روايات

عشق بين نيران الزهار بقلم سعاد محمد من الاول إلى الثانى عشر

 

يقولون إذا رأيت فتاه جميله فأعلم أنها إما ضعيفة الشخصيه أو فارغة العقل،لكن ربما هذا خطأ عليك الحذر،حواء تمسك بين يديها الشُعله،إما أن تحرقك،أو تُنير لك بداية الطريق .
،،ـــــــــــــــــــــــــــ
الشُعله الأولى 🔥”،خطوه أولى نحو القدر ”
ـــــــــــــــــ
بالقاهره،بشقه بمنطقه شبه راقيه.
كانت زينب تجلس برفقة أخيها، أرضاً
يلعبان أحد الالعاب الأليكترونيه على شاشه أمامهم،
تذمر أخيها وترك ذراع التحكم باللعبه قائلاً:إنتى بتغشى يا زوزى،مش لاعب معاكى.

ضحكت زينب قائله: مجد، قولتلك بطل زوزى اللى بتقولها لى دى،وبغشك أيه يا فاشل،هو إنت كده لما تلاقى نفسك هتخسر تعملى الغاغه دى،طلع الفلوس يا ناصح أنا خلاص كسبت الجيم.

رد مجد:فلوس أيه يا حلوه إحنا بنلعب تسالى،مش بنلعب على فلوس كده يبقى قُمار والقُمار حرام،رجسُ من عمل الشيطان.

نظرت له قائله:رجسُ من عمل أيه؟ بقولك هات فلوس أحسنلك،يا فاشل،إنت اللى قولت من الاول الجيم بخمسه وعشرين جنيه وأهو ده رابع جيم أكسبك فيه هات الميت جنيه أحسنلك،بدل ما أشيرلك فيديو عالفيس والانستجرام،وأنت بتشتم رؤسائك فى شركة البترول وأتسبب فى فصلك من الشركه اللى بتقبضك بالدولار،
وخلتك إتنفخت عليا أنا اختك الكبيره والغلبانه.

نظر لها قائلاً:فيديو أيه ده،وصورتيه إمتى مش فاكر مره إن شتمت حد من رؤسائى قبل كده قدامك.

ردت زينب:ما أنت صحيح مشتمتهمش،بس انا جمعت ڤيديو،فوتو مونتاج،وبصوتك،يا بشمهندز.

تعجب قائلاً:يرضيكى تشهرى بأخوكى وتتسببى فى فصله من الشركه علشان ميت جنيه.

ردت قائله:يرضينى جداً كمان،طالما هو بيبخل عليا،وبعدين انا مالى إنت اللى خسرت،يا حمار.

رد مجد:خسرت أيه والله إنتى بتغشى فى اللعب.
مسكت زينب مقدمة ملابس أخيها وجذبته منها بقوه قائله:ولاا بقولك أيه خلص هات الميت جنيه وكمان خمسه وعشرين جنيه فوقهم.

تبسم قائلاً:والخمسه وعشرين جنيه دول كمان بتوع أيه ولا هو نظام تقليب والسلام.

ردت زينب:هو كده أنا عاوزه ميه خمسه وعشرين جنيه تمن تذكرة القطر من القاهره للشرقيه.

نظر لها مبتسماً يقول:وهو قيمة تذكرة القطر من القاهره الشرقيه ميه خمسه وعشرين جنيه ليه؟

ردت عليه:مش هركب درجه مُكيفه يا حيوان عاوزنى أنا الدكتوره زينب السمراوى،أركب فى القشاش.

تبسم بسخريه قائلاً:يرضينى جداً،وأنا مالى هو أنا اللى كنت نقلتك،ما هى طولة لسانك هى السبب،من يوم ما إتخرجتى من كلية الطب مقضياها عقوبات،من مستشفيات الصعيد للقاهره ويوم ما ربنا كرمك وجيتى لهنا فى القاهرة وقولنا خلاص ربنا هيرضى عنك طولتى لسانك على إبن أخوا وزير الصحه،وأحمدى،ربنا إنها جت على قد نقل للشرقيه،يا ريته كان فصلك أو نقلك لحلايب وشلاتين.
،خدى الفلوس أهى،يارب القطر يولع.

تبسمت قائله:لأ قُطرات الصعيد بس هى اللى بتولع إنما الشرقيه لأ.

أخرج أخيها بعض النقود وبدأ يعد فيها،
تركت زينب مقدمة ملابسه وخطفت منه المال قائله:بلاش تعد لا تقل بركته،يلا هقوم أنا أنام بقى علشان هصحى بدرى.

قال مجد بذهول:بت هاتى الفلوس بتاعتى،معييش غيرها هصرف منين،بقية الشهر.

نهضت زينب قائله:روح أسحب غيرهم من أى مكنة سحب فلوس،هتغلب يعنى،إعتبرهم صدقه عن أموالك.

تبسم ساخراً:صدقة أموالى،يا عانس هتفضلى عانس طول ما انتى بتستقوى عليا وتلهفى فلوسى،يا عانس آل السمراوى.

تبسمت له قائله:آل السمراوى مين دول،دول مفيهمش راجل غير،بابا وبالباقى… ولا بلاش علشان خاطر،بابا.

تبسم والداها الذى دخل:كتر خيرك يا بنتى ربنا يسترك.

قبلت وجنة والداها قائله:تصبح على خير يا بابا،ماما فين.

رد صفوت:ماما نامت بعد العشا،حتى أنا اللى شطبت المواعين.

تبسمت زينب قائله:قولتلك قدامك حلين لغسيل المواعين،يا تشترى غسالة أطباق،يا تطلق ماما أو تتجوز عليها واحده وهى تغسل بدالك المواعين،بس المره دى إتجوز واحده بتشتغل فى بنك إستثمارى،مش شركة تأمينات،وخليها تشوفلى أخوها،إنشاله باباها أتجوزه،علشان مبقاش عانس آل السمراوى.

ضحك أخيها كذالك والداها قائلاً:مين اللى عانس آل السمراوى،دى زوزا أجمل بنت فى العيله كلها.

قبلت زينب رأس والداها قائله:تسلمليلى ويطولى بعمرك أنت الوحيد اللى رافع معنوياتى فى البيت ده.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشرقيه،قريه الزهار
بمنزل صغير مكون من دور واحد،بسيط الأثاث.
نادت تلك الأم(فاديه) على بناتها،كى يأتين لها.

بالفعل لبوا ندائها ودخلن خلف بعضهن
تبسمت لهن بحنان قائله:يلا يا بنات أنا حطيت العشا خلونا نتعشى مع بعض.

ردت أصغر البنات(هبه) قائله:مش هنستنى بابا لما يرجع،لو جه بعد ما أكلنا من غيره هيعمل مشكله زى عادته.

تلبكت فاديه قائله:العشاء آذنت من وقت وصلوها فى الجامع كمان وطلعوا،وهو مرجعش،وإنتى وراكى الصبح مدرسه وأختك جامعتها وأختك الكبيره عندها شغل فى المدرسه،يعنى لازم تناموا بدرى،علشان تصحوا فايقين.

جلست الابنه الوسطى(ليلى) أرضاً وأمامها طاولة الطعام قائله:أنا عندى محاضره بكره الصبح الساعه تمانيه،هقعد أكل كده كده،بابا هيجى يزعق بسبب وبدون سبب،فا مش هتفرق معايا.

تبسمن لها أختيها وجلسن هن كمان،كانت آخر من جلست هى أمُهن،
جلسن يتناولون طعام بسيط لكن بالنسبه لهن هى نِعمه

تبسمت لهن فاديه وهى تجلس جوارهن ،تتناول معهن الطعام،وهن يتسايرن معاً يمزحون ويمدحون،بطعام والداتهن،
لكن إنقلب هذا حين دخل عليهن
صفوان قائلاً:
قاعدين تاكلوا وتتسمموا،وتضحكوا مع بعض،ولا على دماغكم راجل البيت الشقيان،طول اليوم تحت رجلين الخيل علشان فى الآخر يجى،حتى اللقمه ميلقيهاش،أنا لو كنت خلفت ولد كان زمانه شال الحِمل عنى،لكن هقول أيه،ربنا إبتلانى،بتلات بلوات.

صمتن جميعاً عدا،ليلى التى قالت:
مين اللى قال علينا بلوات،إحنا أحسن من الرجاله،عندك بنت مُدرسه،والتانيه هتبقى دكتوره بيطريه،والتالته،فى آخر سنه فى الثانويه العامه،وناويه تبقى مهندسه،لو كنا تلات صبيان زى ما كنت حضرتك عاوز،يمكن كان زمانا صيع،وجايبين لك مشاكل مع اللى يسوى واللى ميسواش،ده غير تقريباً مش حضرتك اللى بتصرف علينا،اللى بتصرف علينا هى ماما،بتربى طيور تكبرها وتبيعها غير إننا كمان بناكل منها،أنا مش عارفه المرتب اللى بتقبضه كل شهر من شغلك فى مزرعة الخيل بتاع ولاد الزهار بيروح فين،طبعاً بيروح على شلة السو اللى بتسهر معاهم،وتعمل نفسك كريم قدامهم،يا ترى يا بابا لو فى يوم إحتاجت وطلبت منهم هيعطوك،هقولك،لأ لأنهم مش من دمك،ومش هيطمر فيهم.

تعصب صفوان قائلاً:
هقول أيه تربية مره أنا معرفتش اربيك واقطع لسانك ده.

قال صفوان هذا وجذب ليلى من شعرها،لتقف أمامهُ،كاد أن يصفعها،لولا أن وقفت مروه أمام يدهُ،لتأخذ هى الصفعه بدل عن ليلى.

وضعت مروه يدها على وجهها قائله بدموع:
كلام ليلى صحيح يا بابا،حضرتك عمرك ما صرفت علينا،غير الطفيف،كل فلوسك مضيعها،حتى قليل لما بقيت بتشتغل،وده كان سبب طرد هاشم الزهار لك من مزرعته،لأنك شخص متواكل مش بيحب يشتغل،وإنت عارف كويس ليه ولاد الزهار مستحملينك،بس هقولك يا بابا مستحيل أتجوز من إبن الزهار المشوه.

نظر صفوان لها بغيظ قائلاً:إبن الزهار المشوه اللى بتقولى عليه ده،لو عاوز أحلى منك هيترموا تحت رجليه،بس إنتى فقريه غاويه فقر زى أمك،اللى مطوعاكى على كده.

قال صفوان هذا وترك المكان بغضب ساحق،بينما
وقفت فاديه،وهبه وكذالك ليلى،وأقتربن من مروه التى ضمتها فاديه بحنان قائله:حقك عليا يا بنتى،معليشى.

ردت هبه الصغيره قائله:يارب ما يرجع تانى إحنا من غيرهُ مرتاحين.

تحدثت فاديه بعتب قائله:عيب كده يا هبه،ده باباكى،ومهما عمل إدعى له بالهدايه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل ضخم وفاره
منزل هاشم الزهار
بغرفة السفره.
تجلس تلك التى إسم على مُسمى
مُهره،وهى مُهره حقاً
تجلس برفقة إبن أختها الراحله
(وسيم الشامى)
وضعت الخادمه الطعام وإنصرفت من الغرفه.

تبسمت مُهره قائله:من زمان مكنتش بتعشى،بس طالما،رجعت خلاص نهائى من البعثه،بعد ست سنين،قليل لما كنت بتنزل،أنا اللى كنت بجيلك لندن، خلاص بعد كده،هنفطر ونتغدى ونتعشى سوا.

تبسم وسيم قائلاً: ليه فين خالى هاشم صحيح،حتى الغدا،برضوا أنا وانتى إتغدينا لوحدنا،وطول اليوم مشوفتوش.

ردت مُهره بغصه:أبداً مشغول،طول الوقت،كل شغل مزرعة الخيل عليه لوحده.

تحدث وسيم:لأ خلاص أنا رجعت،ومتخافيش،هساعده فى إدارة المزرعه واخليه يفضى،للمُهره الصبيه الجميله،اللى قدامى.

تبسمت مُهره قائله:خلاص الصبا والجمال،راح وقتهم.

نظر لها وسيم قائلاً بتعجب:مين اللى قال كده،ليه مش بتصى فى المرايا،إنتى مُهره هانم الزهار جميلة الجميلات،اللى وقع فى عشقها الفرسان،بس كان نصيبها،مع…..؟

ردت مُهره:كل شئ نصيب.

رد وسيم:فعلاً نصيب على رأى ماما الله يرحمها،ساعة القدر،يعمى البصر،بابا اللى كان من أقوى مروضى الخيول،يموت بعد ما وقع من على الفرسه،يوقع على دماغه،ويموت،كمان ماما بعدهُ بكم شهر ماتت بسكته قلبيه مفاجأه بدون أى مقدمات،وده كله وأنا كنت طفل مكملتش إتناشر سنه،بس ربنا كان بيحبنى،والمُهره الجميله هى اللى كملت تربيتى،وحافظت عليا،والله لو قولت مَعزتك فى قلبى،زى ماما وأكتر أبقى مش بكدب.

تبسمت مهره قائله:إنت أبنى،ياض،أتولدت على أيدى،أنا اللى إستلقيتك أول ما نزلت من بطن أمك،أنا اللى ولدتها،بصراحه لما شوفتك حسيت إن انا اللى ولدتك من احشائى،حتى كنت هنسى أقطع الحبل السرى،وقتها،أمك كانت طول عمرها مستعجله،زى ما تكون كانت حاسه إن عمرها قصير،كانت دايماً،تقولى وسيم إبنك،يا مُهره،أنا صحيح اللى حملت فيه ببطنى،بس من يوم ما أتولد بقيتى أنتى مامته،يلا ربنا يرحمها،ويعوضنى فيك.

قبل وسيم يدها قائلاً:ربنا يخليكى ليا،يارب،وتفتخرى بيا.

تبسمت مُهره قائله:أنا بفتخر،بأبنى
الدكتور وسيم الشامى،اللى أخد الدكتوراه من جامعة كمبريدج فى الطب البيطرى،وراجع تدرس فى كليه الطب البيطرى،ربنا يوفقك،خايفه عليك من البنات فى الجامعه،لما يشوفوك،هينسوا بتدرس لهم أيه،إنت إسم على مُسمى،يا وسيم.

ضحك وسيم

لكن قبل أن يتحدث دخل عليهم هاشم قائلاً:
بتضحكوا على أيه ضحكونى معاكم.

نظرت له مُهره بسخط قائله:عادى كنا بنتكلم،بس غريبه من زمان مكنتش بترجع للبيت بدرى كده.

رد هاشم:مش غريبه ولا حاجه،ناسيه إن وسيم،يبقى إبن بنت عمى المرحومه،وكمان أبوه كان من أمهر الخيالين اللى إشتغلوا عندنا فى مزرعتنا،وقدر يوصل إنه يتجوز واحده من بنات الزهار،وكان معروف بنات الزهار مش بيتجوزا،غير أصحاب المقام العالى.

رد وسيم:وبابا كان من اصحاب المقام العالى،يا خالى.
قال وسيم هذا ونهض من على طاولة السفره قائلاً:شبعت وكمان لازم بكره أروح الجامعه،من بدرى فى أوراق لازم أخلصها،علشان أستلم مهامى كدكتور،بالجامعه،تصبحوا على خير.

غادر وسيم الغرفه،نظرت مهره،لهاشم بضيق قائله:معناه أيه كلامك ده،انا عارفه من زمان إنت مش بتحب وسيم،بس متنساش انه إبن أختى وبنت عمك،وله نصيب أمه فى المزرعه،وباباه مكنش سايس،باباه كان خيال.

تبسم نصف بسمه وقال بسخريه:كان خيال،ومات بعد ما وقع من على فرسه كان بيحاول يروضها.

نهضت مهره قائله:الخيل ملهاش كبير،يا هاشم،واللى يفكر نفسه بقى خيال مفيش خيل تقدر عليه يبقى غلطان،تصبح على خير،عندى صداع هطلع أنام.

نظر هاشم لخروجها هامساً بسخريه:صغرتى سنين بمجرد ما رجع لك إبن أختك،الواد ده،شكله كده وارث القوه عن أبوه المرحوم،بس على مين،يا إبن الشامى،مش على هاشم الزهار.

بعد دقائق،دخل هاشم الى غرفة النوم التى تجمعه مع مُهره،وجدها،تخرج من الحمام،ترتدى،إحدى منامتها الناعمه،لم تكن عاريه،لكن هو عاشق لتلك المُهره منذ الصغر،وظفر بعشقها،وإن كان لديها نقطة ضعف فهى عشقها له.

إقترب منها،وحضنها،وإشتم عطرها،هامساً،بنبره تستطيع إذابتها وإمتثالها له:عطرك يسحر،يا مهره.
لم ترد عليه،رفع رأسه ونظر لعيناه الخضراء الساحره كأوراق شجر الربيع
دون مقدمات إنقض على شفاها بقبولات قويه للغايه،حتى كادت شفتاه تُدمى،وإنقض على جسدها،ينهش فيه كالذئب الجائع،الى إن شعر بالنشوه،وهو ينظر الى تلك الخربشات التى تركتها أضافرهُ حول عُنقها،وصدرها،ويديها.

بينما مهره رغم ألم جسدها،نظرت له بأشمئزار،وأدارت ظهرها،له،وحاولت النوم،لوقت،لكن جفاها النوم،فنهضت من جواره،وذهبت الى داخل الحمام،وأتت بحبة منوم،وتناولتها ثم إرتشفت قطرات الماء.

تحدث هاشم بسخريه قائلاً: برضوا هتاخدى منوم علشان تعرفى تنامى،واضح إنك أدمنتى النوم بمنوم.

نظرت له پأشمئزاز،دون رد.

سخر هاشم قائلاً:ليه مش بتردى عليا،ولا يمكن بتاخدى المنوم ده كمسكن،كبرتى خلاص ومبقتيش الشابه اللى كانت عفيه.

فهمت مهره معنى قوله وقالت:إنت اللى مش هتبطل المنشطات اللى بقيت بتتعطاها دى،وبتخليك زى التور،حاذر منها إن كانت بتحسسك بالقوه،فأضرارها على المدى البعيد قويه.

ضحك هاشم عاليا يقول:منشطات،منشطات أيه،أنا هاشم الزهار،ديب مش فرس ،هفضل بصحتى وقوتى،مش زى المهره لما تعجز.

نظرت له مهره،بسخريه،وشعرت ببداية مفعول المنوم،فتوجهت للفراش ونامت بصمت.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا فخمه ذات طابع عتيق،تتوسط مجموعه من الأفدنه الزراعيه المزروعه،ببعض أشجار الفواكه المختلفه،وأيضاً بعض أشجار الصفصاف على جوانبها مزروعه كمصدات هواء،ويوجد بالمزرعه إستطبل خيل كبير جداً،ومضمار كبير لترويض،وتريض تلك الخيول العربيه،بمختلف فصائلها.

بغرفه نوم وثيره.
كان نائماً يحلُم بذالك الحلم الملازم له منذ سنوات بعيده،دائما ما يتكرر،لكن فى الفتره الأخيره أختلف الحلم عن ما حدث بالواقع،أو بالأصح بنيران الماضى.

كان يحلم،بنيران تشتعل بالمكان،يرى هرجلة الخيول،وهى تحاول الفرار من بين النيران،
لكن النيران تحصُد كل ما يقف أمامها،تلتهمه،أنها نار بُعثت من جهنم،بيوم صيفى حار حارق،النيران تُخفى أثر كل شئ،،هو يقف أمام النيران يشاهدها كأنها عرضاً على شاشة تلفاز
لكن فجأه من بين النيران،خرجت فتاه بيدها دلو،تقترب منه تكسر الحاجز،بينهُ وبين النار
الى أن أصبحت أمامه،وجهها كان مخفى الملامح بسبب دخان النيران الذى يمنع رؤيته تفاصيل وجهها،رأها تقترب منه،
فقال: إنتى مين
لم تجيب عليه وفجأه،رفعت يدها قامت بألقاء محتوى الدلو الذى كان بيدها فى وجههُ.

أستيقظ فزعاً يتصبب عرقاً،كأنها بالفعل ألقت عليه محتوى الدلو،شعر بأشتعال غريب بقلبه،ليست نيران إنتقام،لا يفهم سبب لذالك الشعور الذى بقلبه،من تلگ الفتاه التى تخرج من النيران،لما تحمل معها دلوً،ما محتوى هذا الدلو،هل مياه،إم ماده تُزيد إشتعال النيران
عقله يشت منه ،لما يُشعل عقله هذا الحلم،هو عايشه بالحقيقه منذ سنوات،رأى حريق ضخم ونيران تلتهم كل ما يقف أمامها،لكن الفتاه،هى الجديد ظهورها بهذا بحلم تحقق بالماضى،
نهض من على فراشه،وتوجه الى الحمام،وقف قليلاً أسفل المياه المُنهمره على جسده،كأنها ترطب جلدهُ،خرج بعد قليل،وإرتدى ملابسهُ وغادر الغرفه،وتوجه الى إستطبل الخيل.

بينما بأستطبل الخيل.
كان هناك شاب يافع فارع الجسد،
يقف خلف مضمار ترويض الخيول،يتابع جرى تلك الفرسه العنيده،بالمضمار،يفكر فى تلك الرقيقه،التى سَلبت قلبهِ منذ أن عاد مره أخرى الى القريه،يتمنى أن ينولها،لكن هى،كتلك الفرسه التى تجرى بالمضمار،آبيه،وعنيده،حاول معها لكن هى صدته،حتى أنه يتحمل من أجلها،والداها،عاله عليه ،ذالك السائس،الذى لا يعمل تقريباً،فمن أجل أن ينال عطر الزهره عليه أن يتحمل أشواكها،التى تُدمى قلبه،المسلوب،بحب الجميله.

عاد من سرحانه،بتلك الفرسه،حين شعر بيد أخيه على كتفه،لف له قائلاً:كنت عارف إنك مش هتقدر تنام يا رفعت،بسبب تفكيرك فى الصفقه اللى هتم النهارده.

تبسم رفعت يقول:وإنت أيه اللى مسهرك هنا يا رامى جنب إستطبل الخيل،وكمان واقف قدام المضمار،وسايب الفرسه مفكوكه،وبدون سرج.

تبسم رامى قائلاً:نفس اللى مقدرتش تنام بسببهُ بفكر فى الصفقه دى،لو قدرنا نبيع الفرسه دى، بالسعر اللى يناسبها، يبقى ضمنا ربح كبير من سلالة الخيل دى.

تبسم رفعت بثقه:واثق إن الفرسه دى هتجيب سعر أغلى وأعلى من كل الفرسات اللى سبق وأتباعت قبلها.

تبسم رامى قائلاً: وانا كمان واثق،كان مين يصدق،رجوع ولاد رضوان الزهار مره تانيه لسوق الخيل،والسبب كان فرسه،هى اللى نجيت من الحريق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى.
صباحاً
أمام كلية الطب البيطرى،بالشرقيه.
..
كانت تسير ليلى مع زميلاتها بالدفعه،غير منتبه للطريق،
حتى لم تشعر،بتلك السياره الأتيه المُسرعه،والتى كادت أن تدهسها،لولا أن جذبتها إحدى صديقاتها،
وقفت ليلى غير مستوعبه ما حدث،من ثوانى كادت أن تدهسها تلك السياره الفارهه،حتى ان سائق السياره لم ينزل من السياره أو حتى يعتذر.

نظرت لها زميلتها قائله:ليلى مالك واقفه مذهوله كده ليه،الحمدلله أنتى بخير،شكله واد صايع،وهرب بالعربيه.

ردت ليلى،مين اللى هرب،ده رقم العربيه إتسجل هنا،خلينا نروح نحضر المحاضره وبعدها،ربنا يحلها.

دخلت ليلى الى قاعة المحاضرات وجلست هى وصديقتها،يتهامسن،الى أن سمعن صوت إغلاق باب قاعة المحاضرات وسمعن صوت
إنتبهن
وسمعن:
أنا الدكتور وسيم الشامى،دكتور جديد هنا فى الكليه مش جديد قوى انا متخرج من الجامعه دى أصلاً،بس كنت فى بعثه لجامعة كمبريدج،وخلاص حصلت عالدكتوراه،ورجعت تانى،للمكان اللى كان فيه بدايتى،هكمل معاكم بقية السنه،بتمنى نكون أصدقاء،واللى مش فاهم او عنده مشكله فى نقطة مش فاهمه،يقدر يسألنى عليها،وأنا هعيد شرحها من تانى،فى سكشن العملى.

تبسمت ليلى بتوهان قائله بهمس:يا حلاوتك،يا جمالك،ده دكتور فى كلية طب بيطرى،يا بخت الغزلان بيك.

نغرتها زميلتها قائله:بتقولى أيه يا هبله ركزى،للدكتور،ياخد باله من هبلك ده.

تبسمت ليلى قائله:طب ياريته ياخد باله منى،بقولك أيه،متعرفيش الدكتور ده مرتبط أو لأ.

ردت زميلتها:أول مره أشوفه،وأعقلى كده شويه،هو صحيح دكتور طلقه،بس إمسكى نفسك شويه،مش قدام زمايلك يقولوا أيه.

ردت ليلى:يقولوا اللى يقولوه وحتى لو مرتبط مش مشكله أتجوزه على ضره.

ردت زميلتها:عقلك خلاص ضرب ركزى فى المحاضره.

صمتت ليلى لكن لم تكن تركز فى المحاضره،لا تعرف سبب لتلك التوهه،التى تشعر بها بعقلها للمره الاولى.

إنتهت المحاضره.

حاصر التلاميد وسيم ووقفوا،يتحدثوا معه،حتى ليلى هى الاخرى،كانت من ضمنهم،لكن لم يركز وسيم،بأى أحد منهم كان يرد فقط على أسئلتهم الخاصه،بالمنهج،الى أن أستأذن منهم وتركهم،
كانت ليلى تسير خلفهُ الى أن وصل الى سيارته،رأته يركب سيارته ثم غادر،صدفه وقع بصرها على رقم السياره.
قالت:دى العربيه اللى كانت هتدهسنى،ياريتك دهستنى،كانت هتبقى أحلى دهسه.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهراً
أمام أحد المدارس الأجنبيه الخاصه،بالشرقيه.
كان يقف رامى بسيارته

بينما مروه تمشى بجوار أحد زملائها الشباب المدرسين،بالمدرسه،يتحدثان بزماله،الى أن خرجا من بوابة المدرسه،وتوجهوا،الى ذالك الباص الخاص،بالمدرسه،ركبت مروه بمقعد جوار زميلها،وظلوا يتحدثوا،سوياً،

كان رامى يراقب ذالك الموقف منذ بدايته،تنهشه الغيره،وأزدادت حين توقف الباص،بمكان قريب من منزل مروه
نزلت مروه من الباص،كادت تتعثر،لولا زميلها مسك يدها،الى أن نزلت من الباص.

رأى رامى هذا الموقف،كم ود تحطيم رأس زميلها هذا،لكن..

سارت مروه بضع خطوات،قبل أن تشعر بيد تسحبها الى شارع جانبى وضيق بالقرب من منزلها.
إنخضت فى البدايه،ثم نفضت يدهُ قائله:فى أيه،يا رامى،إبعد عنى.

ضرب رامى الحائط خلف مروه قائلاً:مين اللى كنتى ماشيه معاه وانتى طالعه من المدرسه ده.

ردت مروه:وانت مالك،وسبق وقولت لك إبعد عن طريقى،مش هتشترينى،زى ما سبق وإشتريت بابا،وفر على نفسك مراقبتك ليا.

إقترب رامى أكثر من مروه المسافه بينهم تكاد تكون معدومه،شعرت بأنفاسه القويه المتلاحقه جوار أذنها،وأخترق همسهُ أذنها حين قال:أنا لغاية دلوقتي بتعامل معاكى بأخلاق الفرسان،بس صدقينى،إنتى من نصيب رامى الزهار،وزميلك ده،إياك تانى بس ألمحه جنبك،تبقى بتكتبى نهايته.

قال رامى هذا ثم إبتعد عنها وتركها وذهب،بينما مروه شعرت ببعثره ومقت من ذالك المشوه كما سمعت عنه من أهل القريه،رغم أن وجهه ليس به أى تشوهات،لكن،رأت بعض أثار الحريق،بمعصم يديه،وأهل القريه تقول عنه أنه نجى من النيران لكن إحترق جسده وقتها.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرا.
بالقطار
وقفت زينب،تستعد للنزول من القطار بأقرب محطه لتلك القريه التى تقصدها.

حين نزلت من القطار
حملت حقيبتة ملابسها الصغيره على كتفها
وسارت تسأل أحد الماره عن مقصدها
أجابها أنه ليس من تلك المنطقه ولا يعرفها
سارت تسأل أخر نفس الجواب
حدثت نفسها هو أنا أتنقلت لمنفى ولا أيه محدش يعرف أسم القريه دى
أما أفتح الموبيل أشوف البلد دى كده عالخريطه ولا لأ
قبل أن تفتحه وجدت أتصالاً عليها

نظرت للشاشه وتبسمت
وردت على من يتصل عليها
تبسمت حين سمعت من تقول لها
ها دكتورتى أم لسان زالف وصلت الشرقيه ولا لسه

ردت ببسمه: أنا وصلت للشرقيه بس القريه الى فيها المستشفى لسه واضح كده أنها مش عالخريطه يظهر نقلونى المره دى المنفى

سمعت ضحكة والداتها قائله:علشان تتربى وتتأدبى وتمسكى لسانك بعد كده حد كان قالك سبى
دكتور زميلك وتقولى له يا فاشل أهو الفاشل أبن أخو وزير الصحة
أحمدى ربنا أنها جت على قد نقل بس

ضحكت قائله:تعرفى الوزير ده غبى أنه نقلنى أصله نقلنى صحيح لقريه بس الغبى نقلنى كمديره لمستشفى وانا لسه مكملتش التلاتين عارفه ده معناه أن أى مستشفى هتنقل لها تانى هبقى فى نفس الدرجه يعنى ممكن على السنه ما تخلص تكون الوزاره أتغيرت ويخلع هو و ارجع تانى للمستشفى اللى كنت فيها وأبقى مديره على أبن أخوه ووقتها هعرفه مقامه
يعنى الغبى نفعنى مش ضرنى وبعدين كمان هو أول مره أشتغل فى مستشفيات بعيده عن القاهره انا أخدت تكليف سنتين فى الصعيد
فاكره

ردت عليها:فاكره المشاكل الى كنتى بتعمليها دا لو مش خافوا عليكى يقتولك مكنوش نقلوكى من الصعيد أنتى مالك بمشاكل الناس بس الشرقيه مش زى الصعيد هاديه وبيقولوا عليهم أهل كرم رغم انى سمعت أنهم يعتبروا صعايده فى عادتهم
سيبينا من كده أما توصلى السكن أتصلى علينا علشان نطمن عليكى
ردت عليها:تمام يا ماما خلى بالك من بابا وبلاش تتحرشى بالراجل فى غيابى وتقولى مدرس أول علوم أه مش عاوزه أرجع ألاقكى منفوخه وتقولى لى كانت غلطه دوبت من نظرة عيونه،كفايه عندك واد وبنت على وش جواز بدل ما تجوزيهم و تشيلى ولادهم عاوزاهم هما الى يشيلوا عيالك
ضحكت والداتها قائله:قبيحه ياريتنى ما دخلتك طب،فى أمان الله ربنا يسترك.
…..
أغلقت الهاتف ونظرت أمامها وجدت توكتوك أشارت له قائله
لو سمحت يا أخ هو قريه الزهار دى أروحها منين

رد سائق التوكتوك: أنا من هناك وراجع تانى أركبى أوصلك لها

ركبت التوكتوك…وتحدثت قائله:هى القريه دى مش عالخريطه ولا أيه كل مسأل حد عليها يقولى معرفش

رد السائق:
لا يا أبله دى البلد بتاعتنا بالذات مشهوره على مستوى المركز كله

ردت بسخريه: أبله وماله مش مهم
بس قولى أيه سر شهرتها بقى

رد السائق: الزهار..دى عيله كبيره هنا دول كانوا أقطاعيين ومحدش كان بيقدر يتوقف قدامهم
بس بقوا منقسمين من يوم
ما رفعت بيه الزهار بقى رجع هنا وبقى له كلمه على كل الى فى البلد الكبير قبل الصغير خلاف ولاد العم بس عارفه يا أبله
رفعت بيه ده جبار
بس أنتى مقولتليش أنتى جايه لمين عندنا

ردت عليه: أنا أبقى مديرة المستشفى الجديده

دار السائق وجهه ونظر لها قائلا بتعجب:
أيه حضرتك مديرة المستشفى

ردت بتأكيد أيوا أنا أيه الغريب فى كده منفعش وبعدين أنتبه للطريق

نظر السائق أمامه قائلاً: مش قصدى بس حضرتك شكلك سنك صغير قوى على مديرة مستشفى

تبسمت قائله: لأ مش سنى صغير ولا حاجه
وصلنى للمستشفى بقى ويبقى كتر خيرك

تبسم السائق: امرك يا دكتوره نورتى بلدنا

بعد دقائق
توقف السائق قائلاً:وصلنا المستشفى أهى يا دكتوره
نزلت من التوكتوك مبتسمه تقول شكراً لك حسابك قد أيه

رد السائق: خليها عليا يا دكتوره

تبسمت له قائله لأ متشكره كتر خيرك ها بقى قول قد أيه وبلاش لؤم الفلاحين ده

ضحك السائق:لها وقال الى تجبيه منك مقبول
وضعت حقيبة ملابسها على الأرض وأخرجت حقيبه صغيره منها وأخرجت بعض المال وأعطته للسائق الذى شكرها وذهب

أنحنت تأخذ الحقيبه من على الأرض وأتجهت الى باب دخول المشفى
وتفادت تلك الحُفره الضحله أمام المشفى
لكن أتت سياره فخمه مُسرعه وداست على الحُفره
لتلطخ مياه الحُفره على وجهها وملابسها بالكامل

مما ضايقها لتقول بصوت عالى يا حقير يا حمار

لم ينتبه لها سائق السياره
لكن أقترب منها حارس المشفى قائلاً بحده:
مش تعرفى بتشتمى مين قبل ما تقفى تسبيه
أنتى مين يا ست

ردت بأستهزاء قائله: ويا ترى بيكون مين بقى

رد الحارس:ده رفعت بيه الزهار
أكبر تاجر خيول فى مصر كلها

ردت بحده: تاجر خيول تاجر حمير مش فارقه كلهم من ذاوت الأربع زى الحقير الى سايق ده
وأنا أبقى بقى الدكتوره
زينب السمراوى
مديرة المستشفى دى

نظر لها الحارس مندهش غير مستوعب

تبسمت بسخريه هو فى أيه كل ما أقول أنا مديرة المستشفى الى قدامى يستغرب
واضح أن وقعت فى بلد غريبه
ولكن لم تدرك أنها وقعت فى
عشق بين نيران الزهار
…….
هتقولولى كملى ولا أغور
،البارت الجاى،يوم الأحد ،وهحدد مواعيد ثابته للروايه،وده بناءً على تقبلكم للروايه
#يتبع
للحكاية بقيه

الشُعله الثانيه 🔥”بره الشبابيك ”
ـــــــــــــــــــــــ
تركت زينب الحارس لذهوله ودخلت الى ذالك المشفى، أو بمعنى أدق الوحده صحيه.
سارت بين الأروقه، لا تستعجب، فليست المره الأولى التى تعمل بوحده صحيه، كهذه، وبالطبع تعرف طريقة العمل بمثل هذه الوحدات الصحيه، تبسمت بسخريه وهى ترى بعض الطيور تسير، بحديقة الوحده المزروعه ببعض أنواع الخضراوات الورقيه، مثل (الجرجير، البقدونس) تبسمت قائله:
يا ترى مين صاحبة المسئوليه عن المشروع الاقتصادى فى الوحده دى، ليه مش بتسقى الجرجير وسيباه دبلان كده،سوء تأديه عمل، يلا إستعنا عالشقى، بالله ، إنحنت تقطف عودان من الجرجير، والبقدونس،
لكن سمعت من خلفها إمرأه تقول بتحذير:
جرى أيه يا ابله، بتمدى إيدك على زرع الجنينه ليه، ده مصدر، رزق.

إستقامت زينب تفرك يديها من التراب قائله بتهكم: أبله برضوا، وماله، بقولك أيه إنتى بتشتغلى، هنا فى الوحده دى.

ردت المرأه: أيوه أنى تمرجيه هنا فى الوحده، والزرع اللى كنتى بتقطعى فيه ده، أنى اللى زرعاه بسترزق منه، بدل ما تمدى إيدك عليه،عاوزه منه إشترى .

ردت زينب: لأ مش عاوزه معليشى سامحينى،بس ليه سايبه الزرع عطشان،أسقيه بدل ما هو دبلان،وطالما بتشتغلى هنا فى الوحده دى،تمرجيه زى ما بتقولى ممكن تدلينى على مكتب المسؤول عن إدارة الوحده دى.

نظرت التمرجيه لزينب بتمعن تتفحصها،وقالت:شكلك مش من بلدنا،و شنطة الهدوم الصغيره اللى فى ايدك، تقول إنك غريبه وعاوزه تأجرى سكن فى بلدنا،الجاح “طارق التقى”
هيخدمك،وهو كمان اللى ماسك إدارة الوحده،لحد ما وزارة الصحه تبعت لينا مدير جديد للوحده.

ردت زينب:تمام ودينى بقى للحاج طارق ده.

ردت التمرجيه:تعالى ورايا،شكله كده،زى حالاتنا،جايه لهنا علشان لقمة العيش،ربنا،يرزقك،بالحلال.

تبسمت زينب،بسخريه،وقالت:آمين يارب يغنينا بالحلال عن الحرام.

سارت زينب خلف تلك المرآه،التى ظلت تتحدث وتمدح أحياناً وتذم أحياناً أخرى،كانت عين زينب،تتابع أروقة الوحده،تبدوا جيده وكبيره،على قريه كهذه.

طرقت التمرجيه باب أحد الغرف،ثم دخلت بعد أن أذن لها من بالداخل.

دخلت التمرجيه وخلفها زينب،تحدثت التمرجيه: معليشى يا جاح طارق،إنى عارفه مشغولياتك،بس الأبله دى طلبت إنها تقابل اللى بيدير الوحده،شكلها…..

قطعت زينب حديثها قائله: أنا مش أبله،
أنا الدكتوره،،زينب السمراوى،المديره الجديده للوحده دى.

تصنمت التمرجيه عينيها على زينب ،كذالك طارق،نهض واقفاً متعجباً،ينظر لها.

نظرت زينب لهم بسخريه قائله:فى أيه مالكم،هو أنا قولت أيه يخليكم تبصولى،بالطريقه دى.

نفض طارق رأسه يبتلع ريقهُ قائلاً: حضرتك بتهزرى،طب لو كلامك صحيح،ممكن تورينى الكارنيه الطبى بتاع حضرتك.

ضحكت زينب بتهكم قائله:وماله،
قالت هذا،ووضعت الحقيبه التى بيدها على المكتب وفتحت أحد الجيوب الجانبيه وأخرجت منها،بطاقه خاصه بمزاولة مهنة الطب،وكذالك هوايتها الخاصه قائله،بنفس التهكم:
ادى الكارنيه الطبى بتاعى وكمان البطاقه الشخصيه وكمان زيادة تأكيد،إتفضل أدى قرار نقلى هنا كمديره للوحده،ممضى من وزير الصحه نفسه.

أخذهم طارق من يدها،وقرأ مضمونهم،ونظر،لها قائلاً:آسف،بس حضرتك،يا دكتوره شكلك صغير على إنك تبقى مديره للوحده صحيه.

ردت زينب بثقه:أصلى عندى كفاءه عاليه،دلوقتي كل المطلوب منك تسلمني ادارة الوحده دى.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمضمار نادى للفروسيه شهير،كانت تجرى تلك المُهره،بعنفوان،وتقفز فوق الحواجز بمهاره عاليه،فهى مُدربه على يد خيال ماهر،يجلس بثقه وهدوء يُشاهد بعين الآخرين،الإنبهار،بقوة وعنفوان ومرونة تلك المُهره.

بعد مُضى وقت،تحدث أحد الجالسين،وما هو الأ رجُل أعمال خليجي شهير:
تلك المُهره،تُشبه مُهره يوماً،رأيت مثلها لدى والداك الراحل،يا “سيد رفعت”،تمنيت شرائها وقتها،لكن لم يمهلنى القدر وقتها،كنتُ مررت ،بوعكه صحيه،لكن اليوم،لن أتخلى عن إمتلاك تلك المُهره،وبالثمن الذى تريده،دون فِصال.

تبسم رفعت بمجامله قائلاً:هى هديه منى لك ،لا تُقدر بثمن،هى من سُلاله تلك المُهره التى،رأيتها يوماً،لدى والدى لقد حافظت على تلك السُلاله بمزرعه خاصه،ولدى العديد من نسلها،لكن بالطبع ليسوا مدربين مثل تلك المُهره،هم طوع الترويض والتدريب.

تبسم رجُل الأعمال قائلاً:
إذن لن يكون هذا هو التعامل الأول بيننا،سأشترى هذه المُهره لى،لكن أريد مُهره أخرى مثلها،كهديه لصديق لى يعيش باكنجهام بإنجلترا،يهوى الخيول الأصيله،سأرسل له فيديو خاص لتلك المُهره،وسيُجن حين يرى مهاراتها وقوتها.

قال الرجل هذا وأخرج هاتفه،وقام بضرب بعض الارقام ثم إنتظر قليلاً،الى أن آتتهُ رساله على هاتفه.

تبسم ل رفعت قائلاً:لقد تم تحويل مبلغ مالى،بقيمة تلك المُهره لحسابك الخاص،بإمكانك التأكد من ذالك، بالأتصال عبر الهاتف،بالبنك، الذى قولت سابقاً أنك تتعامل معه.

تبسم رفعت ورد بحنكة تاجر:كلمتُك،لديا ثقه مبارك عليك المُهره،وسأسعى سريعاً لترويض مُهره أخرى،كى تصبح أقوى من تلك المُهره،حتى تهاديها لصديقك الإنجليزى فى أقرب وقت.

قال رفعت هذا وتبسم هو ظفر بالصفقه التى كان على يقين أنه سيفوز بها بفضل تلك المُهره التى عكف على تدريبها فى الأشهور الأخيره.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقت غروب الشمس،بمنزل هاشم الزهار.

كانت مُهره تجلس بشرفه كبيره بالمنزل تُطل على حديقة المنزل،تتطلع لغروب الشمس التى تختفى وتُخلف،خلفها ظلاماً رويداً رويداً شردت مُهره بالغروب،هى قديماً كانوا ينعتوها بالمُهره الذهبيه ل عائلة الزهار،لكن كما يقولون،لاشئ يبقى على حاله،هى أصبحت مثل تلك الشمس التى تغروب،هل هى الآخرى رونق ذهبيتها أصبح ينطفئ…

قبل دقيقه واحده
سأل وسيم إحدى الشغالات عن مكان خالته”مُهره” فدلته على مكان جلوسها،بالشرفه المُطله على حديقة المنزل،
ذهب الى مكان جلوسها،
تبسم حين رأى نسمات الهواء الربيعى تُداعب خُصلات شعرها الغجرى الطويل الذى يمزج بين اللونين الذهبى والكستنائى،مع منظر غروب الشمس تُعطيها هاله من الجمال،لوحه فنيه لطبيعه ناعمه
تحدث بمديح:
لو كنت رسام كنت رسمتلك لوحه فنيه،تساوى ملايين،وتسُر العيون،مُهره وجدايلها الغجريه مع منظر غروب الشمس خلفها تسحر.

إستدارت مُهره تنظر ل وسيم مبتسمه بغصه وقالت: الجدايل الغجريه،خلاص صابها الشيب،والغروب خلاص ساب الظلام يدخل .

نظر وسيم لها بتعجب قائلاً:شيب أيه اللى صابها،واضح إن المرايه اللى بتقفى قدامها،إزازها عتم وعاوز يتغير،وحتى إن الشمس غابت فى قمر هيشق الضلمه مكانها.

شعرت مُهره بحسره لكن أخفتها وتبسمت قائله:بلاش بكش،وقولى،هو إختلاف الوقت بينا وبين إنجلترا،لسه مأثر عليك ولا أيه،من وقت ما رجعت من الجامعه نايم،فكرتك مش هتصحى غير عالعشا.

تبسم وسيم يقول:لأ مش فرق التوقيت،أنا كنت مرهق من بعد ما رجعت من الجامعه،خلصت أوراق رجوعى للجامعه وكمان،دخلت محاضره،ومكنتش نمت كويس إمبارح.

تبسمت مهره بخبث قائله:وأيه اللى طير النوم من عينيك إمبارح،قولى لو الموضوع فيه بنت،حلوه.

تبسم وسيم قائلاً: أنا مشوفتش أجمل منك يا مُهرة الزهار،وقلة نومى،ممكن بسبب تغيير المكان،بلس إرهاق السفر،مش أكتر.

تبسمت مهره لكن قبل ان تتحدث،آتت إحدى الشغالات قائله:
مدام مُهره انا رايحه للصيدليه أجيب لحضرتك الدوا،تؤمُرينى بحاجه تانيه.

إنخص وسيم واقترب من مهره قائلاً:مالك خير،بتشتكى من أيه.

تبسمت مهره:خير يا حبيبى،هو شويةإرتفاع فى الضغط وصداع مش أكتر.

نظر لها وسيم قائلاً:طب وايه سبب إن ضغطك مرتفع،وكمان سبب الصداع،لازم تعملى إتشيك آب كامل.

ردت مهره:أنا عملت إتشيك آب كامل وكانت نتيجتهُ كويسه،بس بحاول أظبط الضغط مع الوقت،واكيد الصداع من الضغط،ومع الوقت هيروح.

تبسم وسيم قائلاً:إنشاء الله انا،رجعت وكل شئ هيتظبط،ودلوقتى هاتى الروشته انا اللى هروح للصيدليه أجيب العلاج.

تبسمت مهره قائله:ليه،إنصاف هتجيبه وتجى،وخليك مرتاح.

رد وسيم:بالعكس انا عاوز إتمشى شويه فى البلد من سنين مجتش هنا،عاوز أشوف قد ايه البلد إتغيرت.

تبسمت مهره قائله:براحتك بس متغبش علشان نتعشى سوا.

تبسم وسيم،وأخذ الروشته وغادر.

تنهدت مهره،براحه،قائله:كنت مستنياك ترجع،يا وسيم،علشان ترجعلى الحياه.
******
بعد دقائق
بأحد صيدليات البلده
تبسمت تلك الصيدلانيه قائله:
مش عارفه سبب لكسوفك ده،يا مروه،فى بنات كتير بيجوا بنفسهم يشتروا،المستلزمات النسائيه دى من الصيدلى اللى بيقف فى الصيدليه،،مش عيب.

تبسمت مروه قائله:بس انا بنكسف بصراحه،كويس إنى لحقتك قبل الصيدلى ما يجى يستلم وردية الليل،وياريت تحطيلى الحاجات دى فى كيس أسود.

تبسمت الصيدلانيه لها،وذهبت تاتى لها بما تريده من مستلزمات خاصه للنساء،ووضعتها بكيس بلاستيكى أسود،ووقفن يتحدثن معاً،
لبضع دقائق،قبل ان يدخل ذالك الزائر
يُلقى السلام.

رددن عليه السلام.
نظرت مروه للصيدلانيه قائله:همشى انا بقى زمان ماما إستغيبتنى.

تبسمت لها الصيدلانيه قائله:إبقى سلميلى عليها.

أثناء إستدارة مروه للمغادره دون إنتباه منها،صدمت بذالك الشاب،لسوء حظها،وقع منها ذالك الكيس الذى كان بيدها،ووقع بعض من محتوياتهُ أرضاً،
إنحنى الشاب،وساعدها بجمع المحتويات،لكن ربما لسوء حظهُ هو الآخر رفع وجهه،ينظر لها كى يعتذر،تلجم لسانه،ينظر لها مُنبهراً،بتلك الجميله،التى وجهها أشبه بتفاحه طازجه،كان وجهها أحمر خجلاً،جمعت ما وقع ووضعته بعشوائيه بالكيس،وإستقامت، وكادت ان تغادر الصيدليه،لولا نداء الصيدالانيه لها قائله:
مروه نسيتى الباقى.

إرتبكت مروه وردت بخجل:خليه وهجيلك مره تانيه نبقى نتحاسب.

تبسمت الصيدلانيه،وقالت:أؤمر حضرتك.

لم ينتبه لحديث الصيدلانيه له،الأ حين قالت مره أخرى بصوت أعلى:
أؤمر حضرتك.

إنتبه أنه مازال جاثى،فنهض وقال:ممكن تصرفيلى الدوا اللى فى الروشته دى.

أخدت من يدهُ الروشته،وقالت:
حضرتك تقرب لمدام مُهره الزهار.

رد عليها قائلاً:أيوا أنا إبن أختها،بس بتسألى ليه؟

ردت الصيدلانيه:مفيش أصل الروشته دايماً إنصاف الشعاله عندها هى اللى بتيجى تصرفها،وحضرتك بشوفك لاول مره وواضح من هندامك إن مش من الشغالين عندها.

تبسم وسيم يقول: هو ممكن أسألك سؤال،هى مين البنت اللى مشيت دى؟

ردت عليه بأختصار:دى مروه.

رد عليها وسيم:ما انا سمعتك قولتى إسمها،بس هى تبقى بنت مين؟

ردت الصيدلانيه:دى بنت صفوان منسى،باباها بيشتغل سايس فى مزرعة ولاد رضوان الزهار.

تبسم وسيم ولم ينتبه لقول الصيدلانيه له:مدام مهره لازم تخف من الادويه دى مع الوقت ممكن تدمنها،وليها تأثير مش لطيف عالمخ.

لكن وسيم كان شاردًا،بتلك الجميله،،مروه،لم ينتبه الا حين قالت الصيدلانيه:
إتفضل الدوا حضرتك.

إنتبه قائلاً:سعر الدوا قد أيه.

قالت له الصيدلانيه سهر الدواء،فأعطاهُ لها ثم غادر الصيدليه،وقف أمامها لثوانى عيناه على الطريق ربما يلمح طيف هذه الجميله،لكن إختفت،لكن لا بأس هو يعلم إسمها وكما يقولون،من يسأل لا يتوه عن بداية طريق القلب.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
بالمسكن الخاص بالاطباء لتلك الوحده الصحيه،وهو عباره عن منزل يقع خلف ظهر مبنى الوحده نفسها مكون من ثلاث طوابق،بالطابق الثانى،
جلست زينب على أحد الأرائك،وأضجعت بظهرها،وقامت بالرد على مكالمة الفيديوعلى هاتفها قائله بمرح:
بابا حبيبى،وحشتنى قوى،اوعى تكون ماما بتتحرش بيك،وساكت،إنزل أعمل لها محضر عدم تعرض فى القسم.

تبسمت حين سمعت و رأت وجه والداتها تقول:وانا اللى زعلانه وبقول الشقه ملهاش حس من غير زينب ومجد،انا ماليش غير إبنى مجد،إنما إنتى بنت باباكِ.

تبسم صفوت قائلاً:خلاص بقى،إنتم عاملين زى توم جيرى،ها يا زوزو،عملتى أيه.

ردت زينب:إستلمت الشغل،لو تشوف ذهول الموظفين هنا لما قولت لهم إنى مديرة الوحده الجديده،مش مصدقين،بس الاغرب بقى الوحده دى كبيره دى تعتبر مستشفى،يلا ربنا يسهل،ودلوقتى انا فى السكن الملحق بالوحده دى،شقه تلات أوض وصاله ومطبخ وحمام،سوبر لوكس.

تهكمت هاله قائله:سوبر لوكس،يا بيئه،كويس يعنى احسن من خدمتك فى الصعيد،الشرقيه هاديه،بس إنتى مش هاديه،أى مكان تروحى له بركاتك بتحل عليه،بلاش افعالك الشرسه،المره الجايه هينقلوكى للمنفى.

ضحكت زينب قائله:لأ انا بعد ما خدت لفه فى الوحده دى عجبتنى،وناويه إنشاء الله أفضل فيها كم سنه كده قبل ما أخربها.

ضحك مجد وكذالك هاله.

تحدثت زينب:يلا بقى انا هلكانه طول اليوم هدخل أخد شاور،أنام،أسكتى،يا ماما مش لقيت كمان فى الحمام،بانيو،وميه،سُخنه وساقعه،لأ الوحدات الصحيه إتطورت،يلا بقى هكلمكم بكره،ودلوقتى هقوم إتنقع فى البانيو شويه أفُك عضمى.

تبسمت هاله قائله:بالسلامه،ربنا يصونك ويسترك.

أغلقت زينب الهاتف،ونهضت تتجه ناحية ذالك الشباك الزحاجى بردهة الشقه،السماء صافيه،لكن،بها بعض النجوم القليله،فالطقس مازال فى منتصف الربيع،وهنالك قمر يبزوغ من بعيد،تراه من خلف هذا المبنى العالى القريب من الوحده الصحيه،الذى يُشبه الحِصن همست قائله:
يجوا بتوع السينما والتلفزيون يشوفوا،بيوت الأرياف،اللى عمارات هندسيه،مش زى ما بيجبوها فى الأفلام والمسلسلات،بيوت هلكانه وعِشش،يلا أهم بسترزقوا من وهم الناس.

بينما بالقاهره.
اغلق صفوت الهاتف،ونظر لهاله قائلاً:
إطمنتى خلاص،أهى شكلها،مبسوطه.

ردت هاله:هى مبسوطه،بس انا مش مبسوطه،أنا بفضل قلقانه عليها،زينب،شرسه وبتورط نفسها فى مشاكل،بسبب شرستها اللى بتظهرها،رغم إنها أضعف ما يكون،أنا لسه فاكره،لما كان عمرها إتناشر سنه،وكان شكلها بتموت بين إيديا.

نظر لها صفوت قائلاً:وأنا كمان لسه فاكر منظرها ده،مش بيروح من ذاكرتى،فاكر كمان الدعاء اللى قولتيه وقتها،يارب نجيها،حتى لو هتعيش بعيد عنى أنا،راضيه بس تعيش،وأسمع صوتها حتى لو من بعيد.

ردت هاله:زى ما يكون الدعوه إستجابت،وبعدت عنى،من اول ما راحت عاشت مع عمتك،فى الفيوم ،وبعدها،دخلت طب هناك،حتى لما إتخرجت من الطب،كان تكليفها فى الصعيد،وحتى لما قولت خلاص هينتهى الفراق بينا،وجت للقاهره طولت لسانها على زميلها،نحمد ربنا انها جت على قد نقلها بس،حتى مجد كمان شُغله فى جبل عتاقه،زى ما يكون مكتوب علينا نبقى لوحدنا،شوف إمبارح كانت زينب ومجد هنا معانا،والبيت كنت تحس فيه بالدفا،النهارده لما مشيوا الاتنين حاسه إن البيت بقى متلج،،،أه نسيت اقولك الست اللى ساكنه فى الشقه اللى قصادنا،بتقول هتبيع الشقه وتسافر لاهلها البلد،وقالتلى انها ممكن تاخد تمنها على اقساط، أنا هقول،ل مجد يشترى الشقه دى ويقسط حقها من مرتبه،وأهو تنفعه لما يتجوز،يبقى قصادنا.

تبسم صفوت وهو يضم هاله يقول:حبيبتى،دى سنه الحياه،هما كمان لهم حياتهم ولازم نتقبلها ونتمنى لهم الخير.
، ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد أفخم فنادق القاهره

بعد أن أتم رفعت تلك الصفقه بالسعر المُربح الذى طلبه،صعد الى الغرفه المحجوزه له بالفندق المُعتاد على إرتيادهُ حين يكون بالقاهره،رمى بجسده على الفراش،مُغمض العين،رغم أنه أصبح له هو أخيه أسمً بارزاً بين أشهر تُجار الخيول، بمصر،بل بالمنطقه العربيه ويسعى للأفضل،لكن لا يشعر بلذة ذالك،هو فقد الأحساس،باللذه،منذ ليلة ذالك الحريق،لم يقفد والدايه وأخته فقط،بل فقط معهم روح الفارس،وإكتسب روح شريره لديها نزعه إنتقاميه،لازمت أحلامه،هو الى الآن يكبت نيران غضبه ، كآنه يضع شريط لاصق ليس فقط على عقله،بل على قلبهُ أيضاً
لو نزع هذا الاصق،سيحرق كل شئ بلحظه،لكن مهلاً،فكما يقولون،خسارة المال،تشبه خسارة الأبناء،فى حُرقتها.

أخرجهُ من غليان عقلهُ بنيران الماضى،
صوت رنين هاتفه،هو يعلم من يتصل عليه،
لكن للأسف أخطأ العِلم هذه المره،فالمتصل شخص آخر،تنهد ببسمه،وكان ردهُ على المتصل مختصر:،بعد دقايق هكون عندكِ.

وبالفعل بعد دقائق،كان يجلس بذالك الملهى الليلى،يُمسك بيديه ذالك الكأس،يحتسى منه،برويه،هو لا يهوى إحتساء الخمور،لكن من حين لأخر حين يكون هنا،لا مانع من كأس واحد.
لكن هذه المره،أثناء رفعه للكأس،كى يحتسى منه،تحول لون الكأس،لنيران،ورأى تلك الفتاه،
فجأه شعر،بسخونه الكاس بين يده،وضعه على المنضده أمامه،وتلفت حوله،أتلك الفتاه موجوده هنا،بذالك المكان المُدنس،بكل الخطايا،لا أغمض عينيه،طيف الحلم آتى الى خياله،ومعه تلك الفتاه،ميز بها شئ واحد هو أن فوق رأسها،وشاحً.

فاق من شروده،على تلك الزهره التى إرتطمت بيدهُ
فتح عيناها ونظر أمامه،يرى من ألقى عليه الزهره،إنها تلك الحسناء التى تتمايل على مسرح الملهى،لم تكتفى فقط بألقاء الزهره عليه،بل بعثت له قُبلات فى الهواء بيديها،تبسم لها بترحيب.

بعد قليل كانت تقف امامه بعد ان انهت وصلة رقصها،تحدثت بنهجان وهى تدنو منه تتحدث بدلع وإثاره:
رفعت باشا الزهار،مش من مقامه يقعد بين السكارى،هستناك ياباشا قدام باب الكباريه،بعد ربع ساعه،أغير بس البدله.

تبسم لها بموافقه.

بعد قليل بشقه بكومباوند راقى،كانت تلك الفتاه،تتمايل بجسدها أمامه،تتفنن فى إثارتهُ سواء كان بزيها الذى يكاد لا يستر شئ بجسدها، وتمايل بجسدها بحركات مثيره، لكن هو كان عقلهُ شارد،لم يكن ينتبه لها،الى أن جلست الى جوارهّ تنهج تُعطيه كأساً قائله:مالك،يا رفعت،شكلك مش معايا، أنا مصدقتش نفسى لما عرفت إنك هنا فى القاهره،وإتصلت عليك،يعنى لو مش عرفت بالصدفه مكنتش هتعبرنى،دا أنا “لميس،” ولا نسيت أيامنا اللى قضيناها سوا قبل كده،تؤتؤ أزعل،وزعلى مش حلو.

تبسم رفعت ينفض عن رأسه التفكير قائلاً:
وأنا مِلك إيدكِ عاوزك تنسينى الدنيا،معاكِ اسبوع بحاله،بس نمضى الورقه العرفى الأول،وأكيد البادى جارد هنا هيشهدوا.

زامت الراقصه بشفتيها قائله:ولزمته أيه الورقه العرفى،كده كده،بعد أسبوع هتسيبنى وتمشى وترجع للشرقيه تانى،ومتجيش هنا غير صدف.

تبسم قائلاً: علشان يبقى كله بالحلال،لو مش موافقه بلاها من أولها،وأعملى حسابك الأسبوع ده كله هتبقى ليا لوحدي،لحد ماننهى مدة العقد العرفى،اللى بينا.

نظرت له قائله:برضوا هتحدد مدة العقد العرفى،زى المره اللى فاتت،وبعدها هطلقنى،بس كده هتبقى الطلقه التالته بينا بعدها مش هينفع نتجوز من تانى.

ضحك ساخراً يقول:عاوزه تفهمينى إنى انا الوحيد اللى إتجوزتيه،أنا مش ساذج،ولا عبيط،أنتِ عارفه نظامى،موافقه،كان بها،مش موافقه،أقوم أرجع الاوتيل اللى أنا نازل فيه أو أشوفلى واحده تانيه،أقضى معاها الأسبوع ده…..

قال رفعت هذا وكان سينهض،لولا أنا تشبثت به الراقصه سريعاً قائله بدلع ومياصه:عارف غلاوتك عندى،يا باشا مقدرش منفذش اللى قولت عليه،هنادى على عجلين من بتوع الحراسه يمضوا عالعقد العرفى اللى بينا.
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة وسيم.
جافى النوم مضجعهُ
لا يعرف سبب لذالك،هو كان مُرهق،وظن أنه سيستلم للنوم سريعاً،لكن لا يعرف سبب لسُهادهُ،ازاح الغطاء من عليه ونهض من على الفراش،توجه الى ذالك الشباك بالغرفه،أزاح من عليه الستائر التى تمنع ضوء القمر عن الغرفه،رفع رأسه ينظر الى ذالك القمر الأحدب،أغمض عينيه جاءت الى خياله،تلك الجميله التى تصادم معاها بالصيدليه،همس قائلاً:مروه صفوان المنسى.
… ……
هنالك آخر،يسهد لياليه،ليست الليله فقط،كان يضجع بظهره على مقعد هزازبغرفته،يفتح باب الشُرفة،تدخل نسمات بارده قليلاً،لكن بالنسبه لحرارة قلبه هى نار مُشتعله،يُفكر،بطريقه يجعل بها تلك العنيده التى ترفض عشقهُ،حاول وحاول التقرب منها أنسيت ماضيهم حين كانوا أطفالاً،هى قالتها له صريحه،لن اتزوج من رجُل والدى لديه خادم،هى تعلم أنه لا يعتبر والداها خادماً لديه،هو عاله يتحملهُ من أجلها فقط،لو كان بيدهُ لما غصب على اخيه تحملهُ،لكن هى لا تتفهم ذالك،لابد لهذا من نهايه،أصبح قلب الفارس يآن من غرام معشوقة الطفوله العنيده.
..***
نهض رفعت من جوار تلك الراقصه،وإرتدى مئزر عليه وترك الغرفه،وذهب الى ردهة تلك الشقه،شباك زجاجى مُعتم،فتحه،ونظر،من خلفه،لأضواء مدينه القاهره،تبسم ساخراً من نفسه يقول:جوه ضلمه وبره نور،بس إنت اللى جواك،يا رفعت ضلمة دخان حريق،مبسوط بحياتك كده،عارف اللى بتعمله ده حرام،ليه بتعمله،حياة المجون دى،نهايتها أيه.
فجأه
سطع نور قوى بعين رفعت،فأعمض عينيه آتى ذالك الحلم وتلك الفتاه الى خيالهُ،فتح عينيه سريعاً،يهمس :
حتة بنت متعرفش هى مين خير ولا شر، بتجيلك فى الأحلام،بقت مخلياك مجنون،ومش بتفكر غير فيها،فوق يا رفعت،أنت قدامك طريق الله أعلم بنهايته،يا حارق،يا محروق مع اللى حروقوا قلبك فى الماضى.
……..***
بدأ القمر يرحل من السماء،يترك لنور النهار مساحه كى تستطع الشمس

بقرية الزهار.
على طريق ترابى موازى لمجرى مائى(ترعه)
كان رامى يجرى بفرسهِ يُصارع هواء البدريه بيوم ربيعى،كان ينفث عن مكنون قلبه للنسمه،عل نسيمها يزيح من قلبه عتمة التفكير فى جميلته،التى تعتقد أنه وحشاً.

على الضفه الاخرى ل نفس المجرى المائى
كان وسيم يمتطى حصانً هو الأخر،يستنشق هواء إفتقده منذ سنوات غيبته عن تلك البلده.

لمح الأثنين كل منهم الآخر،تحدثا لبعضهما،بنفس اللحظه..
إبن الشامى،،إبن الزهار.

تبسم الأثنان.
تحدث رامى:إمتى،رجعت للبلد يا إبن الشامى،وإزاى معرفش.

رد وسيم:رجعت من يومين،ياإبن الزهار،وإزاى متعرفش علشان تعرف،إنك مش متابع أخبار عدوك.

تبسم رامى قائلاً:أنا عينى فى قلب عدوى،قال رامى هذا،وضرب الفرس،ليجرى بسرعه.

كذالك فعل وسيم،بفرسهِ.

جرى الاثنان على ضفاف المجرى المائى بالمقابل لبعضهم،كانوا يتسابقون
الى أن وصلوا،الى طريق واحد،صَهلت خيولهم وهم يقفون أمام بعضهم.

بسرعه نزل الاثنين من على خيولهم،نظرا الأثنين لبعضهما بغيظ دفين،
تحدث وسيم:أنا وصلت لهنا قبلك،يا إبن الزهار،أنا دايماً بوصل الأول.

سخر رامى قائلاً:أنا اللى سيبتك توصل قبلى علشان تكون فى إنتظارى على ماأوصل براحتى،يا إبن الشامى،ومش مهم إنك توصل الأول الأهم إنك توصل لهدفك .

رد وسيم:مغرور كعادة ولاد الزهار.

رد رامى:متسرع كعادة عمى موسى الشامى،ومتنساش نصك اللى من الزهار.

فجأه تبسم الأثنين وإقتربا من بعضهما وعانقا بعضهما،بود.

ثم جلسا تحت جذع أحد الشجرات.

تحدث رامى:رجعت لهنا إمتى،وإزاى مقولتليش فى آخر مكالمه بينا.

رد وسيم:لو كنت بتشوف رسايل تليفونك،كنت عرفت إنى بعت لك خبر إنى راجع،بس تقول إيه،عقلك مشغول.

تبسم رامى يقول:بس أنا موصلنيش اى رسايل منك،متأكد إنك بعتها.

رد وسيم:متأكد إنى مبعتش الرساله،بس كتبتها،ومأرسلتهاش كنت عاوز أشوف المفاجأة على وشك لما تشوفنى فى وشك،لسه عندك هواية الجرى بالخيل بعد الفجر فاكر سباقتنا سوا قبل كده.

تبسم رامى قائلاً:فاكرها،بس مكنش فيها لاكسبان ولا خسران،قولى ناويت تستقر ولا لسه هترجع لندن تانى.

رد وسيم:لأ إطمن على قلبك،يا أبن الزهار خلاص اخدت الدكتوراه ورجعتلك.

تبسم رامى ونهض قائلاً:تمام ياإبن الشامى،طالما كده يبقى لينا لقاءات جايه،لازم أرجع للمزرعه،وفى يوم هدعيك للمزرعه أهو أكسب فيك ثواب،وآخد منك إستشاره يا دكتور الحيوانات.

تبسم وسيم قائلاً:الحال من بعضة،ناسى إنك خريج علوم قسم حيوان،عالأقل أنا دكتور فى الجامعه،بص لنفسك إنت،بقيت زى
(الكاو بوى)”رعاة البقر”

تبسم رامى وهو يمتطى حصانهُ قائلاً:إنت اللى “بقر”،طول عمرك ،فاكر زمان كانوا بيقولوا علينا أيه فى المدرسه.

تبسم وسيم قائلاً:فاكر يا أبن الزهار.

نطق الأثنان بنفس اللحظه: كانوا بيقولوا علينا،،،،الأخوه الأعداء.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بمنزل فاديه
مع صياح أحد الديوك التى تقوم بتربيتها فوق سطح المنزل،نهضت من النوم،توضأت وصلت الفجر،ثم صعدت الى السطح،وضعت لذالك السرب من الطيور الخاص بها المنوعه(بط،أوز،دجاج،حمام) الطعام،وكذالك فعلت مع الأرانب،ثم نزلت مره أخرى الى الدور الأسفل،دخلت الى المطبخ،وبدأت بإعداد طعام الفطور،للمدعو زوجها،وأيضاً بناتها.

فوجئت بمن آتت خلفها تحتضنها وقالت:صباح الخير،يا أحلى ماما.

تبسمت فاديه بخضه قائله:صباح الفل،يا مروه،أيه صحاكى بدرى كده لسه وقت على الباص بتاع المدرسه اللى بتشتغلى فيها على ما يجى للبلد.

تبسمت مروه قائله:حبيت أساعدك وأحضر معاكى الفطور لأخواتى.

تبسمت فاديه قائله:عقبال ما أجهزلك فطور الصباحيه ليكى ولاخواتك وإنتم فى بيت اللى يصونكم،يارب.

تبسمت مروه قائله:لسه بدرى يا ماما،بعدين إنتى زهقتى مننا ولا أيه.

تبسمت فاديه قائله:عمرى ما أزهق منكم إنتم بنات عمرى،اللى شقيت عليهم،بس دى سنة الحياه،أى بنت مسيرها لبيت جوزها اللى يصونها،يهنيها.

تبسمت مروه قائله:وانا بحبك ومش عاوزه أسيبك.

تبسمت فاديه قائله:هسألك سؤال يا مروه وجاوبى عليا بصراحه،،إنتى ليه مش موافقه على رامى الزهار،مع إنه إتقدملك أكتر من مره،ومتقوليش إنهم بيقولوا عليه جسمه إتحرق بقى شبه المسخ،من إمتى الشكل كان بيفرق معاكى،أنا فاكره لما كنتم صغيرين كنتم بتحبوا تلعبوا مع بعض،وكنتى بتقولى،لما أكبر هتجوز رامى.

تبسمت مروه بغصه قائله:أهو قولتى لما كنا صغيرين،يعنى كلام عيال صغيره،مش يمكن ده تفكير رامى،إن جوازنا لعب عيال،وشويه ويزهق منى ويدور على غيرى،إنسى يا ماما اللى إتقال زمان،خلينا فى دلوقتي،وفى الحقيقه،مش يمكن أكون لعبة من الماضى شبطان فيها إبن الزهار،ولما يوصل ليها يكسرها،وبعدين أنا الحمد لله مش مغصوبه اوافق عليه،عندى شغلى فى المدرسه الخاصه اللى بشتغل فيها مضيت معاهم عقد بخمس سنين لو فسخوه هيدفعولى مبلغ محترم ولو فسخته أنا هدفع لهم خمسين ألف جنيه وأنا مش ناويه أفسخ تعاقدى معاهم،أنا مصدقت أشتغل فى حضانة مدرسه محترمه،ودوليه وليها إسمها.

تبسمت فاديه قائله:ربنا يوفقك،يلا خدى الاكل اللى جهزته ده،ورحى حطيه عالطبليه،وأدخلى صحى أخواتك.

تبسمت مروه،وأخذت بعض الأطباق،بيدها،وذهبت الى ردهة المنزل،وقامت بوضع الطعام على منضده صغيره،وجدت أن المكان مُظلم بعض الشئ،فذهبت الى ذالك الشباك وقامت بفتح قفله،وفتحته على مصراعيه،ليدخل نسمة هواء عليل الى المكان،لكن تفاجئت بصهيل،ذالك الحصان،وبسمة من يمتطيه،وإشارته لها،بالسلام وإلقاء الصباح عليها ثم غادر مُسرعاً.

وضعت يدها على موضع قلبها خشية أن يخرج قلبها خلف ذالك الفارس،التى لا ترفضهُ بكذبة أنه مشوه،لاااا،بل خوفاً من أن تفقد غلاوة،الجزء الباقى من الماضى.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت الجاى،يوم الجمعه
أنشاء الله الروايه هتبقى بمواعيد ثابته
تلات مرات فى الأسبوع
الأحد والثلاثاء والجمعه،بناءً على تفاعلكم عالروايه،هو بس الأسبوع ده،علشان كنت تعبانه من اول الأسبوع الجاى هلتزم،إنشاء الله،لو ما أحبطونيش،بقلة المشاهده.

و إنتظروا لقاء “رفعت،،وزينب” (الشرسه والهمجى)
#يتبع
للحكايه بقيه.

 

الشُعله الثالثه 🔥”الشرسه”
ـــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشر أيام
صباحاً
بمنزل هاشم الزهار

كان يجلس على طاولة الطعام وحده يتناول فطورهُ،يستمع الى قول ذالك العامل لديه وهو يُخبرهُ بما يجرى فى البلده.

تحدث هاشم قائلاً: يعنى ولاد رضوان الزهار الأتنين بقالهم أكتر من أسبوع مش فى البلد لسه مرجعوش، واحد فى القاهره والتانى فى إسكندريه ومعاه جدته أم أمه،غريبه الإتنين يسيبوا المزرعه فى نفس الوقت،أكيد فى سبب.

رد العامل:لا سبب ولا حاجه يا هاشم بيه،رفعت بيه كتير بيسافر لمصر وبيفضل لأيام من فتره للتانيه،ورامى بيه جدته طلبت تزور قبر المرحوم جوزها فى إسكندريه وهو راح معاها والجو الايام دى حلو يمكن عجبه،بس البلد بقى ملهاش سيره غير الدكتوره اللى جت جديده للوحده الصحيه،بيقولوا شديده وماسكه عالموظفين والدكاتره،ومش عارفين يزوغوا منها زى ما كانوا بيعملوا،حتى فى أوقات النبطشيات بتاع بالليل بيقولوا بتفضل فى الوحده،لوقت متأخر.

تبسم هاشم قائلاً:تلاقيها حابه تعمل منظر بس فى الأول ومع الأيام هتتعود وتبقى زى المديرين اللى قبلها،تلاقيها دكتوره قربت عالستين،وجايه هنا تشغل وقتها بعد ما كبرت قبل ما تطلع معاش.

رد العامل:لأ يا هاشم بيه،دى دكتوره صغيره أنا شوفتها،دى شكلها مكملتش تلاتين سنه،غير بيقولوا عذبه ومش متجوزه.

تعجب هاشم ووضع سبابته على فمه بتفكير،قائلاً:بتقول مكملتش التلاتين ومش متجوزه،طب جايه هنا ليه،يمكن مش حلوه.

رد العامل:لأ كمان دى حلوه قوى.

تعجب هاشم:كمان حلوه قوى،لأ بقى لازم أشوفها بنفسى،وأقدم لها خدماتى.

فى ذالك الأثناء،دخلت مُهره،الى غرفة السفره،
نظر هاشم للعامل قائلاً:روح إنت شوف شُغلك دلوقتى.

سمع العامل أمر هاشم له،وأثناء خروجه إنحنى ل مُهره،التى تجاهلته،وتوجهت الى مكانها بالسفره وجلست،وبدأت تتناول فطورها فى صمت.

تنحنح هاشم قائلاً:أيه مفيش صباح الخير.

ردت مُهره بتهكم:صباح الخير،غريبه إنك بتفطر هنا فى السفره النهارده بقالك مده،كنت بتفطر فى مزرعة الخيل،بس شايفه مفرقش هنا عن مزرعة الخيل،الخدام بتاعك كان جنبك،يا ترى أخدت منه أخبار البلد والناس اللى فيها وشاغلين تفكيرك طول الوقت.

رد هاشم بتعالى:أنا مفيش حد فى مستوى إنه يشغل تفكيرى،وأيه يضايقك إن أفطر هنا،النهارده،ناسيه إن البيت ده بيتى،ولا خلاص إبن الشامى،نساكى مين اللى له الحق يقعد على رأس السفره دى .

ردت عليه:إبن الشامى له هنا حق مش لقيط،يا هاشم،متنساش أن له تلث البيت ده وكمان تلت المزرعه اللى إنت بتدير شؤنها،وبسهوله يبقى تحت إيديهُ تلتين كل ده،لو ضميت نصيبى لنصيبه من المرحومة “حسناء” مامته.

نظر هاشم لها بنظره ساحقه،مُهره بدأت تستعيد قوتها مره أخرى بعد عودة ذالك المدعو وسيم الشامى.

نهض هاشم،
أقترب من مكان جلوس مُهره وإنحنى وهمس جوار أذنها يبُخ سُمه الى قلبها:مش فاضى للتُرهات اللى بتقوليها يا مُهره،أصلى مش زى فرسة الحكومه لما بتعجز وخلاص ميبقاش منها أمل،يا بتتركن بجنب،يا بتطلب الرحمه،مش بتستقوى بوريث غيرها.

إستقام هاشم،،لكن قبل أن يغادر الغرفه تصادم على باب الغرفه مع وسيم الذى قال:صباح الخير.

تنحى هاشم جانباً الى أن دخل وسيم للغرفه ورد بسخريه:أهلاً بالوريث.
ثم غادر.

تعجب وسيم من قول هاشم،وقال هو يقف أمام طاولة الفطور:خالى هاشم قصده أيه،بالوريث.

تعلثمت مُهره قائله!مفيش يلا خلينا نفطر سوا.

رد وسيم:لأ أنا صحيت من بعد الفجر،جريت شويه بالفرسه،وفطرت بعدها،وكمان عندى محاضره كمان ساعتين،لازم أمشى،أنا كنت جاى أصبح عليكِ يا أجمل مُهره.

تبسمت مُهره بغصه،هذا يقول عليها جميله والآخر الذى تحملت قسوته،ونست أنها كانت أنثى بريه صعبة الترويض،لكن سقطت بعشق خيال مخادع،ليس فقط مُخادع،بل عقيم،تحملت عُقمهُ ونست أمومتها التى ليست مفقوده عوضتها ب “وسيم” التى أكملت تربيته بعد وفاة أختها.

إنحنى وسيم وقبل رأس مُهره قائلاً:لازم أمشى،علشان الوقت،أشوفك المسا.

تبسمت له وهو يغادر،مازال معنى حديث هاشم برأسها،أصبح يعايرها أنها أصابها الكِبر،لم تعد تلك المرآه،فالمرأه تفقد أنوثتها حتى إن كانت أجمل الجميلات مع بلوغها “سن اليأس” وإنقطاع الحيض”.

……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل والد مروه.
صحوت هبه وليلى،ومروه رغم أنها مستيقظه لكن لم تنهض من على الفراش تشعر بكسل،أو خمول لا تريد القيام ولا الذهاب الى أى مكان،فقط تريد البقاء بالفراش لديها حالة ملل.

غمزن هبه وليلى لبعضهن،أن يُغلسن على ليلى التى تتكاسل عن النهوض من على الفراش منذ عدة أيام،ذهبن الى فراشها،وبدأن بالتلقيح عليها،قالت هبه:
بقولك أيه يا لولا،بقالى كم يوم مش بسمع صوت صهيل الحصان،يوه قصدى المنبه اللى بصوت صهيل الحصان اللى كنا بنسمعه كل يوم ونصحى عليه،ليكون الحصان هنج،أو بطاريته فضيت.

تبسمت ليلى قائله:أو يمكن المنبه زهق وطفش.
تبسمت هبه قائله:والله أنا لو مكان المنبه ده كنت طفشت من زمان..

تبسمن هبه وليلى لبعضهن،حين نهضت مروه من فراشها وقالت لهن:أنا بقول نصتبح عالصبح،وبعدين مش وراكم غيرى.

تذكرت هبه قائله:هروح أشوف ماما حضرت الفطور ولا لسه معرفش إمبارح كانوا بينادوا فى البلد بيقولوا طلاب الثانويه العامه بكره يروحوا المدرسه للاهميه،يمكن علشان نكتب الاستمارات،يلا يا بنات رجعالكم.

نظرت مروه،ل ليلى قائله:وأنتى مش عندك محاضرات النهارده.

ردت هبه:عندى طبعاً بس مش مهم أتأخر شويه،بقولك ايه هو الحصان الأسمر اللى كنا بنصحى كل يوم على صوت صهيله،متعرفيش بقاله أسبوع كده،مكتوم.

ردت مروه بتسرع:بعيد الشر عليه من الكتمه.

إنتبهت مروه على تسرعها فصمتت.

تبسمت ليلى قائله:طب طالما بتخافى عالحصان الأسمر ليه،مش بتوافقى عليه،مروه أيه سبب رفضك،ل رامى،أنا عندى شك يكاد يكون يقين،إن عندك مشاعر،ل رامى،يبقى ليه بتعذبى نفسك،متقوليش علشان بيقولوا عليه جسمه مشوه أو مسخ،متاكده إن مش ده السبب،من إمتى الشكل بيفرق فى المشاعر،وبعدين،ده عليه سمار يجنن،وعلى رأى الصبوحه،أسمر أسمر طيب ماله والله سماره،سر جمالهُ.

تبسمت مروه قائله:عجبك سمارهُ،قوى،إختشى عيب.

تبسمت ليلى بمكر:مش بس عاجبنى لوحدي نص بنات البلد و مش بس بنات البلد بنات أغنى الأغنياء مستنيه منه إشاره،إن كان هو ولا أخوه،بس هما يشاوروا.

تنهدت مروه قائله:أهو إنتِ قولتيها بنات أغنى ألاغنياء،يتمنى من رامى أو أخوه إشاره،يبقى هيحبنى على إيه،وأنا بنت واحد شغال عندهُ سايس،أنا مش أكتر من نزوه عنده،بنت وعجباه،زى عيل مدلع وشاف لعبه وعجبته،بس بمجرد ما هيوصل لها هيكسرها أو ممكن يحتفظ بها فى ڤاترينه خاصه بيه،ويدور على لعبه غيرها،يبقى بلاش من أولها،أنا مش هتحمل أكون لعبه فى حياته،ولا هقدر أبقى،زى ماما أتحمل بس علشان ولادى.

دخلت عليهن أمهن،فسكتن
تبسمت لهن قائله:يلا الفطور جاهر وبينادى عالصبايا الحلوين.

تبسمن لها وذهبن خلفها،لكن تفاجئن،بذالك الجالس،ووقفن الثلاث بنات مشدوهات.

نظر لهن صفوان قائلاً:أيه شايفين عفريت مش هتعقدوا تفطروا علشان كل واحده تشوف طريقها.

تبسمن وجلسن أرضاً يتناولون الفطور،بصحبة صفوان،كان الحديث،شبه معدوم،
لأكثر من مره أرادت مروه السؤال عن رامى،وسر غيبته عن البلده،لكن خشيت من والداها أن يزمها أو يسخر منها،ويقول لها إن كانت ِ تريد معرفة أخباره لما ترفض الزواج منه،هل من أجل العناد فقط.
لكن أحياناً يرسل الله لك جواب سؤال دون عناء،وها هو الجواب،فى رنين هاتف والداها.

نهض صفوان سريعاً وترك الفطور،ورد،على الهاتف،
ثم قال بأختصار:يعنى رفعت بيه راجع من مصر النهارده،وكمان رامى بيه راجع من إسكندريه،يرجعوا،بالسلامه،شويه كده وهكون عندك.

نظرت ليلى ل مروه وتبسمن لبعضهن،لاحظت بسمتهن فاديه،تضاربت بداخلها المشاعر،تتمنى لإبنتها السعاده،وبنفس الوقت خائفه أن تكون سعاده زائله مع الوقت.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الظهر بقليل
بالوحده الصحيه.
تبسمت زينب وهى ترد على مناكفة أخيها لها بالهاتف،حين قال لها:
يعنى بركاتك لسه محلتش عالوحده اللى بتشتغلى فيها.

تبسمت قائله:أهو قرك الفقر وقعنى فى مكان هادى مفيش فيه مشاكل،بقالى عشر أيام هنا،كل المشاكل عاديه،يادوب عالموظفين اللى بحاول أعلمهم الإنضباط،وكمان الدكاتره اللى بيجوا للوحده بمزاجهم،ومقضينها فى عيادتهم،يبتزوا الأهالى الغلابه،أهو بحاول أعمل توازن.

تبسم أخيها،لكن،يبدوا أن المشاكل تطاردها،بأى مكان،تذهب إليه،سمعت صوت صُراخ.

نهضت من على المقعد وقالت لاخيها،سلام،فى صريخ كده بالوحده،هطلع أشوف فيه أيه،يمكن مريض محتاج لمساعدة.

أغلقت الهاتف ووضعته بجيب معطفها الابيض،وخرجت تتوجه الى المكان الذى ياتى منه الصريخ وذالك المكان هو بتلك الحديقه القريبه من الباب الداخلى للوحده.

حين خرجت من الباب،رأت تجمع لأناس واقفين،يحجبون عنها رؤية ما يحدث،

قالت بصوت عالى:،فى أيه ايه اللى بيحصل هنا،وسع منك ليها.

بالفعل وسعوا لها،
ذُهلت مما رأت
ذالك الوغد يقوم بصفع وسحل تلك التمرجيه التى قابلتها سابقاً،يسُبها،بسُباب نابى وبذئ،والجميع واقفون يشاهدون،دون أن يتدخلوا،للدفاع عن تلك المرأه،أين النخوه.

تحدثت بصوت عالى وآمر:إبعد عنها بدل ما أطلعك من الوحده عالمشرحه.

توقف ذالك الرجل الوقح،عن ضرب التمرجيه وإستقام واقفاً،ونظر لها قائلاً بحنق:بتقولى أيه يا إبله،هطلعى مين عالمشرحه،أنا أقدر أولع لكم الوحده،دى كلها باللى فيها،شوفى بتتكلمى مع مين.

ردت زينب بغضب:بكلم واحد مجرم جبان بيتشطر على واحده ست،ومفيش راجل فى المكان قادر يدافع عنها،كأن النخوه عندهم ماتت،وإنت اللى متعرفش أنا مين،بس أنا بقى هعرفك أنا مين.

فى لحظه كان ذالك الرجل الذى يدعى الإجرام مُسجى أرضاً،بعد أن رفعت زينب ساقها،وقامت بضربه ضربه قويه جوار أذنهُ أفقدته الأدراك،للحظات وقبل أن يفيق من تلك الضربه باغتتهُ بضربه أخرى قويه بكف قدمها فى منتصف صدرهُ ليقع صريع على الارض يلتقط أنفاسه بصعوبه.

نظرت للواقفين المذهولين مما فعلت قائله بأمر:خلاص الشو خلص،أتنين يشيلوا الحيوان ده يدخلوه أوضة الكشف،ويأيدوه من الاربع جهات،بالسرير،على ما أشوف سبب للى عمله ده.

بينما هى توجهت لتلك التمرجيه التى تحاول ستر نفسها أمام أعين الواقفين،وإنحنت جالسه جوارها ومدت يدها لها قائله:قومى معايا.

تعجبت التمرجيه،لكن تبسمت لها زينب،فأمسكت بيدها وحاولت الوقوف،لكن ساقيها لم تتحمل.

قالت زينب بأمر:هاتولى نقاله هنا بسرعه.

تحدثت التمرجيه:لأ مش لازم يا دكتوره أنا هقف أهو.

سندت زينب تلك التمرجيه وسارت بها الى داخل الوحده،ودخلت الى غرفتها بها،وقالت لاحدى الممرضات:هاتيلى،شاش وقطن ومُطهر،بسرعه.

ساعدت زينب التمرجيه بالجلوس على أحد المقاعد،الى أن آتت تلك الممرضه،بما طلبت،
داوت زينب جراح تلك المرأه الظاهره،وقالت لها:
أكيد فى جروح فى جسمك مش ظاهره هكتبلك على نوع علاج مُسكن مش عارفه هتلاقيه فى صيدلة الوحده ولا لأ بس هو مش غالى،بس بما إنك بقيتى كويسه شويه.، قوليلى بقى مين الحيوان اللى كان بيضربك ده،وإزاى الناس سابوه من غير ما يبعدوه عنك.

ردت التمرجيه بدموع:ده يبقى طليقى،ربنا ينتقم منه،مش كفايه،إنى مبطلبش منه لا نفقه ولا حاجه،وأنا اللى بشتغل،وبطفح الدم علشان أربى بنتى،بالحلال،لأ كمان عاوز يجوزها وهى مكملتش خمستاشر سنه،لواحده من شلة الصيع اللى بيتلم عليهم،ويضيع مستقبلها،دى شاطره قوى فى المدرسه وبتطلع من الاوائل ونفسها تبقى زيك دكتوره،ليه أن البنت رفضت،وأنا كمان،جاى لهنا،علشان يتسبب فى قطع عيشى،أنا بشتغل هنا فى الوحده بعقد،وهو عارف،والأداره لو شمت خبر باللى حصل ده ممكن تنهى عقدى،علشان تتجنب المشاكل،وغلاوة أغلى حاجه عندك يا دكتوره بلاش تعملى،زى مدير المدرسه اللى كنت بشتغل فيها،قبل كده،وتقطعى عيشى،هو مش أول مره يضربنى،ربنا ينتقم منه،بس أبوس ايدك بلاش تقطعى عيشى، من هنا.

تدمعت عين زينب قائله:يعنى هو بقى متعود يضربك كده،طب ليه مش قدمتى فيه شكوى اللى أعرفه البلد دى فيها قسم صغير،أو نُقطة شرطه،زى ما بتقولوا،وفين الاهالى،إزاى يسبوه يعمل كده.

ردت التمرجيه:لو عملت له محضر هيخلى مراته التانيه تعملى محضر وتبقى محضر قصاد محضر وفى الاخر الحكومه هتقول إتصالحوا،أنا فوضت أمرى منه لله يخلصلى حقى أنا وبنتى اللى عاوز يظلمها،بجوازه وهى لسه صغيره،والاهالى هيعملوا له إيه،ده مستبيع وبيشرب مخدرات وممكن يقتل اللى قدامه،والناس بتخاف على نفسها وعيالها.

ردت زينب بتصميم:أنا بقى معنديش عيال ومش بخاف غير من ربنا،قومى تعالى معايا وأمسحى دموعك دى ومتخافيش،مش هبلغ الاداره،واقرب وقت هتوسطلك وأخليهم يثبتوكى هنا فى الوحده،يلا قومى معايا،وأنا هفرجك على بيستقوى عليكِ وهو زى الفرخه اللى بتهرب خايفه من الدبح.

فرحت التمرجيه قائله:ربنا يخليكي ويبارك فى شبابك،إنت طلعتى أحسن من مدير المدرسه اللى لغى عقدى وطردنى قبل كده بسببه،وقال مش عاوز مشاكل مع الاداره.

تبسمت زينب،قائله:لأ متخافيش أنا بحب المشاكل،يلا قومى معايا وإتفرجى،ولازم هكسرلك عينهُ قدامك،يخاف بس تقابليه فى السكه صدفه،بس عاوزاكى كده قويه،يا أم الدكتوره.

تبسمت التمرجيه وذهبت مع زينب الى غرفة الكشف.

دخلن وجدن،ذالك الرجل،مربوط من يديه وقدميه بالفراش الحديدى الخاص بالمشفى،وهنالك حارسان يقفان بالغرفه،وتركت باب الغرفه مفتوح،ليأتى بعض الماره ويشاهدوا ماذا ستفعل بذالك الوضيع،بعد أن قامت بضربه سابقاً.

تبسمت زينب له بزهو،وهو يتلوى،يحاول فك وثاق يديه وساقيه،قائله:
حلو قوى منظرك ده،مش كنت عامل فيها سبع رجاله فى بعض،حبلين مربوط بهم مش عارف تفُك نفسك،وعمال تتلوى،بس متخافيش أنا بعد اللى هعمله فيك،هتمشى تتوارى مين عيون الناس.

إرتعب الرجُل حين رأئها تمسك بيدها مشرط طبى،وقالت له:مش بتتشرف برجولتك،بين الناس أنا هعدمك الرجوله دى،ومش بس كده،كمان هطلعك من الوحده دى عالسجن مباشر،وأوعدك تقضى الباقى من شبابك فى السجن،ليه بقى عد ورايا،التهجم على منشآه حكوميه اللى هى الوحده دى،كمان التهجم على موظف أثناء تأدية خدمته،واللى هى أنا طبعاً ومش أى موظف أنا مديرة الوحده،بس كده،لأ طبعاً،سب وقصف وسب وضرب صفاء اللى هى طليقتك،والتمرجيه هنا فى الوحده،ومش هحتاج لشهود عليك ،أكيد الكاميرات اللى فى مدخل الوحده مسجله كل اللى حصل،بالتفصيل.

نظرة هلع من الرجُل حين إقتربت زينب منه،ووضعت المشرط أمام عيناه قائله:نسيت أقولك إنى هعملك العمليه اللى تساويك بالست بدون بنج،للأسف إنت عارف الوحده،فيها علاج ناقص،ومن ضمن العلاج ده،مفيش أى مخدر،ولا بنج فى الوحده،لو عاوز بنج،هات فلوس أبعت اشتريلك من أى صيدليه قريبه من الوحده.

أصبح الرجُل يرتجف،ويصرخ كالنسوه،ويستعطف بدموع.

نظرت له زينب قائله بأستهزاء:راجل وبتعيط،إخص عالرجوله،طب تعرف إنت صعبت عليا،، وأنا قلبى حنين، وعندى ليك أوبشن تانى،أوبس نسيت متعرفش إنجليزى هقولك عرض تانى.
أيه رأيك هفكلك أيد واحده،هتمضى على
إقرار عدم تعرض ل صفاء ولا لبنتها،وهتبعد عنهم وتنساهم خالص من حياتك،والاقرار ده هيتوثق فى الحكومه،ها مسمعتش ردك،ولا تحب أبدأ،بالعمليه مباشر.

صرخ الرجُل بهلع قائلاً:موافق أمضى عالأقرار،بس بلاش العمليه أبوس إيديكي،

فلتت ضحكه من شفاه التمرجيه،وهى ترى ذالك الذى كان يتجبر عليها دائماً،وهو يترجى تلك الطبيبه أن ترأف به.

نظرت زينب لصفاء قائله:ها أيه رأيك،يا صفاء،هو هيمضى التعهد مش عاوزاه يمضى على حاجه تانيه.

ردت صفاء:لأ مش عاوزه منه غير يسيبنى أنا وبنتى فى حالنا،ويبعد عنا بشرهُ.

قالت زينب:والله إنك قنوعه،يا صفاء،عارفه لو هو اللى كان مكانك كان مضاكى على كل أعضاء جسمك،بس تمام،هتمضى عالتعهد وبعدها،تتأسف ل صفاء.

ذهبت زينب الى اليد اليمنى ل ذالك الوغد وبدأت بقطع الحبل الموثوق به،بالمشرط،لكن جرحت يدهُ جرح صغير،وقالت:أوبس،مكنش قصدى المشرط فلت من الحبل على إيدك.

تبسمت صفاء على صرخة ذالك الوغد الجبان قائله: بس هو بيكتب بالشمال يا دكتوره أصله أشول.

تبسمت زينب قائله:مش كنتِ تقولى كده من الأول،ياصفاء،بس تمام،نحل إيدهُ الشمال،هو شكله اساساً من أهل الشمال.

ذهبت زينب وفعلت بيدهُ اليسرى مثلما فعلت باليد الاخرى وجرحتها أيضاً،وإدعت الخطأ.

ثم آتت بورقه وقلم وكتبت تعهد بعدم التعرض ل صفاء وإبنتها وقالت له:خد إمضى عالتعهد،وهنا إتنين من الشغالين فى الوحده هيشهدوا عالتعهد ده،وكمان التعهد ده هيتسجل فى المحكمه نفسها متفكرش إنك بعيد عن إيدى،بإشاره منى هخليك تلبس البدله الزرقه.،قوم إمضى.

نهض الوغد جالسً على الفراش ومسك القلم بيد مرتعشه وقام،بإمضاء التعهد،خطفت،زينب التعهد منه قائله:هات لايدك تلوث التعهد بدمك الزفر،يلا يا صفاء نطلع من الاوضه دى الهوا فيها مكتوم،وإنت يا حلوف،هتعرف تفُك نفسك والا أجى أفُكك بالمشرط.

رد مرعوب:لأ هفُك نفسى.

تبسمت زينب وقالت للحارسين،هو مفيش ترحيب بالضيف ده فى الوحده،قدموا له واجب الترحيب،يلا بينا،يا صفوؤه،نفسى اشرب كوباية شاى بنعناع،من اللى بتزرعيه فى جنينة الوحده و من إيدك الحلوه.

تبسمت صفاء التى كانت تشعر بالقهر،الآن تشعر،بالفخر،فمن كان يتجبر عليها وأذاقها الذل والهوان أمام الناس وهو يضربها، ها هو يصرخ،وهو يُضرب على يد ذالك الحارسين اللذان كانا خائفين منه،لكن إمرأه جعلت منه مُسخه بين الناس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت بكليه الطب البيطرى.

بأحد المدرجات كان وسيم يقف يُلقى محاضره على الطلبه أمامهُ،كانت تلك الهائمه،التى لا تعرف سبب إنجذابها له،هى ليست تافة العقل،لكن القلب حين يتدخل،أحياناً يلغى العقل،وبالأخص إذا كان القلب،يشعر بنبضات جديده عليه

أنهى مدة المحاضره وقال:قدامكم يومين وهستلم الأبحاث منكم،ومتخافوش،مكتبة الجامعه فيها كتب هتساعدكم فى البحث،غير كمان قدامكم،النت فى مواقع شهيره أنا ذكرت إسمها فى المحاضره ممكن تستعينوا منها،فى الأبحاث،والى اللقاء فى المحاضره الجايه ومش هقبل أى أعذار عن تأخير الأبحاث،سلاموعليكم

نهضت ليلى،سريعاً،علها تحدثهُ،لكن كان غادر القاعه هو الأخر،سريعاً،وقفت تتنهد،لكن آتت الى رأسها فكره،عليه أن تذهب له الى مكتبه،بحجة أن تسأله على معلومه بالبحث

لكن قبل أن تذهب الى مكتبه،رأته يخرج منه،ويسير،بأروقة الجامعه،سارت خلفه الى أن دخل الى غرفة المكتبه،فكرت قليلاً وقالت والله فرصه،يلا ربنا يسهل.

دخلت خلف ذالك الطاووس كما تنعته الى غرفة مكتبة الجامعه
وجدته يتوجه الى أحد الاركان،كانت تسير خلفه،رأته يرفع يدهُ يسحب،ذالك الكتاب من أحد ارفف المكتبه،مدت يدها وأخذته منه،قرات ما هو مدون على الكتاب.

بينما هو نظر له بلا مبالاه،وترك الركن وذهب لغيره،يبحث عن ما يريدهُ.

نظرت له ثم وضعت الكتاب بمحله وسارت خلفه،بالنفس الطريقه السابقه حين أخذ كتاب مدت يدها تأخذهُ منه
حدث ذالك لاكثر من مره،مما جعله يتضايق وقال لها:
فى أيه يا آنسه هى المكتبه مفيهاش كتب غير اللى أنا بمسكها.

ردت ببراءه مصطنعه:أنا آسفه حضرتك،مقصدش طبعاً،بس أنا مطلوب منى بحث،وبدور على كتب معينه علشان أعمله منها،اعمل إيه الاستاذ الى طلب البحث،واضح أنه غبى،تصور حضرتك،طلب إن البحث،يتسلم خلال يومين بس،أعمل ايه؟

نظر لها قائلاً:إنتى فى سنه كام،والبحث ده عن إيه؟

ردت:أنا فى سنه أولى طب بيطرى حضرتك،والبحث عن كيفية إستخدام التكنولوجيا الحديثه فى علاج بعض الامراض فى بعض سُلالات الخيل العربيه،أستاذ غبى،محدد وقت قليل،حضرتك شايف،نص الدفعه أهم قاعدين فى المكتبه علشان،يعملوا البحث،واكيد حضرتك كمان زميل لينا،وجاى علشان نفس السبب.

تعصب عليها قائلاً: إسمك أيه؟

ردت ببساطه:ليلى صفوان المنسى،بس بتسأل ليه؟

رد عليها:علشان أعرف سبب إن البحث بتاع حضرتك يتأخر وكمان علشان تعرفى،سبب إن البحث بتاعك بالذات هيترفض وهياخد صفر ، علشان تبقى تعرفى، إن السبب هو طول لسانك اللى بينقط دبش،علشان انا،الأستاذ وسيم الشامى،الى طلب البحث ده .

قال هذا وغادر،وتركها تبتسم قائله:طب ما انا عارفه إنت مين،هو انا تايهه عنك،يا سُومى يلا كده إتعرفنا على بعض،يا سُومى،اما اشوف بحث مين الى هياخد صفر،دا أنا كنت عملت إعتصام فى الجامعه،وجبتلك فى مكتبك قفص وز
وبط فراخ من اللى ماما بتربيهم عالسطح،وقولت طلب منى دول رشوه
..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آتى المساء.
بسرايا رضوان الزهار.
بغرفة الصالون.

جلس رامى متنهداً يقول:أخيراً رجعنا لمكانا تانى،مش عارف سبب إنك تفضل فى القاهره المده دى،لأ وكمان تقولى آخد جدتك ونروح إسكندريه.

رد رفعت:جدتك السبب طلبت منى كذا مره وبإلحاح قبل ما أسافر عاوزه تروح تزور قبر جدك،وتطمن على شقتها هناك.

تبسم رامى قائلاً:والله أنا مش عارف جدتك دى ايه،عندها زهايمر وساعات بتغيب بصحيح ولا بتستعبط علينا،بص بقى أول منزلنا إسكندريه،فاكره الشوارع حتى مكان الشقه،وكمان مكان قبر جدك،لأ وحكت لى على قصة جوازها له ومن أول مره شافها عالبحر وهى بالمايوه الازرق،لحد جوازه منها،وتجى هنا ترجع تانى تنسى وتغيب،وتفتكر بس اللى على مزاجها،ومحاسن،يا عينى طالع عينها معاها ومستحمله حالتها دى.

تبسم رفعت قائلاً:هى بتنسى كل حاجه ماعدا ذكرياتها مع المرحوم،والمايوه الازرق الحكايه اللى حكتها لأمة لا إله الا الله،وبعدين محاسن بتخدمها من زمان قوى،دى جدتك تقريباً هى اللى مربياها،وعارفه أطباعها،بس سيبك عملت أيه فى الموضوع التانى اللى قولتلك عليه.

تبسم رامى قائلاً:عيب يا ريس،كله تم،هقوم أنا أنام بقى،الوقت بدأ يتأخر،أيه مش هتنام،ولا خدت عالسهر الكام يوم اللى فاتوا،مش هتبطل السهر الرقصات دول بقى.

تبسم رفعت: مالهم بقى الرقصات،من البدايه كل واحد فينا عارف،هياخد أيه والمقابل أيه،علاقه صريحه،مفيهاش لوع ولا كذب بالمشاعر.

هز رامى رأسه،بأسف قائلاً:عارف نفسى،تجى بنت تحبها و تغير تفكيرك ده،وقتها هتندم عالوقت اللى ضيعته مع الرقصات والفنانات اللى من النوعيه دى.

تبسم رفعت يقول:لأ أنا سايبلك موضوع المشاعر البريئه دى،ربنا ينولك مرادك،مش عارف هتفضل صابر لحد إمتى،عندك أبوها موافق،طب ليه بقى صابر.

تنهد رامى قائلاً: لسه هى توافق،أنا سهل عليا أضغط عليها وأخليها توافق،بس لغاية دلوقتي مش عاوز أجبرها،بس تأكد قريب جداً هتوافق،بإرادتها.

تبسم رفعت يقول:بإرادتها أو غصب،عاوزك تخلص الموضوع ده فى أقرب وقت،علشان نفضى،لشُغلنا،الراجل الخليجى،طلب منى فرسه تانيه،زى اللى أخدها هديه لصديق له إنجليزى،وكمان
“أندريه چيريمان”،كلمنى،عالموبايل،وبيقول بنته هتنزل مصر قريب،عاوز نكون جاهزين.

تبسم رامى قائلاً:إطمن،عندنا تشكيله هتعجب،بنت أندريه،وهى سبق وجت هنا وعندها إعجاب كبير،مش بس بالخيل.

تبسم رفعت قائلاً:لأ أنا مش بعمل علاقات مع العملاء،مش عاوز أخسر أندريه له سُمعته فى أوربا كلها.

تبسم رامى: فعلاً أندريه له سُمعته فى أوربا كلها وفى إيدك تكسب، رضاه بسهوله، بس هقول إيه براحتك، يلا تصبح على خير،أنا طالع أنام.

رد رفعت:وإنت من أهل الخير،ومتنساش تقفل باب البلكونه،قبل ما تنام،إحنا فى أيام،رياح الخماسين،والرياح بتبقى ملانه تراب،علشان صحتك.

صعد رامى،وترك رفعت الذى ظل قليلاً ثم صعد الى غرفة نومه،لا هى ليست غرفة نومه،هى غرفة والدايه سابقاً،
حقاً إختلفت الغرفه عن قبل أحتراقها،لكن مازال،يرى بسمة والداته له،وهو ذاهب للأسكندريه من أجل إكمال دراسته،أخته تدخل للغرفه دون إستئذان كى يربط لها والداهما رباط حذائها،وتُجدل والدتهما لها خُصلات شعرها ،ورامى يأتى متأخراً لها كى تربط له والداته رابطة العُنق كى يذهب الى المدرسه،قبل أن يغادر باص المدرسه ويتركه.

ذكريات صبي يافع،دمرتها بليله نيران حرقت كل هذا،حرقت معاها صباه،شَاب سريعاً،من هول نار لم تشبع الأ حين أخذت منه،والداته وأبيه وأختهُ،نيران لم تفرق،بين جماد وحيوان وبشر إلتهمت كل شئ عدا أخيه،الذى أخرجه من بين النيران،وهناك شيئاً أخر،تركته النيران،هو تلك المُهره القويه،التى أعادت بناء إسم أبناء “رضوان الزهار” مره أخرى.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
صباحاً.
بأستطبل رضوان الزهار.
كان رفعت يجرى بذالك المضمار الموجود بالمزرعه،يتريض على إحدى خيوله
رأى جلوس العمال،معاً يتسامرون وهم يتناولون فطورهم،كان حديثهم عن الحديث الدائر بالبلده،وهو فعلة تلك الطبيبه بذالك الوغد طليق التمرجيه،يتحدثون وهم متعجبون ومعجبون من فعلة تلك الطبيبه، فى النهايه إمرأة.

نزل رفعت من على فرسه وإقترب من مكان جلوسهم،وجلس معهم،بود
لكن صمتوا قليلاً
فقال لهم:أنا سمعتكم بتتكلموا عن الدكتوره،دكتورة أيه دى.

رد أحد العمال:
دى الدكتوره الجديده فى الوحده،وكمان تبقى مديرتها،بس دى أيه جباره،دى خلت الرجاله فى البلد يخافوا منها،بسبب اللى عملته فى طليق التمرجيه صفاء اللى بتشتغل فى الوحده،دى خلته ناقص يلبس طرحه وهو ماشى.

تعجب رفعت قائلاً:ليه عملت أيه.

سرد أحد العمال له ما سمعوه عن فعلتها من طليق التمرجيه،وشراستها معه.

رغم ذهول رفعت من ما قصهُ عليه العامل،لكن قال:وعملت أيه مع التمرجيه.

رد العامل:دى بقت صاحبتها،ومعاها فى كل السكك فى البلد.

رد رفعت:بتقول إن الدكتوره شابه مش كبيره فى السن،طب أيه اللى جابها هنا للبلد دى.

رد العامل:الله أعلم،يا رفعت بيه،بس البلد بقالها كام يوم ملهاش سيره غير الدكتوره واللى عملته.

تبسم رفعت،لا يعرف إذا كانت بسمته إعجاب،بتلك الطبيبه التى يسمع عنها لاول مره،أم إستغراب إن هنالك إمرأه بتلك الشراسه،تُشبه المهره البريه،لا يعرف لما أراد أن يراها.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً.
بمنزل مروه.
تنهدت بسعاده،وهى تسمع صهيل تلك الفرسه،القريب من شباك منزلهم،إذا كما قال والداها أن رامى عاد للبلده منذ يومان لكن كان يشَغل عقلها،لما لم تسمع صهيل فرسه،باكراً كما كان يفعل فى السابق،لكن أتى اليوم مساءً ماذا لو قامت وفتحت شُباك الغرفه،وأطلت عليه،لكن لا سيفتضح أمرها هى عاشقه،له،وتخاف أن تكون بحياته نزوه،هى سمعت عن نزوات هؤلاء الأغنياء،ولا تريد أن تُصبح إحدى ضحايهم،لا تريد خسارة ذالك الجزء الذى بقلبها منذ الطفوله وذكرياتها البعيده والسعيده،حين كان رامى هو الآخر طفلاً مثلها،لكن حين عاد رامى،مره أخرى للبلده،تذكرت فقط قول تلك المربيه التى كانت تعتنى،ب رامى وأخته، والتى قالت لها أنها ليست سوى بنت خادم فى سرايا والد رامى،لا تحلم باللعب معه مره أخرى،ها هى،تضب قلبها بأقفال.

كانت هناك أيضاً ليلى مستيقظه،وسمعت صهيل،الحصان،تبسمت وتذكرت،ذالك الوسيم الذى يُشغل عقلها التفكير به،هل هو أيضاً مازال يتذكرها،وسيعلم إسمها من بين الأبحاث التى قُدمت له اليوم.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة وسيم الشامى،جلس على مكتب،بالغرفه،ووضع تلك الأبحاث،أمامه،
تذكر إسم تلك الشعنونه الدبش التى تحدثت معه منذ يومين بمكتبة الجامعه،نطقه قائلاً:
ليلى صفوان المنسى
بحث بين الأبحاث عن البحث الخاص بها،للحظه،شار عليه عقلهُ بقطع ذالك البحث،وإعطائها صفر كما قال لها سابقاً،لكن تحكم ضميرهُ وفتح البحث،وبدأ يقرأ محتواه،تعجب هو ظن أنها لن تقوم بفعل بحث مفيد،لكن ها هو أمامه،البحث مكتوب،بطريقه علميه مُنمقه،يستند لبعض المراجع الهامه،وتقديم بعض الحلول العلاجيه،لبعض أمراض الخيول،محتوى البحث جيد،بل ممتاز،لكن طريقة تلك الفتاه فى الحديث معه لم تعجبه،أغلق البحث الذى حاز إعجابهُ،لكن فجأه
أعاد الأسم برأسه،”ليلى صفوان المنسى”
فذكره بأسم أخرى
قالته له الصيدلانيه حين أخبرته عن إسم تلك الرقيقه،”مروه صفوان المنسى”،أعاد تذكر وجه الأثنتين،مروه ملامح رقيقه وهادئه، وجميله ولديها حياء، وليلى، ملامح جميله لكن تنضخ،بالعبث أو بمعنى أصح الشعننه،أيعقل أن الاثنتين أخوات،، جاوب عقلهُ ولما لا فكثير من الاخوات يجمعهم التضاد،تبسم وهو يتذكر تلك الشعنونه الدبش.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
عقب الظهر
بمنزل مروه.
عادت مروه من تلك المدرسه التى تعمل بها باكراً،دخلت الى المنزل ،نادت على والدتها،لم ترد،عليها،فأيقنت أنها ليست بالمنزل،ذهبت الى غرفتها مع أختيها ،وبدلت ثيابها،بأخرى.

فى ذالك الاثناء
عادت والداتها للمنزل،بعد أن إشترت بعضاً من مستلزمات البيت،دخلت ووضعتهم،بالمطبخ،وجلست تبكى،حتى أنها لم تسمع خطوات مروه التى حين سمعت فتح باب المنزل خرجت من غرفتها،وتوجهت للمطبخ.

قالت مروه بلهفه:ماما بتبكى ليه.

صمتت فاديه وجففت دموعها بيديها،وقالت مفيش،دا شوية هوا طرفوا عنيا،وبعدين إنتِ رجعتِ من المدرسه بدرى ليه النهارده.

نظرت لها مروه بعدم تصديق قائله: مكنش عندى حصص، قولت بلاش أستنى الباص، ورجعت موصلات بس هوا أيه اللى طرف عنيكى،يا ماما،قولى الحقيقه،بابا زعلك زى عادته.

ردت فاديه:لأ،،،بس مصيبه تانيه حصلت.
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحدة الصحيه.
كانت زينب تشعر،بالبغض من نظرات هذا الكهل الذى يجلس امامها تقوم بتقطيب جرح غائر له بمعصم يدهُ،الى أن إنتهت،وقبل أن تتحدث له،وجدت،ذالك المدعو،طارق التقى،وكيل إدارة الوحده،يدخل مرحباً بقوه:
هاشم بيه الزهار هنا فى الوحده،ليه يا هاشم بيه جيت بنفسك،كنت إبعت أى عامل من عندك،وكان الدكتور،بنفسه جالك لحد بيتك،أو الاستطبل الخاص،بيك،بس الوحده نورت،بوجودك النهارده.

قال طارق هذا ونظر الى زينب قائلاً بنفاق:
ده يا دكتوره زينب، هاشم بيه الزهار،من أعيان البلد ومن رجال الخير كمان اللى إتبرعوا قبل كده كتير فى بناء الوحده دى،وكمان فى بناء الملحق السكنى بالوحده،غير إنه إتبرع فى بناء المبنى الجديد للوحده اللى تحت الانشاء وهيخلص قريب.

تبسمت زينب بسمه سطحيه وقالت:أهلاً وسهلاً،بحضرتك.

قال طارق بترحيب زائد:دا ميت ألف اهلاً وسهلاً، بيه،لازم تتوصى،بهاشم بيه يا دكتوره.

ردت زينب بحنق قائله:أتوصى بيه إزاى،أزود له البنج شويه ولا اخيط له ايده بمكنة سرفله،أنا معنديش تفرقه،بين المرضى،
قالت هذا ونظرت للمدعو هاشم قائله:
أنا خيطت لك الجرح اللى كان فى معصم إيدك،وهو مش جرح غميق،وبالنسبه للجرح اللى فى كف إيدك ده مينفعش يتخيط،لأن كف الأيد مش بيتخيط،بس مع المواظبه على تغيير الضماد بواحد تانى نضيف وكمان عدم تعرض الأيد للميه،جرح كف إيدك هيلتئم بسرعه،وهكتب لحضرتك،مُسكن،ومعاه مضاد حيوى.

نظر لها هاشم،بنظره تتفحصها،من أسفل لاعلى،وهمس لنفسه قائلاً: واضح إن الكلام اللى داير عنك فى البلد يا دكتوره،شويه عليكِ،إنتِ أجمل وأشرس،وأنا أحب المُهره الشرسه،أروضها بمزاج.
…..ـ…ــــــــــ
لكن بنفس التوقيت
كان رفعت أيضاً بالوحده الصحيه، يطمئن على أحد العاملين لديه بمزرعة الخيول وقع من على أحدى الخيول وأغمي عليه،وأتوا به العاملين الى هنا بالوحده، ، لكن العامل لم يُصيبه مكروه،مجرد كدمات فقط.
خرج من غرفه العامل بعد أن أطمئن عليه، وضع نظارته الشمسيه،وكاد يخرج من باب الوحده الداخلى
لكن لفت أنتباههُ
سير
هاشم الزهار مع ذالك المدعو طارق التقى،ومعهم أيضاً إمرأه،ترتدى معطفاً أبيض،قربين من باب الخروج من الوحده الصحيه

نظر لهم من بعيد،
ذهب هاشم ومعه طارق
،لكن
عادت الطبيبه الى الداخل مره،أخرى تأمل ملامحها،هى جميله جداً، هى أجمل مما وصفوها به لم يتوقع أنها صغيره بالعمر هى تبدوا بوضوح لم تُكمل الثلاثين من عمرها،تسير بشموخ كالمهره ،تحير عقلهُ، لماذا آتت تلك الطبيبه لهنا،وهى بهذا السن كيف أصبحت مديره لتلك الوحده،
كلما أقتربت خطواتها من مكان وقوفه،كان يشعر بزيادة خفقان قلبهُ،
لكن تبسم وهو يقول لنفسه:
هاشم الزهار،بيحب،البنات الصغيره الورور،بس دى واضح إنها مُهره شرسه، ومتأكد إنها دخلت مزاجهُ والأ مكنش جه لحد هنا بنفسهُ،
كويس قوى،كل شئ فى الحب والحرب مُباح،واللى بينى وبين هاشم الزهار،،،،
حرب لغاية دلوقتي بارده بمزاجِ .
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواعيد الروايه،ثابته
الاحد..الثلاثاء..الجمعه، واحده بالليل
وبعتذر عن بارت الجمعه،هحاول اعوضه،فى زيادة عدد الكلمات وده اللى حصل ،وده بارت الأحد، ميعادنا الثلاثاء بنفس الموعد.
..،ياريت تدعمونى وتشجعونى.
#يتبع
مازال للحكايه بقيه.

 

الشعله الرابعه🔥”الصِدام الأول”
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحياناً الاحتياج والمسئوليه يجعلوا تلك المسؤله تشعر بمرارة الخساره لأشياء بسيطه بالنسبه لها كبيره.

جلست مروه جوار والداتها بفزع قائله:مصيبة ايه يا ماما اللى حصلت،واحده من أخواتى جرالها مكروه؟

هزت فاديه رأسها بنفى،وقالت:يارب يبعد عنهم الشر يارب.

آمنت مروه قائله:يارب يبعد عننا الشر،ايه اللى حصل خلاكى قاعده تبكي بالشكل ده.

ردت فاديه:الطيور اللى كنت بربيها عالسطح،معرفش إيه جرالها فجأه طلعت الصبح أحط لها أكلها زى كل يوم،لقيت شئ منهم ميت،والباقى مدروخ،ومن شويه طلعت لهم،لقيت الباقى كمان ميت،مفضلش غير الحمام والأرانب،،مصيبه،هصرف على اخواتك منين،دول كنت بدبر مصاريف اخواتك منهم،بيبيع الكبير والصغير أربيه والفرق اللى بينهم،أهو كان بيصرف عالبيت وأخواتك جنب القرشين اللى بتديهم ليا كل شهر من مرتبك،وكانت ماشيه بالزق،دلوقتي هعمل إيه.

ضمت مروه كتف والداتها قائله:ده اللى مزعلك ووبتبكى بسببه،ربنا مش بينسى عبيدهُ مش دى كلمتك يا ماما،طب عارفه ايه سبب رجوعى من المدرسه بدرى النهارده.

ردت فاديه:يا بنتى دول راس مالى،بس ايه سبب رجوعك بدرى،أوعى تكونى عيانه وبدارى عليا.

تبسمت مروه على لهفة والداتها وقالت:
لأ مش عيانه انا الحمد لله بخير وبخير جداً،أنت عارفه إنى معظم الوقت بروح المدرسه فى الباص التابع لها فى كم تلميذ من البلد فى المدرسه دى،وانا كنت بظبط مواعيدى مع مواعيد الباص ده،فابالتالى،كنت بوفر مصاريف الموصلات،والدكتوره ناهد صاحبة الصيدليه،كانت من فتره قالتلى انها هتعمل جمعيه،وقالتلى إن كنت عاوزه ادخل معاها،وانا قولت أدخل بالجزء ده من مرتبى،وهى إتصلت عليا وانا فى المدرسه النهارده وقالتلى إن ده دورى فى قبض الجمعيه،وأنا مكنش عندى حصص كتير النهارده،فقولت أرجع بدرى،ولما جيت ملقتكيش قولت استريح شويه وأروح لها أخدها منها عالعصر كده،يعنى،ربنا قد ما بياخد،بيدى،ويمكن بيعطى أكتر كمان الجمعيه بمبلغ محترم.

وتحدثت ليلى من خلفهن قائله:وأنا كمان إتفقت مع الدكتوره ناهد أنى أرجع اشتغل تانى معاها فى الصيدليه،بنص آجر فى الاوقات اللى معنديش فيها محاضرات،وأيام الاجازه.
نظرن الاثنتين،ل ليلى،ببسمه،
أقتربت ليلى من مكان جلوسهن،وأكملت،يعنى كده الآجر اللى هاخده من الصيدليه،هيغطى مصاريفى،يبقى مش ناقص غير مصاريف،هبه والجمعيه أهى تسد لحد ربنا ما يعوض عليكِ،بس مش كنتِ قولتلى إن الطيور عيانه كنت طبقت عليهم عملى،ناسيه إنى بدرس طب بيطرى ومن ضمنه الطيور والحيوانات،كنتِ هعالجهم،تطبيق عملى،بس ياخساره كنت محتاجه دكرين بط،كنت هبعتهم رشوه،بس يظهر مالوش نصيب فيهم بقى.

تبسمت فاديه قائله:وكنتِ هتبعتيهم رشوه لمين؟

ردت ليلى:خلاص بقى مش لازم هتصرف،من ناحيه تانيه،أبعتله جوزين أرانب وجوزين حمام،مش الحمام والأرانب،هما اللى فلتوا من الفِره.

تبسمت فاديه وضمتهن بين يديها،قائله:ربنا يخليكم ليا،ويستركم،ويفرح قلوبكم،ويرزقكم الرضا دايماً.
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه.
أثناء سير زينب،لتعود لداخل الوحده،
رن هاتفها،أخرجته من جيب معطفها الأبيض،وتبسمت حين نظرت للشاشة الهاتف،وتجنبت تقف تحت أحد ظلال الأشجار،وردت على الهاتف: ايه رجعتى من التأمينات وبابا لسه مرجعش ولا أيه؟

ردت هاله:لأ بابا كان فى الاداره،خلاص عينوه موجه عام،وهيلف بقى عالمدارس ومعدش هيبقى مرتبط بمواعيد رجوع.

تبسمت زينب قائله:خلاص يا مامى بقى مين قدك،بقيتى حرم الموجه العام،وإبنك بيقبض بالدولار،إتغرى بقى شويه،فى وسط موظفين التأمينات.

تبسمت هاله قائله:هتغر على أيه،على بنتى الدكتوره المجنونه،اللى مقضياها من يوم ما إتخرجت من بلد للتانيه،بس غريبه واضح كده،الشرقيه هاديه،وجايه على هواكى،هتجى للقاهره إمتى،وحشتينى.

تبسمت زينب:هى الشرقيه شكلها كده هاديه،أو لسه فى أولها الله أعلم،معرفش هاجى القاهره إمتى،وبعدين لحقت أوحشك،بالسرعه دى،أنا لسه مكملتش خمستاشر يوم.

همست هاله فى نفسها بأشتياق أم:متعرفيش إنك دايماً فى بالى،مبتروحيش معرفش إزاى بتحمل بُعدك غصب عنى.
لكن قالت لها:بجد هتيجي للقاهره إمتى مش عندك أجازات.

تبسمت زينب:عندى أجازات،بس إتفقت أنا والواد مجد هظبط نفسى على ميعاد أجازته وأجى للقاهره،نقضى الاجازه سوا،وأهو أقلبه فى قرشين ينفعونى.

تبسمت هاله قائله:دكتورة جراحه وعايشه على تقليب أخوكِ،أعقلى وربنا هيرزقك من وسع.

تبسمت زينب قائله:تعرفى،يا ماما أنا اكتشفت إن بينى بين الفلوس مفيش عمار خالص،بس فى خطتى الخمسيه الجايه لما أرجع للقاهره أفتح فى الشقه عندك عياده وأستغل الجيران واهل المنطقه وأقلبهم شويه وأتغنى على قفاهم.

ضحكت هاله:أوهام ياروحى،إنتِ فقر من يومك،يلا ربنا يسترك،خلى بالك من نفسك ومتنسيش تاكلى و تاخدى علاجك فى مواعيده،وبلاش ترهقى نفسك زياده،مش بيطمر فى حد شوفى الأماكن اللى خدمتى فيها قبل كده،حد منهم عبرك،بسؤال حتى.

تبسمت زينب:كفايه كسبت دعواتهم الطيبه،يمكن عايشه ببركتها.

تبسمت هاله:ربنا يخليكِ ويحفظك يارب،فى أمان الله.
ردت زينب:سلميلى على بابا،فى أمان الله.

أغلقت زينب الهاتف ووضعته مره أخرى فى جيب معطفها،وتوجهت تدخل الى الوحده،لكن ليس من الباب الرئيسي،بل ذهبت الى باب آخر جانبى،للوحده،قريب من مكتبها.

كان ذالك الواقف أمام الباب الداخلى عيناه مُسلطه على تلك الطبيبه،لا يعرف بأى شعور،يشعُر،كان يتأمل ملامحها الجميله،سأل عقله مع من كانت تتحدث بالهاتف،هى لديها زوج،أو خطيب،أو حبيب،كم أراد أن يعرف،كل شئ عن تلك الطبيبه،هذه هى المره الاولى الذى يراها،سمع عنها فقط،لكن كيف لصاحبة تلك الملامح الرقيقه،أن تكون تلك الشرسه التى يتحدثون عنها بالبلده،
فى أثناء إنشعاله بالتفكير فى تلك الطبيبه،جاء لهاتفهُ رساله،فاق عليها،وعاد لوعيه،فتح الهاتف،وقرأ الرساله،ثم قام بإتصال على أحدهم،كانت المكالمه مختصره:
فى دكتوره جديده مسكت إدارة الوحده الصحيه هنا،بالزهار،عاوز كل تفصيل عنها،قدامك يومين مش أكتر.

قال هذا وأغلق الهاتف،ووضعه بجيبه،ولم ينتظر،سار مُغادراً للوحده.
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
صباحاً
بكلية الطب البيطرى،
بقاعة المحاضرات،وقف وسيم،يقول تقديرات ألأبحاث التى قُدمت له،نادى على الكثير من الطلبه،كانت التقديرات بين مقبول وجيد
كانت ليلى جالسه لا تعرف سبب شعور التضاد بداخلها،شعور يقول انه سينفذ ما قاله لها ويعطيها صفرً،وشعور أنه يكون قد نسيها،ويعطيها تقدير مثل زملائها،التضارب،ينهش بعقلها مع طول الوقت،الى أن نادى إسمها قائلاً:
الآنسه ليلى صفوان منسى،ياريت تجى هنا جانبى عالمنصه.

وقفت ليلى،وسارت ترتجف،يبدوا أنه يتذكرها،وسيوبخها أمام زمُلائها اليوم،مع كل خطوه كانت تقترب منه،كانت تريد رجوعها،كم فكرت وهى تنظر الى باب قاعة المحاضره أن تجرى وتخرج سريعاً،لكن،لا تعلم كيف طاوعتها أقدامها،وذهبت الى جوار وسيم على المنصه.

تبسم وسيم على ملامحها،التى تغيرت،بوضوح،وقال بتلاعُب:آنسه ليلى صفوان المنسى.

أومأت ليلى برأسها،وخرج صوتها محشرج،خافت:أيوه.

تبسم وسيم قائلاً:على صوتك شويه مش سامع.
جلت ليلى صوتها وقالت:أيوا أنا،ليلى صفوان المنسى.

تبسم وسيم ثم نظر الى الطلبه الجالسون بالمحاضره قائلاً:
أنا لما طلبت منكم عمل أبحاث،عن التطور التكنولوجي،فى علاج بعض أمراض الخيول،كنت سيبت لكم أسماء بعض المواقع وكمان المراجع اللى هتفيدكم فى البحث،وكتير منكم مدورش خارج المواقع والمراجع دى أو أقدر أقول كلكم تقريباً،بس الآنسه ليلى هى….

توقف وسيم وذهب الى طاوله وأخذ كوب ماء،يرتشف منه بعض قطرات المياه،ثم عاد ينظر لليلى بمكر قائلاً:
الأنسه ليلى،الوحيده اللى قدمت بحث مختلف عنكم كلكم،وأستعانت بمواقع تانيه ومراجع تانيه غير اللى أنا قولت عليها،وقدمت بحث،أقل ما يقال عنه….
توقف وسيم مره أخرى وأرتشف بعض المياه،ونظر للطلاب مازحاً،يقول:مش عارف ليه كل ما بشرب من الميه دى بعطش أكتر،يمكن علشان من مية النيل،واللى يشرب من مية النيل ما يشبعش منها.

تبسم الطلاب
لكن تلك الواقفه تكاد يُغمى عليها،لما لايقول ما يريده وينتهى،حتى لو وبخها أفضل من ذالك الأنتظار بوقفتها هذه،بالقُرب منه.

رأى وسيم تهجم ملامح ليلى،ووجهها التى أصبح بلون الدماء،يعطى لها توهج آخاذ،
رأف بها قائلاً:
والبحث بتاع الانسه ليلى،كان أفضل الأبحاث اللى إتقدمت لى منكم،وحصل على تقدير جيد جداً،براڤو ليلى.

ماذا قال هذا الطاووس،هو تلاعب بأعصابها،ماذا سيحدث لو صفعته الآن،وجرت من أمامه،ياله من وغد،مُتلاعب،لكن تعجبت،أنسي إسمها،جيد من الأفضل أنه نسيه.

مد وسيم يده بالبحث،بأتجاه ليلى قائلاً:أنا أحتفظت بنسخه عندى عالابتوب من بحثك،وهقدمها لمجله علميه،بأسمك،ودى نسخة البحث الاصليه تقدرى تحتفظى بها.

تبسمت ليلى وقالت بصوت محشرج:شكراً،يا دكتور وسيم.

لا يعرف وسيم،سبب لذالك الشعور الذى إختلجه حين سمع إسمه منها،
نظر لبقية الطلاب قائلاً:نتقابل المحاضره الجايه،ونتناقش فى كم نقطة ضعف كده لاحظتها فى الابحاث بتاعتكم،سلام وعليكم.

حمل وسيم الحاسوب الخاص به،وهاتفهُ وبعض الاشياء الخاصه به من على طاوله،بالمنصه وغادر تاركاً ليلى تقف مكانها كأن قدميها إلتصقت بالارض،
فاقت على إقتراب زملائها منها،ذهبت الى تلك الطاوله،وأخذت كوب الماء الذى شرب منه وسيم،وتجرعت الباقى منه،مره واحده،تلملم شتات نفسها الذى تسبب فيه ذالك الطاووس،لكن لا تلاعب بها الفضول،لمعرفة سبب لما لم ينفذ قوله،أنسيها،إذن بعد ما فعل به وتلاعب باعصابها،لن تتركه،ستذهب خلفه وتعرف سبب أعطاؤه لها تقدير عالى.

بالفعل تركت زمُلائها و ذهبت بأتجاه مكتب وسيم.

دخلت دون طرق الباب.

تعصب وسيم من ذالك،وقال:مش فى باب،يا آنسه مخبطيش عليه ليه ولا قلة الذوق متوفره عندك،متفكريش إنى نسيت إنتِ مين؟

تبسمت ليلى رغم حديثه الجاف،إذن هو يتذكرها،كيف أذن أعطى لها هذا التقدير ومدح بها أمام زمُلائها،فقالت له:
طب ليه منفذتش اللى قولته قبل كده،وإديتنى صفر فى البحث.

نهض وسيم من على مقعدهُ قائلاً:فعلاً فكرت وكنت هقطع البحث بتاعك،بس أنا شخص مسؤول وعندى ضمير،قولت أقرى البحث،يمكن وقتها أريح ضميرى،وأنا بعطيكى الصفر،بس مع الأسف،رغم لسانك الزالف،وقلة ذوقك فى دخولك لمكتبى دلوقتي،لكن البحث متقدم بطريقه علميه جيده،وده اللى شفعلك عندى،ودلوقتى إتفضلى أخرجى من مكتبى،وإتعلمى،بعد كده الذوق،بلاش تبقى دبش كده.

رغم ان وسيم ذمها بكلمة “دبش”،لكن تبسمت قائله:شكراً يا دكتور،سلام عليكم.

خرجت ليلى من مكتب وسيم،الذى تبسم لا يعرف السبب،
بينما وقفت ليلى بجوار،باب مكتبه،بالخارج،تلتقط انفاسها كانها كانت تجرى لألف ميل.
…..
بعد وقت قليل
نزلت ليلى من ذالك السرفيس،بقرية الزهار،لمحت تلك السياره،هى تعرفها جيداً،، إنها سيارة وسيم لكن،ما سبب وجودها،فى البلده،تعجبت كثيراً،وقالت:دى عربية وسيم،بس أيه جايبه هنا للبلد،فكرت كثيراً وقالت،طب وانا ليه أفكر كتير انا همشى وراء العربيه،
بالفعل سارت خلف السياره التى كانت تسير،بسرعه معقوله لتتبعها،الى أن دخلت الى منزل هاشم الزهار.

وقفت حائره تقول:أيه جايب وسيم الشامى ده،لبيت هاشم الزهار،لكن جاوب عقلها سريعاً:هاشم الزهار عنده مزرعة خيل،ووسيم دكتور بيطرى،يمكن جايله علشان كده،بغباوتك،يا ليلى،كان وسيم هيركب عربيه زى دى من مرتبه فى الجامعه،ولا الكام سنه البعثه اللى خدها من الجامعه فى لندن،أكيد بيشتغل دكتور بيطرى وهاشم الزهار ممكن يكون بيستعين بيه.

نهرت ليلى وقفتها قائله:الصيدليه نسيت ميعادها،يارب الدكتوره ناهد متزعلشى منى،منك لله يا سُومى،عالرعب اللى عيشتنى فيه النهارده،مسيرى فى يوم أرعبك كده،بس الصبر حلو،وأنت أحلى طاووس وسيم.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بسرايا رضوان الزهار.

نزل رفعت على السلم الداخلى للسرايا
ليقوم رامى،بالتصفير قائلاً:
اللى يشوفك يقول عريس،أيه الاناقه دى.

تبسم رفعت يقول:فين الاناقه،دى جلبيه بلدى وفوقها عبايه عربى سوده،بخطوط مُدهبه،هتلاقى معظم الحاضرين فى الحنه،لابسين نفس اللى اللبس ده.

رد رامى:فعلاً هيبقوا لابسين نفس اللبس لكن مش بهيبة،رفعت،إبن رضوان الزهار.

تبسم رفعت قائلاً:ولاد رضوان الزهار،هيبتهم مش فى اللبس،هيبتهم فى عقولهم،ويلا بينا بلاش كلام كتير،متشوق أشوف الحنه والمدعوين اللى هيشرفوا الحنه.

تبسم رامى قائلاً:يلا بينا..

بعد قليل بمنزل عضومجلس الشعب،
كان إستقبال حافل ليس ،من العضو فقط،بل الأهالى أيضاً،يهللون بأسمه،

مما أغاظ ذالك الذى دخل خلفه،يشعر بغلول،من إستقبال أبني،رضوان الزهار،وبالأخص الأبن الأكبر،
ذهب كل منهم لمكان يجلس به.

جلس هاشم بين الصفوه،وتوجه رامى ورفعت الى مكان قريب من عامة البلده.

بعد قليل مال رفعت على،رامى،وهمس له بشئ،بعدها،خرج رامى،لدقائق،لكن عاد يمتطى جواداً قوياً،وقام بالرقص عليه بحرفيه عاليه ،كأن ذالك رساله،لهاشم الزهار،فهم مغزاها،لكن مهلاً مازلت الليله بأولها.
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل
بمنزل والد مروه.
دخلت فاديه الى غرفة بناتها قائله:لسه.مخلصتيش لبس،يا مروه،يلا علشان منتأخرش فى الرجوع من الحنه وابوكى يجى يزعق.

ردت مروه:ما بلاش نروح الحنه دى من أصله.

ردت فاديه:يا بنتى ليه،دى حنة أبن عضو مجلس الشعب والعروسه بنت اخوه ،ومراته متصله عليا ومأكده عليا أحضر الحنه.

قالت هبه التى تجلس بالغرفه قائله:مش معقول إتصلت عليكى وأكدت إنك تحضرى الحنه.

ردت فاديه:أيوا،مش بببيع لها بط وفراخ، دى أكتر زبونه عندى،يلا،ربنا يعوض عليا،شويه كده،وأهو،عتق من الفِره كم بطه وكم وزه،وأشترى شوية فراخ معاهم،وبعدين يلا يا ليلى،بلاش لكاعه.

تبسمت مروه قائله: خلاص جهزت يا ماما،والله ما كنت عاوزه أحضر الحنه،دى،كلها بتبقى نميمة نسوان عالفاضى.

تبسمت هبه تصفر قائله:إيه ده يا مروه انا بقول بلاش تروحى الحنه دى لا العريس يشوفك يغضب على عروسته،ولا المعازيم يفكروكى العروسه.

تبسمت فاديه وهى تقول:خمسه وخميسه فى عين اللى ما يصلى عالنبى،ويارب يسمعها منك،وتبقى هى العروسه الجايه.

تبسمت مروه بحياء.

قالت هبه:أمين،يا ماما علشان الاوضه تفضى عليا انا والشعنونه،هبه،زمانها جايه من الصيدليه،تقولى حضريلى الحمام،يا هبابه.

تبسمت فاديه قائله:ربنا يخليكم ليا،ويعوصنى فيكم خير.
….
بعد قليل
بمنزل عضو مجلس الشعب
مظاهر بزخ كبيره
حناء العريس والعروس أبناء عم

بداخل صوان كبير منصوب فوق سطح المنزل الضخم
كانت تجلس النسوه والفتيات ومعهن العروس.

دخول مُهيب لتلك المُهره،
وقفت لها زوجة عضو مجلس الشعب،ترحب بها،بحفاوه،تمدح بجمالها الآخاذ،
تبسمت مُهره بترفُع،هى حقاً مازالت جميلة الجميلات التى تغنوا وفتنوا،بها فى الماضى،حتى لو صابها بعض الشيب،والتجاعيد التى أخفتها مساحيق التجميل البسيطه،التى تكاد لا ترى،للعين،ذهبت وباركت للعروس،ثم جلست بين نسوة الصفوه.

كانت النساء تتهامس على تلك المُهره،التى وقف عندها الزمن،يحسدونها على جمالها،الفاتن،،لكن لا يعلمون أنها فقدت جزء كبير من جمالها فى قلبها،بسبب ذالك الخيال المخادع،الذى أصبح يُقلل ليس فقط من جمالها،بل من شأنها.

لكن يبدوا أن الجميلات ينجذبن لبعضهن،
آتت مروه ووالداتها الى صوان النسوه،نظرن لمكان يجلسن به المكان مزدحم،هناك مكان فاضى جوار مُهره،رأته مروه،جذبت يد والداتها،وذهبن إليه.

إرتبكت والدة مروه حين علمت بجوار من جلست.

تحدثت مُهره قائله:إزيك يا فاديه من زمان متقبلناش،دى بنتك.

تلبكت فاديه قائله:أيوا مروه بنتى الكبيره،ومعايا كمان بنتين غيرها.

تبسمت مُهره قائله:ربنا يخليهم لك،وتفرحى بيهم،ربنا عوضك بيهم،ياريتنى عملت زيك زمان،يمكن كان زمان معايا،بنات زيهم.

تبسمت فاديه،دون رد،وحمدت أن مروه،مشغوله،بالنظر من شُرفة المكان،تنظر الى ما يحدث أمام المنزل،من مظاهر الحناء للعريس،رقص الشباب.

لكن لفت إنتباه مروه ذالك الفارس الذى إمتطى جوادهُ،يرقص به يفعل حركات خطِره،به،مع كل حركه كان يحصد أعجاب الفتيات الاتى ينظرن إليه من الشُرفه،كم ودت فقع عيونهن، وهن يتغامزن،بأعجاب على أسم ذالك الفارس،لتقول إحداهن:
ده “رامى الزهار.”
نطقة إسمه،شعللت غيرتها أكثر،هو يحصد إعجاب فتيات من عائلات كبيره،كل منهن تشتهى فقط أن يرفع بصرهُ وينظر إليها،لكن الفارس قلبهُ مفتون بجميله عنيده.

شعرت مروه انها لو وقفت كثيراً،ستقوم بحدف هؤلاء الفتيات من فوق السطح، فمالت على والداتها قائله:
ماما هروح أشم هوا شويه،بدأت اتختق مش هغيب وهرجعلك.

سمحت لها فاديه.

نزلت مروه من على سطوح المنزل،وذهبت الى الحديقه الخلفيه للمنزل،كانت شبه مُضاءه بسبب إنعكاس ضوء انوار الحناء،سارت لخطوات قبل،أن تجد يد تسحبها،لتقف بها أسفل شجره،بمنطقه شبه مُعتمه بالحديقه.

رغم خضتها،فى البدايه،لكن تمالكت جأشها،ونفضت تلك اليد التى سحبتها،بقوه وقالت بأستهجان:
مش هتبطل طريقتك دى،قولتلك قبل كده متلمسش إيدى،يا رامى.

نظر لها رامى بعين عاشقه،قائلاً:أيه اللى نزلك من حنة العروسه للجنينه،أنا شوفتك واقفه،وسط اللى كانوا واقفين فى البلكونات.

ردت بغيره شبه ظاهره:وانت بقى كنت مركز مع البنات اللى كانوا واقفين فى البلكونات،ولا فى الحصان اللى كنت بترقص عليه،طبعاً،كنت بتعمل الحركات الخطره دى علشان تشوف،وتسمع صريخهم،وإعجابهم بيك.

تبسم رامى:أنا مشوفتش غيرك،يا جميلتى،مفيش غيرك لفتت نظرى،توقف ينظر لها بصمت ثم قال:بس يضايقك فى ايه،صريخ وإعجاب البنات بيا.

ردت مروه بتعلثم:ولا يفرق معايا،واوعى من قدامي، إبعد خلينى أرجع تانى لحنة الحريم.

تبسم رامى،وبدل ان يبتعد كان يقترب أكثر،وهى تعود للخلف،الى ان أصبحت تحت الشجره،وبينهم خطوه واحده.

مد رامى يدهُ وملس على وجنتها بظهر أصابع يدهُ قائلاً:عقبال حنتنا،يا جميلتى.

قال رامى هذا وإنحنى،وكاد يُقبل وجنتها،

إهتزت كل خليه ب مروه،وكادت تتركه يُقبل وجنتها،لكن،صوت،ذالك الطلق النارى جعلها تعود لرُشدها،فضربت على يدهُ بقوه وفرت هاربه من أمامه،
لينظر إليها يتنهد بعشق ويبتسم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بصوان الرجال.

كان هاشم يقف بالعصا يتباهى أنه هزم من كان يتبارز معه فى اقل من دقيقه، أطار من بين يديه العصا وإستسلم له،
لكن
نظر ناحيه
رفعت الذى يجلس يتسامر مع أحد المدعوين، لم يكن رفعت ينظر لهُ، لكن لديه يقين أن هاشم سيفعل شئ يرغمه على مبارزته،
وها هو، بالفعل
ظن هاشم أن رفعت لا ينتبه له
إنحنى وأخذ عصى من إستسلم لها، وبأندفاع، حدف العصا، ظن أنها ستقع أمام ساق رفعت لكن تعجب ليس هو فقط من تعجب، بل الجالسون أيضاً، تعجبوا حين
تلقى رفعت العصا بيدهُ

نظر رفعت له نظره ثقه
بادلهُ هاشم النظره بتحدى، وأشار له أن يتبارى أمامه بالعصا.

مازالت نظرة الثقه لدى رفعت، نهض واقفاً وخلع تلك العباءه العربيه التى كانت على كتفيه وتركها على المقعد الذى كان جالس عليه، وتقدم بخطوات كلها ثقه، ليست ثقه فقط، بل إصرار وتحدى أنه سيكون الفائز ليس فقط بتلك المبارزه، بل بالحرب التى سوف يُشعلها بعد هذه الليله.

رفع هاشم عصاه وكانت ضربة البدايه له، لكن تصدى لها رفعت، بكل سهوله، كانت مبارازه متكافئة بين الذئب والفارس، ضربه لضربه، لكن صاحب الصبر وقوة التحمُل هو من يفوز، بدأ هاشم يتضايق، هو ظن أن رفعت لا يعرف التحطيب بالعصا، ظن أنه سيهزمه من أول ضربه كما فعل مع من سبقه، بدأ هاشم يفلت صبرهُ و يتعامل بعنف، ويُخطئ فى الرد على بعض الضربات،
الفارس مراوض جيد لديه ملكة الصبر،وقوة التحمُل،التى يستفز بها مراوضهُ، وها هو هاشم بدأ، ينهزم، بلحظه إستغل رفعت ذالك الخطأ وضرب بعصاه ضربة الفوز، التى أطارت عصا هاشم من يدهُ بعيداً، وفاز الفارس، بالمبارزه.

رغم غِل هاشم، لكن تمالك حِقده أمام العامه من أهل البلده، ومد يدهُ يُصافح، رفعت
رفعت الذى نظر ليدهُ الممدوده، بأستهزاء، هل يظن هذا الأحمق أن يمد يدهُ له ليصافحه، حقاً أحمق، لكن رفعت ليس بأحمق، وعرف كيف يخرج من ذالك أمام العامه منتصر، وبزهو الفارس الشجاع، وبدل أن يمد يدهُ له
فعل مثلما هو فعل فى البدايه،
حدف رفعت له العصا،
لكن برجلة هاشم حين تفاجئ بحدف رفعت العصا، جعلته يرجع خطوات للخلف، خوفاً أن تصيبهُ العصا، وقعت العصا أمام ساق هاشم.
نظر رفعت للعصا على الارض ثم نظر الى هاشم بزهو، دون حديث، وعاد الى مقعدهُ وجذب عبائته ووضعها على كتفيه وجلس بين المدعوين، بزهو،وسط هتافات المدعوين، بأبن رضوان الزهار، الذى حصد إعجاب العامه والخاصه، هذا إبن الفارس العائد لأخذ مكانة أبيه السابقه وبجداره.

ذهب هاشم للجلوس بين الصفوه،وكانت عيناه تشع بنيران،ساحقه، وغلول الماضي تعود لقلبهُ مره أخرى،ها هو إبن رضوان الزهار،يعيد ذكرى أبيه للأذهان مره أخرى،سابقاً كان رضوان يتفوق عليه،عاد نفس الحقد القديم لقلبه،لكن هذه المره لا يعلم أن الفارس هو من يُشعل الحرب،ولديه عتاد قوى.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى.

قبل العصر بقليل
بداخل الوحده،دخلت صفاء الى غرفة المدير،
تبسمت لها زينب قائله:تعالى،يا صفاء إقعدى،ده وقت الغدا نتغدى سوا.

ردت صفاء:بصراحه يا دكتوره أنا كنت جايه ليكِ فى طلب،ومكسوفه أقولك،بس إن موافقتيش مش هزعل.

تعجبت زينب قائله:طلب أيه ده،قولى متنكسفيش،ولو فى إيدى هنفذلك طلبك.

ردت صفاء ببعض الكسوف:أمى يا دكتوره،عازماكى عالغدا،بس انا والله قولت لها هى الدكتوره ناقصها أكل،قالتلى قوليلها وملكيش دعوه،انا عاوزه أتعرف عالدكتوره زينب.

تبسمت زينب ونهضت من على مقعدها،وخلعت معطفها الأبيض،وعلقته قائله:طب،يلا خلينا نروح نتغدى،عند الحاجه والداتك،أنا جعانه جداً ومصارينى نشفت من أكل الوحده المسلوق،والفول والطعميه،خليتى اشوف سفرة أهل الشرقيه العامره،بما لذ وطاب،قبل إستراحة الغدا ما تخلص.

تعجبت صفاء قائله:دى امى هتفرح قوى قوى،دى من يوم ما حكيت لها على اللى عملتيه فى المخسوف طليقى،ونصرتك ليا،وهى بتدعيلك ونفسها تشوفك،بس هى رجلها مبقتش تتحملها،السن له حُكم.

تبسمت زينب قائله:ليه إنتِ عندك كم سنه يا صفاء.

ردت صفاء عندى خمسه وتلاتين سنه.

تبسمت زينب قائله:يعنى والداتك أكيد لسه صغيره فى السن،سلامة رجليها.

ردت صفاء:الفقر،يا دكتوره بيركبك عُمر على عُمرك،وبيهد الحيل،وأمى طول عمرها شقيانه من يوم ما أبويا ربنا افتكره وهى شابه،وضيعت شبابها علشان تربينى أنا وأخويا،ربنا يرزقه بالحلال،بيشتغل فى مزرعة رفعت بيه الزهار.

ردت زينب: خلينا نمشى وقوليلى، رفعت الزهار ده يبقى إبن هاشم الزهار اللى كان هنا فى الوحده من كام يوم،وقابلنا إمبارح فى حنةإبن عضو مجلس الشعب.

ردت صفاء بنفي:لأ هاشم بيه ده مش مخلف،بس يبقى قريب رفعت بيه،أبو رفعت بيه الله يرحمه،يبقى إبن عم هاشم الزهار،يعنى هاشم بيه تقريباً عم رفعت بيه،بس متعرفيش أيه بينهم الأتنين مش بيرتاحوا،لبعض،رفعت بيه إمبارح فى الفرح،حطب قصاد هاشم بيه وكسبوا،لو كنتِ فضلتى فى الحنه شويه كنتِ شوفتى وهما بيتباروا قصاد بعض،زى ابطال السيما،بس رفعت بيه ربنا يحميه لشبابهُ كسبه،هو من يوم رجوع،رفعت بيه وأخوه لهنا البلد من تانى،والبلد كلها ملاحظه إنقسام بين رفعت بيه وأخوه،وبين هاشم الزهار،سمعت من أمى زمان إن كل ولاد الزهار كانوا إيد واحده،بس الحريق اللى حصل فى الماضى وحرق سرايا أبو رفعت بيه،واللى نجي من الحريق،رفعت بيه هو وأخوه،وخدتهم بعدها جدتهم أم أمهم معاها لأسكندريه،بس رجعوا من تانى من كام سنه،ورجعوا أيه مفيش كبير فى البلد والمحافظه كلها إلا،وهو بتمنى يقرب من رفعت بيه هو وأخوه.

سخرت زينب قائله:ما هو المال والسلُطه أعز الحبايب،بيتكم بعيد عن هنا يا صفاء.

ردت صفاء:لأ خلاص يا دكتوره قربنا نوصل،بيت أمى،بعد سرايا رفعت بيه اللى ماشين جنبها دى بدقيقتين مشي.

نظرت زينب للسرايا قائله:هى دى سرايا رفعت بيه.

ردت صفاء:أيوا هي،دى سرايا ومزرعة خيول كمان،دى كبيره قوى من جوه،أنا دخلتها مره كنت راحه لأخويا بالغدا،كان نسيه، عارفه يا دكتوره،دى بلد تانيه وراء السور ده،وعايش فيها هو وأخوه وجدته،ست كبيره هى اللى ربتهم بعد موت أبوهم وأمهم،أصلهم مش بيدخلوا أى حد غير بس الشغالين،بالسرايا والمزرعه،غير كده قليل لما بيسيبوا حد غريب يدخل من السور ده
أصل رفعت بيه واخوه مانعين أى عامل فى المزرعه،يطلع لبرها،لحد ما يوميتهُ تخلص،بس،لازم ياخد منهم الأذن الاول.

نظرت زينب،للسرايا،هى عبارة عن قصر كبير بطراز عريق وفخم،وتلك الأسوار العاليه تُحيط به،تُشبه حِصن كبير.
وقالت بأستغراب: طب ليه مش بيدخلوا أى حد للسرايا،والعمال إزاى،قابلين بكده ده يعتبر حاجزهم فى المزرعه.

ردت صفاء:والله ما أعرف،هو ده نظامهم،والعمال غلابه واللى يهمها أجرتها وبس،وطالما معاملته لهم كويسه خلاص.

تعجبت زينب لكن نفضت عن،رأسها هذا الأمر لا يُخصها فى شئ.
…….
بينما بالمزرعة
شعر رفعت بالانهاك قليلاً من ترويض أحدى المُهرات فذهب
وإستلقى، أسفل أحد الأشجار بالمزرعه،
لا يعرف كيف سحبهُ النُعاس،أم هى غفوة عين
ليرى بغفوته
تلك الفتاه،تخرج من النيران،تقترب منه،بيدها نفس الدلو،أقتربت أكثر منه،حين أصبحت أمامه،تطاير جزء من الوشاح الذى على رأسها، على وجهها فأخفى رؤية ملامح وجهها،لكن هى ذهبت خلفه،ولفت يدها حول صدرهُ،وضعت كف يدها على موضع قلبه،
شعر بنسمات أنفاسها على عُنقه،وقال:
إنتِ مين وفين؟

همست جوار أذنه:أنا قريبه منك،لو فتحت عيونك هتلقانى،ووقتها هتعرف أنا مين،،
إفتح عيونك،يارفعت.

فتح رفعت عيناه،ونظر أمامه،هبت رياح ربيعيه،مُحمله برائحة زهور الربيع،إنتعش قلبه ونهض،من مجلسه، فك لجام ذالك الجواد المربوط بوتد قريب من الشجره،وأمتطاه،وسار،به الى ان خرج من داخل المزرعه،وأصبح يسير،فى أروقة البلده،دون هدف يعلمه.

بنفس الوقت
نهضت زينب واقفه وقالت بشُكر:أنا من يوم ما جيت للبلد دى مأكلتش فى طعامة الأكل ده،لدرجة إنى نسفت الأطباق.

تبسمت والدة صفاء قائله:مطرح ما يسرى،يا دكتوره،والله أنا مش عارفه أقولك أيه،على مجيتك لبيتى الفقير ده،وكمان عن دفاعك عن صفاء.

تبسمت زينب:بيتك مش فقير ياحجه،بيتك غنى وعمران،طالما عندك فى بيتگ قوت يومك وحِيطان ستراكى،تبقى من ألأغنياء.

تبسمت والدة صفاء،وجذبت زينب تحتضنها قائله:ربنا يسترك،يا بنتى،قصدى،يا دكتوره.

صمتها زينب بود قائله:كلمة بنتى أحلى من كلمة دكتوره وبعدين إحنا بقى بينا عيش وملح،قوليلى،يا زينب من غير دكتوره،إنت فى مقام جدتى.

ضمتها المرأه أكتر قائله بعتاب:بينا عيش وملح صحيح بس إنتِ مأكلتش غير شوية خُضار وبس.

تبسمت زينب قائله:والله انا مش باكل لحوم خالص،بتتعب معدتى.

تبسمت والدةصفاء:ربنا يبعد عنك التعب،يا بنتى ويبارك فى شبابك،ويرزقك بالراجل الصالح اللى يتقلك بالدهب،ويقولك
إمشى أما أنظرلك،وعينهُ متشبعش من وشك الحلو ده.

تبسمت لها زينب.

خرجت من منزل،والدة صفاء،تسير الى جوارها،كانتا تتحدثان معاً

لكن فجأه أثناء خروجهن من تقاطع الشارع، فوجئن، بذالك الجواد،
مباشرةً فى وجه زينب
إنخضت زينب وتلجمت فى مكانها، للحظه، لكن صهل الجواد، ورفع ساقيه الاماميه،جعل زينب تعود للخلف،لم تنتبه،فسقطت أرضاً،تشعر بألم ولكن سبت الذى يمتطى الجواد قائله:
“بغل” غبى متخلف همجى مبيشوفش وراكب حصان،يدوس بيه الخلق.

بينما رفعت،مسك بلجام الجواد،وحاول السيطره عليه،وإبتعد قليلاً عن مكان وقوع زينب،خشية أن يدهسها الجواد،لكن سمع سب زينب له،وكان هذا هو الصِدام الأول بينهما.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهو فى ميعادى
شجعونى بقى
البارت الجاى، الجمعه فى نفس الميعاد.
#يتبع
للحكايه بقيه.

الشعله الخامسه 🔥
ــــــــــــــــــــــــــــ
وقعت زينب،تشعر،بألم قوى بكاحل إحدى قدميها،حاولت الوقوف،لكن لم تستطيع الوقوف،فظلت جالسه أرضا،لكن رغم الألم التى تشعر،بها لم يكن لسانها صامت،أكملت سب.

تلهفت عليها صفاء،ليست متعجبه من سبها ل رفعت الزهار،فسابقاً لقنت طليقها درساً قوياً،يبدوا أن الطبيبه لا تهاب من أحد،أو ربما لا تعرف من رفعت الزهار:جلست صفاء لجوارها قائله:سلامتك يا دكتوره حصلك ايه.

تخلت زينب عن سبها،لرفعت وردت على صفاء قائله:معرفش كاحل رجلى بيوجعنى قوى،قالت هذا وعاودت سب رفعت مره أخرى.

بينما رفعت،سار قليلاً بالجواد،يحاول السيطره عليه الى أن تمكن من السيطره عليه،نزل سريعاً،من عليه،وتوجه الى مكان جلوس زينب، بلهفه لا يعرف سببها.

جثى على ركبتيه أمام زينب قائلاً:إنتِ السبب،شهقتك،خضت الحصان خلته عمل كده،وعالعموم متأسف وخلينى أساعدك،لو سمحتى.

قال رفعت هذا ومد يده،كى يضعها على كاحل زينب،لكن،زينب بحركه عفويه،شدت كاحلها،بيدها وبعدت يدهُ عنها،نظرت له نظره ساحقه قائله :
إنت إتجننت،إزاى تلمسنى،إبعد عنى كفايه،لأ وكمان بترمى اللوم عليا،وإنت اللى غلطان،مش بتعرف تركب حصان بتركبه ليه عاوز تدهس الخلق،وتجيب اللوم عليهم،اما إنك همجى بصحيح والحمار اللى كنت راكبه ميفرقش عنك.

تنحنحت صفاء قائله:معليشى،يا رفعت بيه الدكتوره زينب متعرفش إنت مين.

نظرت زينب ل صفاء بحِده قائله:أنتِ بتقولى أيه،أعرفه او معرفوش،ميهمنيش،ده واحد غلطان بيرمى اللوم على غيره،يبقى اقل ما يقال عنه همجى،ومش بس همجى،ده ميفرقش عن الحيوان اللى كان راكبه،وإياك تدافعى عنه يا صفاء،
قالت زينب هذا وعاودت تسب رفعت.

صمتت صفاء.
بينما،رفعت
رغم وصلة السب التى ألقتها عليه، لا يعرف لما أراد أن يضحك ، لكن حاول تمالك نفسه، حتى لا تُزيد من سبابها، ما المضحك بالنسبه له،لا يعلم سبب لذالك لو كانت غيرها من تسبه هكذا لكانوا يقرؤا الفاتحه على روحها الآن، لكن تلك تثير ضحكه، فلتت منه بسمه على محياه.

رأت زينب بسمته فقالت بحده وغيظ:
بتبتسم على أيه أما أنك همجى صحيح، واضح جداً إن رجلى إنكسرت بسببك دا انا هوديك فى ستين داهيه، علشان تبقى تشوف قدامك قبل ما تدهس فى الخلق، ساعدنى، يا صفاء أقوم أرجع الوحده، أشوف أى دكتور فى الوحده، يشوفلى فيها أيه.

رغم تعجب صفاء من بسمة رفعت وصمته وعدم رده على تهجم الدكتوره وسبها له، لكن مدت يدها، تساعد زينب، التى حين وقفت لم تستطيع الوقوف من آلم ساقها، فجلست مره أخرى.

عاود رفعت يُقدم لها المساعده مادداً يدهُ قائلاً: خلينى أساعدك، صفاء مش هتعرف تساعدك.

نظرت زينب ليدهُ الممدوده قائله إبعد عنى، حسابك معايا بس أصبر.

تبسم قائلاً: تمام هستنى حسابك، بس دلوقتي خلينى أساعدك.

ردت عليه بسخريه قائلاً: وهتساعدينى بقى إزاى هتجبسلى رجلى بأيدك اللى معرفتش تتحكم فى الحصان بيها.

تبسم قائلاً بخباثه: لأ هشيلك لحد الوحده،يمكن نلاقى دكتور هناك، يشوفلك رجلك فيها أيه.

نظرت له وقالت بغيظ: تشيلنى لحد الوحده، اللهى يشلوك مرابعه، غور من وشى.

لم يستطع كتم ضحكته أكثر من ذالك، رغم أنها تسبهُ، وتدعى عليه،،الى أنه ضحك عالياً، مما أغاظها أكثر، لو تستطيع الوقوف على ساقها، لوقفت وقامت بخنقه، لا بذبحه أفضل.

وهمها رفعت أنه إمتثل لطلبها ان يبتعد عنها وبالفعل توجه الى مكان وقوف، جوادهُ، وكاد يمتطيه، لكن قالت زينب بضيق:
موافقه تاخدنى للوحده، بس مش هتشيلنى، هركب عالحصان.

تبسم رفعت

ثم عاد لمكان جلوسها، وقال بمكر، تمام، زى ما انتى عاوزه، خلينى أساعدك تركبى الحصان.

مدت زينب يدها ل صفاء قائله: خدى بايدى المسافه اللى بينى وبين الحصان.

ندبت صفاء نفسها قائله: حطى أيدك على كتفى يا دكتوره وأسندى عليا.

قبل أن تضع زينب يدها على كتف صفاء، فوجئت برفعت حملها بين يديه، وسار بها،

شهقت زينب بخضه قائله: نزلنى، يا همجى، مين سمحلك تشيلنى.

صمت رفعت، يُخفى بسمته،
حاولت زينب التملُص منه، لكن همس رفعت، بوقاحه:
إهدى، يا زوزى، لو سيبتك من إيديا مش هيبقى كسر رجل بس، يمكن يكون كسر ضهر،ولا كسر رقبه ولا حوض،.

نظرت له بحده، قائله: وقح و همجى وحقير، وهتشوف أنا هعمل فيك أيه.

وضع رفعت زينب، على الجواد، قائلاً: هنتظر رد فعلك بعدين.

قال هذا وبسرعه كان يمتطى الجواد خلفها، يمسك اللجام بيديه.

شهقت زينب قائله: وده إسمه إيه، بقى أنزل من على الحصان.

رد رفعت: ولما انزل من على الحصان مين اللى هيوصلك للوحده.

ردت زينب: إنزل من على الحصان، وأسحبه من اللجام،وجهه لمكان الوحده

همس رفعت قائلاً: ما انا كده، سهل اوجه الحصان للوحده، وعادى جداً.

قال رفعت هذا ونظر لصفاء قائلاً:
حصلينا براحتك عالوحده، يا صفاء.

قال رفعت هذا ولم ينتظر أن تتحدث، زينب،
ضرب بساقه بطن الجواد، لينطلق، سريعاً.

للحظه شهقت زينب وخافت أن تقع، مسكت يدى رفعت بتلقائيه، وسرعان ما إنتبهت على ذالك وتركت يديه، وقالت: هدى سرعة الحصان، وإبعد شويه عنى بلاش التحرش ده.

ضحك رفعت دون ، رد

زاد غيظ زينب وقامت بضربه بكوعها، فى صدره.

ضحك أكثر

فقالت زينب: أيه مش قادر تمسك نفسك من الضحك أيه بزغزغك، صحيح وقح وهمجى.

قالت زينب هذا وصمتت، باقى الطريق الى أن وصلوا الى الوحده الصحيه.
قال رفعت:إمسكى لجام الحصان بأيدك،
فعلت زينب مثل ما قال وأمسكت اللجام
بينما رفعت، حين مسكت اللجام قفز من على الجواد، أرضاً، بخفه،وسهوله.

تعجبت زينب من ذالك، لكن أيقنت أنه مدرب على ذالك.

فجأها رفعت حين وضع يديه حول خصرها، وكان سينزلها من على الجواد

برد فعل تلقائي منها قامت بضربه على يديه، بلجام الجواد

تبسم رفعت قائلاً: أيه مش هتنزلى خليني أنزلك ولا عجبك القعاد على الحصان، أطلع تانى ناخد جوله أكبر فى البلد.

نظرت له بغيظ يشتد قائله: عارف لو مبطلتش وقاحتك دى، أنا هخنقك باللجام اللى فى إيدى ده، إدخل الوحده، نادى على أى واحده من الممرضات تجبلى كرسى متحرك، إنشاله نقاله.

تبسم قائلاً: طب وليه انا موجود وهما خطوتين بس، سبق وشيلتك،من شويه،يعنى مش أول مره،وبلاش وقفتنا دى الوحده فيها ناس كتير ويفهموا وقفتنا دى غلط.
قال هذا ولم يمهلها أن ترد وفاجئها مره أخرى يحملها ودخل بها الى أحد غرف الوحده
ثم وضعها على أحد المقاعد.

نظرت زينب له قائله:يلا غور من وشى.

إقترب رفعت من زينب وحاصرها يضع يديه على مسندا المقعد قائلاً:تعرفى أنى معرفش سبب إن ساكت على سبك ليا،ولسانك ده تلميه،شويه،ولا مفكرانى زى طليق صفاء،لأ إصحى يا دكتوره زينب صفوت السمراوى،إنت متعرفيش مين،رفعت رضوان الزهار.

إرتبكت،زينب من قُرب رفعت منها بهذا الشكل،وإبتبلعت حلقها قائله بتحدى:ومين بقى رفعت رضوان الزهار،كويس إنك قولت إسمك كامل قدامى،أكيد هحتاجهُ فى المحضر،اللى هعملوه لك،وإبعد عنى أحسنلك،متفكرش إن كسر رجلى،يمنعنى أبعدك عنى،بكل سهوله.

نظر رفعت لعين زينب،وتبسم قائلاً: أنا مروض خيول،وياما روضت خيول كانت شرسه،كان الضربه منها تموت،وطوعتها لأمرى.

كانت نظرات عيونهم مركزه فى عيون بعضهما،
زينب عيناه تنظر له بتحدى،بينما رفعت لا يفهم معنى لنظرات عيناه، سوى أنه يريد ذالك
ظلا تائهين،بأعين بعضهما،

لكن دخل أحد الأطباء للغرفه
قطع تواصل العيون بينهم
حين قال:بيقولوا الدكتوره زينب مُصابه.

ترك رفعت مسندا المقعد وإبتعد عن بنظرهُ عن زينب،ونظر للطبيب قائلاً:واضح إن فى إصابه فى رجِلها.

تحدث الطبيب قائلاً:فى فى الوحده دكتور عظام منتدب،غير فى جهاز آشعه،هخرج اقول لواحده من الممرضات،تجيب للدكتوره كرسى متحرك،وتاخدها،لأوضة الآشعه.

قال الطبيب هذا وغادر

تحدثت زينب قائله:تقدر تمشى،خلاص،بس متستناش منى،شُكر،و أقول عمل معروف وجابنى هنا للوحده،لأنك من البدايه السبب فى إصابتى بهمجيتك.

نظر رفعت لها مبتسماً بمكر،يقول:ومين اللى قالك إنى منتظر منك شُكر،أنا معاكى،تقدرى تقولى،إعمل الخير وإرميه البحر.

نظرت له زينب قائله بتهكم:بتقول خير،لأ والله ضحكتني،إنت السبب أصلاً فى إصابتى،وإتفضل إخرج بره،قبل……

لم تكمل زينب وعيدها،حين دخلت إحدى الممرضات،بمقعد متحرك،
نظرت ل رفعت،بأحترام،ثم قالت:الدكتور قالى،حضرتك يا دكتوره رجِلك مصابه،ولازم تعملى عليها آشعه.

قربت الممرضه المقعد المتحرك من مكان جلوس،زينب،التى سندت على مسند المقعد،وسارت خطوه وجلست،على المقعد المتحرك،قائله:كمان عاوزه دكتور،لأن معصم إيدى متعور،جرح كبير.

نظر رفعت لمعصمى،زينب،يبدوا بالفعل أن أحد معصمها مجروح،هنالك أثار دم على كُم كنزتها.

قامت الممرضه،بدفع، المقعد التى تجلس عليه،زينب،وخرجت من الغرفه
لكن سار خلفها،رفعت.

قالت زينب:أقفى لو سمحتى.
وقفت الممرضه

نظرت زينب لرفعت قائله:على فين يا أخ،هتجى ورايا كمان لأوضة الآشعه،لأ بقى ده كتير،إتفضل شوف طريقك.

نظر رفعت لها قائلاً:ومنين جالك إنى جاى وراكى،مش شايفه إن أوضة الآشعه جنب،باب الخروج من الوحده،وأنا وخلاص كده،عملت بأصلى،أتمنالك الشفا،ياااا دكتوره.

قال رفعت هذا وتوجه الى باب الخروج من الوحده،بينما دخلت الممرضه،ب زينب الى غرفة الآشعه،وهى تستشيط غيظاً من ذالك الهمجى،كم ودت النهوض من على المقعد المتحرك والذهاب خلفه وإلقائه بحجر كبير برأسهُ،علها تشفى غيظها منه.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بفناء كبير بالبلده،مجاور للوحده الوحده الزراعيه.
كان صوان العُرس المهيب، مظاهر العُرس طاغيه،
لكن هذا العُرس ومظاهرهُ ما هى الادعايه، لوالد العريس، كان من الطبيعى، إقامة العُرس، بأفخم القاعات، لكن مع إقتراب الأنتخابات البرلمانيّة، وجب عليه، اللعب، بأهالى البلده وغيرها، ويظهر بها كرجل يريد العيش والفرح وسط أهله وعزوته، كما يُقال، فى هذه المناسبات.

على مسرح كبير يجلس العريس وجواره عروسه المتضايقه كانت تريد أن تُقضى، ليلة عُرسها بأفخم القاعات، ويشاركها النُخبه فقط
النخبه اللذين بجلسون بمكان مُخصص لهم بالفناء، والعامه بمكان يفرحون ويمرحون ويهللون ببعض الأشياء البسيطه كالأطعمه المُميزه،
من بين النُخبه كانت تلك المُهره تجلس أمام أحدى الطاولات،وجوارها،كان يجلس هاشم الزهار وبالمقابل لها كان يجلس وسيم،
تفاجئت مُهره، بمن ينحنى على يديها يُقبلها قائلاً: عمتى مُهره، أجمل الجميلات هنا فى الحفله،والله أنتى أحلى من العروسه بكتير،كويس أنك قاعده بعيد عنها كانوا فكروكى العروسه،وتخذى جنب جمالك.

تبسمت مُهره قائله:رفعت الزهار،شكل ترويضك الخيل علمك البكش،وحشنى من فتره مشوفتكش،وفين رامى،هو كمان؟.

تبسم رفعت،قائلاً: رامى أهو، والله مشاغل،مشغولين فى مزرعة الخيل،بس منقدرش ننسى أحلى مُهره فى عيلة الزهار،اللى فى حضرتها يختفى القمر مالوش مكان جنبها،صح ولا أيه رأي هاشم الزهار،اللى فاز بأجمل مُهره.

نظر هاشم له بحقد قائلاً:طبعاً،مفيش حد يقدر يقول غير كده،مُهره الزهار أجمل مُهره فى مصر كلهاُ.

تحدث رامى الذى إنحنى هو الآخر يُقبل يد مُهره: مش بس أجمل مُهره فى مصر،دى الأجمل فى الكون كله،مش كنتِ،أستنتينى،ليه تكسري قلبى.

تبسمت مُهره:سلامة قلبك،ياأبن أختى،بلاش بكش ويلا أقعدوا جنب وسيم.

تبسم وسيم قائلاً:ليه عاوزاه الناس تحسدنا على شرف قُعادنا مع أجمل مُهره فى الكون على طرابيزه واحده.

تبسمت مُهره على مديحهم قائله:أنا اللى هتحسد إن قاعد معايا أحلى تلات فرسان مش بس فى الحفله،لأ فى البلد.كلها،عقبالكم،قريباً.

تبسم رفعت قائلاً بسخريه مبطنه:وهاشم الزهار،أكتر فارس محسود إنه فاز بالمهره،وشكراً لأمنيتك الجميله.

رسمت مهره بسمه طفيفه،
جلس رامى ووسيم جوار بعض،بالمقابل جلس رفعت لجوار،مُهره من الناحيه الأخرى،كانا يتهمسان بود معاً،رفعت يثير غيرة وغضب هاشم،
بينما وسيم ورامى كانا يتحدثان معاً الى أن،أضاءت شاشه هاتف وسيم،نظر الى الهاتف،ثم إبتسم ونهض واقفاً.
تبسم رامى قائلاً:أيه مين اللى بيتصل عليك،لتكون موزه أجنبيه.

تبسم وسيم قائلاً:لأ إطمن،ده صديق ليا من أيام بعثة لندن،هطلع أرد عليه بره الصوان،علشان الصوت،وأطمن أكتر أنا بشجع المنتج المصرى.
تبسم رامى قائلاً: أجمل مثال للمنتج المصرى،المُهره.

تبسم رامى،ورفعت،وقال رفعت:المُهره مفيش منها إتنين.

إغتاظ هاشم الجالس بينهم كأن على رأسه الطير،صامت،وهو يرى هؤلاء الشباب،يمدحون،بمُهره،ويتغزلون بها،وليس هم فقط،فهنالك أعين كثيره،بالحفل، كانت قديماً تتمنى فقط نظره من عين المُهره،التى مازالت تحتفظ بجمالها الآخاذ،رغم مُضى السنوات،وعين عاشق قديم،طلب الوصال،لكن كان الرفض من نصيبه،ترك البلده،وزهد النساء بعدها،لكن ربما للقدر مشيئه أن يعود الليله ليراها،لم تكبُر بنظرهُ.
…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل
بالصيدليه التى تعمل بها ليلى
دخل ذالك الشاب.

قالت ليلى بتهجم:على ما افتكرت تجى الصيدلية،أيه اللى أخرك الساعه بقت تسعه وربع،والمفروض تستلم ورديتك بالصيدليه،الساعه سبعه ونص،تمانيه بالكتير.

تبسم لها قائلاً:كنت فى الفرح روحت أروح عن نفسى شويه،وكمان إتعشيت هناك،معليش بقى،ما انام كمان كل يوم باجى قبل سبعه ونص إستلم منك الصيدليه،إتأخرت يوم من نفسى.

ردت ليلى بتهجم: آه يا طفس،ماشى أنا همشى بقى،سلام.

خرجت ليلى من الصيدليه،تعجبت قائله:هى البلد ماتت ولا أيه مفيش أى حس فيها،كده ليه،آه أكيد كلهم فى الفرح،علشان يتعشوا،اما أخف رجلى، ماما من شويه إتصلت عليا،بلاش أقلقها.

سارت ليلى،بضع خطوات،لكن فجأه فى تقاطع شارع،ظهر خيال أمامها هنالك من يسير خلفها،إرتعبت وبدأت تُسرع بخطواتها،الى أن إقتربت من خلف ذالك الصوان،ولسوء حظها كان هنالك نُقرة مياه ضحله،حاولت تفاديها،والتجنب منها،لكن تعثرت بأحدى الأحجار الصغيره،وكادت تقع،لولا أن أمسكت بها يد،
إرتجفت،ونظرت له،رأت الشر بعينيه،حاولت جذب يدها من يدهُ،بقوه،لكن الآخر كان يطبق،يدهُ على يدها بقوه،ليس هذا فقط،بل سحبها خلفه،صرخت ليلى،لكن بسبب أصوات الموسيقى العاليه بالمكان،لم يكُن يسمعها أحد
كانت تحاول التملُص من ذالك الوغد،الذى قال:
من شويه جيتلك الصيدليه،وقولتلك عاوز علاج مرضتيش تدينى،وقولتى مش بيتصرف غير،بروشته،أنا بقى خرمان،يا حلوه،وهعدل مزاجى الليله بيكى،البلد كلها جوه فى صوان الفرح ومحدش هيسمعك،مهما تصرخى.

لم يقول هذا فقط،بل أخرج من سُترته،مديه قائلاً:لو سمعت صوتك هشُق حنجرتك،وبرضو هاخد اللى يعدل مزاجى،يبقى تنكتمى

نزلت دموع ليلى تقول بأستجداء:حرام عليك،صدقنى اللى بتعمله ده ممكن يضيع مستقبلك،معندكش أخوات بنات تخاف عليهم،أعتبرنى زى أختك.

رد الوغد:لا معنديش أخوات بنات،وبلاش كلام كتير،
قال هذا وجذب ليلى من ذراعها الذى يكاد ينخلع من جسدها،،بسبب محاولاتها شد ذراعها من يدي ذالك الوغد،إبتعدا قليلاً عن مكان العُرس،لمكان بأضاءه خافته،صرخت ليلى،مازالت تستنجد ربما أحداً يسمعها،

بمكان صغير وضيق،تابع لتلك الوحده الزراعيه،ألقى ذالك الوغد ليلى،على بقايا القش، المكان عبارة عن غرفه قديمه،شبه مهجوره بظهر الوحده الزراعيه،تبدوا انها مكان تُلقى به المخلفات ،
كل ذره بجسد ليلى ترتجف،لكن صوتها كان يستغيث،ربما يرسل لها الله من ينقذها من ذالك الوغد الآثم،

قبل أن تنهض ليلى،أقترب منها ذالك الوغد،ووضع حبه بفمه،
إبتلعها بدون جرعة ماء،نظر لليلى بأستمتاع،هى أصبحت بين براثنهُ،بدأ فى خلع ثيابه،جزء خلف أخر،أصبح لا يسترهُ سوى شورت فقط.

صرخت ليلى صرخه مدويه،شعرت بانشقاق صوتها،مع تلك الصرخه،التى كانت بالنسبه لها صرخة نجاه.

قبل لحظات خرج من الصوان،وسيم،ونظر للهاتف، الذى فجأه، فصلت شاشتهُ يبدوا أنه فصل شحن،
ضرب وسيم بيدهُ على راسه قائلاً:نسيت أشحن التليفون قبل ما أخرج،
فكر أن يعود للزفاف مره أخرى،ويقوم بشحن الهاتف،حين يعود للمنزل،
لكن قال:
ممكن أما أروح للبيت أنسى أحط الموبايل عالشحن،معايا فى العربيه شاحن،هروح أحط الموبايل فيه،وأرجع تانى للزفاف،أهو يشحن شويه على ما أروح للبيت،أبقى أكمل شحنه.

بالفعل ذهب وسيم،الى مكان وقوف سيارته،بمكان قريب من تلك الغرفه المهجوره،بظهر الوحده الزراعيه،
سمع أصوات،صُراخ،وإستغاثه،ثم صوت صرخه قويه،تتبعها صرخات متتاليه
سار خلف ذالك الصراخ،الى أن وقف أمام تلك الغرفه،
راى شاب،شبه عارى،من ظهره،وهنالك من تتوسل إليه،أن يتركها،لكن هو يترنح بأستمتاع،كأن يتلذذ بصراخها وإخافتها..

دخل الى تلك الغرفه،وضع يدهُ على أنفه،بسبب تلك الرائحه الكريهه،
رأى فتاه مُلقاه أرضًا،تعطى لذالك المتسكع ظهرها،كاد ذالك الوقت أن يتهجم عليها،
لكن قبل أن يضع يدهُ على جسدها،كان لا يشعر بتلك الضربه العنيفه التى أخذها بأنفه،ولا يشعر بأنفه الذى ينزف الدماء بغزاره،، رغم ذالك كان يترنح، من أثر تلك الضربه هو تحت تأثير المخدر الذى تناول منه حبه قبل قليل.

سَب ذالك الوغد المتسكع،وسيم بألفاظ نابيه،ناوله وسيم بعض اللكمات،ولكن ذُهل حين رفعت الفتاه وجهها،تنظر أمامها،قائلاً:
ليلى!

بدموع وضياع،لفظت ليلى إسمه،بصعوبه قائله: دكتور وسيم!،قالت هذا ولم يعد عقلها التحمُل،إختار الإنسحاب من الواقع المرير،التى مرت به.

لا يعلم وسيم سبب لتلك الرجفه الذى شعر بها فى قلبه،حين،رأى ليلى تُغمض عيناها،فقام،بضرب ذالك الوغد،ضربات متتاليه وقويه،أعدمته الحركه،ووقع أرضاً،فاقدً للوعى.

بصق وسيم عليه وتوجه،الى ليلى المُغمى عليها،رفع رأسها،وضرب بخفه على وجهها كى تفيق،لكن لم تفيق،تنحى عقله،وقام بحمل ليلى،من ذالك المكان الموبوء،وسار بها،ووضع جسدها على مقدمة السياره، ثم فتح باب سيارته وأتى بقنينة عطر كانت معه بالسياره،وقام برش رذاذ منها على وجه ليلى،التى بدأت تفيق وهى تهزى،برعب وهلع،حتى أنها صرخت .

مسك وسيم كتفيها قائلاً:ليلى إهدى،ومتخافيش.

لكن ليلى مازالت تُغمض عيناها، عقلها مازال يصور لها أن من أمامها ذالك الوغد المتسكع، وانهامازالت تحاول التملُص منه وتترجاه أن يتركها .

شعر وسيم بوخزه قويه بقلبه،وهو يراها بكل هذا الضعف،أمامه،تحدث قائلاً:
ليلى إفتحى عيونك،خلاص الوغد بعد عنك.

بدأ عقلها يستجيب لتعود الى رُشدها،فتحت عيناها،رأت،وسيم،قال عقلها،هى تتخيل ذالك،ليست حقيقه،
لكن قام وسيم،برش رذاذ من قنينة العطر على وجها قائلاً:ليلى،ليلى.

أغمضت ليلى عيناها،ثم فتحتها،مره أخرى،هى لا تتخيل،بالفعل وسيم أمامها،بتلقائيه منها،كانت ترمى بنفسها بين يديه،تعانقهُ.

تفاجئ وسيم فى البدايه،ولكن ربما هو رد فعل تلقائي منها،بوقت صعب كانت على شفى الضياع.

بلُطف،قام وسيم،بأبعاد ليلى عنه،
هنا شعرت ليلى على حالها،فابتعدت،وخجلت من فعلتها،وقالت،بتعثُر:
أنا آسفه،يا دكتور وسيم.

نظر وسيم لوجه ليلى التى تحولت كل ملامحها الى زرقاء اللون،ذهب الى داخل السياره،وأتى بزجاجة مياه،واعطاها لها قائلاً:
خدى إشربى شوية ميه.

أخذت ليلى منه زجاجة المياه بيد مرتعشه،لم تقدر على رفع يدها بالزجاجه،نحو فمها،سكبت المياه على ملابسها،دون شعور منها.

تنهد وسيم،وقام بمسك يدها التى تمسك الزجاجه،ورفعها نحو فمها،تجرعت ليلى المياه،كانها كانت تشعر بجفاف،مند أمد من الزمن،ثم تركت القليل فى الزجاجه،
وتركت يدها من حولها،مسك وسيم الزجاجه قائلاً:إغسلى وشك،بالميه علشان تفوقى.

قال هذا وسيم،وسكب بعض المياه على يد ليلى التى،بدأت تغسل وجهها،مره خلف أخرى.

نظر لها وسيم قائلاً:بقيتى أحسن دلوقتي.

أومأت ليلى رأسها،وقالت بخفوت:الحمد لله،شكراً لك،ربنا بعتك ليا علشان تنقذنى.

رد وسيم:وأيه اللى مخليكى خارج بيت أهلك،لدلوقتى،أكيد كنتِ فى الزفاف،مش المفروض بنت زيك تبقى بره بيت أهلها لدوقتى،الساعه،داخله على عشره ونص،ودى بلد أرياف،والطقس،مايل لسه للشتا،يعنى الناس بتنام بدرى.

ردت ليلى:بس أنا مكنتش فى الزفاف،وووو…

رد وسيم مقاطعاً:مكنتيش فى الزفاف،أمال إيه اللى جاب المكان ده،عالعموم،مش وقت تبرير،إتفضلى معايا خلينى أوصلك لحد باب بيت أهلك.

قبل أن تتفوه ليلى،قال وسيم:قولت يلا،بلاش الوقت بدأ يتأخر،إخلصى.

صمتت ليلى،هى بالاساس غير قادره على التنهد،لا المناهده والتبرير،
لكن حين حاولت أن تسير،كادت أن تتعثر وتقع،لاحظ وسيم ذالك،فأمسك يدها،الى أن جلست،بداخل السياره.

قال وسيم:بيت أهلك من أى إتجاه؟

أشارت ليلى له على إتجاه منزلها،
سار بالسياره،كانت ليلى صامته،تود أن تصل الى منزلها فقط،تحتمى بحيطانه،رغم ان الطقس يعتبر،ربيعياً،لكن تشعر ببروده شديده،وضعت يديها حول كتفيها تمسد بهم،علها تشعر،بالدفئ.

تحدثت قائله:خلاص وصلت،بيتى اللى هناك،ده.

نظر وسيم الى ذالك المنزل التى أشارت إليه ليلى،هو منزل بسيط من دور واحد،وسور فوقه،توقف وسيم بالسياره،
لم تستطع ليلى التحرك من مكانها،كأنها إلتصقت،بالسياره.

تنهد وسيم،ونزل من السياره،وذهب للباب الآخر وقام بفتحه،ومد يدهُ لليلى قائلاً:خلينى أساعدك.

مدت ليلى،يدها له فقام بجذبها،برفق،تجاوبت معه ونزلت من السياره،وقالت له:بشكرك يا دكتور وسيم،أنت أنقذت حياتى.

رد وسيم قائلاً:ياريت تتعظى،وبعد كده بلاش تروحى أفراح،وتتأخرى،أهو انت شوفتى بنفسك،كان بينك وبين الاغتصاب او يمكن القتل خطوه.

رغم أن ليلى تعلم أن هذا ليس صحيح،هى لم تكن بذالك الزفاف،لكن غير قادره على التبرير الآن،ربما فى وقت،لاحق،كل ما تريده الآن هو الدخول الى منزلها والذهاب الى فراشها،والنوم فقط.

قالت ليلى قبل أن تسير تتجه لمنزلها:شكراً لك وتصبح على خير.

ظل وسيم واقفاً،ينظر لليلى،الى أن فتحت باب منزلها ودخلت إليه،ثم عاد لسيارتهُ مغادراً.

بينما،ليلى فتحت باب المنزل،ودخلت وأغلقت خلفها الباب،وإنهارت أرضاً،لدقائق،تشعر برجفه وألم بكل جسدها، كل ذره به تؤلمها،ثم تحاملت على نفسها،ودخلت الى داخل المنزل.
وجدت والداتها واقفه،كانت ترتدى ملابس للخروج،تلهفت حين رأت ليلى وقالت بلهفه:
ليلى إيه اللى أخرك الليله كده فى الصيدليه،مش متصله عليكى من ساعه،وقولتى،خلاص هتيجى.

ردت ليلى بكذب:دخلت إتفرجت شويه على،زفاف أبن عضو مجلس الشعب.

إقتربت فاديه باسمه من ليلى وقبل ان تتحدث،وضعت يدها على كتف ليلى،شعرت برعشة جسدها
فقالت بخيفه:ليلى مالك بترتعشى ليه،الجو مش برد علشان ترتعشى كده.

ردت ليلى:يظهر أخدت دور برد،وفعلاً انا بردانه قوى.

ضمتها فاديه،لجسدها،لكن إشتمت،تلك الرائحه الكريهه،العالقه بثياب ليلى وقالت:
أيه الريحه النتنه اللى على هدومك دى،أنتى كنتى فين؟

ردت ليلى:أنا زى ما قولتلك كنت فى الفرح،بس وانا ماشيه وقعت فى نُقرة ميه،يمكن،مطرح بلاعة صرف صحى.
ردت فاديه:يمكن ده اللى محسسك بالبرد تعالى معايا،خديلك دُش ميه دافيه،وهعملك شاى بلمون ونعناع،يدفوكى،شويه.

ردت ليلى:لا متعمليش حاجه يا ماما،انا هاخد قرصين مضاد حيوى مع مجموعة برد وهنام وهصحى بكره كويسه.

ردت فاديه:
طيب هحضرلك لقمه تاكليها.

ردت ليلى:لأ مش جعانه،يا ماما كنت جبت سندوتشات وأنا فى الصيدليه وأكلت،انا عاوزه أنام،أمال مروه وهبه ناموا ولا إيه.

ردت فاديه:أه هبه هلكانه طول اليوم من درس،لدرس تانى ما بتصدق،تدخل المغرب،وتقول فين السرير،ومروه،كمان بتصحى بدرى،نامت،يلا على ما تقلعى هدومك فى الحمام هجيللك غيار نظيف.

تركت ليلى والداتها وتوجهت الى الحمام،خلعت ثيابها،ونزلت أسفل المياه،البارده،تسيل المياه مع دموعها،كلما أغمضت عيناها،ترى الجحيم التى عاشته من قبل دقائق،ورأفة الله بها حين سترها من هلاك،كان من الممكن أن يتسبب لها ولاختيها فى فضحيه،تؤثر عليهن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد إنتهاء العُرس

عادت مهره،وهاشم الى منزلهم.

دخلوا مباشرةً الى غرفة النوم.

تحدث هاشم بسخريه:
شايفك راجعه من الفرح مبسوطه قوى،ايه كنتِ سعيده،بلمة الشباب حواليكى.

تبسمت مُهره:من زمان محستش بالراحه اللى أنا فيها دلوقتي،بصراحه فرق كبير،لما تقعد وسط شباب وتتكلم معاهم، عن لما تكون طول الوقت قاعد بين حيطان تكلم نفسك،حسيت معاهم إنى رجعت بالزمن،شويه للوراء،حسسونى باحساس مفقود من زمان كأنى زى مامتهم،لأ أختهم الكبيره،زى،رفعت ورامى،ما كانوا بيقولوا،حتى كمان وسيم،اللى أختفى،شويه ورجع تانى.

رد هاشم ساخراً:أختهم الكبيره،ها،أنت تقريباً فى سن مامت رفعت ورامى،ناسيه أنك كنتى أكبر من والدة وسيم ولا أيه.

ردت مهره:لأ مش ناسيه،يا هاشم،إنك زمان إتكرمت وإتجوزتنى،بعد ما خلاص كنت عديت التلاتين،بس كان نص شباب البلد وولاد اغنى الاغنياء،يتمنوا من إشارة،بس،
بس للأسف المهره،اللى كان صعب ترويضها،جه حظها،مع خيال مُخادع،مش بس مخادع،لأ وكمان عقيم.

قالت مهره هذا وذهبت الى حمام الغرفه.

كلمة مُهره (عقيم) كانت كرباج نارى،شق لهيبهُ قلب هاشم، تلك الكلمه،لاول مره تنطق مهره بها،هل جلوسها جوار رفعت الزهار،طوال حفل الزفاف،يتجذبان الحديث والمرح،أعطى لها ثقه بنفسها،أو كلمات الأطراء التى حصلت عليها من هؤلاء الشباب الثلاث،اعادت لها ثقتها القديمه فى نفسها،التى كان يعمل على زعزعتها طوال سنوات فى ظل غياب،وسيم،وبُعدها عن أبني رضوان الزهار،
لكن لا، تلك المُهره،لن تتغلب على خيال مخادع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسرايا الزهار
بالحديقه.
جلس رامى جوار تكعيبه صغيره،مزروعه،بزهور “الخُبيزه”
تذكر طفولته التى إحترقت باكراً
فلاشــــــــــــــــــــــــــــــباك♡
طفل بالثانيه عشر من عُمره،كان يلهو مع أخته الأكبر منه بعام واحد فقط،يلعبان بأحد مُسدسات تطلق سهام بلاستيكيه،يطلقون بعشوائيه،على أى شئ بالحديقه،ثم يذهبون لجمع تلك السهام ليطلقوها مره أخرى،
أثناء سير،رامى بالحديقه
كاد أن يتعثر،بفتاه بحوالى التاسعه من عمرها،كانت تقف بجوار تلك التكعيبه المزروعه،”بزهورالخُبيزه” تلك الزهره ذات اللونين،الوردى والأحمر والاوراق الصغيره الكثيره والرقيقه،ذات الأوراق الخضراء الناعمة الملمس لكن ورقتها سميكه،وتحمل عطراً كزهرتها،
تبسم رامى حين مدت يدها له قائله:السهم ده،كان ممكن يجى فى الورده،ويقطع أورقها،وتبقى شكلها مش حلو .

مد رامى يدهُ أخذ السهم من يد تلك الفتاه الجميله،قائلاً:أنا رامى رضوان الزهار.

ردت الأخرى:وأنا مروه صفوت المنسى.

تبسم رامى قائلاً:انتِ بنت عم صفوت السايس اللى بمزرعة الخيل.

تبسمت مروه كأنها شعرت بحرج قليلاً.

شعر رامى بذالك الحرج على وجهها قائلاً:،وايه اللى فى ايدك ده؟

ردت مروه:ده الغدا بتاع بابا ماما بعتتنى بيه علشان نسي ياخده معاه،هروح أوديه له،بس مش عارفه هو فين،المزرعه كبيره قوى.

تبسم رامى قائلاً:،مش محتاجه تدورى عليه،أستنى.

نادى رامى على أحد العاملين بالمزرعه،وقال له:خد الكيس اللى فى أيد مروه ده،ووديه لعم صفوت فى إستطبل الخيل.

أعطت مروه للعامل كيس الطعام على مضض،لديها شك،أنه ربما يأكل ما به،ولا يعطيه لوالدها،وحين يعود للمنزل،يعنفها هى ووالداتها،لكن،ليس بالأمر حيله.

تبسم رامى قائلاً:أول مره تجى لهنا المزرعه،تحبى أفرجك عليها،أنا حافظها ركن ركن.

ردت مروه قائله:لأ أنا عاوزه اقعد هنا جنب،الورد الحلو ده،شوف جماله وريحته الحلوه،انا أخدت فى المدرسه درس عن النباتات العطريه،واللى منها الكولونيا،والخبيزه،رغم أن ورقتهم قاسيه شويه،بس فيها عطر جميل،وكمان لهم زهور،اوراق الزهره رقيقه،عكس ورقة النبات نفسه.

تبسم رامى قائلاً:تحبى أقطفلك ورده من الورد ده.

أومأت مروه رأسها،بنعم.

بالفعل قطف،رامى،ليس زهره واحده،بل زهرتان،إحداهن،وردية اللون والاخرى حمراء،وقام بمد يده،وقام بغرسهم أعلى شعر مروه بين خصلات تلك الضفيره التى بشعرها.

تبسمت مروه قائله:كده تنعكش شعرى،دى ماما بصعوبه على ما بتلمه،فى ضفيره.

تبسم رامى،ظلا الاثنان جلسان جوار تلك التكعيبه،لوقت طويل،يتحدثان بكل شئ،ببراءة طفلين،معاً،لكن حان ميعاد الغداء،نادت تلك المربيه،على رامى،الذى نهض،قائلاً:دى الداده،أكيد هتقولى ده ميعاد الغدا،أيه،رأيك تجى تتغدى معانا.

رغم أن مروه جائعه لكن،رفضت،وقالت له:لأ لازم اروح علشان ماما مش بتتغدى من غيرى انا واخواتى.

تبسم رامى قائلاً:هشوفك تانى،أبقى تعالى كل يوم لهنا،يارب باباكى كل يوم ينسى الغدا.

تبسمت مروه وهى تتجه للخروج من تلك المزرعه،إنحنت قليلاً إلتقطت شئ من على الارض،ثم أكملت طريقها الى أن خرجت من باب المزرعه،تحت انظار،رامى،كان هذا اللقاء الأول بينهم الذى خلف خلفه مشاعر نبتت منذ الطفوله،أخترقت القلب،لم تستطيع نيران الماضى محوها.

عاد رامى للحاضر……*
يشعر بوخز فى قلبه،ليت ذالك اليوم يعود،ما كان ترك مروه تخرج من السرايا،كان إحتجزها،ربما كان تغير القدر،وما إشتعلت النيران،وترك المكان بعدها،واختفى عن هنا،لكن عاد لموطنه،مره أخرى،لكن،بَعد الطريق،بينه،وبين من عشقها فؤاده،أصبحت،ترى به ذالك المسخ الذى عاد من نيران أثرها،ليس فقط على جسدهُ،بل على قلبه الذى،يآن بعشق الجميله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه فخمه فى إحدى مُدن الشرقيه
كانت تلك اللعوب،تتمايل على نغمات إحدى الأغنيات الشعبيه،ليست فقط تتمايل بل تغنى معها أيضاً،ولما لا وهى بالأصل مغنية تلك الاغنيه الشعبيه الدارجه،،ببعض الالفاظ الهابطه،ويقال انها أغنية دلع ودلال لصاحبتها،التى تثير الشباب،بأنوثتها،المصطنعه،والتى ترتدى زي،ربما بذة الرقص،محترمه عنه،
لكن لسوء حظها أن من تفعل هذا من أجلهُ،عقلهُ الليله شارد،لا تستهويه،تلك اللعوب.

جلست لجواره تتدلل عليه بميوعه:
جرى ايه،يا “روفى” مالك الليله،شكلك كده مش مركز معايا،أيه،يا “روفى”
أنا فضلت هنا الليله فى الشرقيه مخصوص علشانك مع إن عندى بكره قبل الضهر تسجيل فى الاستديو،بس إنت عارف غلاوتك عندى،أنا مقبلتش إنى أجى لهنا الشرقيه أحيي الفرح ده إلا علشانك قولت هشوفك ونقضى لينا ليله مع بعض،زى ليالينا السابقه مع بعض،مالك مين اللى شاغل عقلك.

نهض رفعت قائلاً: معليشى عقلى مشغول،بصفقه ومش قادر أفكر غير فيها،الشقه تحت أمرك،أنا لازم أرجع للسرايا من تانى،هبقى أتصل عليكى بعدين،تصبحى على خير.

قال رفعت هذا وغادر الشقه وسط إستعجاب تلك المُغنيه،فلاول مره منذ أن تعرفت على رفعت،تراه مشعول الذهن هكذا،وتهرب من قضاء الليله معها،لكن هناك ما جعلها لاتبالى،ذالك الشيك الذى تركه لها.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما رفعت ترك تلك المُغنيه،ونزل لسيارته،وقادها عائداً،الى البلده،لا يعرف،سبب،لذالك النفور الذى شعر به لأول مره،منذ مده زمنيه طويله،كان يُغرق نفسه،بملذات مع تلك النوعيه من النساء،لماذا أصابه،ذالك النفور الليله.

إقترب من الوحده الصحيه،جاءت الى مُخيلته،تلك الشرسه التى
سَبتهُ صباحاً،تبسم بتلقائيه،وهو يتذكر،سُبابها،نظر بأتجاه،ذالك السكن المرفق،خلف الوحده الصحيه،هنالك ضوء خافت من تلك الشقه التى تقطن بها الطبيبه،أتكون مستيقظه،ساهره،هل تتألم من ساقها،أو ربما ساهره تفكر فى شخصاً ما يُشغل قلبها.

جاوب سريعاً:لا،ولكن لما لأ أليست أنسانه،لديها مشاعر واحاسيس،لما حين فكر أن يكون بحياتها شخص،شعر بغيره،
نفض عن عقله سريعاً،وقاد سيارته متجه الى سراياه،يكبت تلك المشاعر التى ليست لها مكان بحياته القاسيه.
………ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصباح اليوم التالى
بسرايا رضوان الزهار.
بعد أن تناول رفعت الفطور مع أخيه،تركه،وذهب الى المكتب،لعمل بعض الأتصالات التليفونيه الهامه،بغرفة المكتب،
تبسم وهو يسمع من يقول له:
رفعت بيه كنت طلبت منى تقرير مفصل عن الدكتوره،زينب صفوت السمراوى،أنا أسف اتاخرت،على ما جمعت عنها،كل المعلومات اللى طلبتها منى،لان الدكتوره بصراحه ليها سجل حافل،هتلاقى كل المعلومات فى ملف انا حولته لك عالايميل الخاص،بحضرتك.

تبسم رفعت قائلاً:تمام متشكر هحولك حسابك لرصيدك فى البنك.

أغلق رفعت الهاتف،وفتح حاسوبه الخاص،وفتح ذالك الملف،لم يقرأ أى محتوى به،أراد فقط أن يعرف،إن كانت مرتبطه سابقاً،
لكن تفاجئ،هى،بالفعل كانت مخطوبه،لعدة أشهر،ثم تم الإنفصال،تحير عقله،وشعر بغيره،
لكن تبسم،حين وقعت عيناه على صوره،لها،بالملف.
أغمض عيناه،بسبب نسمة هواء بها،بعض ذرات الأتربه دخلت الى الغرفة من الشباك.

فجأه،سكنت زينب خياله،
رأها أمامه،تقترب منه،أكثر،وأكثر،أصبحت مُلاصقه،له،تسلطت عيناه لعيناها،ثم نزل ببصره الى تلك الشفاه نظر لها،بأشتهاء،يريد تذوقها،وبالفعل،إقتنص شفاها،بقُبلة جامحه،

لكن لسوء حظه أفاق من خياله،على رنين هاتفه،رد بأختصار:
تمام،ربع ساعه واكون عندك،بقسم الشرطه.

بينما..
بقسم شرطه صغير، بقرية الزهار(نُقطة شرطه)، جلست زينب أمام الضابط المسئول عن القسم، بعد أن رحب بها، قائلاً:
أهلاً، يا دكتوره، الشاويش قالى، إنك طلبتى، تقابلينى.

ردت زينب: بصراحه عندى شكوى عالشاويش ده، إتعامل معايا بقلة ذوق، متعدلش غير لما قولت له إنى مديره الوحده الصحيه، حتى مكنش مصدق، بس أنا مش جايه لهنا علشان كده.

رد الضابط مُعتذراً: متأسف على قلة ذوقه، وأنا تحت أمرك.

ردت زينب: أنا وأنا ماشيه إمبارح فى البلد، طلع عليا فجأه واحد همجى، راكب حصان، وإتسبب إنى وقعت وكاحل رِجلى إنكسر، غير أخدت غرزتين فى معصم إيدى، بسبب الوقعه دى،ومعايا، تقرير كشف حكيم، بعلاج أكتر من واحد وعشرين يوم، وكنت جايه أعمل فيه محضر ضرر.

تبسم الضابط قائلاً: تحت أمرك، وأنا بنفسى اللى هعملك المحضر،هنادى عالعسكرى اللى بره يجى لهنا تمليه بيانات المحضر .

بعد دقيقتين، كان يجلس الشُرطي المسئول وفتح دفتر المحاضر.

تحدث الضابط: تقدرى تملي، العسكرى بيانات المحضر، ويا ترى مين الشخص اللى أذى حضرتك.

ردت زينب بكل ثقه: رفعت رضوان الزهار
هو الشخص اللى جايه أعمل فيه محضر.

إنخض العسكرى،وتوقف عن إستكمال بيانات المحضر
بينما
إنصدم الضابط، قائلاً: مين حضرتك ؟

ردت زينب بتأكيد: قولت رفعت رضوان الزهار، هو الشخص الهمجى اللى كان راكب الحصان، اللى وقعت بسببه، ورِجلى إنكسرت،وانا جايه علشان أعمل فيه محضر،ضرر،ومعايا كشف حكيم بعلاج لاكتر من واحد وعشرين يوم.

تحدث الضابط:
تمام، بس ممكن نحل الموضوع ودى مع رفعت الزهار.

ردت زينب: مفيش ود بينى وبين، رفعت الزهار، اللى بينا عقاب، لازم ياخده، وانا ليا حق عنده، ومش هتخلى عنه.

رد الضابط: ممكن أطلبه يجى لهنا، ووقتها ممكن يعتذر لك ممكن كان سوء تفاهم.

كانت زينب ستصر على تقديم بلاغ، لكن فكرت، ربما إكتسبت شئ، تريده من خلف، ذالك المحضر، فقالت:
والله لو رفعت الزهار، جه لهنا، وقدم أعتذار، مناسب ليا ممكن، وقتها أفكر، أنى مقدمش فيه بلاغ.

تبسم الضابط قائلاً:
تمام انا معايا، رقم، رفعت الزهار، هطلبه، وأقوله يجى لهنا النُقطه.

صمتت زينب، دون، رد، بالفعل قام الضابط، بالاتصال على رفعت، وطلب منه المجئ للنُفطه الشرطيه.

اغلق الضابط الهاتف ووضعه أمامه، وجلس قائلاً:
رفعت الزهار، كلها دقايق ويبقى هنا فى النُقطه.

تبسمت زينب بخفاء

وبالفعل ما هى الا دقائق،وكان رفعت،يدخل الى غرفة الضابط،برد فعل طبيعي تبسم حين،رأى زينب أمامه،بينما هى عبست بوجهها.

نهض الضابط واقفاً يرحب،به.

تبسم رفعت بدبلوماسيه،وقال:سيادة الضابط،طلبتنى من شويه وقولت محتاجنى فى أمر ضرورى.

تبسم الضابط قائلاً:بصراحه الدكتوره،زينب،عاوزه تقدم فى حضرتك،محضر أنك أتسببت فى ضرر ليها،ومعاها كشف حكيم بعلاج أكتر من واحد وعشرين يوم.

ذُهل،رفعت فى البدايه،لكن رسم الهدوء قائلاً:
حضرة الضابط ممكن تسيبنى مع الدكتوره،لوحدنا عشر دقايق،وبعدها،مش همانع الدكتوره فى اللى عاوزه تعمله.

تبسم الضابط،وأشار،لذالك العسكرى ان يخرج خلفه ويترك رفعت مع زينب.
بالفعل خرج الاثنان،وأغلقا خلفهم باب الغرفه.

نظر رفعت،ل زينب قائلاً:إنت عاوزه،أيه بالظبط.

ردت زينب بأختصار وثقه:
عاوزه،ربع مليون جنيه تعويض عن كسر رِجلى،وأيدى اللى إتعورت،بسبب همجيتك أنت و حصانك إمبارح.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على مواعيدنا الثابته
الاحد والثلاثاء والجمعه،بعد واحده بالليل.
البارت الجاى،الأحد
#يتبع
للحكايه بقيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
66

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل