
15
لم يكن قلبى لها
الفصل الخامس عشر
امضى يحيى مع سمية وآدم يوما لم يكن يحلم به ،والاجمل انها صرحت له بأنه من اجمل الايام التى عاشتها ، وبأنها استمتعت بصحبته وصحبة آدم ، التى اكتشفوا ان لآدم مصطلحات ومفردات لا يفهمها سوى سمية ، ولكم كانت سعادتهما معا عند اكتشافهم لهذا السر الصغير ، وكم كانت سعادة يحيى عندما كان يجد آدم ينزوى الى احضان سمية كلما اراد شيئا او احتاج لفعل امر ما ، فكان يذهب لسمية ليندس باحضانها ثم يهمس لها بما يريد ، ليشعر يحيى بمدى تعلقهم ببعضهم البعض .
وقبيل انتهاء اليوم سأل يحيى سمية وهو يستكشف تعابير وجهها : كنتى تقصدى اللى قلتيه لسليم امبارح ؟
لتزوى سمية بين حاجبيها : قلتله ايه ؟
يحيى بخفوت : بخصوص تحديد معاد جوازنا
لتتورد سمية من الخجل وهى تومئ برأيها : ايوة ….كنت اقصد
يحيى ببحة رجولية محببة : يعنى احدد فرحنا على اخر الشهر
لتبتسم وهى تحتضن آدم ، شوف المعاد اللى يناسبك وانا موافقة عليه
ليلتقط يحيى كف يدها ويقبله ، ثم يجذبها هى وآدم الى احضانه ويقبل مفرق رأسها وهو يهمس لها : ربنا ما يحرمنى منك ولا من بسمتك ابدا
وعند عودتهم يجد سليم وسهيلة يجلسون على احر من الجمر ، ويجرى آدم الى احضان فريدة وهو يعيد ويقول
: روحنا البحر تيتا ، وروحنا الملاهى ، ثم يجرى الى سليم ليريه مامعه من العاب جديدة اشتراها له ابيه : شفت بابا جابلى ايه ، تعالى نلعب سوا ، ليقابله سليم بفتور لا يفهمه آدم ليعود الى احضان سمية التى تقول له : ياللا يادومى عشان نغير هدومنا ، وتذهب بآدم الى غرفته دون ان تعير سليم وسهيلة اى اهتمام ، لتشتعل اوداج سهيلة وتقول بغضب : الساعة داخلة على ١١ كنتم فين كده طول اليوم
لينظر اليها يحيى باذدراء وسخرية قائلا : اعتبر ده من باب الاطمئنان واللا تحقيق
سهيلة باندفاع : الاتنين
ليجيبها يحيى مستهزءا : لو ع الاطمئنان فاطمنى …. احنا على اتم مايرام والحمدلله ، ولو ع التحقيق فسعادتك يامدام سهيلة هنا اخر واحدة من حقها تسألنى او تسأل مراتى عن سبب اى تصرف يصدر مننا
سليم غاضبا : يحيى ، ماتنساش روحك وكلم مراتى باحترام وماتنساش اننا كلنا قاعدين فى ملكى ، يعنى ملك مراتى كمان
لتشهق فريدة وهى تضع يدها على صدرها ، ولكن يحيى يشير اليها بالصمت ، ويقول : تمام .. عندك الف حق ، بس اللى انت ماتعرفوش ان الدور اللى فوق ده انا شاريه من خالى الله يرحمه من ٦ سنين فاتوا ، يعنى ملكى بيع وشرا
لتصرخ سهيلة : انت بتقول ايه ، دى سرقة ونصب علنى ، لتتفاحئ بكف فريدة وهو يهبط على وجهها وهى تصرخ بها : اخرسى ياحية ياماية من تحت تبن ، انتى عاوزة مننا ايه ، مين ده اللى سارق واللا نصاب ، انتى عاوزة ايه بالظبط ؟؟؟
سليم بغضب مكبوت : عمتى ، انا ماسمحلكيش انك تمدى ايدك على مراتى
فريدة بصدمة : اومال تسمحلها تقول اللى قالته يابن يونس
سليم وهو يعطيها ظهره : مانا كمان اول مرة اسمع الكلام ده
فريدة باندهاش : يعنى عايم على عومها ، ياخسارة ياسليم ، بس هقوللك ايه ، بكرة تندم على كل حرف وكل فعل عملته
يحيى : خلاص ياماما …مامنوش فايدة ، انا مش هدخل اجيبلك الورق اوريهولك ، لا تقول مزورينه ، لكن هقوللك روح لعمى سليمان واساله ، كل حاجة كانت على اديه من سنين
سهيلة بحقد : وانت بقى جبت ثمن الدور اللى قوق ده منين
ليقول يحيى بغضب : ده شئ مايخصكيش واخر مرة هسمحلك ان صوتك يطلع واحنا بنتكلم ، انا لغاية دلوقتى عامل حساب اننا اخوات طول عمرنا ، اطلعى انتى منها وبلاش تبخى سمك فى ودانه
سهيلة بغضب : سامع بيقول عليا ايه وانت واقف ، وامه تمد ايدها عليا من غير ماتردلها القلم قلمين !!! فين رجولتك ؟!
لينشده يحيى وفريدة من غطرستها وتمكنها من سليم ، ولكن يحيى يذهب الى جوار سليم ويضع يده على كتفه قائلا : يونس ربى راجل ، ربنا يرجعهولنا بالسلامة ، …..انا وسمية اتفقنا ان فرحنا اخر الشهر ، ومن بكرة ان شاء الله تنقل حاجتكم هنا فى بيتك وانا وامى هنطلع فوق وسمية هسيبها براحتها لغاية الفرح مكان ماهتحب هتكون ، هنا بيتها وفوق بيتها
هفضل معاكم فوق
وكانت هذه سمية ليرد سليم بانفعال : ازاى يعنى قبل الفرح
سمية : ماتفرقش ، المهم انى هبقى فى بيتى …..ملكى
سهيلة بحقد : تقصدى ملك يحيى
سمية بسخرية : على الاقل عمره ماهييجى يقولى انتى قاعدة فى ملكى
سليم : سمية انتى مش فاهمة حاجة
سمية : يبقى تفهمنى ..ع الاقل يمكن اعذرك ….مالك ! انت حصللك ايه ! زى ماتكون اتبدلت ! بقى انت سليم اللى ماكنتش بتستحمل علينا الهوى ! انت سليم اللى كان يونس ابوك ف البطاقة ويحيى ابوك اللى رباك ! انت سليم اللى كانت سمية قلبك وروحك رغم انف العدا زى ماكنت دايما بتغيظ يونس وسلمى الله يرحمهم ….ثم تقول بصراخ : ايه ؟ اتسحرت … بدلوك بواحد تانى وانت مسافر ! ….لا ….. مش وانت مسافر ، من قبل السفر ، من يوم ما اتلميت ع الهانم
سهيلة بغضب : الهانم دى تبقى ستك وتاج راسك
لتنظر سمية لسليم بسخرية : ازى الحال ؟
ثم بثقة : انا فى بيتى مع يحيى لحد الفرح ، وده اخر كلام عندى يابن امى وابويا ، والنهاردة هبات هنا مع عمتى لحد ماتلموا حاجيتكم من فوق ، ثم تتركهم وتعود لآدم ، ليذهب يحيى الى فريدة ويسحبها من يدها ويدخلا الى غرفته ويغلق الباب ، ليظل سليم واجما متهدل الكتفين ، لتذهب له سهيلة وتقول له بنعومة الحية : ماتزعلش نفسك ياقلبى ، بكرة تعرف ان قلبك عليها ، وانت كمان لازم تروح لسلمان واللا سليمان ده وتتاكد انه مابينصبش عليك ، ماهو حتى لو حقيقى اكيد اتدحلب لباباك وخلاه يكتبهوله ، هو كان يعنى هيجيب فلوس منين
لتتغير ملامح سليم للغضب مرة اخرى : طب ياللا ، تعالى اما نلم حاجتنا ونشوف هنتصرف ازاى
سهيلة بمكر : ياللا ياقلبى
ويذهبان الى الاعلى ، سليم لا يعلم ان كان مافعله صوابا ام خطأا ، وسهيلة تحيك برأسها المؤامرات لتمنع اتمام زواج يحيى وسمية
وعلى الطرف الاخر سمية تبكى أخاها وهو على قيد الحياة ، وفريدة تبكى شقى سنوات عمرها مع ربيبها الذى خسرته بسبب تلك الحية .
اما يحيى فكان يعلم بداخله ان سهيلة لن يهدأ بالها حتى تفعل الافاعيل لتمنع سعادته مع سمية ، فظل يدعو الله ان يقيهم شرها ويبعدها عن حياتهم باى وسيلة .
والى اللقاء فى الفصل السادس عشر