
الشُعله الحاديه والعشرون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل أمام قاعة العُرس
رأى مجد هبه ومعها ذالك الرجل الذى كان يجلس جوارها بالقاعه، يتجهان لركوب إحدى السيارات، تحدث لنفسه قائلاً: جاتلك الفرصه يا واد يا مجد، يلا ربنا الموفق.
ذهب مجد وقال للسائق الذى كان يقف امام السياره:
بقولك ايه يأسطى هات مفاتيح العربيه وشوفلك عربيه تانيه إركبها.
تعجب السائق: حضرتك بتقول، لو عاوز ممكن تركب مع عم صفوان وبنته أوصلهم لبيتهم وبعدها اوصل حضرتك للسرايا.
رد مجد: لأ تُشكر كلك ذوق أنا هوصلهم وبعدها هاجى بالعربيه السرايا، ولا تكون مفكر إنى هطمع فى عربية جوز أختى، رفعت بيه وأخدها وأهرب.
إرتبك السائق قائلاً: لأ حضرتك فهمتنى غلط انا قصدى راحتك حضرتك متعرفش الطريق من هنا للبلد.
رد مجد: العربيه مش فيها Gps وشغال.
رد السائق: أيوا حضرتك بس الطُرق هنا متفرعه وممكن Gps ميعرفهاش.
رد مجد: لأ متقلقش وبعدين معايا الحاج والآنسه أكيد عارفين الطريق،مش هنتوه يعنى خلصنى وهات المفتاح.
مد السائق يده وأعطاه المفاتيح قائلاً: المفاتيح أهى طريق السلامه.
تبسم مجد بظفر، وهو يأخد مفاتيح السياره يقول: هو كان لازم أفكرك أنى أخو مرات رفعت بيه عالعموم، طريقك أخضر وأدعيلى.
تبسم السائق وعاد للخلف.
صعد مجد للسياره ووضع المفتاح فى الكونتاك وأدار السياره،تبسم بزهو وهو يرى هبه هى من تجلس لجواره،وكان بالخلف والداها صفوان.
الذى قال: اول مره أشوفك
إنت سواق جديد عند رفعت بيه.
رد مجد: لأ أنا مش سواق انا مهندس بترول، أبقى جوز أخت رفعت ،قصدى أختى جوز رفعت .
رد صفوان بأستغراب:بتقول أيه مش فاهم.
تبسم مجد يقول:قصدى رفعت يبقى جوز أختى،أنا أخو الدكتوره زينب .
رد صفوان:أهلاً وسهلاً،فين السواق مش جاى،هنفضل هنا طول الليل ولا أيه.
رد مجد:لأ فى عجز فى السواقين،فقولت أنا أوصلكم،لو مكنش يضايقك يا عمو وأنت والآنسه….؟
رد صفوان: هنضايق ليه وبعدين أحنا نسايب انت اخو الدكتوره زينب، سلفة بنتى.
همس مجد بصوت سمعته هبه فقط:
قصدك من سوء حظها، واضح أن الواد رامى مراته رقيقه مش زى المتوحشه زوزى أختى.
تبسمت هبه التى سمعته، وتحدث صفوان: والله البلد كلها بتحب الدكتوره زينب.
تبسم مجد يقول: والله الدنيا كلها بتحب الدكتوره زينب ماعدا انا ورفعت، أكتر أتنين هى ظاهره على حقيقتها معاهم،بس الحمد لله بعد ما اتجوزت إرتاحت من غلاستها.
تبسمت هبه تقول: واضح أن الدكتوره مضيقاك فى حياتك.
تبسم مجد يغمز بعيناه لهبه قائلاً:
أسوء حاجه إن بنت تجى قبل الولد اقولك ليه.. يا….
نسيتى تقوليلى إسمك؟
ردت هبه: إسمى هبه.
تبسم مجد بغمز قائلاً: أحلى الاسامى تحسيه كده من الهبه، مش زى زينب أختى، تحسيه من الزن والذنب الأتنين مع بعض، بالك يا قمر أنتى، شوفى رقيقه إزاى، أختى زينب دى راجل متنكر فى دكتوره.
تبسمت هبه بخجل، بينما قال صفوان: الدكتوره معاملتها لطيفه مع كل أهل البلد.
تبسم مجد: آه هى لطيفه مع الناس لكن معايا بتستقوى عليا وتقلب فلوسى، هحكمك يا عم الحاج، دى بتقبض مرتبها وتخلصه من أول أسبوع فى الشهر وبقية الشهر تفترى عليا وتاخد منى فلوسى، بالغصب والقمار.
ضحكت هبه بينما إنصدم صفوان يقول: هى الدكتوره بتلعب قمار.
رد مجد: دى قُمارتيه ياعم الحاج، وبتغشنى فى البلاي إستيشن، بتغشنى وفى الاخر تكسب وتاخد فلوسى بالعافيه،وغُلبت فيها أقول لها إحنا بنلعب جيم تسالى،والقمار حرام،تفترى عليا وإيدها تقيله،وكمان أختى الكبيره وانا متربى ومبرضاش أمد ايدى عليها علشان هى فى الآخر بنت مع أنى مش مقتنع بكده بس انا محترم.
ضحكت هبه تقول: بس انا اتعاملت مع الدكتوره قبل كده، وكانت فى غاية الرِقه.
سخر مجد يقول: رِقه… زينب أختى أبعد واحده عن الرِقه، بالك الشامه اللى جنب عنيها دى مفكرها حسنه، دى سيئه طلعه لها فى وشها، بالك أنا عندى شامه فى ايدى الشمال نفس الشامه فى ايدها اليمين، وكمان فى أيد ماما نفس الشامه فى ايدها الشمال وتقولى إنت لقيط وماما خدتك تربيك وتكسب فيك ثواب.
تبسمت هبه، وكذالك صفوان.
تنحنح مجد قائلاً:
كفايه كلام فى سيرة البت زوزى، زمانها شرقت ومش بعيد أرجع للسرايا ألقاها ودعت.
قال مجد هذا ونظر لليلى يقول بتوريه:
أنا عرفتكم عن نفسى مش تعرفنى عنك يا عم الحاج، بتدرس أيه أدبى ولا علمى، قصدى نتعرف على بعض.
لاحظ صفوان نظر مجد لهبه وأخذته النخوه قليلاً وقال: بلاش كلام كتير وركز فى الطريق قدامك، أنا عمك صفوان، والد مروه مرات رامى سلفة الدكتوره، وكمان بساعدهم فى الاستطبلات تقدر تقول أنا المسئول عن الخيول.
تبسم مجد يقول: فارس يعنى، تعرف أن نفسى أركب خيل قوى، بس للأسف معنديش وقت، أجازتى ليوم واحد أصل أنا كنت بشتغل فى عتاقه، وإتنقلت للعوينات.
تبسم صفوان يقول: الأتنين صحرا، ربنا يكون فى عونك.
تبسم مجد: ايوه أدعيلى يا عم الحاج، انا خلاص مُخى ساح من الشغل فى الصحرا، وبقيت بشوف القمر بالليل وبالنهار وأنا صاحى ووأنا نايم.
رد صفوان، ربنا يكون فى عونك، بس إنت كده دخلت من طريق غلط، الطريق ده عكس طريق الزهار.
رد مجد: معليشى، يظهر العيب فى Gps
أنا ماشى عليه يظهر غلط.
رد صفوان: أيه Gsده كمان.
ردت هبه بتوضيح: المهندس مجد قصده Gpsوده جهار زى خريطة للطريق يا بابا، بس إليكترونى.
تبسم مجد بهمس: أخيرا سمعت إسمى بصوت الكناري، بس بلاش مهندس دى قولى يا ميجو.
نظرت هبه له وكانت ستتهجم عليه لولا أن قال صفوان الذى ينظر خارج شباك السياره:
يا أبنى سيبك من الجهاز اللى بتقول عليه ده، ووجهيه يا هبه للطريق، ولا تعالى مكانى وأوجهه أنا خلاص قربنا عالفجر مش هنبات عالطريق.
رد مجد سريعاً: لأ خلى الآنسه هبه جنبى توجهنى للطريق.
ثم قال بهمس: وجهينى للطريق يا عسل.
ردت ليلى بزهق من تحرش مجد وقالت: تمام هدلك عالطريق بس ركز فى عالطريق خلينا نوصل بالسلامه للبلد.
تبسم مجد وبدأ يسير حسب توجيه هبه له للطريق، الى أن وصلا الى أمام منزل صفوان.
نزل صفوان من السياره، وفتحت هبه، باب السياره، لكن مسك مجد يدها وقال:
هنتقابل تانى صح.
شدت هبه يدها من يد مجد وكانت ستتهجم عليه، لكن خشيت من ردة فعل والداها، سارت بصمت خلفه.
تنهد مجد يقول: أكيد هنتقابل خلاص عرفت إنتى مين يا سندريلا.
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل نعمان قبل دقائق.
فتح الباب مبتسماً أفسح مجال ل ليلى التى سبقته بالدخول ووقفت قريبه منه، بسبب خفوت الأضاءه بمدخل المنزل، دخل نُعمان وتوجه الى زر الكهرباء، وأشعل الضوء، مبتسماً.
قالت ليلى:أنا هلكانه هدخل أنام تصبح على خير ياخالو.
تبسم نعمان:تصبحى على جنه يا روح خالو.
توجهت ليلى لأحدى الغرف، ودخلت وأغلقت خلفها الباب وهى لاتدرى ماذا ينتظرها بداخل الغرفه.
أشعلت الضوء،لترى عينان شريره،هى رآت تلك العينان سابقاً،نهض بترنُح يقول:
أكيد فكرانى يا موزه.
بالفعل هى تتذكره هو ذالك الوغد الذى كاد أن يغتصبها سابقاً،لولا أنقذها وسيم حينها. لم تنتظر ليلى وفتحت باب الغرفه سريعاً وخرجت منها تستغيث ب نعمان،الذى خرج من غرفته مفزوع هو الآخر.
إرتمت ليلى بحضن نعمان ترتجف.
نظر نعمان أمامه، وجد شاب، يبدوا بوضوح أنه متسكع و تحت تأثير المُخدرات، تحدث بثبات:
إنت مين وإزاى دخلت لهنا فى البيت؟
أشهرالمتسكع مديه بيدهُ وقال بوقاحه: إبعد إنت يا عجوز، وسيبها متخافش هظبطها بالراحه.
تعصب نُعمان قائلاً: شكلك شارب ومش فى وعيك،إزاى دخلت لهنا .
رد المتسكع:دخلت من الشباك،أصله واطى قوى،سهل النط من عليه،بقولك أيه ياراجل يا خرفان إنت إبعد عنها أنا مش هسيبها الليله،هى هتعمل عليا شريفه وهى مقضياها،أنا شايفها فى قاعة الفرح من شويا وجدع زانقها تفعيص تحت الشجره.
ردت ليلى التى ترتعش ببكاء: إخرس يا حيوان وأخرج من هنا بدل ما اصرخ وألم عليك الجيران.
إقترب المتسكع يلوح بالمديه التى بيده قائلاً: صرخى يا موزه علشان أشُقلك الراجل الكُباره ده، ومتلقيش له ملامح، وبعدها هاخد برضوا اللى عاوزه، من المره اللى فاتت فاكره، وبعدين انا معايا صور بشوية تعديلات لو نشرتها هسوء سمعتك فى البلد كلها.
كانت ليلى ستتحدث لكن قال نعمان وهو يسحب ليلى من صدرهُ ويلفها خلف ظهرهُ قائلاً:بس يا ليلى بلاش تنزلنى من نفسك وادافعى عن نفسك قدام قذر زى ده.
قال نعمان هذا وتقدم بإتجاه ذالك المتسكع،الذى أظهر جُبنه فهو لا يستقوى سوا على الضعيف،وبدأ يتراجع للخلف الى أن إصتطدم بالحائط خلفه،فأشهر المديه بوجه نعمان قائلاً:بقولك إرجع للوراء،الصور خلاص أنا بعتها للباشا وفيضحة السنيوره هتلف البلد.
تحدث نعمان:ومين الباشا بتاعك ده بقى،ولما أنت جبان وخواف كده ليه بتتهجم على بيوت الناس،وعاوز تنتهك حُرمتها.
أشهر المتسكع المديه بوجه نعمان يقول بقوه زائفه:أنا مش جبان بقولك إرجع للوراء بدل مأذيك،أو أقتلك.
نبسم نعمان بسخريه يقول:ها إنت غلطان انا عايش ميت من سنين مش هتفرق لما أموت دلوقتي فعلاً.
قال نعمان هذا وأصبح بينه وبين ذالك المتسكع خطوه واحده،والذى من جُبنه،إرتعشت يدهُ على المديه وهاجم نعمان بها.
تلقى نعمان الضربه بمعصم يده،لكن قام بصفع المتسكع،ووقعت المديه من يدهُ بعيد قليلاً وبدأ فى تلقى بعض الصفعات واللكمات من نعمان،لكن مد يده وكان سيلتقط المديه من على الارض،لكن ليلى سريعاً أخذتها من على الارض،ترتعش يدها.
فى ذالك الحين،دق جرس الباب،إتجهت ليلى سريعاً للباب وقامت بفتحه،تقابل وجهها مع وسيم الذى إرتجف قلبه بسبب دموع ليلى،وقال ليلى فى ايه بتبكى ليه؟
ردت ليلى بلجلجه وتقطع كلمات:الحيوان،هيقتله،خالى،إلحقهُ جوه.
رغم أن وسيم لم يفهم معنى قولها،
لكن دخل سريعاً، ليرى ذالك المتسكع الوغد، قام بضرب نعمان، لكن مازال ل نعمان الغلبه عليه، أبعد وسيم نعمان قائلاً: إنت يا وغد مش سبق ضربتك قبل كده، قام بوسيم بضربه هو الآخر عدة ضربات ثم قام بتقيدهُ بحبل أتى به نعمان.
تحدث وسيم وهو يبصُق على ذالك المتسكع، بقوه: الوغد ده لازم يتسلم للبوليس ده مش أول مره يتهجم على ليلى.
تعجب نعمان يقول: قصدك أيه، هو فعلاً كلامه انه حاول قبل كده يأذى ليلى.
نظر الأثنان لليلى التى لم تعد تتحمل وكادت أن تسقط أرضاً، لكن لحقها وسيم وسندها وأجلسها على أحد المقاعد القريبه، الى ان دخل نعمان وأتى وبزجاجة عِطر،ووضع على يديها وقرب يدهُ من أنفها بلهفه قائلاً:ليلى،فوقى،يا بنتى.
إستجابت ليلى لنُعمان وبدأت تعود لوعيها
تبسم نعمان وهو يجلس جوارها يضمها تحت يدهُ.
بينما وسيم بداخلهُ تضارب مشاعر كبير كم تمنى أن يضمها هو مكان نعمان، يُجفف تلك الدموع التى تسيل من عيناها، ايقن بداخله، هو لديه مشاعر خفيه وقويه إتجاه ليلى، لكن عليه وئدها، ليس وقتها الآن.
نهض وسيم وإبتعد قليلاً وقام باتصال هاتفى ثم عاد مره أخرى عيناه تنظر ل ليلى،التى إستعادة جأشها بشكل كبير،تحدث قائلاً:أنا أتصلت على ضابط القسم اللى هنا فى البلد وهو جاي،دلوقتي،ياخد الوغد ده،وأكيد هتعمل فيه محضر.
رد نعمان:ده أكيد،بس أنتى أيه اللى جابك دلوقتي؟
رد وسيم: يمكن القدر، شنطة ليلى، نسيتها فى العربيه.
تبسم نعمان يقول: فعلاً القدر، كتر خيرك يمكن لو مش مجيك كان الوغد ده مع الوقت قدر يقتلنى ويأذى ليلى.
نظر وسيم لليلى التى تتشبث بحضن نعمان وصمت
بعد وقت، سمعوا طرقاً على الباب.
قبل أن تنهض ليلى تحدث وسيم: خليكى يا ليلى، أنا هفتح ده أكيد الظابط.
بالفعل فتح وسيم الباب، يرحب بذالك الضابط، الذى دخل ومعه عسكريان، آخذا ذالك الوغد المتسكع، وخرجا من المنزل، نظر الضابط لنعمان الذى اثار دماء على يدهُ وقال:
هنحتاج من حضرتك كشف حكيم وكمان تجى أنت والانسه معايا تقدموا بلاغ فى الوغد ده.
رد وسيم: ممكن المحضر وكمان كشف الحكيم يتأجلوا لبكره، زى حضرتك ماشايف تأثير اللى حصل عالآنسه.
تبسم الضابط يقول: تمام هستناكم بكره الصبح نكتب المحضر وكمان تجيبوا معاها كشف حكيم ونشوف الوغد ده إزاى جاله الجُرأه أنه يتعدى على بيت فيه سُكان.
تبسم وسيم وهو يُصافح الضابط الذى خرج.
مازالت عين وسيم على تلك القابعه أسفل يد نعمان،شعر بوخز كبير فى قلبهُ،أغمض عيناه،ولكن حين فتحها تحدث نعمان:
تقدر تمشى يا وسيم الوقت إتأخر،ومره تانيه بشكرك،وأنا وليلى الصبح هنروح للقسم نقدم أقوالنا.
رد وسيم الذى لا يود الذهاب ويود البقاء لكن لو بقي لوقت أكثر من ذالك سيسحب ليلى من يد نعمان يسكنها ضلوعه:
تمام هفوت عليكم عالساعه عشره الصبح نروح للقسم نقدم أقوالنا.
تبسم نعمان وكاد ينهض يرافق وسيم الى الباب، لكن وسيم قال:
خلى حضرتك مستريح أنا هقفل الباب ورايا.
تبسم نعمان واماء برأسه.
خرج وسيم وأوصد الباب خلفه، ووقف يستند عليه يتنهد يلتقط أنفاسهُ الثائره الذى تقوده نحو هوة العشق.
بينما نهضت ليلى من جوار نعمان وذهبت وأتت بعلبة الاسعافات وبدات تُضمد جرح مِعصم نعمان بيد مرتعشه.
مسك نعمان يد ليلى وقال: هاتى يا ليلى أنا هداوى أيدى، وادخلى انتى أستريحى، الحمد لله عدت على خير يا حبيبتي.
رسمت ليلى بسمه وقالت: بس أنا خايفه ادخل الاوضه يا خالى هنام هنا فى الصاله.
تبسم نعمان يقول: نامى فى المكان اللى يريحك بس أطمنى.
تبسمت ليلى وهى تتمدد على تلك الأريكه الموجوده بالصاله.
أغمضت عيناه، سحبها النوم سريعاً، أو بالأصح اختارت الانسحاب من الواقع بالنوم.
نهض نعمان ودخل الى غرفته أتى بذالك الدثار ووضعه على ليلى، تنهد ببسمه، وهو يتذكر نظرات وسيم لليلى، كذالك نظرات ليلى التى تتهرب منه، يبدوا أن هنالك قصة عشق جديده، تنهد بعذاب، يُخبر نفسه، ويتمنى ألا يُعيد التاريخ ذاته مع هذان الاثنان. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لجناح رامى بالسرايا.
نظرت مروه ل رامى باندهاش وهو و يقف امامها نصف عاري، لتشرد لثوانى
لكن حين أنتبهت أن رامى آخذ باله من نظراتها،
قال بوقاحه: أيه جسمى المشوه مش عاجبك، ولا إتفاجئتى بيه!
إبتلعت مروه ريقها، صمتت.
ضحك رامى يقول: إتفاجئتى صح إنى مطلعتش مسخ مشوه زى ما كنتى بتقوليلى دايماً، أحب أقولك أنا فعلاً النار طالت جسمى، بس مكنش لها تأثير حروق كبير على جسمى، لانى طلعت من النار قبل ما تشعلل فى جسمى بس كان جالى حالة إختناق من الدخان، وده اللى خلى الكل توقع أنى جسمى أتحرق، بس اللى أتحرق بعدها مش جسمى، اللى إتحرق قلبى أكتر، وإتحرق اكتر لما رجعت لهنا ولقيت اللى رجعت علشانها نسيتنى، وانا عمرى ما نسيتها للحظه وكنت راجع مخصوص علشانها، بس بدل ما تفرح بكده، كانت دايماً تنعتى، بالمسخ المشوه، وياريت بس كده، دى حاولت تنتحر علشان خافت تشوف المسخ ده فى الضلمه يرعبها.
تنحنحت مروه وقالت: ليه مصدق إنى حاولت انتحر قولتلك مش فاكره اللى حصل ليلتها.
رسم رامى بسمة سخريه، وقام بأمساك جهاز تحكم عن بُعد(ريموت كنترول) وضغط على أحد ازراره، لينفصل ذالك الفراش الكبير الموجود بالغرفه الى فراشين متوسطان الحجم.
تعجبت ونظرت مروه ل رامى بأستغراب قائله: أيه ده!
رد رامى بإستعباط: قصدك أيه ب ده؟
ردت مروه: الأوضه فيها سريرين ليه؟
رد رامى بلا مبالاه:سرير ليا وسرير ليكى، عادى وفيها أيه أنا متعود أنام طول عمرى على سرير لوحدى.
نظرت له مروه قائله:
يعنى أيه تنام على سرير لوحدك!
إقترب رامى عيناه تجول على جسد مروه بشغف يداريه خلف بروده وقال:
قولت عادى، ولا عاوزانى أنام جانبك على سرير واحد، معنديش مانع، بس بالطريقه دى ممكن………
ردت مروه وهى على شفا البُكاء:
ممكن أيه؟
وضع رامى يداه حول خصر مروه وجذبها بين أحضانه، وإنحنى يهمس جوار أذنها قائلاً بصوت إقشعر له بدنها قائلاً:
عاوزانى أنام جنبك على سرير واحد، وإنتى لسه كسور جسمك ملتئمتش بدرجه كافيه تتحمل لمساتى، وكمان مش خايفه آخد منك اللى يخلينى أزهق منك بسرعه وأفوق من زهو نزوتى بيكى،أهو كل المده ما تطول إنتى المستفاده.
شعر رامى بإرتعاش جسد مروه بين يديه، وعاد برآسه للخلف رأى بعين مروه دموع، تجاهلها وإنحنى يقتطف من شفاها قُبلات مُغلفه بشغف عاشق بارد.
بعد قليل ترك شفاه مروه ينظر لضياعها أمامهُ وإبتعد عنها وإرتمى بجسدهُ على أحد الفراشين قائلاً ببرود:أطفى النور كله متعود أنام فى العتمه.
تدمعت عين مروه وشعرت بالمهانه من نفسها، كيف لها أظهرت أنها تريدهُ وهو تعامل معها ببرود، أطفأت الضوء الأ من نور خافت بالغرفه وذهبت الى الفراش الآخر.
تحدث رامى: ليه مطفتيش النور كلهُ.
ردت مروه: متعوده يكون فى نور فى الاوضه علشان بخاف.
تبسم رامى دون رد، منتشياً، هو اقسم لنفسه لن ينال مروه قبل أن تعترف بلسانها أنها تعشق المسخ المشوه.
… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادت مُهره للبيت، ذهبت مباشرةً الى غرفتها القديمه، وأغلقت على نفسها بالمفتاح، تعيش بين جُدران تلك الغرفه، بعض من ذكريات الماضى
أقسى عتاب هو عتاب الحبيب المقهور خاصةً إن كان العتاب عن بُعد ببضع كلمات برساله ورقيه.
فتحت صندوق الذكريات، وأخرجت تلك الرساله الورقيه، كانت آخر رساله أرسلها لها نُعمان وهو بخارج مصر، كان هناك مرسال بينهم يستلم تلك الرسائل ويعطيها لمُهره.
وتلك كانت آخر رساله، أرسلها لها
بعد أن علِم أن مهره تزوجت من ذالك الحقير هاشم.
دمعه نزلت من عيناها، وهى تفتح ذالك المنديل القماشى، بقايا زهره جفت بين أنسجتهُ، وضعت المنديل على الفراش، وقرأت تلك الرساله الأخيره،
“عزيزتي مُهره،
لأول مروه مش بس قلمى اللى وقف قلبى كمان وقف وانا بكتب ليكى، آخر رساله
رسالة وداع، او ضياع، كان لسه فى قلبى أمل أنى أرجع لمصر تانى ألقاكى مستنيانى، بس الليله حسيت أنى أتيتمت من نفسى، أنتى كنتى نفسى اللى عايش بيه يا مهره، كنت مفكر مع طول الوقت أنى أرجع لمصر تكونى فى إستقبالى، بس لما عرفت إنك اتجوزتى من الشخص اللى زمان السبب فى فُراقنا، منكرش الغضب حرق قلبى، بس أيقنت أن حدوته ست الحسن والشاطر حسن (خيال)
كانوا بيضحكوا علينا بيها، وإن عُمر عشق المهره الجميله والجناينى إنتهى وكان مستحيل يكمل، هى المُهره العاليه، وهو الجناينى اللى بيشتغل فى الأرض اللى بتدهسها برجلها، لاول مره هختم رسالتى الأخيره، معدش ينفع أقول حبيبتي الغالية
بتمنالك السعادة، وداع.”
نزلت دموع مُهره بغزاره وهى تعيد تطبيق الرساله ووضعها بصندوق الذكريات، رغم لقاءات مُهره ونعمان منذ عودته من السفر، لم يتحدث الأثنان لبعضهما مباشر، حتى الليله بالزفاف تلاقت عيناهم كثيراً، لكن كان كل منهم يبعد نظرهُ عن الآخر سريعاً، قبل ان تتحدث عيناه بحنين، لذالك الحب المؤود تحت الرماد.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار
نظر رفعت برجفه لوجه زينب التى وقعت بين يداه ترتعش، إرتعش قلبه هو الآخر، يقول، بأستجداء: زينب،،، زينب.
فى ذالك الحين كانت هاله تنزل بالصدفه، رأت زينب بين يدي رفعت، إنخلع قلبها، وتوجهت لمكانه بسرعه وقالت:
زينب رينب بنتى، كان قلبى حاسس أنها مش بخير من قبل ما نروح للقاعه بس هى كابرت وقالتلى انها كويسه.
رد رفعت: هاخدها للمستشفى حالاً.
ردت هاله: لأ لازم نحقنها بالحقنه الاول، وبعدها أطلب لها دكتور هنا يجى يشوفها، بسرعه بلاش تضيع وقت لتدخل فى غيبوبه.
تعجب رفعت يقول: غيبوبة ايه وحقنة ايه!
قالت هاله: مش وقته أكيد فى هنا حقن أنسولين، أنا شيفاها موجوده فى ألاوضه، وسالتها، قالتلى كويسه، وبتاخد علاجها.
رغم عدم فهم رفعت لكن صعد بزينب الى الغرفه التى تبقى بها، وقام بوضعها على الفراش، فوجئ وهو يستدير بظهره، بأمساك هاله، لحقنة أنسولين، كذالك جهاز قياس السكر.
سريعاً وقفت هاله بحقنه ووضعتها أمام عضد زينب،لكن هى الأخرى،إرتعشت يدها،
لاحظ ذالك رفعت،فأخذ السرنجه من يد هاله وقام بغرسها بعضد زينب، ووقف مره أخرى
إنتظرت هاله دقائق تمر كالساعات، وقامت بقياس السكر، وزفرت نفسها قائله: لسه السكر مش مظبوط، أطلب دكتور بسرعه.
رغم أن رفعت لأول مره يشعر أنه شبه تائهه مسلوب القلب، لكن فتح هاتفه وقام بالأتصال على أحد الأطباء.
ووقف بالغرفه يرى هاله التى تجلس جوار، زينب كل دقيقه تنظر لوجهها الذى بدأ يستعيد جزء لا يُذكر من حيويته، قامت بقياس السكر، وجدته بدأ يتحسن قليلاً، تنهدت قائله: الغبيه شكلها مبتاخدش علاجها بأنتظام مع انى كل يوم بتصل عليها أفكرها.
رد رفعت: علاج أيه، هى زينب عندها أيه؟
ردت هاله: السكر، عندها السكر من وهى مكملتش أتناشر سنه، هى مقالتش لك.
رد رفعت بصدمه وهو ينظر لزينب، ليس بشفقه بل بعذاب، هو يشعر كأن جسده خاوى، يتألم قلبه، على منظرها، أليست هذه هى الشرسه التى تناطحهُ دائماً، نائمه كالملاك بوجه شاحب، يكاد وجهها يعود لحيويته، تلك سليطة اللسان وقعت بين يديه بلحظه ترتعش.
قطع نظر رفعت لها دخول محاسن وخلفها الطبيب.
ألقى الطبيب السلام،
تنحت هاله من جوار زينب، وقام الطبيب بإفاقة زينب، التى فتحت عيناها بوهن،
لا يعرف رفعت غير تفسير واحد لذالك الشعور الذى أخلتج قلبهُ حين فتحت زينب عيناها،هو عاشق،أجل هو يعشق تلك الشرسه التى ألقاها القدر بطريقهُ بالوقت الخطأ،للحظات تمنى أن يُمحى ذاكرته و كل شئ مر به فى حياته ويتذكر فقط تلك الطبيه الشرسه،لكن عاد للواقع والطبيب يتحدث بعتب.
المدام واضح انها عارفه ايه سبب اللى حصلها،وخض اللى حواليها.
صمتت زينب الواهنه التى مازالت تشعر بدوخه وتوهان.
ردت هاله:أكيد السبب السكر،هى قالتلى انه مش منتظم عندها من فتره،بس متوقعتش انها ممكن توصل أنها كانت خلاص هتدخل لغيبوبه.
تبسم الطبيب قائلاً: كويس أنكم حقنتوها،بالانسولين فى الوقت المناسب،فعلاً المدام كان ممكن تدخل فى غيبوبة سكر بسبب زياده فى معدل السكر، وكمان معاه إنخفاض فى الضغط بسبب الأجهاد الزايد المدام محتاجه راحه مع مواظبه عالعلاج اللى هكتبه لها،زائد هنزود جُرعة الانسولين لفتره لحد ما يتظبط السكر.
نظر رفعت لزينب التى عادت تُغمض عيناها للحظات ثم فتحتها بوهن ملحوظ
وقال بتصميم: إطمن يا دكتور اكيد هناخد بالنا من راحة الدكتوره بعد كده.
تبسم الطبيب يقول: يعنى المدام دكتوره وزميله، غريبه كان لازم تعرف طاقة نفسها، عالعموم بتمنى لها الشفا.
تبسم رفعت، يقول: بشكرك يا دكتور أنك جيت فى الوقت ده خلاص كلها اقل من ساعه والفجر يأذن.
تبسم الطبيب: لأ مفيش شُكر، يا رفعت بيه، وبعدين الدكتوره زميله، ربنا يشفيها، أستأذن أنا.
تبسم رفعت وهو يسير خلف الطبيب، ثم عاد بعد لحظات للغرفه وقال:
زينب نامت.
ردت هاله: أيوا السكر تقريباً بدأ يعود لمعدل مقبول.
رد رفعت: أنا اديت الروشته لواحد من الحرس اللى عالبوابه والعلاج هيكون هنا خلال دقايق،بس حضرتك قولتى انك ملاحظه عليها التعب من قبل ما تروحوا لقاعة الزفاف.
ردت هاله:ايوه انا كنت ملاحظه عليها التعب،بس لما سألتها قالت انها بتاخد علاجها بانتظام مع ذالك السكر مش متظبط،وكنت مستنيه بعد الزفاف،وكنا هنعمل أختبار.
رد رفعت:إختبار سكر؟
ردت هاله:لأ إختبار حمل انا كان عندى شك أن ممكن يكون عدم أنتظام السكر عندها سببهُ حمل،بس الدكتور قال أنه إجهاد من الشغل.
للحظه إنصدم رفعت،كيف لم يُفكر أن تحمل زينب منه طفلاً،هو حقاً لم يستعمل معها أى موانع كالتى كان يستعملها مع الأخريات،تاه عقلهُ،مع زينب تخطى كل شئ حتى الحدود،هل كان بداخلهُ يريد أن تحمل زينب منه بأحشائها طفل، هل هو مستعد لذالك، لديه هدف آخر، هل يُعقل أن تأتى زينب له بطفل يرث منه اليُتم باكراً.
فار عقله لو بقي بالغرفه لدقائق، لجُن عقلهُ، من التفكير والنظر الى تلك النائمه، التى بلحظه جعلته يواجه أشياء لم يُخطط لها سابقاً وأهمها العشق الذى توغل وتمكن من قلبهُ.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت تلك الليله، بدأ يوم جديد.
بحوالى الثامنه صباحاً
دخل مجد الى غرفة زينب متلهفاً يقول:
ماما زينب مالها لسه عارف من بابا من شويه قابلته تحت بيشرب قهوه.
فتحت زينب عيناها بوهن قائله: أنا بخير يا حيوان مش هموت قبل ما اشوفك بتتجوز من سندريلا بتاعتك، وأهزأك قدمها شويه.
تبسم مجد قائلاً: هزأينى براحتك وكمان قلبينى بس أبقى بخير ،أنا قابل.
تبسمت زينب قائله:طب هات ألف دولار وانا اقوم ارمحلك فى الاوضه دى،أصل انا ريحة الدولارات بتفوقنى.
تبسم رفعت الذى دخل وقال: قومى أرمحى فى الاوضه ومش بس هتاخدى ألف دولار، لأ هديكى عشرتلاف دولار.
تبسم مجد يقول بمزح: حيث كده بقى أنا معايا كشف حساب بكل مليم قلبتنى فيه زوزى وبقولك بالمُجمل كده هما حوالى عشرتلاف دولار وبارك الله فيما رزق يلا هاتهم ولا أقولك هاتلى بهم حصان عفى كده، اتمنظر بيه قدام الموزه.
تبسم رفعت له وقال: هو أنت كمان من ضمن اللى الدكتوره قلبتهم فى فلوس، واضح انها غيه عندها بقى.
تبسم صفوت الذى دخل قائلاً: أنا اول واحد زوزى اتعلمت تقلبه بفلوس كانت بتاخد من هاله مصروف وتجى ليا تقولى فين مصروفى.
تبسمت لهم هاله وشعرت زينب انهم يحاولون التريقه عليها وقالت:
حتى أنت يا بابا بتتريق عليا معاهم وانا اللى كنت بشفق عليك من غسيل المواعين.
تبسم الجميع تبدل الحال بين ليله وضحاها،من كانت تشاحب الموتى،ها هى تمزح معهم،وتبتسم،رغم وهنها الملحوظ.
……..
عقب الظهر.
بجناح رامى.
رد رامى على هاتفهُ مبتسماً يتحدث بود الى أن أنهى حديثه وأغلق الهاتف، ونظر الى مروه التى تشغل نفسها بذالك الهاتف، تحاول عدم إجتذاب الحديث مع رامى.
الذى قال:
دى عمتى مهره، بتتصل بتقول إنها هنا فى السرايا وشويه هتطلع لينا هنا الجناح، علشان تصبح علينا.
ردت مروه بأقتضاب: تشرف.
تبسم رامى يقول: ياريت تفردى وشك قدامها وكمان تلبسى عبايه تليق بعروسه يوم صباحيتها أظن مش محتاجه أقولك إن اللى بينا يفضل سر مش لازم تقولى لوالداتك إننا لسه متجوزناش، أظن فاهمه قصدى أيه،لأنك لو قولتى ليها،وقتها هتضطر أتمم جوازنا وده ممكن يقصر مدة جوازنا.
نهضت مروه لكن أثناء نهوضها السريع شعرت ببعض الالم بساقها،وكادت تقع،لكن نهض رامى سريعاً،وقام باسنادها،نظر لعيناها للحظه تاه بذالك البحر الغائم بعيناها،ونظر الى شفاه التى ترتعش،سار بقلبهُ لهفه،وقام بتقبيل شفاها قبلات شغوفه وعاشقه،تود كل ذره به أن يذوب الآن معها بالعشق ،لكن عقلهُ ينبهه،الوقت لم يحين بعد.
ترك شفاها،وترك الغرفه ذهب الى الشُرفه سريعاً،يستنشق الهواء بغضب،لائماً نفسه،يُخبرها أن من وصل بهم لهذا الحال،هو عقل وقلب مروه التى لم تشعر به.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
بغرفة زينب
تبسم رفعت لمُهره التى دخلت الى الغرفه، تقول:
ألف سلامه عليكي يا دكتوره.
ردت هاله: الله يسلمك يا مدام مُهره.
تحدثت مهره: خير يا دكتوره أيه اللى حصلك فجأه كده ، أكيد أتحسدتى،بصراحه إنتى قمر بس ليلة إمبارح كنتى قمرين.
تبسمت زينب قائله: أنا صفر عالشمال جنب جمال حضرتك.
تبسمت مهره تقول: بلاش حضرتك، قوليلى، يا عمتو إنتى زى بنتى، وبعدين خلينا نشهد صاحب الآمر، بذمتك يا رفعت مين فين أحلى أنا ولا زوزى،قول بالحق بدون مُجامله.
تبسم رفعت وهو ينظر ل زينب التى عاد وجهها للحياه من يراها يقول ليست هى من فزعت قلبهُ منذ ساعات تُصارع الموت على يديه، شعر وقتها بالخوف الشديد، شعور لم يعيشه منذ ليلة الحريق.
رد رفعت بدبلوماسيه: بصراحه أنتم الأتنين فى نظرى كل واحده ليها جمالها الخاص بيها.
تبسمت مهره وهى تنظر لهاله قائله: رفعت دبلوماسى شاطر، بس أيه سبب تعب زينب المفاجئ؟
ردت هاله: زينب عندها السكر ومع زيادة الضغط عليها مع هبوط السكر الاتنين السبب فى تعبها.
نظرت مهره لزينب بشفقه قائله: ألف سلامه مش تاخدى بالك من صحتك وبلاش إجهاد زياده، تعرفى فكرتينى، ب لبنى أختى هى كمان كان عندها السكر بس أكتشفناه وهى حامل فى إبنها وسيم وكنا مفكرين أنه سكر مصاحب بس لفترة الحمل بس للأسف إستمر معاها، وقدرت تعيش بيه، أخدته وراثه عن المرحومه أمى.
تبسمت زينب لها كذالك هاله التى قالت:
للأسف زينب كلنا أتفاجئنا انها إنصابت بالسكر وهى صغيره كده، بس هى كانت قويه، وإتمردت عليه، وقاومت وقالت إنها لازم تكون دكتوره وتساعد فى شفا الناس.
تبسم رفعت، مع الوقت تلك الشرسه ما كان عليها أن تدخل لحياته القاتمه الآن.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع ظهراً.
بسرايا الزهار
بغرفة زينب.
دخل رفعت كعادته بدون طرق الباب.
تعصبت عليه زينب قائله:
مش هتبطل همجيتك دى وتخبط عالباب قبل ما تدخل أفرض معايا حد بالأوضه.
تبسم رفعت الذى إنسحرت عيناه بزينب التى تقف أمامه، بقميص أخضر داخلى قصير بالكاد يغطى فخذيها كما أنه بحمالات رفيعه ومفتوح من على الصدر، يُظهر الكثير جسدها.
لاحظت زينب نظرات عين رفعت، فذهبت وأخذت ذالك المئزر وأرتدته تقول: خير أيه اللى جابك أوضتى دلوقتي.
إبتلع رفعت ريقهُ وقال:
كنت جاى أقولك أن مامتك وصلت القاهره، وكمان أن الغدا جاهز.
ردت زينب: كنت وفرت على نفسك تدخل عليا بهمجبتك، ماما اتصلت عليا من شويه وقالتلى انها وصلت الشقه والغدا كان كفايه تبعت اى واحده من الشغالين، بس كويس انك جيت كنت عاوزه اقولك إنى هرجع لشغلى فى الوحده من بكره، خلاص مليت بقالى اسبوع فى البيت خلاص قربت أفرقع.
تبسم رفعت يقول: وصحتك.
ردت زينب: مالها صحتى بقيت كويسه جداً.
رد رفعت: تمام ارجعى بس ممنوع الأجهاد فى الشغل، وتكونى هنا فى السرايا قبل المغرب.
سخرت زينب منه قائله: إنشاء الله.
تبسم رفعت وأقترب من زينب، وقال: يعنى أيه بتاخدينى على قد عقلى وهترجعى تجهدى نفسك تانى، وتوقعى من طولك تانى ، بس مش كل مره هتلاقى أيدي تمنعك من الوقوع عالأرض يا زوزى.
قال رفعت هذا ووضع يده من أسفل ذالك المئزر على ساقها العارى.
رجعت زينب للخلف قائله: همجى، إبعد عنى.
تبسم رفعت وكان سيُعيد فعلته، لكن سمعا طرقاً على الباب.
زمت زينب طرفى الرداء عليها وسمحت لصاحب الطرق بالدخول.
دخلت الخادمه تقول: رفعت بيه فى ضيفه تحت منتظره حضرتك.
رد رفعت: مين؟
ردت الخادمه: مقالتش هى مين؟
رد رفعت: تمام انا ثوانى وهنزل وراكى أشوف مين، ضايفيها على ما أنزل.
غادرت الخادمه الغرفه.
تحدثت زينب بفضول: يا ترى مين ضيفتك الخفيه دى؟
تبسم رفعت وأقترب من زينب وجذبها من خصرها، ينظر لشفاها ودون مُقدمات قام بتقبيل زينب التى حاولت التملص منه، لكن هو قام بعض شفاها ثم تركها يقول: هنزل أشوف مين الضيفه الخفيه، سلام يا زوزى.
تعصبت زينب قائله: همجى حقير.
تبسم رفعت وهو يغلق باب الغرفه خلفه.
وضعت زينب يدها على شفاها تشعر بألم وقالت: يارب سنانك كلها تقع يا همجى.
فكرت زينب قائله بفضول: يا ترى مين الضيفه الخفيه دى كمان،
انا هعقد افكر كتير ليه، أما ألبس بسرعه وأنزل أشوف مين، مش عارفه ليه ماشاء الله كل ضيوفه ستات.
بينما رفعت توقف أثناء سيرهُ وتنهد بابتسامه يشعر بتذوق شفاه زينب، التى حُرم من تذوقها طوال الأسبوع المنصرم، بسبب مكوث والداتها معها بالغرفه طول الوقت، الى أن أطمأنت أن صحتها أصبحت بخير فغادرت الى القاهره مره أخرى.
ظل للحظات يقف يبتسم منتشياً، لكن قابلته محاسن قائله: رفعت بيه كنت عاوز أقول لحضرتك إن الست إنعام غضبانه عالاكل وعاوزه أكل مخصوص مش مناسب لصحتها.
تبسم رفعت يقول: وعاوزه أيه؟
ردت محاسن: نفسها فى ملوخيه وتكون معموله على شوربة بط بلدى.
تبسم رفعت يقول: تمام أعمليها لها زى قبل كده وقولى لها انها بشوربة بطه بلدى، بس قللى الدهون والملح.
تبسمت محاسن له.
ترك رفعت محاسن وتوجه الى الصالون، ودخل قائلاً: مساء الخير.
أستدارت الاخرى له و خلعت تلك النظاره الكبيره التى كانت تُخفى وجهها وتوجهت ترتمى بحضنه وقبلت وجنتيه قائله بحماس وإشتياق: وحشتنى، يا “روفى”
فى ذالك الأثناء دخلت زينب التى إنصدمت من حضن رفعت لتلك الفتاه التى ترتدى زى متبرج، وتنحنحت، قائله بسخريه:
مش تعرفنى عالموزه، يااااا”روفى “.
نظرت الفتاه لزينب بأستقلال وأجابت هى:
أنا (ريما الزهار) مرات رفعت.
رد رفعت سريعاً: قصدك” طليقتى”.
……… ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مره تانيه بعتذر عن التاخير وهحاول الانتظام وأنى أخلص الروايه فى اقرب وقت هى خلاص فى التلت الاخير، يعنى مبقاش فيها كتير، معليشى استحملونى.
البارت الجاى، الجمعه.
#يتبع
للحكايه بقيه.
الشعله الثانيه والعشرون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار بجناح رامى
كانت مروه تتمدد على الفراش، تنظر ل لا شئ عقلها شارد، مضى على زواجها من رامى أكثر من أسبوع، المعامله بينهم لا تتخطى بعض كلمات ينامان تحت سقف غرفه واحده لكن كل منهم على فراش منفرد، كل ما جمعم بعض القُبلات فقط، وبطرق غير مقصوده، هى تنهار أمام لمسات رامى، لكن رامى لديه قدره فى التحكم فى ذاته عند حد معين، يبتعد عنها، يتركها وبعدها تشعر بغُربه وتشتُت، رامى مراوض بارع، هكذا قال عقلها، لكن عقلها سيشت منها إذا كان رامى أصر على زواجها من البدايه كى ينالها فقط وبعدها تخُفت زهوتها لديه ويتركها مُهشمه، لما يؤجل ذالك الآمر، هل هو صادق بما قاله لها سابقاً حين كانت تنفُرهُ دائماً، هو قال أنه يعشقها وعاد من أجلها فقط، هى حاولت كثيراً إبعادهُ عنها، حتى أنها نعتته بالمسخ المشوه، حتى يبتعد عنها، فوجئت بجسده ليس مشوه كما أعتقدت وإن كان هنالك بعض الأثار الواضحه على جسدهُ تُشبه البهاق،
تفكر وتفكر وعقلها لا يُعطى جواب، رامى قال أنه كان يعشقها، هل مازال أم كما قال لها أم مشاعرهُ إتجاهها تغيرت بعد محاولة إنتحارها التى لا تتذكرها، كأن أحداً محي ذاكراتها فى ذالك الوقت.
شعرت بدوار خفيف بسبب التفكير، أغمضت عيناها علها تتذكر، كل ما رأته أنها تنظر للسماء بليله قمريه كانت تلعب مقابل القمر كالاطفال حين يظنون إن القمر فى السماءيسير مع خطواتهم بالأرض، وبعدها يفصل عقلها وتشعر بظلام تتوه به، أين هذا الجزء المفقود،كيف وقفت على سور المنزل،وقفزت كما قال والداها،ركزت بالظلام،سمعت صوت….
فتحت عيناها بسبب ذالك الصوت،هو طرق على باب الجناح،نهضت من على الفراش،وذهبت الى الباب،رأت أمامها إحدى الخادمات تقول:
مدام مروه الغدا جاهز فى السفره.
ردت مروه:رامى جه من الاستطبل.
ردت الخادمه:مش عارفه،من شويه رفعت بيه قالى أجهز الغدا وأنادى لحضرتك.
تبسمت مروه بغصه وقالت:تمام هنزل وراكى.
تنهدت مروه وأغلقت الباب،تُزفر أنفاسها تقول: بالتأكيد رامى هيجى زى عادته على وقت الغداء،يتناول غداؤه ثم يعود مره أخرى للأستطبل،ويعود ليلاً على النوم،حقاً كل من بالسرايا يعاملها بأحترام وتقدير كسيدة المنزل،لكن صاحب الشآن رامى اوقات كثيره يتجاهلنى،حسناً،لن يستمر هذا كثيراً.
.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسفل بالسرايا
ابتعد رفعت عن ريما وعيناه تنظر لوجه زينب لا يعلم حقيقة معالم وجهها، ولا نبرة صوتها التى تحدثت بها، أهى فضول أم غِيره
منها،صمت ينتظر سؤالها مره أخرى ربما يستطيع تحديد إن كانت غِيره منها أو فضول؟
أما بالنسبه لزينب
صدمه كبيره ألجمت لسانها للحظات ثم قالت: أنا مش فاهمه حاجه، إنت جوزها ولا كنت متجوزها،وطليقتك،وإزاى اصلاً كنت متجوز وأنا معرفش؟!
تبسمت ريما تنظر لزينب بأستهتار
وكادت تتحدث لكن سبقها رفعت وإقترب من مكان وقوف زينب، ولف يدهُ حول خصرها وقبل إحدى وجنتيها قائلاً بصدق:
مقولتش ليكى علشان نسيت الموضوع ده من أصلهُ، يا حبيبتى.
أعرفك:
الدكتوره زينب رفعت الزهار
ومدام.. ريما الزهار طليقتى منفصلين من حوالى أربع سنين فبالتالى الموضوع كان منتهى ومالوش لازمه يُذكر بينا يا حبيبتي
إنصدمت زينب، ماذا سمعت… أقال حبيبتي! مرتين لا فضولها يقول هنالك قصه كبيره مخفيه عنها،يبدوا أنه يحاول أغاظة تلك المتبرجه الوقحه التى ترتدى زى أقل ما يُقال عنها عاهره،فهى ترتدى شورت جينز فضى اللون يصل لنصف فخذيها وفوقه كنزه بنصف كُم من نفس اللون وبالمنتصف حول خصرها حزام فضى مرصع ببعض الأحجار،وتضع مكياچ صارخ بالأخص على شفتيها،وشعرها القصير المصبوغ منه بعض الخصلات بالفضى،همست زينب لرفعت:
إنت كنت متجوز الموزه الفضيه دى، غلطان ليه طلقتها،دى فضلها وصلة كهربا وهتنور فى الضلمه،إبعد إيدك عنى يا همجى،حسابك بعدين، أهو لقيت سبب أحطه فى قضية الخلع، وهاخد الحكم من أول جلسه، هكتب السبب كان متجوز من الفتاه الفضيه، وخبى عليا.
كتم رفعت ضحكته وتبسم وهمس يقول: بس مثبوت فى قسيمة الجواز يا زوزى أنى كنت متجوز قبل كده، يعنى فين الكذب القاضى هيقول عليكى، ساذجه ومش بعيد يطلع قرار بألزامك ببيت الطاعه، ووقتها فرصتى مش هخرجك من السرايا، أو بالأصح من أوضة نومى وآخد حقى الشرعى اللى سيادتك هدراه وبتنامى فى أوضة تانيه لوحدك بعيد عنى.
ردت زينب:كسر حُقك يا وقح يا همجى،جايبلى طليقتك هنا البيت تحضنها قدامى،ماشى أستحمل بقى يا رفعت.
شعرت ريما بنيران ساحقه فى قلبها من فعلة رفعت ووقوفه جوار تلك الحقيره بنظرها،هى لا تمتلك مثلها أنوثه ولا أناقه،ترتدى مثل بقية البسطاء،ماذا بها جعل رفعت يتزوجها،بل ويتركها ويذهب يقف جوارها يتحدث بهذا التقدير وماذا يهمس لها وهى ترد عليه بنفس الهمس،ماذا تقول له تجعله مبتسماً،هكذا.
سلتت زينب يد رفعت من فوق خصرها وتوجهت الى مكان ريما ومدت يدها كى تصافحها تقول بترحيب فاتر:
أهلاً بطليقة جوزى نورتى الحِصن،”أنتم السابقون ونحن الاحقون ”
كاد رامى الذى دخل للصالون يقع أرضًا من الضحك، من رد تلك السرشه، لو أخرى غيرها لكانت أقل شئ طردت ريما، أما تلك الشرسه تُرحب بها، ورفعت هو الآخر يكتم ضحكهُ بأعجوبه.
أما ريما نظرت ليد زينب الممدوده بتعالى وصافحتها بقرف وتعجب، لو الوضع معكوس لكانت قتلت تلك الحمقاء، ألديها ثقة كبيره برفعت لهذا الحد هو قال لها حبيبتي مرتين وقبل خدها أمامها، أنسي رفعت أنه فى يوم تزوج منها،لا تتذكر أنه قال لها يوماً،حبيبتي،لا تعلم لما،هى حقاً بالماضى أحبته وأوقعته بين شباكها وتزوج منها لبضع أشهر،كانت العِشره بينهم فاتره كثيراً، رفعت ليس هنالك وقت مُحدد لعملهُ الذى كان يأخذ معظم وقتهُ، ليس هذا فقط السبب فى إنفصالهم، بل كان السبب هو طلب رفعت منها العوده لهنا لبلدة الزهار وتكملة حياتهم معاً، لكن هى تريد الحريه والأنطلاق، لا تريد الأنغلاق هنا فى قريه ليست لها وجود على الخريطة من الأساس.
دخلت فى ذالك الحين مروه الى غرفة الصالون،نظرت بأندهاش ل رامى الذى يكاد يفطس من الضحك.
وقالت:فى أيه يا جماعه هنا،بتضحك بالطريقه دى ليه يا رامى؟
لم تنتظر مروه الرد كثيراً،حين إقتربت ريما من رامى وقامت بحضنهُ هو الآخر قائله:
وحشتنى….رام.
ماذا قالت…رام
ماذا فعلت…حضنته
لا،لا داعى للانتظار،لما لا أنتف شعر تلك الوقحه الفضى…هذا ما أرادت فعلهُ مروه.
لولا ضحك زينب وأقترابها من مكان وقوفها: وقالت بتريقه وهى تنظر ل مروه:
مفيش داعى تلوثى إيدك يا ميرو،بالدم
الاتنين دول واضح دمهم بارد وزفر،أنا بقول أحنا نبدأ إجراءات الخُلع من دلوقتي،أنتى من البلد وتعرفى محامى شاطر، يخلعنا من الأتنين الهمجين دول،تعالى نتسند على بعض ونطلع أوضنا أنا السكر شكلهُ هيهيج عليا،وانتى رجِلك بترعش.
ردت مروه: بس أنا جعانه أنا على عشايا من إمبارح حتى الصبح مفطرتش.
تبسمت زينب قائله: أقولك أنا كمان جعانه أصل مريض السكر بياكل كل ساعتين، تعالى نتغدا أنا وأنتى فى المطبخ، نتسلى مع الشغالات، تيتا إنعام بتقولى دول عندهم قصص البلد كلها حتى تبقى قاعدة ستات وبس.
تبسمت مروه قائله: على رائيك والنبى ما فيه أحلى من نم النسوان.
بينما الآخان رفعت ورامى، نظرا الى ريما التى إقتربت من رفعت وكادت تحضنه مره أخرى، لكن إبتعد للخلف وأحرجها قائلاً:
جايه هنا ليه، يا ريما قصتنا القديمه خلصت، وأنا خلاص، بدأت حياتى مع غيرك، وفعلاً بحب مراتى، وإلا مكنتش أتجوزتها.
دمعت عين ريما بتمثيل قائله: رفعت إنت لازم تسمعنى، أنا راجعه علشان، إبننا،لازم يتعرف مع باباه الحقيقى.
إنصدم رامى ونظر لوجه رفعت الهادئ وقال:
إبن مين؟ إنتى عندك ولد من رفعت طب هو فين الولد؟
ضحك رفعت بسخريه: عايش مع باباه الحقيقى فى اليونان،(فابيو مونتريس)
لعبه قديمه مش ده اللى كان على الفلاشه، ريما بلاش كدب زياده خلاص قصتنا القديمه إننا كنا متجوزين إنتهت، خلينا نبقى على صداقتنا، زى ما سبق وقولتى.
تعصبت ريما قائله:
لأ قصتنا مخلصتش يا رفعت وانا راجعه علشان أسترد حقى فيك، ولازم تصدق إن (جامى) إبنك مش إبن فابيو.
تبسم رفعت بسخريه غير مُصدق كذبها، وقال: شرفتى يا ريما وزى ما أنتى شايفه أنا بقيت راجل متجوز، وبحب مراتى، ومش عاوز بينا مشاكل بسببك.
ردت ريما بتصميم: وياترى رد فعل مراتك هيكون أيه لما تعرف إن عندك ولد،وأنى هفضل هنا، أنا من عيلة الزهار أعتبرنى ضيفه عندك،فى السرايا.
ضحك رفعت يقول: تمام، بس ياريت تلتزمى بأسلوب وذوق أنك ضيفه و سيدات السرايا هنا هما الدكتوره زينب وكمان مروه مرات رامى، هأمر الخدم يجهزولك أوضه.
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
لا يوجد بين الرجل وزوجته، شئ إسمه حياء أو خجل، بالأخص إذا كان ذالك الوحش المشوه العقل، كما أصبحت تنعتهُ،
ذهبت مروه الى إستطبل الخيل
ووقفت تتوارى بالقرب من ذالك السياج الخشبى
تتابع بعيناها
كيف يروض رامى ذالك الفرس الصغير، الشرس
بدأ بأدخال اللجام الى عُنقه، ثم صعد على ظهره، لكن الفرس،مازال شرساً، حاول أسقاطه من على ظهره، لكن هو تشبث باللجام قوياً، وخرج من داخل السياج،الى ذالك المجرى المائى الصغير الذى يشق المزرعه
كانت تسير،خلفه،تتوارى خلف الأشجار،كى لا يراها
لكن هى من فضحت أمرها حين
صرخت بخضه حين كاد، يقع من على ظهر الفرس،
سمع هو صرختها، نظر لها وتبسم،هو كان يشعر بها خلفه منذ البدايه،لكن تغافل بمزاجه
شعرت بالخجل حين نظر إليها، وابتسم، تصنعت عدم الامبالاه، وأدارت ظهرها، تلوم نفسها، لكن تبسمت بشعور لا تعرفه، شعور جديد، يغزوها،لكن هل
وقعت الجميله بعشق الوحش هذا ما أخبره رامى لنفسه ويتمنى تصديقهُ.
نزل رامى من على الفرسه، وذهب الى مكان وقوفها، أسفل إحدى الشجيرات، تبسم قائلاً:
أيه اللى جايبك هنا، غريبه دى أول مره تطلعى من السرايا، بعد أسبوع من جوازنا.
ردت مروه بكذب:
زهقت من القاعده لوحدي فى الجناح قولت اطلع أتمشى شويه،الدكتور بعد ما فكلى جبس رِجلى قالى أبقى أتمشي عليها،كل يوم شويه،أهو منه علاج ومنه أشم هوا العصارى .
تبسم رامى وأقترب من مروه بخبث قائلاً:
لازم تسمعى كلام الدكتور،عالعموم انا خلاص خلصت تدريب الفرس ده،أو تقدرى تقولى ماليش مزاج أدربه النهارده،وحاسس بشوية إرهاق،هدخله للاستطبل،وأرجع عالسرايا،أخد شاور،ينعش جسمى،وبعدها…..
ردت مروه:بعدها ايه،تلزق للبومه اللى إسمها ريما اللى حضتتك من غير حيا،صح،إنسى يا رامى،بقولك،متخلنيش أجيبها من شعرها قدامك،واحده وقحه ورخيصه زى أختها بالضبط.
تبسم رامى وأصبح لا يفصله سوا خطوه من مروه وقال بهمس:أعتبر دى غيره من ريما وأختها.
تعلثمت مروه ليس من قول رامى،بل من إقترابه بهذا الشكل وهمسه لها قائله:
مش غِيره،ده تقدر تقول عاوزه أحافظ على كرامتى، كفايه إنصدمت إن رفعت كان متجوز من البومه ريما، وانتم فى إسكندريه، الله أعلم إنت كمان عملت فى الفتره دى أيه، يمكن كنت دنچوان الجامعه، الفلوس لها سطوه برضوا، ممكن تخلى البنات مكنوش يشوفوا المسخ، ويشوفوا فلوسهُ، عاوز تفهمنى إن مكنش ليك علاقات ببنات قبل ما ترجع لهنا.
تبسم رامى وقال:
كان ليا علاقات كتير، يا مروه، وكنت فعلاً دنچوان الجامعه، بس عمر قلبى ما دق لأى واحده قربت منى، عارفه ليه
نظرت له مروه هو يؤكد ما سمعته عنه سابقاً. وقالت بخفوت: ليه قلبك مدقش لاى واحده من اللى كانوا حواليك؟
رد رامى وهو يضع يدها فوق قلبهُ:
القلب ده مدقش الإ لواحده بس، بس يا خساره هى مقدرتش الحب ده.
قال رامى هذا وعاد يسحب الفرس ودخل به الى داخل الاستطبل يبتعد عن مكان وقوف مروه التى تدمعت، وقالت:
وأنا كمان للأسف يا رامى، قلبى مدقش لغيرك حاولت كتير أشغل نفسى بحب تانى، بس حتى الوهم كنت مرافق قلبى فيه.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بغرفة زينب،
شعرت بحراره تغزو جسدها وقالت:
الهمجى الحقير تلاقى هو اللى طلب من طليقته تفضل هنا فى السرايا عاوز يحرق دمى ويعلى لى السكر، كل ما أشوفها.
قالت هذا وقامت بحقن نفسها بحقنه الانسولين، بذالك الوقت دخل رفعت.
نظرت زينب له قائله: هتفضل همجى، خير أيه اللى جابك.
نظر رفعت ليد زينب وحاول الثبات قائلاً: بتاخدى أنسولين دلوقتي ليه؟
ردت زينب بتهكم: علشان يدينى باور أصلى محتاجه باور إضافى.
تبسم رفعت.
تحدثت زينب: إعمل حسابك من بكره إنى راجعه للوحده تانى، أهو أسيبك مع طليقتك يمكن الود يتوصل من تانى، وأطلع أنا من الحِصن ده.
إقترب رفعت من زينب، ولف خلفها قائلاً:
مين اللى قالك إنى عاوز الود يتوصل بينى وبين طليقتى، لو كنت عاوزها كنت رجعتها من زمان، ريما صفحه قديمه وإنتهت خلاص.
تحدثت زينب: ولما هى صفحه قديمه، أيه اللى رجعها وكمان خلاك وافقت تفضل هنا فى بيتك.
إقترب رفعت أكثر من زينب ووضع يديه على معصمي يدها ووضع رأسهُ على كتفها قائلاً:
ريما…ضيفه عاوزانى أطردها.
حاولت زينب السير لخطوه لتبتعتد عن رفعت لكن هو تشبث بمعصميها.
تحدثت زينب:طردها من وجودها ميفرقش معايا أصلاً،إنفصالنا شئ مؤكد هيحصل مع الوقت.
ضعط رفعت بقوه فوق معصمي،زينب وقال:
إنفصالنا أو بقائنا شئ فى إيد القدر،مش فى إيدنا،زى لُقانا كان من ترتيب القدر.
قبل أن ترد زينب بلذاعه،إستدار رفعت وأصبح وجهه بوجه زينب،وقال:
أنا عمرى ما كان بينى وبين ريما أى مشاعر،كانت جوازه غلط من أولها،وكان تصحيحها هو الطلاق.
نظرت زينب لعين رفعت الصافيه، يبدوا أنه صادق، للحظه تاهت لكن قالت له:
ميهمنيش جوازك منها كان بمشاعر أو لأ، اللى يهمنى نفسي، أنا…….
قطع رفعت حديث زينب حين تهجم على شفاها بالقُبلات العاشقه.
نفرت زينب فى البدايه قُبلاتهُ، لكن كادت تذوب بين يديه، لكن فاقت حين شعرت بيديه تسير على جسدها أسفل منامتها، دفعته عنها قليلاً وعادت للخلف قائله:
إخرج بره يا رفعت.
نظر لها رفعت قائلاً: جسمك ليه سخن يا زينب.
ردت زينب بعصبيه: قولت بره أوضتى يا رفعت.
تبسم رفعت بمكر يقول مره أخرى: جسمك ليه سُخن، أنتى…….؟
ردت زينب زينب: قولت بره يا رفعت كفايه لحد كده، أنا مليت من القصه دى، مبقتش متحمله اللى بيحصل، كل يوم أتفاجئ بواحده جديده، آخرها طليقتك اللى جايه وعاوزه تستردك من تانى،أى نكان مشاعرك إتجاها كان لازم تحافظ على كرامتى قدمها،مش ترحب بقعدتها هنا فى السرايا بوجودى أنا كمان،بس ده ميفرقش معايا،لأنى عارفه نهايه اللعبه اللى إحنا فيها.
رد رفعت بسخريه: جوازنا لعبه، إنتى شايفه كده.
ردت زينب: أنا مش شايفه غير كده، واللعبه هتخلص قريب، أنا هطلب نقلى من هنا، لأى مكان تانى حتى لو هتنقل لحلايب وشلاتين ووقتها جوازنا هينتهى بالأنفصال.
نظر رفعت لزينب بتحدى يقول: ومين اللى هيسمحلك بالنقل من هنا، ومين اللى قالك إن جوازنا هينتهى بالأنفصال، زينب إنتى مش هتخرجى من حياتى غير بموتى.
قال رفعت هذا، وخرج من الغرفه يصفع خلفه الباب بقوه وغضب، من قول تلك الحمقاء.
بينما زينب تنهدت بسأم وجلست على الفراش، تشعر بغصه بقلبها، ودت من داخلها أن يبقى، رفعت بالغرفه، لكن هو خرج، لا داعى للوهم، قصتهما معاً، لعبه فى يد القدر.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار
بغرفة وسيم.
كان نائماً على فراشهُ
شعر بحراره تغزو جسده بقوه، وصداع يفتك برأسهُ، وجسده يؤلمه،تحامل على ذاته ونهض من الفراش وتوجه الى الحمام،وقف بمنامته أسفل المياه البارده، تسيل فوق رأسه،لكن الصداع مستمر،ينهش برأسهُ،خرج من الحمام، بملابسهُ المبلله،سمع طرق على باب الغرفه،كان بالنسبه له صوت طرق الباب كصوت المطارق القويه،وضع يديه على أذنيه وسمح بالدخول لمن يطرق الباب،علها تكون خالته وتساعده بشئ يتخلص من ذالك الصداع،لكن كان مُخطئ،كانت تلك الافعى،لمى التى نظرت لالتصاق ملابسه على جسدهُ تظهر معالم جسده الرجوليه بشده،عضت على شفاها تشتهيه،لكن قال وسيم بعصبيه:عاوزه ايه يا لمى فى وقت زى ده.
ردت لمى بادعاء:أنا كنت جايه أطمن عليك لاحظت أنك عالعشا مكنتش مظبوط،ولما عمتو مهره سالتك قولت لها إجهاد من الشغل بين التدريس ومزرعة الخيل.
رد وسيم:فعلاً عندى صداع،هاخد أى مسكن وانام بعدها وهصحى الصبح كويس شكرا ليكى،أتفضلى أخرجى من الاوضه علشان أغير هدومى،علشان ماخدش برد من التكييف.
آتت ل لمى فكره شيطانيه ستستغلها،وربما تأتى بثمار وتأخذ ما تخطط له،خرجت لمى ببراءه.
زفر وسيم أنفاسه وذهب الى دولاب الملابس أخرج منامه أخرى له وخلع التى كانت عليه وبدأ فى ارتداها.
بينما لمى،ذهبت الى غرفتها،وأخرجت ذالك الشريط الدوائى،ونظرت له بأنتصار قائله:جه وقتك.
أخذت حبه وذهبت الى غرفة رامى،وطرقت الباب ودخلت وجدت،رامى ممدد على الفراش يغمض عيناه،يرتدى بنطال قطنى وفوقه قميص قطنى من نفس لون البنطال،لكن لا يرتديه جيدا،بالكاد يدخل من عُنقه وصدره عارى،نظرت له بأشتهاء وقالت:وسيم،أنا جبت لك كبسولة مسكن،باخده لما بحس بصداع،هو علاج مستورد مخصوص من إنجلترا.
رد وسيم:لأ مش محتاج لعلاج قولتلك هنام وهصحى كويس.
قالت لمى:براحتك بس ده مفعوله سريع،وبيساعد كمان على راحة الجسم.
تنهد.وسيم يقول:تمام هاتى الكبسوله أخدها،يمكن تريح جسمى،حاسس أنه مكسر.
تبسمت لمى وأعطته الكبسوله،ونظرت الى دورق المياه،وقامت بسكب مياه بكوب صغير،وأعطته ل وسيم الذى وضع الكبسوله بفمه،وإبتلعها ببعض رشفات المياه،ليغوص،بعدها بمتاهه لا يشعُر بشئ مع تلك الافعى الرقطاء.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أربع أيام
صباحاً
دخل رفعت الى غرفة زينب كعادته دون طرق الباب، وجدها تجلس محنيه على الفراش ترتدى حذائها الرياضى، نظر لها بتقييم يقول:
كويس لبسك ده ينفع للمشوار اللى رايحين له.
نظرت له قائله بأستعلام: مشوار إيه اللى هنروحه، أنا عندى شغل فى الوحده، ونفسى اعرف عامل ليه باب للأوضه طالما بتدخل من بدون استئذان.
رد رفعت بتحرش: والله نفسى أفتح الأوضه دى على الأوضه التانيه، وملهاش لازمه البيبان بينا، يعنى هتدارى أيه.
نظرت له زينب قائله: مش فاضيه لتحرشك عالصبح، أنا خارجه عندى شغل فى الوحده.
رد رفعت: النهارده أجازه، مفيش خروج وهتيجى معايا.
ردت زينب: أجازة بمناسبة ايه بقى؟ وهاجى معاك فين؟
رد رفعت بوقاحه: أعتبرى الاجازه بمناسبه عيد الحب.
سخرت زينب قائله: شكلك فاضى، ورايق وطالما الإجازه بمناسبه عيد الحب، يبقى ريما موجوده هى ألاولى، واولى بالأجازه دى.
رد رفعت: بلاش رغى كتير، قولت مفيش مرواح للوحده، يبقى عارفه أن كلامى هيتنفذ، خلينا ننزل نفطر وبعدها هنقضى بقية اليوم كله فى إستطبل الخيل.
نظرت له زينب: يعنى آمر بقى، ماشى، بلاش أروح الوحده النهارده، لو أحتاجونى فى حاجه هيتصلوا عليا، حتى انا محتاجه أنى أغير مكان، والاستطبل بين الخيل مكان كويس.
…..
بعد قليل
بإستطبل الخيل
وقفت مروه أمام باب احدى الغرف الخاصه بالخيل
ملست على شعر عنق أحدى المُهرات التى تمزج بين اللونين البنى الداكن وبعض البطشات الصفراء على جلدها
حتى أنها غزلت من شُعيراتها ضفيره صغيره
دخلت عليها
تلك الشرسه، تبسمت قائله: واضح أن عندك حب للخيل، ومش بتخافى منها.
تبسمت مروه: أنا من صغرى ليا تعامل مع الخيل، زى ما انت عارفه، بابا كان سايس
أنخضت زينب بسبب صهيل تلك المهره المفاجئ حين وضعت يدها على عنقها وعادت للخلف
تبسمت مروه
لكن صوت الأثنان اللذان دخلا معا أربكها أكثر حين قالا معاً: متخافيش.
لكن هى عادت للخلف لتصتطدم بصدر ذالك الفارس
ضمها بين يديه.
بينما تبسم رامى هو الآخر وهو يتجه الى مروه مبتسماً، والتى بادلته البسمه بعبوس.
لكن رامى أدعى عدم الأنتباه
وفتح باب الغرفه وأخرج المُهره ووضع عليها لجاماً.
وسحبها وخرج من داخل الأستطبل، وصعد خلفه رفعت
تاركين
زينب، ومروه معاً
تحدثت زينب قائله: نفسى أعرف سبب هما جابونا هنا ليه، ومن وقت ما جينا هما مشغولين، وأنا زهقت.
تبسمت مروه قائله: المزرعه كبيره، أيه رأيك نتمشى، وندردش سوا، أحنا صحيح سلايف بس مينعنش أننا ندردش سوا.
ضحكت زينب قائله: أه قصدك يعنى علشان سلايف أننا لازم يكون بينا حرب، لأ متخافيش أنا مسالمه ومستأنسه.
ضحكت مروه: أنتى مسالمه، دا رفعت مش بيقول عليكى غير الشرسه.
ضحكت زينب قائله: أه بيقولى كده بس ليه معرفش.
ضحكت مروه قائله: بقى أنت مش عارفه انك شرسه، دا البلد كلها ملهاش سيره غير الدكتوره زينب السمراوى مديرة الوحده الصحيه بالبلد والى بتعمله فيها، دول بيقولوا عليكى دكتوره زينب حُقنه، ماشيه تهددى الناس بالحقن.
ردت زينب: هو فى نوعيه كده من الناس لازم تظهرى لهم القوه، علشان تعرفى تتعاملى معاهم
بس سيبك منى، أنا فى البدايه أستغربت انك وافقتى تتجوزى من رامى، أنا متأكده إنك رميتى نفسك من على السطح قبل كده مكنش زى ما قالوا وقعتى من عالسلم،وأكيد عملتى كده علشان متتجوزيش رامى ، وده كان السبب فى جوازى من الهمجى رفعت بالأجبار قصاد رفضى أنك تطلعى من الوحده الصحيه وكمان خطفهُ لماما.
ردت مروه: هتصدقينى لو قولتلك إن مش فاكره إن أيه اللى حصلى فى الليله دى و اللى خلاكى وافقتى تتجوزى من رفعت، هو الأجبار، أنا نفس الشئ الأجبار، ولاد الزهار معندهمش مكان للرفض، لازم يوصلوا للى عايزينه حتى لو بالأجبار، وأنا أبويا راجل بسيط، بيشتغل سايس عندهم ومامتى هى المسؤله عنى أنا وأخواتى الاتنين التانين، أحنا تلات بنات، أنا الكبيره فيهم، أتخرجت من كذا سنه، من كليه التربيه طفوله، كنت بشتغل من وأنا فى الدراسه، فى كذا حضانه فى البلد
حتى لما أتخرجت،فضلت أشتغل من حضانه للتانيه،ومن سنه ونص تقريباً سمعت أن فى مدرسه خاصه فتحت لها فرع هنا فى الشرقيه و طالبه مُدرسات لحضانه تابعه لهم، قدمت، وقبلونى، مرتبها كويس، وكمان برستيچ عن حضانات البلد، عالأقل فى المدرسه، هيقولولى يا مس، مش زى هنا، كانوا بيقولوا لى دادا، بس بقى أبن الزهار من يوم رجع تانى للبلد وهو بيطاردنى، وكمان أتقدملى أكتر من مره،وكنت برفضه، بس طبعاً بالنسبه لبابا، هو يطول بس أبن الزهار يسلم عليه، ما بالك طالب بنته وهيخليها زوجه قدام البلد كلها، طبعاً، أبويا وافق،
وانا مكنتش موافقه، بس النصيب محدش بيقدر يقف قدامهُ
تبسمت زينب قائله: إحساسك إنك مش فاكره أيه اللى حصلك الليله دى، شئ طبيعى بيحصل لبعض الناس وقت حدوث شئ صعب، العقل بيفصل، يمكن ده من رحمة ربنا وتفسير للمثل اللى بيقول(وقت القدر، يعمى البصر)
و فعلاً النصيب محدش بيقدر يقف قدامه عندك أنا أهو أتنقل لهنا علشان أقابل رفعت الهمجى ويتجوزنى، بالغصب، بعد ما خطف ماما.
تبسمت مروه قائله: عاوزه تفهمينى ان معندكيش مشاعر إتجاه رفعت، وبتنبسطى بافعاله.
ردت زينب: انا عندى مشاعر إتجاه رفعت الهمجى ده، دا انا نفسى اتخلص منه ومن تحكماتهُ.
تبسمت مروه قائله:
طب وريما أللى نفسى أجيبها من شعرها وأمسح بكرامتها السرايا والمزرعه الوقحه شايفه طريقة لبسها ولا العاهرات.
ردت زينب: هى فعلاً عاهره، دى ماشيه بمايوه، انا بنكسف لما بشوفها.
تبسمت مروه قائله: والله انا كمان بنكسف لما بشوفها، وبحس انى عريانه زيها كده، شكلها لسه مطوله هنا.
ردت زينب: لا مطوله ولا مقصره متفرقش معايا أنا طول الوقت ببقى فى الوحده، بعيد عن السرايا، وبرتاح من وشها.
ردت مروه: بس انا بقى طول اليوم هنا فى السرايا، وشيفاها راميه شباكها، وأحنا اللى مدينها الفرصه دى، سواء انها تقف مع رامى او رفعت.
ردت زينب: وهتعملى معاها ايه، هتطرديها هتتواقح وتقولك سرايا ولاد عمى وانا من عيلة الزهار.
ردت مروه وإقتربت من زينب قائله: بس انا عندى فكره تخليها تسكن اوضتها من المغرب ونرتاح أحنا الاتنين منها.
ردت زينب وأيه هى الخطه دى؟
تبسمت مروه قائله:
أقولك لانى هحتاج مساعدتك.
تبسمت زينب قائله قولى أنا بصراحه متغاظه من وقاحتها قوى،أيه هنعمل أيه هنحط لها سم فى الآكل،ولا أغزها حقنة هوا،بس مع النوعيه دى لا السم ولاحُقنه الهوا هيأثروا فيها،لأن ممكن حقنة الهوا تجيب معاها مفعول كويس وتزود عندها الأنوثه أكتر وهى كلها نفخ أصلاً دى عندها البالونات منفوخه بمعايير قياسيه مظبوطه مش زينا ناقصنا شنبين ونبقى رجاله رسمى.
ضحكت مروه قائله: ولو حطينا لها سم فى الاكل كمان مش هيأثر فيها دى حيه متنكره فى صورة أنثى، ايه رأيك بمُلين!
نظرت زينب ل مروه بتفكير قائله: هو ده اللى يجيب معاها، تصدقى إنى كنت مفكره بس نفسى اللى شريره، لكن واضح كده إننا هنتفق، يا ميرو.
تبسمت مروه قائله: بصراحه هى إستفزازيه، وأنا خلاص جبت آخرى منها، ولاحظت إنها بتتعشى كميه قليله من الأكل وبعدها بتاخد زبادى بلمون،قال أيه بتهضم وتحرق الكالورز،أيه رأيك نزود لها الهضم وحرق الكالورز.
تبسمن الأثنين لبعضهن بشر وتوافق،فهى تستحق ذالك.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب الظهر مباشرةً
بمنزل هاشم الزهار أيضاً، لكن بغرفة هاشم ذاتهً
كان نائماً وحدهُ بالغرفه، مُهره منذ ليلة زفاف رامى تمكُث بغرفتها القديمه قبل الزواج منه، هو يتركها بمزاجهُ، يتركها لظنها أن لديها القُدره على الوقوف أمامه، لكن بالحقيقه هو قادر بسهوله أن يُعيدها لغرفته بالأجبار كما سبق وتزوج بها، وأجبرها تمتثل لطغيانهُ سابقاً، لكن هو زهد منها، لم يعد لديه رغبه بها، كالسابق، هو كان يظن أنه يعشقها، بلا كانت زهوة وقت، وجبروت منه نيلها،أما الآن هنالك ما تُشغل بالهُ بقوه،هل يشتهى جسدها كمُهره،أم أنها هى العشق،لا يعرف تفسير لذالك الشعور الذى يجتاح جسده حين تكون قريبه منه وأمامهُ،يريد إقتناص جسدها،حين يشعر بوضع يديها على جسدهُ، يُريد المزيد، لكن هنالك ذالك الوغد رفعت، هو الحائل بينهُ وبين تلك الطبيبه، سبقُ بالوصول إليها تزوج بها مفاجأه صدمتهُ وأفشلت خِططهُ فى نَيل زينب…..
أغمض هاشم عيناها علهُ يتخيل جسدها بين يديه يسحقها أسفل منه كما يفعل مع الآخريات.
لكن لسوء حظهُ حتى الخيال لم ينالهُ، حين آتى لخيالهُ، ذالك اللقاء السابق له مع زينب بالوحده الصحيه، بذالك اليوم.
فلاشــــــــــــــــــــ*باك
يوم أن قتل أمامها الثعبان بالوحده.
سار لجوارها الى أن دخلا الى مكتبها، تبسمت له بمهنيه قائله: إتفضل يا سيد هاشم، غريبه أيه اللى جابك الوحده فى وقت زى ده؟
رد هاشم: يمكن القدر، يا دكتوره.
تبسمت زينب وهمست لنفسها: القدر، فعلاً كان مجي للبلد دى قدر علشان اقابل قدرى هنا، الهمجى.
لكن تحدثت لهاشم قائله: خير أيه الظرف اللى فى إيدك ده، واضح أنه لمعمل آشعه وتحليل.
وضع هاشم الظرف امام زينب قائلاً: فعلاً دى نتيجة الفحوصات والتحاليل اللى طلبتيها منى عملتها وكنت مستنى ترجعى للشغل فى الوحده من تانى علشان تعاينيها بنفسك، أنا سألت دكتور الآشعه قالى إن النتايج كويسه الحمدلله بس مش عارف سبب الوخزه اللى أوقات بتجيلى وبتعِل على إيدى الشمال.
فتحت زينب الظرف وبدات بقراءة نسب نتائج الفحوصات، بتركيز، غير منتبهه لنظرات ذالك الذئب الذى يود إلتهامها الآن، يتخيلها وهو يمارس عليها ساديته، لا لا زينب لا تستحق تلك الساديه هو يود الظفر بها بأى شكل.
إنتهت زينب من قراءة الفحوصات قائله: فعلاً نتيجة الفحوصات والآشعه بتأكد كلام الدكتور، ممكن الوخز اللى بيجيلك فى ايدك الشمال ده يكون شد عضلى، أو لو حضرتك بتاخد أى نوع من المنشطات.
إرتبك هاشم قائلاً:أنا مش باخد أى منشطات،حتى قليل لما بستعمل الادويه،غير فى الحالات القصوى.
ردت زينب:ممكن…وممكن يكون شد عضلى بسبب زياده تحميل على أيدك دى،ممكن تستعمل مراهم الشد العضلى،وتحاول تريح إيدك.
تبسم هاشم يقول:تعرفى إنى إطمنت من رايك اكتر من الدكتور اللى متابع معاه،طب ممكن لو مفيهاش مضايقه لحضرتم تعاينينى مره تانيه.
ردت زينب:أعتقد معاينتى لخصرتك مش هتقدم جديد الفحوصات كويسه جداً،ووممكن الاعراض دى وقتيه وهتزول،بعد شويه.
شعر هاشم بخذو.
لكن زينب قالت له بمفاجأه:مدام مهره إزي صحتها دلوقتي
قبل الوقت بمزرعة رفعت.
كان يقوم بترويض إحدى المهرات، حين ذهي اليه أحد العاملين وقال: رفعت بيه، الحق صفاء أختى بتشتغل مع الدكتوره فى الوحده، ومن شويه كنت بتصل عليها، وسمعت صريخ، سالتها السبب قالتلى، إنهم بيقولوا فى تعبان كبير فى أوضه العمليات، والكل بيجرى وبيصرخ، ما عدا الدكتوره راحت لأوضة العمليات.
قفز رفعت من على المهره سريعاً، قائلاً: دخل المهره الاستطبل.
قال رفعت هذا وهو يجرى سريعاً وركب سيارته وخرج من السرايا، ضرب مقود السياره بيديه قائلاً بعصبيه:
متبقاش زينب السمراوى لو الفضول ماخدهاش وإتحققت من وجود التعبان بنفسها، بترمى نفسها فى الخطر من غير ما تفكر.
سريعاً كان بالوحده، نزل من السياره، ودخل الى داخل الوحده منها الى غرفة زينب مباشرةً وفتح الباب دون طرق قائلاً بلهفه:
زينب أنتى…….
قطع رفعت قوله حين راى هاشم يجلس أمام زينب.
تسأله عن مهره.
رد هاشم:
مُهره الحمدلله صحتها بقت كويسه تقدرى تجى للبيت بنفسك تطمنى عليها وكمان تطمينينى عليها، بصراحه بقيت بخاف على صحتها قوى بعد الوعكه الاخيره دى.
دخل رفعت الى الغرفه وقال:
الدكتوره زينب مش بتروح لحد بيته، اللى محتاج لها، يا يجى هنا الوحده، أو سرايتى مفتوحه، إنما الدكتوره مش بتروح لحد بيته، وعمتى مهره أول واحده سرايتى مفتوحه ليها تدخل بدون إذن، دى سرايتها.
نهض هاشم واقفاً، نظرات العين بينه وبين رفعت حارقه.
نهضت زينب هى الاخرى، ونظرت لهما، أيقنت هنالك حرب بين الأثنين لا تعرف سببها، ولا تعرف أيضاً أنها أصبحت جزءً كبير من تلك الحرب.
إقترب رفعت من مكان وقوف زينب ولف يدهُ حول خصرها، يقول: لما عرفت إن فى تعبان فى الوحده جيت فوراً، خير؟
ردت زينب: خير الحمد لله فعلاً كان فى تعبان معرفش دخل منين وشكله كمان كان غضبان، بس السيد هاشم تعامل معاه وقتله.
نظر رفعت لهاشم وقال: السيد هاشم عنده خبره فى التعامل مع التعابين، عالعموم بشكر شجاعتك.
رد هاشم: الدكتوره تستحق كفايه إللى بتقدمه لاهل البلد، هستأذن انا.
ردت زينب: مره تانيه بشكرك، وسلميلى على مدام مهره.
تبسم هاشم وخرج، بنيران تود سحق رفعت الحائل بينه وبين الدكتوره.
بينما بداخل المكتب
نفضت زينب يد رفعت عنها وقالت: هتفضل همجى فى التعامل مع الناس، هاشم مغلطش فى حاجه لما قالى اروح بيته أطمنه على مدام مهره، لازمته ايه كلامك الغبى انى مش بروح لحد بيته، انا دكتوره وبأدى مهنتى اللى اقسمت عليها يمين، انى اعالج اى شخص محتاج ليا، فى اى مكان، ومتنساش سبق وخطفتنى علشان اكشف على جدتك فى سرايتك.
رد رفعت: انا ممنعتكيش عن تادية مهنتك لكن ممنوع رِجلك تدخل بيت هاشم الزهار فاهمه، ودلوقتى بقول كفايه وخلينا نروح للسرايا.
ردت زينب: إحنا لسه نص النهار وعندى شغل، ومش هسيب الوحده.
نظر رفعت لزينب يقول: تمام بعد كده لما أمنعك من الخروج من السرايا متبقيش تشتكى.
قالت زينب يعنى ايه بتهددنى تحبسنى فى السرايا.
رد رفعت: وارد جداً، طالما مش بتسمعى كلامى.
ردت زينب بغيظ: بتحلم يا رفعت، واتفضل مع السلامه بلاش تعطلنى.
نظر رفعت لها وحاول الهدوء: تمام يا زينب أنتى اللى أختارتى، بس خليكى فاكره وخليكى قد كلمتك، حسابنا مش هنا حسابنا فى السرايا.
خرج رفعت هو الآخر من الغرفه مستشاط غضباً.
جلست زينب على المقعد تشعر ببوادر دوخه خفيفه، فوضعت قطعة حلوى بفمها.
عودهـــــــــــــــ،،،،
عاد هاشم من تذكره لهذا اليوم يشعر بنار ساحقه فى قلبه يريد إشعالها بجسد رفعت وهو ينظر بعنياه وهو يحترق، يتلذذ بذالك وسيحدث هذا قريباً، لا داعى لطول الوقت، ولا للانتظار كثيراً.
…..
#يتبع
البارت التالى هينزل كمان ساعه
للحكايه بقيه
الشعله الثالثه والعشرون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر بقليل
أثناء سير
زينب ومروه تتجولان بالمزرعه فوجئن الاثنتان بمن خلفهن
تحدث رفعت وهو يجذب زينب من خصرها يقربها منه قائلاً: أظن الشمس قويه،خلاص بقينا بعد الضهر كفايه كده مشى تعالى معايا،أنا أمرتهم بتحضير الغدا بعد ساعه تحت المظله اللى هنا.
وضعت زينب يدها على يده التى حول خصرها،وحاولت أبعاده عن جسدها،لكن هو تصرف بوقاحه،وضمها قائلاً:
هاخد مراتى،محتاجها فى كلمتين،نتقابل أنا وأنتم بعد ساعه عند المظله،أتمنى لكم وقت سعيد.
قال رفعت هذا وشد زينب للسير معه،رغُم عنها سارت معه الى أن أبتعدوا قليلاً
ثم حاولت فك يده من حول خصرها،وتحدثت بعصبيه: بعد أيدك عنى وبطل الهمجيه دى معايا بقولك.
ضحك رفعت قائلاً:كنتي بتتكلمى أنتى ومروه عن أيه،أكيد عنى أنا وأخويا؟
نظرت له زينب قائله:وهنتكلم عنكم ليه،وهنقول أيه،أتنين أغبيه مفكرين نفسهم لهم سطوه على كل الى قدامهم،حتى أنهم بيغصبوا بنات الناس على الجواز منهم،أنا متأكده أن جواز “مروه،ورامى”كان غصب من مروه زى ما أنا أتغصبت أتجوزك.
ضحك رفعت قائلاً:أتغصبتى تتجوزينى،لكن لما جيتى ليا أوضتى كان بأرادتك،وأنا مغصبتكيش على الى حصل،وقولتى كان فخ منك ليا،بس أنا موقعتش فيه،لأنك بالنسبه ليا زى أى ست ممكن تشاركنى السرير.
نظرت له زينب بغيظ،وقامت بضربه بقدمها،فى ساقه قائله:حقير،وسافل،ووو
قبل أن تُكمل وصلة سبها له
نظر رفعت حوله بالمزرعه،وجدها خاليه،قام بجذبها وأسكاتها بالطريقه التى بدأ يُدمنها
وهى
تقبيل شفاه تلك الشرسه،يُصمتها بطريقته المُحببه له.
أحتضنها بين ذراعيه القويه،وشل حركتها بين يده
ظل يُقبلها الى ألى أن شعر بأنقطاع نفسيهما،ترك شفاها،ولكن مازال يحتضنها بين يديه.
وقفت زينب تلتقط أنفاسها بسرعه الى أن هدأت،نظرت له بغيظ،وقامت بتكوير كف يدها،وأعطته لكمه قويهً ببطنه،
شعر رفعت بألم ففك يديه من حولها،وعاد للخلف يشعر بالآلم
وقبل أن يتحدث،تحدثت زينب قائله:
لسه عند رأيي فيك أنك حقير وهمجى ومُغتصب.
رغم شعور رفعت بالآلم لكن تبسم وهو يخرج ذالك الكيس الصغير من جيبه قائلاً بمرح،وأستفزاز:
أتفصلى،ده كيس فيه ملبس وكرمله ولبان من الأنواع الى بتحبيهم ،خدى لك منه ملبستين لاحسن تهبطى بعد البوسه دى،قال هذا وقام بتقبيل شفاها قُبله خاطفه ووضع الكيس بين يديها وسار أمامها،
يبتسم.
….
بينما مروه ورامى،،ذهبا معاً
فى ذالك الأثناء رن هاتف رامى،تبسم وهو ينظر الى الشاشه وإبتعد قليلاً عن مروه ورد على المتصل أو بالأصح المتصله.
ساق مروه فضولها،وسارت خلفهُ،تتسمع على حديثه بالهاتف،ايقنت من طريقة نُطقه أنه يتحدث مع إمرأه،كان حوار بسيط ربما ليس به شئ لافت لمعزه خاصه،لكن بالنهاية يتحدث مع إمرأه،
سمعته يقول بنهايه المكالمه أنه سيذهب الى ألاسكندريه بأقرب وقت لمقابلتها،الفضول بداخلها يشتعل.
أغلق رامى الهاتف ونظر خلفه،وقال ببرود:
زمان الشغالين حطوا الغدا تحت المظله،خلينا نروح أنا جعان.
إقتربت مروه من رامى ووضعت يدها فوق عضدهُ وقالت:كنت بتكلم مين فى الفون.
تبسم رامى من قرب مروه منه ووضع يده فوق يدها وقال:دى زميله ليا من أيام الجامعه.
شعرت مروه بغِيره وقالت: أنت هتروح إسكندريه قريب.
تبسم رامى بمكر:أيوا،بتسألى ليه ولا كنتى بتتصنتى عليا وأنا بتكلم؟
شهقت مروه قائله:هتصنت عليك ليه ، أنا سمعتك صدفه،وعالعموم ميهمنيش،تروح وترجع بالسلامه.
تبسم رامى وهو ينظر لمروه التى تغيرت ملامحها ولعب على وتر الغِيره علها تعترف بحبهُ وقال: لو عاوزه تجى معايا اسكندريه معنديش مانع، انا معزوم على فرح واحد كان زميلى فى الجامعه، وهو عازم كل زمايلنا اللى كانوا معانا فرصه نتقابل مره تانيه، ونعيد ذكرايتنا مع بعض.
إبتلعت مروه ريقها وقالت بتسرع:وطبعإ عازم زمايلكم البنات كمان.
تبسم رامى:أكيد هو أكدلى كده.
وقفت مروه،وتوقف رامى هو الآخر،ببسمه على قولها:إعمل حسابك هحضر معاك فرح زميلك ده،واهو بالمره أتفسح فى إسكندريه يومين أعتبرهم من شهر العسل اللى بلطت عليه.
تبسم رامى وقال بتحرش: يومين بس ايه رأيك فى أسبوعين تلاته، يمكن هوا إسكندريه يعدل مزاجى وأنتعش.
نظرت له مروه قائله:ليه وهو هنا فى الزهار مفيش هوا يعدل مزاجك ويخليك تنتعش.
رد رامى: هوا إسكندريه له خصوصيه، مش فى اى مكان تانى.
ضربت مروه كتف رامى قائله:
قصدك أيه،طبعاً ما هناك بيفكرك بأيام الجامعه وزمايلك،اللى بتحن لهم وأيامك معاهم، انا بقول خلاص قربنا من المظله مش كنت بتقول جعان.
تبسم رامى ينظر حوله بالمكان،خالى،فهو وقت غداء العمال،
جذب مروه من خصرها على غفله، ونظر لشفاها وعيناها الغائمه، مروه رقيقه أكتر من الازم، عاد بنظره لشفاها، ليراها تبللها بلسانها، لم يعد للتفكير مكان، إلتقم شفتاها يُقبلها بتوق ولهفة عاشق.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد العصر وإنكسار الحر قليلاً
تحدثت زينب بتذمر:
قولتلك مش عاوزه أركب خيل، أبعد إيدك عنى خلينى أنزل، هو إجبار.
تبسم رفعت، وقام بضرب الجواد ليجرى، سريعاً تزداد سُرعتهُ مع الجرى، كانت زينب تُمسك باللجام خلف يد رفعت، لكن دخل رفعت بالجواد الى ذالك المضمار، وبدأ الجواد يجرى أسرع، ليس يجرى فقط بل قام بالفقز من فوق إحدى الحواجز، إنخضت زينب وشهقت وتركت اللجام وتشبثت بيد رفعت المُمسكه باللجام تبسم وهمس جوار أذنها:
لو سيبتى إيدى هتوقعى، يا زينب.
تشبثت زينب بيدها فوق يدهُ الممسكه باللجام، بدأ الجواد يقفز فوق الحواجر، شهقت زينب لمره وإثنان، لكن بعد ذالك إستمتعت بذالك تشعر بأحتواء رفعت لها بين يديه، هو كان أكثر إستمتاعاً وهو يحتوي جسدها بين يديه يشعر بنسمات العصارى، تُنعش فؤاده، بعد وقت بدأ يُهدئ من سُرعة الجواد، يسير ببطئ، يخرج خارج المضمار، ترك رفعت لجام الجواد وقفز من فوقه، رفع يدهُ يساعد زينب للنزول، لكن قالت له بحِده: إبعد إيدك هنزل لوحدي.
تبسم رفعت وتركها،
لكن حين حاولت النزول كادت تقع بسبب شعورها بدوخه خفيفه، بسبب أنها لأول مره تمتطى جواد، تشبثت بلجام الجواد الى أن وضعت قدميها فوق الأرض، تبسم رفعت وهو يراها نزلت لوحدها ووقفت تترنح.
إقترب منها يقول: هى أول مره هتحسى بدوخه بعد كده هتتعودى.
سخرت زينب منه قائله: طبعاً هتعمل عليا خبير فى ركوب الخيل، عادى جداً، محسسنى إنك مولود فوق ضهر الخيل.
تبسم رفعت يقول: لأ متولدتش على ضهر الخيل، بس عشت عمرى كله وسط الخيل.
ساق زينب فضولها وقالت له:
رفعت إن درست إيه؟
إقترب رفعت من أذن زينب وهمس…….؟
وقفت زينب لثوانى كالصنم متعجبه.
فاقت على هبوب عاصفه ترابيه بسبب جريان ذالك الجواد الآخر الذى ينفض تراب المزرعه أسفل أقدامهُ، ليس فقط ينفض التراب، بل كان يقترب منها وكاد يدهسها، لولا أن جذبها رفعت له
ليقع على ظهره وهى الأخرى بظهرها فوق صدرهُ
تألم رفعت من ظهره، لكن ضم جسد زينب بين يديه، شعر بخفقات قلبها السريعه أسفل معصم يده.
بينما زينب قالت بخضه: الحقيره ريما الحيوانه أكيد قاصده تدهسنى بالحصان، الغبيه المجرمه طبعاً عاوزانى أموت علشان ترجعلها، مفكره أن الكلام الأهبل اللى قولته قدامها صحيح وإنك بتحبنى.
همس رفعت لنفسهُ: أنا فعلاً بعشقك يا زينب، مفيش واحده قبلك قدرت تتوغل وتحتل قلبى زي، ماأنتى أخترقتى مش بس قلبى أخترقتى كيانى بشراستك وعفويتك،أنتى الوحيده اللى ضعفت قدام عِشقها،معاكى أخترقت كل قوانين الانتقام،وأول قانون كان أنى مستحيل أقع فى العشق .
بينما همست زينب: وأنا الل. كنت بفكر أسيبك النهارده ومسمعش لكلام مروه واساعدها فى خطتها ، لكن ده بعدك يا بومه إن منيمتك فى الحمام مبقاش أنا الدكتوره زينب السمراوى.
حاولت زينب القيام من فوق جسد رفعت، لكن هو أحكم يديه حوله وجلس، وهى بين يديه، نظرت له زينب قائله:
فك إيدك من حواليا، خلينى اقوم أشوف الوقحه اللى كانت عاوزه تموتنى دى.
تبسم رفعت ونظر لها يقول:
محدش يقدر يأذيكى وأنتى معايا يا زينب كونى متأكده من كده، مش هسمح بأى أذى يطولك.
نبرة صوت رفعت جعلت زينب هى الأخرى تنظر له
لتتلاقى أعينهم ببعض، عين كل منها تبوح بشئ لم يكن متوقع حدوثه، وقوع كل منهما فى العشق،
العشق!
نفضت زينب عن تفكيرها وقالت: بلاش غباء، نهاية القصه معروفه.
لكن كان ل رفعت رأى آخر، حين وضع يدهُ فوق عُنق زينب وقرب وجهها من وجهه وبمفاجأه قَبلها.
تفاجئت زينب لكن لم تمانع قُبلته كأنها هى الأخرى كانت تريد تلك القُبله،
لكن تلك الوقحه ريما تنحنحت
تشعر بنيران من تلك القُبله.
حين سمعت زينب نحنحة ريما، عادت من تلك السحابه، وإبتعدت قليلاً عن شفاه رفعت، الذى شعر بأنقطاع نفسه حين إبتعدت بشفاها عن شفاه.
بينما زينب بتلقائيه وضعت رأسها على صدره وسمعت تلك الخفقات المتلاحقه، هو أيضاً شعر بخفقات قلبها أسفل يدهُ،.
لكن قطع ذالك التواصل، صوت مُزعج
حين تحدثت بغِيره وغلول تلك السوداء القلب ريما:
أنا آسفه مقدرتش اتحكم فى الحصان وهو بيجرى، حتى كان هيوقعنى، لو مكنتش أتمسكت فيه، انا جيت بسرعه أطمن عليكى، ياااا دكتوره.
إنتبهت زينب أنها تجلس فوق ساق رفعت، فنهضت سريعاً وقالت:
صادقه، هو انتى مجرمه العيب مش عليكى العيب عاللى روض الحصان، يظهر معرفش يسيطر على جموحه بقى ريما البومه، قصدى ريما الرقيقه تحاول تقتل برضو.
اخفى رفعت بسمته، بينما اغتاظت ريما من نعتها لها بالبومه، كم تود الآن إشعال نيران بزينب وتتخلص منها، فهى العائق بينها وبين رفعت الذى يبدوا صادقاً بقوله أنه يُحب تلك الطبيبه الحمقاء، لكن مازال لديها ذالك الكارت الرابح ماذا ستفعل تلك الحمقاء إذا علمت أن لديها طفل من رفعت.
…..
مساءً.
أثناء تناول العشاء
نظرن مروه وزينب لبعضهن حين آتت الخادمه بطبق صغير به قطعة زبادى مخلوطه بالليمون ووضعته امام ريما، التى قامت بخلطه مره أخرى بالمعلقه وبدأت تتناول منه ونظرت لمروه وزينب بأشمئزاز وقالت لهن:
المفروض تنتبهوا شويه على أكلكم، أنا شايفه أنكم بتاكلوا أى حاجه عالعشا، لازم تحافظوا على رشاقتكم الرجاله بتحب الست الرشيقه أكتر.
نظرن كل من مروه وزينب لأجسامهن ثم نظرن الى ريما وقالت مروه بإغاظه: بس
رامى عاوزنى أتخن وأربرب، صح يا روميو.
تبسم رامى ورد باماءه من رأسه.
بينما قالت زينب: أنا بقى عندى السكر وهو بيحرق لوحده الآكل اللى باكله، خليكى إنتى فى الزبادى واللمون وانا هاكل طبق المحشى ده، صحه وهنا على قلبك.
نظرت ريما لهن بغيظ وقالت: أنتم أحرار أنا كنت بنصحكم.
ردت مروه: عارفين نواياكى كتر خيرك برضوا بتوعينا، قالت مروه هذا ونظرت لرامى قائله: مش بتاكل ليه يا رميو لتكون عاوز تخس، لأ يا حبيبى أنا بحب الراجل ابو عضلات مقويه صدره خد كُل طبق المحشى ده،انا وزينب اللى طابخين الآكل ده كلهُ،ما عدا الزبادى مقربناش منها ملناش فى الدايت والكلام الفارغ،كُل مطرح ما يسري يربى عضلات يا حبيبى.
تبسم رامى وأخذ الطبق من يد مروه.
نظرت زينب ومروه لبعضهن يبتسمن فمروه كاذبه هن لم يضعن يدهن بصناعة أى طعام سوا طبق الزبادى بالليمون أضفن له مذاق خاص بهن.
بينما رفعت لاحظ نظرات زينب ومروه لبعضهن بتوافق، يبدوا انهن لديهن ما يخططن له.
بعد قليل نهضت زينب من أمام السفره تتثائب قائله:
أنا شبعت وكبس عليا النوم هطلع أغير هدومى وانام .
تبسمت مروه ونهضت هى الآخرى قائله نفس الشئ، وأزادت: يظهر تعب وإرهاق اليوم حل على جسمى، مش هتطلع تنام إنت كمان يا رميو.
رد رفعت: لأ أنا محتاج رامى فى موضوع،نص ساعه كده وهيحصلك.
تبسمت مروه وقالت: تصبحوا على خير.
صعدن مروه وزينب، وتركوا ريما التى ظنت أنهن أفضين مكانهن لها،للسهر لكن ذهب رامى ورفعت الى المكتب وجلسا معاً قليلاً.
فكرت ريما فى ذالك الوقت بمكر وخباثه،لما لا تذهب الى حمام السباحه الخاص بالسرايا لكن قبلها تطلب من رفعت مرافقتها لبعض الوقت تنتهز فرصة غياب تلك الحمقاء زوجته ولكن قبل ذالك صعدت الى الغرفه التى تظل بها،أخرجت مايوه قطعتين صارخ العُرى باللون اللمونى،لكن يبدوا أن هنالك شئ بمعدتها بدأ يصرخ،يبدوا أنه مفعول الليمون،ذهبت للحمام سريعاً تشعر بمغص قوى،بدون سبب معلوم لديها،لتنتهى أمالها فى محاوله قضاء وقت ممتع برفقة رفعت،فبدلاً من ذالك قضت الوقت بين الغرفه والحمام،ذهاب وإياب الى أن خارت قواها،وارتمت على الفراش تشعر بالضعف العام.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندريه.
على متن أحد اليخوت
كانت فتاه بالكاد تبلغ من العمر أكثر من السابعه عشر بقليل. تقوم بالرقص، وهى شبه عاريه أمام ذالك الوغد هاشم، كان ينظر بأشتهاء لجسدها الغض الذى يصرخ بالأنوثه،بينما هى رغم حداثة سنها لكن كانت تتمايل بحركات مثيره بخبره كبيره قلدتها من إحدى الراقصات البارعات الاتى تشاهدوهن عبر شاشات الفضائيات،
شعرت بأنهاك فجلست أسفل قدمه تلهث.
شعر هاشم بأنتشاء وهو ينهض يجذبها معه من خصلات شعرها،ويدخل الى أحد غرف النوم باليخت،ألقاها بقوه فوق الفراش،
رغم خضتها لكن تبسمت له،وهى لا تعلم مالذى هى مُقبله عليه،قبل أن تنهض كان يهجم عليها كالذئب الذى ينهش فريتسته،يُقطعها بمخالبه،بالفعل قطع جسدها بلمساته المتوحشه،يشعر بانتشاء كلما سمع صوت إستغاثه منها،أن يرحمها قليلاً ويتركها هى لم تعد تتحمل أفعاله بها،لكن هيهات فالذئب مازال جائع،يرغب بأخرى يشتهيها،لكن هى بعيده عن يديه،لكن آتت تلك الصبيه الأخرى لخياله، تلك إبنة صفوان،عليه التسليه معها قليلاً قبل أن يحصُل على الطبيبه،بمجرد أن يعود الى البلده سيرسل لذالك السائس الذى بالتأكيد لن يرفض عرضهُ ويتفق معه ويعطيه ما يريد ويأخذ تلك الفتاه لمكان بعيد عن البلده يستلذ بها لبعض الوقت،حتى ينتهى من رفعت،وبعدها لن يكون هنالك عائق بينه وبين نَيل الطبيه.
نهض عن تلك الفتاه،يشعر بأنتشاء،غير مُلاحظ لتلك الدماء التى سالت ومازالت تسيل منها مع عُذريتها التى سلبها لها بقسوه على ذالك الفراش الناعم،أو بالأصح هو لا يآبه بذالك،فالذئب منظر الدماء تُشعرهُ باللذه.
إرتدى قميصهُ وخرج من الغرفه،وقف ينظر للبحر أمامه مازال الليل بأوله،مازال لديه الوقت قبل أن ياتى ميعاد تلك المهمه التى هو من أجلها يقضى الليله بالبحر،بليله شبه صيفيه بفضاء أمامه مُعتم.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار
بغرفة وسيم.
كان ينظر لذالك الهاتف القديم الطراز رأى تلك الصور له مع ليلى، وفتح ملف أرقام الهاتف، آتى بذالك الرقم المدون بأسم الباشا.
فكر بالاتصال عليه، لكن هو يعلم أنه لن يرد عليه.
لكن رن هاتف وسيم الخاص، نظر للشاشه ورد على المتصل سريعاً، يقول بلهفه:
ها عرفت صاحب الرقم ده مين؟
رد الآخر: للأسف لأ الرقم مدون فى الشركه بأسم ست متوفيه من كذا شهر، بس طلبت من الشركه مراقبه أتصالات الرقم ده، بس للاسف الرقم ده مقفول من كذا يوم لا إتصال ولا رساله، روحت للظابط القسم.
رد وسيم: روحت له وقريت تقرير المعمل الجنائى بنفسى، الوغد مات بسبب زياده فى جرعة الدوا المخدر اللى كان بيتعاطاه،اكيظ الباشا ده الديلر اللى كان بياخد منه الحبوب المخدره دى،بس أيه مصلحته فى تصويرى مع ليلى.
رد الآخر:معرفش بصراحه سبب،عالعموم رقم الباشا أنا طلبت منهم مراقبته وهنشوف الايام الجايه أيه اللى هيحصل.
رد وسيم:تمام بالسلامه.
وضع وسيم الهاتف على الفراش وإرتمى بظهره عليه،يشعر بأنهاك عقلى،لما ذالك الوغد قام بتصويره هو وليلى،كأنه كان يراقبهم وانتظر هذه اللحظه،
على ذكر ليلى،تنهد يشعر بشوق لرؤياها،فمنذ ذالك اليوم الذى تقابل فيه معها هى وخالها بقسم الشرطه لم يراها،حتى خلثه بالجامعه،يبدوا أنها تقصد الغياب عن عيناه.
تنهد بشوق يبتسم يتذكر خجلها ذالك اليوم ومحاولتها تجنب الحديث معه والابتعاد بنظرة عيناها عنهُ،هى مُحقه،هو من يبدأ،بالتهجم عليها،فكر عقلهُ،لما حين تكون بورطه يرسله الله لها نجده ، هو ينقذها ويريد من ينقذهُ من الوقوع ببراثن عشقها.
فى ذالك الأثناء، سمع طرق على الباب، إعتدل جالساً، وسمح بالدخول:
دخلت تلك الأفعى عليه ببسمه مُسممه وقالت: سُومى كنت عاوزه أتكلم معاك فى موضوع خاص.
تنهد بسأم قائلاً:خير ايه هو الموضوع الخاص.
إدعت لمى الخجل وقالت:بصراحه بعد اللى حصل بينا من كام ليله،وانا مكسوفه أبص فى وشك.
نظر وسيم لوجهها وسَخِر بداخله،عن أى كسوف تتحدث تلك الوقحه،وقال بأستهزاء:وأيه بقى اللى حصل بينا الليله دى؟
رفعت لمى وجهها تنظر لوسيم وقالت بخذو مصطنع: معقول مش فاكر أيه اللى حصل بينا، أنا حاولت أمنعك يومها بس مقدرتش أقاومك،انت عارف مشاعرنى ناحيتك أيه.
تعجب وسيم يقول: مقدرتيش تقاومينى، كان ممكن تصرخى واللى فى البيت مش طُرش كانوا هيسمعوكى، بلاش كلام فارغ هاتى من الآخر يا لمى، عاوزه أيه يعد اللى حصل بينا واللى انا مش فاكره ولا عارف حصل إزاى أصلاً.
ردت لمى: الطبيعي بعد اللى حصل بينا إننا نتجوز عالأقل لفتره قدام الناس، إفرض طلعت حامل،وارد جداً انا ميعاد البريود إتأخر عندى الشهر ده.
نظر وسيم بذهول يقول باستهزاء:البريود عندك متأخره قد إيه.
ردت لمى:حوالى أسبوع.
تنهد وسيم يقول:واللى حصل بينا كان من أسبوع عالعموم تمام،أنا موافق يا لمى إننا نتجوز،بس هنعمل فتره خطوبه كده صغيره،لو ظهر إنك حامل هنتمم الجواز بسرعه،مفيش حمل،يبقى نتجوز بعد ست شهور.
تبسمت لمى بفرحه ونشوة فوز قائله:تمام أنا موافقه،هروح اكلم بابى يجى لهنا،علشان نعمل بارتى خطوبه،ولا تحب نسافر إسكندريه نعمل الخطوبه هناك.
رد وسيم:لا بارتى ولا غيره الخطوبه هتكون عالضيق،قدامك لسه الزفاف ابقى أعملى البارتى اللى فى خيالك،انا عندى شُغل هنا وخلاص إمتحانات آخر السنه قربت وهنشغل فيها هى كمان،آجلى البارتى للزفاف.
وافقت لمى على مضض،فالمهم الآن هى وصلت لما خططت له،وها هو وقع بفخ عِشقها.
لا تعلم أنه يحاول الهروب من ذالك العشق لأخرى تتوغل فى قلبه دون إراده منه.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار
بغرفه نوم رفعت،
خرج من الحمام على صوت رنين هاتفه وفتح الخط سريعاً،يستمع الى ما يقوله له الآخر وجاوب عليه قائلاً: لأ إطمن هكون عندك فى إسكندريه قبل الميعاد.
وضع رفعت هاتفه على الشاحن وخلع عنه ذالك المعطف القطنى،وإقترب من المرآه ينظر الى إنعكاس ظهره،هنالك بعض أثار مدميه على ظهره بسبب وقوعه على أرضية الأستطبل،تبسم وهو يتذكر قُبلتهُ لزينب وقتها،كم شعر بالسعاده وكان لا يريد أن تبتعد بانفاسها عنه،لكن تلك اللعوب قطعت عليه اللحظه،
نظر الى تلك التجمعات الدمويه بظهره وفكر بمكر لما لا يستغل ذالك،بالفعل،أخذ هاتفه واتصل على هاتف زينب التى ردت بعد أكثر من رنين، تحدث رفعت: كل الرن ده مسمعتهوش ليه؟
ردت زينب بنُعاس:عاوز ايه أنا كنت نايمه ليه بتتصل وتزعجنى.
تبسم رفعت يقول:كنت عاوزك فى أوضتى خمس دقايق.
ردت زينب:عاوزنى فى إيه.
رد رفعت:لما تجى الاوضه هتعرفى.
ردت زينب بتحدى:مش جايه ومش عاوزه اعرف عاوزنى ليه،تصبح على خير،أو شر مش فارقه معايا انا عاوزه انام.
تبسم رفعت يقول:تمام براحتك،هطلب اللى عاوزه من ريما.
نهضت زينب قائله:ليلتك سوده يا رفعت وهاجيلك الاوضه أسودها لك أكتر،كده كده النوم طار من عينى.
قالت زينب هذا ونفضت الغطاء من عليها ونهضت من الفراش وأرتدت مئزر حريمى طويل فوقه طرحه بعشوائيه، وذهبت وهى تتوعد له.
تبسم رفعت وهو يضع الهاتف على الشاحن مره أخرى،وتوقع ان تآتى تلك الشرسه بزوبعه.
وها هى بالفعل فتحت باب الغرفه بعنف وأغلقته خلفها بعنف قائله: كنت عاوز ريما فى أيه يا همجى، أيه عاوز تعيد معاها ذكرياتكم القديمه اللى كل ما تشوفك تقعد تفكرك بها قدامى، من غير حيا، دى ناقص تطبعها مشاهد على سيديهات.
تبسم رفعت وقال:طب وده مضايقك فى أيه.
ردت زينب:ولا فارق معايا،بس هى بتقصد تستفزنى علشان……..
إقترب رفعت منها يقول بخبث: بتستفزك ليه…
ردت زينب بتتويه: ولا بتفرق معايا، كنت متصل عاوزنى ليه؟
وضع رفعت أنبوب مرهم قائلاً: عاوزك بصفتك دكتوره، ضهرى بيوجعنى، يظهر كده إنجرح.
ردت زينب باستهزاء: إن أيه، إنجرح عالعموم دير كده خلينى أشوف ضهرك.
إستدار رفعت أمامها.
نظرت زينب لظهره وقالت بأستهزاء:
ضهرك بيوجعك من الكام خربوش دول، دا لو طفل صغير مش هيحس بهم، أنا غلطانه إنى جيتلك من البدايه، خد المرهم ده وبطل دلع عيال، نام واتغطى هتصبح كويس.
تحدث رفعت بمكر: خلاص براحتك، هتصل على ريما تجى تدهنلى مكان الوجع فى ضهرى ومش بعيد تعملى مساچ كمان بايديها الناعمين .
تضايقت زينب من ذكر رفعت لتلك الوقحه، ونظرت أمامها تزفر أنفاسها بضيق، لكن وقع بصرها على طبق فاكهه موضوع بالغرفه وبه سكين صغير، وأشارت عقلها وحسمت أمرها وذهبت الى مكان طبق الفاكهه وأخذت السكين، ثم عادت الى مكان وقوف رفعت
أمسكت زينب، ذالك النصل الصغير، وأشهرته بوجه رفعت، ثم صوبت حد السكين ناحية عُنقهُ قائله:
هو أنا هلاقيها من الست جيرين، ولا سيمبا كمان، الى طلعتلى فى البخت دى.
حاول رفعت تمالك نفسه من الضحك على تلك الشرسه وقال:،أسمها “ريما”،قال هذا ونظر للنصل الموضوع على عنقه قائلاً: زوزى، السلاح يطول، السكينه حاميه.
نظرت للسكين، ثم رفعت وجهها له تقول له:خد بالك أنا دكتوره،و المشرط فى أيدى زى لعبه بالنسبه ليا،
أخر كلام عندى، تتعدل معايا تشترى عمرك.
لا تقولى ريما ولا البومه وبعدين زمان البومه ريما……..
صمتت زينب.
تحدث رفعت بمرح: زمان ريما مالها، أوعى تكونى قتلتيها قبل ما تجى لهنا.
نظرت زينب لرفعت وقالت: تصدق شكلى هقتل فعلاً الليله.
تبسم رفعت وهو يعود للخلف أمام زينب يجذبها معه للسير الى أن وصلا الى أمام الفراش، ترك رفعت جسده يهوى فوق الفراش لكن جذب زينب من يدها لتسقط فوق جسدهُ ومازال النصل قريب من عُنقه،
تبسم بمكر ومد يده وأخذ النصل من يدها وألقاه أرضاً ولف يديه حول خصر زينب.
وقال: أنتى بتقتلينى بسلاح تانى يا زوزى.
قبل أن تتحدث زينب وتستعلم منه عن ذالك السلاح الآخر الذى يقصده، كان رفعت يستدير بهم على الفراش وإنقلب الوضع.
تفاجئت زينب بذالك فدفعتهُ بيديها قائله: قوم يا همجى أحسنلك.
امسك رفعت يدها
بينما قالت زينب هذا ورفعت ساقها وكادت تضرب رفعت،لكن ترك رفعت يدها وووضع يدهُ على ساقها،مبتسماً ينظر لها قائلاً بهيام
…… زينب.
نبرة صوته جعلت زينب ترتبك ولم تشعر غير بانفاسهُ القريبه من وجهها قبل أن ينهل من شفتيها قُبلات ممزوجه بالعشق،فى البدايه مانعت،لكن أمام مشاعره الجياشه إستسلمت لقُبلاته ولمساتهُ التى يستطيع بها السيطره عليها،ويشعرها أنها أنثى تطفو معه بغيمة العشق تُسقط بين شفتيه أمطاراً تروي صحراء قلبهُ القاحله بعذوبة قُبلاتها.
بعد وقت شعر رفعت بالكمال،وتنحى عن زينب نائماً جوارها،تبسم وهو يراها تُغمض عيناها
همس رفعت بأسمها:زينب.
فتحت عيناها ونظرت له للحظه تحدث عقلها الباطل وقالت:دلوقتي هيقل فى أدبهُ كالعاده ويفكر إنى اللى رميت نفسى عليه.
سبقت زينب بالحديث قائله:قبل ما تقول مكيفت…….
قبل أن تُكمل زينب كلمتها،إلتقم رفعت شفاها بقُبلات متشوقه،ثم ترك شفاها،وجذبها يحتضنها بين يديه بقوه قائلاً:
تصبحى على خير يا زينب.
تلبكت زينب من رقتهُ وقالت:وأنت من أهلهُ يا رفعت.
قالت زينب هذا وأغمضت عيناها،لتذهب الى النوم سريعاً.
تبسم رفعت وهو ينظر لها وهى نائمه،تشبه الأطفال،يحسدها على نومها السريع،ولكن كيف لا تنام سريعاً وهى صاحبة ضمير صاحى
….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجناح رامى.
خرج رامى من الحمام تفاجئ بأنضمام الفراشين كانهم فراش واحد،نظر لمروه قائلاً:
ايه ده؟
ردت مروه:زى ما انت شايف أنا ضميت السريرين بصراحه مش بعرف انام على سرير لوحدى متعوده أحس بنفس حد نايم جنبى.
تبسم رامى يقول:تمام اساساً السرير واسع جداً.
تبسمت مروه بظفر،هى ستبدأ خطتها فى الأستحواذ على مشاعر رامى من جديد، وتمحو أى أنثى مرت بحياته ستُعطى لقلبها الفرصه معه،ستجعله لا يقدر على التفكير بغيرها.
لكن صوت ذالك الهاتف المزعج،ضايقها،حين نظر رامى للهاتف وقال: غريبه دى ريما،بتتصل عليا ليه دلوقتي.
أخذت مروه الهاتف من يدهُ وقالت:لا ريمه ولا بومه،هتكون عاوزه ايه دى واحده سخيفه انا بقول تنام وتسيبك منها اريحلك،ولا ببعجبك دلعها ومسخرتها عليك إنت ورفعت ،مش عارفه رفعت ازاى كان إنتص فى نظره واتجوزها،دى ضفر زينب برقابتها.
تبسم رامى يقول:واضح إنك انتى وزينب إتقفتوا مع بعض.
إرتبكت مروه قائله:إتفقنا على أيه؟
رد رامى:أتفقتوا على كُره ريما ولمى،عالعموم أنا انا هعمل الفون صامت وهنام،تصبحى على خير.
تبسمت مروه:وانت من اهله يا رامى.
بعد قليل أضائت شاسة الهاتف،أستيقظ رامى ونهض من على الفراش وأخذ الهاتف معه،لكن قبل أن يخرج من الغرفه
أزاحت مروه الغطاء، وأضاءت نور أباچوره موجوده بجوار الفراش، قائله: على فين يا رميو، بتتسحب زى الحراميه كده.
وقف رامى، ثم أدار، لها وجهه، قائلاً:
أنا عطشان هنزل أشرب، من المطبخ وأرجع.
نظرت الى كومود موجود جوار الفراش، فرأت زجاجة مياه، وجوارها كوباً، فقالت له:
والأزازه، الى على الكومود دى فيها أيه ، بنزين.
قالت هذا ونهضت من على الفراش، وأمسكت الزجاجه، وأفرغت بالكوب ماء، ووجهت الكوب الى يد رامى قائله بحنق:
أتفضل أشرب، رطب على قلبك من الحر.
مد يده ياخذ الكوب ، لكن بعد أن أخذه أوقفته قائله:هشرب أنا الأول وبعدها أشرب بعدى،علشان تجرى ورايا.
أخفى،رامى بسمته وقال:طب ما أنا بجرى وراكى من زمان أيه الى أتغير؟
نظرت له،دون رد
لكن تفاجئ رامى، بها تفتح الزجاجه، وبلا سابق إنذار، شعر بأندفاع مياه الزجاجه، فوق، رأسه، ثم نظرت له قائله:
بفوقك، يا عزيزى، المره دى ميه، ساقعه، المره الجايه مية نار، أنا بقول ترجع للسرير، وتنام تانى، أظن كده، أرتويت.
تعجب رامى قائلاً: أيه اللى عملتيه ده.
ردت مروه: مش قصدى غطا الازازه هى اللى اتفتح لوحده يارامى.
نظر رامى لها قائلا: طب هاتيها كده أما اجربها على دماغك واشوف الغطا هيفتح لوحده ولا لأ.
جرت مروه من أمامه، وهى تقول: خلاص أنا آسفه،قلبك ابيض يا رميو.
رد رامى بادعاء النرفزه:أيه رميو دى كمان اللى طالعه لى فيها،بقولك أيه انا ده اكتر اسم بكرهه.
وضعت مروه يدها بخصرها وقالت: امال بتحب أسم رام
على الاقل رميو كان عاشق مشفش غير حبيبته وجازف بحياته علشانه مش زيك عملت فيها، الدنچوان رشدى أباظه وجمعت البنات حواليك عملت فيها چان،و لو مش فلوسك مكنتش بنت بصتلك،يا مسخ.
رغم ان مروه تتهجم على رامى لكن أخفى بسمته فغِيرتها واضحه،أقترب رامى منها لكن هى جرت امامه فجذبها من يدها،وشدها عليه،ونظر لعيناها يقول:
يعنى البنات كانت بتحب فلوسى وأنتى ليه محبتيش فلوسى زيهم؟
ركزت مروه بعين رامى وقالت:علشان الجميله وقعت فى حب المسخ نفسه .
تبسم رامى ونظر لشفاه مروه التى تهتز،وقام بتقبيلها،ثم ترك يدها وضمها لجسده يلف يديه حوله جسدها…
تفاجئ بمروه هى الاخرى لفت يديها حوله تضمه بحميميه،ترك رامى شفاه مروه ونظر لعيناها،التى سرعان ما أخفضت وجهها
رفع رامى وجهها ينظر لعيناها وقال:
والمسخ عشق الجميله من زمان يا مروه.
أرتعش جسد مروه بين يدى رامى،لم تعد تشعر بساقيها،تفاجئت بجسدها فى الهواء بين يدى رامى يحملها،ثم سار بها نحو الفراش ثم وضعها عليه وأقترب منها يُقبلها،بشغف،بادلته مروه نفس الشغف على إستحياء منها،توغلت قُبلات رامى،وليس فقط قُبلاته بل لمساته أيضاً،إندمجت أجسادهم وأرواحهم بعناق حميمى.
كان عقل كل منهم شارد فى مستقبلهُ مع الآخر،بعد هذا العناق الحميمى.
عقل رامى يريد معرفة إن كان إستسلام مروه له مجرد شعور عابر منها بالغِيره من غيرها،أم أنها وقعت بعشق الوحش.
بينما مروه جازفت بكل شئ لتعرف إن كانت بالنسبه له نزوه سيخفُت زهوتها بعد حصوله عليها،أم عشق سيسطع نورهُ.
…. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لغرفة رفعت.
نهض من جوار زينب، وذهب الى الحمام، وخرج بعد قليل، وقف لدقائق ينظر لها كآنه يُشبع عيناه منها، لكن فاق على نور هاتفه، نسى انه كان وضعه على الوضع الصامت قبل أن تأتي زينب للغرفه.
نظر لشاشه الهاتف، وجد إسم ريما فتجاهل الرد.
وذهب الى دولاب الملابس أخرج ملابس له وقام بأرتدائها، سريعاً، ثم أخذ من الدولاب حقيبة ملابس صغيره، وأقترب من الفراش، وقام بتقبيل شفاه زينب ثم خرج من الغرفه بهدوء، وغادر السرايا بأكملها.
…….
بعد وقت بنفس الليله
قبل الفحر
بأسكندريه على مرسى لليخوت بأحد الموانئ.
تحدث أحدهم قائلاً:
أهلاً بيك يا سيادة المقدم قبطان بحرى: رفعت رضوان الزهار.
جيت فى ميعادك بالضبط.
تبسم رفعت يقول:
أتعلمنا الانضباط من سيادتك يا أفندم، أنا جاهز لأداء المهمه اللى إتكلفت بيها.
تبسم القائد قائلاً: عندى ثقه فى رجالتى يا سيادة القبطان… رفعت، ومش اول مهمه تقوم بيها فى مطاردة مجرمين فى البحر، بس المره دى، المجرم اللى هتطارده هو
هاشم الزهار، اللى يعتبر فى مقام عمك،ويعتبر إسم الزهار عالمحك.
رد رفعت بجساره: العضو الفاسد فى الجسم يا أفندم لابد من بترهُ.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أظن بعد بارتين يقربوا على
10000كلمه، استحق ألفين لايك مش ألف لايك.
البارت الجاى،، الثلاثاء
#يتبع
للحكايه بقيه
الشعله الرابعه والعشرون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأستطبل الخيل.
تبسمت زينب لتلك الطفله التى تمتطى الجواد الصغير،يمسك رفعت لجام الجواد ويسندها أيضاً،تبسم لها هو الآخر حين رأها،بينما الصغيره تحدثت بطفوله :
تعالى يا مامى شوفينى وبابى بيعلمنى ركوب الخيل.
تبسمت زينب وإقتربت من مكان وقوفهم ووقفت جوار رفعت ونظرت له مبتسمه تقول بإعجاب: بابى خيال ماهر.
لف رفعت يدهُ حول خصر زينب قائلاً: خيال ماهر بس للأسف معرفش يروض الشرسه.
تبسمت له قائله: بس الشرسه للأسف وقعت فى الهمجى، وبدل حياتها.
تبسم رفعت وإنحنى يُقبل وجنتها،تبسمت زينب،لتلك الصغيره
لكن سآم وجهها وشعرت بغصه وخوف حين قالت الصغيره:مامى هو أنا ممكن أورث منك السكر.
سمعوا صوت ضحكة تهكم من خلفهم،نظرت زينب الى صاحب الضحكه،نظره إزدادت إزدراء له عن قبل، حين سمعتهُ يقول :أكيد هتورثيه،زى مامتك ما ورثتك من اللى سبقوها،بس الغريبه إزاى خلفتك،أكيد مش بنتها.
فتحت زينب عينيها فجأه ورفعت رأسها من فوق الوساده التى كانت نائمه عليها نظرت جوارها لم تجد رفعت،تعجبت،لكن إهتدى عقلها،ربما كان بالحمام،لفت يديها تلملم خُصلات شعرها، خلف عنقها،ثم وضعت رأسها مره أخرى على الوساده،شردت فى ذالك الحلم وتلك الفتاه،هل هى أمنيه لها قد تُنجبها يوماً،أم أنها وهم قد لا يتحقق، ويكون قول ذالك الطامع سميح هو ووالداته صحيح، حين قالا أنها قد تكون ورثت العُقم كما ورثت مرض السكرى، من عمة والداها، عقلها يخبرها العُقم لا يورث،و بإمكانك التأكد وقطع الشك باليقين بأجراء طبى بسيط، لكن لا تعرف لما لديها هاجس الخوف أن يكون هذا صحيحً وتكون غير قادره على الإنجاب، شت عقلها هى لم تفكر فى ذالك سابقاً، لم ترسم حياتها هكذا كانت ترتكز حياتها فقط على عملها كطبيبه لا أكثر لم تكن تُخطط للزواج بعد إنصدامها سابقاً فى سميح، بالتالى كانت فكرة الإنجاب مستبعده لديها،ما تفسير هذا الحلم،ولما حلمت به الآن أهو شوق أن يكون لديها طفله أم خوف أن تأتى بطفله ترثها مرضها اللعين التى تصاحبت عليه،
فاقت من شرودها على صوت ذالك الطائر كما يطلقون عليه طائر الليل (الكروان)
إنتبهت رفعت لم يعُد بعد نظرت بإتجاه باب الحمام،للغرابه يبدوا غير مُغلق جيداً،جذبت غطاء الفراش ولفته حول جسدها ونهضت من عليه توجهت الى الحمام وأضاءت النور،رفعت ليس بالحمام،إذن أين ذهب وتركها بعد أن نامت،جائها هاجس أيكون ذهب الى غرفة تلك الوقحه،ريما….
هتفت قائله:أما ألبس هدومى وأشوفه فين لتكون الجرعه اللى حطينيها فى الزبادى كانت زياده عليها وماتت من الضعف.
إرتدت منامتها مره أخرى،لكن إستغربت تلك الرساله التى آتت لهاتفها الآن.
تحدثت:كويس إنى كنت حطيت فونى فى جيب البيجامه بس مين اللى هيبعتلى رساله دلوقتي،ليكون الواد مجد هو أوقات كده بيحب يتساخف عليا.
أخرجت هاتفها ونظرت للشاشه،تعجبت الرساله من….رفعت!
فتحت الرساله،وقرأتها
(أكيد أستغربتى لما صحيتى،وملقتنيش جنبك عارف تفكيرك هتفكرى أنى روحت عند ريما اللى إتفقتى انتى ومروه عليها وحطيتوا لها مُلين فى الزبادى،بس بصراحه هى تستحق اللى عملتوه فيها،بس أنا مش فى السرايا خالص،أطمنى،انا مش فى الزهار خالص ولو ربنا سهل لى أمرى إحتمال أرجع آخر النهار،أدعيلى،ولا أقولك بلاش ….
آه نسيت أقولك إنى متكيفتش).
ألقت زينب الهاتف على الفراش بقوه قائله بغيظ:همجى حقير وهيفضل همجى طول عمره يارب ما ترجع وأرتاح من وقاحتك،بس الحقير إزاى عرف إننا حطينا مُلين فى الزبادى،أكيد زارع كاميرات مراقبه فى كل زوايا الحِصن ده.
قالت زينب هذا وتلفتت حولها قائله: واكيد هنا فى الأوضه كاميرات مراقبه،وقح ويعملها عادى،بدأت زينب تبحث بعيناها داخل الغرفه،وبالصدفه خبطت يدها بمقبض أحد أدراج طاوله جوار الفراش،وإنفتح الدرج…
رأت جزء من صوره بها رفعت فتحت باقى الدرج لتنصدم من الصوره كامله،،،رفعت وتلك الوقحه ريما بقُبله حميميه، شعرت زينب بغيره كبيره كادت تُقطع الصوره لكن إنتبهت قائله: مالك يا زينب، حاسه بنار فى جسمك كده ليه، هى كانت مراته، بس ليه محتفظ بالصوره هنا فى أوضه ودرج جنب السرير، يمكن علشان لما توحشه يشوف الصوره دى تفكره بها، حيوان، حقير همجى، مستنيه منه أيه، وبتفكرى فى أيه، لازم للقصه دى من نهايه قبل……
توقفت زينب، تفكر قبل.. أيه!
قبل ما توقعى فى حُبه، فوقى يا زينب،ملوش لازمه التجربه معروف نهايتها…..الفشل.
…..ـــــــــــــــــــ..
بينما على الجهه الأخرى بأحد السُفن فى بحر الاسكندريه على عُمق كبير بداخل المياه الاقليميه،تبسم رفعت وهو يغلق الهاتف نهائياً وقال:كويس إنى مش قدامها كانت قتلتنى بدم بارد.
ضحك زميله الذى دخل عليه يقول:مين اللى كانت هتقتلك بدم بارد يا سيادة المقدم.
تبسم رفعت وقال:مفيش حاجه يا محمود خلينا فى الأهم دلوقتي،خلاص وقت تسليم الأدويه خلاص السفينه اللى جايه من اليونان قربت على المكان اللى راسى فيه يخت هاشم والأوغاد اللى معاه.
تبسم محمودقائلاً:فعلاً خلاص الأشاره جت إن السفينه خلاص على مشارف دخول المياه الاقليميه لينا،وأكيد زى كل مره السفينه هتهدى السرعه لدقايق،تنزل الادويه عاليخت بتاع هاشم،وبعدها السفينه هتكمل خط سيرها للمينا،ألحق بقى إلبس الدرع الواقى وجهز نفسك.
تبسم رفعت وهو يضع ذالك الدرع الواقى على صدره ووضع حزام جلدى على صدره به سلاح وأرتدى قبعه سوداء تخفى ورأسه ووجهه بالكامل عدا عيناه.
لكن أثناء وقوف رفعت وزميله،دخل عليهم أحد المعاونين لهم قائلاً:فى لانش صغير بيقرب عالسفينه هنا واضح انه جاى من ناحية اليخت اللى واقف قريب من هنا.
رد محمود:تمام إنت عارف لو سألوك هترد تقول أيه؟
رد المعاون لهم:تمام يا أفندم عارف،هرد أقول،إننا صيادين وطالعين جولة صيد فى البحر والجو ضلمه والبحر شبه هادى،ادعى لينا ربنا يرزقنا،بالخير الوفير.
تبسم رفعت يقول:قول ياارب قدمنا الصيد الثمين،لو وقع الليله ده اكبر خير.
……
بالفعل ما هى الا دقائق وكان الصيد يبدأ
هدأت سرعة السفينه عملاقه، لدقائق، بمكان قريب من ذالك اليخت، نزل رجال أقوياء البُنيه، وأخذو قارب ليس بالصغير وساروا جوار السفينه العملاقه بنفس سرعتها،وقاموا بأنزال بعض الصناديق على القارب الخاص بهم، الى أن أنتهوا، ثم عادوا بأتجاه اليخت الذى عليه هاشم،بينما السفينه عادت لسرعتها مره أخرى.
وضع الرجال تلك الصناديق على اليخت، ثم صعدوا يعطون التمام، ل هاشم الذى تبسم بأنتشاء وظفر، ولكن لم تدوم بسمته سوا دقائق، خرج من تلك السفيه الأخرى، مجموعه من القوارب البحريه السريعه،وأضاءت ظُلمة البحر قليلاً تحاوط يخت هاشم من جميع الجهات،وحدث تشابك نارى بين هولاء الاوغاد اللذين على السفينه ومع الشرطه، كان عنصر المفاجأه قوى بالنسبه لهاشم، كما ان رجالهُ بدأو بالسقوط الواحد يلى الآخر، الغلبه للشرطه، وطريق الهروب صعب لكن ليس مستحيل،
والمستحيل بالنسبه لهاشم له هو القبض عليه أو حتى قتله،هنالك طريق للفرار،حقاً صعباً لكن عليه المجازفه،بالفعل ذهب الى آسفل اليخت وفك رباط،ذالك القارب الصغير للغايه،فهو قارب إنقاذ لشخص واحد، لكن فى ذالك الوقت كان صعدت بعض قوات الشرطه الى اليخت، وبداو بتمشيط غُرفهُ، لاحظ رفعت هروب هاشم، سار فى إتجاههُ، لكن كان هاشم كان الاسرع و انتهى من حل قارب النجاه وسار به فى المياه لبضع الامتار القليله، لكن كان رفعت على مقربه منه بضع أمتار، صوب رفعت سلاحه على هاشم ربما يقتنصهُ، بالفعل الرصاصه أصابت هاشم، لكن إستطاع الذئب الهرب، هذه المره..
بعد قليل على متن اليخت وقف القائد، ينظر لرفعت ومن معه قائلاً: للأسف هاشم هرب مننا، بس الحمد لله رغم كده، كفايه إن الصناديق دى وقعت تحت إيدينا كان هيفسد بها عقول وأجسام المصريين.
تبسم رفعت يقول: إن كان هاشم قدر يهرب مننا فهو بخطر أقوى، الكميه اللى إتمسكت دى مش شويه، وأكيد التجار اللى كان بيورد لهم فى مصر،مش هيسكتوا على فلوسهم،وكمان الأخوه بره مصر،تصفية العمليه دى مش سهله،هاشم كان الأفضل له يا أتقتل الليله أو سلم نفسه للشرطه،يمكن كانت تقدر تحميه سواء من التجار،أو الموردين اللى بره مصر.
تبسم القائد وهو ينظر لرفعت قائلاً:فعلاً كلامك صحيح هاشم حط نفسه فى النص بين الشياطين، عالعموم مبروك يا شباب عمليه ناجحه،أنتظروا الترقيات.
تبسم رفعت والضابط الآخر،لكن رفعت بداخله نشوه،بعد أن أصاب هاشم،هو يعلم أنه لم يقتلهُ لكن هو الآن ذئب جريح عليه أن يتوارى قليلاً حتى يلتئم جُرحه،قتل هاشم لن يشفى غليل نيران رفعت.
تبسم القائد وأقترب من رفعت،ومد له يدهُ بملف ورقى قائلاً:دى بيانات الشخص اللى بيساعد هاشم فى تدخيل الادويه الفاسده والمخدره دى،للبلد وأعتقد الأمر ده لازم تعرفهُ،لانه شخصيه قريبه منك.
أخذ رفعت الملف من القائد وقام بفتحه،ورأى صورة ذالك الشخص،وقال بذهول:
مستحيل الشخص ده يكون هو اللى بيساعد هاشم وبيسهله أعمالهُ المخالفه للقانون.
رد القائد:للأسف هو،ومش بس كده،كمان ساعده فى أخفاء أثر لاكتر من جريمه إرتكبها هاشم فى حق البنات الصغيره اللى كان بيتجوزها، وبعد فتره بيساومهم، ويسفرهم لبره مصر يشتغلوا فى الدعاره واللى ترفض مصيرها الموت و أعضاء جسمها تتقطع قطع غيار تتباع بمبالغ كبيره،جزء كبير منها بيدخل لهاشم واكيد الشخص ده،كمان كان بينوبه نصيب قصاد تصاريح سفر البنات دى،سواء كان بجوازات سفر مضروبه أو حتى رسميه انهم مسافرين للعلاج على نفقة الدوله لخارج مصر،أو تكميل تعليمهم فى جامعات أروبيه،هما فى الاصل بيبعوهم نخاسه،غير البنت اللى لقناها عايمه فى دمها عاليخت من شويه،مش عارف ربنا هينجيها وتعيش وتكون طرف خيط،لما تِقر على هاشم ولا هيكون الحظ معاه ولسه وقت على وقوعه،بعدين مالك مندهش قوى كده،من الشخص ده،فى شغلنا سهل تنصدم فى بعض البشر.
رد رفعت: لأن الشخص ده كان وزير سابق، ومش بس كده والده كان من أعز أصدقاء والدى حتى هو كمان كان قريب بصفه شخصيه من والدى.
رد القائد: هترجع الزهار تانى طبعاً.
رد رفعت: أيوه يا أفندم هرجع النهارده.
تبسم محمود قائلاً: النهارده، طب خد نفسك شويه من العمليه سفر صد رد كده يهلك صحتك.
تبسم القائد
بينما قال رفعت: لأ إطمن لسه شباب، وهنفضل على تواصل زى ما أحنا، انا لو مش طلب القائد إنى أشارك معاكم فى المهمه دى حبيت أبين أنى قد ثقتهُ فيا،الحمد لله العمليه تمت،بدون خساير للشرطه ولا لرجال البحريه،مجرد إصابات مفيش فيها إصابات خطره،لأى فرد آمنى شارك فى العمليه
انا فعلاً بفكر الفتره الجايه إنهى خدمتى بالبحريه نهائى،مش مؤقتاً وأعيش فى الزهار، بين الخيول.
تبسم القائد قائلاً: إنت ضابط وقبطان بحريه كُفأ يارفعت وفعلاً خساره تنهى خدمتك للبحريه، بس الحياه فيها خيارات وأولويات،وكمان قدر نافد وإحنا اللى بنحدد أولوياتنا، بس بتمنى لك التوفيق فى إختيارك، بس آجل موضوع إنك تسيب البحريه ده شويه،حتى بعد ما نشوف موضوع هاشم الزهار ده هينتهى إزاى.
تبسم رفعت بموافقه،بينما بداخله غليان يفور،ويقول لنفسه:أنا كنت أقدر أصفى هاشم الزهارالليله بس موته مكنش هيطفى نيرانى قبل ما أعرف الشخص التانى اللى كان بيساعده وخلاص،عرفت هو مين،ونهايتهم هما الأتنين على إيدى،بنفس اللى حصل لى فى الماضى…حرق القلب.
…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده لغرفة، رامى ومروه.
نظرات الخجل فى عين مروه لم تستطيع النظر لعين رامى، تتهرب بعيناها بعيداً عنه.
آخذ رامى نظرهُ من تهرب مروه بعيناها بعيداً عنه،فتبسم وقام بشدها على صدره ورفع وجهها ينظر لعيناها التى أغمضتها وقال:
أفتحى عينك يا مروه،ليه مكسوفه من المسخ.
فتحت مروه عيناها تنظر لعين رامى، تشعر بتوهان عقلها، هى أصبحت زوجته قولاً وفعلاً، عقلها يسأل:
من ذالك الحنون الذى كان، هو الوحش الذى كنت أشعر بنفور منه، ليس بسبب تشوه جسدهُ، بل خوفاً من حقيقه كنت أرسمها، أننى لست سوا نزوه بمجرد نيلها ستنتهى زهوتها، هل سيحدث، ذالك حقاً، مع الوقت وتزول الزهوه.
لكن اعادها من شرودها، رامى حين نظر لعيناه وقال:
مكنتش أعرف إنى حلو كده، لدرجة أنك مركزه قوى فى وشى.
شعرت مروه بالخجل فأخفضت وجهها فى صدره كالنعامه حين تخبئ وجهها وسط الرمال، وتعتقد انها بذالك تختفى عن الأعين، كذالك تشعر مروه الآن، كل الهواجس تجمعت لديها، لما تجاوب رامى معها الليله وأتم زواجهم، لما لم يفعل كما فعل فى الآيام السابقه وإبتعد عنها حين أقترب أن يمتلكها هو إمتلكها فعلاً، ليس فقط جسداً بل روحاً وعشقاً، كم هو غريب العشق من شدة النفور لقمة الذوبان بمجرد قُبله، قُبله إنتهت بأمتلاك، ولكن لما إنتهت القُبله هى عطشه مازالت تريد أكثر وأكثر لم ترتوى بعد.
يقولون الصمت فى حرم الجمال،جمالُُ،حقاً جمالُ وكمالُ أيضاً،هذا ما يشعر به الأثنان،فقط صوت دقات القلوب القريبه من بعضها لا يفصلها سوا جلد وبعض ضلوع الجسد.
قطعت مروه الصمت وقالت:سامع؟
تعجب رامى قائلاً:سامع أيه!؟
رفعت مروه رأسها من على صدر رامى قائله:
صوت الكروان فى السما،تعرف بيقولوا عليه صوت الليل الحزين،مع انى كنت بتونس بصوته،هو وو……
نظر رامى لها يقول بسؤال:
هو وأيه التانى، اللى كنتى بتتونسى بصوته.
صمتت مروه تكز بأسنانها على شفتيها بتفكير.
تبسم رامى وقال بمكر: يمكن الصوت التانى كان مُزعج.
نظرت له مروه تقول بدلال:هو مكنش مُزعج قوى،بس كنت أنا وأخواتى بنصحى على صهيلهُ كل يوم قبل الفجر او بعدهُ بشويه،حسب وقت صاحب الحصان.
تبسم رامى يقول:طب الحصان مكنش بيصعب عليكى فى الشتا،وتقولى الدنيا برد عليه أنده له أعمله أى حاجه دافيه يشربها تدفيه.
تبسمت مروه بدلال:وهو كان أيه بيجبرهُ يطلع من بيته فى الشتا يجى يقف تحت شباك بيتنا.
نظر رامى لمروه بعشق:مش عارفه أيه اللى كان بيجبرهُ!
ده اللى كان بيجبرهُ،شوقه أنه يحس إنك قريبه منى،مفيش بينا غير حيط هو اللى فاصل بينا،كنت أوقات كتير،ببقى نفسى أهد الحيط دى وأدخل علشان أشوفك.
تبسمت مروه وهى تنظر ليد رامى الذى وضعها فوق قلبهُ
قالت بمفاجأه:أنتى حبتينى أمتى يا رامى،لما رجعت للبلد وأتقابلنا عند السكه،أنا أستغربت وقتها إنك لسه فاكرني بعد أكتر من سبع سنين.
تبسم رامى:
مروه أنا عمرى ما نسيتك ورجعت لهنا بس علشانك، صدقنى لو مش أنتى هنا عمرى ما كنت فكرت ولا طاوعت رفعت لما قالى أننا هنرجع للزهار من تانى، بس بصراحه كنت قبلها خلاص قررت أرجع لهنا، علشان خاطر الجميله.
تبسمت مروه، ثم رفعت وجهها تنظر لعيناه، قالت بحياء: والجميله كان قدرها عشق الوحش اللى كان جواها أمل أنه يرجع فى يوم ويدور عليها، رامى الجميله كان قدرها الوحش.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة الجده إنعام صباحاً
تبسمت زينب وهى تفتح باب الغرفه بمواربه قائله: تيتا إنعام الحلوه صاحيه ولا لسه بتاكل رز مع أصحابها الملايكه.
تبسمت إنعام قائله:
لأ سيبت أصحابى الملايكه ياكلوا هما رز وصحيت ومحاسن جابتلى فطورى، اللى مفيش فيه رز أنا مش باكل رز ولا نشويات كتير محافظه أهو زى ما بتقوليلى تعالى يا زوزى ياقلبي،أنا بتفرج على صور الألبوم تعالى أفرجك عالصور ده ألبوم تانى غير اللى شوفتيه قبل كده،الألبوم ده كان عندى فى شقة إسكندريه متحرقش،هنا فى الحريق.
تبسمت زينب ودخلت الى الغرفه،جلست جوار إنعام على الفراش،بدأت إنعام فى تقليب الصفحات وحكايه مناسبة كل صوره الى أن وصلت الى صورة فتاه صغيره،
طوت إنعام الصفحه،لكن أعادت زينب الصفحه،وقالت بسؤال:مين البنت الصغيره دى يا تيتا؟
ردت إنعام بغصه قائله:دى رحمه….
رحمه بنت بنتى،أخت الهمجى رفعت والمسخ رامى،بس هى كانت رقيقه زى إسمها،انا كنت محتفظه لها بصور كتير وهى صغيره فى ألالبوم ده فى صور تانيه لها.
قلبت إنعام صور الالبوم الى أن وصلت الى صوره توقفت عندها قائله:رحمه كانت بتحب ركوب الخيل ورفعت كان بيعلمها،شوفى الصوره دى كان راكب وراها الفرسه .
نظرت زينب للصوره، للحظات آتى طيف ذالك الحلم براسها كآنه تحقق أمامها،بنفس ما رأته فى الحلم،لكن هنا رفعت يبدوا صبياً،والفتاه أكبر قليلاً،لكن للعجب الأكثر إنها نفس الفتاه التى رأتها بحلمها.
فاقت من التفكير فى الحلم حين بدأت إنعام تقليب الصور، بدموع بها فرحه وحزن فى نفس الوقت تتذكر الذكريات القليله.
أغلقت إنعام الالبوم بدمعة عين لاحظتها زينب، فقالت بمزح: كده يا تيتا العيون الحلوه دى تدمع.
ببسمه ممغوصه قالت إنعام:
العيون دى شبعت دموع يا زوزى، لسه فاكره الماضى، كأنه قدام عنيا، لما رفعت ورامى الأتنين جولى إسكندريه بعد الحريق، مكنتش مصدقه، إن بنتى وبنتها خلاص راحوا وبقوا رماد بين الرماد.
تعجبت زينب من قول إنعام، كيف هى مازالت تتذكر الماضى،هل هى مريضه فعلاً بمرض التوهان أم تتوه بخاطرها،لكن وضعت يديها حول كتفي إنعام وقالت:
أيه اللى السبب فى حريق السرايا يا تيتا؟
ردت إنعام: معرفش السبب، بس رفعت قالى إن الحريق كان مقصود وبفعل فاعل مكنش زى ما إتقال وقتها صدفه، إتنين من العمال كانوا بيشربوا سجاير ورموا اعقاب السجاير ولعت فى القش والأستطبل وقتها وكمان النار طالت السرايا نفسها، هو قالى إن فى التحقيقات إتذكر إن فى ماده سريعة الأشتعال هى السبب وبتسبب إختناق،بيقول باين إسمها غاز الهيدرو…. الهيدرو.. ،
مش فاكره بقيه الكلمه.
ردت زينب: قصدك (غازالهيدروچين).
قالت إنعام: أيوه هو ده وكمان كان
معاه ماده تانيه مش فاكره اسمها اللى شاف الحريقه وقتها كانوا بيقولوا كل ما يحاولوا يطفوا النار بالميه كانت بتولع أكتر،مفيش نجى من الحريق غير رامى ورفعت،لكن بنتى ورضوان ورحمه التلاته راحوا فى الحريق،ياريتنى كنت وياهم وروحت معاهم وقتها،بس أنا لسه ليا عمر،أنا رجعت إسكندريه يوم الحريق الصبح.
ضمت زينب إنعام وجففت دموعها قائله:بعيد الشر عنك يا تيتا،وبعدين ربنا أكيد كان له هدف،إنه تكملى تربية رامى،ورفعت.
حاولت زينب التخفيف من دموع إنعام قائله بمزح:
مع أنى شايفه يا تيتا إنك فشلتى فى تربية الاتنين معندهمش ريحة التربيه او على الاقل الهمجى رفعت،ده ناقص تربيه جداً.
تبسمت إنعام وقالت:فى إيدك تربيه يا زوزى،إطردى البت البومه الفضيه ريما من السرايا،وإستفردى برفعت وأدبيه من اول وجديد وخليه يشيل فكرة الإنتقام من دماغه،رفعت رجع لهنا علشان هدف واحد أنا عارفاه….هو الإنتقام..هو عارف مين اللى كانوا السبب فى الحريق،وراجع ينبش وراهم،وأولهم….هاشم الزهار نفسه…
رفعت شاف جمرة نار بتحرق اللى بيحبهم الجمره لسه والعه فى قلبه… أنا خايفه عليه من النار اللى فى قلبه تحرقه هو كمان،
رفعت مش هيرجعه عن فكرة الإنتقام اللى فى دماغه،غير شئ واحد.
تعجبت زينب قائله:علشان كده بحس دايماً،رفعت بيكره هاشم الزهار،بس أيه الشئ الوحيد اللى هيرجع رفعت عن الانتقام اللى فى دماغهُ؟
نظرت إنعام لزينب وقالت بأختصار:
عشقك….يا زينب
قالت إنعام هذا ونظرت لزينب المذهوله من قولها فأكملت قولها:
أنتى ورفعت موعودين لبعض من زمان،من يوم ما شافك عندى فى إسكندريه وشالك بين إيده وقال
“شجرتى الطيبه”
إنتى مكنتيش توعى عالدنيا بنت شهر تقريباً وهو كان صغير بتاع ست سنين،يمكن هو نسي،بس لا أنا ولا القدر نسينا…….
الوعد المحتوم.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار مساءً
على طاولة العشاء.
جلس وسيم بعد ان القى التحيه على مُهره الجالسه.
تبسمت مهره له،وقالت:كنت فين طول اليوم مشوفتكش حتى الصبح مصبحتش عليا زى عادتك.
رد وسيم:كنت فى استطبل الخيل قبل ما اروح الجامعه،وحتى لم رجعت من الجامعه كنت فى الاستطبل،فى كم حصان ومهره مش بصحتهم بحاول اعالجهم.
ردت مهره:تمام يا حبيبي،ربنا يجيب تعبك بفايده مع الخيل.
تبسم وسيم بصمت
بينما تحدثت لمى وهى تنظر ل وسيم قائله:
مش هتقول لعمتو مهره عالأتفاق اللى بينا؟
نظر وسيم ل لمى ثم نظر ل مهره التى قالت بأستفسار:
إتفاق إيه اللى بينكم؟
رغم تردد وسيم،لكن حسم أمره حين قالت لمى:إتفاق هيفرحك قوى يا عمتو……
قاطعتها مهره كانها كانت تشعر بما سيقول وتود أن يخلف قوله شعورها هذا
وقالت: عاوزه أعرف من وسيم نفسه إيه الاتفاق اللى بينكم ده؟
مازال وسيم متردداً لكن تواقحت لمى ومدت يدها ووضعتها فوق يد وسيم على الطاوله، مما جعل وسيم يشعر بالنفور وسحب يدهُ من أسفل يدها ونظر لمهره قائلاً بحسم:
أنا ولمى قررنا نرتبط ببعض.
رغم فهم مهره لقول وسيم لكن بعقلها الباطن لا تريد ذالك وتريد تكذيب وسيم نفسه، قالت: يعنى أيه ترتبط انت ولمى ببعض؟
ردت لمى: مش فاهمه يعنى ايه نرتبط انا ووسيم، يعنى قررنا نتجوز.
تحدث وسيم بحزم: سبق وقولت خطوبه، الحواز مش قبل ست شهور عالأقل، الأ لو حصل فى الامور آمر تانى؟
ردت مهره بأستفسار: مش فاهمه هو جواز ولا خطوبه، وأيه هو الأمر التانى ده.
رسمت لمى الخجل، بينما قال وسيم: مفيش مش قصدى حاجه، ذلة لسان مش أكتر، دلوقتي أنا ولمى قررنا نعلن خطوبتنا وانا إتصلت على عمى هشام وهو هيجى لهنا آخر الأسبوع الجاى، هنعمل حفلة خطوبه عالضيق كده.
نظرت مهره لعين وسيم، أيقنت هنالك ما يُخفيه عنها، ليس طبيعياً، ماذا حدث فجأه لعقله ويقول انه يريد الارتباط ب لمى، وهو واضح جداً أمامها أنه لا يريدها، هنالك شئ مخفى عنها.
حسمت مهره قولها وقالت ل وسيم: أنا مش موافقه عالأرتباط ده وشايفه أنكم بتسرعوا بدون أى سبب.
نظر وسيم لعين مهره ولكن سُرعان ما أخفض وجهه خوف أن تقرأ عيناه وتعلم أنه يفعل ذالك بضغط ليس من لمى، بل من قلبهُ، يريد إيقاف توغل أخرى الى قلبهُ..
نهض وسيم قائلا:: انا مش جعان قوى، هطلع آخد شاور وعندى كم بحث للطلبه عندى هقراهم وبعدها هنام، تصبحوا على خير.
غادر وسيم وترك، لمى ومهره التى قالت لها:
أيه اللى حصل بينك وبين وسيم خلاه عاوز يرتبط بيكى بالسرعه دى.
نهضت لمى قائله: اللى حصل إننا بنحب بعض، ليه حضرتك مش عاوزه تفهمى ده، أنا كمان عامله دايت ومكنتش هتعشى، هطلع أكلم مامى فى اليونان وبعدها هنام، تصبحى على خير.
لم ترد مهره عليها، وعقلها يخبرها هنالك شئ حدث، هى لن تسمح لوسيم بتدمير حياته مع فتاه مثل لمى، ليس لديها أخلاق، هى متاكده أنها مثل والداتها…. توقف عقل مهره وتذكرت… جاكلين
لمى بنت چاكلين وأكيد واخده من خصالها السيئه، لن تسمح بحدوث ذالك الارتباط حتى لو وقفت أمام وسيم نفسه وسردت له ما حدث من والداتها بالماضى، وفرق بين هشام ورضوان….
رضوان… رفعت
عليها عرض الآمر على رفعت وطلب تدخله هو وقع سابقاً ببراثن إحدى بنتي چاكلين، لكن القدر أنجاه منها وأرسل له زينب، تلك الملاك الشرسه، ستذهب له بالغد وتضعه بالصوره، وتطلب منه إثناء وسيم عن الارتباط بأبنة چاكلين.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل وقت قليل
بسرايا الزهار
خرج رفعت من حمام غرفته يرتدى مئزر حمام قُطنى،سمع طرق على الباب.
سمح له بالدخول.
دخلت إحدى الخادمات قائله:رفعت بيه العشا جاهز عالسفره ورامى بيه ومراته وكمان مدام ريما فى إنتظارك.
رد رفعت بأستخبار:الدكتوره زينب رجعت من الوحده ولا لسه؟
ردت الخادمه:لأ لسه مرجعتش.
تحدث رفعت:تمام انا نازل بعد دقايق
غادرت الخادمه، زفر رفعت أنفاسه بضيق، زينب لا تمتثل لامره لها بالعوده باكراً من الوحده، تنهد رفعت بقلة حيله ماذا يفعل معها أينفذ ما قاله لها أنه قادر على منعها من الذهاب للعمل بالوحدة، لكن لايريد صدام معها الآن، حسناً سيحذرها للمره الأخيره وإن لم تمتثل لأمره سيكون له رد فعل آخر.
بعد دقائق نزل رفعت الى غرفة السفره،وجد رامى ومروه يجلسان بتهامسان،وهنالك تلك الرقطاء ريما التى تجلس لولا مساحيق التجميل التى على وجهها لظهر الضعف والاجهاد بوضوح على وجهها لكنه تُخفيه خلف مساحيق التجميل حتى لا تُعطى فرصه لا ل مروه ولا لزينب بالتشفى بها .
تبسم وذهب يجلس مكانه على رأس الطاوله،لكن آتت إنعام من خلفه وقبل أن يجلس قالت له متعقدش هنا ده مكانى أنا الكبيره هنا وانا اللى اقعد على راس السفره.
تقبل رفعت ذالك ببسمه وذهب للجلوس على أحدى المقاعد،لكن قالت إنعام:تعالى يا رفعت أقعد على يمينى،قومى يا بومه شوفيلك مكان تانى أقعدى فيه.
أخفى رفعت ورامى ومروه بسمتهم بصعوبه، بينما تضايقت ريما وودت خنق تلك الشمطاء الخَرِفه، لكن تحكمت فى غضبها أمامهم بتمثيل تقبُل قول إنعام، وذهبت تجلس بينها وبين رفعت مقعد واحد خالى.
بدأو فى تناول الطعام.
فى ذالك الوقت دخلت زينب للسرايا،قابلتها إحدى الخادمات بترحيب قائله:حمدلله عالسلامه يا دكتوره،رفعت بيه والعيله حتى الست إنعام معاهم فى اوضة السفره.
تبسمت زينب قائله: رفعت رجع فكرته كان بيهزر، سافر فين ورجع بسرعه كده،تمام أنا هروح للسفره
بعد لحظات
دخلت زينب الى غرفةالسفره، قائله: مساء الخير.
تبسمت أنعام بموده وقالت: مسالخير على زوزى حبيبة قلبى.
نظر رفعت لساعة يدهُ قائلاً:. الساعه تمانيه ونص وأظن أنا قايل تكونى فى السرايا من قبل المغرب، ليه كلامى مش بيتسمع.
ردت زينب وهى تنظر الى تلك الوقحه ريما وقالت: عادى من أمتى بسمع الكلام، وأهو بسيبك تاخد راحتك فى غيابى، حتى مبقاش كاتمه على نفسك.
تبسمت إنعام وقالت: إقعدى يا زوزى أتعشى ومتحطيش كلام الواد رفعت فى دماغك، يلا أقعدى، محاسن عامله ملوخيه طعمها حلو قوى، أصلها عملاها على مرقة بطه بلدى، وكمان فى بط ووز عالسفره، بس أنا بسمع كلامك ومش هاكل منهم هاكل ورك الأرنب.
تبسمت زينب قائله: تسلمى يا تيتا بس أنا ڤچيترين.
إستغربت إنعام الكلمه وحاولت نطقها قائله:
ڤير… فيچ…ڤ ، ڤيرچين!
يعنى أيه أنتى ڤيرچن، يا زوزى.
وضع رفعت المعلقه من يده و ضحك قائلاً: زينب خلاص مبقتش ڤيرچن، وإسأليها لوعندك شك فيا يا جدتى، زينب قصدها
ڤيچترين،، يعنى نباتيه ملهاش فى آكل لحوم الحيوانات.
إغتاظت زينب من وقاحة رفعت وقالت:
بس ليا فى آكل لحوم البشر وقبل ما آكل لحمهم بسلخهُ الأول.
قالت زينب هذا، وشدت مفرش السفره، ومعه اطباق الطعام، لولا رجوع رفعت بمقعده للخلف خطوه لنالهُ حظ وفير من باقيا الطعام على جسدهُ.
نظرت إنعام للسفره التى أصبحت خاويه من الاطباق وقالت ل رفعت بتهجم:
كده يا همجى، تزعل زوزى حبيبتى، بس تصدقى أحسن حاجه عملتيها يا زوزى إنك وقعتى الأكل ده من عالسفره، الآكل طعمه ماسخ، حتى الملوخيه محاسن عملها بمية غسيل المواعين غير مورقه مش مخروطه كويس ومسقطه كمان.
نهضت إنعام وإتجهت ناحيه وقوف زينب وضمتها تنظر لرفعت قائله:
عارف يا همجى، زوزى دى مولوده على إيدى وأنا اللى أختارت لها إسم (زينب) على إسم امى الله يرحمها، وكمان إنت شوفتها وهى صغيره وكنت بتقول هتجوزها لما تكبر، بس تعرف هى خساره فيك، إنت متستحقش غير البومه اللى قاعده جنبك.
أخذت إنعام زينب من يدها وغادرن غرفة السفره.
نهض رامى يجذب يد مروه وقال بضحك:السفره كلها إتقلبت أنا مكنتش جعان هطلع للجناح بتاعى،شكلك جاى من السفر هلكان،تصبح على خير،يلا بينا يا مروه.
غادر رامى ومروه أيضاً.
نهضت ريما قائله بتهجم:واحده وقحه وقليلة الذوق وشكلها ضاحكه على عقل جدتك،المفروض كنت تطردها بعد عملتها دى،أنا ملاحظه إنها حاسه نفسها صاحبة أهميه أكتر من الازم،بتتواقح عليك وإنت ساكت لها،رغم إنى لاحظت كمان إنها بتنام فى أوضه لوحدها بعيد عنك،واضح إنها بتتمنع عنك علشان تشتاق لها أكتر وو…..
لم تُكمل ريما تهجمها على زينب حين قاطعها رفعت بحِده قائلاً:ريما مالكيش دعوه بشئ خاص بينى وبين زينب،ولازم تعرفى إن مكانتك هنا مش أكتر من ضيفه،إنما زينب مراتى وست السرايا دى وتأكدى لو قالت لى إنها مضايقه من وجودك هنا فى السرايا أنا مش هتردد للحظه انى أطلب منك تسيبى السرايا،زينب مش بس مراتى،لأ كمان زى ما سبق وقولتلك….زينب حبيبتي.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعرفة زينب.
إرتدت منامه برتقالية اللون بنصف كُم،وتوجهت تأخذ تلك الحقنه قائله:الهمجى والحقيره ريما أكيد كملوا عشاهم،بعد ما مشيت أنا وتيتا،الأتنين حارقين دمى ومعليين عندى السكر،يظهر عاوزين يجيبوا أجلى،لكن مش هيفضل ده كتير.
فى ذالك الأثناء دخل رفعت كعادته دون إستئذان.
نظرت له زينب وقبل أن تتحدث،رأى رفعت زينب تعرز بيدها سن تلك الأبره،شعر بتآلم وقال: بقيت شايفك كذا مره بتحقنى نفسك بحقنة الانسولين،ليه السكر عندك مش متظبط،أكيد من شُغلك فى الوحده لفترات طويله،إعملى حسابك بعد كده تكونى فى السرايا قبل الشمس ما تغيب،بلاش تضطرينى أحبسك هنا فى السرايا،بالغصب وأنتى عارفه إنى قد كلمتى،أنا يهمنى صحتك قبل أى شئ.
تهكمت زينب قائله: تهمك صحتى لأ كتر خيرك والله،بلاش الطريقه دى معايا أنت عارف أنى مش هنفذ اللى بتقول عليه،وكمان غيابى طول الوقت بديك فرصه يمكن تقدر تسترد حبك القديم لمراتك الآولانيه اللى راجعه مخصوص علشانك،أهو مبقاش عازول بينكم.
إقترب رفعت من زينب وأمسك معصمها يقول بقوه:زينب أنا كل اللى بينى وبين ريما إنتهى من وقت ما إتطلقنا يمكن كمان كان منتهى من قبل الطلاق،جوازى من ريما كان غلطه من البدايه ،وسبق وقولت كان تصحيحها هو الطلاق.
سَخِرت زينب قائله:صادق،بأمارة،الصوره الغراميه اللى محتفظ بيها فى الكمودينو اللى جنب سريرك،رفعت لو كان غلطه فى حياتك هى جوازك منى،خلينا…..
لم تُكمل زينب قولها،حين جذبها رفعت،وقطع حديثها بقُبلاتهُ المُغلفه بعشقهُ.
تفاجئت زينب من رد فعل رفعت،دفعته عنها بقوه،ليبتعد.
بالفعل إبتعد عنها، ينظر لها و تحدث هو يحاول تهدئة نفسهُ:أعملى حسابك إننا مسافرين سوهاج بكره سوا.
ردت زينب بلهاث: مش هسافر معاك، وهقدم على طلب نقلى من هنا فى أسرع وقت و…
رد رفعت بحسم: قولت هتسافرى معايا سوهاج بكره وجهزى نفسك للسفر، تصبحى على خير.
غادر رفعت الغرفه يصفع الباب خلفه بقوه.
جلست زينب على الفراش،تضع وجهها بين يديها، هى تكره تحكم رفعت بها، كذالك تشعر بالغِيره حين ترى تلك الوقحه بالقرب منه، ذالك الشعور يجعلها تريد الأبتعاد عن هنا
لكن مهلاً،، ماذا عن الحديث التى قالته لها إنعام، بداخلها تناقض تريد الفرار وترك رفعت، هنالك شعور آخر تريد إخراج رفعت من ظلام يسحبه نحو هلاكهُ،هى رأت نظرات رفعت لهاشم الحارقه،كذالك نظرات هاشم لرفعت الشريره،لم تكن سابقاً لديها لها تفسير لكن الآن فهمت تفسيرها
هل تبقى وتحاول أن تجعل رفعت ينسى ذالك الإنتقام الذى قد يحرقهُ.
أى الاختيارين أصعب
الفرار…. أم البقاء المجازفه
لم تهرب سابقاً من أى شئ صعب فى حياتها واجهت الأصعب بمرض كاد يوميتها يوماً تحدته وتصاحبت عليه…
إذن هو… البقاء والمجازفه.
….ــــــــــ
دخل رفعت لغرفته وصفع خلفه باب الغرفه بقوه، يشعر بنيران حارقه تنتهك قلبهُ، لم يفرض نفسه يوماً على وجود أحد بحياته من يريد البقاء أو يريد الرحيل لم يفرق معه ، لما يخشى، رحيل زينب التى أصبحت تهدد به
لما لا تشعر بنيران قلبهُ المُشتعل، هى البلسم الوحيد القادر على تطيب حرق قلبه بالماضى، الذى يكوى أوردة قلبهُ التى جفت مع نيران الماضى
ذهب وفتح ذالك الدرج، وأخرج تلك الصوره، لا يعرف سبب لما إحتفظ بها، لما لم يحرقها سابقاً.
لكن لفت نظرهُ شئ آخر بالدرج…بحث عنه لم يجدهُ،،قال:فين الفلاشه،كانت هنا فى الدرج جنب الصوره.
………. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى
بعد الظهر بقليل
بمظله بحديقه الزهار
جلست مروه ومهره تتحدثان بود بينهن،
تبسمت مهره قائله: يعنى رفعت خد زينب وسافروا سوهاج، طب أخدها معاه ليه طالما مسافر فى شُغل؟
ردت مروه: والله ما أعرف، يمكن بيفكر ياخد راحه كام يوم وهى معاه.
تبسمت مهره قائله: مع أنى كنت جايه مخصوص له علشان يساعدنى فى موضوع مهم، بس يمكن رامى يساعدنى فيه.
تعحبت مروه وكانت ستسأل مهره عن ذالك الموضوع، لكن
دخل نعمان عليهن المظله يُلقى السلام
ردت مروه عليه ونهضت تحتضنه مبتسمه ترحب به الى أن جلس معهن تحت المظله
تحدث ثلاثتهم بود، رغم تحفُظ مهره فى الحديث، كانت تتلاقى العيون، تبوح بألم
وندم……
ندم!…. ندم!
على ماذا على عُمر ضاع بين متاهةآلم سُجن بالقلب لم يشُفى بمُضى الوقت.. خفقات تعلو وتهبط فقط مع النفس، لا أكثر، لكن بالحقيقه هذان القلبان سجينان يعيشان بدوامة ذكريات قليله، ذكريات مُهرة النُعمان التى إحترقت سريعاً، أصبح الآن من الصعب أن تنفض الرماد وتُزهر زهره أخرى.
هكذا هو الحال
عناق أعيُن تنظر لبعضها
عين مُهره ونُعمان، الجالسان تحت مظله بالحديقه،بصحبة مروه التى صدح صوت هاتفها
فنهضت قائله: دى ليلى، الشبكه هنا مش مظبوطه هتمشى أكلمها وأرجع تانى أوعى تمشى يا خالى هنتغدى سوا،أنا وأنت وعمتى مهره ورامى كمان .
تبسم نعمان وهو ينظر لمُهره:
لأ مش همشى، وقولى لليلى متعملش حسابى معاها عالغدا هتغدى هنا.
تبسمت مروه وهى تتركهم وتغادر
حاولت مُهره أن تبتعد بنظرها عن نعمان.
لكن قال نعمان: أنا عارف كل اللى حصل بعد ما مشيت من البلد.، يا مهره، وعارف سبب اللى خلاكى توافقى تتجوزى من هاشم، خوفك على فاديه منه.
نظرت مُهره له بعيون دامعه، ودت أن ينهض ويأخذها بين يديه يحتضنها بقوه يمحى آلم تحملته لسنوات وسنوات، بعد أن ظنت انها وجدت السعاده، أقتنصت منها، ما أقساها الحياه، حين تعطيه هديه وسُرعان ما تأخذها منك، هديه من صُلب من عشقتهُ حد الآلم ذاتهُ، تحملتهُ لأشهر وأشهر، لكن بالنهايه هو الآخر تركك عنوه
آلم حمل وولاده وفقدان وجبر آخر كان مؤقت، لكن ربما وقتها طيب القلب مساعدة من إحتاجت لحنان صدرها.
…….. ــــــــــــــــــ
آسفه عالتاخير
أعذرونى
أحب ابشركم، رواية#جوازةبدل هتتحول لورقى إنشاء الله قريباً
بفضلكم ودعمكم ليا أدعولى دايماً بالخير ولكم پالف مثل.
…
البارت الجاى يوم الأحد لانى مشغوله فى بعض التعديلات الخاصه بجوازة بدل
بس لو خلصتها وكتبت البارت هنزله قبل الاحد.
#يتبع
للحكايه بقيه.
الشعله الخامسه والعشرون
.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجأه إنفجرت الدموع زخات من عين مُهره، دموع كُبتت لسنوات بداخل عيناها، صمدت بعيناها أهلكت قلبها، كانت عصفوره رقيقه أمام بحر هائج غادر ظنت أنها قادره على تحدى طوفانه، لكن مع أول موجه له إبتلعها طوفانهُ
أقترب نعمان من مكان جلوس مهره مد يده يقترب من وجنتيها، كادت أناملهُ تلمس دموعها لكن لعن ذالك الوغد هاشم الذى نحج فى إبعاد مهره عنه بالماضى وبالحاضر.
رفعت مهره وجهها نظرت ليد نعمان الذى يطبقها بقوه تكاد تسحق عروق يديه التى برزت أسفل جلد يدهُ، إزدادت هطول الدموع بعينيها وقالت له: كنت جبانه كان لازم أسمع لكلامك لما جيتلى المستشفى وأهرب معاك يمكن كان موتنا سوا أرحم من عيشتنا بعيد عن بعض كل واحد يموت لوحده من القهر،بس خوفى وقتها على أللى كان فى بطنى كان أقوى يا نعمان إتحكمت فيه غريزة الأم اللى مستعده تموت نفسها بس ضناها يعيش.
إنذهل نعمان وقال بتحشرج:قصدك أيه باللى كان فى بطنك،أنتى كنتى حامل منى،طب هو فين؟
ردت مهره بيأس وهزيمه:للأسف اللى حاربت علشانه طغيان هاشم وعمى وقتها هو نفسه سابنى بعد أيام من ولادته،معرفش ليه إتمسك بالحياه وهو لسه جوايا ولما خرج منى إستسلم للموت بكل سهوله.
فلاش باك
قبل تسعه وعشرون عام.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالطائره
نظر رفعت للنائمه على المقعد المجاور له تبسم وهو يتذكر قبل ساعات
بالسرايا
فلاشــــــــــــــــــــــــــــــــــ،،، باك.
دخل رفعت الى غرفة زينب بعد أن سمحت له بالدخول، وجدها واقفه بالقرب من المرآه تُصفف شعرها، تبسم قائلاً:
صباح الخير.
نظرت زينب لأنعكاسه فى المرآه قائله بتهكم:
صباح النور… غريبه أول مره تخبط عالباب قبل ما تدخل أوضتى!
تبسم وهو يقترب من مكان وقوفها قائلاً: مفيش زوج قبل ما يدخل أوضة مراته بيخبط عليها يا زوزى، وسبق وقولتلك دى كانت أوضتى القديمه، وأنا سايبك تنامى فى أوضه خاصه بيكى لوحدك بمزاجى، لو عاوز أجى أنام هنا مش هتقدرى تمنعينى وكمان لو عاوز أخدك تنامى معايا فى أوضتى برضو مش هتقدرى تمنعينى، إنتى مراتى.
ردت زينب: إتفقعت مرارتك، روح للبومه ريما وخدها لأوضتك براحتك، أنا خلاص قررت فى أقرب وقت هسيب الشرقيه كلها، مشوفتش فيها يوم عِدل.
رغم غيظ رفعت لكن تبسم قائلاً بتحدى: مين اللى هيسمحلك تسيبى الشرقيه، ناسيه إنك مرات رفعت رضوان الزهار… اللى بكلمه منه ينقل المحافظ ذات نفسهُ، بلاش تحدى يا عزيزتى وجهزى نفسك قدامنا سفر طويل.
ردت زينب بتهكم: عزيزتك!
وماله، سبق وقولتلك مش هسافر معاك يبقى طريقك صحراوى وبلاش تأخر نفسك بسببى.
تبسم رفعت وهو ينظر لها وهى تنتهى من تصفيف شعرها ثم قامت ببرمه ولفه كعكه مُحكمه وثبتتها بأحدى دبابيس الشعر، ثم توجهت للفراش واخذت ذالك الوشاح وبدأت بلفه حول رأسها وتثبيته ببعض الدبابيس،ثم توجهت تجلس على أحد المقاعد ترتدى حذائها الرياضي،ثم نهضت واقفه وتوجهت نحو تلك الطاوله وأخذت هاتفها وضعته بحقيبه صغيره،توجهت ناحية باب الغرفه لكن حين مرت من جوار رفعت،تفاجئت بلف يدهُ على خصرها أوقف سيرها
حاولت فك يدهُ قائله:سيبنى خلينى أروح للوحده وأنت كمان تشوف طريقك.
نظر لها بتحدى قائلاً:طريقنا واحد يا دكتوره،هتجى معايا سوهاج.
تبسمت ساخره تقول:”سوهاج بلد المواويل،سوهاج برج الزغاليل”
أبقى هاتليى معاك زغلولتين وانت جاي اوعى إيدك.
حاولت زينب إبعاد يد رفعت عن خصرها،لكن هو تمسك به وتبسم على قولها،وقال:
خليكى فاكره إنى حاولت معاكى بالذوق،لكن إنتى اللى إضطرتنى لكده.
لم تلحق الرد عليه حين شعرت برذاذ قريب من أنفها جعلها تغيب عن الوعى.
حملها رفعت بين يديه وخرج من الغرفه متوجهاً لأسفل ينادى إحدى الخادمات التى آتت له مُسرعه
حين رأتهُ يحمل زينب قالت بخضه:مالها الدكتوره هى تعبت تانى.
رد رفعت:لأ الدكتوره بخير عاوزك تطلعى أوضتها عشر دقايق تكونى نازله بشنطة هدوم فيها كم غيار داخلى وخارجى لها ومتنسيش جهاز قياس السكر وكمان علبة حُقن الانسولين.
تبسمت الخادمه وفعلت ما قالهُ لها وعادت إلى مكان وقوفه بالسياره بحديقة السرايا وأعطته الحقيبه ليغادر رفعت ومعه زينب النائمه حتى أنهما صعدوا للطائره ومازالت هى غافيه.
بــــــــــــــاك،،
عاد رفعت من تذكره يبتسم وهو يرى زينب
بدأت تعود لوعيها تدريجياً، الى أن فاقت تشعر بآلم طفيف فى عُنقها، وضعت يدها تدلكهُ، نظرت لجوارها وجدت رفعت قالت بتهجم: بخيت فى وشى أيه يا همجى.
تبسم رفعت يقول: قولتلك اللى أنا عاوزه هو اللى هيتنفذ وأهو أنتى معايا فى الطياره هنروح سوهاج.
ماذا قال….طائره!
فزعت ونظرت الى جوارها شباك فعلاً الطائرة بالسماء تمُر جوار السحاب نهضت واقفه بفزع تقول بصوت عالِ: نزلنى
أنا عاوزه أنزل دلوقتي من الطياره أنا مش بحب ركوب الطيارات بقولك نزلنى فين طيار الطياره دى هاتلى سواق الطياره أنا لازم أنزل دلوقتي.
وقف رفعت يقول بذهول: زينب إهدى طياره إيه اللى تنزلى منها دلوقتي مفكره نفسك راكبه ميكروباص.
نظرت زينب ل رفعت وقالت له: لازم انزل دلوقتي هتخنق.
قالت هذا وتركت مكانها وسارت بالطائره تبحث عن الباب
الى ان وجدته وضعت يدها تحاول فتح باب الطائره لكن لم يفتح تضايقت تتحدث بتهجم وصوت عالى بسببه أتى طيار الطائره والمضيفات وبعض الركاب أيضاً
حاول رفعت التحدث معها بهدوء يطمئنها لكن لا فائدة، حتى طيار الطائره هو الآخر حاول تهدئتها قائلاً:
إهدى يا مدام إحنا خلاص قربنا كلها نص ساعه و نوصل لمطار سوهاج.
ردت بإستهجان: لا نص ولا ربع أنا عاوزه أنزل دلوقتى إفتحلى باب الطياره.
ردت الطيار: حضرتك ده باب طياره مش باب ميكروباص وهتنزلى إزاى من الطياره هتنطى بالبراشوت.
نظرت زينب له قائله بسب: نفس كلمة الهمجى رفعت إنت حقير وهمجى زيه وأكيد متفق معاه بقولك نزلى من الطياره لصور لكم قتيل دلوقتي.
ردت إحدى المضيفات: ممكن تهدى يا مدام وتجى معايا تشربى عصير وهتهدى متخافيش إحنا خلاص قربنا…..
قاطعتها زينب قائله: بقولكم حد يفتح باب الطياره أنا هنزل دلوقتي يعنى هنزل دلوقتي.
رد الطيار: يامدام إحنا فى الجو إزاى عاوزانى أفتح باب الطياره حضرتك بكده بتعرضى الطياره والركاب للخطر ممكن تسمعى الكلام وترجعى لمكانك وحاولى تسترخى.
ردت زينب:بقولك إفتح باب الطياره لاديك حقنة هوا أخليك أنت تسترخى انا معرفش ركبت الطياره دى إزاى أصلاً،أكيد الهمجى خدرنى.
كان رفعت يقف يحاول تهدئتها رغم شعوره بالكسوف لكن زينب أعطته الحل لتلك الهيستريا التى بها
بكلمة
(خدرنى)….إذن المخدر..من الجيد أنه مازال بجيب بنطاله بالفعل أخرج المخدر وأحتوى جسدها وقال:
زينب
نظرت له
سريعاً قام برش رذاذ على وجهها سرعان ما غابت عن الوعى وهى واقفه بين يديه.
سندها رفعت وأعتذر من الطيار وتلك المضيفات وبعض الركاب اللذين تبسموا وتنهدوا براحه.
رد الطيار:لأ حضرتك خلاص مش مشكله قابلت حالات زى المدام قبل كده تقدر ترجع بيها لأمكانكم لأن خلاص قربنا عالهبوط بمطار سوهاج.
بالفعل حملها رفعت وعاد لأماكنهم بالطائره
وجلس جوارها،يُعيد ما حدث قبل دقائق وتهجمها على الطيار وإصرارها على النزول من الطائره،تبسم تلك الشرسه تُثير جنونه.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسوهاج… دوار عمده قرية الهلالى.
على مدخل الدوار
تبسم ذالك الكهل لأحد ابنائه الذى قال:
إزيك يا حضرة العمده.
تبسم له بألفه قائلاً:طالما قولت حضرة العمده،يبقى فى طلب بعدها أقول من الآخر.
تبسم مُحسن وهو يضع يده حول عنقهُ قائلاً:ميزتك يا بابا إنك فاهمنى.
تبسم له قائلاً: أنا فاهم دماغ كل واحد فيكم بيفكر أزاى يلا قولى عاوز أيه.
تبسم محسن يقول:بنت السلطان.
رد يونس قائلاً:أى واحده فيهم؟
رد محسن:ماما طبعاً رشيده التانيه دى ماليش معها أى صولات إحنا إخوات انا قصدى ذات الخال وقبل ما تقول اى واحده فيهم هقولك ماما،التانيه دى “شرشر”.
تبسم يونس قائلاً:مالها ذات الخال عاوز منها أيه سبق وقولتلك بلاش حركات الحنجله بتاعتك دى قدامها ولا تكون عملت حاجه زعلتها منك.
تبسم محسن:بص يا سيادة العمده عميد الجامعه،أنت عارف إن من صغرى كنت بهوى الخيل وتربيتها ولم كبرت دخلت كلية طب بيطرى علشان كده وبدأت مشروعى الخاص فى تربية الخيول جنب إنى ادرس فى الجامعه.
رد يونس:بلاش اللف والدوران هات المختصر،انا مش مامتك بتحب التفاصيل.
تبسم محسن قائلاً:من الآخر كده انا جايلى عرض من تاجر من أشهر تجار الخيول فى مصر وشبه إتفقت معاه على بيع فرستين وهو جاي بنفسه النهارده علشان يتمم البيعه دى،بس بقى فى مهره من الفرستين بيضا فى أسود مُهجنه ماما بتحبها قوى خايف تزعل منى لما تعرف إن فى تاجر جاى علشان يشتريها.
تبسم يونس قائلاً: لأ متخافش رشيده عقلها مش صغير كده وتتمنى لك الخير.
تبسم محسن براحه يقول: والله طمنتنى يا أبو الرجال هروح أنا بقى أستقبل ضيفى فى الاوتيل اللى هو نازل فيه على فكره ذات الخال الكبيره مع “شرشر” فى الجنينه الورانيه.
تبسم يونس له ونغزه بكتفهُ قائلاً: إياك أسمعك تقول على رشيده الهلالى “شرشر”.
ضحك محسن قائلاً: أنا مالى ده الواد حسين اللى طلع عليه الأسم ده.
تبسم يونس يقول: حسين أهبل تمشى وراه
رشيده الهلالى دى ملاك.
نظر له محسن بأستغراب يقول: ملاك!
دى عندها سنتين بس مشرشره كل اللى فى الدوار بهم.
تبسم يونس يقول:تستحقوا أنتم اللى بتعندوها.
تبسم محسن يقول:كنت عارف هتقول كده هما ذات الخال حد يقدر يقول عليها كلمه الإتنين لهم حصانه خاصه عند حضرة العمده
يلا هروح أنا بقى للأوتيل زمان التاجر وصل.
تبسم يونس ذهب الى الحديقه الخلفيه للدوار
تبسم لتلك الطفله الصغيره التى تَحبى بالحديقه بمجرد أن رآته زحفت إليه سريعاً،
تبسم وإنحنى يحملها بين يديه ينفض بقايا التراب من يد الصغيره يُقبل وجنتيها
تبسمت تلك التى كانت تجلس تقرأ أسفل إحدى الشجرات بالحديقه ونهضت من مكانها واقفه، وتقابلت مع يونس ببسمه قائله:
شايفه ذات الخال الصغيره خدت مكانتى.
تبسم لها وقال: مفيش واحده عمرها خدت جزء من مكانتك بس دى رشيده الهلالى ليها مكانه خاصه ومتنسيش إنها أول حفيده، و البنت الوحيده فى الدوار.
تبسمت رشيده قائله:عقبال ما يبقى عندك عشر أحفاد يا إبن الهلالى ويعجزونا.
تبسم يونس يقول: بنت السلطان عمرها ما هتعجز فى نظرى هتفضل الجنيه اللى طلعتلى من الميه عمرك شوفتى جنيه عجزت.
تبسمت له قائله: خلينا ندخل للدوار الشمس بدأت تبقى حاميه على رشيده الهلالى.
تبسم يونس وهو يسير لجوار رشيده قائلاً:
على فكره محسن كان عاوزنى واسطه بينه وبينك.
تبسمت رشيده: ليه عاوز أيه؟
رد يونس: جايلهُ تاجر خيول كبير وهيشترى منه فرستين منهم الفرسه الملبطه أبيض فى أسود اللى بتحبيها.
تبسمت رشيده: وعاوزك واسطه علشان كده أنا إتبسط لما أشوفه ناجح بس بصراحه الفرسه دى جميله جداً بس بنتها شبهها يعنى فى عوض بدالها يبقى هزعل ليه لما يبيعها ويكسب تمنها يطور بيه نفسه ويكبر مزرعتهُ قولهُ إنى مش زعلانه بالعكس فرحانه له وكمان قوله يعزم تاجر الخيول ده للغدا عندنا بعد بكره أنا سمعت عن التاجر ده منه قبل كده وانه يتمنى يتعامل معاه وقالى إنه له إسم كبير فى سوق الخيول عاوزه أتعرف عليه و أوصيه عالفرسه دى وأقوله دى فرسه أصيله ولازم يكرمها.
تبسم يونس يقول: طب ليه معزمتهوش بكره؟
ردت رشيده! بكره اليوم اللى بنتجمع فيه عند أمى، وممنوع حد من العيله يكون غايب.
وقف يونس، ينظر لرشيده بهيام.
تعجبت رشيده قائله: وقفت تبصلى كده ليه؟
رد يونس: مُغرم يا بنت السلطان.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد فنادق سوهاح الفاخره
بأحد الغرف
وضع رفعت زينب على الفراش تنهد بارتياح وهو ينظر لها، لثوانى أعاد ما فعلته بالطائره وتلك الهيستريا التى إنتابتها… ضحك
تلك الشرسه التى تناطحهُ هو وغيرهُ بلحظه كانت تشعر بالرهبه هو ظن أنها لا تخشى من أى شئ مُخطئ فلكل إنسان مهما كانت قوته نقطة ضعف
تلك الشرسه لديها رُهاب الطائرات…
فى ذالك الأثناء صدح هاتف رفعت
نهض بعيد قليلاً وقام بالرد على من يُهاتفه، وتحدث معه بترحيب، وانهى قوله: تمام ربع ساعه ونتقابل فى مطعم الأوتيل.
اغلق رفعت الهاتف وعاد يقف أمام الفراش ينظر لتلك النائمه، فكر عقلهُ لو خرج وتركها بالغرفه وفاقت وجدت نفسها وحدها بالغرفه ماذا ستفعل
ليس عليه التفكير كثيراً هنالك طريقه واحده لضمان بقائها نائمه الى أن يعود
أخرج ذالك المُخدر من جيبه ونظر له بإبتسام قائلاً: معليشى يا زوزى مُجبؤ علشان أضمن أرجع من غير ما الاقى الامن واقف فى الأوضه بتهزأيه.
قال هذا وقام برش المخدر على وجهها، خرج من الغرفه متوجهاً لمطعم الفندق.
………….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسكندرية
رغم ان الشمس للتو غابت ومازل هنالك ضوء بسيط…. لكن ذالك المكان مُظلم بسواد كسواد قلب ذالك النائم بالغرفه
والذى نهض يُشهر سلاحه بوجه من دخل للغرفه،لكن سرعان ما أضاء نور الغرفه يرى من وقال:
إنت؟!
رد الآخر أيوا أنا يا هاشم،انا هشام أخوك،قولى سبب إصابتك برصاصه فى كتفك مصدق إنى صدقت إن طلع عليك شوية بلطجيه فى الطريق وإنت جاي لأسكندريه وكمان إتأكدت بسبب السلاح اللى معاك ده،يعنى ببساطه لو كان طلع عليك بلطجيه ومعاك السلاح ده كنت عرفت تتعامل معاهم قولى الحقيقه.
رد هاشم بتأكيد:زى ما قولتلك،هما شوية قطاعين طرق وبعدين إنت هتحقق معايا أنا غلطان إنى جيت لهنا. أنا هقوم ألبس وأرجع الزهار تانى غلطان إنى كنت جاي اطمن عليك.
ضحك هشام بسخريه:إنت كنت جاي تطمن عليا،كدبه ظريفه دى عالعموم إنت حر
أنا كنت جاي أقولك إن لمى من شويه إتصلت عليا وخلاص هى ووسيم هيعملوا حفلة خطوبه عالضيق كده بعد خمس ايام هناك فى الزهار.
ضحك هاشم ساخراً:بنتك طلعت ذكيه وعرفت توقع وسيم مش زى الغبيه التانيه اللى بدل ما كانت تضمن رفعت وتسيطر عليه،ضيعته من إيدها بسبب نزواتها وحبها لعيشة الحريه لأ وراجعه بعد ما إتجوز.
رد هشام:تفتكر فى واحده تقدر تسيطر على رفعت معتقدش،بطل كلامه ده وسيب بناتى فى حالهم،كفايه اللى حصل زمان من رضوان لما فكر يساوم چاكلين إنها تتطلق منى وتتجوزه فى مقابل إنه يجيب لها الجنسيه المصريه، حتى لو كان ده صحيح مكنش لازم أطاوعك وأشاركم فى اللى حصل، أنا بندم فى اليوم ألف مره فى النهايه خدت أيه غير الندم على مشاركتى فى جريمه، أملاك رضوان فضلت بأسم ولاده اللى رجعوا وزودوا كل الاملاك الضعف كنت شيطان ودخلتلى فى لحظة ضعف من ناحيه كنت بنتقم ومن ناحيه تانيه طمع وفى الآخر أنا اللى خسرت كل شئ وبعدها بفتره قصيره چاكلين طلبت الطلاق ورجعت لليونان.
سَخِر هاشم بتهكم قائلاً:يظهر نوع الويسكى اللى بتشربهُ اليومين دول مغشوش ولا نسيت أنا مأجبرتكش على حاجه إنت اللى طمعك عماك.
رد هشام:طب أنا كان الأنتقام والطمع فى أموال رضوان كانوا عامينى وقتها إنت كان إيه السبب عندك أقولك السبب كان الغِل طول عمرك كنت بتغِل من رضوان،كنت عاوز تبقى مش بس الأقوى لأ وكمان الأفضل،بس رضوان كان صاحب شخصيه قويه على كل اللى قدامهُ وده كان سبب إن تدخل شريك تالت معانا فى تحالف الشياطين، شريكك التالت اللى كان خايف من سطوة رضوان اللى كان بسهوله ممكن ياخد من تحت إيده مكانتهُ السابقه أو حتى الحاليه.
نهض هاشم قائلاً: إحنا التلاته بالماضى كان لينا أسباب فى كُره رضوان
قاطعهُ هشام قائلاً:
بس أنا الوحيد اللى طلعت خسران، بلاش تخلينى أفتح فى الماضى اللى بحاول أنساه، سواء كان بالشُرب أو حتى الراهانات اللى بدخل فيها
أنا خارج ومش هرجع غير متأخر،عندك الشغاله أما تعوز حاجه إطلبها منها.
غادر هشام وترك هاشم يشعر بالحقد الذى يزاداد فى قلبهُ فتح هاتفه النقال، نظر لتلك الرساله المبعوثه له، هى من چاكلين التى تهاجمهُ فى الرساله ولما قام بالأتصال عليها سابقاً اليوم ربما يكون هاتفه مُراقب، كانت رسالتها مُختصره تخبرهُ فيها أن المُخطى فى إفساد تلك العمليه الضخمه سيعاقب بما يليق بها فالكميه لم تكُن هينه وانه ربما يوجد خائن بالمنتصف.
رجف قلب هاشم للحظات قبل أن يعود ويتحكم الجحود والوعيد بقلبه وعقلهُ، الذى يُعيد تذكُر تلك العينان الذى رأها على مقربه منه تصوب النار عليه،رفعت كذب أنه ترك عملهُ بالشرطه البحريه، كان بإمكان أحدهم النيل من الآخر وقتله، لن يتوه عن عين رفعت الذى رأها من خلف ذالك القناع الذى كان على وجهه تلاقت نظرة عيناه مع رفعت الذى سيندم كثيراً أنه لم يستغل الفرصه ويقتلهُ،الآن تضاعف الحساب رفعت سيدفع الثمن… ليس فقط بسبب تلك الرصاصه، هنالك الطبيبه التى خطفها من أمامه
وأخيراً إفساد تلك العمليه التى قد تودى بحياتهُ رفعت هو من بدأ بالعداء.
توعد هاشم لن ينتهى قبل أن يُنهى حياة رفعت ولو كان آخر شئ يفعلهُ بحياته
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسوهاج.
بدأت زينب تستعيد وعيها ، رويداً رويداً
تشعر بخمول، لكن قاومته وإستقظت فتحت عيناها هى نائمه على فراش جالت عيناها بالمكان وجدت نفسها بغرفه تبدوا وثيره بديكور مميز تنهدت قائله:تلاقى الحقير الهمجى هو الطيار اللى زيه رمونى من الطياره،يلا أحسن
أكيد أنا دلوقتي فى الجنه وهرتاح من وش الهمجى لأنه مستحيل يدخل الجنه.
ضحك رفعت الذى دخل الى الغرفه قائلاً:للأسف إحنا سوا فى سوهاج يا عزيزتى.
رفعت زينب رأسها عن الوساده ونظرت له قائله: أيه عزيزتى اللى طالعلى فيها دى كمان
إزاى وصلت لهنا، أنا مش فاكره غير إنى كنت واقفه وراء باب الطياره.
تبسم رفعت ووضع يده بجيبه وأخرج ذالك البخاخ قائلاً: البركه فى ده، له مفعول سريع جداً.
نظرت زينب ليد رفعت قائله: منوم طبعاً، يعنى جبتنى لهنا بالغصب، بس تصدق كويس أهو آخد جوله هنا يمكن يعجبنى المكان هنا أطلب نقلى من الشرقيه لسوهاج.
نظر رفعت لها بغيظ لكن كبتهُ قائلاً: أنا من شويه طلبت عشا، انتى طول اليوم تقريباً مأكلتيش لازم تاكلى ليجيلك هبوط وكمان جبت ليكى ده.
قال رفعت هذا وأعطى لها ما بيده، أخذته قائله:
أيه اللى فى الكيس الأسود ده.
رد رفعت: أفتحيه وشوفى فيه أيه.
فتحت الكيس وجدت كيس آخر بالفطره علمت ما به،نظرت ل رفعت قائله:ده بونبونى.
جلس رفعت على الفراش قائلاً:قولت لما هتصحى أكيد من الغيظ هينخفض السكر جبت ليكى حاجه حلوه تعدل مزاجكك.
نظرت زينب له بغيظ وفتحت الكيس وأخذت واحده وضعتها بفمها
قائله: بس ده نوع بونبونى مميز وكمان بنكهات مختلفه،أهو اللى يجى منك أحسن منك.
تبسم رفعت ومد يدهُ كى يأخذ واحده من البونبون،لكن
أغلقت زينب الكيس.
تبسم قائلاً:دا أنا اللى جايبهُ عالعموم مش عاوز،أنا هقوم آخد شاور على العشا ما يجى،وكمان حاسس هدومى ريحتها بنج،طبعاً إنتى بالنسبه ليكى البنج زى البرفان.
نظرت له ثم وضعت إحدى البونبونيات بفمها تمضُغها باستمتاع دون الرد عليه.
ضحك ونهض ذاهباً للحمام، لكن توقف للحظه يقول:
آه بلاش تكترى فى آكل الحلو ليسد نفسك عن العشا ولا تجيلك كريزة سكر مره تانيه.
لم تنظر له زينب ووضعت قطعه أخرى بفمها دون الرد عليه هى تعلم أنه يستفزها بالقول.
بينما تبسم رفعت وقال بخبث وهو ينظر لها بوقاحه:آه نسيت اقولك إبقى إلبسى بقية هدومك
قبل ما تفتحى الباب للروم سرڤيس مش معقول هتفتحى لهم بهدومك الداخليه.
قال هذا ودخل الى الحمام مباشرةً يضحك قبل أن يسمعها تسبهُ.
إنتبهت زينب ونظرت لنفسها وجدت نفسها بملابسها الداخليه فقط..
إغتاظت قائله:همجى حقير.
ثم رمت غطاء الفراش بقوه من عليها ونهضت وجدت بقية ملابسها موضوعه على أحد مقاعد الغرفه، إرتدتها سريعاً وهى تسب رفعت، لكن قطع وصلة السَب، طرق على باب الغرفه، وضعت وشاح رأسها عليها وذهبت تفتح الباب.
دخل فرد من العاملين، ومعه طاولة طعام صغيره.
ثم وقف مبتسماً يقول: تأمرى بشئ تانى يا أفندم.
ردت زينب: لأ شكراً ، بس إستنى لحظه.
نظرت زينب حولها بالغرفه، وجدت حافظة مال خاصه رفعت موضوعه على أحد الطاولات جوار الفراش،فتحتها وأخذت منها بعض المال وأعطته للعامل مبتسمه.
تبسم لها وشكرها وغادر.
بينما وقعت حافظة المال من يد زينب على الارض ووقع المحتوى الذى كان بها
إنحنت تجمعهُ،لكن لفت نظرها تلك الصوره
الصوره كانت لها وهى تدخل الى الوحده الصحيه لأول مره
إذن لم تكن المره الاولى الذى رأها فيها يوم أن كاد يدهسها بجوادُه هو كان يعرف وقتها من تكون؟
تعجبت لكن سُرعان ما وضعت الصوره بالحافظه مره أخرى هى وغيرها من المحتويات ثم وضعت الحافظه بمكانها على الطاوله مره أخرى.
فى ذالك الحين خرج رفعت من الحمام بمئزر حمام،وبيده منشفه أخرى يُجفف بها الماء من رأسهُ.
تبسم حين وجد طاولة الطعام
وقال:كويس إنهم جابوا العشا بسرعه أنا جعان جداً على فطورى من الصبح، وهلكان كماز لكن إنتى طبعاً صايمه من الصبح يا بختك مقضيه اليوم كله نوم.
تبسمت له بسخافه وخلعت الوشاح عن رأسها،وجلست أمام طاولة الطعام وبدأت تأكل
تبسم رفعت وجلس هو الآخر يأكل معها يحاول مشاغبتها وجذبها للحديث معه، لكن كانت تلتزم الصمت، الى أن نهضت من أمام الطعام قائله: شبعت هروح آخد شاور، طبعاً جبتلى معاك هدوم تانيه، ولا تكون نسيت.
تبسم رفعت يقول: لأ نسيت ممكن تلبسى من هدومى عادى جداً، أنا أما نرجع من هنا مش هلبسها تانى.
ردت عليه بغيظ قائله: ليه شايفنى جربانه ولو لبست هدومك هسيب فيها العدوى،وانا أساساً لو هفضل من غير هدوم مستحيل ألبس من هدومك،ذوقك مش بيعجبنى أساساً.
تبس رفعت يقول:تمام يا ملكة الاناقه،وانا مش هبقي مبسوط وأنا شايفك عريانه سبق وقولت جسم بلاستيك.
أغتاظت زينب منه وقامت بزغده فى كتفه قائله:بطل طريقتك الإستفزازيه دى معايا أنا مغصبتش عليك تجيبنى معاك هنا إنت تعتبر خطفتنى أساساً وو….
قاطعها رفعت قائلاً:فى شنطة هدوم ليكى فى الدولاب.
نظرت له بغيظ وذهبت الى الدولاب وفتحته وأخرجت منه حقيبه صغيره،أخرجت منها منامه وبعض الملابس الداخليه وذهبت الى الحمام،ولم تغيب كثيراً،خرجت لم تجد طاولة الطعام بالغرفه،حتى رفعت لم يكن بالغرفه لكن باب الشرفه مفتوح وتسمت صوته، ربما يتحدث مع أحداً بالهاتف
صففت شعرها وتوجهت الى الفراش ونامت عليه.
بعد دقائق
دخل رفعت الى الغرفه وأغلق باب الشرفه وأطفئ نور الغرفه وظل ضوء خافت بالغرفه،خلع عنه ذالك المئزر وتسطح على الناحيه الأخرى من الفراش،كانت لا تزال زينب مستيقظه،نهضت جالسه تقول له:
إنت هتنام جانبى عالسرير.
تحدث ببرود:شايفه فى سرير تانى فى الاوضه أنام عليه،متخافيش مش هقرب منك ماليش مزاج،بقول تنامى أفضل ليكى.
ردت زينب:مالكش مزاج لأيه وأيه تنامى أفضل ليكى،وإن منمنتش هتعملى أيه،ليه محجزتش لينا أوضتين من البدايه.
تنهد رفعت قائلاً:أنابعد اليوم الطويل المرهق ده محتاج أنام مش أتجادل معاكى فى تفاهات ،فانا هديكى ضهرى وهنام تصبحى على خير.
ردت زينب:يكون أفضل برضو،متصبحش على خير وتحلم بكوابيس تقومك من النوم مفزوع.
تبسم رفعت دون رد وهو يشعر بإستلقاء زينب على الفراش،توقع أنها لن تنام لكن كعادتها مجرد أن تضع رأسها تنعس،
إستدار ينظر لوجهها مبتسماً وأقترب يستنشق أنفاسها بقبله هادئه ليغوص بعدها فى نوم هانئ.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار
بجناح رامى.
خرج رامى من الحمام،يرتدى شورت فقط،نظر لمروه التى تجلس على الفراش تتابع شئ على هاتفها،حتى أنها لم تنتبه لخروجه،صعد لجوارها على الفراش وقام بضم جسدها له.
إنخضت مروه.
تحدث رامى: أيه اللى فى الموبايل سرحانه فيه كده لدرجة محستيش بيا لما جانبك عالسرير؟!
ردت مروه:سرحانه فى خالو نعمان وعمتك مهره،أنا نفسى أعرف حكايتهم القديمه،وكنت هعرف بس تيتا إنعام قالتلى سيبهم لوحدهم وتعالى معايا،أنا لاحظت عمتك مهره كانت بتعيط وكمان خالى كانت عنييه مدمعه،نفسى اعرف سر الماضى اللى بينهم.
رد رامى وهو يجذب مروه لصدره وينام على الفراش قائلاً: وأنا كمان عاوز اعرف من باب الفضول حتى لكن واضح أنه سر بخصهم لوحدهم.
تبسمت مروه قائله:فعلاً حتى لما سألت ماما اتهربت منى ومجاوبتش عليا، بس مقولتليش عمتك مهره كانت عاوزه رفعت ليه، أكيد قالتلك.
رد رامى:ده موضوع خاص ب وسيم هيخطب لمى توأم ريما وهى مش موافقه على كده،وكانت عاوزه رفعت يقنع وسيم ينهى الخطوبه دى قبل ما تتم.
ردت مروه:فعلاً عندها حق أكيد لمى نفس نوعية ريما البومه بالظبط،شخصيه مستفزه صعب تتعاشر معاها،وملهاش غير فى التفاهات زى أختها اللى بتلحق عليا أنا وزينب.
تبسم رامى يقول:وده نفس رأيي أنا ورفعت،لمى مش اللى تنفع تشارك وسيم حياتهُ،بس هو مصمم أنا مستنى رفعت يرجع وهحاول انا ورفعت نقنعه يعدل عن الخطوبه دى،لمى مش من النوعيه اللى تحترم فكرة إن الجواز حياه كامله،مش مظاهر فارغه أو سرير بس زى نوعية لمى وريما،أنا عاشرت ريما ولمى لفتره فى إسكندريه وقت ما كان رفعت متجوز ريما،مكتوش على إتفاق بسبب شُغله فى الشرطه والبحر هى عاوزه زوج متفرغ لها،وفسح ومناسبات إجتماعيه ومظاهر فارغه،زى الهدايا الغاليه اللى طبعاً قصادها لحظات رومانسيه،انا معرفش سبب قبوله بالحواز من ريما من البدايه متأكد أنه مكنش بيحبها،ومع ذالك إتجوزوا لفتره مش طويله أقل من ست شهور وفجأه ريما طلبت الطلاق ورفعت وافق بدون ندم وبعدها ريما سافرت اليونان ولحقتها لمى،ومرجعوش غير من فتره صغيره،لمى حاولت معايا قبل كده وقت ما كان رفعت متجوز من ريما،بس أنا وقفتها عند حدها وقولت لها إن قلبى مع غيرها،تعرفى ردها وقتها كان أيه؟
قالتلى عادى جداً فى جوازات كتير قامت من غير حب وإستمرت وبدأت تزيد فى وتيرة إغرائها ليا،بس فشلت فى كده،أنا مش من النوع اللى بيجرى وراء غرايزه وقولت لها تريح نفسها أنا راسم فكره تانيه عن الجواز فى دماغى.
نظرت مروه ل رامى بسؤال قائله:أيه فكرتك عن الجواز يا رامى؟
رد رامى: فكرتى نفس اللى شوفته وأتربيت عليه بين بابا وماما،زوجين متافهمين ومتألفين بينهم موده وحب،أنا مش عاوز جسم ست علشان أكمل بيه غريزه
أنا مجتاج لست تشاركنى كل دروب الحياه،سعاده وحزن وأمل وتفاؤل،مش ست انا بالنسبه لها بنك يكلف على مظاهر فارغه قصاد شوية لحظات رومانسيه،سهل أخدها من أى عاهره ووفر على نفسى أنى أنسبها لنفسى زوجه.
نظرت مروه ل رامى بأعجاب قائله: وأنا بالنسبه لك كنت الزوجه دى؟
نظر رامى لمروه قائلاً:أنا بعترف إنى وافقت رفعت لما قالى نرجع لهنا فى البدايه علشان أشوفك تانى،مكنش فى بالى إنى بحبك،كنت مفكر إنك مجرد صديقة الطفوله،لحد لما إتقابلنا صدفه،وقتها،ملامحك كانت إتغيرت للأجمل بس عرفتك وناديت عليكى ولما وقفتى قدامى وعملتى نفسك متعرفنيش حسيت بغربه فى قلبى وقتها وإضايقت جداً،وبدأت أطاردك فى السكك فى البدايه علشان بس أفكرك بيا،ولما قولتلى أبعد عن طريقك وأخلى ذكريات الطفوله اللى بينا بنفس النقاء القديم،قولت تبقى لسه فاكرانى،مع الوقت كنت بغرق قصاد رافضك المستميت كان عشقك بيتوغل فى قلبى،مروه انا معرفش أمتى عشقتك،من وإحنا لسه أطفال،ولا لما رجعت هنا وشافت عنيا أجمل صبيه.
تبسمت مروه قائله: يعنى انا الوحيده اللى سكنت قلبك مفيش أى بنت أيام ما كنت فى إسكندريه فكرت إنك تحبها،ولا حتى مشاعرك إتحركت ناحيتها.
تبسم رامة قائلاً: أبقى كذاب لو قولتلك مفيش بنات دخلت حياتى وفكرت فى وقتها إن ممكن تجمعنى بها قصة حب، بس دايماً كان فى لحظه فارقه مع كل قصه فى بدايتها كانت بتجى صورتك قدامى وبعمل مقارنه، بعدها كنت بحس إن الأفضل التراجع، نهاية القصه معروفه يومين تسالى وبعدها كل واحد هيكمل فى طريق تانى.
ردت مروه: وأنا مش يمكن مع الوقت تكتشف……
لم تُكمل مروه حديثها حين أكمل رامى حديث من نوع آخر بقُبلاته العاشقه، ثم ترك شفاها ينظر لعينيها قائلاً: سبق وقولت الوحش المسخ عشق الجميله وكان فى إنتظارها علشان يقدر يسترد جزء من وسامته بس هى غابت عنه كتير وكانت عاوزه تهرب منه وفكرت فى الإنتحار.
ردت مروه بغصه: هتصدقنى يا رامى أنا مش فاكره إزاى وقعت من على سطح البيت، كل اللى فاكراه أنى كنت عالسطح بتاع البيت بمشى قصاد القمر وبعدها مش فاكره أيه اللى حصل كأن عقلى فصل بعدها، بس أنا متأكده إنى….. بحبك يا مسخ ومن زمان يمكن من قبل إنت ما تفكر تحبني،حبيت رامى صديق الطفوله،إبن الزهار الصغير المتواضع اللى كان بيلعب مع بنت السايس اللى بيشتغل عنده فى الأستطبل.
تبسم رامى قائلاً:الكل قدام العشق بيتساوى يا مروه،وأنا عشقتك.
قال رامى هذا وأنهى قوله بقُبلات شغوفه بالعشق تبادلها هو ومروه يعزفان ألحان سيمفونية عشق بليلة عشق هانئه.
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشرقت شمس صباح يوم جديد
بسوهاج.
أستيقظ رفعت من نومه المُريح ليلة أمس، نظر لجوارهُ على وجه تلك الشرسه صاحبة ملامح تمزج بين الملامح الرقيقه والشريه، تعجب كيف مازالت نائمه بعد نومها لاوقات طويله بالأمس، لكن تبدوا هذه عادتها هى تنام سريعاً وبراحه.
إقترب منها ولف يديه حول جسدها.
شعرت زينب بيدي رفعت فتحت عيناها وتبسمت ثم غفت عيناها مره أخرى.
تبسم رفعت همس بالقرب من أذن زينب: صباح الخير، يا زوزى.
تنهدت زينب وفتحت عيناها قائله: صباح النور.
تبسم رفعت وهو ينظر لشفاها بعطش.
ضم جسدها بين يديه وإلتقط شفاها يُقبلها بنهم يستقى منها من نداها، للعجب زينب لم تمانع هى الأخرى، ظلا يقبلها لوقت ترك شفاها ودفن رأسه بعنقها يقبله هو الآخر، يستنشق أنفاسه على عنقها، وهى ممتثله له، بل مستمتعه بقبلاته الذى يوزعها على عنقها ومقدمة صدرها، حتى أنها لم تشعر بيده التى فتحت أزرار منامتها، شعرت بأناملهُ التى بدأت تسير، على جسدها،
شتت بلماساته بين عقلها وقلبها، قلبها الخائن لعقلها الذى يعلم بمجرد ان تنتهى رغبته فيها، سيعود لوقاحته معها ويقول أنه لم يشعر بالأكتفاء وهو معها، لكن قلبها يريد أن يخرجه من تلك النيران الذى يسعى لها.
لكن فى تلك اللحظه، تحكم عقلها، لو سلمت له ككل مره لن تخرجه من تلك النيران، وسيُهين أنوثتها لاحقاً، إذن لتقف من البدايه.
بالفعل فاقت من تلك السطوه ورفعت يديها تدفعهُ عنها قائله: رفعت إبعد عنى.
لكن هو مسحور مفتون مسك إحدى يديها ومازالت قُبلاته مستمره.
تحدثت زينب قائله: رفعت، إبعد عنى، فوق خلاص إحنا هننفصل فى أقرب وقت.
همس رفعت بعقله: عمرى ما هنفصل عنك يا زينب، غير بموتى بينما مازال يحاول إستمالتها بقُبلاته كالسابق، لكن شعر بالرفض منها وعدم الأستجابه حتى من حديثها الجاف حين قالت: رفعت كفايه خلاص أنا مش طايقه لمساتك ، إبعد عنى أنا بكره تحكمك فيا كفايه مش قادره أغصب على نفسى وأتحملك أكتر من كده، إن كنت غصبت على نفسى قبل كده وإتحملت غطرستك، خلاص كفايه مش هسمحلك تقولى بعد شويه متكيفتش أنا لا سيجاره ولا كاس فى إيدك
قالت هذا وقامت بدفعهُ بيديها بقوه.
رفع رفعت وجهه ونظر لوجه زينب وتلاقت عيناهم، رأى بعين زينب تحدى له وقال:
يعنى أيه؟
ردت زينب بتحدى:
يعنى خلاص يا رفعت زى ما قولتلك قبل كده قصتنا من البدايه غلط، والطلاق هو تصحيح الغلط ده.
ماذا سمع… لاول مره تقول كلمة طلاق
سابقاً كانت تقول إنفصال… ماذا تعنى بكلمة الطلاق.
تحدث قلبهُ: إعترف لها يا رفعت إنك بتعشقها وأطفى النار اللى جواك….
بينما قال عقلهُ: إعقل يا رفعت وأرجع لرُشدك، زينب بتسحبك نحو الميه….
بس هى متعرفش إن الميه هتزيد من إشتعال نيرانك، من إمتى فرضت نفسك على ست قبل كده كلكهم كانوا بيتمنوا منك بس إشاره حتى زينب نفسها سلمت لك قبل كده بسهوله، هى بتلعب بيك برفضها وكلامها عن الطلاق…. بلاش تخلى قلبك يتحكم فيك إنهى اللحظه اللى هتذلك دى…
بالفعل إمتثل رفعت لقرار عقلهُ، وتنحى عن زينب، لكن قبل أن يتنحى عنها قبل جانب عُنقها، ثم قبل كتفها وقام بعضها من كتفها عضة غيظ.
تحدثت له بلذاعه: حيوان وهمجى، آخر مره هسمحلك تقرب فيها منى، أول حاجه هعملها أما نرجع للشرقيه هسيبلك الحِصن بتاعك وهرجع أعيش فى الملحق بتاع الوحده لحد ما يتم نقلى من الشرقيه.
نظر رفعت لها قائلاً: أوهام يا عزيزتى
اللى بينا مالوش
غير نهايه واحده…. موتى بس مش قبل ما أشعل النار فى اللى حرقوا.. قلبى أنا عارف إللى جدتى قالتلك عليه… إنى رجعت للزهار علشان أنتقم للماضى… لو مفكره بحركاتك دى هتقدرى تمنعينى، تبقى غلطانه.
نظرت له زينب قائله: حركات أيه اللى تقصدها؟
رد رفعت: حركات تمنُعك عنى.
سخرت منه زينب قائله: فعلاً همجى وحيوان مش بتفكر غير فى غرايزك الدنيئه
أنا دكتوره يا رفعت مهمتى أقدم للقدامى العلاج على قد ما أقدر، بس لو هو اللى كان عقله مريض ورافض العلاج وبيستسلم للموت مقدرش أنقذه من وهم سهل يقتلهُ
طلاقنا بقى آمر حاتمى يا رفعت وإنسى إنك تقدر تحبسنى جوه أسوار حِصنك العاليه.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بارت طويل عريض يقرب على بارتين أهو
ياريت التفاعل ميقلش، انا عامله زى اللى فى دوامه
مطلوب منى أعمل إسكانر لعقد الروايه، وأمضيه، وكمان تعديلات عليها، ومفيش منها مشهد واحد هيتحذف، بالعكس فى تعديلات ومشاهد ختنضاف للجزء الاول فقط، التانى لسه مأخدتش حتى قرار إنى أكتبه
.ياريت تستحملونى. والروايه خلاص بقينا فى الأجزاء الأخيره
البارت الجاى الاربعاء
#يتبع
للحكايه بقيه
الشعله السادسه والعشرون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاد رفعت يُقبل شفاه زينب،ثم ترك شفاها يُوزع قُبلاته على عنقها
لكن
فى تلك اللحظه تحكم عقل زينب لو سلمت له ككل مره لن تخرجه من تلك النيران، وسيُهين أنوثتها لاحقاً، إذن لتوقفه من البدايه.
بالفعل فاقت من تلك السطوه ورفعت يديها تدفعهُ عنها قائله: رفعت إبعد عنى.
لكن هو مسحور مفتون مسك إحدى يديها ومازالت قُبلاته مستمره.
تحدثت زينب قائله بحِده: رفعت إبعد عنى فوق خلاص إحنا هننفصل فى أقرب وقت.
همس رفعت بعقله: عمرى ما هنفصل عنك يا زينب غير بموتى.
بينما مازال يحاول إستمالتها بقُبلاته كالسابق لكن شعر بالرفض منها وعدم الأستجابه حتى من حديثها الجاف حين قالت: رفعت كفايه خلاص أنا مش طايقه لمساتك إبعد عنى أنا بكره تحكمك فيا كفايه مش قادره أغصب على نفسى وأتحملك أكتر من كده، إن كنت غصبت على نفسى قبل كده وإتحملت غطرستك، خلاص كفايه مش هسمحلك تقولى بعد شويه متكيفتش أنا لا سيجاره ولا كاس فى إيدك
قالت هذا وقامت بدفعهُ بيديها بقوه.
رفع رفعت وجهه ونظر لوجه زينب وتلاقت عيناهم، رأى بعين زينب تحدى له وقال:
يعنى أيه؟
ردت زينب بتحدى:
يعنى خلاص يا رفعت زى ما قولتلك قبل كده قصتنا من البدايه غلط، والطلاق هو تصحيح الغلط ده.
ماذا سمع… لاول مره تقول كلمة طلاق صريحه
سابقاً كانت تقول إنفصال… ماذا تعنى بكلمة الطلاق.
تحدث قلبهُ: إعترف لها يا رفعت إنك بتعشقها وأطفى النار اللى جواك….
بينما قال عقلهُ: إعقل يا رفعت وأرجع لرُشدك زينب بتسحبك نحو الميه….
بس هى متعرفش إن الميه هتزيد من إشتعال نيرانك، من إمتى فرضت نفسك على ست قبل كده كلهم كانوا بيتمنوا منك بس إشاره حتى زينب نفسها سلمت لك قبل كده بسهوله، هى بتلعب بيك برفضها وكلامها عن الطلاق…. بلاش تخلى قلبك يتحكم فيك إنهى اللحظه إنت مش هتطلب عطفها..
بالفعل إمتثل رفعت لقرار عقلهُ، وتنحى عن زينب، لكن قبل أن يتنحى عنها قبل جانب عُنقها، ثم قبل كتفها وقام بعضها من كتفها عضة غيظ.
تحدثت له بلذاعه: حيوان وهمجى آخر مره هسمحلك تقرب فيها منى أول حاجه هعملها أما نرجع للشرقيه هسيبلك الحِصن بتاعك وهرجع أعيش فى الملحق بتاع الوحده لحد ما يتم نقلى من الشرقيه.
نظر رفعت لها قائلاً: أوهام يا عزيزتى
اللى بينا مالوش
غير نهايه واحده…. موتى بس مش قبل ما أشعل النار فى اللى حرقوا.. قلبى أنا عارف إللى جدتى قالتلك عليه… إنى رجعت للزهار علشان أنتقم للماضى… لو مفكره بحركاتك دى هتقدرى تمنعينى تبقى غلطانه.
نظرت له زينب قائله: حركات أيه اللى تقصدها؟
رد رفعت: حركات تمنُعك عنى.
سخرت منه زينب قائله: فعلاً همجى وحيوان مش بتفكر غير فى غرايزك الدنيئه
أنا دكتوره يا رفعت مهمتى أقدم للقدامى العلاج على قد ما أقدر، بس لو هو اللى كان عقله مريض ورافض العلاج وبيستسلم للموت مقدرش أنقذه من وهم سهل يقتلهُ
طلاقنا بقى آمر حاتمى يا رفعت وإنسى إنك تقدر تحبسنى جوه أسوار حِصنك العاليه.
نهض رفعت من على الفراش وتوجه للحمام قائلاً:ياريت على ما أخرج من الحمام،تكونى طلبتى لينا فطور،لأنى عندى ميعاد مهم بعد شويه.
قبل أن ترد زينب دخل رفعت للحمام وأغلق خلفه الباب بعصبيه،
بينما زينب نهضت جالسه على الفراش نظرت لكتفها ورأت آثار عضة رفعت سبته،لكن ليست تلك العضه ما أغاظتها من رفعت اغاظها حديثه عن قوله أنها تعتقد أنها قادره على محو فكرة الإنتقام من رأسه،لكن مهلاً….. هو قال أنه علم أن جدته تحدثت لزينب عن سبب عودته للزهار،وسابقاً علم عن وضعها هى ومروه مُلين بطعام ريما،هذا بالتأكيد يعنى أنه يضع كاميرات أو أجهزة تصنت بالسرايا، الأثنان أسوء من بعض عليها مواجهته الآن….
بالفعل بعد قليل خرج رفعت من الحمام نصف عارى،رأى زينب مازالت جالسه على الفراش لكن هندمت ملابسها،تجاهلها وفتح الدولاب أخرج ملابس له أعطى ظهرهُ لها وبدأ فى إرتداء ملابسهُ،لكن توقفت يدهُ عن تزرير أزرار قميصه حين قالت له:إنت زارع كاميرات ولا أجهزة تصنت بالسرايا وأكيد الكاميرات ولا أجهزة التصنت دى فى أوضة نومى وأكيد أوضة نومك.
نظر رفعت لها بذهول قائلاً: شايفانى قذر قوى للدرجه دى علشان أزرع كاميرات مراقبه أو أجهزة تصنت فى أوضة نومى أو أوضة نومك، غباء منك الدكتوره التفكير ده عارفه ليه مستحيل أعمل كده لأنى مش الراجل اللى يفضح نفسه أو مراته بتسجيلات من النوعيه دى،ناسيه إن حصل بينا كذا لقاء حميمى فى أوضة نومى، وكمان فى أوضة نومك،أكيد مش هخاطر واحط كاميرات أو أجهزة تصنت فى الأوض، مش هبقى مبسوط لو تسجيلات زى دى وقعت فى إيد تانيه بالغلط.
ردت زينب بثبات:أمال عرفت منين إن تيتا إتكلمت معايا وكمان إنى أنا ومروه حطينا ملين للبومه ريما فى الزبادى.
رد رفعت: المُلين كان توقع منى لأن بعد ما نمتى ريما بعتت رساله إنها تعبانه وعندها مغض قوى فى بطنها، بس أنا توقعت انك إنتى ومروه حطيتوا لها شئ فى الزبادى، بالذات إنكم متغاظين منها ومن سخريتها الدايمه منكم، قولت مقلب منكم فيها، تستاهله….
أما
جدتى أناعارف إنها عندها يقين إنك الوحيده اللى تقدرى تطفى النيران اللى فى قلبى ومعرفش جايبه اليقين ده منين، لأنى سبق وقولت ليكِ إنك زى أى ست قبلك نامت فى سرير معايا.
رغم شعور زينب بالغيره لكن قالت بسخريه: واضح إنهم كتير… كتير قوى اللى ناموا قبلى معاك فى سرير عالعموم تأكد يا رفعت إنك بالنسبه ليا مش آكتر من تجربه سيئه مرت بحياتى.
قالت زينب هذا ونهضت من على الفراش توجهت الى حمام الغرفه… وقفت خلف باب الحمام، خانتها تلك الدمعه التى سقطت من عينيها كم هو شعور مؤلم بالمهانه،ليس فقط المهانه ذالك الوجع التى تشعر بيه بقلبها الذى ينتفض بداخلها لأول مره بحياتها تندم على شئ مرت بيه، ليتها ما ذهبت الى تلك القريه ليتها نُفيت لأقاصى القُرى أو النجوع فى مصر وإبتعدت عن تلك القريه لكن مهلاً لم ينتهى الوقت، بمجرد عودتها الى الشرقيه ستقدم على طلب نقل لها وتأخذ إجازه حتى يتم نقلها الى أى مكان بعيد عن الزهار وتلك الأجازه ستقضيها مع والدايها بالقاهره بعيد عن رفعت، ذالك الوغد الهمجى.
بينما رفعت بمجرد دخول زينب للحمام جلس على أحد المقاعد يشعر بالغضب من نفسه هو يكذب… زينب ليست كأى إمرأه شاركها الفراش سابقاً….. لام نفسه كيف قال لها هذا أخوف أن يفتضح شعوره أمامها أنها الوحيده التى يضعف أمام إجتياحها لمشاعره بمجرد أن يقترب منها
ندم…ندم على ماذا على إدخالها لحياته عنوه ظناً منه أنه يختطفها من أمام هاشم يشعر بنشوة الظفر بشئ كان هاشم يريدهُ وأخذه هو من أمامه
كم أنت كاذب يا رفعت…أنت عاشق متيم هى تسكن قلبك
لا لا لايوجد مكان بقلبى للعشق قلبى مشتعل لن ينطفئ الآن ولن ينطفئ قبل أن أحقق قصاص للماضى ولو إحترقت معهم بنيران واحده.
خرجت زينب بعد قليل من الحمام وجدت رفعت يجلس على احد المقاعد تجنبت الحديث معه، وصعدت للفراش مره أخرى لا تعرف سبب لذالك الشعورها بالخمول ربما بسبب ذالك الداء الذى صاحبها بحياتها،بالفعل تسطحت على الفراش،سُرعان ما سحبها النوم بعد دقائق من الصمت.
كان رفعت سيتحدث لها لكن حين إستدار ينظر لها وجدها نائمه بالفعل لا تدعى ذالك،تبسم بتعجب منها كيف نامت بهذه السهوله وهو بداخله حرب طاحنه بسبب حديثهما الحاد معاً قبل قليل،وتلك عادت للنوم براحه!
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
بسوهاج… دوار عمده قرية الهلالى.
على مدخل الدوار
تبسم ذالك الكهل لأحد ابنائه الذى قال:
صباح الخير يا حضرة العمده.
تبسم له بألفه قائلاً:طالما قولت حضرة العمده،يبقى فى طلب بعدها قول من الآخر.
تبسم مُحسن وهو يضع يده حول عنقهُ قائلاً:ميزتك يا بابا إنك فاهمنى.
تبسم له قائلاً: أنا فاهم دماغ كل واحد فيكم بيفكر أزاى يلا قولى عاوز أيه.
تبسم محسن يقول:بنت السلطان.
رد يونس قائلاً:أى واحده فيهم؟
رد محسن:ماما طبعاً رشيده التانيه دى ماليش معها أى صولات إحنا إخوات أنا قصدى ذات الخال وقبل ما تقول أى واحده فيهم هقولك ماما،التانيه دى “شرشر”.
تبسم يونس قائلاً:مالها ذات الخال عاوز منها أيه سبق وقولتلك بلاش حركات الحنجله بتاعتك دى قدامها ولا تكون عملت حاجه زعلتها منك.
تبسم محسن:بص يا سيادة العمده عميد الجامعه،أنت عارف إن من صغرى كنت بهوى الخيل وتربيتها ولم كبرت دخلت كلية طب بيطرى علشان كده وبدأت مشروعى الخاص فى تربية الخيول جنب إنى ادرس فى الجامعه.
رد يونس:بلاش اللف والدوران هات المختصر،انا مش مامتك بتحب التفاصيل.
تبسم محسن قائلاً:من الآخر كده أنا جايلى عرض من تاجر من أشهر تجار الخيول فى مصر وشبه إتفقت معاه على بيع فرستين وهو جاي بنفسه النهارده علشان يتمم البيعه دى،بس بقى فى مهره من الفرستين بيضا فى أسود مُهجنه ماما بتحبها قوى خايف تزعل منى لما تعرف إن فى تاجر جاى علشان يشتريها.
تبسم يونس قائلاً: لأ متخافش رشيده عقلها مش صغير كده وتتمنى لك الخير.
تبسم محسن براحه يقول: والله طمنتنى يا أبو الرجال هروح أنا بقى هروح أنتظر ضيفى فى الاستطبل، على فكره ذات الخال الكبيره مع “شرشر” فى الجنينه الورانيه.
تبسم يونس له ونغزه بكتفهُ قائلاً: إياك أسمعك تقول على رشيده الهلالى “شرشر”.
ضحك محسن قائلاً: أنا مالى ده الواد حسين اللى طلع عليه الأسم ده.
تبسم يونس يقول: حسين أهبل تمشى وراه
رشيده الهلالى دى ملاك.
نظر له محسن بأستغراب يقول: ملاك!
دى عندها سنتين بس مشرشره كل اللى فى الدوار بهم حتى مامتها.
تبسم يونس يقول:تستحقوا أنتم اللى بتعندوها.
تبسم محسن يقول:كنت عارف هتقول كده هما ذات الخال حد يقدر يقول علي واحده منهم كلمه الإتنين لهم حصانه خاصه عند حضرة العمده
يلا هروح أنا بقى للأستطبل زمان التاجر على وصول.
تبسم يونس وذهب الى الحديقه الخلفيه للدوار
تبسم لتلك الطفله الصغيره التى تَحبى بالحديقه بمجرد أن رآته زحفت إليه سريعاً،
تبسم وإنحنى يحملها بين يديه ينفض بقايا التراب من يد الصغيره يُقبل وجنتيها
تبسمت تلك التى كانت تجلس تقرأ أسفل إحدى الشجرات بالحديقه ونهضت من مكانها واقفه، وتقابلت مع يونس ببسمه قائله:
شايفه ذات الخال الصغيره خدت مكانتى.
تبسم لها وقال: مفيش واحده عمرها خدت جزء من مكانتك بس دى رشيده الهلالى ليها مكانه خاصه ومتنسيش إنها أول حفيده، و البنت الوحيده فى الدوار.
تبسمت رشيده قائله:عقبال ما يبقى عندك عشر أحفاد يا إبن الهلالى ويعجزونا.
تبسم يونس يقول: بنت السلطان عمرها ما هتعجز فى نظرى هتفضل الجنيه اللى طلعتلى من الميه عمرك شوفتى جنيه عجزت.
تبسمت له قائله: خلينا ندخل للدوار علشان شكل رشيده الهلالى بتنعوس،تاخد لها راحه ساعتين وتصحى بنشاط وهمه بقية اليوم.
تبسم يونس وهو يسير لجوار رشيده قائلاً:
على فكره محسن كان عاوزنى واسطه بينه وبينك.
تبسمت رشيده: ليه عاوز أيه؟
رد يونس: جايلهُ تاجر خيول كبير وهيشترى منه فرستين منهم الفرسه الملبطه أبيض فى أسود اللى بتحبيها.
تبسمت رشيده: وعاوزك واسطه علشان كده أنا إتبسط لما أشوفه ناجح بس بصراحه الفرسه دى جميله جداً بس بنتها شبهها يعنى فى عوض بدالها يبقى هزعل ليه لما يبيعها ويكسب تمنها يطور بيه نفسه ويكبر مزرعتهُ قولهُ إنى مش زعلانه بالعكس فرحانه له وكمان قوله يعزم تاجر الخيول ده للغدا عندنا بكره أنا سمعت عن التاجر ده منه قبل كده وانه يتمنى يتعامل معاه وقالى إنه له إسم كبير فى سوق الخيول عاوزه أتعرف عليه و أوصيه عالفرسه دى وأقوله دى فرسه أصيله ولازم يكرمها.
تبسم يونس يقول: طب ليه معزمتهوش النهارده
ردت رشيده! النهارده اليوم اللى بنتجمع فيه عند أمى، وممنوع حد من العيله يكون غايب حتى محسن هيجى على هناك،أنا كنت مستنياك ترچع علشان متعوده نروح سوا.
وقف يونس، ينظر لرشيده بهيام.
تعجبت رشيده قائله: وقفت تبصلى كده ليه؟
رد يونس: مُغرم يا بنت السلطان.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأسكندريه.
رد هاشم على هاتفه ساخراً: غريبه كان عندى يقين إنك مش هتتصل عليا الفتره دى، أكيد وصلتلك الأخبار إن البضاعه الشرطه صادرتها فى البحر يا سيادة النايب (نجيب الكفراوى).
رد نجيب:عرفت يا هاشم وصلتنى الأخبار وكمان عرفت إنك قدرت تهرب من الشرطه،بس الله أعلم إن كان حد من الشرطه إتعرف عليك أو لأ، بس عندى يقين لو كانت الشرطه عندها إشتباه فيك كانت كثفت جهودها فىةالقبض عليك
ومتنساش الرقم ده خاص ومش بأسم هاشم الزهار و حتى لو معروف عادي لو أنا إتصلت عليك محدش هيشك فيا ناسى أنا مين… أنا نايب الدايره اللى تابع لها قرية الزهار غير إنى كمان منها وعايش فيها معظم الوقت.. وعادى إنى أتصل على واحد من كُبرات الدايره اللى أنا النائب عنها فى مجلس الشعب.
ضحك هاشم بسخريه:
نايب مجلس الشعب بمساعدتى ليك فاكر زمان لو مش اللى حصل كان زمان رضوان أخد منك كرسى البرلمان ومكنتش فى يوم بقيت وزير سابق وعضو مهم فى البرلمان.
رد نجيب:مالوش لازمه التقليب فى دفاتر الماضى يا هاشم،أنا مش بتصل عليك علشان كده أنا بتصل علشان حاجه تانيه وصلنى خبر إن فابيو نازل لمصر خلال الأسبوع ده نزول فابيو بنفسه لمصر أكيد مش هيعدى بالساهل ده… البركان.
إرتجف هاشم قائلاً:منين جبت معلومة إن فابيو نازل مصر.
رد نجيب: المعلومه من جهة موثوقه.
رد هاشم:أنا عارف سبب نزول فابيو لمصر مش علشان العمليه اللى إتصادرت دى،
لأ علشان السنيوره ريما الزهار اللى سابت اليونان ونزلت الزهار علشان خاطر عيون رفعت، يعنى حسابه مع رفعت.
رد نجيب: ورفعت أيه دخله فى كده،هو متجوز من الدكتوره بتاعة الوحده الصحيه يعنى ريما بالنسبه له كارت محروق معتقدش يقف قدام فابيو علشانها.
رد رفعت بأستهزاء: لأ ممكن يوقف قصاد فابيو ويعمل فيها حامى الحمى وشهم زى المرحوم أبوه ما عمل زمان لما چاكلين طلبت حمايته من باباها اللى كان بيطاردها علشان ترجع اليونان وهى عاجبها مصر وعاوزه تبقى مصريه بأى شكل وإتجوزت من هشام علشان كده، بس للأسف القوانين أيامها كانت ضدها، كانت تاخد حق الإقامه بس لكن الجنسيه لأ، بسبب القانون اللى كان حتى بيمنع اللى أبائهم مش مصريين من الجنسيه، بس للأسف القانون لما إتغير كان رضوان إتحرق وهى سافرت اليونان بعد ما أطلقت من هشام.
رد نجيب: برضو عندى إحساس قوى إن رفعت مش هيقف قصاد فابيو.
رد هاشم:واضح إن هشام نقح عليك هو كمان بيدخل راهنات خسرانه،هتشوف،رفعت على راس جدول أعمال فابيو فى مصر،ناسى إن كان بينهم حرب بارده قبل كده صحيح إنتهت لما ريما سابت رفعت وسافرت لفابيو.
رد نجيب: متنساش رفعت لما كان ضابط فى البحريه صادر أكتر من عمليه ل فابيو ويمكن فابيو نهى الحرب دى بعد رفعت ما ساب الخدمه فى البحريه.
ضحك هاشم ساخراً:مين اللى قالك إن رفعت ساب الخدمه فى البحريه،دى كانت كذبه منه…رفعت لسه فى منصبهُ فى البحريه أنا بنفسى شوفته من ضمن القوات اللى كانت فى البحريه.
تفاجئ نجيب وقال برعب:قصدك أيه أنت متأكد!
رد هاشم بثقه:متأكد جداً…رفعت خدع الجميع وأولهم فابيو.
………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسوهاج
بعد الظهر…
إستيقظت زينب من النوم
كانت الغرفه شبه مُظلمه تمطئت قائله:هى الساعه كام دلوقتى
مدت يدها آتت بهاتفها وعلمت الوقت، شعرت بجوع قائله:
أما أطلب من الروم سيرڤيس آكل، أهو منه فطور وغدا
بالفعل بعد قليل إنتهت من وجبتها، ألهت نفسها بين الهاتف والتلفاز، إنتظارًا أن يعود رفعت…..
رفعت ذالك الهمجى الطريق بينهم يسير للنهايه ربما أفضل لها هى لن تقدر على رؤيته يشتعل بين النيران التى يريد إشعالها إنتقامً للماضى التى جمعت خيوطه من إنعام ومهره التى تعتبر والداتها
رفعت واهم يعتقد أن تلك الأسوار العاليه قادره على حماية من يُحبهم و….
قطع تفكير زينب رنين هاتفها
جذبت الهاتف ورأت من يتصل
رغم ذالك الشعور الذى ينهش قلبها من ناحية رفعت
كان هذا الإتصال ربما يخرجها من تلك الحاله الرد عليه… بمجرد أن فتحت الخط
سمعت من يقول بإستهزاء مرح:
زوزى أختى المفتريه والله معرفش إزاى هفيتى على بالى وأنا فى وقت الراحه قولت أتصل أغلس عليكِ شويه، أهو أتسلى و أكسر الملل اللى عايش فيه.
ردت عليه بسخط: وأيه سبب الملل اللى عايش فيه، وظيفه فى شركه محترمه بيقبضوك بالدولار.
ضحك مجد قائلاً: كفايه الصحرا اللى عايش فيها وسط أصوات البريمات طول اليوم،بس أنا مش متصل عشان أشكيلك همى،أنا متصل عليكِ علشان أطلب منك فلوسى اللى سبق وقلبتيها منى،دلوقتي إنتى متجوزه مليونير وأنا محتاج كل قرش ليا عليكِ.
ردت زينب:سبق وقولتلك السلف تلف والرد خساره إنسى فلوس رفعت ماليش دعوه بيها،وبعدين محتاج الفلوس دى ليه؟
رد مجد:محتاج الفلوس دى عشان أكون نفسى وأتقدم رسمى للسندريلا بتاعتى خلاص بفكر بعد ما تخلص الثانويه أتقدم لها رسمى،أحجزها قبل ما تطير منى.
ردت زينب بأستهزاء: يارب تطير منك،يأبنى أعقل ده لسه قدامها أقل شئ أربع سنين جامعه.
رد مجد:لأ خمس سنين أصلها عاوزه تدخل هندسه زيي غاويه بريمات.
ضحكت زينب قائله:وعرفت منين إنها غاويه بريمات.
رد مجد:هو أنا مقولتلكيش إنها بقت من الفريندز عندى عالفيسبوك والإنستجرام عقبال الواتس وتدينى رقمها،مع إن سهل أخده من رامى جوز أختها بس خليها واحده واحده كده عالهادى.
ردت زينب:عالهادى وإزاى أصلاً بقيتوا أصحاب؟
رد مجد:أبداً أنا مع رامى فى الفريندز عالفيسبوك فدعبست كده فى أصدقاؤه لقيت مراته دعبست وراها لقيت سندريلا لها صفحه بإسمها….هبه دعبست فى صفحتها لقيت عندها شوية إهتمام بهندسة البترول
قولت دى إشاره ربنا ليا طبعاً كان بينا قبل كده لقاء لما وصلتها وإستغليت إنى أخوكِ أو مره تجيلى مصلحه من وراكِ علقت لها على بوست كانت عامله له شير من صفحه متخصصة فى البترول،جر رِجل،لحد ما بقينا نتكلم فى مواضيع خاصه بالبترول،وتواصلنا خاص بعيد عن الفيسبوك وهى اللى بعتت ليا طلب صداقه أنا مكنتش مصدق فى البدايه بس قبلت الصداقه بسرعه لا تكون عملتها بالغلط وتاخد بالها حطيتها قدام الآمر الواقع.
ردت زينب:طب ما هو سهل تديك بلوك يا فالح،إتقل شويه لا تقول عليك أهبل مدلوق وتركبك وتدلدل رِجليها.
تبسم مجد: ياريت أنا قابل تدلدل رِجليها أيدها مش مهم عندى غير إن سندريلا تكون من نصيبى، مش شايفه هى قد أيه رقيقه مش زيك صبى بواب
ردت زينب:تصدق إنك واد غبى أنا أما ارجع للزهار هقولها ده واد تافهه وبيغل منى ومعندوش ريحة الأخوه،ده مش راجل تعتمدى عليه،ده أخره يغسلك المواعين.
تبسم مجد يقول:لأ وكمان ممكن أخرط ليها الملوخيه زى عبد المنعم إبراهيم فى السكريه وأغنى ليها بس قولوا لأمى بس هى اللى تهز أنا مش بعرف أهز.
ضحكت زينب قائله: إنت عندك هزه فى عقلك أصلاً،قولى عندك أجازه أمتى؟
رد مجد:مش قبل من عشر أيام متقلقيش هاجى أقضى الأجازه فى الزهار أملى عينى بشوفة السندريلا.
ردت زينب: أكيد سندريلا هتقلب غوريلا لما تشوفك فى الزهار، أهو أكون رجعت من سوهاج أتفرج عليك وهى بتوبخك.
ضحك مجد يقول: سندريلا توبخنى زى ما هى عاوزه أنا أقابل…. بس إستنى أنتى فى سوهاج بتعملى أيه لا تكونى إتنقلتى لهناك عملتى أيه تانى، وفين رفعت إزاى…..
قاطعته زينب قائله: لأ إطمن متنقلتش لسه من الزهار، بس مش بعيد أتنقل قريب، بس فكره سوهاج حلوه وبعيده.
تبسم مجد يقول: طالما متنقلتيش طب أيه وداكِ سوهاج، رايحه تشترى زغاليل.
تبسمت زينب: لأ كله من الهمجى رفعت جاى يشترى خيل من سوهاج وخدنى معاه، غصب
صحيت لقيت نفسى فى طياره.
تعجب مجد قائلاً: طياره!
ومجاش ليكِ فوبيا ولا رفعت سبتك.
ردت زينب: لأ خدرنى مره تانيه الهمجى.
ضحك مجد وقال بسخريه: القوى فى اللى أقوى منه، شوفى كنتِ بتفترى وتستقوى عليا،ربنا بعت رفعت يخلص حقي.
ردت زينب:حق أيه يا أبو حق كنت إستقويت عليك أمتى إنت اللى خرع من يومك وهتخرط ملوخيه لسندريلا بتاعتك ومش بعيد تقمع باميه وتخليك إنت اللى تهز على سلك الكهربا العريان اللى هتمسكهولك لو عصيت أمرها بدلقتك دى عليها.
تبسم مجد يقول:أنا هبقى راجل حمش زى رفوعه كده وأكح أرعبها…
سيبك من الهزار مفيش نونو كده جاى فى السكه علشان ألسعهُ على قفاه، أعلملكِ عليه وأقوله برد جزء اللى المفتريه مامتك كانت بتعمله فيا.
ضحكت زينب وسَهمت قليلاً
لكن قال مجد:خلاص البريك خلص هرجع أكلمك مره تانيه تكون ثبتت الرؤيه نفسى أبقى خال يا زوزى،كل زمايلى هنا بيعايرونى بصور ولاد وبنات أخواتهم أنا كنت بنكسف اقول إنى عندى أخت عانس،دلوقتي بغير منهم،إشطرى وإسقى رفعت حاجه أصفره ولا أقولك بلاش عارفك مالكيش فى الأنوثه أصلاً
اغلق مجد الهاتف قبل أن تسبهُ زينب.
لكن زينب وضعت الهاتف على الفراش ونامت على الفراش،تفكر فى قول مجد
طفل…من رفعت،تذكرت ذالك الحلم كانت فتاه وضعت يديها على بطنها تخيلت أن يكون لديها طفل من رفعت
لكن سُرعان ما فاقت من ذالك الحلم…أجل حلم…. طريقها مع رفعت مُلغم.
بعد الظهر
شعرت زينب بملل وهى جالسه طول الوقت بغرفة الفندق،رفعت بعد مشادتهم المُحتده مع بعض خرج ولم يعُد حتى الآن سأمت الجلوس بين حيطان تلك الغرفه،شاور عقلها
لما تحبس نفسها بالغرفه لاول مره تأتي الى سوهاج لما لا تنزل تكتشف بها أماكن جديده عليها،بالفعل بدلت ملابسها وخرجت من الفندق تسير جوار كورنيش النيل تأخذها أقدامها لأول مره تشعر بالتوهه بعقلها.
……
عصرًا
بالفندق.
دخل رفعت الى الجناح الخاص به
نظر به لم يجد زينب، ذهب بإتجاه الحمام طرق أكثر من مره على الباب ، لكن لا رد، فتح الباب ونظر بداخل الحمام هى غير موجوده.
أخرج هاتفه قام بالاتصال عليها، لكن أيضاً لا رد، قام بالاتصال على الأستقبال بالفندق علها تكون طلبت منهم شئ او أخبرتهم بخروجها، لكن كان الرد أنها لم تتصل عليهم أبداً
إنتابه التفكير والقلق مع طول الوقت وعدم عودتها أين تكون ذهبت.
فى حوالى العاشره مساءً.
دخلت زينب الى الجناح.
وجدت رفعت يقف يبدوا على وجهه الضيق والتهجم، تبسمت بخفاء.
لكن هو حين سمع فتح باب الجناح نظر لها بغضب لكن مع ذالك شعر براحه من عودتها بخير
لكن لابد من معرفة لما خرجت من الفندق دون إخبارهُ بذالك ولما لم ترد على إتصالاته عليها؟
تحدث رفعت وهو ينظر فى ساعة يدهُ: الساعه عشره بالليل ممكن أعرف المدام خرجت ومقالتش هى رايحه فين وبتصل عليكى ليه مش بتردى.
ردت زينب ببساطه: فونى عملاه صامت ومسمعتش الرن، وكنت بتمشى، إنت خرجت الصبح وسيبتنى نايمه، وأنا زهقت من القعده فى الاوتيل حسيت إنى محبوسه فخرجت أشم هوا.
نظر رفعت لها وهو يسير بإتجاه وقوفها وقال بتهكم: خرجتى تشمى هوا من قبل العصر والساعه دلوقتي عشره مش ملاحظه إنك رجعتى بدرى.
رد زينب بأستفزاز: فعلاً رجعت بدرى، كنت بفكر أركب باخره فى النيل أسهر عليها بس حسيت بشويه صُداع، يمكن من اللف فى الطُرقات.
ماذا يفعل، ماذا يقول، هو بقمة غيظهُ، يود الفتك بها.
بينما زينب بداخلها تبتسم هى تعلم أنها تستفزه، تنتظر ثورته عليها.
لكن رفعت جذبها من يدها بقوه، ولف يديه حولها يُقيد حركتها وقال:
ممنوع تخرجى بعد كده من باب الجناح.
ردت زينب: ليه هتحبسنى أياك… متقدرش.
تبسم رفعت وقال:أقدر أحبسك وبلاش تستفزينى علشان متشوفيش وشى التانى.
ضحكة سُخريه من زينب
اغاظت رفعت،
فضم جسدها بقوه بين يديه وقام بتقبيل شفاها بقسوه كبيره أدمى شفتاها، وليس هذا فقط، سحبها معه للفراش رغم مقاومتها له.
كان رفعت يُقبلها بنهم وعشق
قاومت زينب فى البدايه وحاولت إبعاده عنها…
لكن فجأه إستكانت لا تُعطى أى ردة فعل
شعر رفعت بأستكانة زينب فتعجب ورفع وجهه ونظر لها وجهها بارد كأنها تقول له لا يهمنى ما تفعل ولا أريدك.
تعصب رفعت من برود زينب وذالك الاسلوب الجديد،بالمرات السابقه كانت سريعاً تتجاوب معه،
ماذا حدث فجأه..
جاوب عقله: هى تتلاعب بيك يا رفعت يكفى هذا.
بالفعل نهض رفعت عنها وترك الفراش ينظر لها بحِده قائلا:
إعملى حسابك بكره عندنا عزومه الغدا،والمسا هنرجع القاهره.
ردت زينب:معزومين عند مين؟ وهنسافر هنرجع للقاهره إزاى؟
رد رفعت:لو قولتلك عند مين يعنى هتعرفيهم وهنسافر طبعاً بالطياره.
إستقامت على الفراش قائله: بس انا مش بحب ركوب الطيارات وعندى فوبيا منها بس عندى حل تانى .
رد رفعت: وأيه الحل التانى ده بقى؟
ردت زينب:أنت سافر بالطيارة،وأنا أرجع فى القطر.
نظر رفعت لها وقال بإستهزاء:غريبه الدكتوره زينب السمراوى اللى دخلت بنفسها تواجه تعبان بشراستها عندها فوبيا ركوب الطيارات،عالعموم متقلقيش لسه محتفظ ببقية إزازة البنج،وليا معارف يقدروا يخدمونى فى أمن المطارات ويسهلوا الآمر عليا زى ما حصل وإحنا جايين.
لم ينتظر رفعت ردها ودخل الى الحمام.
بينما زينب قالت:يارب الطياره توقع وكل اللى فيها ينجوا ماعداك عشان أخلص منك.
تبسم رفعت الذى سمعها وهو بالحمام.
خرج رفعت بعد قليل من الحمام يرتدى مئزر الحمام، تجنب زينب التى تجلس على أحد المقاعد بالغرفه تشاهد أحد الأفلام العربيه القديمه
خلع المئزر الذى عليه وألقاه على أحد المقاعد ونحى غطاء الفراش وتسطح عليه…. صامتاً.
نظرت له زينب قائله: مش هتتعشى.
رد رفعت: لأ مش جعان.
قالت زينب: بس أنا جعانه.
تنهد رفعت قائلاً: ليه مكملتيش سهر ودخلتى أى مطعم إتعشيتى فيه؟
ردت زينب: أنا فعلاً كنت أكلت سندوتشات وأنا راجعه، بس معرفش ليه جوعت تانى، أكيد من السكر، مريض السكر بيجوع بسرعه، أنا طلبت عشا من الروم سيرڤيس وطلبتلك معايا.
رد رفعت وهو يُغمص عيناه.: لأ أنا مش جعان،صحه وهنا على قلبك.
شعرت زينب بنبرة تهكم فى رد رفعت فقالت له:أحسن برضوا توفر أكلك أكله أنا،وكده كده هينضاف تمن العشا فى فاتورة الأوتيل عليك.
رد رفعت:لأ إطمنى الأوتيل ده العشا والفطور مجاني تصبحى على خير،بلاش تتقلى فى العشا لتحلمى بكوابيس.
ردت زينب:هو فى كابوس أسوء من وجودك فى حياتى.
تبسم رفعت لا يعرف أى شعور يطغى عليه مع تلك الشرسه ما بين الشد والجذب…العشق والجنون.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
بظهيرة اليوم التالى
بمنزل صفوان المنسى
وضعت فاديه طعام الغداء على طاوله أرضيه
إلتفت كل من ليلى وجوارها نعمان، وجواره جلست هبه جوار صفوان، قبل أن تجلس فاديه تشاركهم الطعام، سمعوا رنين جرس الباب.
نهضت هبه قائله: هروح أفتح أشوف مين اللى حماتهُ بتحبهُ
فتحت هبه الباب وعادت مره أخرى خلها مروه تبتسمان، قال نعمان بترحيب:
متأكد لو مامت رامى عايشه كانت هتحبك يا مروه، ظابطه وقتك عالغدا يلا أقعدى إتغدى، دى فاديه طول عمرها طعم طبيخها كان يجنن المرحومه أمى كانت تقول عليها فاديه ليها نفس فى الطبيخ حتى الميه من تحت إيدها ليها طعم تانى.
تبسمت مروه وجلست أرضاً جوارهم تتناول الغداء وسط جو من الألفه بين نعمان وبنات أخته كان صفوان شبه منزوى بالحديث، يستمع لأقوالهم بداخله يتحسر كيف لم يدرك تلك النعمة التى بين يديه زوجه وبنات من صُلبه هو ولا يتحدثون معه بتلك الطريقه الرحبه كما يتحدثون مع نعمان الاتى تعرفن عليه من أيام معدوده كأنهن بناته هو حتى فاديه زوجته الجميله التى عادت لصباها مره أخرى ونسيت تعب تلك السنوات الماضيه عادت تتفتح مره أخرى، ماذا وجدوا بنعمان… لم يجدوه معه
أتفكر؟
أنت تعلم ما هو هذا الشئ…. السند
أجل السند يقوى الإنسان
انت لم تكن يوماً سنداً.. لا لبناتك وقبلهم لم تكن سند لزوجتك تركتها تشق معهن الحياه وحدها كانوا يساعدونها منذ صغرهن سواء بأعمال المنزل او حتى تدبير مصاريفهن
أنت مجرد أسم على ورق يخلف إسمهن فقط… لكن السند ظهر لهن برجل كان تائه بالغُربه وعاد لوطنه يبحث عن ذاته ووجدها بسهوله بهولاء الفتيات ومعهن أمهن،
فتياته الاتى تتدللن على نعمان ويضعن الطعام أمامه يطلبن منه رأيه بما فعلن وهن يساعدن أمهن بالطهى قبل قليل
لكن لاحظت ليلى عدم تناوله للطعام وقالت:
بابا ليه مش بتاكل إحنا طبخنا الطبيخ اللى بتحبه ماما قالت إنك بتحب الفراخ البلدى، أهى يا بابا انها اللى أتوليت مسئوليتها من الدبح لحد هنا عالسفره عملتها مخصوص علشانك وكمان الفاصوليا،هى صحيح طريه شويه بس تعدى قولى كلمه حلوه بقى .
قالت ليلى هذا ووضعت الطعام امام صفوان،الذى تبسم لها وقال:تسلم إيدك يا لولا.
تبسمت له ليلى وقالت:صحه وهنا يا بابا.
بعد قليل إنتهوا من تناول الغداء وسط جو أسرى بسيط.
تحدثت فاديه قائله:
يلا يا بنات قومى معايا نشيل السفره وواحده تعمل الشاى.
تبسمن ونهضن معها،لكن ظلت مروه تجلس مع خالها وصفوان الذى صدح صوت هاتفه،فنهض يرى من يتصل عليه ذهب لمكان الهاتف ونظر له تعجب حين رأى إسم من يتصل عليه،لابد أن عيناه لاترى جيداً تمعن بالأسم مره أخرى ليتأكد من الأسم…
هاشم الزهار!
ماذا يريد منه؟
بينما ظلت مروه جالسه مع نعمان الذى تبسم لها قائلاً: فين رامى مجاش ليه معاكِ
تبسمت مروه قائله: رامى فى إستطبل الخيل
بيدرب مُهره، أنا لوحدى فى السرايا حسيت بملل قولت أجى، وإتصلت عليه وهو هيجى المسا ياخدنى.
تبسم نعمان قائلاً:وأخباره معاكِ أيه؟
ردت مروه بتنهيده:رامى بيعاملنى كويس جداً…بس ساعات بحس إن فى شئ هيحصل هينغص علينا السعاده دى؟
تعجب نعمان:وليه تفترضى السوء،أنا عرفت إن رامى بيحبك من زمان وأنتى اللى كنتى مغلباه معاكِ.
تبسمت مروه تقول:ليلى اللى قالتلك صح؟
تبسم نعمان على دخول ليلى بصنيه عليها اكواب الشاى تقول:
قصدك إنى فتانه.
تبسمت مروه لها
وقالت:مش قصدى،بس ليه مروحتيش للجامعه النهارده.
ردت ليلى:مكنش عندى الا محاضره واحده وماليش مزاج أحضرها الدكتور بتاع الماده غلس.
تبسمت مروه وقالت: هو مش وسيم الشامى إبن أخت عمتى مهره بيدرسلك فى الجامعه.
ردت ليلى التى شعرت بنغزه فى قلبها لاتعرف سببها:أيوا،بتسألى عليه ليه؟
ردت مروه دون إنتباه منها:
أصلى سمعت إنه هيخطب أخت البومه ريما،اللى إسمها لمى،بس خالته مش موافقه عالخطوبه دى ومستنيه رجوع رفعت من سوهاج علشان يقنعه أنه يعدل عن خطوبة البت دى،أنا بصراحه موفقاها جداً،أكيد هى نسخه كربون من أختها البومه اللى قاعده عندنا فى السرايا،والله نفسى أطردها بس هى فارضه نفسها إنها واحده من عيلة الزهار
تلاقى أختها زيها رمت شباكها على وسيم،بس تيتا إنعام قالت لعمتى مهره،رفعت الوحيد اللى يقدر يرجع وسيم عن الخطوبه دى،هو إتجوز أختها قبل كده وعارف مساوئهم.
فجأه إختلت يد ليلى ووقع من يدها كوب الشاى التى كانت تناوله ل نعمان،لحسن الحظ أنه وقع منها على الأرض
تحججت ليلى بسبب وقوع الكوب من يدها بأنه كان ساخن جداً على يدها.
وقالت: هدخل أغير هدومى علشان الحق ميعاد ورديتى فى الصيدليه
قالت ليلى هذا ودخلت الى الغرفه سريعاً
حاولت ليلى كبت دموعها و ذالك الشعور الذى يؤلم بقلبها،وبدلت ملابسها.
لكن نعمان لاحظ سأم وجه ليلى شعر بقلبها الذى صُدم،حزن من أجلها،هو رأى نظرات ليلى ووسيم لبعضهم،لمرتان…
المره الاولى وقت أن دافع وسيم عنهم ليلة ذالك المتسكع
المره الثانيه باليوم التالى لتلك الليله أثناء إعطائهم أقوالهم بالقسم
وسيم يبدوا بوصوح لديه مشاعر إتجاه ليلى،
ليلى هى الاخرى كانت تتهرب من النظر إليه فى المرتان،لماذا إنتهت تلك القصه باكرًا.. هنالك جزء مفقود بالقصه جعلها لم تكتمل.
وسيم…إبن صديقهُ القديم وخالته هى مهره
هو توقع أن يُعيد هو وليلى قصة حب أخرى،لكن يبدوا انه كان مخطئ،وربما حدوث هذا من البدايه أفضل للأثنين .
بعد قليل
وخرجت من الغرفه قائله:هروح انا بقى أستلم ورديتى بالصيدليه،أنا أتأخرت.
نهض نعمان يقول:خدينى معاكِ عندى مشوار مهم.
تبسمت مروه قائله: مشوار مهم ولا أكيد مليت من رغيي.
إنحنى نعمان يقبل رأس مره قائلا: أنا أطول اقعد مع أحلى رغايه، حبيبة خالو، هرجعلك تانى، عندى ميعاد مع واحد سمسار قولت له عارض عليا حتة هروح اقابله وأشوفها إن كانت مناسبه هشتريها، وهراجع تانى هنا اوعى تمشى قبل ما أرجع.
تبسمت مروه قائله: ربنا يوفقك يا خالوا، أكيد هستناك.
رسمت ليلى بسمه وخرجت هى ونعمان،يسيران بالبلده
إقترب نعمان من ليلى الذى يشعر بآلم قلبها وقال: لولا هى إمتحانات آخر السنه مش قربت خلاص المفروض تبطلى تشتغلى الفتره دى عالاقل علشان تركزى وكمان تواظبى على حضور المحاضرات النهائيه دى بتبقى زى مراجعه للمنهج.
ردت ليلى:فعلا المحاضرات الأخير بتبقى زى مراجعه للمنهج أنا بحضر معظم المحاضرات دى،بس محاضرة النهارده مكنش ليه لازمه حضورها،زى ما قولت ل مروه دكتور غلس،ومش هستفاد منه،وإن كان على شغلى فى الصيدليه،مش هيعطلنى عن المذاكره أنا باخد الكتب معايا بذاكر فى وقت الفضا.
تبسم نعمان يقول:ولو قولتلك علشان خاطرى تبطلى شغل فى الصيدليه،وأنا هتكفل بكل مصاريفك إنتى وهبه،أنتم بناتى،مش بمِن عليكم،كفايه هاله كانت بتحوش الفلوس اللى كنت بحولها لها علشانها،فوجئت بها بتقولى انها عملت دفتر توفير بأسمى والفلوس اللى كنت ببعتها ليها كانت بتحطها فى الدفتر،فاديه تعبت قوى وهى بتربيكم وأنتم كمان كنتم بتساعدوها،وآن الآوان ترتاحوا كلكم بقى.
تبسمت ليلى قائله:أنا بحبك يا خالى ياريتك كنت رجعت من زمان،فعلاً ماما تعبت قوى فى تربيتنا،والسبب بابا اللى عمره ما ساعدها ولا حتى بكلمه حلوه تهون عليها تعبها.
تبسم نعمان بغصه فى قلبه مع الوقت يندم أكثر على طول مدة غيابه،لكن آن الآوان يستعيد مكانه ومكانتهُ.
……
فى ذالك الأثناء
كان ذالك الوغد هاشم يسير بالسياره وكاد يدهس ليلى، لكن نعمان جذبها سريعاً من أمام السياره ونظر بإحتقار لهاشم ومسك يد ليلى سار معها دون أن يشتبك مع هاشم ُ،ليس خوفاً بل تجنباً لصدام ليس وقته،هو متأكد أن هاشم قصد ذالك عنوه منه لفت إنتباه له لا أكثر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى عقب الظهر.
دخل رفعت بصُحبة زينب الى السرايا
تبسمت لهم الخادمه وهى ترحب بهما ببهو السرايا وأخذت الحقائب قائله:
رفعت بيه فى ضيف مستنى حضرتك فى الصالون الكبير.
رد رفعت بإستعلام:مين الضيف ده؟
ردت الخادمه:معرفوش اول مره أشوفه،وحتى لغتهُ غريبه،بالعافيه على ما فهمت منه كلمتين.
رد رفعت:والحرس اللى عالبوابه إزاى سابوه يدخل للسرايا،تمام خدى الشنط وأنا هروح أشوف مين الضيف ده،وبعدها ليا حساب مع الحرس اللى عالبوابه.
غادرت الخادمه،لكن بنفس الوقت آتى إتصال هاتفى ل رفعت
أخرج هاتفه ورأى من يتصل عليه
نظر ل زينب قائلاً:دى عمتى مهره هرد عليها فى الجنينه الشبكه أقوى عن هنا.
خرج رفعت الى حديقة السرايا
لكن
… كالعاده تحكم بزينب الفضول وذهبت الى غرفة الصالون تستعلم من ذالك الضيف
تفاجئت بشاب بعمر رفعت أو أكبر قليلاً، يبدوا من ملامحهُ أنه… أجنبى.
نهض من مجلسهُ مبتسماً، ونظر لها بإعجاب فهو توقع أن تكون زوجة رفعت ليست بهذا الجمال، إقترب منها ومد يدهُ كى يُصافحها
قائلاً بلكنه أجنبيه: سيدتى.
شعرت زينب بالحرج من مد يدهُ لها بتلقائيه مدت له يدها، لكن ذُهلت حين أحنى رأسه على يدها وكان سيُقبلها لولا وضع رفعت الذى دخل للتو يده على ظهر يد زينب مما جعل الآخر يُقبل يدهُ بدلاً من يد زينب،
زينب التى شعرت بضغط يد رفعت فوق يدها بقوه وهو ينظر لها بوعيد.. بينما قال باليونانيه: أهلاً بيك سيد…. فابيو تستطيع آخذ أمانتك وترحل عن هنا دون معارضه منى.
نادى رفعت على إحدى الخادمات التى لبت نداؤه سريعاً:
قائله: تحت امرك يا رفعت بيه.
تحدث رفعت: روحى لاوضة مدام ريما قولى لها فى ضيف علشانها بالسرايا.
ردت الخادمه: بس مدام ريما مش فى السرايا، دى خرجت من الصبح وقالت هتروح بيت هاشم بيه عمها، وهترجع المسا.
رد هاشم: تمام روحى إنتى شوفى شغلك.
نظر رفعت ل فابيو وقال باليونانيه:
للأسف ريما ليست هنا.. هى بمنزل هاشم الزهار، سأرسل معك سائق خاص يدلك على المنزل، بإمكانك آخذها من هناك وسأبعث كل ما يخصها هنا الى هناك، تقدر تتفضل معايا لحد باب السرايا.
شعر فابيو بلهجة رفعت الصارمه وأيضاً بنظرة الغيره منه حين كاد يُقبل يد زوجته، فحاول إستفزازه، ومد يده بناحية زينب قائلاً:
تشرفت برؤيتك سيدتى.
نظرت زينب لرفعت أولاً،ثم ليد فابيو الممدوده لها شعرت بإشمئزاز من نظرات ذالك الوقح ووقفت خلف رفعت بتلقائيه منها كأنها تختفى عن نظر ذالك الوغد.
تبسم رفعت، بينما شعر فابيو بالأهانه لعدم مصافحتها له.
………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفتكروا زوزى لما قابلت
يونس وبنت السلطان عملت أيه؟
أنتظروا لقاء
زوزى ورفعت ل ويونس وبنت السلطان
البارت الجاى… السبت
#يتبع
للحكايه بقيه.
الشعله السابعه والعشرون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخوه سند، مهما طال الغياب ها هو يعود
يُرجع لها الشعور بالأمان التى إفتقدته لسنوات، كانت تخاف حتى وهى بكنف زوجها الذى لم يشعرها يوماً معه بالأمان.
تبسم نعمان وهو يرى فاديه تدخل عليه بصنيه عليها كوبان من الشاى وجوارهما قطع من الكيك
تبسمت له فاديه قائله: عملتلك كيكة البرتقان زى اللى امى زمان كانت بتعملها لينا فى الأعياد.
تبسم نعمان بغصه فى قلبه، تذكر وفاة والداته وهو بالغربه لم يستطيع النزول لمصر وقتها وآخذ عزائها، كم هو آلم بقلبه مازال مرافق له، حتى الوداع الأخير له مع امه حُرم منه قهراً، حاول نعمان مدارة تلك الدمعه بعينيه وقال: فين البنات؟
ردت فاديه: ليلى راحت الصيدليه وهبه زمانها على وصول من الدرس.
تبسم نعمان يقول: هى مش إمتحانات ليلى خلاص قربت المفروض تركز فى دروسها وملهوش لازمه شغلها فى الصيدليه ده، وكماز اوقات بتتأخر والسكك مبقتش أمان.
تنهدت فاديه قائله: والله بيفضل قلبى ملهوف عليها لحد ما ترجع المسا وقولت لها طالما خلاص إمتحانتك قربت بلاش تشتغلى الفتره دى، خدى اجازه لحد ما تخلصى إمتحانتك والحمد لله معايا قرشين من بقية الجمعيه اللى مروه كانت عملاها، رامى ربنا يسترهُ مكلفناش حاجه خالص فى الجهاز.
تبسم نعمان يقول: أنا زعلان منك يا فاديه، ليه إشتغلتى وبهدلتى نفسك إنتى وبناتك، ليه مكنتيش بتصرفى من الفلوس اللى كنت بحولها ليكِ.
شعرت فاديه بالخزو قائله: دى كانت فلوس غربتك يا أخويا ودول كانوا بناتى وانا ملزمه بيهم، إنت كنت فى غربه وعاوزنى أصرف فلوسك، ولما تنزل متلاقيش حاجه تعيش منها.
تبسم نعمان بغصه قائلاً: الفلوس دى كنت ببعتها مصاريفك يا فاديه أنا كان معايا غيرها الحمد لله، ربنا كان رزقه عليا واسع،بفضل دعوات أمى… وقفلى ولاد الحلال فى الغربه، حتى لما رجعت لهنا ربنا كمان وقفلى ولاد الحلال، عارفة الارض اللى زمان كنا بنأجرها ونزرعها،إبن صاحبها الله يرحمه مالوش فى الزراعه وكان عارضها للبيع وخلاص ربنا كرمنى و أشتريتها وناويت أهد البيت القديم بتاعنا وأبنى بيت كبير شويه الأرض هعمل مزرعة شتلات للزهور صغيره على قدى كده أسترزق منها وأشغل نفسى بدل الفضا.
تبسمت فاديه بفرحه: مزرعه صغيره، دى أرض تجى على تلات فدانين واكتر ربنا يرزقك يا أخويا طول عمرك كنت بتحب الزرع والخضار أنا فاكره الشتلات اللى كنت بتشتلها فوق سطوح بيتنا، وكنت بتبيعها جنب وظيفتك الحكوميه، على فكره وظيفتك لسه مستنياك أنا كنت بدفعلك كل سنه تمن الاجازه للحكومه، قولت الزمن مش مضمون ممكن تحتاج لمعاشك منها فى يوم.
تبسم نعمان يضم فاديه قائلاً:
ظلمتك يا فاديه لما سيبتك أنتى وامى زمان وهجيت من البلد شريد، كان لازم أقاوم علشان خاطرك، بس وقتها كنت ضعيف، حتى صفوان كمان كان ندل، بدل ما يصون الجوهره اللى فى إيده والنعم اللى ربنا انعم عليه بها، رفصها برِجله، متأكد ربنا يعوضك فى النهايه فى بناتك وتفرحى بيهم، ومن النهارده خلاص إنت وبناتك ملزومين منى وليلى معدتش تشتغل وتركز فى مذاكراتها حتى هبه متحمليش هم مصاريفها وأنتى كمان خلاص ممنوع تلفى عالبيوت تانى تبيعى او تشترى طيور، خلاص زمن الشقى إنتهى.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار.
خرج رفعت مع فابيو وأوصله لإحدى السيارات وأمر السائق بإيصاله الى أمام منزل هاشم الزهار.
ثم توجه الى مكان الحرس خلف بوابة السرايا
وقف مع قائد الحرس قائلاً بحسم:
سبق وقولت محدش يدخل غريب للسرايا بدون إذن منى أو من رامى، مين اللى سمح بدخول الشخص ده من بوابة السرايا ؟
رد قائد الحرس:مش أنا يا أفندم،ده دخل فى المناوبه السابقه،وأنا لما عرفت فوراً عاقبت الحارس اللى سمح بدخوله وإستغنيت عنه.
رد رفعت:تمام،والحارس ده فين لو لسه هنا، إبعته ليا المكتب كمان نص ساعه، عاوزه اتكلم معاه قبل ما يمشى من هنا.
أومأ له قائد الحرس بموافقه قائلاً:تمام حضرتك هو كان فى سكن الحراس بيلم متعلقاته،هبلغه يجى لحضرتك.
ترك رفعت الحرس وعاد يدخل الى السرايا،ذهب الى غرفة الصالون،لكن لم يجد زينب بها،نادى على إحدى الخادمات التى لبت نداؤه سريعاً:
قال بسؤال:فين الدكتوره؟
ردت عليه:الدكتوره طلعت لاوضتها.
رد رفعت:تمام روحى شوفى شغلك.
بينما
دخلت زينب الى غرفتها بالسرايا، شعرت بارهاق، شعرت بحرارة الطقس
خلعت عنها جاكيت البذه النسائيه التى كانت ترتديها، وفتحت أزرار بلوزتها التى كانت أسفله، شعرت ببعض الأرهاق، نامت بظهرها على الفراش قائله:
منك لله يا همجى، حاسه أنى عاوزه انام مقومش من عالسرير، كل ده بسبب البنج اللى كل شويه ترشه فى وشى، نفسى أديك منه بختين أنيمك يوم بطوله أرتاح من شوفة وشك…يا همجى.
رغم غيظ رفعت من فضول زينب، لكن حين فتح باب الغرفه الخاصه بها وسمعها تبسم قائلاً: للآسف أمنيتك مش هتحقق يا دكتوره مش هترتاحى من وشى.
إنخضت زينب ونهضت جالسه على الفراش تزم طرفى كنزتها تغلقها على جسدها قائله : فعلاً همجى مفيش مره تخبط عالباب قبل ما تدخل،وبعدين داخل أوضتى ليه دلوقتي.
تبسم ساخراً رفعت ليس فقط من قولها بل إغلاقها لملابسها وقال: سبق وقولت إنك مراتى وأدخل أوضتك بدون إستئذان عادى، بس ده مش موضوعنا دلوقتي، أنا جاى أسألك
ليه سمحتى لفابيو انه كان هيبوس إيدك من شويه.
ردت زينب: مين فابيو…. آه ضيفك اللى كان فى الصالون، وسأل عالبومه ريما… عادى هو مد إيده يسلم عليا، وأنا مديت له إيدى عادى زى أى شخص بسلم عليه بس هو فاجئنى وكان هيبوس إيدى، لو مكنتش أنت حطيت إيدك فوق إيدى، شكله جينتل مان.
سخر رفعت قائلاً: جينتل…. جنيتل أيه
أكدت زينب قولها له بأغاظه: جينتل مان.
إقترب رفعت من مكان جلوس زينب على الفراش وشدها من معصم يدها لتقف أمامه وقال بعصبيه: أللى يسمعك يقول كنتِ مبسوطه وهو بيوطى علشان يبوس إيدك وكان نفسك يبوسها.
حاولت زينب سلت معصم يدها من يد رفعت وقالت له: سيب أيدى،وبعدين أنا لا مبسوطه ولا مضايقه وإنت أيه اللى يضايقك فى كده؟
ضغط رفعت على معصم يد زينب بقوه ود لو سحقهُ من فرط الغيره الذى شعر بها، من نظر ذالك الحقير الى زينب.
لكن زينب شعرت بوجع معصمها وقالت له:رفعت سيب إيدي.
نظر رفعت ل زينب ودون سابق إنذار ترك يدها ودفعها لتقع على الفراش خلفها،وقبل أن تنهض كان يجثو بجسدهُ فوق جسدها،يلتهم شفاها فى قبلات متملكه،لكن زينب شعرت بالأختناق ودفعته بيديها كى يبتعد عنها،لكن كان غياهب عقله يود أن يُمحى عقلهُ،لمسة يد فابيو ليد زينب
ترك شفاها لكن مازال فوقها
نظر لوجهها وهى تلهث تلتقط نفسها،تنظر عيناها له وقالت بنهجان:حقير همجى،إبعد عنى خلاص بقيت بكرهك متقربش منى تانى،وأيه اللى يضايقك إنى أتكلم مع فابيو أو حتى يبوس إيدى،إنت أكدتلى إنك حيوان فعلاً وكل اللى فى دماغك السيطره على اللى حواليك،بس أنا خلاص يا رفعت كرهت السيطره دى،ومش هسمحلك إنك تمنعنى من الخروج من السرايا….وهرجع من بكره لشغلى فى الوحده وتأكد فى أقرب وقت هسيبلك الزهار ولع فيها براحتك،المهم تولع وأنا بعيد.
نهض رفعت من فوق زينب ينظر لها ببُغض ليس لها بل لنفسه،بسبب ضعفه أمامها وغيرته حين لمس فابيو يدها،خرج رفعت دون حديث صافعاً خلفه باب الغرفه.
وقف يتكئ على حائط الغرفه يشعر بنيران بجسدهُ،نيران قويه،زينب أصبحت تتوعد بالرحيل،كانت سابقاً تهدد أما الآن تتوعد،يؤلمه هذا الوعيد،لا يريدها أن تبتعد عنه،أيعود للغرفه،ويطلب منها عدم قولها مره أخرى أنها ستغادر وتتركه،لن يقدر على ذالك بداخلهُ نار قويه تنهشه،نار أقوى من نار الإنتقام التى بعقلهُ،هو حائر بين قلبهُ الذى يريد زينب فقط بعيد عن أى إنتقام
وعقلهُ الذى يريد القصاص لحريق الماضى الذى مازالت نيرانهُ مشتعله أمام عيناه…. لم ولن تهدأ قبل تحقيق القصاص
هل نيران العشق أقوى من نيران الماضى؟
لا زينب تتوعد بالرحيل…. لترحل وتبتعد عن تلك النيران التى يشعر أنه إقترب إشعالها.
بينما زينب بداخل الغرفه مازالت نائمه على الفراش،قلبها مشتعل من ذالك الهمجى،تود إنقاذه من تلك النيران،لكن هو مع الوقت يتجه اليها بخطوات سريعه،تذكرت بالآمس حين عزفت عن قولها له انها ستترك العمل بالزهار وتظل بها من أجل رفعت….
كان ذالك بعد أن ذهبت برفقته الى ذالك الغداء
فلاشــــــــــــــــ*باك
بسوهاج
بحوالى الواحده والنصف ظهراً
بالدوار
إستقبل محسن
رفعت الذى كان يمسك بكف يد زينب
دخل محسن بهم الى غرفة الضيوف
وجدوا بأستقبالهم
إمرأه شابه فى أواخر العقد الرابع من عمرها لكن من يراها يُجزم أنها لم تتم الخامسه والثلاثون ورجُل كهل يبدوا عليه أيضاً الإحترام والهيبه.
تبسمت لهم رشيده مرحبه تقول:
أهلاً بيكم فى بيتنا المتواضع.
ترك رفعت يد زينب ومدها يُصافح يونس مبتسماً.
تحدث يونس بحفاوه:أهلاً بيكم فى بلدنا، مش بس بلدنا اللى نورت
سوهاج كلها نورت .
تبسم رفعت:سوهاج منوره بأهلها وبحضرتك.
تبسمت رشيده قائله: هنضيع الوقت فى الترحيب، خلونا نتغدى الأول الغدا جاهز وكمان يكون بعدها الكلام وإحنا بينا عيش وملح، إتفضلى يا…..؟
رد رفعت: مراتى…. دكتوره زينب.
تبسمت رشيده قائله:أهلا وسهلايا دكتوره،إتفضلوا،ندخل أوضة السفره
بالفعل دخلوا، الى غرفه السفره كانت عامره بأفضل الأطعمه، لاحظت رشيده أن زينب لم تأكل أى نوع من أنواع اللحوم، تبسمت قائله:
واضح إن الدكتوره بنداريه، إطمنى يا دكتوره كل اللحوم اللى عالسفره دى تربيه بيتى يعنى لا متهرمله ولا واخده علاجات قد إكده وكمان طبيخ يدي أنا وأمى نرچس اللى تبجى حماتى بس هى نعست من شويه بتاخد تجيليه.
تبسمت. زينب قائله: هو واضح جداً إن الطبيخ شهى جداً،بس أنا للأسف مش باكل أى نوع لحوم من صغرى، كانت بتسبب لى قرحه فى المعده فبطلتها من وقتها.
تبسمت رشيده تقول: فعلا االواحد طبيب نفسه واللى يضرهُ مياكلوش، صحه وهنا يا دكتوره.
تبسمت زينب وعادت تأكل تشعر بالأُلفه إتجاه تلك السيده التى تبدوا شخصيتها قويه.
بعد قليل إنتهى الغداء، نهضوا من أمام طاولة السفره ودخلوا الى غرفة الضيوف بالدوار،لكن سُرعان ما قال حسين إيه رأيك يا رفعت بيه نسيب الدكتوره شويه ونروح للأستطبل معايا.
تبسم رفعت بموافقه ونهض وغادر مع حسين،إستأذن يونس هو الآخر بسبب ذالك الأتصال الهاتفى الذى آتى له
ظلت زينب ورشيده فقط
كانت زينب مبتسمه تتحدث مع رشيده التى تجذبها للحديث فى البدايه كانت زينب ترد بإقتضاب، لكن مع الحديث الهادئ والودى، لكن لا تعرف سبب لذالك الشعور التى شعرت به حين دخلت إحدى الخادمات بالدوار بتلك الصغيره الباكيه.
التى أعطتها لرشيده التى أخذتهما منه بمجرد أن حملتها صمتت الصغيره.
تبسمت رشيده على نظرة عين زينب، وقالت:
متجوزه من إمتى.
ردت زينب:مش كتير من حوالى شهرين كده،بس حاسه إنهم قرنين من الزمن.
تبسمت رشيدة قائله:ليه بس مع إن شكل رفعت بيحبك،لاحظت ده وإحنا عالغدا،من نظراتهُ ليكِ.
ردت زينب:الهمجى ده يحب ده كل هدفه فى الحياه السيطره،أنا ارتاحت لحضرتك،هقولك بصراحه،أنا أتجوزته بالغصب خطف ماما وساومنى.
تبسمت رشيده قائله بذهول:خطف مامتك،معقول أنا متأكده إنه بيحبك،وبيحبك جداً كمان،وأنتى كمان بتحبيه بس بتكابرى.
تبسمت زينب….
قالت رشيده…يعنى انا صح بتحبيه وبتكابرى،تعرفى إنى كنت زيك كده فى يوم من الايام.
تبسمت زينب قائله:بس واضح جداً إن فى تفاهم بينك وبين زوج حضرتك،إنما أنا والهمجى مفيش حاجه بنتفق عليها غير الخناق،عاملين زى القط والفار،حتى أنا بفكر فى أخلعهُ الفتره الجايه.
ذهلت رشيده وإبتسمت قائله:تخلعيه!
طب ليه بعيد الشر،راجعى نفسك أنا كنت فى يوم من الأيام بس فى لحظه العشق هو اللى فاز ونحيت الكِبر،وقبلت بيونس وحطيت إيدى فى إيده وغيرنا بحبنا كل شئ حوالينا ومرينا بظروف صعبه وقدرنا نتخطاها،وإحنا مع بعض،حتى تربية ولادنا ربينا ست شباب.
نظرت لها زينب قائله بذهول:
ست ولاد!
حضرتك عندك ست ولاد غير البنت اللى معاكى دى؟
ضحكت رشيده:البنت دى حفيدتى الأولى،حتى إسمها على أسمى أنا ومامتها،مامتها كمان إسمها رشيده تبقى بنت إبن عمى.
تعجبت زينب قائله:حفيدتك كمان،حضرتك أكيد اتجوزتى صغيره،وبعدين أنا……..
صمتت زينب ماذا تقول….أنها قد لا تُنجب لا تعرف لما لديها هذا الهاجس منذ أن سمعت قول ذالك الوغد سميح ووالداته،وأيضاً لا تعرف سبب لذالك الشعور الذى بدأ يتوغل لقلبها،تريد أن تُصبح أمً،سابقاً لم يكن يهفوا عليها ذالك الشعور.
نظرت رشيده لها قائله:أيه رأيك تشيلى رشيده الهلالى شويه تتعرفوا على بعض.
تبسمت زينب وأخذت الطفله من يد رشيده وحملتها فى البدايه بكت الصغيره لكن زينب هدهدتها وشغلتها باللعب،إمتثلت لها الصغيره وصمتت تتقبل منها المزاح.
تبسمت رشيده قائله:مقولتليش إنت دكتوره تخصصك أيه.
تبسمت زينب:تخصصى جراحه.
تبسمت رشيده وقالت:دكتورة جراحه
تعرفى أنك متناقضه مع مهنتك،شكلك بتستسلمى بسرعه،المفروض يكون عندك طولة بال وتحاولى بدل المره إتنين وتلاته،وأكيد هتوصلى لهدفك
هدفك…. قلب رفعت
ووصلتى له زى ما أنا شايفه
بس لسه عقله… لو الدكتور فقد الأمل فى المريض وإستسلم من أول محاوله عمرهُ ما هيقدر يعالج المريض، أكيد الأمل اللى عند الطبيب هو اللى ممكن يجبر المريض أنه يستسلم ويتجاوب للعلاج.
فهمت زينب قول رشيده وتبسمت،هى لن تستسلم وستبقى لكن ستجعل ذالك الهمجى يجن اولاً حتى لو بالتهديد الكاذب أنها ستترك الزهار بسببه.
…….
مساءً
بغرفة الفندق
جلست زينب على الفراش مُلثمه
تفاجئ رفعت حين خرج من الحمام ورأها ملثمه وقال:متلتمه زى الحراميه وقطاعين الطُرق كده ليه.
صمتت زينب وهى تنظر له.
عاود رفعت الحديث قائلاً:متلتمه كده ليه،خلاص ناويتى تتطلعى تشتغلى مع المطاريد فى الجبل.
صمتت زينب ايضاً تنظر لسخريته منها.
تبسم رفعت وجلس جوارها على الفراش وحاول فك التلثيمه من على وجهها لكن زينب منعته قائله:عاوز أيه؟
رد رفعت ببسمه:عاوز أعرف ليه متلتمه زى الحراميه وقطاعين الطرق.
ردت زينب من أسفل التلثيمه:ناويت أتنقب،ربنا يتقبل منى التوبه وجه المرأه عوره.
ضحك رفعت قائلاً بتكرار:تتوبى ووجه المرأه عوره….عوره على جوزها فى أى شرع ده ومن إمتى.
ردت زينب بغيظ:أيوه،من دلوقتي طالما هننفصل قريب،يبقى الأفضل أنى أتنقب قدامك.
مد رفعت يده على وجه زينب يفك التلثيمه وقال بضيق: بطلى نغمة إننا هننفصل دى،وفُكى التلثيمه دى،ويلا قومى غيرى هدومك دى علشان نلحق الطياره،وبعدين اللى ناويه تتنقب،بتلبس النقاب على لبس حِشمه مش على بيجامه بنص كم مبينه نص إيدها وشورت لنص رِجليها.
ردت زينب:دى برمودا مش شورت ومالكش فيه أنا من الآخر مش هسافر معاك فى الطياره غور لوحدك وأنا خلاص إتصلت على محطة القطر وحجزت تذكره لقطر الساعه خمسه الفجر.
تبسم رفعت يقول:خمسه الفجر نكون فى القاهره بنستعد نرجع للزهار تانى،يلا قومى غيرى، هدومك الطياره فاضل عليها ساعه يادوب نوصل المطار.
ردت زينب: قولتلك مش هسافر بالطياره خلاص، سافر براحتك وأما كمان هرجع بالقطر وأهو كمان فرصه معايا وقت أشوف سوهاج، بصراحه عجبتنى وناويه أطلب نقلى لهنا وبالذات لبلدة الست رشيده دى شوفت واحنا ماشين فيها وحده صحيه شكلها شغاله، مش هحتاج أطلب من حد ما يسواش معونات.
تبسم رفعت يقول: قصدك بمين اللى ميسواش، عالعموم أمر نقلك ده نبقى نشوفه بعدين دلوقتي شيلى التلثيمه اللى على وشك دى وقومى غيرى هدومك ولا مكسوفه منى عادى يعنى…
ردت زينب: أنا مش هركب طياره يا رفعت وده آخر قرار عندى.
تبسم رفعت وقال: طب فكى التلثيمه وأنتى بتتكلمي، ولا خايفه……؟
قاطعته زينب: خايفه من أيه.
تبسم رفعت يقول: خايفه أبنجك، علشان كده متلتمه.
ردت زينب: أنا مبخافش على فكره وأتلتم براحتى، ودلوقتى أنا هنام وبلاش تأخر نفسك عالطياره.
تبسم رفعت بمكر ومد يده ناحية التلثيمه، لكن زينب عادت للخلف وتستطحت على الفراش وجذبت الغطاء عليها.
تنهد رفعت وزفر أنفاسهُ بغيظ وقال للأسف مفيش قدامى حل تانى.
رفعت زينب وجهها وقالت: أيه الحل التانى، هتلغى السفر بالطياره وتسافر معايا بكره الفجر فى القطر، بس الحمد لله أنا حجزت تذكره واحده معملتش حسابك معايا، مش مشكله إبقى سطح عالقطر.
تبسم رفعت يقول:بس أنا عملت حسابك معايا وهنسافر بالطياره ومفيش قدامى حل تانى.
ردت زينب بإستهزاء:وأيه الحل التانى إنسى إنك ترش عليا بنج.
تبسم رفعت وتوجه الى ناحيه المرآه وآتى بقنينة العطر وعاد للفراش مبتسماً بمكر،وقال لزينب مفيش حل تانى قدامى.
قبل أن تستعلم منه زينب،شعرت بحرقة فى عينيها بسبب رذاذ تلك الزجاجه التى سلطها على عينيها،بتلقائيه ورفعت يديها تفرك حرقة عينيها،إستغل رفعت ذالك وأزال التلثيمه من على وجه زينب وقام برش البنج عليها،لتسترخى فى ثوانى نائمه على الفراش
نهض رفعت قائلاً بأستهزاء:سلميلى على وجه المرأه عوره قدام جوزها.
قال رفعت هذا ونهض يأتى بملابس أخرى. لزينب وبدل لها ملابسها ثم غادر الفندق متوجه للمطار.
بعد دقائق،بغرفة خاصه بالمطار،دخل مدير المطار إليه
نهض رفعت يسلم عليه واخرج بطاقة هويته كضابط بالقوات البحريه،وقال له:
للأسف دى زوجتى وعندها سكر وجالها هبوط من ثوانى وأخدت حقنه أنسولين وبعض الأدويه خلتها تغيب عن الوعى ولازم نرجع للقاهره فى أسرع وقت .
أخذ مدير المطار بطاقة هاوية رفعت وقرئها ثم تبسم قائلاً:ألف سلامه عالمدام،يا حضرة الضابط،رغم انه ممنوع،بس طبعاً حفاظاً على سلامة المدام،هسمح بركوبها للطياره وهى نايمه.
تبسم رفعت يقول:متشكر جداً لسيادتك.
بعد حوالى ساعتين
أثناء هبوط الطائره بمطار القاهره.
وضع رفعت قطنه مبلله بعطر على أنف زينب،بدأت تعود تدريجياً للوعى،نظرت لرفعت وهى بين الغفوه واليقظه،تبسمت تعتقد أنها مازالت بالفندق…
تبسم رفعت لها قائلاً:صح النوم خلاص الطياره هتنزل للمطار.
مازالت غير مستوعبه ومغمضة العين وقالت ببسمه:إبقى سلملى عالطيار.
تبسم رفعت وهو يعلم أنها مازالت غير واعيه،من الأفضل هذا،ربما تفتعل مشكله أثناء هبوط الطائره
بالفعل هبطت الطائره بمدرج الطائرات وزينب لم تستوعب بعد،وضع رفعت نفس القطنه مره أخرى على أنفها وبدأ يوقظها الى أن وعت شبه كلياً..
تبسم قائلاً بظفر:
صح النوم يا زوزى خلاص كل ركاب الطياره تقريباً نزلوا إيه مش ناويه تنزلى إنتى كمان.
وضعت زينب رأسها بين يديها وقالت بدوخه:همجى حقير،إزاى عرفت تبنجنى،آخر مره أسافر معاك.
قالت زينب هذا ونهضت،لكن حين وقفت شعرت بدوخه فجلسلت مره أخرى.
تبسم رفعت وقام بمسك يدها قائلاً:خلينى أسندك حتى لحد ما ننزل من سلم الطياره.
بسبب شعور زينب بدوخه وليس هذا السبب فقط،بل ذالك الرُهاب الذى لديها من ركوب الطائرات تركت يدها ل رفعت الذى حاوط خصرها الى أن نزلوا من الطائره
ليس هذا فقط بل الى امام باب المطار،شعرت زينب بتحسن نسبى،فنفضت يده عن خصرها قائله:خلاص انتى خدتها فرصه،شوفلنا تاكسى،أنا عاوزه أبات الليله عند بابا و ماما وغور شوفلك أوتيل إنزل فيه.
تبسم رفعت يقول:بذمتك أنا أقدر اسيبك تباتى بعيد عنى يا زوزى،أكيد حمايا وحماتى مش هيمانعوا أبات عندهم الليله أنا كمان،وتاكسى ليه،أنا راكن عربيتى هنا فى جراچ المطار قبل ما نسافر،يلا خلينا نروح للجراچ،هتقدرى تمشى لوحدك ولا هدوخى تانى،علشان أقرر أن كنت أسندك او أسيبك تمشى لوحدك.
نظرت له زينب بغيظ قائله:لأ متشكره لخدماتك هقدر أمشى،إبعد إيدك عنى.
قالت زينب هذا وسارت أمام رفعت الذى سار خلفها يبتسم الى أن وصلوا الى جراچ المطار،صعدوا الى السياره،كان الوقت فى حوالى العاشره مساءً.
وقفت زينب أمام شقة والديها ورفعت يديها تضرب جرس الشقه..
سريعاً فتح صفوت باب الشقه متبسماً يقول:أيه آخركم كده الطياره نازله المطار بقالها أكتر من ساعتين والسكه من المطار لهنا يا دوب تلتين ساعه.
تعجبت زينب
بينما رفعت تبسم قائلاً:مفيش كنا بنخلص إجراءات الخروج من المطار أصلهم كانوا إشتبهوا فى زوزى أنها مدمنه وكانوا هيعملوا لها أختبار،بس أنا أتصرفت.
نظرت له زينب قائله:يحق لهم لما يلاقوا واحده مدروخه وهمجى ساحبها،والله كنت هقول خاطفنى وأعملك فضيحه فى المطار بس خوفت على سمعة مصر قدام الاجانب.
ضحك رفعت وصفوت الذى قال:هتقفوا عالباب كده،إدخلوا،هاله كانت على نار ولسه كانت هتتصل عليك يا رفعت
تبسم رفعت ودخل الى الشقه بينما زينب عانقت صفوت قائله:أكيد الهمجى هو اللى إتصل عليكم قبل ما نركب الطياره من مطار سوهاج وقالك إننا جايين وانا اللى كنت بفكر أطرده وأخليه يبات فى اى أوتيل،بس هو دخل قبلى أيه رأيك أخليه يغسلك المواعين.
تبسم صفوت قائلاً:والله لو قِبل معنديش مانع.
تبسمت زينب وهى تدخل خلف والدها،رأت نوال تخرج من غرفة السفره،تبسمت وذهبت تُعانق زينب،قائله:أكيد جعانه،أنا وصفوت لما رفعت كلمنا وقال أنه هيبات فى القاهره،إستنينا من غير عشا علشان نتعشى معاكم،بس أنتم اتأخرتوا،يلا إدخلى أغسلى إيدك أنا خلاص جهزت السفره.
تبسمت زينب وهى تترك عناق هاله قائله:لو عندك سم حطيه فى طبق الهمجى بسببه عنيا من شايفه بهم،غير مصدعه بسبب البنج اللى رشه عليا.
تبسمت هاله قائله:بلاش رغى كتير،روحى اغسلى إيدك ووشك وهتفوقى،رفعت أهو خلاص غسل إيده ووشه.
نظرت زينب،لرفعت وهو يأتى من ناحية الحمام وقالت بسخط:ده بيتصرف كآن البيت بيته،ده ناقص تطردونى بسببه.
تبسمت هاله قائله:قولت بلاش رغى،يلا روحى أغسلى إيدك ووشك بسرعه وهتحسى بروقان.
ذهبت زينب غسلت يديها ووجهها وعادت الى غرفة السفره،جلست جوار والداها،قائله:
هى ماما أغتلست مؤسسسه التأمينات أيه أصناف الأكل دى كلها.
تبسم صفوت يقول بهمس:أصلها جابت بواقى أكل الأسبوع كله.
تبسمت زينب قائله:فعلاً الهمجى يستحق ياكل الآكل البايت.
تناولوا الطعام فى مزح وتريقه بين صفوت ورفعت وكذالك هاله، على زينب وهو يسرد لهم أفعالها حين فاقت ووجدت نفسها بالطائره….
بعد وقت ليس بطويل
تثائبت زينب قائله:البنج شكله لسه به تأثير عليا،يلا هقوم أنام،تصبح على خير يا بابا متنساش تخلى رفعت يغسل بدالك المواعين،إكرام الضيف إنه يغسل المواعين اللى أكل فيها.
تبسمت هاله قائله:بس رفعت مش ضيف،ده صاحب مكان،روحى نامى شكلك هتوقعى من طولك،إسندها يا رفعت لحد أوضتها،تصبحوا على خير.
قالت هاله وهذا واشارت ل رفعت على مكان غرفة زينب التى قالت:لأ خليه بروح ينام فى اوضة الواد مجد.
نظرت هاله ل زينب قائله:بطلى سخافه،يلا تصبحوا على خير.
ردت زينب:وانتى من اهله تصبح على خير يا بابا.
بعد قليل بغرفة زينب،قالت بتهجم:بقى تخلى عندك أدب والسرير هنا صغير عندك كام كرسى فى الاوضه ضُم كرسين ونام عليهم.
تبسم رفعت بمكر:متعودتش أنام على كراسى،والسرير مش صغير يعنى حجمه متوسط ممكن يسعنا إحنا الاتنين.
قال رفعت هذا وتحرر من ملابسه وتوجه للنوم على الفراش وأغمض عيناه،نظرت له زينب بغيظ وسبته للحظه ترددت فى خلع ملابسها أمامه،لكن هو كان مغمض العين…
تحررت هى الأخرى من ثيابها وإرتدت منامه لها وذهبت للنوم على الفراش جوار رفعت الذى تبسم وهو يفتح عيناه ينظر لها،وهى تذهب للنوم سريعاً،تنهد ببسمه وضمها بين يديه للحظه ترددت قولها
بأذنه (جوازنا غلطه وتصحيحها الطلاق)
زفر أنفاسه وضمها بقوه بين يديه، عازماً أمره أنه لن يتركها أبداً، ولو كلفه ذالك تخليه عن فكرة الأنتقام.
بالرجوع للحاضر
عادت زينب من تذكر ما حدث ليلة أمس، ذالك الهمجى يستحق أن تجعله يتراجع عن فكرة الإنتقام، لكن ستلاعبه بطريقتها الخاصه، حتى لو هددته مراراً وتكراراً أنها ستغادر وتتركه.
…………
نزل رفعت الى أسفل السرايا تحدثت له إحدى الخادمات قائله: فى حارس فى أوضة المكتب بيقول إن حضرتك عاوزه.
رد رفعت: تمام، أعمليلى قهوه، وفين رامى ومراته؟
ردت الخادمه: رامى بيه فى الإستطبل ومراته فى الجناح الخاص.
دخل رفعت الى غرفة المكتب وجد الحارس يقف ينتظرهُ قائلاً:رفعت بيه بلغونى حضرتك طلبتينى.
رد رفعت:إنت سبق دخلت ريما الزهار للسرايا بدون ما تاخد إذنى الاول ولما لفتت نظرك،قولت إنها ست وإنكسفت تسيبها واقفه عالبوابه وهى قالتلك إنها مش بس من عيلة الزهار،لأ كمان مراتى،وفرجتك كم صوره لينا مع بعض عالموبايل،وانا إتغاضيت عن الموضوع وإكتفيت بلفت نظر لك،لكن النهارده ليه سمحت لفابيو بدخول السرايا،بدون إذن من رامى فى غيابى.
رد الحارس بخزو مفتعل:هو قالى إنه صديق ليك،وانه مش مصرى،وأنا فتشته قبل ما يدخل وكمان هو كان لوحده.
تهكم رفعت قائلاً:لأ براڤوا عليك إنك فتشته قبل ما يدخل للسرايا،وكمان رحبت بيه الراجل مش مصرى ولازم نضايفه…تمام
أنا عرفت إن قائد الحرس طلب منك تسليم سلاحك قبل ما تغادر السرايا، وده أقل واجب يتعمل معاك علشان بعد كده تبقى تنفذ أوامر اللى بتخدم عندهم، تقدر تمشى من السرايا.. تصحبك السلامه.
خرج الحارس من غرفة المكتب زفر رفعت نفسه وقام. بإتصال هاتفى قائلا:
من بكره تنزل الزهار، مهمتك حراسة الدكتوره مش عاوزها تغيب عن نظرك، أى خدش هيصيبها هتكون المسؤول قدامى ووقتها مش هرحمك.
قبل ان يغلق رفعت الهاتف، جاؤه إتصال آخر سُرعان ما رد عليه وقال: عارف سبب إتصالك يا محمود
هتقولى إن فابيو هنا فى الزهار.
رد محمود: واضح أن عنده هدف كبير، بعد ما كان لسه بيقول هينزل مصر آخر الاسبوع قدم ميعاد نزوله لمصر، وأن يكون أول ومحطه له يجى لعندك، أكيد عنده نوايا تانيه، حاول تزود الحراسه.
رد رفعت: الزهار كان أول محطه له علشان يرجع ريما، وخلاص هى مكنتش هنا هى فى بيت هاشم الزهار، يروح ياخدها من هناك ويعمل معاها اللى هو عاوزه، وانا فعلاً هغير بعض عناصر الحراسه.
رد محمود قائلاً: بس فى شئ تانى حصل مش عارف عندك علم بيه ولا لأ؟
قال رفعت: ايه الشئ ده… خير؟
رد محمود عليه واخبره بالشئ.
تعجب رفعت قائلاً متأكد… تمام خلينا على تواصل.
أغلق رفعت الهاتف وقام بشد خُصلات شعرهُ بقوه يُزفر انفاسه قائلاً: واضح النهايه بتقرب.
………. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بسرايا الزهار
دخل وسيم الى غرفة المكتب، فوجئ بجلوس مُهره،ورامى ومعهم رفعت ، أيقن عقله لما هى هنا هو توقع سابقاً سبب إتصال رفعت عليه وطلب لقاؤه بالسرايا اليوم….. بالتاكيد بسبب خطوبته، ل لمى الزهار.
ألقى عليهم السلام
رد رامى عليه السلام
بينما رفعت ومهره لم يردان عليه.
تحدث وسيم:على فكره السلام لله وهتاخدوا عليه ثواب.
ردت مهره:أنا رديت فى سرى
قال رفعت:فعلاً هناخد على ردنا عليه السلام ثواب،وهناخد ثواب كمان لما نرجعك عن غلط إنت بترمى نفسك فيه،أظن فاهم قصدى؟
رد وسيم:فاهم يا رفعت،من أول مكالمتك ليا الصبح،وطلبك إنى أجيلك علشان أمر مهم،بس صدقنى وفر حديثك فى الموضوع ده لأنه بالنسبه ليا منتهى خلاص،خطوبتى أنا ولمى بعد يومين بالظبط.
نهضت مهره قائله بعصبيه:مستحيل الخطوبه دى تتم،ولو تمت إنسى……
قاطعها وسيم:أنسى أيه،عاوز اعرف سبب لاعتراضك على خطوبتى أنا لمى؟
ردت مهره: مش سبب واحد دول اسباب، أهمها إن لمى متنفعش زوجه وفيه وأنت عارف السبب، لمى زى مامتها وأختها معندهمش…إنتماء لأى دين،كان المفروض بالتبعيه لأبوهم هشام الزهار،يبقوا مسلمين،لكن لمى وأختها زى مامتهم مش معترفين بأى ديانه ولا بأى أخلاق،عندك رفعت قدامك أهو متحملتش جوازها منه حتى لسنه،لأ زهقت وملت إنها ترتبط براجل واحد وتخلص ليه،خلته كرهها وطلقها وقبل ما تطلع ورقة طلاقها من المحكمه كانت سافرت اليونان،ورجعت من تانى لحياة الإنحطاط اللى كانت عايشه فيها،فوق يا وسيم وقولى سبب واحد لأصرارك على إكمال الخطوبه،لأ وممكن الجواز كمان.
صمت وسيم بداخلهُ يعلم أن خالته مُحقه بكل كلمه تقولها لكن شيطانه يسوقه نحو هاويه ساحقه.
نظر له رفعت قائلاً: متأكد مفيش غير سبب واحد اللى يجبرك إن تربط حياتك بواحده زى لمى،إنك تكون نمت معاها وحتى السبب ده ده ميجبركش عندى أهون إنى أجلدك مش ميت جلدة عقوبه الزانى،أجلدك ألف ولا أنى أوافق تورط نفسك مع واحده زى لمى،معندهاش لا حلال ولا حرام،كله مباح طالما هوصل لهدفى فى النهايه.
تعصب وسيم قائلاً:أوعى لكلامك يا رفعت وأيه هو هدف لمى معايا،أنا مش زيك،منصب فى الشرطه ولا عندى نص أملاكك،أنا إبن وحيد الشامى السايس،مش من أعيان عيلة الزهار.
تبسم رفعت بسخريه يقول:أنت فعلاً من أعيان عيلة الزهار يا وسيم،بلاش تستقل بنفسك عمرنا ما فكرنا إنك أقل منا أو مش منا طالما كنيتك الشامى،وسيم بلاش تحور الحديث لهواك،قولى ليه مُصر على الأرتباط،ب لمى الزهار،ليه فجأه كده،بعد ما كنت رافض وبتتهرب منها،فجأه وقعت تحت تأثيرها،ولا كأنها سحرتلك.
رد وسيم:لا مسحرتليش يا رفعت ودى حياتى وأنا حر فى إختيارى،حتى لو غلط هتعلم منه،ويمكن المره التانيه أقع فى دكتوره،زى مراتك كده اللى كلنا عارفين إنت أتجوزتها ليه،علشان كنت عارف إن هاشم الزهار عينيه منها،بس للآسف وقعت فى غرامها،رفعت بلاش دور الكبير اللى واخده ده،مش عليا،أنا حر فى حياتى،ولمى ممكن تكون توأم ريما،بس مش زيها،وخلاص مالوش لازمه الاجتماع ده،الخطوبه بعد يومين اللى عاوز يحضر أهلا بيه واللى مش عاوظ هو حر.
قال وسيم هذا وكان سيغادر،لكن سمع رفعت يقول:
أنا فعلاً حر ومش هحضر متعملش حسابى فى المعازيم،متعودتش ادخل مكان مش بحس فيه بالراحه.
ردت مهره هى الأخرى:ولا انا هحضر يا وسيم مش هقدر أشوفك بتورط نفسه مع واحده من نوعية لمى،نوعية لمى مش هى اللى تصون شرف جوزها،وأهو أنت شايف،ريما جت تجرى وراء رفعت مره تانيه بدون حيا ولا خجل وهى عارفه انه متجوز واحده تانيه،ورفعت متجوزش من زينب علشان ياخدها من قدام هاشم…رفعت أنا اللى قولت له أتجوز زينب علشان يحميها من هاشم اللى كان بينام يحلم بيها،لان زينب بنتي بالرضاعه.
ذُهل وسيم وإستدار بوجهه ونظر لمهره ماذا تقول…زينب إبنتها بالرضاعه…كيف هذا!؟
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأستطبل الخيل التابع لهاشم الزهار
إستقبل هاشم صفوان
مد يده يصافحه..
تعجب صفوان من ذالك، فمعروف عن هاشم الزهار كِبره وغطرسته مع العاملين لديه، هذه أول مره يتحدث ويمد يدهُ يصافح أحد من العاملين
حقاً صفوان لم يعد يعمل لديه لكن بالأخير هو مجرد سائس بسيط.
مد صفوان يدهُ على إستحياء يصافح صفوان.
تبسم هاشم يشد على يد صفوان المرتجفه قائلاً: عارف مستغرب أنا ليه إتصلت عليك كذا مره، وطلبت منك تقابلنى هنا فى الأستطبل، هدخل فى الموضوع مباشر…
أنا عاوز أتجوز بنتك ليلى.
تعجب صفوان يقول: تتجوز بنتى ليلى، بس دى لسه صغيره، وصغيره قوى على جنابك.
رد هاشم: لا مش صغيره عليا، أنا الحمد لله لسه شباب، وأنت ليه قاطعتنى قبل ما أكمل كلامى.
أنا هتجوزها عرفى مش رسمى وبعيد عن هنا، هاخد ليها بيت فى إسكندريه.
فوجئ صفوان بقوله وقال: تتجوزها عرفى…
طب ليه جنابك، وليلى مش بتفكر فى الجواز دلوقتي، دى بتدرس طب بيطرى وهتبقى دكتوره بيطريه زى وسيم بيه كده.
رد صفوان: وماله تكمل دراستها بعد الجواز مش همنعها تبقى تقدر تنزل للشرقيه عالامتحانات، بس طبعاً محدش يعرف أنها هتبقى مراتى غيرك وبس.
إهتز صفوان قائلاً: أنا مقدرش اغصبها يا هاشم بيه.
رد هاشم: ولما غصبت على مروه تتجوز من رامى بعد ما كانت هتنتحر بسببه وانت اللى قولت كده
صفوان هدفعلك أى مبلغ تقول عليه بدون نقاش
توقف هاشم لدقيقه ثم قال بتهديد: وكمان
مش هسرب خبر ل رفعت الزهار إنك زمان طمعت وسرقت من عندهُ مهره، ويمكن كنت السبب وقتها فى الحريق اللى حصل
… قدامك أسبوع ويكون الرد بالقبول عندى، تقدر تمشى دلوقتي.
غادر صفوان المكان وهو يرتعش، بينما
هاشم يبتسم بظفر، ذالك الأحمق الطامع صفوان لن يقدر على رفض طلبه….
سيتسلى مع ليلى قليلاً حتى يتمكن من القضاء على رفعت وبعدها يظفر بالطبيبه.
…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
بجامعة ليلى
إنتهت المحاضره، تحدثت إحدى زميلات ليلى لها: برضو مش هتحضرى محاضرة الدكتور وسيم، ايه السبب؟
ردت ليلى وهى تجمع كتبها وتضعها قائله: مفيش سبب، أنا لازم أستلم الصيدليه من الدكتور نهاد، يلا سلام، أشوفك فى محاضرة بعد بكره.
نزلت ليلى سُلم مُدرج المحاضره، ولكن قبل أن تخرج من المُدرج، بسبب إنشغالها بوضع الكُتب، بحقيبتها، إصتطدمت مع أحدهم، ووقعت الكتب منها، إنحنت سريعاً تجمعها، لكن هنالك صوت هز كيانها حين سمعت من يقول: آسف، وليس هذا فقط، بل إنحنى هو الآخر يلتقط معها الكُتب، ثم نظر لها قائلاً:
إحضرى المحاضره يا ليلى.
رفعت ليلى وجهها ونظرت لوجهه للحظه لكن تذكرت قوله السابق بمنعها من حضور مُحاضراته، وليس هذا فقط وقعت عيناه على يدهُ اليمنى رات ضوى خاتم خِطبه بيده، إذن ما سمعته كان حقيقياً هو إرتبط بأخرى، للحظه شعرت بنار تشتعل بقلبها، لكن ردت بثبات:
متلزمنيش المحاضره، ولو عاوز تشلينى الماده معنديش مشكله.
قالت ليلى هذا وأخذت من يدهُ الكتاب الخاص وغادرت تكبت دموع عينيها.
بينما وسيم تعصب كثيراً وذهب الى منصة المدرج وقال بحِده وتصميم:
مساء الخير….
محاضره النهارده هتتأخر ساعه ونص لأنى هحط درجات العملى النهارده،بناءٕ نسبة الحضور النهارده،قدامكم ساعه ونص تعرفوا زملائكم الغايبين،وأكدوا عليهم اللى مش هيحضر المحاضره النهارده يتأكد أنه شايل الماده بتاعتى…..سلاموا عليكم .
قال وسيم هذا وغادر قاعة المحاضره تسحقةُ نار بقلبهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعتذر عن التاخير، بس غصب عنى والله انا اعدت كتابة البارت بعد ما حذفته بالغلط
والاعاده بتبقى ملل وزهق، كبير
ميعادنا الاربعاء
#يتبع
للحكايه بقيه