منوعات

لم تكن خط,يئتي بقلم سهام صادق الاول

ابتسم أدهم على كلمه ” عم” فشهاب مازال لم يتجاوز التاسع والثلاثون من عمره

– بلاش عم ديه… انت اللي يشوفك يقول عليك أصغر مننا

ضحك كلاهما وقد ظن أدهم ان شهاب سينسي اجابه سؤاله

– متحاولش تهرب من كلامي

– لبنى في حد كان في حياتها ياشهاب… لبنى مبتحبنيش

كان يعلم أن ابن شقيقه سيكتشف الأمر بشعوره

– مش ديه لبنى اللي كانت متعلقه بيا قبل ما سافر أمريكا

اسئله كثيره كان يطرحها أدهم مع صراعه الداخلي ولكن لا اجابه كان يتلقاها

– اتكلمت انت ولبني

تعلقت عيني أدهم نحو الباب المغلق عليهم

– مستني تخلص امتحاناتها وقبل ما ترجع البلد هتكلم معاها يمكن نلاقي حل

– عين العقل.. لبنى فضلها اسبوع وتخلص امتحاناتها ساعتها اقعدوا مع بعض وتكلموا…انا اكتر حد نفسي تتجوزه ياادهم انتوا الاتنين الأقرب لقلبي

اقترب منه أدهم يحتضنه

– وانت احن عم…

ثم نطق اسمها مجرداً كالمعتاد

– ياشهاب

لتعود ضحكاتهم ثانيه وعادوا لعملهم وقلب أدهم مشغولاً بتلك التي في الأعلى تُذاكر دروسها

**********

ازاحت كتابها جانباً تلتقط هاتفها تُسجل دخولها لحسابها الجديد الذي انشأته حتى تتابع اخباره… تعلم انها ليست فكره جيده وانما تسمى خيانه ولكن الشوق كان هو من يقودها… عمر نفذ ما أخبرها به وحذف اي رابط بينهم وابتعد بشرف ولكن هي لا تستطيع

فتحت صفحته التي لا يخفى فيها منشوراته انما يستطيع دون الأصدقاء الاطلاع على اخر اخباره… لم يكن ينشر شيئاً ولكن اصدقاءه كانوا يُشيرون اليه بالمنشورات وخاصه الصور التي يتم التقاطها لهم بالمشفى او مؤتمر طبي

وقعت عيناها على اخر صوره وهي نفسها التي رأتها امس وقبل امس ولكن كلما نظرت اليه تنهدت بحزن.. فقد استطالت لحيته وملئ الحزن ملامحه كما ملئ قلبه

سقطت دموعها وهي تعترف لحالها

– محبتش غيرك ولا هحب ياعمر

*********

انتظر قدومها داخل سيارته…علي بعداً مناسب من البنايه التي تقطن بها.. ترجلت من سياره طارق تشيح له بيدها وتبتسم وسارت نحو البنايه لينظر لها حارس ممتعضاً مُخاطباً حاله

– مالناش دعوه ياحسنين

لم يتمهل كريم كثيراً وصعد البنايه خلفها ومن حظه كان حسنين قد انصرف نحو غرفته الجانبيه لجلب كوب الشاي من زوجته

دقائق وكان جرس الباب يدق لتبتسم لنفسها في المرآه تُلقى قبلة لحالها في الهواء وتلتقط مئزرها تضعه فوق جسدها

فتحت باب الشقه فيدلف كريم بوجه جامد غالقاً الباب خلفه يلتقط أنفاسه

– كريم انا جايه تعبانه نأجل كلامنا بعدين وانت روح لمراتك زمانها مستنياك ياكيمو

أرادت استفزازه بحديثها وقد أصابت هدفها

– مش قولتلك ابعدي عن طارق

صدحت ضحكاتها تصفق يديها ببعضهم

– كريم انت جايلي البيت عشان تحاسبني.. كريم روح لمراتك

– ماشي ياشمس هروح لمراتي

تجمدت ملامح وجهها وهي تسمعه غير مصدقه ان خطتها ضاعت هباءً

– طارق طلب يتجوزني

وقف مكانه يُحدق بظهرها.. ف للحظه كان سيخرج بعد استفزازها له

– أنتي بتقولي ايه.. طارق ده بيضحك عليكي… انا اكتر واحد عارفه

– مش مهم.. ما زمان واحد ضحك عليا واول ما امه جبتله العروسه اللي على مزاجها باعني

والتفت نحوه ترمقه بمقت وقد ارتخي مئزرها من فوق جسدها

– شرفت ياكريم

صراعاً قوياً كان يقتحمه.. العقل يحثه على الهرب ويذكره بزوجته الجميله الطيبه اما شهوته كانت تجذبه لشمس الفاتنه والحبيبه القديمه التي لم ينالها

– يلا روح لمراتك زمانها…

لم يمهلها حديثاً اخر واندفع نحوها يجذبها اليه

– أنتي ليا انا وبس.. فاهمه

ولم تكن شمس الا مرحبه بكل هذا ففي ثواني معدوده كانت تزيل عنه سترته وقميصه تقوده نحو الهاويه

ساعه مرات واخرى وهم غائبين عن العالم واخرى تمسك هاتفها تُهاتفه قلقه عليه تسأل حالها

– ده قالي بالكتير ساعتين وراجع… ياريت كان معايا رقم رائف

وارتجف جسدها فجأه والهاتف يدق بين يديها لتنظر لرقم شقيقها والقلق يملئ فؤادها

– ايوه ياعمر.. مالها ماما

*********

طالعته وهو غافي جانبها وابتسامتها تتسع شيئاً ف شئ وهي تنظر حولها تتذكر عاصفه مشاعرهم المحرمه..تنفست بعمق تُمرر يدها فوق صدره العاري ليفتح عيناه ينهض مفزوعاً

– قدر… انا نمت كل ده وسيبت قدر

تجمدت ملامح شمس ترمقه حانقه ولكنها اخفت حنقها سريعاً تلتصق به

– متعرفش اد ايه حلمت باللحظة ديه ياكريم.. حلمت اني في حضنك وانت صاحي تسأل عن مراتك

– شمس خليني اقوم.. زمان قدر قلقانه عليا

ازداد حنقها وهي تسمع اسم غريمتها.. فدفعته عنها

– روح لمراتك ياكريم وياريت تنسى كل حاجه بينا

وفي لحظه كان يضعف ثانيه وانتهى الأمر إلى ما أرادت ان تصل اليه… وهاتفه يدق للمره الخمسون واخرى دموعها تنساب على خديها منها خوفاً على والدتها وقلقاً على زوجها

الفصل الثالث (3)

لم تكن خطيئتي.

وقفت قدر أمام الحائط المُعلق عليه صور احبابها والدها واخيها الشهيد الذي توفي منذ اربع سنوات في خدمته العسكريه شمال سيناء والآن والدتها الحبيبه

سقطت دموعها وقلبها يحرقها على احبابها ، اسبوع مر علي وفاتها ومازالت لا تُصدق انها لن تسمع صوتها فيكفي انها لم تكن تراها إلا كل سته أشهر والزياره لا تتعدى الخمسه ايام.. كانت تتمنى ان تتزوج بجانب والدتها ولكن نصيبها اتي في بلده أخرى

اقترب منها عمر يهتف بصوت حنون

– جوزك مستني بره… روحي بيتك ياحببتي

– مش قادره أصدق انها خلاص راحت

انهارت في بكاء مرير ليضمها عمر اليه بثبات مصطنع

– ادعيلها ياقدر… انتي عارفه من يوم مامات أمجد وهي ديما بتدعي تروحله

لم يشعر عمر انه أصبح يُشارك شقيقته بالبكاء الا عندما ابتعدت عن حضنه تضم وجهه بين كفيها تمسح دموعه

– سافر ياعمر.. سافر وشوف مستقبلك… بلاش تفكر كتير

– وانتي ياقدر.. انا لما اسافر هسيبك لمين

ابتسمت تنظر في عينيه

– ربنا معايا وكمان كريم ولا انت ناسي

رغم ثقتها الواهيه في زوجها وأنها واثقه إذ لم تحمل في احشائها طفلا هذا العام سينتهي صبر حماتها

– لسا فاضل شهر ياقدر متخليناش نسبق الايام واللي عايزه ربنا هيكون

واردف وهو يحثها على الذهاب مع زوجها

– جهزي نفسك ويلا روحي مع جوزك الراجل عمل معانا الواجب وسايب مشاغله وقاعد معانا من اسبوع

******

اسبوعان مروا على عودتها لمنزلها ومازالت في احزانها.. عادت حماتها من عند ابنتها قبل عودتها ولكنها لم تعد كما كانت تُسمعها حديثها اللاذع

– انا خلصت الغدا ياماما

امتدت يد سميحه جانبها نحو الاريكه

– تعالي ياقدر اقعدي جانبي

اقتربت منها قدر بهدوء تتمنى داخلها ان تظل معامله والده زوجها دوماً هكذا

– خير ياماما في حاجه

ابتسمت سميحه وهي تتذكر حلمها الجميل والذي كان من احد اسباب انها صرفت فكرة تزويج كريم عن ذهنها

– حلمت بكريم شايل عيل وجيه ادهوني وخدته على حجري وبوسته

واردفت متحمسه

– قلبي حاسس ان السنه ديه مش هتعدي غير وانا شايله ابن كريم

رغم الآلم الذي نغز قلبها وهي ترى حماس حماتها الا انها تمنت ان يتحقق الحلم

– ان شاء الله ياماما

– شربتي الأعشاب اللي ادتهالك

اماءت برأسها

– وكريم بيقرب منك بعدها ولا لاء

اشتعلت وجنتاها خجلا لتربت سميحه فوق يدها

– ان شاء الله الحج منذر يصدق في كلامه والاعشاب تعمل مفعول

وحياتها هذه الأيام كانت تدور بتلك الوتيره… لم تمهلها حماتها وقتً للحداد على والدتها وانما صارت تطبق الأوامر حتى يأتي الحفيد المنتظر فكل شئ ينصحها به النسوه تُجربه ولا بأس من التجربه عليها

*********

سقطت دموع لبنى وهي تنظر لملامح أدهم الخاويه بعد تلك الجلسه التي أتت اخيراً فرغم انتهاء لبنى من امتحاناتها منذ فتره وعودتها للبلد لا ان حديثهم كان يتأجل وكأن أدهم كان يخشى سماع الحقيقه

– حبي ليك وانا طفله كان حب اخت لاخوها…انا اسفه ياادهم

لطم كفه فوق الجدار… كان كالغبي ظن لسنوات ان لبنى الصغيره تحبه كحب الحبيب ولم يعرف انها كانت تراه بصورة اخري

اقتربت منه تمسك كفه كي تقبله

– ابوس ايدك ياادهم متحكيش حاجه لعاصم… ده ممكن يموتني فيها.

ازاح يده عنها بعنف

– ده الدكتور اللي كان في البلد هنا وحكتيلي عنه

تذكر انها يوماً عندما كان يُراسلها عبر الإنترنت قصت له عن ذلك الطبيب وكم تمنت ان تصبح مثله

اماءت برأسها ليزفر أنفاسه بقوه صائحاً بغضب

– ليه مقولتليش انك بتحبي غيرك

– محدش شايف لبنى غير ل أدهم… انا بحبك ياادهم بس زي عاصم مش بأيدي صدقني

طالعها ساخراً يستنكر حديثها

– كنتي هتستمري في خطوبتنا لحد امتى وانتي بتحبي راجل غيري

اطرقت رأسها بخزي فكلما اردات مواجهه أدهم تراجعت وهي تتذكر وعيد عاصم لها ان يدمر ذلك الطبيب

رمق صمتها مُستهزءً يشملها بنظراته وانسحب منصرفً ليُقابله عاصم في طريقه رابتً فوق كتفه

– ايه ياعريس… اتفقتوا على ميعاد كتب الكتاب

واردف ضاحكاً ولم يلمح نظرات أدهم الجامده

– عايز احضر كتب الكتاب قبل ما اسافر

دلف عاصم لغرفة شقيقته بعدما انتهت زياره أدهم يرمقها بنظرة متوعده ينظر لدموعها دون رحمه

– قولتي لادهم ايه خلتيه عايز يطول خطوبتكم

– مقولتش ليه حاجه

نطقتها برعب

– فكري للحظه تكلمي حبيب القلب وانا بأشاره مني اضيع مستقبله وحياته… سامعه

ارتجفت اوصالها وهي تنظر إليه متمتمه بقهر

– حاضر هعمل كل اللي انت عايزه ياعاصم

طالعت طيفه وهو يُغادر تبكي بحرقه

*********

داعبت شمس عنقه وهي تميل نحوه بثوب الرقص التي يظهر جسدها بسخاء

– استرخي كده ياحبيبي… واتفرج

التهمها بعينيه وهي تُحرك خصرها يميناً ويساراً على اصوات الموسيقى…

انت في الصفحة 4 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
22

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل