منوعات

حب تحت الرمال الرابع

الفصل الرابع و العشرون
هل خط حقا سطر النهايه
يقولون ان اصعب لحظات الحياه هي الوداع و لكن عند مالك فوداع حب عمره يفوق كل انواع الوداع وجعا ليس لانها تجلس حاليا بجوار اعز اصدقائه واضعا خاتمه حول اناملها الرقيقه ليس ذلك فحسب و لكن لان الوداع لم يأخذ حقه فمحبوبته لم تأتي اليه معتذره لم تبرر له تصرفها لم تنطق شفتيها كلمة الوداع فلا شيء قيل و لا اسباب فسرت لن يلومها الان كان حري به ان يمتلك الجرأه الكافيه لمصارحتها ربما حينها كان باستطاعته معاتبتها كان باستطاعته ان ينفث عن الفرحةه منها ان يجهر بكلمة وداعا حتى يبدا بالشفاء الفعلي من حبها فلا حال اسوء من قلب معلق بحب غير متبادل و قصه حب من طرف واحد لم يخط فيها سطر تمت النهايه
و لكن عليه الان المضي قالفرحةا و كما يقال داوها بالتي كانت هي الداء
كان مراقبا لها طوال الامسيه تتنقل بين الضيوف ناثرة ابتسامتها الرقيقه على كل ما تقع عليه عيناها اعجبه تفانيها الظاهر في انجاح حفل الخطبه الخاص بابن خالتها كما انها فتاه جميله و لبقه و من اسره طيبه و هذا ما خبره من خلال تعامله معها في الشركه فلقد اوصاه يحيى بمساعدتها و تدريبها لاتقان العمل معهم
اقترب منها قائلا انسه ديما ممكن دقيقه من وقتك
ديما مازحه اوعي تقولي بوظتي الكود البرمجي بتاع الجوافه بتاعتكو دي
ضحك مالك و قال اسمها لغة الجافا مش الجوافه
ثم اضاف و اكيد مش هاتكلم فالشغل دلوقت
ديما بابتسامه خير
_
مالك طب ممكن نقعد بعيد عن الدوشه دي
جالت ديما بنظرها باحثه عن لؤي لتجده منخرطا في حديث مع فتاتين لبسهما ملفت للانظار
قالت ديما اوك خلينا نعد فالبلكونه هناك
سارا جنب الى جنب حتى وصلا لمقصدهما ليقول مالك بعد ان جلسا بصي انا لولا ان الموقف بينا هيكون محرج كنت فاتحت يحيى بالموضوع الاول
صمت قليلا ثم اضاف عشان كده كنت لازم اعرف رايك الاول و بعد كده هاقول ليحيى و يبقى الموضوع رسمي
ديما مستفسره موضوع ايه انا مش فاهمه
مالك بتردد انا الحقيقه عايز اتقالفرحة رسمي و اطلب ايدك
ديما بتلعثم ليه قصدي يعني بجد يعني قصدي مش معقول
مالك بدهشه هو ايه اللي مش معقول
ديما بصدق يعني انت و انا بص كده مش لايقين على بعض خالص
_
مالك ازاي يعني مش فاهم و لا اعتبر ده رفض منك لحتى مجرد الفكره
دون ان تقصد اظهرت قلة ثقتها بنفسها و خاصه بشكلها الخارجي لذا قالت مناوره اقصد انك فاجئتني بطلبك ده
مالك طبعا خودي وقتك و فكري زي ما تحبي و اتمنى ردك يكون بالقبول و هيشرفني جدا انك تكوني زوجتي و شريكه حياتي
ديما مع نفسها امال ليه شكلك كأنك عاصر على نفسك شوال لمون ييي ليكون يحيى هو اللي زءك عليا
يا بشمهندس مالك البيوت ليهىا حرمه و لولا انك صاحب يحيى كان هايبقى ليا تصرف تاني
قفزت ديما من مقعدها اثر سماعها صوته استدارت قائله لؤي
لؤي بتهكم لا بنت خالتك
مالك بتلعثم انا اسف يا لؤي بس يعني في موضوع خاص كان لازم اقوله فيس تو فيس لديما
قاطعه لؤي بحنق اسمها الانسه ديما و موضوع ايه ده انشاء الله
مالك بجديه انا طالب ايد الانسه ديما للجواز و كنت حابب اعرف رايها الاول عشان ميكونش في اي حرج انت فاهم يعني عشان يحيى
_
لؤي بثقه مش هينفع طبعا احنا مش بنجوز بناتنا الا لحد من العيله
مالك بحرج الله انا مكنتش اعرف و انا متأسف جدا
ثم غادر مسرعا من الشرفه
ليقول لؤي بحنق انتي اي حد يقولك عايز فكلمتين تجري وراه ايه فتحاها عالبحري حضرتك
ديما بحنق احترم نفسك و بعدين انت مالك بيا
لؤي ازاي يعني انا مالي مش انتي الحته بتاعتي اااا اقصد بنت خالتي
ثم أضاف محاولا اغاظتها بعدين انتي المفروض تشكريني شفتي و انا ابينهولك على حقيقته ده تلاقي يحيى اللي زءقه
تألمت ديما من كلماته أفي نظره شاب مثل مالك لن يدخلها ابدا في حساباته قالت بغيظ بالعكس ده كان هيموت واوافق و شاري جدا انت اللي بوظت الموضوع بطريقتك المهببه دي
لؤي ساخرا شاري ده ما صدق يلاقي حجه و يكت
ثم اضاف و بعدين انتي لسه مكملتيش دراستك متسربعه عالجواز كده ليه
_
ديما لتاني مره انت مالك اتسربع و لا متسربعش دي حاجه متخصكش مش كفايه ضيعت عليا فرصه
لؤي بانفعال هو انتي بجد كنتي هتفكري تتخطبي له
ديما ليه لا مالك ميتعيبش فحاجه شاب طموح ووسيم و ناجح و يحيى يعرفه كويس
لؤي بتردد احم يعني طالما انتي مش ممانعه ترتبطي و انتي بتدرسي انا كنت يعني
ديما بأمل كنت ايه
لؤي انا كنت يعني نفسي اسألك سؤال من زمان
ديما بترقب سؤال ايه
لؤي الصوره اللي بعتيها ليحيى كنتي قاصده يعني وقتها كنتي صغيره و يجوز كنتي بتحبيه حب مراهقه و كده
ديما بصالفرحةه هو انت لسه فاكر الصوره اياها
لؤي بابتسامه و دي حاجه تتنسي دي محفوره فذاكرتي لغاية دلوقتي
_
قاطعته ديما بغيظ على فكره انتي غبي جدا
لؤي بضيق الله انتي هطولي لسانك
ديما بغل و لا اطول و لا اقصرو غادرت الشرفه مسرعه
لؤي بحنق استني انا لسه مخلصتش كلامي
انسحبت سلوى من جوار يحيى و المهنئين بهدوء بعد رؤيتها لمالك يتجه الى البوابه للمغادره اسرعت بخطاها لتلحق به مناديه مالك مالك استنى
استدار مالك فور سماعه صوتها ليقف مسمرا في مكانه بانتظارها لتقول ايه ماشي كده بسرعه
مالك احم اصل هاوصل اخواتي لمشوار كده
سلوى اها طيب
وقفا ينظران لبعضهما في صمت ليقول مالك بتردد ياه ده انا نسيت
سلوى نسيت ايه
_
مالك بحرج الهديه هديه خطوبتك انتي و يحيى
سلوى بتاثر مفيش داعي كفايه مجيتك
اخرج من جيبه صندوقا مخمليا صغيرا و قال اتفضلي دي حاجه بسيطه
امسكت سلوى بالصندوق بانامل مرتجفه لتفتحه قائله الله ده جميل اوي
مالك طب عن أذنك بقى انا مضطر امشي
سلوى طيب سوق على مهلك
اومأ مالك منصرفا
لتقول شيرين المراقبه للمشهد عن قرب سوق على مهلك سوق اكني شايفه مشهد من فيلم ابيض و اسود
شهقت سلوى مخضوضه ايه يا بنتي مش تكحي و لا حاجه خضتيني
شيرين اعمل ايه ما انتي محتاجه حد يفوقك من جو الاطلال اللي انتي عايشه فيه ده
_
سلوى انا بس صعبان عليه مشفتيش عينيه كانت عامله ازاي و هو بيباركلنا
الفرحةت شيرين كفا بكف ثم قالت مشكلته مش مشكلتك انتي دلوقتي مرتبطه براجل تفكري فعينيه هو وبس
سلوى انا مش كده يا شيرين و انتي عارفاني كويس فمفيش داعي للكلام ده كل شويه
شيرين انا بس بنبهك انتي مشفتيش شكلك عامل ازاي لما مالك كان بيكلم قريبة يحيى
سلوى يووه مفيش فايده فيكي
أنهت فاتن دوامها المسائي لهذا اليوم في السوبرماركت و انتظرت على الطريق لتركب مواصله
وقفت احدى السيارات الملاكي امامها ليقول سائقها بصوت مرتفع اتفضلي يا انسه فاتن اوصلك مطرح ما تحبي
تفحصت فاتن السائق ليتضح لها انه ذاك الزبون لتقول متشكره اتفضل حضرتك
ترجل تميم من سيارته و لف ليقف بجوار فاتن قائلا انا بعتذر عن الموقف اللي حصل كنت متعصب و طلعته عليكي و ياريت تقبلي اوصلك عشان اعتذرلك بجد
فاتن باسنان مطبقه و لا يهمك حصل خير و اتفضل معطلكش
_
تميم اه فهمت
و استدار ليركب سيارته
تمتمت فاتن طب كويس طلع بيفهم اهو
يحيى انتي غطستي فين
سلوى كنت بسلم على مالك و اداني ده هدية خطوبتنا
نظر يحيى للخاتم في اصبعها بس ده شكله غالي اوي و الراجل على وش جواز كان يوفره لعروسته
سلوى هو كان بيتكلم جد هيخطب قريب
يحيى ايوه امبارح قال ان فباله حد معين بس عايز يجس النبض الاول
سلوى مين
يحيى و الله حاولت اقرره بس مدنيش عقاد نافع فمش هاتطفل اكتر من كده جايز خايف للموضوع ميتمش و يبقى فيه احراج له
_
سلوى متأمله الخاتم الذهبي بفصه الازرق و الذي يتلائم جدا مع هديه عيد ميلادها فعلا غالي اوي
عاد مالك الى البيت يجر اذيال الخيبه فخطته للارتباط بديما فشلت و بشده لقد اراد بخطبتها ان يالفرحة عصفورين بحجر واحد اولا مواصفاتها ممتازه كزوجه ثانيا سيرد بخطوبته السريعه كرامته التي بعثرت على يد سلوى و الادهى انها شهدت الليله انكساره للمره الثانيه بعد فشل موضوع ديما
تمتم مكنش لازم ابين اني مدايق بس كان غصب عني
بحث عن والدته و قد استراح الى فكرة ما ياه يا ست الكل مش تشدي حيلك معايا كده
اسماء عنيا يا بني بس فايه
مالك العروسه يا ماما
اسماء مروه يا بن
قاطعها مالك تاني مروه
اسماء بس انت مش قولت في حد فبالك
ماكب لا ما انا غيرت رايي اسمعي ايه رايك نتوكل على الله و نطلب ايد فاتن
_
اسماء بتفكير طب خليني ادورلك يمكن نلاقي حد مناسب اكتر
مالك انا معنديش وقت اضيعه و انا مرتاح جدا لفاتن على الاقل عارفين اخلاقها كويس
اسماء مزبوط مزبوط بس برده دي مقطوعه من شجره و
مالك مقاطعا و ده يعيبها فايه اسمعي يا امي انا خلاص لازم اخطب و بسرعه
ضحكت اسماء الله انت متسربع كده ليه يا واد
مالك محاولا اقناع والدته واد ايه يا ماما انا راجل و بشوف البنات بتعمل فنفسها بلاوي سوده كل يوم و خلاص ربنا فتحها عليا و لازم اكمل بقى نص ديني فاهماني يا ست الكل
اسماء طيب طيب بكره هاكلم الست رقيه و افاتحها فالموضوع
ثم تمتمت هو انا كان لازم اتسحب من لساني و اقول فاتن ما كان دلوقت اقنعته بمروه يلا بس البت طيبه برده و مش هتتكبر علينا و لا تطمع فينا
بعد شكوى الاستاذ منير ليحيى من تعنت تميم في السعر المطلوب اضطر الاخير الى حضور المقابله الثانيه للاتفاق على السعر النهائي بشكل يرضي جميع الاطراف
و بعد مدوالات عديده مع تميم تم الاتفاق على سعر مناسب ليقول تميم متاففا و الله كان فايدنا نزود شويه بس انت راعيته كتير هو كان من باقي عيلتنا
_
يحيى و هو يشغل السياره يا تميم السعر حلو جدا و شقة جيرانا باعوهاله بسعر اقل مننا كمان
تميم نهايته انا هابقى امر على عمي و اديه الفلوس
يحيى تحب اوصلك فين بالظبط
تميم مطرح ما ركنت عربيتي ادام مكتب المحامي
يحيى اوكو انطلق بسيارته ليوقفه تميم بعد دقائق وقف وقف ده انا كنت هانسى
يحيى خير تحب استناك لما تخلص
تميم لا مفيش داعي اتكل على الله
ترجل تميم من السياره اما يحيى فقد اضطر الى الانتظار ريثما تضيء اشارة المرور
على ناصية الطريق كانت فاتن تنتظر مواصله لتفاجىء بظهور تميم امامها
تميم ازيك يا انسه فاتن
_
فاتن و بعدين بقى مش كنا خلصنا
تميم انا قصدي شريف ثم عبث بجيبه و اخرج علبة مخمليه و قال اتفضلي
فاتن بريبه ايه ده من فضلك انا مش باخد هدايا من حد معرفوش و اتفضل حضرتك
تميم دي مش هديه ده خاتم خاتم شبكتنا انا قلت اجيبه و اثبت حسن نيتي اصل عارفكم انتو يا بنات البندر لازم تشوفوا الفلوس بعنيكم عشان تصدقوا ان قصدنا شريف
فاتن بانفعال حضرتك اولا ده اسلوب غير محترم انك تطلب ايد واحده ثانيا مين قالك اني اصلا ممكن اوافق عليك عشان تتعب نفسك و تكلفها التكاليف دي
تميم بسخريه و متوافقيش ليه ان شاء الله
فاتن لاسباب كتير بس اهمها جوز الدبل اللي فايدك الشمال دول
ارتبك تميم و لعن منير مره اخرى فلقد اعماه الفرحةه عن تذكر قلع الدبل الخاصه بزوجاته الاثنتين
فبعد هروب ليلى اراد ان يثأر لكرامته بأي طريقه ليقرر بعد اختفائها باسبوع ان يخطب فتاتين من افضل عائلات بلدته في ونفس الاسبوع و كذلك تمت زفته عليهن سويا عله يخرس الشامتين و الحاقدين
تميم مراوغا دول مجرد ذكرى اصل محسوبك ملوش حظ فالحب
_
فغر تميم فاهه فلقد تركته و قطعت الشارع الى الناصيه الاخرى ليستشيط الفرحةا منها ما عاشت اللي تطنشني يا حلوه
هرول خلفها ممسكا اياها من مرفقها لتصرخ فاتن شيل ايدك يا حيوان
لم يصدق يحيى عينيه و هي تعبر الشارع من امامه فبعد حديثه مع لؤي اراد ان يسألها عن ليلى و كنان ربما هي الوحيده من تعرف لهم طريقا بسرعه ترجل من سيارته ليفاجأ بتميم جاذبا لها من مرفقها و الالفرحة يكسو ملامحه
يحيى مهرولا ليكون خاد خبر انها اخت كنانبس ازاي
يحيى بعد ان اصبح خلفهم تماما تميم ميصحش اللي بتعمله ده
استدار الاثنان في نفس الوقت لتهتف فاتن يحيى
يحيى مبعدا قبضة تميم عنها انا مقدر اللي كنت فيه بس خلاص ده موضوع انتهى بالنسبالك
تميم موضوع ايه الراجل يقدر يتجوز مش بس اتنين لا كمان تلاته و اربعه طالما مقتدر ايه المانع
يحيى بدهشه ها انت عايز تتجوز فاتن
فاتن متنقله بنظرها بين الاثنين محاوله فهم ما الصله لتستوعب اخيرا متمتمه تميم الي كان خطيب ليلى
_
فاتن بحنق هو ده ابن عمك
نظر يحيى لها بشك لتقول فاتن ياريت تقوله يسبني فحالي ثم نظرت باتجاه تميم و بعد ان استوعبت هويته قالت انت لو اخر راجل فالدنيا لا يمكن افكر اتجوزك فاهم
يحيى امرا استني
فاتن بسخريه متاسفه مش هاقدر
يحيى بتهديد لا هتقدري و انتي عارفه كويس ليه
لم تفهم فاتن تهديده فوقفت صامته تقلب الموضوع في تفكيرها
تبادلا النظرات ليقول تميم انتو تعرفوا بعض ازاي
يحيى جيران فالشقه القديمه و عن اذنك انا محتاج فاتن في حاجه ضروري عن سعر الشقه بتاعتهم
تميم بشك و الله
يحيى ايوه و خود ادي مفتاح العرييه وصل نفسك و اركنها مطرح عربيتك ادام مكتب المحامي
_
تميم بس اا
يحيى مقاطعا اتكل على الله ربت على كتفه و اداره بتوتر باتجاه السياره
تميم بحنق حلال له و حرام على غيره
بعد انصراف تميم قالت فاتن احنا مفيش بينا كلام
يحيى لا في ليلى فين يا فاتن
فاتن بتصميم معرفش
يحيى متخليش اللي بينا يعمي عنيكي انتي متعرفيش ليلى دي غاليه عندي اد ايه وانا لا يمكن اعمل حاجه تاذيها ارجوكي تقولي ليلى فين او على الاقل تليفونها
كانت تراقب حديثه و حركة يده المتوتره التي اخذت تعبث بخصلات شعره لتلحظ فاتن ما لم تلحظه قبل ايام هناك خاتم في يده اليمنى
فاتن بعفويه انت خطبت
ارتبك يحيى لسؤالها العفوي متذكرا بانها الخصله التي يفتقدها فيها و بشده فلطالما استطاع قرائتها بوضوح نظرا لعالفرحة مقدرتها على المناوره والتلاعب او هكذا ظن قبل ان تتضح له حقيقتها
_
و لكن ما اربكه حقا هو احساسه بالذنب تجاه نظرة عينيها المصدومه لقد شعر فعليا بأنه قام بخيانتها و انه اغلق خط الرجعه امام قلبيهما و هل هذا كلام منطقي اصلا
تعلقت نظراته المذنبه بعينيها المفجوعه و التي تساءلت في صمت هل خط حقا سطر النهايه
أجاب يحيى على سؤالها بتردد ايوه خطبت
ثم سأل مستدركا بس انتي ازاي تعرفتي على تميم
فاتن بسخريه اتعرفت عليه لا يا بشمهندس ده مش تهمه جديده هتلزقهالي ابن عمك مجرد زبون جه السوبرماركت و الظاهر دخلت الفرحةاغه وبقاله يومين قارفني فعيشتي كل اما اروح مالشغل يئطرني زي ما حصل انهارده ياريت لو تقدر تقوله يحل عن سمايا يبقى كتر خيركها
يحيى بعالفرحة تصديق يعني انتي عايزاني اصدق ان بنت انجي الشريف بتشتغل فسوبرماركت
فاتن تصدق و لا عنك ما صدقت
يحيى حاسبي على كلامك عموما دي حاجه متخصنيش انا اللي يخصني ليلى عايز اعرف ليلى فين
فاتن مغتاظه و محاوله اقناعه بانها لا تعرف مكان ليلى حقا هو انت فاكرني بكلم كنان و لا حتى اعرف طريقه فين اساسا عشان اعرفلك طريق اختك صحيح لما هربوا كلمني و كان عايز مساعده ماديه بس اعتزرلته و كانت دي النهايه اصلا ماما محرجه عليا اكلمه ده بتاع مبادىء و شعارات و كلام فارغ و شوف وصلته لفين يعني الدنيا كانت خلصت من البنات عشان
يحيى بتوتر كفايه انا غلطت اساسا اني افتكرت ولو لثانيه ان اللي زيك يفرق معاها اخ و لا صلة رحم اساسا
_
شاهدته يغادر مستقلا اول مواصله اتيحت له لتكمل طريقها هي ايضا الي البيت
كانت في حاله نفسيه سيئه للغايه عنالفرحةا اخبرتها الداده رقيه بتقالفرحة جارهم مالك لخطبتها
فاتن بانفعال داده انا مش عايزه اتجوز من فضلك تعتذريلهم جامد بس انا دلوقت مش بفكر فجواز و لا بفكر فاي حاجه اساسا
انهارت فاتن ببكاء لتقول رقيه طيب طيب يا بنتي هدي نفسك و هاعتذرلهم بس متعيطيش هو انتي فاكراني هاغصبك على حاجه انتي حرة رايك يا بنتي
حاولت فاتن السيطره على بكائها فقالت انا اسفه يا داده بس انهارده حصلت حاجات فالشغل دايقتني و خليتني متعصبه سامحيني اني اتعصبت عليكي
رقيه مستغله الفرصه طب خلاص يبقى احنا نهدى و نروق و الدنيا مطرتش مش ضروري ترفضيه انهاردهبكره و بعدو لسه موجودين فكري و انتي اعصابك هاديه و ساعتها نبقى نرفض براحتنا ها يا حببتي
فاتن لم تشا ان تكسف رقيه حاضر يا داده حاضر
رقيه طب يا حببتي ممكن تفتحتي السكايب ده عشان سحر زمانها مستنيه اكلمها
فاتن عنيا يا داده انا قايمه اهو
سحر ايه يا ماما مش هتقدري تيجي ده عماد خلاص خلص الورق بتاعك انت متعرفيش اتعذب اد ايه عشان يلحق يخلصه قبل معاد الولاده
_
رقيه طب هاعمل ايه مقدرش اسيب فاتن لوحدها كده
سحر الله انتي مش قولتي ان جارتنا الست ام مالك طلبتها لابنها يبقى خلاص هيبقالها راجل تعتمد عليه و مش هتخافي عليها دي ام مالك و بناتها لوحدهم عزوه
رقيه بحسره بس شكلها هترفض احساسي بيقولي كده
سحر ده يبقى دلع بنات مرىء ال ترفض ال هو مالك يتعيب فحاجه
ثم اقتربت من الشاشه هامسه ده انا كنت هموت و يتقالفرحةلي في حد يرفض مالك
ابتسمت رقيه و قالت عندك حق بس انا مقدرش اضغط عليها لتفتكر اني عايزه اتخلص منها و لا حاجه دي حساسه جدا
سحر بس انتي فمقام امها و دي مسئوليتك و بعدين ده يبقى حرام عليها انا محتاجاكي جنبي اوي يا ماما كفايه اخر ولاده كنت لوحدي عشان خاطر كان عندها امتحانات و مرضتيش تسيبها وحدها ماما احنا كمان بناتك و من حقنا نفرح بوجودك حوالينا زينا زيها و اكتر كمان
كانت فاتن في حاله نفسيه سيئه مما جعلها فاقده للتركيز و قبل خروجها من الغرفه نسيت ان تخفض صوت المحادثه بين رقيه و ابنتها لتجلس في الصاله و يصل الى مسامعها تفاصيل الحوار باكمله
مما زاد نفسيتها سوءا فان رفضت مالك سترفض رقيه حتما الذهاب الي ابنتها و معاونتها في ولادتها
لكن ما البديل ان توافق بالاقتران بجارهم مالك ترددت فاتن محتاره فهي قط لم تفكر جديا فالزواج من قبل و مالك شخصيه ممتازه و كما يقولون عريس لقطه فلم لا تعطيه فرصه على الاقل من اجل ان توافق رقيه على السفر و الخطوبه مرحله لدراسة الطرف الاخر ان لم ينتج قبول تستطيع ان تعيد النظر في خيارها
_
من اجل الداده رقيه عليها ان تتناسى اوهام حبها الاول فلقد رات لتوها بانه قد مضى قالفرحةا في حياته فلم توقف حياتها من اجله و الاهم حاليا هو اتاحة الفرصه لرقيه ان تتخلص من عبء مسئوليتها لتكون بجوار بناتها من لحمها و الفرحةها
حدث كل شيء بسرعه كبيره بمجرد ابدائها الموافقه على مالك تطورت الامور لتصل حيث هي الان تجلس مع مالك للتحدث في التفاصيل
قال مالك طب اخوكي و علاقتكم مش تمام امال مين هيكون وكيلك
لم تستطع فاتن البوح بظروف اخيها و شعرت بالذنب لكذبها على مالك و لكنها ايضا لم تستطع اخبار كنان بقرب خطبتها فهي تعرفه جيدا سيقوم حتما بارسال المزيد من المال لها من اجل تجهيز نفسها للخطبه و الزواج مما جعله تخفي عليه ايضا على الاقل حتى تقتنع هي شخصيا بمالك و بانها سوف تكمل معه و ايضا حينما تستقر الامور مع كنان في فلسطين كذبه تجر اخرى و لكن ما باليد حيله ان لم توافق سترفض رقيه السفر
فاتن لسه بدري على كتب الكتاب عموما انا هاكلمه و احاول اصلح علاقتنا من تاني
مالك انتو عيله غريبه بجد
فاتن بحرج ربنا يسامحها ماما بقى
مالك على فكره انا مقلتش للبنات انها والدتك مش عايزهم يعملولك زيطه و يصروا تعزميها
فاتن انا قولتلك هاعزمها بس مش مؤكد انها تيجي
مالك طيب دلوقت ايه رايك الفرح يكون كمان شهرين حلو تكوني جهزتي نفسك و اكون انا جهزت الشقه
_
فاتن بصالفرحةه طبعا لا انا لازم اجهز نفسي كويس
مالك مش هتلحئي تجهزي فشهرين ده كلام لو عايزنا نتعرف على بعض فتره اطول انا معنديش مانع لكن لو السبب الفلوس فلازم تعرفي اني مش هاسمحلك تدفعي مليم واحد لا فالشقه و لا فالفرح و لا فجهازك الشخصي كل دي حاجات انا هاتكفل بيها
فاتن بضيق لو انت فاكر اني مش هاقدر اجهز نفسي ماديا تبقى غلطان انا اقدر و باذن الله
قاطعها مالك مش كده بس انا ماشي على مبدا دينا بيقول ايه الراجل هو المتكفل بالمصاريف كلها و انا و الحمد لله مقتدر مساعدة العروسه بتكون حسب العرف لتيسير الجواز على الشباب اللي مش قادر لكن مش فحالتي
اعجبت فاتن بمبداه و قالت عموما لسه بدري عالتفاصيل دي بس انا محتاجه اكتر من شهرين عشان ندرس بعض الحقيقه كل حاجه حصلت بسرعه جدا
مالك و هو كذلك
فاتن انت هتعزم حد عالخطوبه
مالك يعني بس صحابي المقربين جدا زي ما اتفقنا انا مش عايز هيصه كتير وبس لو حابه حفله كبيره انا معنديش مانعاللي يريحك
فاتن لا لا انا عايزه الحفله تكون محندقه عشان نحضر بسرعه اصل داده رقيه هتسافر قريب لبنتها
مالك يبقى اتفقنا و دلوقت حضري نفسك عشان نخرج ونشتري الشبكه
_
فاتن بسرعه كده
مالك سرعه ايه انا خلاص هارتب الامور انها تكون كمان اسبوع حلو كده تكوني جهزتي
فاتن كويس لانه كمان عشر تيام داده رقيه هتسافر عند سحر
مالك طب يلا بينا و نقي الي يعجبك الحاجات دي مفيهاش كسوف
ابتسمت فاتن سعيده بكرمه الواضح جدا ربما فكرة الخطبه منه ليس بالسوء الذي ظنته فمن الواضح انه يتحلى بالرجوله بكل ما للكلمه من معنى
استطاع مالك ان يجهز لحفل الخطبه الصغير و الذي سيقام في شقة اهله الجديده و التي جهزها لهم مؤخرا بقي عليه محادثة بعض الاقارب و الاصدقاء المقربين لحضور حفله الصغير
و بالطبع هاتف يحيى ليخبره بامر الخطبه
يحيى بمزاح بئالك اسبوع مش باين ايه يا بني متدلئش عليها كده من اولها خليك تقيل
ابتسم مالك خلاص يا سيدي كلها يومين و راجع الشغل المهم تشرفني بكره انت و سلوى على حفل الخطوبه انا عامل حاجه كده عالضيق في الشقه بس طبعا ضروري تحضروا معايا اليوم ده
يحيى و ليه عالضيق كنت اعمل هيصه و فرح اخواتك البنات بتموت فالحاجات دي
_
مالك في نفسه ومين له نفس للهيصه
قال مالك اصل خطيبتي عندها ظروف و مضطرين نعمل حفله عالسريع
يحيى طب ممكن اعرف بقى مين العروسه و لا لسه متكتم عالاخبار
مالك لا ابدا دي جارتنا
يحيى اه انا فاكر كنت قولتلي مره حاجه عن بنت الجيران و كانت بتكتبلك جوابات
مالك مقاطعا بضحك تقصد سحر هههههه لا دي اتجوزت من زمان
يحيى طب اسمع انا مضطر اقفل ابعتلي فمسج عنوانكو الجديد و معاد الحفله و بما انها عالضيق انا عازمك انت و خطيبتك بعد الحفله نخرج فمكان و نكمل السهره اهو مش حارمك من حاجه يا عم
ثم أضاف و بالمره نتعرف على خطيبتك
مالك اوك و انا كمان مضطر اقفل سلام
يحيى سلام
_
الفصل الخامس و العشرون
و عقد اللسان عن الكلام
أكملت خبيرة التزيين صفا وضع الرتوش النهائيه على وجه فاتن لاكمال طلتها الليله حيث خطبتها على مالك و تمنت فاتن لو أن والدتها كانت بجوارها الآن و لكن الاخيره بعثت بصفا معتذره عن الحضور
تنهدت موبخه نفسها كان عليها أن تتوقع تصرف والدتها فمنذ متى تعبأ لامرها و لكنها اليوم و على غير العاده قامت ببادره لطيفه حين اصرت أن تقوم صفا بتزيينها حسنا ربما هذه طريقتها للاعتذار
صفا ايه رايك يا عروسه
فاتن تسلم ايدك و ذوقك انا مش انا
قالت صديقتا فاتن والتي تعرفت عليهما اثناء الدراسه في الكليه رؤى و نادين انا مش انا معرفتنيش انا توهت مني
رقيه بضحك انتو هتبتدوا الغنا من دلوقت استنوا و طلعوا مواهبكم فالحفله
فاتن لالالا مالك مش عايز هيصه و زيطه دي بس تلبيس دبل و الشبكه و شكرا على كده
رؤى و ليه كده ده احنا كنا عايزين نظبطك الليلادي
_

السابقانت في الصفحة 1 من 17 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل