
_ جاوبي
اتحرجت…
_ وكنتي هترجعي ازاي لو مكنتش ماما حطتلك فلوس عجبك اللي حصل ده…
المفروض اعتذر يعني
لقيته ابتسم واتكلم…
_ لا.. بس لما تحتاجي حاجه تقوليلي…
هزيت راسي بمعني ماشي… وعنيا بتدمع ف رفع وشي ب ايده و سأل…
_ وليه الدموع دي
عشان متعودتش امد ايديا لحد..
_ أنا جوزك…
جواز شفقه…
لقيته بصلي پغضب حطيت ايديا علي ايديه واتكلمت بصوت متردد…
ممكن منتخانقش.. لو سمحت….
_ انا عايز اعرف انتي محتاجه اي
اتكلمت ب تألم وحزن…
مش محتاجه حاجه…
بصلي لكام دقيقه… وشال الأكل من قدامي… وقرب مني… ضمني ليه وحط راسي علي صدره لدرجه اني سمعت دقات قلبه…
للحظه اټصدمت من كوني يين ايديه…. بس دموعي احتلت المشهد كله وبدأت تخرج بعفوية كبيره و تألم وهو سايبني اعيط وكل اللي بيعمله انه بيشدد من ده و بيربت علي شعري بحنيه….
وكأني بفرغ كل طاقة العالم من الحزن والۏجع اللي قابلني…هو ده اللي احتاجته… مكنتش محتاجه فلوس… انا بس كنت عايزة.. حب… حنيه… و اهتمام… واللي اتلخصوا في ضمته ليا…
سكنت الدنيا حوالينا وكأن مفيهاش غيرنا… والقمر ضوئه بيتسلل من شباك اوضتنا وكأنه بيكتب معايا الحروف الأولي من قصتي…
وصوت انفاسه.. وصوت بكائي هما الفاصل الوحيد.. وحسيت كأن
—
مرت سنين وانا ساكنه بين ايده…
يونس
الحاجة اللي كنت محتاج أفتكرها في اللحظة دي.. هي انها بنت عمرها 19 سنة… عايشة في بيت معزول عن العالم حواليها واختلاطها بالبشر قليل… طفلة حاربت مع والدتها في مرضها وابوها ماټ بين ايديها وهي لسه مجابتش العشرين سنه…
معرفش صعبت عليا ولا اتشديت ليها.. بس اللي عارفه اني مش ساذج.. مش هكدب علي نفسي لو حسيت بمشاعر ناحيتها…
اتجوزتها عشان أقول للعالم كله اني معاها ولكن مقدرتش اقولها هي ده!
محتجالي والحقيقه اني مش محتاج… مش محتاج احس ب شعور الحب لأني جربته ومريت بيه…
بس شوفت عقل تلاتين سنه في بنت مجابتش العشرين!!
بنت متيقن ان السكوت مش اختيارها والهدوء مش عادتها…
احساسي الوحيد معاها… الاحساس اللي ملغبطني اني مش شايف ولا سامع اي حاجة حواليا دلوقتي.. وهي بين ايديا ودموعها ڠرقت هدومي…
خاېف… خاېف أنسي نفسي معاها!!
عنيها مليانه دموع وباصه في الأرض و ووشها أحمر مش عارف من البكاء ولا من الخجل…
لقيتها بتبعد عني بالتدريج وهي متوتره وعنيها مترفعتش… مسكت ايديها و رفعت وشها ليا… و توهت في عنيها وأنا بقولها…
أنتي مراتي ي
حور….
زوجي_ولكن 2
أنتي مراتي ي حور…. يعني اي حاجه تحتاجيها تطلبيها مني من غير م تتحرجي… أنا أسف اني مخدتش بالي من حاجة زي دي…
_ ش… شكرا…
طيب يلا كلي قبل م الأكل يبرد…
_ كلت
لا هاكل مع ماما..
_طب نخرج وناكل سوا!!
ماشي يلا…
هحاول… هحاول أكون جزء من عيلته…جزء من حياته.. جزء منه!
معرفش الأيام مخبيالي اي.. بس كانت بتمر ب سلام و ده اللي كنت محتجاه للفترة دي…
مكنتش بشوفه تقريبا في الجامعه..بس كنت برجع كل يوم استنا عشان ناكل سوا…
يحكيلي عن يومه وأحكيله… حسيت اني رجعت تاني زي الأول.. مجنونه.. مجنونه الجنان اللي كان بيعذب بابا بس دلوقتي مع يونس…
اتعودت علي حياتي في البيت ده ولا اتعودت عليه هو م عارفه… كل اللي عارفاه ان قلبي لأول مره مش ملكي…
مفكرتش كتير كنت مبسوطه بعد تعب كبير هحتاج اي اكتر من كده.. لكن….
صحينا في نص الليل تقريبا علي خبط علي باب البيت… أنا قومت مڤزوعة من نومي وكنت هخرج لحد م يونس سحب ايدي و قالي افضل في الأوضة وبعد شوية لقيت والدته جت وهي كمان مش فاهمه حاجة…..
فتح الباب و ي ريته ما كان فتحه..
هي فين
أنت ازااي تيجي هنا في الوقت ده وتخبط بالطريقة دي وكمان جاي سکړان…
بقولك اااي انت مش ولي أمري.. هات البت اللي جوا دي خليني أمشي…
ده أنت عبيط بقي…
حاول يدخل البيت بالقوة بس يونس منعه… منعه حتي انه يبصلي… ده ابن عمي الكبير…
_ أنت عايز ايه تاني… انتوا مش خدتوا بيت أبويا وقاعدين فيه.. عايزين تاخدوا كل حاجه!!!
أدخلي جوا ي حور…ولا أقولك اتصلي بالبوليس.. لما هيترمي في الحبس هيعرف إن الله حق..
هترجعي البيت معايا.. و ده مش طلب ده أمر أنتي فاااهمه…
وأنت مين عشان تؤمرها!!! انت اټجننت… انا مش لسه هستني البوليس… أنا ھدفنك مكانك هنا
انا خطيبها… أو كنت خطيبها قبل م تتجوزها بس عشان تخبيها مننا… م تقوليله ساكته ليه.. مش دي الحقيقه…
_ أنت كداب.. أحنا متخطبناش دي كانت مجرد قراية فاتحه قبل ۏفاة بابا… بس بعد م ماټ وانتوا ظهرتوا علي حقيقتكم أنت وأخواتك أنا مش عايزة أشوف وشكم تاني…
ماشي ي حور.. بس زي م أخدت منك البيت.. هاخد الأرض.. و هاخدك وهترجعيلي انتي فااهمه…
انهال عليه يونس بالضړب حتي سقط ذلك الشاب علي الأرض فاقدا
—
للوعي…
و أتت الشرطه و أخذته معهم ومعهم يونس ليتتم المحضر….
حور
أحيانا قسۏة العالم بتبقي أكبر من قدرتنا علي تحملها.. ف بيبقي في حد معانا عشان يشيل عننا.. ده اللي حسيته مع يونس انه شايل معايا تعبي و ۏجعي وخۏفي…
خاېفه… خاېفه من الكلام اللي هيقوله لما يرجع بعد م عرف أني كنت مخطوبة… بس ي تري هيهتم!!
ي تري هتهتم ي يونس.. ولا كل المشاعر دي تخيلات جوا عقلي أنا و بس!!
يونس
أهتم!!
أنا كنت بټحـ,ـرق من جوايا لما قال قدامي انه هياخدها.. وأنه عايزها… نظرته ليها كانت بتحـ,ـرقني..
تفكيري في أنه كان بالنسبة لها أكتر من أبن عم!!
حور… الفرحه اللي بستني أعيشها كل يوم لما برجع من شغلي وألاقيها مستنياني…
اللي براقبها في صمت في الجامعه من بعيد… اللي خلتني انسي اي حاجه حواليا…
كنت خاېف!! خاېف أنسي نفسي معاها..
بس دلوقتي مبسوط أني نسيت نفسي ومش فاكر غيرها…
……………………….
كنتي مخطوبة!!
ألتفت ليه… كنت عارفه أني هتسأل السؤال ده.. بس كنت مبسوطه.. مبسوطه انه كان أول سؤال…
كان واقف هدومه متبهدله و شعره مش منظم زي العادة.. وعنيه لونها أحمر…
دي غيرة!! …. ولا تعب… و لا حزن!..
اتنهدت بتعب… كنت قاعدة في البلكونه والجو برد بس كنت محتاجه أقعد مع نفسي…
مسكت ايده وخليته يقعد جمبي… رتبت شعره ب ايديا وهو نظره مثبت عليا وأنا بحاول ابعد عن نظراته…
_ كانت قراية فاتحه..
ليه مقولتليش!!!
_ هقولك أي!! من اليوم اللي هربت فيه وأنا أعتبرت الموضوع ده منتهي…
ده بالنسبه لك… بس مش بالنسبة له هو…
_ هو مش مهم… متهتمش..
لا ههتم.. لما أبقا واقف و واحد يجي يقولي انا عايز مراتك و هاخدها.. يبقي ههتم!!
ههتم ي حور…
_………………
سكتي ليه!
_ معنديش حاجه أقولها…
ماشي
ي حور.. متقوليش.. تصبحي علي خير…
أقول اي ي يونس.. أنت سحبت مني كل الحق لي أني أقول اي حاجه…
لما سحبت مني حقي أني أقول في الجامعه أني مراتك خوفا علي مشاعر البنت اللي… اللي بتحبها!!!
معقول لسه بيحبها… أكيد و إلا كان قال أني مراته…
يعني هو لا بيغير ولا حاجه… و اهتمامه مجرد واجب.. مش الاهتمام اللي انا محتجاه…
أنا قولتلك ي يونس.. ان ده جواز شفقه!!
…………………………..
في الصباح التالي…
أنتي رايحه فين بشنطتك دي…
_ هرجع بيتي وكفاية اوي لحد كده…
بيتك!!! بعد كل ده ي حور… استهدي بالله ي بنتي محصلش حاجه… مهو انتي عارفه ان ولاد عمك مش هيسيبوكي في حالك اومال انتوا أتجوزتوا ليه مش عشان تعيشي في وسطينا و تتحامي فينا و يبقي ده بيتك….
_ أنتوا أكرمتوني وحبتوني وانا كمان… بس مش هستني لما حد فيهم يأذي يونس في حاجه…
أنا… أنا كنت فاكره.. انه خلاص بقي يونس هيقفلهم وأنا هعيش في أمان…
بس… أنا أماني في سلامة يونس ي أمي… عشان خاطري أنا لازم أمشي قبل م يرجع..
حبتيه…
_…. ليه ي ماما موافقتيش علي البنت اللي بيحبها…
عشان مش مناسبين لبعض…
_ ازاي
عشان… كانت زميلته و حبها بس هي بقي كانت مصاحباه مصلحه عشان الامتحانات والغش… بقت زيها زيه واتعينت في الجامعه…
بعدها بصت للي أعلي منه واتخطبتله وسابتلي ابني في حاله نفسيه خارج منها بصعوبة…
بس ربنا ي بنتي مبيبسبش حق حد… خطيبها سابها قبل الفرح ب أسبوع…
رجعت تلف حواليه… و هو سامحها عشان كان لسه بيحبها… بس انا بقي مسامحتهاش ورفضت جوازهم..
فهمتي
_ وهو.. لسه بيحبها لحد دلوقتي!!!
أنا مدخلتش جوا قلبه…
_ بس انتي أمه.. و بتفهميه و بتفهمي اللي بيمر بيه…
…………………
_ أنا… أنا أسفه ي ماما أني عليت صوتي عليكي.. حقك عليا.. بس
—
انا لازم أمشي..
يونس محتاجلك ي حور.. يونس محتاجلك.. معرفش اذا كان بيحبك ولا لا… بس متأكدة أنك حبتيه..خليكي جمبه ي حور…
_ خاېفه يتأذي بسببي…
و هو مش هيسيبك ولا هيسيب حقك.. حتي لو انتي خرجتي من البيت ده…حتي لو اتطلقتوا…
_ اتطلقنا!!
الكلمه تقيلة و صعبه صح.. إدي لنفسك وليه فرصه ي حور…
_ بس هو مبيحبنيش…
تؤ… معتقدش…
_ طب قوليلي أعمل اي!
هقولك…
في المساء…
ولاد عمك مضوا علي عقد تنازل عن البيت… بس الارض هتتوزع حسب الشرع…
_ أنت جاي متأخر كده ليه…
كنت في القسم… بتنازل عن المحضر مقابل ان حقك يرجعلك…
_هحطلك تتعشي…
هي ماما فين
_ عند خالتك.. هتقعد عندها يومين… أنا اللي عاملة الأكل مش عاوز تدوق أكلي!!
هغير هدومي وأجي…
بعد شوية شد كرسي وقعد قدامي… حطيتله ياكل ف مسك إيدي…
_ مردتيش عليا
مكنتش بحبه.. قولت ابن عمي و اهو افضل في وسط أهلي.. بس عمري م حبيته…
_ حور.. قصدي موضوع الورث!
زي م الدين والقانون يقول.. واللي انت شايف انه في صالحي أعمله…
_ ماشي… هو… انتي مكنتيش بتحبيه بجد!
وحياتك عندي..
_ حياتي غالية عندك
فوق م تتصور…
_ الأكل حلو أوي….
الهروب.. كان بيهرب مني بعنيه بكلامه ب كل حاجه… مبقيتش فاهمه أنا موقعي اي في حياته…
اتعشمت!! سمعاك ي قلبي وأنت بتقولي كده… مش أنت اللي وقعت في غرامه فايدته اي الندم…
ومن غير قصد اليومين اللي والدته قررت تسيبنا فيهم لوحدنا لعلنا نوصل لشئ سوا… خلصوا في شغله و كليتي و مشاكلي مع ولاد عمي…
انتهت!! مشاكلي معاهم انتهت خلاص كده السبب اللي كنت قاعده بيه في بيتهم اختفي… وهو اللي حله…
طب أفرح عشان اهتم انه يحللي مشاكلي ولا أزعل عشان الحلول دي هتبعدني عنه…
البعد ده البعد قاسې وأنا قلبي ميستحملش.. لو شايفه في عنيك الحب عمري م هبعد… بس مش لاقيه فيها غير الحيرة…
لما ببص فيها بتوه… كأني محتاج لمنقذ يخرجني منها من غير م أغرق…
ومين يخرجك من قلبي
حور سرحانه في اي.. مش هتسلمي علي ماما
_ هاا.. اه.. وحشتيني اليومين دول ي ماما…
ساكته ليه ي ماما
أنا عاوزة أعرف اخره علاقتكوا اي
في اي
في أن مراتك جايلها عريس! اي رأيك في الكلام ده
في أن مراتك جايلها عريس! اي رأيك في الكلام ده
اااي!!!
زي م سمعت…. حور
مره كلمتني من تليفون صاحبتها… و في شاب معاها في الكلية شافها و عجبته و سأل صاحبتها عنها والبنت اداتله رقمي…
والولد بكل احترام قالي انه حابب يتقدملها وطبعا منقدرش نلومه لأن حضرتك مش قايل انها مراتك!!
بس ب إرادتك…ڠصب عنك وعن اللي اسمها يمني دي.. حور مراتك… و حقها ان الكل يعرف انها متجوزة…
اسكت… اتكلم طب أقول أيه..هكتفي اني أبصله واستني منه رد…انا مش هستحمل فكره ان وجودي إجباري في حياته…
_ حصل خير ي ماما… كده كده مشاكلي اتحلت ومش هينفع نجبر يونس علي الوضع ده.. ي ريت ي يونس تجهز ورق طلاقنا عشان تتحرر من العلاقة دي…
حور
القوة جبت منين القوة أني اقف وأقول الكلام ده… من غير حتي م عيني تدمع… يمكن قلبي بكي كتير اوي لدرجه ان خلاص خلصت الدموع!
رفضه لوجودي في المجتمع اللي هو بيتعامل فيه مؤلم… وكأني شئ لازم يستخبي..
يمكن كنت مستنيه منه يتعصب و يزعق و يشدني ويقولي اني حبيبته…
كنت واقفه عند نقطه النهاية… كنت واقفه عند المكان واللحظه اللي كنت بفوق علي كوابيسها..
حلمي متحققش بس الکابـ,ـوس مقصرش معايا…
رفضني زوجي في مجتمعه ف شعرت وكأن كل العالم هجرني…
يونس
مشكلتي الوحيدة كانت مع السرعه اللي مرت بيها علاقتنا… بعد