
16
لم يكن قلبى لها
الفصل السادس عشر
يمضى نحو اسبوع وتجهيزات الزفاف على قدم وساق فى شقة يحيى ، وانتقلت سمية وفريدة وآدم الى شقة مصر الجديدة حتى تستطيع سمية تجهيز مايلزمها من مستلزمات ، وظلت زينب مع يحيى حتى تعاونه فى ترتيبات الشقة ، وكانت فريدة تزورهم وتقوم بمساعدتهم من وقت لآخر
حتى كان يوما ذهبت فريدة ليحيى وتركت سمية وآدم بمفردهم ، لتتفاجئ سمية بقدوم سليم اليها بمفرده وهو يحمل هدايا لها ولعبا لآدم ، ورغم اندهاشها الا انها ارجعت ذلك الى انه ربما شعر بخطأه واراد ترميم الصدع الذى حدث فى علاقتهم
ووسط جلوسهم ولعبهم مع آدم طلب منها سليم ان تحضر له كوبا من الماء ، لتذهب لتأتيه بالماء وعند عودتها تتفاجئ بسليم يمشط لآدم شعره ثم يدس المشط فى كيس بلاستيكى ويدسه فى جيب بنطاله
لتندهش من فعلته ولكنها لم تريد ان تسأله حتى لا يحدث بينهما اى مشادة اخرى ، ليشرب سليم الماء وينصرف بوجه اخر غير الذى اتى به ، ليزيد استغراب سمية وتجلس محاولة ايجاد تفسير لما فعله سليم ولكنها فى كل مرة يؤدى بها تفكيرها الى نقطة لا رجوع فيها وهى انه يشك فى نسب آدم ليحيى ، وعندما كانت تصل كل مرة لهذا الاستنتاح كانت تشعر انها على حافة الانهيار ، لتقوم بالاتصال بيحيى وتطلب منه ان يمر عليها لتفضى اليه بامر هام ، ولم تمضى ساعة الا وكان يحيى يقف على باب منزلها يدق الجرس
سمية : اهلا يايحيى ، ازيك
ليشعر يحيى باهتزاز حدقة عينيها : ازيك انتى ياسمية ، ثم وهو يضمها الى صدره : مالك ، حاسك خايفة من حاجة ، ايه اللى حصل
لياخذها ويجلسها الى جواره لترفع راسها اليه قائلة : اصل حصلت حاجة كده النهاردة قبل اما اكلمك ع طول ومش مرتاحة وقلقانة وخايفة
يحيى باستغراب : خايفة من ايه ياحبيبتى ، ايه اللى حصل فهمينى
سمية : سليم يايحيى ، كان هنا واتفاجئت بيه اخد عينه من شعر آدم
يحيى وهو يزوى مابين حاجبيه بتفكير : وبعدين ؟
سمية : ولا قابلين اكيد وصلك اللى وصلى ، سليم شاكك فى نسب آدم
يحيى بشرود : ياريتها تيجى على كده
سمية : تقصد ايه
يحيى : اقصد انك مابقالكيش قعاد هنا تانى من غيرى ، خلاص احنا تقريبا يعتبر خلصنا هناك كل حاجة ، الحاجات اللى باقية ممكن تخلص وانتى موجودة
سمية : انت قلقان من ايه يايحيى ؟ فهمنى واشركنى معاك
يحيى : مش عاوز ابقى سئ الظن ياسمية ، بس المشكلة عمرها ماكانت فى سليم ، المشكلة فى راس الافعى اللى ممشياه وراها وهو متغمى
سمية بحزن : ماهو ده اللى قالقنى ومخوفنى ، سهيلة عاوزة تفرق بينا وتعمللنا مشاكل بأى طريقة
يحيى : من توكل على الله فهو حسبه ، انا همشى دلوقتى ولما ماما تيجى ان شاء الله عاوزكم تجهزوا حاجتكم عشان هاجى اخودكم بكرة بعد الضهر ان شاء الله
ليودعها ويذهب ويتركها وهى تحاول تجميع الخيوط ولكنها فى كل مرة يصل بها تفكيرها الى نفس نتيجتها السابقة ، ولم تكن تعلم ان خبث النوايا يخبئ لها شيئا اكبر واخطر بكثير ادركه يحيى ولكنها لم تدركه هى لصفاء سريرتها
وفى اليوم التالى وهى تصعد مع عمتها الى شقة يحيى تفاجئت بسهيلة تفتح باب شقتها وهى تدعى الفرحة لرؤية سمية : ايه ده ! حمد لله على السلامة ، جاية زيارة واللا خلاص رجعتى بالسلامة
سمية وهى الاخرى تدعى الابتسامة : لأ .. رجعت خلاص الحمدلله
سهيلة : طب ماتدخلى ياسمية انتى هتفضلى على السلم كده
ليلحق يحيى بسمية وهو يحمل الحقائب : وتقف ع السلم ليه ، ياللا ياسمسم ، بيتك مستنيكى ياقلبى
لتتشنج قدم سهيلة من غضبها : انا بقول ان الاصول انها تفضل فى بيت اخوها على ما ربنا يريد غير كده
يحيى ساخرا وهو يلتفت الى فريدة التى ظلت صامتة ولم تشترك فى الحوار: لأ والحقيقة تتقال يا ماما ، مدام سهيلة سيد من يفهم فى الاصول وعشان كده ، ياللا ياسمية ياحبيبتى
سمية باندهاش وهى تشاهد انبساط اسارير سهيلة : ياللا ايه يايحيى
يحيى غامزا سمية بمرح: ياللا على فوق ياحبيبتى انا ايدى وجعتنى من الشنط
ليبتسموا جميعا ويتجهوا الى الدور العلوى ويتركون سهيلة تتآكلها النيران والحقد
وعند دخولهم الى الشقة تستدير سمية الى يحيى قائلة : قلبى وقع فى رجليا لما قلتلى ياللا ، فكرتك هتقولى ادخل عندها ، لتنخرط فريدة فى الضحك ، ليقول يحيى : وافوت عليكى برضة منظر الدخان اللى طالع من دماغها ، دى شاطت واحنا طالعين
آدم الذى كان على ذراع سمية : انا عاوز اشوط ماما ، عاوز العب معاها واشوط
ليضحك الجميع بملئ اشداقهم على طفولة آدم وعدم فهمه لكل مايدور من حوله
ليقول يحيى : انا هوديك تشوط فى النادى ياآدم عشان ماينفعش تلعب كورة فى البيت
آدم مستنكرا : واشمعنى طنط بتشوط ف البيت
يحيى بدعاء : ربنا يستر يا آدم وتطلعها آوت
لتربت فريدة على كتف يحيى قائلة : سيبها على الله ياحبيبى ، وكله خير ان شاء الله
لتشعر سمية ان يحيى وعمتها يخبئون عليها امرا ما ، وتدعو الله ان يكون خيرا
وتمضى الايام ولم يتبقى على الزفاف سوى عشرة ايام ، وكان يحيى بالخارج وتجلس سمية مع فريدة يقومون بمراجعة بعض المستلزمات ليسمعوا طرقا على الباب وعندما تتجه سمية لترى من بالباب تجد سليم متجهما ويدخل دون ان يلقى السلام وهو يقول لسمية : انا عاوز اتكلم معاكى
سمية باستغراب : خير يا سليم
سليم بايجاز : لوحدنا ، تعالى ننزل عندى
لتنظر سمية لفريدة باحراج ثم تقول لسليم بغيظ : وهو تحت هنبقى لوحدنا ،؟! مامراتك تحت
سليم :هنتكلم لوحدنا فى اى اوضة
سمية : والاوض هنا كتير ، اختارلك اى اوضة واتفضل اتكلم فيها
لينظر سليم اليها بغيظ ثم يتجه الى احدى الغرف لتتبعه سمية وهى تشير لفريدة بضرورة الاتصال بيحيى ليحضر فورا ، فهى باتت تخاف من تقلبات سليم واسلوبه الحاد والجاف معها
وعند دلوفها الى الحجرة لم تغلق الباب ولم يعير سليم الامر اهتماما ولكنه على الفور قام بدس يده فى جيبه واخرج مغلفا اعطاها اياه
سمية باستغراب : فيه ايه الظرف ده
سليم بجمود : افتحيه واقريه وانتى تفهمى يادكتورة
لتفتح سمية المغلف لتتفاجئ بانه تحليل دى ان ايه لآدم ويحيى وانه يثبت بنوة آدم ليحيى ، لتنظر بعدم فهم لسليم : ايه ده ! وهو كان حد قال ان آدم مش ابن يحيى
سليم ببعض الغضب : ايه هى لسه ماوصلتلكيش والا انتى عارفة ومستهبلة واللا حصللك زى اللى حصل لاختك وماحدش دريان
سمية بعدم فهم : انا مش فاهمة حاجة ، ماتتكلم على طول ياسليم بدل شغل الالغاز ده
سليم : سهيلة بلغتنى انها عرفتك ان سلمى كانت حامل قبل الفرح
لتبهت سمية ويعتلى ملامحها الحزن وهى تتذكرمعاناة سلمى ووفاتها ، لتقول بحزن : ايوة ياسليم عرفت ….. سهيلة قالتلى فعلا ،واتأكدت من يحيى وعمتو
سليم بغضب شديد : ااه ياحقيرة ياواطية
وقام بجذب سمية من يديها وصفعها عدة صفعات على وجهها وهى لا تستطيع المقاومة او حتى فهم مايحدث لتصرخ طالبة معرفة سبب مايفعله
سليم بغضب شديد وهو مستمر بضربها : بقى عارفة ان البيه اغت*صب اختك قبل مايتجوزها وقابلة على روحك انك تعاشريه بعد كده وتبصى فى وشه ، ها قوليلى عمل فيكى ايه انتى كمان
ماهو طالما انك عارفة وراضية ومبسوطة يبقى انتى كمان عمل فيكى اللى اتعمل ف اختك ، بس اختك بقى كانت حزينة ومكسورة ، لكن انتى ياحقيرة الموضوع على هواكى
كانت سمية تصرخ وهى تقول له : انت مش فاهم حاجة
سليم بغضب وهو مازال يضربها ذات اليمين وذات اليسار :مش فاهم ؟ مش فاهم ايه بالظبط ؟ فى الاول قلت يمكن حد اغ*تصبها والبيه الشهم اتستر عليها ، كان لسه عندى امل انكم تطلعوا نضاف ، قوليلى … انطقى ، كان قبل كتب الكتاب واللا بعده ،الحقير الواطى اللى مابيسبش السجادة وهو مقضيها بالحرام انا مش عاوز اشوف وشك تانى يانجسة ، ياواطية انتى موتتى بالنسبة لى ، انتى والنجس التانى تطلعوا من بيت ابويا وتاخدوا معاكوا الشايبة التانية اللى عارفة عمايل ابنها الواطى كلها ومطرمخة عليه
كل هذا وهو لم يتوقف عن ضرب سمية ضربا عنيفا مبرحا ولم يتوقف حتى سمع صوت شيئا مكتوما يقع على الارض ليلتفت سريعا ليجد فريدة ممددة على الارض بين احضان يحيى وهى تشير الى سمية طالبة منه نجدتها
والى اللقاء فى الفصل السابع عشر