
**سمر**، شابة تبلغ من العمر 24 عامًا، تروي قصتها المؤثرة. بعد وفاة زوجها في حادث مأساوي بعد عام واحد فقط من الزواج، وجدت نفسها تعيش مع حماتها **زينب**، سيدة عصبية الطباع، إذ لم يكن لها مكان آخر تلجأ إليه، خاصة وأن علاقة سمر بزوجة أبيها كانت متوترة.
ذات يوم، بينما كانت تجلس في المنزل، نادت عليها زينب قائلة: “يا سمر، جهزي نفسك، احنا هنروح نشتري شوية حاجات، ابنك راجع من السفر كمان يومين”. ردت سمر بلطف: “حاضر يا ماما، ربنا يجيبه بالسلامة”.
لكن زينب لم تتمالك نفسها وأبدت استياءها بقولها: “يا رب يكون وش العروسة الجديدة خير، مش زيك. من يوم ما دخلتي علينا وأبني راح بعد جوازك بسنة”.
حاولت سمر تخفيف التوتر بقولها: “ربنا يسامحك يا ماما، أنا عارفة إنك ما تقصديش”.
**زينب** لم تكن تتوانى عن التعبير عن ضيقها من سمر، التي كانت تعاني بصمت. وذات مرة، أثناء جلوس زينب مع جارتها **أم يوسف**، دار حديث عن خطبة لابنها **علي**، الذي سيعود من السفر قريبًا. اقترحت أم يوسف أن تزوّج سمر لعلي بدلاً من البحث عن عروس جديدة، مشيرة إلى أن سمر بنت طيبة وتعيش معهم بالفعل. لكن زينب رفضت الفكرة بشدة، متعللة بأن سمر قد تجلب “النحس” لابنها كما حدث مع ابنها الراحل.
كانت سمر تستمع بصمت من الغرفة المجاورة، وألمها يتزايد، لكنها آثرت الصبر، متمسكة بوصية زوجها الراحل الذي طلب منها الاعتناء بوالدته.
مرت الأيام، وعاد **علي** من السفر، فاستقبلته زينب بفرحة غامرة. اقترحت عليه عروسة، وأرسلت له صورتها ليعطي رأيه فيها، لكنه طلب الانتظار حتى يعود ليعرفها شخصيًا. كما أصرّ على معاملة سمر كأخت له، مشيدًا بأخلاقها وطيبتها.
كان علي يهتم بسمر ويسعى لجعلها تشعر بالراحة، عارضًا عليها الخروج معهم للتنزه، لكنها رفضت بلطف. وفي اليوم التالي، ذهبت زينب إلى منزل العروس الجديدة للاتفاق على التفاصيل.
بعد مرور عدة أيام، طلب علي من سمر أن تشتري فستانًا جديدًا لتحضر به حفل خطوبته، إلا أن سمر رفضت بلطف، مفضلة ارتداء شيء من ملابسها القديمة، لكنه أصر، متمنياً أن تظهر بشكل جميل في ذلك اليوم.
وفي يوم الحفل، كانت سمر ترتدي الفستان وتبدو كالأميرات، لدرجة أن الحضور لم يتمالكوا أنفسهم من الإشادة بجمالها. حتى علي بدا مهتمًا بها بشكل ملفت للنظر.
بعد أيام، ذهبت زينب لزيارة أختها التي كانت مريضة، وتركت سمر وحدها في البيت. عاد علي من الخارج، فدخل إلى المنزل قائلاً: “أنا جيت، لقيت البيت هادي ففكرت أقعد معاكي شوية، نتكلم ونسلّي بعض.”
كان حديثه بسيطًا وودودًا، وسمر شعرت ببعض الراحة لوجوده، إلا أن شكوكها في مشاعر علي نحوها بدأت تظهر، فقررت أن تحافظ على مسافة، معتبرة أنه من الأفضل احترام مكانة حماتها ورغبتها في تزويجه بفتاة أخرى.
وهكذا، تستمر حياة سمر، بين اهتمام علي واحترامها لوصية زوجها الراحل، وتحديات التعايش مع حماتها زينب.