له بتوهان:إتأخرت ليه يا همجى.
تبسم رفعت وقام بحضنها بقوه،الى أن آنت بين يديه…خفف من حضنه لها وقام بلف الملاءه الموضوعه على الفراش أسفلها عليها وقام بحملها،وخرج من الغرفه،بينما دخل بعض رجال القوات وقاموا بالقبض على هاشم الذى شبه شُلت حركته السير على قدميه له الآن مثل تروس المكن الحديديه حين تحتك ببعضها دون عازل فتنكسر التروس…سار بينهم،يشعر بإنسحاب روحه مع زيادة الآلم والنزيف المصاحب له
لكن فكر عقلهُ الشيطاني،هل سيستسلم ويترك رفعت يفوز فى النهايه،
لا الشيطان لن يموت قبل أن يرسل أعداؤه للحجيم قبلهُ
بحركة خداع من هاشم مثل عدم القدره على مواصلة السير،جعل من كانوا يقبضون عليه،يقفون بسرعه أخذ سلاح أحدهم وقام بقتله وجرى يعرج مثل الذئب الجريح،يتوارى بين أحد أماكن الباخره،وقام بإطلاق الرصاص،نحو رفعت،لكن رفعت أخذ حذرهُ سريعاً وتجنب بزينب الى أحد الأماكن،ووضعها بمأمن وشهر سلاحه يرد على رصاص هاشم،
خرج هاشم من مكانه وإختبئ بمكان آخر ونظر لسلاحهُ لم يبقى سوا رصاصه واحده الآن،أمامه حلان،إما أن يُطلق الرصاصه برأسه،أو برأس رفعت
لكن هو مازال يريد الحياه،لتنطلق الرصاصه برأس رفعت،لكن هاشم لم يحسب مكانه جيداً خلفه أحد خزانات البترول وطلقه واحده تخترق ذالك الخزان إنتهى مُشتعل
وبالفعل كانت رصاصة رفعت تخترق جدار ذالك الخزان، الذى سُرعان ما إشتعل محدثاً كتله ناريه ضخمه طال لهبها الحارق جسد هاشم،الذى صرخ والنيران تلتهم جسده بسرعه،جعلته يتلوى من النيران ويسير بها وألقى بنفسه بين مياة البحر علها تُطفئ لهيب جسده،لكن المياه مالحه والنيران تشتعل فوق المياه فأعطتها سخونه قويه حتى إن إنطفئت النيران فالمياه تغلى بحرارة تلك النيران،مما جعل هاشم يظهر فوق المياه سريعاً،قامت القوات بسحب جسده الفانى.
حين رأى رفعت إشتعال النيران فوق الباخره،قام بحمل زينب سريعاً وسار بها بسرعه كبيره ثم ألقى بجسديهم فى المياه بعيد قليلاً عن مكان النيران،يداها تمسكت جيداً بزينب،سُرعان ما تلقى دعم من زملاؤه وسحبوه الى أحد الانشات وإبتعدت بهم عن مكان النيران.
بينما قبل دقائق،أثناء تفتيش القوات البحريه للباخره،لاحظوا وجود حاويه كبيره مغلقه،قاموا بفتحها،لم يذهلوا مما وجدوا فهم رأو مثل ذالك كثيراً،الحاويه كانت تحتوى على مجموعه من الأطفال المراهقين من الجنسين،كانت من بينهم ليلى أيضاً،كانوا مُخدرين ويضعون فوق أفواهم وأيديهم وأرجلهم لاصق
قامت إحدى الرافعات بحمل تلك الحاويه ووضعها فوق سفينة القوات…
بنفس اللحظه توجه وسيم الى تلك الحاويه وفتحها،تنهد براحه حين رأى ليلى من ضمن هؤلاء لكن زالت فرحته وهو يرى وجهها المكدوم وملابسها شبه الممزقه وبعض أثار التعذيب الواضحه،
خلع سريعاً قميصه وقام بوضعه فوق جسد ليلى،وقام بإزالة الاصق من على فمها ويديها وساقيها،وبدأ يوفيقها،لكن لم تستجيب له،لكن جث عرقها النابض وشعر بنبضهُ،مما جعله يطمئن قليلاً.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت أثناء عودة سفينة القوات.
إقترب مجد من رفعت الذى صعد للسفينه يحمل زينب وقام بتقبيل يدها قائلاً:
زينب حبيبتي.
تبسمت زينب الواهنه دون أن تفتح عيناها وقالت بمزح: بتبوس إيدى ليه مفكرنى ماما يا حيوان.
تبسم مجد وقام بتقبيل إحدى وجنتيها وقال:ما أنا كنت خايف أبوس خدك رفعت يرمينى فى النار اللى هناك دى…بحبك يا زوزى شكلى مش هعرف أتخلص منك.
تبسمت زينب دون رد وإستسلمت لتلك الغفوه التى تسحبها،نامت بين ذراعى رفعت وهى مُطمئنه.
بعد قليل وصلت السفينه الى المرفأ كان بإنتظارها أكثر من سيارات إسعاف،
نزل رفعت يحمل زينب وجواره مجد،وتوجه الى إحدى سيارات الإسعاف…
فتحت زينب عينيها ولعقت شفتيها وقالت: عطشانه.
تبسم رفعت كذالك مجد بينما أعطى أحد المُسعفين الموجودين بسيارة الإسعاف،زجاجة مياه ل رفعت.
بدأ بسكب نقاط من الزجاجه ووضعها بإصبعهُ فوق شفاها،كانت زينب تلعق شفاها،رغم أنها مجرد نقاط قليله لكن زال جفاف حلقها ونظرت ل رفعت قائله بوهن:أول مره أشوفك عالحقيقه لابس زي الشرطه البحريه أيه رجعت تانى للخدمه.
تبسم رفعت وقال: رجعت علشانك ووآخر مره هتشوفيه عليا…بعد كده،هبقى الهمجى اللى بيروض الخيول الشرسه.
بوهن ردت زينب:الشرسه غير قابله للترويض لو عجباك لازم تقبلها كده بشراستها.
تبسم رفعت وقال:عاجبنى شراستها وكنت خايف تضيع منى الشرسه.
… ****
كما نزل وسيم الذى حمل ليلى وصعد لسيارة إسعاف،ظل معها بالسياره مد يدهُ وأمسك يد ليلى وقام بتقبيلها،للحظات فتحت ليلى عيناها وقالت بتقطع:
لمى..لمى هى اللى كانت خطفانى.
تحدث وسيم:كان عندى شك إنها هى اللى وراء خطفك،سامحينى يا ليلى حاولت أحميكى وكنت ببعدك عنى كنت غلطان كان لازم أحميكى وأقربك منى،بس الوقت لسه مفاتش صدقينى،أنا بحبك يا ليلى.
لم تكن ليلى بقواها العقليه كانت تستمع لقول وسيم وتعتقد أنها بحلم وتتخيل ما يقوله.
لكن وسيم كان الندم يتأكل قلبهُ لحظات فرقت،لولا القدر ربما كان فقد ليلى،ربما كان عاش الباقى من عمره يبكى ليلاه.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بذالك الهنجر
تناوب هؤلاء الأوغاد
إغتصاب لمى،هم مُرتزقه جياع يعيشون بين شقوق الجبال والصحراء الواعره،لديهم رغبات مكبوته،حين تقع فريسه تحت أيديهم فهم لا يتركوها سوا بخروج روحها من جسدها،وهذا بالفعل ما فعلوه معها بسبب توصية كبيرهم لهم،هى سابيه لهم غنيمه ذهبت لهم بمحض إرادتها حين إستسلمت لشيطانها وسارت خلفه لا تعرف أى أخلاق تسلُك طريقها ولا لأى دين تنتمى،عاشت حياه مُلحده،ها هى تنتهى حياتها أسفل أجساد مُرتزقه كانت تعتقد أنها لديها القوه لإخضاعهم،لكن هم من نفس قذارتها بل أسوء هم جياع للنساء…وهى سقطت أمامهم
غادر هؤلاء المُرتزقه الهنجر تاركين جثة لمى لكلابهم الصعرانه الضاله يأكلون ما تبقي منهم،جسدها الذى إنتهكوه فى البدايه بإرادتها وفى النهايه بالأغتصاب المتتالى منهم،إنتهت مثلما فعلت مع نساء وفتيات غيرها،وأرسلتهم للجحيم،هى الآخرى ذاقت نفس الجحيم وأسوء.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بظهيرة اليوم التالى
بمشفى خاص تابع للبحريه المصريه
كان صُراخه يصم الأذان،بسبب إحتراق جسده بالكامل،مثلما حرق ذاق نفس الحرق وأسوء،فغيره أنهته النيران،أما هو مازالت نهايته مستمره،يتآلم كل جزء فى جسدهُ الذى إحترق حتى وجهه لم يبقى من ملامحهُ سوا عينين فقط،مع كل نفس يخرج منه آلم ساخق يشعر به ،وضعوه بغرفة مُخصصه لهذا النوع من الحرائق الجسديه،يصرخ فلا مُسكن ولا مُخدر قادر على تخفيف آلمه،لا شئ قادر الآن سوا رحمه ولطف الله عليه،لكن حتى هذا لن يناله،عليه تذوق ما فعله بأبرياء ذات يوم…
بدأ عقلهُ يستغيث بشيطانهُ الآثم الذى إرتكب جميع المعاصى، الشيطان يتلاعب به ليس فقط الشيطان، بل خيالات يصورها له عقله، بعودة من آذاهم أمامه، يقفون يضحكون عليه بتشفى مما وصل له، هو أصبح جسد بالي مثل الخِرقه الباليه مزقت النيران جلدهُ ولحمهُ، صرخ عليهم لكن لا يرحلون، هم يضحكون عليه، يزداد صُراخهُ وهم يزداد ضحكهم، يود أن يرفع يديه يصم أذنهُ، لكن ليس قادر على ذالك، جسدهُ بالكامل مُغطى بطبقه عازله، يصرخ لا آحد يُجيب عليه.
شيطانه صور له نهايه واحده ليستريح من آلمه المُضنى،… الإنتحار.
بالفعل تحكم به الشيطان وأعطاها قوه، نهض من على فراش العزل
خلع تلك الكلونه الموصوله بأحد عروق يدهُ، وحدها الرفيع، بدأ بثُقب عنقهُ وهو يهزى برؤيه من سبب لهم الأذى سابقاً، يشعر بآلم قاتل، لكن جبروت شيطانه جعله يتحمل ذالك، وبسبب إحتراق جسده كانت شراينه واهنه، وإنقطعت بسهوله، وبدأت تسيل دماؤه، بغزاره فوق أرضية غرفة العزل، لم ينال الراحه بل تآلم لآخر نفس خرج منه يعلن نهايته آثماً بالكُفر كان هذا هو الآثم الأخير له…الموت كافرًا.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمبنى خاص بالقوات البحريه.
وقف رفعت يؤدى التحيه العسكريه لقائدهُ.
تحدث القائد: مبروك يا سيادة الضابط خلاص صدرت ترقيتك إنت وزميلك محمود، بصراحه أديتوا مهمتكم على أكمل وجه… وأثبتم جسارة البحريه المصريه فى التعامل مع الخارحين، قتل فابيو ووقوع هاشم الزهار وكمان عضو فاسد زى حضرة النائب، وكمان القبطان، إعترف على مجموعه من معاونين للشبكه دى فى مصر، وقدرنا نبلغ الوحدات المختصه بالتعامل معاهم، وتوصلنا لبعض تجار البشر.
تحدث رفعت: وبالنسبه للأطفال اللى كانوا فى كونتينر عالباخره عملتوا فيهم أيه؟
رد محمود: إحنا رفعنا صورهم على بعض مواقع المفقودين اللى بيتبلغ عنهم من أهلهم، غير فى منهم كانوا هجره غيرشرعيه يعنى بعلم أهلهم ودول بلغنا أهلهم أنهم يجوا هنا يستلموهم.
تحدث القائد: برضو هجره شرعيه، نفسى أعرف ليه الأهالى بيضحوا بولادهم الصغيرين دول ويبعتوهم للموت بأيديهم،عقولهم فين؟
رد محمود:الفقر والطمع هو الدافع المسيطر على عقولهم يا أفندم.
رد القائد: فعلاً هما دول الدوافع المسيطره، ها يا رفعت مراتك والبنت اللى كانت معاها أزيهم دلوقتي.
رد رفعت: الحمد لله مراتى إستعادت جزء من صحتها والحمد لله ربنا لطف والجنين تمسك بالحياه….
وليلى الحمد لله جروحها مش قويه يومين تلاته وتسترد صحتها هى كمان.
تبسم القائد: أكيد الجنين هيبقى محارب زى باباه ومامته ربنا يكمل شفاها وتقوم بالسلامه.
تبسم رفعت يقول: متشكر يا أفندم، بصراحه أنا أخدت قرار نهائى بإنهاء مدة خدمتى فى البحريه، وقررت إنى أتفرغ لتربية وترويض الخيول… وده سلاحى وكمان الشاره الخاصه بيا.
قال رفعت هذا ثم وضعهم أمام القائد الذى قال بآسف:
بصراحه كنت أتمنى تستمر معانا فى الخدمه بس طالما دى رغبتك بتمنى لك التوفيق فى إختيارك.
تبسم رفعت ومد يدهُ يصافح القائد ثم خرج من مكتبه
يتوجه الى المشفى من أجل تلك الشرسه التى قلبت حياتهُ وجعلته يبدأ من جديد بطريق آخر لم يكن يتوقعه يوما
….. ……..
بعد العصر بالمشفى
بغرفة ليلى
تبسم وسيم وهو يساعد ليلى على إحتساء الماء
إرتوت ليلى وشكرت وسيم، وقالت له:
إمتى هخرج من المستشفى دى.
تبسم وسيم وقال: رفعت قال هنرجع الزهار النهارده عالمسا كده بس إنتى والدكتوره لسه حالتكم متستحملش الطريق فهنرجع فى عربية إسعاف، زى اللى إتخطفتوا فيها.
تنهدت ليلى بآلم وقالت: مش عارفه أيه سبب شر لمى من ناحيتى أنا عمرى مأذيتها.
رد وسيم: السبب نفوس ضعيفه قلبها مليان غِل وسواد بدون سبب وكانت غلطتى من البدايه.
ردت ليلى بخجل: وسيم هسألك سؤال جاوب عليا بصراحه… لمى وهى بتضربنى قالتلى إنك غلطت وقولت لها….
توقفت ليلى عن تكملة الحديث… فقال وسيم بإستفسار:
قالتلك أيه.
ردت ليلى بخجل: قالتلى إنك بتحبنى… أنا قولت لها مش….
قاطعها وسيم قائلاً: فعلاً بحبك يا ليلى ودى تالت مره بشارك فى إنقاذ حياتك والتالته تابته وهتجوزك.
إنصهر وجه ليلى وقالت بحياء:بس أنا لسه قدامى أربع سنين دراسه والجواز ممكن يعطلنى….وبصراحه مش موافقه.
ضحك وسيم وقال بثقه:لما نرجع للزهار..لينا كلام تانى يا لولا.
………..
بينما بغرفة زينب
دخل رفعت الى الغرفه الموجوده بها زينب وتبسم حين وجد زينب مستيقظه وقال:فين مجد؟
ردت زينب:خرج يتصل على ماما يطمنها عليا،ويقول لها بلاش تجى لهنا إحنا هنرجع المسا عالزهار.
نظر رفعت لوجه زينب المكدوم وعليه أثار صفعات لكن تبسم.
تحدثت زينب له: بتبصلى وتبتسم ليه، على فكره أنا ضربت فابيو وكمان هاشم،يعنى متفكرش أنهم علموا عليا.
تبسم رفعت وقال:خلينا نخرج من المستشفى ونرجع للزهار من تانى نبدأ من جديد مع إبننا المناضل.
قال رفعت هذا
و إقترب من الفراش وحمل زينب
التى قالت بعتاب مرح: رفعت أيه اللى آخرك يا همجى كنت مستنى تستلمنى جثه.
تبسم رفعت وضمها قوياً يقول بمزح: أيه ده إنتى تقلتى كده ليه، شكله كان بيغذيكِ كويس وواخد باله من صحتك.
ردت زينب: آه كان واخد باله من صحتى عالآخر الواطى هاشم كان بيساومنى على حقنة الانسولين قصادها أسيب له نفسى والتانى فابيو كان بيضغط عليا بالجوع والعطش.
رد رفعت: وإنتى رديتى علي هاشم بأيه:
ردت زينب: قولت له الرب واحد والعمر واحد… لو موتت دلوقتي هموت شهيده وأدخل الجنه وأرتاح من وش الهمجى رفعت الزهار لأنه عمره ما هيورد عالجنه أبداً.
ضحك رفعت
تذمرت زينب قائله: بتضحك على أيه يا همجى، بقولك نكته… الواطى هاشم كان هيتسبب فى موتى، وإنت بتضحك.
رد رفعت بضحك: هو كان هيتسبب فى موتك، وإنتى موتى رجولته عالأخر.
ردت زينب: يستاهل… مفكرنى هفأ ولا أيه؟
ضحك رفعت يقول: هفأ… متأكده إنك دكتوره.
ردت زينب: بصراحه بفكر أعتزل المهنه دى، وأشتغل فى تربية الخيول… بتكسب أكتر وأذل الواد مجد اللى بيقبض بالدولار اقوله مفيش حد احسن من حد.
تبسم رفعت ينظر لها وأحنى رأسه وقام بتقبيل شفاها.
تذمرت زينب من تقبيله قائله: شفايفى بتوجعنى يا همجى بسبب تلطيش الواطى .
تبسم رفعت يقول: شفايفك بتوجعك من كام قلم وبالنسبه لأبنى اللى فى بطنك ده… ظروفهُ أيه… بعد الضرب ده كله ولسه متمسك بالحياه…(رضوان) أكيد هيطلع أسد زى جدهُ.
ردت زينب: لأ هيطلع همجى زيك، أنا كان نفسى فى بنت رقيقه زيي كده،بس للأسف السونار حدد نوع الجنين،بولد.
ضحك رفعت يقول: رقيقه!
قولى شرسه
انا بستغرب أزاى واحده تبقى حامل فى حوالى أربع شهور ومتعرفش ونازله ضرب ومغامرات… مرمطى إبنى معاكِ من قبل ما يطلع للحياه.. أعملى حسابك مفيش شغل لحد ما تولدى.
ردت زينب: لكل مقام مقال… بس أسترد صحتى وبعدها يحلها ربنا…. يا قدرى الأسود يظهر إنك لعنه مش هعرف أتخلص منك أبداً.
تبسم رفعت وضم جسد زينب لقلبه قائلاً: وأنتى صاحبة أحلى لعنه و قدر فى حياتى يا شجرتى الطيبه.
حركت زينب رأسها على صدر رفعت كالقطه قائله: أنا جعانه على فكره، ولو مأكلتنيش أنا هتحول لمصاصة دماء وأعضك من رقابتك، ما هو مش إبنك يتغذى منى وأنت مجوعنى.
تبسم رفعت يقول بمزح: والضرب اللى أكلتيه مشبعكيش.
نظرت له قائله: لأ مشبعنيش أصله كان ضرب ناشف مفيهوش حاجه حتة لحمه طريه زى رقابتك كده…إياك بعد اللى حصل ده كله تكون النيران اللى فى قلبك إنطفت.
تبسم رفعت وقال: النيران إنطفت بالعشق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بكره هينزل البارت النهائى مكتوب منه جزء كبير،بس لقيته هيبقى كبير قوى ومش هيتنشر كامل عالفيسبوك فقولت أقسمه،هو بارت رومانسى كوميدى بقى بعد الأكشن ده كله..
#يتبع
للحكايه بقيه
الشعله 39الختاميه…… طيب المشاعر
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بسرايا الزهار.
دخل رفعت يحمل زينب بين يديه أقبل عليه كل من صفوت وهاله بفرحه كبيره لكن شعرت بغصه حين رأت بعض أثار الضرب على وجه زينب، وضعت يديها على وجنتيها وتنهدت بآلم وتدمعت عيناها، لكن
إنحنى صفوت وقام بتقبيل وجنة زينب وهو الآخر يشعر بآلم.
بينما تحدث مجد بمزح: شوف يا بابا شوفى ياماما، كل قوى فى الأقوى منه زوزى كانت بتفترى عليا وتضربنى وتقلبنى فى فلوس أهو جه اليوم اللى شوفتها متعلِم عليها.
ردت زينب: مين اللى متعلِم عليها أوعى لألفاظك شويه متفكرش إنى هفأ زيك،أنا بس إتاخدت على خوانه وكمان علمت عليهم أنا عدمت هاشم رجولته.
تبسمت هاله قائله: يستاهل، ربنا ينتقم منه.
رد رفعت: ربنا فعلاً إنتقم منه وبيكفى إنه مات كافر.
نظرت زينب له متعجبه…
تبسم رفعت: أنتى قضتي السكه نوم فى الأسعاف وإحنا جايين من إسكندريه لهنا، وانا جالى إتصال من زميل سابق ليا، وقالى أنهم إتفاجئوا بهاشم مُنتحر فى أرضية أوضة العزل اللى كان فيها.
ردت زينب قائله: يعنى حتى آخر باب للتوبه خسرهُ ومات كافر كمان.
تحدثت هاله: كل واحد بياخذ جزاء عمله،يلا بلاش وقفتك دى هنا يا رفعت طلع زينب للأوضه، علشان ترتاح، ونشوف أيه حكاية الحمل المفاجئ دى كمان.
تبسمت زينب
بعد لحظات وضع رفعت زينب بالفراش، وتبسم
حين دخلت إنعام بلهفه وقالت:
زوزى حفيدتى حبيبتى رجعت خوفت عليكى، قلبى كان حاسس إن ربنا هينجيكى، وكنت بدعى ليكى.
تعجب رفعت فهو لم يُخبر جدته وأمر كل من يعمل بالسرايا بعدم إخبارها.
جلست إنعام جوار زينب على الفراش وقبلت وجنتها وعاودت الحديث:أنا شوفتك فى الحلم بين النيران وكمان سمعت كلام الشغالات وهما بيتكلموا مع بعض عن حكاية خطف الدكتوره من قلب الوحده.
قالت إنعام هذا ونظرت لرفعت قائله بتهجُم:وإنت كنت فين يا همجى وسيبتهم يخطفوا زوزى.
تبسمت زينب قائله:ربنا نجانى ببركة دُعاكى يا تيتا.
نظرت لها إنعام قائله:نجاكى من أيه،هو أيه اللى حصل وكلكم متجمعين كده فى الأوضه،أكيد الهمجى ده هو السبب.
قالت إنعام هذا ونهضت من جوار زينب وتوجهت ناحية رفعت وقامت بضربه أكثر من مره فوق كتفه قائله:إن كان هو ولا أخوه المسخ الإتنين حيوانات مش بيمشوا غير بالكرباج،أنا رايحه أجيبه وراجعه تانى.
تبسم الجميع،
كذالك رامى الذى دخل يقول:هو أيه اللى ضايق جدتى قابلتنى وأنا جاي على هنا شتمتنى؟
تبسم رفعت
بينما قال رامى:حمدالله على سلامتك يا زينب…وربنا يتمم لك الحمل بخير وتقومى برضوان بالسلامه.
تبسمت زينب له
لكن تلك التى دخلت شعرت بغصه فى قلبها حين سمعت قول رامى لزينب معنى ذالك أن زينب حاملاً،كبتت دمعه بعينيها وقالت:
حمدالله على سلامتك يا زينب
ردت هاله قائله:الله يسلمك يا مروه وكمان حمدالله على سلامة أختك،ربنا لطف بيهم الإتنين.
ردت مروه:الحمد لله أنا أطمنت على زينب هروح بقى أطمن على ليلى كمان عن إذنكم،ومره تانيه حمدالله على سلامتك.
خرجت مروه من الغرفه تشعر بآلم زينب رغم مواجهتها للموت لكن تمسك جنينها بالحياه،بينما هى لا تعلم سبب لإجهاضها بتلك البساطه،لكن هنالك تفسير…أمر الله…تقبلت مروه ذالك وسارت بعض الخطوات قبل أن تقف على صوت رامى من خلفها الذى قال:
مروه إستنى أنا جاى معاكى أطمن على ليلى.
شعرت مروه بفرحه فى قلبها،ربما هنالك فرصه أخرى لها مع رامى لن تُضيعها وستستغلها وتُبرهن حبها له،ليس هو فقط من يحبها،هى الآخرى عاشقه له،لكن تمكنت منها حماقة عقلها مِرارًا.
بينما بغرفة زينب تثائبت زينب أكثر من مره.
ضحكت هاله قائله:أيه الوحم جايلك بالنوم ولا أيه،رفعت بيقول إن طول الطريق وأنتى نايمه.
رد صفوت:فاكر لما كنتى حامل فيها كان الوحم جايلك بنوم طول الوقت،حتى كنتى بتنامى فى الشغل،وآخر شهر قبل الولاده أخدتى أجازه قضيتى معظمها بين النوم والآكل لحد يوم الولاده.
تبسمت زينب قائله:أنا بحبك يا بابا أنت اللى دايما بدافع عنى أهو عادلك الماضى علشان تبقى تتريقى عليا،بس أنا سبب نومى الأدويه إنما أنتى كسوله حتى بتخلى بابا يغسلك المواعين.
رد صفوت:لأ غسيل المواعين ده هوايه عندى،هاله بريئه منها.
تبسموا على ذالك،كذالك رفعت شعر للحظات بإفتقاد والدايه،تمنى أن يكونا أحياء مثل والداى زينب يتمتع معهم بأُلفة العائله،لكن هذا كان قدر ومثلما أخذ منه والداه وأختهُ ذات ليله جاء العوض ب زينب سيشكل معها عائله سعيده،خمدت النيران،وحان وقت العشق.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام منزل صفوان
بنفس الوقت.
توقفت سيارة الأسعاف، حمل وسيم ليلى لكن وجد نعمان يخرج من الباب سريعاً ومد يديه كى يأخذها منه
للحظه تمسك وسيم بها وفكر فى رفض إعطائها لنعمان..
لكن بالنهايه عليه تحكيم عقلهُ قليلاً فهذا لا يحق له الآن
أعطى وسيم ليلى لنعمان على مضض…
دخل نعمان بليلى الى داخل المنزل وخلفه وسيم،إستقبلتهم فاديه تشعر بعودة الروح لها حتى حقاً طمئنوها سابقاً عبر الهاتف وهى بمنزل نعمان،عادت لمنزلها تنتظر عودتهما،كان الوقت يمر ببطئ شديد،كم تآلم قلبها حين نظرت لوجه ليلى والى يدها المُضمضه،لكن كل هذا سيزول مع الوقت المهم أنها عادت لها دون أذى أقوى من ذالك،ضمت فاديه وجه ليلى بين كفيها وإنحنت تقبل جبينها بعين مُدمعه.
رأى نعمان لمعان الدموع ليس بعين فاديه فقط،بل صفوان أيضاً جفف تلك الدمعه التى فرت من عيناه وأقترب من مكان وقوف نعمان بليلى وقبل جبينها ووجنتيها بمحبه…تحدث نعمان:يا جماعه وسعوا من قدامى خلونى أدخل ليلى لسريرها،دى تقيله قوى وأنا راجل كبير.
تبسمت هبه التى تدمعت أيضاً وقالت:كبير أيه يا خالو أنت لو مكنتش خالو مكنتش عتقتك وأتجوزتك بالغصب،أفتكر كويس كده يا خالو متأكد أن ماما تبقى أختك يمكن غلطوا وبدلوا ماما مع واحده تانيه وقت الولاده.
تبسم نعمان وهو يدخل الى الغرفه وقال:متأكد إن فاديه أختى وإتولدت على إيدى كمان فبطلى بكش بقى،ويلا مش إطمنتى على ليلى،إرجعى للمعسكر تانى وكملى مذاكره عندك إمتحان بكره.
ردت هبه:طب أنا عامله نفسى ناسيه ليه تفكرنى يا خالو.
تبسمت ليلى وقالت:روحى كملى مذاكره چيولوچيا عشان تضمنى كلية الهندسه.
تبسمت هبه وبالفعل خرجت مره أخرى من الغرفه .
وضع نعمان ليلى فوق الفراش،بينما بخارج الغرفه وقفت فاديه مع وسيم الذى دخل خلف نعمان ولم يدخل الى الغرفه وقالت له:
بشكرك يا وسيم إنت ورفعت رجعتولى بنتى بخير.
تبسم وسيم وقال:ست فاديه فى موضوع مهم كنت عاوز أفاتحك فيه،الموضوع ده يخصنى أنا وليلى.
تعجبت فاديه لكن قبل أن تستعلم من وسيم عن هذا الموضوع،دخلت مروه الى المنزل وخلفها رامى ومعم أيضاً ضيف ثالث.
نظرت فاديه الى مروه وتجاهلتها،بينما رحبت برامى ومجد الذى كان معهم عيناه تبحث عن السندريلا فهو تحجج وآتى مع مروه ورامى من أجل ليلى، لكن الحقيقه هو يريد رؤية السندريلا، وها هى أمامه، تبتسم له بحياء
دخل رامى ومعه وسيم وكذالك مروه وفاديه الى الغرفه،وقفوا وقت طويل،لكن صدح هاتف وسيم،نظر للشاشه وقال:
دى ماما مهره، أكيد أستغيبت رجوعى،مره تانيه حمد على سلامتك ياليلى هستأذن أنا.
أمائت ليلى برأسها،بينما قال رامى:خدنى معاك،الحمد لله إطمنا على ليلى نسيبها ترتاح.
تعجبت مروه من قول رامى، لماذا لم يظل قليلاً ولم يطلب منها العوده معه، شعرت بآلم كبير من ذالك، وبالأخص حين غادر رامى خلف وسيم دون أن ينظر اليها حتى، ألهذه الدرجه وصل الخلاف بينهم، الى أن يتجاهلها، ويغادر بدونها.
بينما تلك السندريلا بخارج الغرفه، تتحدث مع مجد ذالك العاشق المفضوح الحركات الذى قال:
إزيك يا سندريلا عامله أيه فى الامتحانات.
تبسمت هبه وقالت: إسمى هبه على فكره منين جبت سندريلا دى، وهكون عامله يعنى أيه فى الامتحانات ، عادى مسحوله طبعاً، ولو مش صدفه مكنتش عرفت إن ليلى أختى مخطوفه،مع الدكتوره زينب، بس الحمدلله رجعت فى نفس اليوم اللى عرفت فيه والأ مكنتش هقدر أكمل بقية الأمتحانات.
غمز مجد بعينيه وقال: على فكره أنا كنت هيرو، وساعدت فى رجوعها هى و صبى البواب زوزى أختى، مشفتنيش أنتى وانا واقف وسط الرصاص،الحمد لله كنت لابس درع واقى تحت هدومى ، بس أيه كنت أسد.
تهكمت هبه وقالت: أسد ولا قطه ميهمنيش.
رد مجد بمكر:طب عينى فى عينك كده،يعنى لو كانت رصاصه طايشه صابتنى،مكنتيش هتزعلى عليا.
ردت ليلى بخبث:وكنت هزعل ليه كنت من بقية عليتى،عادى جداً.
نظر لها مجد وقال بمكر:طب كويس إن قلبك جامد كنت هقولك إن فى رصاصه جت فى كتفى.
إنخضت هبه وقالت:أيه طب وإزاى واقف كده لازم تستريح، وتهتم بصحتك.
ضحك مجد وقال: مش من شويه مكنتش من عيلتك علشان تزعلى عليا ليه إتخضيتى دلوقتي، يا سندريلا.
خجلت هبه ونظرت له قائله: يعنى أيه، يعنى إنت مش متصاب فى كتفك وبتكدب عليا، تصدق دى آخر مره هصدقك، وهسيبك وهدخل الأوضه أطمن على أختى.
قالت ليلى هذا وكانت ستدخل، لولا أن مسك مجد يدها وسحبها الى أحد أركان المكان ووقف أمامها وقال: ذاكرى كويس علشان هدية نجاحك هتبقى خطوبتنا يا سندريلا.
إرتبكت هبه ودفعته فى صدره وفرت هاربه من أمامه.
تبسم مجد وتنهد بشوق يقول: هانت يا سندريلا.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل مهره.
دخل وسيم الى المنزل سأل إحدى الخادمات عن مكان مهره، قالت له أنها بغرفتها القديمه… ذهب وسيم الى الغرفه وفتح الباب،دون طرق.. لاحظ مهره وهى تُجفف دموعها باحد المحارم الورقيه.
إقترب من مكان جلوسها، وجلس على ساقيه أمامها وقال بلوم: أكيد عرفتى إن هاشم مات، مش معقول بتبكي الدموع دى عليه؟
فرت الدموع من عين مهره وقالت: رفعت إتصل عليا من شويه وقالى، أنهم أتصلوا عليه علشان يكمل إجراءات دفنه لازم أكون موجوده معاه بصفتى مراتهُ.
مد وسيم يدهُ نحو وجه مهره وبدأ يمسح الدموع من على خديها وقال: هاشم ميستحقش دموعك دى.
ردت مهره: أنا مش ببكى على هاشم.. أنا ببكى على عمرى اللى ضاع فى خضوع وإستسلام، ياريتنى كنت حاربت زمان ومستسلمتش لخوفى، يمكن كانت حياتى إتغيرت وكان إبنى عاش.
نظر لها وسيم وقال: وأنا أيه مش إبنك.
جذبته مهره وحضنته بقوه قائله: إنت إبنى يا وسيم والله وأغلى كمان، عارف حتى لو إبنى كان عاش كنت هتبقى عندى أغلى منه، بس كان نفسى يبقى عندى أكتر من ولد يبقوا عزوه وسند لبعض وليا.
تبسم وسيم وقال: ورفعت كاتم أسرارك ورامى كمان مش أخواتى وولادك وسندك كمان.
ردت مهره قائله: ولادى اللى فوزت بيهم وربنا عوضنى بيكم، قد ما كنت زعلانه وقت ما إختلفتوا بس كان خير، وإتجمعتم تانى، ربنا يخليكم ليا دايماً، رفعت قالى إن زينب حامل فى ولد وهيسميه رضوان، تعرف إن رضوان مش بس هيبقى حفيدى من رفعت لأ كمان زينب بنتى رضعتها زمان.
تبسم وسيم وقال: عارف سبق وقولتلي،بس حضرى نفسك بكره يبقى عندك أحفاد كتير،منى ومن الواد رامى كمان.
شعرت مهره بغصه وقالت:عرفت إن مرات رامى كانت حامل وأجهضت زعلت والله بس خير ربنا بكره يعوض عليهم بالأفضل،وبتمنى يبقى عندى أحفاد كتير منكم يملوا الدنيا بهجه.
تبسم وسيم وقال:فى أقرب وقت لازم نعمل زياره لبيت صفوان المنسى.
تعجبت مهره وقالت:فعلاً كان لازم أزورهم حتى أطمن على ليلى،بس بعد رفعت ما قالى خبر هاشم،كفايه أطمن عليها بالتليفون.
رد وسيم:لأ دى زياره رسميه،مين اللى هيطلبلى إيد ليلى من أهلها،مش معقول أروح لوحدى.
فرح قلب مهره وقالت:بجد هتخطب ليلى،والله دى اللى تستحقك وتحافظ عليك وتصونك،كان لازم من الأول يمكن مكنش اللى حصل ده حصل،بس كان مقدر.
تنهد وسيم وقال بتكرار:فعلاً كان مقدر…بس الحمد لله إن ربنا لطف بيا ورجعلى ليلى من تانى ومستحيل أسيبها بعيده عنى بعد كده.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار.
خرجت هاله من الغرفه النائمه بها زينب خلف رفعت الذى إستأذن وترك زينب مع والدايها… لكن هاله لحقته ونادت عليه…
توقف رفعت لها.. إقتربت هاله منه وبدون مقدمات قالت بإعتذار:
رفعت أنا آسفه عالكلام اللى قولتلك لك قبل كده، أنا كنت مرعوبه على زينب، زينب مهما كانت قويه بس إنت عارف إن عندها السكر ودى نقطه ممكن تبقى ضدها، وأهو إحساسى كان صادق والخسيس معدش يجوز عليه غير الرحمه، كان هيستغل ضعفها ده، والله أعلم لو مكنتش وصلت ليها فى الوقت المناسب كان أيه اللى هيحصل لها يمكن كان زمانها….
صمتت هاله توقف لسانها عن تكملة الجمله.
تحدث رفعت: حضرتك مالوش لازمه إعتذارك فعلاً أنا قصرت فعلاً فى حماية زينب، بس مكنتش معتقد إن هاشم يقدر يقرب من زينب ويأذيها، كان سوء تقدير منى،هاشم منزوع الأخلاق وكل شئ عنده مباح…أنا لو كان جرى لزينب شئ أسوء من كده مكنتش هسامح نفسى،ربنا لطف بيا قبل ما يلطف بزينب زينب اللى رجعتنى أعيش الحياه من تانى،قبلها كنت عايش من غير روح، بتنفس وخلاص كان عندى هدف واحد بس عايش علشانه،ظهور زينب فى حياتى كان هو عودة الروح ليا.
تبسمت هاله له بمحبه
بينما تحدث مجد الذى جاء:
أيه ده إنت واقف مع أم الموزه علشان تنول الرضا، أخب أطمنك ماما راضيه عنك كفاية إنك رجعت البلوه زوزى تانى لها،أنا لو مكانك كنت فكرت قبل ما أرجعها.
تبسمت هاله وقالت:بطل هزار يا مجد أنا كان قلبى مشعلل نار عليكم أنتم الإتنين،كويس إنى معرفتش إنك كنت عالباخره اللى كانت زينب مخطوفه فيها كان عقلى تار منى.
تبسم مجد يقول: امال بتستحملى إزاى غيابنا عنك معظم الوقت.
تبسمت هاله قائله: مفيش قدامى غير إنى أستحمل بيصبرنى أنى عارفه أنكم راجعنلى تانى، وبعدين بطل هبلك ده، زمانك مُجهد ورفعت كمان، يلا روحوا ناموا، وانا هرجع عند زينب، تصبحوا على خير.
تبسم مجد وقال: وانتى من أهله يا أحلى موزه.
بينما قال رفعت: أنا هكون فى الاوضه اللى جنب حضرتك أى حاجه تحتاجها زينب أنا صاحى.
تبسمت هاله له، بينما قال مجد: متخافش مش هتحتاج حاجه دى زى القطط بسبع أرواح
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بحديقة السرايا بعد قليل.
تمدد رامى بجسدهُ على أريكه أسفل أحد المظلات القريبه من مبنى السرايا…
كانت هناك من رأته من شباك غرفتها تنهدت بآلم فيبدوا أن هناك من لم ينال سعادته الى الآن…
بالفعل نزلت من غرفتها وذهبت إليه وقالت بحنان:
نايم هنا ليه يا رامى وفين مروه،مرجعتش معاك ليه؟
نهض رامى وقال:أيه اللى مصحيكى لحد دلوقتي يا جدتى،المفروض تكونى نايمه.
جلست إنعام جوار رامى وقالت له:أنا بعد ما أطمنت على زوزى غفلت شويه،ومعرفش أيه اللى صحانى تانى،يمكن علشانك،فين مروه.
رد رامى:أنا سيبت مروه فى بيت أهلها،ومعرفش هترجع تانى أو لأ.
ردت إنعام:وأنت عاوزه ترجع ولا لاء.
نام رامى على ساق إنعام وقال بحيره:مش عارف أنا عاوز أيه،كل اللى عارفه مروه عندها شكوك فى دماغها وبس،وتعبت من الغيره والشك المزروعين فى دماغها،مبقتش قادر أستحملهم،آخر شئ كنت أتوقعه إنها تقول إنى مش زعلان علشان هى أجهضت البيبى،خلاص جبت آخرى،كتير برهنت على حبى ليها،وهى كل اللى فى دماغها أنها نزوه فى حياتى،خلتنى أفكر فى الإنفصال،يمكن نرتاح إحنا الإتنين.
ردت إنعام:بالأنفصال،تبقى برهنت لمروه فعلاً إنها كانت نزوه أو زهوه وإنتهت مع الوقت.
تنهد رامى قائلاً:طب قوليلي أعمل أيه أنا حاسس إنى تايه.
تبسمت إنعام وقالت:سيبها فى بيت أهلها شويه تتربى،متبقاش مدلوق زى ما كنت بتعمل وبتطاردها فى كل السكك قبل ما تتجوزها،سويها عالبارد،إحنا الستات مش بنحب الراجل المدلوق،عاوزين الراجل التقيل،وبكره تشوف مروه هى اللى هتطلب منك ترجعها لهنا فى حضنك من تانى.
تبسم رامى بموافقه وشعر براحه فى قلبه الحائر.
نظرت إنعام لبسمة رامى وقالت:بتبتسم على أيه يا مسخ،يلا قوم إطلع نام فى أوضتك.
تمسك رامى بساق إنعام وقال:لأ أنا عاوز أنام على رجلك وتلعبيلى فى شعرى زى زمان،أنا بحبك قوى يا جدتى.
تبسمت إنعام وملست على شعر رامى بحنان ثم شدته قوياً قليلاً وقالت: قولتلكم محدش يقولى يا جدتى دى تانى قولولى،يا تيتا،البت مروه برقابتك يا مسخ.
رغم شعور رامى بألم من شدها لشعره لكن تبسم ومسك يدها وقبلها قائلاً:بحبك يا جدتى،لسانى أتعود على كده.
ردت إنعام:إتمدن شويه يا مسخ وأتعود على تيتا إنعام.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهر ونصف.
بمنزل صفوان المنسى
إنتهى المأذون من عقد القران وقال كلمته الشهيره”بارك الله لكم وجمع بينكم فى خير ”
كان هنالك من كان من فرط سعادته يرقص، فهو قد عقد قرانه على السندريلا، أصبحت زوجته شرعاً
والآخر وسيم لم يكن أقل سعاده منه
كان عقد قران مختصر على أفراد العائله فقط وبدون أى مظاهر إحتفاليه، ليس مراعاةً لموت هاشم، بل فقط حتى لا يتداول أهل القريه ذالك بسوء، كانت مهره أيضاً موجوده معهم بالمنزل، وهنئتهم بمحبه،تدمعت عيناها للسعاده التى يشعر بها فرسانها الثلاث
أجل الثلاث
فا هو رامى بعد غياب شهر ونصف لم يتقابل مع مروه تركها بمنزل والدايها،اليوم جاء من أجل أن يكون شاهداً على عقدي القران،لكن بالحقيقه هذا ليس السبب الوحيد،هنالك سبب أقوى من ذالك
هو رؤية مروه التى لم يعُد قادراً على البُعد عنها أكثر من ذالك،يكفى هذا الوقت،مَثَل رامى عدم الأهتمام بمروه وأدعى أنه سيغادر
لكن حين شعرت مروه أنه سيتركها ويغادر بدونها،ذهبت خلفه سريعاً،ونادت عليه.
تبسم وهو يعطى لها ظهره
تحدثت مروه:على فين يا رامى.
رد رامى وهو مازال يعطى لها ظهره:كتب الكتاب خلاص المأذون خلص ومضيت كشاهد مبقاش له لازمه أفضل هنا.
ردت مروه:طب وأنا هتمشى وتسيبنى هنا،مش هتاخدنى معاك للسرايا تانى.
تبسم رامى وقال:محدش خرجك قبل كده من السرايا،إنتى اللى إختارتى حابه ترجعى براحتك.
إقتربت مروه من رامى وجذبته من ذراعه وجعلته يلتف لها وقالت له:إنت اللى سيبتنى ومشيت قبل كده.
رد رامى وهو يتمالك نفسك كى لا يجذبها الآن ويُقبلها بشوق:
وأنتى كمان إتهمتينى كتير وانا كنت مستحمل وبفوت.
ردت مروه:قصدك أيه،يعني حكاية الجميله والوحش خلصت بالفراق.
رد رامى:شايفه غير كده.
تدمعت عين مروه وقالت: أنا بحبك يا رامى، وعرفت إنى كنت غلطت كتير، بس أنا خلاص إتغيرت وبوعدك مش هشك فيك تانى، ولا أخنقك بغيرتى الزايده.
من داخله رامى يبتسم وسعيد من حديث مروه لكن حين تدمعت عيناها شعر بغصه وكاد يقفد تحكمه وبرودهُ أمامها لكن تماسك بذالك، مروه عليها التغير من نفسها وأن تثق بحبه الكبير لها.
صمت رامى
نزلت دموع مروه وقالت برجاء: أنا بحبك يا رامى من زمان جوايا خوف كان مسيطر عليا كان بيخلينى أتصرف بدون عقل، أرجوك سامحنى أنا عرفت قيمة نفسى أنا من غيرك مقدرش أعيش بلاش تبعدنى عنك، كفايه الفتره اللى فاتت، كنت بسهر تحت الشباك علشان أستنى أسمع صهيل الحصان زى زمان لما كنت بتجى بالحصان كل يوم تحت شباك اوضتى، كنت بفتح الشباك وأبص منه يمكن تكون واقف تحته، بس مكنتش بتجى، كنت بحس بآلم فى قلبى بعدها، آلم إنت دواه الوحيد يا رامى،بترجاك كفايه كده وخدنى أرجع أعيش معاك.
تنهد رامى وقال: والغيره والشك اللى عندك.
ردت مروه سريعاً: خلاص إتخلصت منهم كنت غلطانه، صدقنى أنا أتغيرت، ولو حسيت تانى بيهم إبقى سيبنى وأبعد عنى.
رد رامى: وقتها مش هيبقى فى فرصه تالته لقصة الجميله والمسخ.
تبسمت مروه وبرد فعل تلقائي إرتمت بحضن رامى.
رامى الذى حاول يتغلب على مشاعره لكن بالنهايه العاشق يسامح معشوقته الغيوره، وقام بضمها بقوه متنهداً بشوق،
إبتعد عنها قليلاً وجذبها من يدها، وسار الى أحد الغرف وبرد تلقائي قام بإلتهام شفتيها يُقبلها بشوق وشغف مازال قلبه يبرهن لها أن قلب المسخ مازال ينبض من أجلها.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عام كامل
أنهى رفعت أتصاله وذهب الى ذالك السياج الخشبى، نظر لها بأعجاب وأفتتان، وهى تقترب من مكان وقوفه بداخل السياج،
تبسم لها قائلاً:
الدكتوره شكلها أتعلمت ركوب الخيل بسرعه!
تبسمت وهى توقف المُهره
أمسك رفعت اللجام ثم صعد خلفها على المُهره، وجعلها تسير بهم، فى البدايه ببطء
ثم أسرعها.، للحظه خشيت من سُرعة المُهره، لكن وضع “رفعت” يديه على يديها بقوه، هامساً اللجام فى إيدك، وأنتى المتحكمه فى المُهره، مش هى الى متحكمه فيكى، لو أيدك فلتت اللجام، هنوقع أحنا الأتنين من على المُهره.
قال هذا وترك يديها
بينما تشبثت زينب باللجام، وزادت من سرعه المُهره، تسابق الريح الخريفيه.
بعد قليل
أوقفت المُهره أسفل إحدى أشجار الجوافه، الموجوده بالمزرعه
قفز رفعت من على المهره الى الأرض، ثم رفع يديه، يحمل “زينب” من خصرها، ينزلها أرضاً هى الأخرى، لم تمانع ذالك وسمحت له، لكنه تعامل بخُبث،
حين حملها من خصرها، ينزلها، جعل توازنه يختل ليقع على القش الموجود أسفل الشجره، وتقع هى فوق جسده، للحظه أنخضت ثم مدت يدها حول عنقه ورفعت رأسها مبتسمه تقول: وقعت يا أبن الزهار.
تبسم يلف ذراعيه حول جسدها يقول: وقعت فى شجرتى الطيبه، أو بالأصح الشرسه، أنا اللى روضت عشقها ليا.
تبسمت زينب له ونهضت من فوق جسده بينما هو ظل نائماً على القش
وقالت : الشرسه صعب ترويضها، بس عشقت وإستسلمت لعشق الفارس الهمجى.
ضحك رفعت يقول:مفيش مره تكملى للآخر،انا عمرى ما سمعت عن صفة ل فارس أنه يكون همجى،دايماً يقولوا الفارس المغوار،أو الفارس النبيل.
تبسمت زينب ونظرت له وضيقت عينيها قائله بتكرار:
مغوار… نبيل… ماشى هقول مغوار… لكن نبيل دى عندى فيها شك فى فارس نبيل بيتجوز بغصب.. فاكر أنا أتجوزتك بالغصب وإتحملت وقاحتك كمان.
ضحك رفعت وقال: متأكده يا دكتوره إن جوازنا كان بالغصب، طب بذمتك مكنتيش معجبه بيا وبوقاحتى، ووقاحتى دى اللى خلتك عشقتينى.
نظرت له زينب وقالت بكذب: محصلش.
نهض رفعت وجلس يضحك قائلاً: طب عينى فى عينى وقولى لى حصل بلاش كذب يا دكتوره.
نظرت زينب لعين رفعت وتبسمت
جُن رفعت ببسمتها وأقترب منها وقام بضمها بين يديه وقبلها قُبلات شغوفه.
إستسلمت زينب لطوفان قُبلاته،لكن فجأه،وعت على مكان وجودهم،أبعدته عنها وقالت:ناسى إننا فى المزرعه وممكن حد من العمال يشوفنا،يلا بلاش وقاحه عالملأ كده،وقوم خليني أروح أشوف رضوان الزهار زمانه مغلب اللى فى السرايا وكمان علشان نجهز لحضور كتب كتاب طنط مهره وعمو نعمان،ناسى إنك هتكون الشاهد الأول، ناسى إنك أول واحد عرف حكايتهم القديمه، وكمان إنت اللى طلبت من طنط مهره توافق على الرجوع لعمو نعمان بعد ما طلب منها أكتر من مره وكانت بترفض.. رغم عشقها له اللى لسه فى قلبها له،دى لما كانت عيانه كانت بتهزى بأسمه.
تبسم رفعت وقال:عمتى مهره الوغد هاشم يمكن مات صحيح،بس سابها منزوعة الروح،جواها دايماً الإحساس بالهزيمه،هى إتهزمت فى بداية معركة العشق وأعلنت الرايه البيضه كمان وقتها يمكن كان ضعف منها بعدم وجود سند حقيقى ليها وقتها،طاغوت هاشم وعمها كمان،كانت فى معركة غير متكافئه بالنسبه لها وقتها،ودلوقتى حتى لما هاشم إنتهى جواها لسه شوية خوف غير قالتلى كلام الناس،هيقولوا ايه لما يشوفوها بتتجوز بعد سنه من موت جوزها ، غير سنها مبقتش صغيره،وبقت جده على إعتبار إن رضوان حفيدها،إزاى تتجوز مره تانيه.
ردت زينب:طنط مهره مش كبيره فى العمر قوى لسه مكملتش الخمسين،ودى حياتها ولازم تدور على سعادتها ربنا بعت لها فرصه تانيه تعوضها قسوة هاشم،عمو نعمان شخص محترم وعنده أخلاق عكس هاشم تماما،أنا إتعاملت معاه مباشر كذا مره،أول مره كانت يوم إصابتك،جالى المكتب وقالي إنى لازم أصدق قلبى إنك هتعيش حتى جابلى بونبونى من اللى أنت بتجبيه ليا،وأهو شوفت تعاونه الفتره اللى فى فاتت فى مساعدة وسيم إنه يرجع تانى مزرعة الخيل بتاعته هو وطنط مهره تبقى أفضل.
تبسم رفعت وقال بخبث:شايف هنا حد معجب بشخصية عمو نعمان.
تبسمت زينب وقالت بتلاعب:بصراحه معجبه بيه جدا ويمكن لو كان ظهر فى حياتى قبل الهمجى كنت….
قطع رفعت حديث زينب حين إنقض على شفتيها يُقبلها بتملك شديد،ترك شفاها حين شعرت بإنقطاع نفسها ودفعته بيدها.
تبسم رفعت لها وهو يراها تسحب الهواء لتتنفس وقالت بتقطع:
همجى.
رد رفعت:بس بتحبينى أنا وبس.
ردت زينب بعناد:لأ مش بحبك يا همجى.
تبسم رفعت وجذب زينب مره أخرى وقبلها لكن بهدوء وعشق،ثم ترك شفاها تنفست زينب من أنفاس رفعت وقالت له:للأسف ربنا بلانى بعشق الهمجى.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بمنزل مهره
شعر نعمان بيد مهره البارده وهى بين يدهُ أثناء عقد المأذون لقرانهما، لم تكن فقط بارده بل ترتعش أيضاً وهى تردد خلف حديث المأذون، الى أن إنتهى من عقد القران.
سحبت يدها سريعاً من يد نعمان
نعمان الذى شعر بتآلم لكن أعطى لها العذر مهره مرت بالكثير فى حياتها كان السئ هو المسيطر عليها.
تلقى الأثنان التهانى من أفراد العائله التى زادت فرد جديد يبدوا أنه ورث من أبيه ليس فقط الملامح بل المشاغبه وربما الوقاحه.
كانت زينب واقفه تحملهُ حين إقتربت تهنئ مهره ونعمان، بتلقائية طفل إرتمى على مهره، التى إستقبلته بترحاب ومحبه، فهى تعتبره حفيدها.
جلس على ساقيها يمرح لوقت ولكن تذمر بسبب شعورهُ بالجوع.
تبسمت زينب وهى تعطى زحاجة الحليب لمهره كى تعطيها له،بالفعل إلتهمها ونعس على ساقيها…
شعور رائع شعرت به مهره وذالك الصغير يبتسم أثناء نومه
جالت عيناها مبتسمه اليوم جميع من تحبهم مجتمعون حولها يتمنون لها السعاده.
السعاده المفقوده هل ستحصل عليها الآن.
بالفعل بعد وقت،فتح نعمان باب منزله وتنحى جانباً
دخلت مهره الى داخل المنزل،إستنشقت أنفها تلك الرائحه،أغمضت عينيها،تستمتع بتلك الرائحه المنعشه
لم تفتح عينيها الإ حين شعرت بيدى نعمان فوق كتفيها.
للحظه إرتجفت مهره،لا تعرف سبب هذا الشعور هى كبرت عليه،
لكن تشعر أن بداخلها شعور فتاه بالعشرون من عمرها تُزف لأول مره،شعور الحياء مُسيطر عليها،ربما أكثر من زواجهما الأول.
أدار نعمان وجه مهره له،ونظر لوجهها،مازالت بنظره فتاة التاسعه عشر التى عشقها من الوهله الأولى،منذ أن تلاقت عيناه مع عينيها الصافيه التى تشبه السماء الصافيه،لكن بها بعض الغيوم،دمعه تود الفرار،لكن لا مكان لها الآن،
الآن حان وقت السعاده،مهره أكثر من تستحق السعاده.
ضم نعمان مهره بين يديه يحتضنها بحب وقال هامساً جوار أذنها:
بحبك يا مهرة النعمان.
كانت مهره فى البدايه ترتجف لكن همس نعمان لها جعلها تنسى ذالك الخوف، وشدة من ضم نعمان لها…
عاد نعمان للخلف ونظر لها مبتسماً وقبل تلك الشفاه النديه قُبلات حنونه وعاشقه، سحبها من يدها خلفهُ ودخل لغرفة النوم، للحظات عادت خيالات تسكن رأس مهره، ذالك الوغد القاسى يعاملها بإشتهاء وقسوه وعنف، يمتلكها ويتركها طريحة الفراش بعد ذالك تشعر بالدونيه.
شدت مهره يدها من يد نعمان بقوه قليلاً
تعجب نعمان لكن أعطى لها العذر، هو لديه خلفيه عن معاملة هاشم لها،هاشم،مهره مازالت جميله لكن تشعر بقلبها أنها أصبحت مشوهه.. إقترب نعمان من مهره وقال:
مهره أيه رأيك أنا جعان معرفتش أتعشى كويس ولاحظت إنتى كمان معرفتيش تتعشى بسبب رضوان اللى مكنش عاوز يسيبك حتى كل زينب ما تجى تاخده منك كان بيعيط، أيه رأيك تجى معايا المطبخ نتعشى تانى .
تبسمت مهره له وأمائت برأسها.
ذهب الأثنان للمطبخ، شد نعمان مقعد لمهره وقال: إتفضلى أقعدى يا مهرة النعمان.
تبسمت مهره وقالت: تانى مره بتقولى يا مهرة النعمان.
تبسم نعمان وقال: أنتى مهرة النعمان من يوم ورايح مش هنادى عليكى غير بمهرة النعمان.
تبسمت مهره بخجل وقالت: مش هنتعشى
تبسم نعمان وقال:هنتعشى يا مهرة النعمان.
بالفعل بعد قليل جلس الأثنان يتناولان القليل من الطعام،لكن الكثير من الحديث حول ذكريات عام واحد مضى سعيد وتتوج بزواجهم،شعرت مهره براحه،نعمان كان مزارع جيد رمى بذرة الحب والموده فى قلبها الذى إستسلم للعشق ونسيت تشوه روحها،عاد قلب المهره يُزهر مهرة النعمان بطيب المشاعر.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعله الاربعين “توهج العشق”
::::::::::::
بعد مرور خمس سنوات
بسرايا الزهار
بغرفة رفعت وزينب.
نظر رفعت لإنعكاس زينب النائمه بالمرآه خلفه
إقترب من الفراش وصعد لجوارها وقام بتقبيل ظهرها
قائلاً: إصحى يا زوزى بقيتى كسوله قوى يا روحى.
تبسم رفعت ثم أكمل بوقاحه: قومى قبل ما أفتح باب الأوضه.
وولادك يدخلوا يقولولك نايمه عريانه ليه؟
فتحت زينب عينيها وقالت: الوقاحه اللى عندك مش هتبطل أبداً.
تبسم رفعت دون رد، بينما تمطئت زينب ونهضت جالسه على الفراش قائله: رفعت أنا زهقانه وبفكر أطفش.
تبسم رفعت، وهو يعلم أن زينب تمر بتقلبات مزاجيه بسبب قُرب نهاية مدة الحمل.
وقال بإستفزاز مرِح: هتطفشى وتسيبى إبنك وبنتك وكمان أنتى حامل وخلاص قربتى تولدى يا زوزى،أعقلى يا روحى .
ردت زينب بتفكير: خلاص أنا بعد ما أولد أخلعك وأطفش بعدها،وأتصرف إنت بقى مع عيالك الأوغاد.
تبسم رفعت وأمسك وجه زينب بين يديه وقام بتقبيل شفاها
ثم قال بمرح: صباح الخير يا زوزى.
قال رفعت هذا ونهض من على الفراش وغادر الغرفه مبتسماً.
بينما زينب جذبت هاتفها من جوار الفراش وفتحت هاتفها على إحدى تطبيقات المراسله الجماعيه، وأرسلت رساله مُختصره
أنا هولد بعد أسبوع وبعدها طفشانه هتيجوا معايا.
كان الجواب جماعى… بالموافقه.
وكان هنالك سؤال.. أين سنذهب.
ردت زينب: بيت الفيوم بتاع عمتى… أولد بس وبعدها نظبط هنطفش إزاى بدون ولاد الأشرار اللى فى حياتنا.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعجب رامى حين خرج من الحمام ووجد مروه مشغوله على الهاتف يسمع صوت تبادل رسائل.
تحدث: بتراسلى مين عالصبح كده.
لم تنتبه مروه كانت مشغوله بالرد على الرسائل.
إقترب رامى من مروه ونظر للهاتف، إنتبهت مروه وقالت له: بتجسس على رسايل موبايلى، مش فى حاجه إسمها خصوصيه.
تهكم رامى وقال: بقالى ساعه بكلمك مش بتردى ووقت مبصيت فى الموبايل بقيت بنتهك خصوصيتك،بقولك بتراسلى مين عالصبح بدرى كده وسرحانه معاه.
أغلقت مروه الهاتف وقالت:مفيش حد ولا إتنين،هقوم أدخل الحمام آخد شاور وأفوق وبعدها أروح أصحى الولاد علشان أفطرهم قبل ما يجى باص الحضانه.
قالت مروه هذا ووضعت هاتفها على طاوله جوار الفراش ودخلت الى الحمام.
تنهد رامى يقول: يا ترى أيه التخطيط الجديد للجميله، وماله مفيش مانع لإنتهاك الخصوصيه، قال رامى هذا وجذب هاتف مروه، لكن لسوء حظه الموبايل مُغلق بنمط خاص به.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل وسيم الشامى.
نهض وسيم من نومه على أصوات تلك الرسائل الهاتفيه، نظر لجواره ورأى بسمة ليلى.
تحدث بنعاس قائلاً: مين اللى بيبعتلك رسايل عالصبح كده.
ردت ليلى: عادى ده شات مع صحاباتى.
تذمر وسيم وقال:وصحاباتك دول صاحين بدرى كده يراسلوا بعض بمناسبة أيه،يكونش النهارده عيد الشات السنوى.
ردت ليلى قائله:صاحى تتريق عالصبح،عالعموم أنا هاخد موبايلى وأروح أشوف نعمان أصحيه علشان يفطر قبل ما باص الحضانه يوصل…وهسيبك تكمل نوم براحتك.
تعجب وسيم من ذالك ودخل لديه فضول معرفة مع من كانت تتراسل ليلى… بالفعل نهض وخرج خلفها، وتبسم وهو يرى طفله صاحب الأربع سنوات يتذمر مازال يريد النوم، لكن ليلى قالت له بحزم:
نعمان يلا إدخل أغسل سنانك وتعالى علشان تفطر باص الحضانه على وصول.
قالت ليلى هذا ووضعت هاتفها فوق إحدى الطاولات ودخلت الى المطبخ…
ذهب وسيم سريعاً قبل أن تغلق شاشة الهاتف، لكن نفذ الوقت وهنالك نمط لفتح الهاتف، وقف حائراً يُشغل عقله الفضول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالقاهره
كانت هبه تجلس أرضاً جوار طفلها الذى يلعب بمجموعة ألعاب تناسب طفل بعمر العام والنصف
وفى نفس الوقت ترد على تلك الرسائل
بعد قليل أغلقت هاتفها وحملت طفلها الذى يتثائب، وقالت، تنام دلوقتي وتصحالى فى ورديتى معاك طول الليل تعالى أوديك لطنط هاله تتصرف هى معاك، وأفضى أنا شويه كده لابوك قبل ما يرجع للعوينيات تانى.
بالفعل ذهبت هبه بطفلها وأعطته لحماتها التى إستقبلتهما بترحاب وموده، وغادرت هبه بحجة أنها ستفعل بعض الأشياء بشقتها المقابله لحماتها.
دخلت هبه وذهبت الى تلك الغرفه كى تُجمع تلك الالعاب بسلة الالعاب الخاصه بها، جلست أرضاً تلتقط لعب طفلها، وجمعتها، لكن إنخضت حين سمعت مجد يتحدث خلفها:
فين صفوت جونيور .
ردت هبه: وديته عند طنط هاله، هى وردية النهار وأنا وردية الليل…معرفش الواد ده طالع شقى لمين.
غمز مجد بعينيه وجلس أرضاً جوارها وقال:شقى لابوه،فرصه عظيمه ولازم نستغلها أظن بكده مفيش حد هيقطع عليا وصلة الغرام مع السندريلا… ما تجيبى بوسه كده نستفتح بيها الصباح العسل ده.
تبسمت هبه بغنج قائله: عاوز بوسه هات ألف دولار.
نظر مجد لها بخضه وقال: ليه أنا لو هبوس الملكه كليوباترا مش هدفع الالف دولار.
نهضت هبه من جواره قائله بتوعد: بستخسر فيا، كده طب ، أنا داخله أنام و خلى الملكه كليوباترا بقى تبوسك ولا تنفعك.
نهض سريعاً خلفها يقول: طب نتفاهم طيب.
لم ترد عليه ودخلت الى الغرفه وأغلقت الباب خلفها فى وجهه بقوه.
شعر بألم فى مقدمة أنفه بسبب خبطها بالباب.
وضع يدهُ يُدلك مكان الألم وقال:
خدى بالك إنى ممكن أنحرف وأبوس سجاير كليوبترا… وأخسر صحتى وده مش فى صالحك لان ممكن بعد كده أشرب سجاير حشيش وأضيع فلوسى على المزاج ومش بعيد أضرب مخدات.
فتحت هبه باب الغرفه وقذفته بإحدى الوسائد قائله: خد مخده أهى أضرب فيها براحتك وأعمل حسابك إنى طفشانه وإبقى خلى الملكه كليوباترا بقى تنفعك.
قبل أن تغلق هبه باب الغرفه، وضع مجد ساقه يمنعها من إغلاقها، تركت هبه الباب وتوجهت الى الفراش وجلست عليه.
إقترب مجد وجلس لجوارها يلتصق بها، لكن هبه كانت تبتعد عنه، وكان يذهب خلفها… الى أن قال مجد:
سندريلا ليه زعلانه منى.
ردت هبه: أنا هبه مش سندريلا، بعدين متكلمنيش تانى مش مستخسر فيا ألف دولار…
تبسم مجد يقول بحنكه: مين ده اللى يستخسر فيكى يا هبة قلبى، بس أنتى يا حبيبتى منفضانى أول بأول، بسبب تجهيزات الشقه والعفش اللى قبل ما أخلص منهم، كنتى خلفتى صفوت، وفلست بسبب حفاضات وألبان معرفش ليه مرضاش يرضع من صدرك وفضل اللبن الصناعى، وده لوحده عاوز ميزانيه خاصه… وكمان حطيت المبلغ اللى كان فاضل معايا فى الڤيلا اللى إشتريناها وتشطيباتها.
ردت هبه بظفر: أهو يبقى تسيبنى أساعدك وأشتغل أنا كمان وأهو أساعد معاك ووقتها مش هطلب منك تمن البوسه.
فهم مجد الى ماذا ترنو اليه هبه، وقال: وهتشتغلى أيه بقى؟
ردت هبه: مهندسه زيك بالظبط ناسى أنى درست هندسه بترول، وأنت بتشتغل فى شركة بترول كويسه وممكن تكلم اى حد من رؤسائك يتوسط ليا وأشتغل معاك فى نفس الشركه ونفس المكان
وبدل ما بتيجى أجازات هبقى معاك دايماً.
رد مجد: هتجى تشتغلى معايا فى الصحرا، هناك مفيش ستات خالص حتى صابحه اللى كانت فى فيلم للرجال فقط مش موجوده، دى كانت تهيؤات فى الفيلم.
تبسمت هبه وقالت: عاوز تفهمنى إن مفيش شغل للستات خالص عندكم فى الشركه.
رد مجد: لأ فى طبعاً، بس شغل إدارى، مش فنى.
ردت هبه: وماله أشتغل فى الأداره.
فكر مجد بمكر وقال: أغير عليكى يا روحى الجمال ده يشتغل فى إدارة مدرسة الحب قسم سندريلا.
قال مجد هذا وإنحنى كى يُقبل هبه..
لكن قبل الوساده، بعد أن نهضت هبه من على الفراش، لكن تركت هاتفها الذى أضاء بصوت رساله.
مسك الهاتف ونظر للشاشه، علم أنها رساله على إحدى تطبيقات المراسله الجماعيه، قبل أن يفتح الهاتف عادت ليلى وقامت بخطف الهاتف منه وخرجت من الغرفه.
ضرب مجد رأسهُ بالوساده.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بإستطبل الخيل التابع لرفعت الزهار
رغم شعور زينب بألم مثل آلم المخاض، لكن تحاملت على نفسها وذهبت الى الإستطبل، ورأت رفعت يمسك لجام مُهره صغيره تركب على ظهرها طفلتها صاحبة الثلاث أعوام ونصف
تبسمت بآلم وهى تقترب منهم قالت: صباح الخير
رد الطفله: صباح النور يامامى.
تنهدت زينب تقاوم الآلم وقالت: مهرة مامى مش هتروح الحضانه النهارده ولا أيه، رضوان خلص فطوره ومستنيكى جوه السرايا.
تبسمت الطفله وقالت: رضوان بيعاكس رحمه بنت عمو رامى فى الباص يامامى، ورحمه بتضايق منه وبتشتكى عليه للمس بس هو بيرشى المس ويديها فلوس من مصروفه.
ضحك رفعت وقال: هامساً جوار أذن زينب بوقاحه:
الواد طالع لابوه بيعرف يصرف نفسه.
ردت زينب بألم وبهمس: الواد ده جننى خلاص يا رفعت، ده همجى، معرفش بيستحملوه إزاى فى المدرسه دى، المفروض هو فى سنه اولى ورحمه لسه كيچى واحد، المفروض يبقى فى باص تانى لكن ده مش بس بيرشى المس، والسواق كمان… واللى يغيظ رحمه نفسها عاجبها كده ميغركش التمثليه اللى بتعملها دى.
ضحك رفعت يقول: واد مسيطر وأنتى يا حبيبة بابا أوعى تعملى زي رضوان وتصاحبى ولاد هو همجى لكن إنتى جميله.
ردت مهره: لأ يا بابى أنا مش بصاحب ولاد بس المس فى الحضانه بعتت لحضرتك إستدعاء ولى أمر، علشان أنا ضربت واد زميلى فى الحضانه بيغلس عليا وبيقولى يا سرسه.
ضحك رفعت وقال: قصدك شرسه.
أمائت مهره برأسها وقالت: هو يستحق الضرب يا بابى، بيضرب نعمان إبن عمو وسيم، ونعمان طيب بس أنا ضربته شنكلته ووقع عالارض وضربته انا ونعمان، والمس قالت لينا بكره تجيبوا باباهاتكم معاكم.
نظرت لها زينب وقالت: فى طفله عندها مكملتش أربع سنين تقول شنكلته، انا لو مودياكى حضانه شعبيه مش هتقولى الكلمه دى، أنا خلاص يا رفعت زهقت منك ومن عيالك، وقررت …..
لم تكمل زينب الجمله داهامها وجع قوى وشعرت بسيلان بين ساقيها ومسكت طوق ملابس رفعت وقالت:
آه.. إلحقنى يا رفعت شكلى هولد النهارده.
تبسم رفعت وقال بهدوء: تولدى أيه مش لسه أسبوع.
ردت زينب بتآلم وقالت: هو كان مزاجى إياك بقولك بولد.. آه.
إرتبك رفعت وقال: هو مفيش مره تولدى فى ميعاد حدده الدكتور، أمرى لله، يلا تعالى يا مهرتى إنزلى من على الفرسه وإدخلى لناناه محاسن تجهزك للحضانه وأنا هاخد ماما ونروح المستشفى نفجرها ونرجع تانى قبل ما ترجعى من الحضانه.
تحدثت مهره بهدوء طفله: حاضر يا بابى، يعنى هرجع من الحضانه الاقى ماما جابت نونو صغير ألسوعه على قفاه زى ما مامى بتلسوع خالو مجد كده.
تبسم رفعت وقال: آه يا حبيبتي نفس الچينات مشاء الله
كزت زينب على أسنانها وقالت بآلم: بولد قدامك وبتهزر مع بنتك يا رفعت، ماشى أولد بس وهتشوف بعدها هعمل أيه.
حاول رفعت رسم الهدوء وقال بوقاحه: بعدها نفكر فى الرابعه يا حبيبتي، علشان تبقى قسمة العدل ولدين وبنتين.
لم ترد زينب عليه وصرخت بألم يشتد…
بعض قليل كان رفعت بغرفة الولاده جوار زينب يستقبلان مولودهما الثالث، وضعته الممرضه بين يديها،
نظرت له زينب بحنان،
تبسم رفعت يقول: نفس شبه أخواته التلاته بيشبهونى.
تبسمت زينب وقالت: ربنا رزقنى بهمجى تالت.
تبسم رفعت وقال: ونستى المهره الشرسه اللى فى النص يا زوزى.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر أسبوع
فى يوم سبوع أصغر أبناء عائلة الزهار والذى أطلقت عليه مهره الكبيره إسم زيان…والتى أصرت مهره على عمل السبوع له بمنزلها هى ونعمان بعد أن قام بتوسيعه وإرفاق حديقه حول المنزل من أجل الأحفاد،ويوم زيارتهم الشهريه له .
كانت مظاهر مرحه بين الموجودين، وأكثر السعداء هما مهره ونعمان فرحان بالعوض الذى أتى لهم بعد سنوات من العذاب.
**********
بعد مرور أكثر من شهر ونصف.
بمنزل نعمان،،اليوم هو يوم التجمع العائلى للشهر
كان التجمع يسوده الود والمرح
إنتهى وقت الغذاء، ونهض الجميع لوقت راحه قليله
لكن الأطفال الخمس يلهون مع نعمان بالحديقه بين الزروع يقوم بغرس بعض الزوع وهم يساعدوه فى ذالك منهم من يحمل دلو ماء صغير ومنهم من يحمل بعض تقاوى الزرع وآخر يساعد فى نقل الشتلات، مجتمعون على هدف واحد هو متعة مساعدة جدهم بالغرس، ونعمان سعيد بهم حوله حتى أنه يفض الخلافات بينهم بهدوء، وهم يرحبون بذالك ببساطه، فهذا بالنسبه لعقولهم لهو ولعب، أما نعمان فهو يُنمى روح التعاون والمحبه بينهم، يزرع بداخلهم حب الجماعه وليس هذا فقط يربطهم بحب الأرض تعطى خير إذا إهتممت بها ككل شئ فى الحياه حين تحب وتهتم بما تحب ستحصد مقابل ذالك السعاده.
….
تحت ظلال إحدى شجرات الحديقه، أرضاً كانت
مهره تجلس جوار إنعام وعلى ساقها صفوت الصغير، بينما إنعام وعلى ساقها أصغر الأحفاد، زيان
بينما
إجتمع الأربع نساء
زينب، مروه، ليلى، هبه
بأحد الزوايا.
تحدثت هبه قائله:
كنتى بتقولى هتولدى بعد أسبوع بعدها هنطفش وولدتى قبل ميعادك ويقالك أكتر من أيه هتتراجعى.
ردت مروه:لأ أنا خلاص قررت أطفش ولو النهارده يكون أفضل.
تبسمت:ليلى هى الآخرى وقالت:فكره حلوه نطفش النهارده،والولاد كده كده عند طنط مهره وبيحبوها ومش بيشاغبوها زى ما بيناهدوا فينا،ها أيه رأيكم.
ردت هبه ومروه وليلى،موافقه طبعاً
نظرن لزينب،وقالوا:
ايه اتراجعتى ولا ايه؟
ردت زينب:طبعاً لاء بس بفكر أخد إبنى الصغير إزاى من تيتا إنعام،حرام ده لسه صغنن قوى ومحتاجلى إنما الإتنين التانين،صحه وهنا على قلب أبوهم الهمجى…طنط مهره مش هطيقهم وهتطرد رفعت قبل منهم.
تبسمت هبه وقالت:وماله أهو يبقى معانا راجل برضو.
نظرت زينب لهبه وقالت:بتتريقى يا مرات أخويا يظهر إنى أخدتك عليا،إنتى أكتر واحده مدلعه فينا بسبب ماما دى ساوت معاشها مخصوص من الشغل علشان تربى إبنك،فرحانه باول حفيد ليها يتولد على ايدها،وكمان معاها فى نفس المكان،بس فعلاً إبنى راجل زى باباه مش عيل سيس زى مجد أخويا،اللى بتلعبى بيه وهو برياله قال سندريلا قال..انتى أخرك كعب شوز السندريلا،يلا واحده فيكم تروح تجيبلى إبنى من طنط مهره بأى حجه وترجع بسرعه،هتصل على السواق فى السرايا يجيب عربيه لهنا نطفش بيها ونروح بيت الفيوم بتاع عمتى.
بينما بمكان أخر فى الحديقه قريب من مكان تجمعهن جلس الاربع رجال.
تحدث مجد يقول:قلبى مش مطمن للأربعه دول حاسس أنهم بيدبروا لحاجه…هبه قالتلى هتطفش.
رد رفعت:وزينب قالت كده
كذالك وسيم ورامى.
نظر الأربع لبعضهم وقالوا بنفس الصوت:رسايل الموبايل عالصبح بدرى.
تحدث رامى:كده اتاكدنا أنهم خلاص حسموا أمرهم،هنعمل أيه،هنسيبهم يطفشوا بجد.
تبسم رفعت وقال بدهاء:طبعاً لازم نسيب لهم مساحة حريه إختيار يا جماعه.
بطاولة النساء،آتوا لزينب بطفلها المولود،
لكن تفاجؤ بتلك الخادمه وضعت أمامهم أكواب العصير
تحدثت ليلى:كويس العصير ده جه فى وقته،نشربوا يكون السواق وصل وبعدها نطفش.
واقفنها الثلاث الاخريات وبدأن بشرب العصير.
بعد وقت
وقفت مهره الكبيره بين خمس صغار وتحمل السادس على يديها، وقالت لهم بهدوء تسمعوا كلامي وتلعبوا مع بعض بهدوء وبلاش تتخانقوا وأنا وجدو نعمان نجيب لكم شكولاته وألعاب كتير كتير.
أماء لها الصغار بموافقه.
قالت لهم شُطار،هدخل أنا أحضر الأكل وبعد ما ناكل نلعب سوا بالالعاب اللى جدو نعمان جابها من شويه
تبسم الأطفال لها بموافقه.
دخلت مهره الى داخل المنزل مبتسمه ورأت نعمان يقف خلف باب زحاحى مُطل على الحديقه
تبسم نعمان حين إقتربت منه وقال
تصدقى فكرة رفعت أنهم يحطوا للبنات فى العصير منوم وكل واحد ياخد مراته ويروح يقضى يومين فى أى مكان هادى، كانت فكره حلوه، كفايه سابو لينا العيال، هنلعب معاهم براحتنا لحد ما هما يرجعوا من الفسحه بتاعتهم
تبسمت مهره وهى تنظر للعبهم بالحديقه وقالت:
تفتكر يا نعمان لو القدر كان إتغير كان هيدينا سعاده أكتر من اللى أنا حاسه بها النهارده…حواليا ولاد صحيح مش ولادى،بس ادونى محبه وحنان زى ما يكونوا ولادى فعلاً، وكمان آمنونونا على ولادهم كأنى جدتهم الحقيقه، حتى الولاد نفسهم يمكن مشاغبين زياده عن اللزوم بس هما كمان أدونى سعاده كبيره وأنا وسطهم حسيت إنى رجعت طفله زيهم،وبيلعبونى معاهم بلعبهم كمان.
تبسم نعمان وإقترب من مهره وقال:
ده عوض ربنا لينا كان أكتر بكتير لو كان أتغير القدر، ربنا كافئنا بولاد وأحفاد، أكتر مما كنا نتمنى.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
وضعت هبه يديها حول رأسها تشعر بخمول وهى تستيقظ،
الى أن فتحت عينيها تجول بالمكان
نهضت تقول بخمول: إحنا وصلنا الفيوم أمتى.
تبسم مجد الذى دخل الى الغرفه وقال: فيوم يا سندريلا، إحنا هنا فى الجونه.
الجونه!
هكذا ردد عقل هبه، وكيف هى مع مجد فآخر ما تتذكره هو صعودها لتلك السياره بصبحةالبقيه من أجل الذهاب الى الفيوم فِرارًا من مجد وطفلها، لكن مجد يقف أمامها بإبتسامته البلهاء التى تستفزها .
تحدثت هبه: جونة أيه وإزاي جينا للجونه وفين، أخواتى وزينب.
إقترب مجد من الفراش وجلس جوارها وقال:
الله أعلم هما فين كل واخد خد الموزه بتاعته وطفش بيها، وانا خطفت السندريلا وجيت هنا الجونه معايا دعوه بأجازه مفتوحه ليومين من الشركه اللى بشتغل فيها، يعنى هنقضى يومين فى الجنه وببلاش يا سندريلا.
نظرت له هبه وقالت: مش فاهمه، لما كان معاك الدعوه دى ليه مقولتليش قبل كده.
رد مجد: كنت عاملها ليكى مفاجأة بعد لقاء طنط مهره الشهرى كنت هخطفك ونجى على هنا وافاجئك زى ما حصل كده.
تبسمت هبه بداخلها وقالت: والولد فين؟
رد مجد بوقاحه: ولد مين يا سندريلا دى أجازه خاصه لأتنين وبس، انا مغفل أجيب معانا اللى منغص على أجازاتى، وكل ما أقرب منك زى ما يكون ظابط وقته، وأنتى تتحججى بيه، اليومين دول أنا والطبيعه والوجه الحسن اللى هى السندريلا.
تدللت هبه وقالت: مجد فى حاجه كنت عاوزه أقولك عليها بس مش عارفه هتعجبك ولا لاء.
تبسم مجد يقول: أى حاجه منك تعجبنى بس بلاش تقوليلى عاوزه أشتغل فى الشركه معاك.
مثلت هبه الخجل وقالت: لأ دى حاجه أكتشفتها صدفه من يومين كده.
رد مجد: وأيه هى الحاجه دى.
تبسمت هبه وقالت: أنا كنت حسيت بشويه أعراض مش غربيه عليا حسيتها قبل كده بسبب صفوت، وحسيت تانى بنفس الأعراض دى.
قاطعها مجد وقال: وأيه هى الأعراض دى إختصرى يا سندريلا بلاش لف ودوران.
ردت هبه: من الآخر أنا حامل..
تبسم مجد وقال: طب ما أنا عارف يا سندريلا وكان عندى شك من الأجازه اللى فاتت… وبدعى ربنا يرزقنى بسندريلا تانيه تدلعنى، بدل الاولى منفضه ليا، والبوسه عندها بألف دولار، سندريلا التانيه هتبوسنى ببلاش… وأدلعها.
نظرت له هبه قائله بغيره: سندريلا مين التانيه دى كمان، مفيش غير سندريلا واحده بس اللى هى أنا وممنوع تدلع واحده غيرى يا مجد فاهم.
غمز مجد عينيه وقال بمكر: دى غيره بقى، طب هاتى بوسه بقى يا سندريلا عربون إتفاق إنى مدلعش سندريلا غيرك.
قال مجد هذا وإقتنص الفرصه وقبل هبه قُبلات، ليس هذا فقط بل ذهب معها فى دروب الخيال
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظت ليلى تتمطئ بيديها، شعرت بخبط يدها بأحد نائم جوارها، كانت الغرفه مُظلمه فقالت:
إحنا وصلنا للفيوم والنور قاطع ولا أيه.
أشعل مجد ضوء أباچوره جوار الفراش وتبسم قائلاً: إحنا فى مرسى مطروح يا لولا.
نظرت ليلي ل وسيم وقالت بخضه: وسيم، وأيه اللى جابنا هنا مرسى مطروح،أنا مش فاكره إزاى جيت لهنا.
رد وسيم: ما أنتى كنتى نايمه يا حُبي طول الطريق.
تبسمت ليلى وقالت: طب وليه جينا مرسى مطروح.
رد وسيم: يومين عسل بعيد عن الدوشه أنا ولولتى وشط الهوا.
تبسمت ليلى قائله: ونعمان فين؟
رد وسيم: بقولك يومين عسل على شط الهوا أجيب فيهم نعمان ينغص عليا، نعمان مع جدته مهره، وأنا بقى هقضى يومين فى شط الهوا، مع لوللتى، نستعيد بداية جوازنا.
تبسمت ليلى وقالت: وسيم عندى لك خبر سعيد.
رد مجد بفضول: وأيه هو الخبر السعيد ده.
ردت ليلى: أنا من فتره كنت شاكه فى موضوع كده، بس أنا قطعت الشك باليقين وإتأكدت…..
تحدث وسيم بفضول: إتأكدتى من أيه.
ردت ليلى: إتأكدت إنى حامل، بصراحه أنا بعد ما خلفت نعمان كنت لسه فاضل لى سنتين فى الدراسه وخوفت أحمل تانى بسرعه عليه، وإنت عارف إنى كنت باخد مانع حمل حتى بعد ما خلصت دراسه وبدأت اعمل دراسات عليا، بس من سنه كده بطلت أخد أى مانع حمل، بس كل شهر كنت بعمل إختبار حمل، كان بيطلع سلبى وبصراحه مع الوقت خوفت يكون مانع الحمل آثر عليا ومخلفش تانى غير نعمان،وكنت بتعصب وبضايق، بس إتفاجئت من كم يوم بشوية تعب كده وعملت إختبار حمل وطلع إيجابي الحمد لله.
تبسم وسيم وقال: مبروك يا حبيبتى، والموضوع ده اللى كان معصبك ومضايقك الفتره اللى فاتت طبعاً، غلطانه ياقلبي
ليه تتعصبى وتتضايقى، ربنا عطانا نعمان نعمه كبيره فى حياتنا غيرنا مش لاقيها. وعطانا بزياده أهلاً، معطناش ، يبقى نحمد ربنا.
تبسمت ليلى وقالت: الحمد لله بس أنا عارفه إنك كنت وحيد وكنت عاوزه أجيبلك عزوه.
تبسم وسيم: أنا عمرى ما حسيت إنى كنت وحيد، كان فى رامى ورفعت زى اخواتى بالظبط، يمكن بينا علاقه أقوى من الأخوات كمان…
قال وسيم هذا ونظر لليلى وقال بمكر: بس قوليلى ليه لما كنتى بتتعصبى كانت خدودك بتبقى شبه الفراولة، وكان بيبقى نفسى أقطفهم كده.
قال وسيم هذا وقال بتقبيل عاشقاً يتوه معها بليالى العشق.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستقظت مروه كان هناك ضوء قمر بالغرفه
تمطئت قائله: القمر فى منور فى الفيوم
سمعت من رد عليها: لأ دا الجميله منوره بأسكندريه
نظرت مروه وقالت بذهول: رامى عرفت منين إنى فى الفيوم؟
ضحك رامي وقال: بس إحنا مش فى الفيوم إحنا فى بيت إسكندريه قال رامى هذا وأشعل ضوء الغرفه
نظرت ليلى حولها، بالفعل هذه هى غرفتهم بهذا المنزل، تعجبت قائله: أنا إزاى جيت لهنا، من غير ما أحس.
تبسم رامى وإقترب من الفراش وجلس جوار مروه قائلاً بخباثه: أيه حكاية الفيوم دى نفسك تروحى الفيوم.
تعلثمت مروه قائله: الفيوم، أنا قولت الفيوم مش فاكره، بس أنا آخر حاجه فكراها إنى كنت فى العربيه بعدها محستش الأ دلوقتي، فين الولاد
تبسم رامى وقال: الولاد مع عمتى مهره فى الزهار، أحنا هنا لوحدنا فى إسكندريه
المسخ خطف الجميله للقلعه بتاعته.
تبسمت مروه وقالت: فين المسخ ده أنا مش شايفه قدامى غير الأمير الوسيم اللى عشقته الجميله.
تبسم رامى وأقترب أكثر من مروه وجذبها يُقبلها، رحبت بقبلاته.
ترك رامى شفاه مروه
تبسمت مروه وقالت:
رامى هقولك على حاجه بس والله ما أعرف إزاى حصلت.
تبسم رامى وقال: أيه هى الحاجه دى؟
ردت مروه: أنا أتفاجئت إنى حامل، إزاى معرفش مع أنى كنت واخده إحتياطي.
تبسم رامى وقال: وفيها أيه لما تكتشفى إنك حامل، ربنا يزيد ويبارك…بس ليه حاسس إنك زى ما تكونى خايفه من الحمل ده
ردت مروه: بصراحه أنا بعد مروان إبننا قولت كفايه ولد وبنت نعمه من عند ربنا، بس إتفاجئت من كام، وبصراحه خايفه يقولوا إنى غيرت من سلفتى علشان خلفت للمره التالته إنى سيبت نفسى علشان ميبقاش عندها ولاد أكتر منى.
تبسم رامى وقال: تفكيرك غلط يا مروه الولاد والمال رزق من عند ربنا هو اللى بيبعته مش إحنا اللى بنتحكم فيه، وياريت كل الغيره تبقى كده
ربنا يرزق الجميع.
تبسمت مروه له
رد رامى عليها البسمه وإلتهم شفاها بقبلات شغوفه
تتراقص نغمات العشق بموسيقى رقصة الجميله والوحش.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظت زينب على صوت بكاء صغيرها، نهضت تنظر جوارها لكن لم تجده، ومازال يبكى، نظرت أمامها تفاجئت برفعت يحمل الصغير يحاول إسكاته بوضع تلك اللهايه بفمهُ، لكن الصغير يرفضها،
شعرت زينب ببعض الخمول وقالت: عرفت إزاى إنى فى الفيوم يا رفعت، هات الولد زمانه جعان.
تبسم رفعت وهو يعطى الصغير لزينب وقال بمزح: زيان فتن عليكى.
تبسمت زينب وهى تنظر لطفلها وقالت له: كده يا زيان تفتن عليا، وأنا اللى سيبت الاوغاد التانين وجبتك معايا.
تبسم ذالك الصغير وهو يشعر بحنان صدرها حتى أنه إستسلم للنوم مبتسماً
تبسم رفعت وقال: بقى له أكتر من ساعه مغلبنى ووقت ما خدتيه ورفقتيه لصدرك نام… كويس أهو آخد وقت مستقطع معاكى، بقالى فتره كنت قاعد على دِكة الإحتياطى.
تبسمت زينب وقالت: أنا أزاى جيت لهنا آخر حاجه فكراها العربيه وبعد كده…….
توقفت زينب ثم قالت: العصير!
العصير كان فيه منوم.
تبسم رفعت وقال: كنت بساعدك يا حبيبتى إنك تطفشى، وأهو أنا كمان طفشت معاكى، بس مش لوحدنا زى البقيه البقيه كل واحد ومراته وبس إنما أنا معايا زيان بيه الزهار وده نومه خفيف لو نكشنا جنبه هيصحى من تانى وينهى الوقت المستقطع وأرجع لدِكة الأحتياطى من تانى…
تبسمت زينب ورفعت يمد يديه يأخذ منها الصغير بهدوء وقام بوضعه بتخت صغير معهم بالغرفه.
عاد رفعت وصعد جوار زينب على الفراش وقام بضمها لصدره مبتسماً يقول: كنتى عاوزه تطفشى منى، مش عارفه إننا فى بينا شعور موصول بقلوبنا.
تبسمت زينب وقالت: كنت عارفه إنك هتجى ورايا، بس إنت جيت معايا، أنا مقدرش أطفش منك يا رفعت خلاص مبقتش أقدر أعيش فى مكان من دونك…الولاد أكيد مع طنط مهره
تبسم رفعت وقال: مش بس ولادنا عمتى مهره هتفتح بهم حضانه بعد كده.
تبسمت زينب وقالت: وهتفرح قوى بالدفعه الجديده اللى جايه فى السكه زيان بيه حلف مبكونش آخر نسل الزهار ولا السمراوى.
تبسم رفعت يقول: قصدك أيه.
تبسمت زينب دون رد
تحدث رفعت: يعنى التلاته حوامل.
أمائت زينب رأسها بموافقه.
تبسم رفعت وقال: وأنتى.
ردت زينب: أنا أيه أنا مبقاليش شهرين والده، وخلاص على كده إستكفيت، رضا من ربنا قوى، أنا كان متوقع إنى مخلفش من أساسه بس ربنا كرمه عليا فاض بزياده.
تبسم رفعت وقال: وقسمة العدل، لازم يكونوا ولدين وبنتين.
تبسمت زينب وهزت رأسها بنهى
تبسم رفعت وقال: براحتك كلها سنه وأنتى اللى هتقوليلى عاوزه بنوته تانيه زى ما قولتى قبل كده نفسى يبقي عندى أكتر من طفلين.
تبسمت زينب وقالت: وقتها لكل مقام مقال يا رفوعه، دلوقتى ربنا يعينى على زيان بيه هو وألاوغاد التانين… وأبوهم الهمجى.
تبسم رفعت يلتقط شفاه زينب بقبلات عاشقه، ثم ترك شفاها وقال
الهمجى عشق الشرسه اللى عمره ما عرف طريقه يروضها بيها، بس هو عاشق شراستها
بحبك يا زينب ، بحبك يا شجرتى الطيبه اللى إستظليت بها.
أكمل رفعت باقى حديثه قبلات ينثرها على وجه وعنق زينب، يبث لها عشقه فى
ليالى إنطفئت فيها النيران و توهج العشق.
……….. تمت بحمد الله…….