منوعات

سمرا فى قبـ,ـضه الشـ,ـيطان الثالث

الفصل الخامس عشر

وصل عامر إلى العقار الذى يقطن به ، و ما أن وصل إلى الطابق الموجود به شقته حتى تسمر مكانه مذهولاً تماماً عندما رأي سمرا متكومه عند الباب ، فأسرع راكضاً هاتفاً :” سمرا .. سمرا ردى عليا !”
و لكنها لم تجيبه ، فوقف و أخرج مفتاح الشقه و فتح الباب ، ثم مال ناحيتها و أحاط ظهرها بذراعه. و وضع ذراعها الأخر أسفل ركبتيها ، و رفعها ضاماً أياها إلى صدره بقوه ، و توجه إلى الداخل صافعاً الباب خلفه بقدمه ، و من ثم ناحية غرفة النوم و بكل هدوء وضعها على الفراش ، و ظل يتأمل حالتها تلك .. فهى فاقده الوعي ، و إلي تلك الكدمات بوجهها ، و أسفل عيناها الذى أصبح أسود تماماً ، فأشفق بشده على حالتها المُذريه ، و كم تمنى أن تكون بوعيها الآن لتسرد له ما مرت به .
مد يده بكل هدوء ليسحب ذلك الشال الذى كان حول ذراعيها و تحتضنه هى بقوه ، فظهر ذراعيها و ما بهم من كدمات ، و لكن ما جذب أنتباهه بشده هى أثار تلك الدماء التى كانت بيدها ، فكاد قلبه أن يقفز من بين ضلوعه قلقاً عليها ، و أمسك كفها ليتفحصه و لكنه كان سليماً ، و من الواضح إنها تخص شخصاً أخر ، و لكن غلي الدماء بعروقه عندما وجد أثار حبال على معصميها ، و هذا يعنى أنها بقيت فتره طويله مُقيده ، الفصول يدفعه لأيفاقتها حالاً ليعرف ماذا عانت ، و لكن رأفة بحالتها فهى بحاجه شديده إلى الراحه الآن ، فأمسك بقدمها و بكل هدوء أبعد الحذاء عنها ، و جذب غصاءاً و دثرها جيداً به ، ثم جذب مقعداً و وضعه بجوار الفراش و جلس عليه ، و مستنداً بذراعيه على الفراش و هو يتفرس ملامحها الهادئه .. و رفع كفه ليمسح بهدوء على خصرات شعرها المتمرده ، و هو يستمع إلى صوت أنفاسها المنتظمه ، فتقوس فمه بأبتسامه عذبه عندما فكر إنه الوحيد الذي لجأت له .
…………………………

وصل شهاب إلى المكان الذى أخبره به شاهر بالهاتف ، و لمح سيارته تقف جانباً ، فنزل من السياره و أتجه ناحية سيارة شاهر التى كان أحدى أبوابها مفتوحه و نظر إلى داخلها ليجد شاهر يتألم بشده ، فأسرع بأخراجه من السياره ، و سانده متجهاً به إلى سيارته الخاصه ، و بالفعل أدخله بها ، و ألتف ليركب بمقعد السائق و قبل أن ينطلق بها ألتفت ناحية شاهر هاتفاً :” أنا هاخدك على المستشفي ”
رفع شاهر وجهه ناحيته قائلاً بتألم و أنفاس لاهثه :” أنت مجنون ..آآ.. عايز .. عايز تودينا فى داهيه ..آآ.. أطلع على القصر ، اااه.. و أنا .. أنا هقولك تعمل أيه ”
” بس أنت مجروح و ..”
” مالكش دعوه ..اااه ..آآ.. الجرح مش كبير ده .. ده سطحى بس ..آآ.. أعمل اللى بقولك عليه بس !”
حرك شهاب رأسه بالموافقه ، و أدار المفتاح و أنطلق بالسياره عائداً إلى القصر .
…………………………..

لا تدري كم تكرر هذا معها .. فهى الآن بنفس المكان المُظلم .. الفارغ .. و تلك الأصوات تحيط بها كالعاده .. لا تعرف أين الجهه الصحيحه التى تركض بها .. لا تدرك .. لا تري .. لا تسمع سوي تلك الأصوات التى عاهدتها .. و لكنها بدأت بالركض لتختبئ من تلك الأصوات التى باتت تبغضها ، و لمحت تلك البقعه المضيئه مرةً أخري .. فظلت تركض ناحيتها ، و لكن كانت البقعه أيضاً تتضح أمامها .. نعم هى تقترب منها .. و قبل أن تصل .. خرجت من المكان ، و على أثر أشعة الشمس الذهبيه التي داعبت جفنيها بدأت سمرا بالتململ بالفراش ، و فتحت عينيها ببطء شديد .. ثم أغلقتهم مرةً ثانيه بسبب أندفاع الأشعه من خلال الزجاج ، و لكن ما لبثت أن فتحتهما حتى هَبت جالسه على الفراش لا تدرك أين هى .. و تلفتت حولها لتجده جالس على المقعد المجاور للفراش ، و يغط فى نومٍ عميق ، فأبتسمت بعذوب و هى تتأمله هكذا .. و بكل هدوء رفعت كفها لتضعه على جنته و هى تنظر إليه بعينين لامعتين .
شعرت به يتحرك ببطء ، فأيقنت إنه على وشك الأستيقاظ فسحبت كفها بسرعه و بتوتر .
فتح فدهو عينيه ليجدها جالسه على الفراش ، فأبتسم ، و رفع كفه ليمسح وجهه ، ثم وقف قائلاً :” حمد الله على سلامتك يا سمرا ”
أبتسمت بهدوء و هى تهتف بخفوت :” الله يسلمك ”
جلس إلى جوارها على الفراش ، متحدثاً بهدوء :” أيه اللى حصل .. أحكيلي !؟”
أخذت نفساً عميقاً و زفرته بآسي ، ثم شبكت كلتا يديها معاً و ثبتت نظرها عليهم ، و بدأت بسرد كل ما مرت به و ما فعله معها ذلك البغيض شاهر .
كان قلبه يتمزق أرباً أرباً و هو يستمع إلى حديثها ، و ما أن أنتهت حتى مد كفه و أمسك ذقنها برقه ، ليلف وجهها ناحيته متسائلاً :” و أزاي جيتي هنا !؟”
غلبتها عبره ساخنه لتسقط حارقه وجنتها قبل أن تقول بحسره :” بعد ما .. ما ضربته بالمرايه ، نزلت و جريت لحد الطريق ..ووقفت أول عربيه قابلتنى ، و طلبت منهم يوصلونى لقسم الشرطه ، و لمَ وصلت و سألت العسكري عنك قالي .. قالي إنك مش بتيجي و مفصول .. فضلت أتحايل عليه ، و الست كتر خيرها اللى وصلتنى ساعدتنى لحد ما عرفت عنوانك من العسكري ، و وصلتنى لحد هنا ”
ما أن أنتهت سمرا من حديثها حتى أنفجرت باكيه و تعالت شهقاتها بقوه ، مما دفع عامر دون شعور منه أن يحتضنها بقوه ، و ظل يمسح على ظهرها قائلاً بصوتٍ رخيم ليبث الطمائنينه بها :” ششش .. خلاص أهدى .. مافيش حاجه تانى هتحصل طول ما أنتِ معايا و في حـ,ـضني ، و أوعدك إنى هنهي اللي اسمه شاهر ده .. !”
ظلت تحرك رأسها بهلع ، فأبعدها هو و أمسك بوجهها بين كفيها لينظر بعمق إلى عينيها الباكيتين قائلاً بأصرار :” ماتخفيش يا سمرا .. أنا معاكِ ”
” لا .. ده .. ده هيمـ,ـوتنا .. هيمـ,ـوتنا و الله ”
” لا .. بقولك لا ده جبان مش هيقدر يعملك حاجه ”
ثم رفع أنامله و جفف عبراتها متابعاً :” أهدى بس و كل حاجه هتكون بخير ، بس عايز اسألك سؤال ! ”
نظرت إليه بعدم فهم ، فأخذ هو نفساً عميقاً قبل أن يقول بتوتر و خوف :” الحيوان اللي اسمه شاهر ده ..لـ.. لمسك تاني !؟”
شعرت بنصلٍ حاد يمزق قلبها و ظلت تبكي ، و لكنه حركت رأسها يميناً و يساراً قائلة بخفوت و خجل شديد :” لأ ”
أطلق تنهيدة ، ثم مسح علي خصلات شعرها قائلاً بهدوء :” خلاص أهدي .. ده كان كابوس و عدي و أنتهي و أنا بوعدك إنه مش هيقدر يوصلك تاني ”
ثم وقف متابعاً حديثه بأبتسامه :” طيب أنا هروح أعملك حاجه تاكليها ، و بعدين نروح عند عمى حسن علشان نتفق هنعمل أيه ، و كمان تشوفي أختك آلاء ”
كان على وشك الخروج من الغرفه حتى أوقفه صوتها الهادئ :” عامر ..”
ألتفت إليها و هو عاقد الحاجبين ، بينما نظرت هى إلي فستانها و هى تقول :” أنا مش طايقه الفستان ده .. حاساه موجود معايا طول ما أنا لبساه ”
لوي فمه و هو يرفع كفه ليحك رأسه من الخلف هاتفاً :” بس .. بس مافيش عندى أي لبس حريمي !”
وضح الآسي على تقاسيم وجهها ، و أطلقت تنهيده حزينه و هى تنظر إلي أسفل ، بينما فكر هو للحظات ، ثم أبتسم قائلاً :” جاتلي فكره حلوه و يارب تعجبك ”
نظرت إليه بأستفهام ، فضحك و هو يتجه ناحية خزانة ملابسه ، و فتحها ليخرج نها بنطال رياضي من القماش ، و تيشيرت بنصف كم ، و ألتف إليها ليضعهم إلي جوارها على الفراش قائلاً :” دي هدوم من عندي .. يارب تيجي مقاسك ، بس هى من النوع الرياضي يعنى أعتقد ممكن تكون مناسبه ليكِ ، ثم أشار ناحية باب قائلاً :” ده حمام مرفق بأوضة النوم هنا ، خدى راحتك ، و أدخلى خدى شور دافي كده و غيري هدومك ، أكون أنا جهزت الفطار ”
أبتسمت له بهدوء قائله بخجل :” شكراً أوي ”
” مافيش شكر ما بينا يا سمرا لازم تعرفي كده كويس .. أنا بره لو عوزتى حاجه نادمي ”
و خرج من الغرفه مغلقاً الباب خلفه ، بينما نهضت سمرا عن الفراش ، و ألتقط الثياب التى أخرجها لها ، و توجهت ناحية المرحاض .
……………………………

بفيلا حسن ،،،،

أنهي حسن المكالمه الهاتفيه ، و توجه ناحية حسناء هاتفاً بفرحه :” عامر كلمني و قالي إنه لقي سمرا ”
أنفرجت أساريرها و هى تستمع إلى ذلك الخبر المبهج و أحتضنت آلاء و قبّلتها من وجنتها قائله :” أهو شوفتي يا لولو .. مش قولتلك إن سمرا هترجع ”
زادت أبتسامة آلاء أتساعاً و هى تهتف بفرحه عارمه :” أنا مش مصدقه نفسي .. يعنى أختى حبيبتى خلاص هترجع و نفضل أنا و هى سوا !”
تدخل حسن قائلاً بأبتسامه :” اه يا حبيبتى .. يلا روحى بقي على أوضتك ألبسي فستان حلو و جهزى نفسك علشان لمَ سمرا تيجي و تشوفك تلاقكي شطوره و بتسمعي الكلام ”
حركت رأسها بالموافقه و أتجهت سريعاً إلى أعلى ، بينما ألتفت حسن ناحية حسناء و أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول بآسي :” عامر أداني فكره بسيطه عن اللى حصلها .. و إن اللى كان خاطفها ضاربها و مبهدلها .. بس في حاجه ”
” عقدت حاجبيه متسائله :” حاجة أيه دي يا عمو !؟”
” عامر قالي إن في حاجه غريبه فى الموضوع .. بس قالي لمَ يجوا هيحكوا كل حاجه بالتفصيل .. بس اللى فهمته من كلامهم إن الشخص ده مش ناوي يسيبهم في حالهم ”
” طيب أيه رأيك يا عمو لو يسافروا الأتنين و يبعدوا فتره كده لحد الأمور ما تهدا .. و نحاول أحنا نتصرف هنا !”
” أزاي يعنى يسافروا الأتنين لوحدهم .. طبعاً ماينفعش !”
” أظن يا عمو إن عامر أكتر واحد ممكن نطمن على سمرا و هى معاه .. و إنه مستحيل يأذيها .. عامر شخص نبيل جداً ”
هز رأسه مؤيداً حديثها :” معاكِ حق يا حسناء .. بس لو سفرناهم هيسافروا فين !”
أبتسمت مُعلقه :” أنا عندي شاليه فى الساحل مقفول محدش يعرف مكانه ، يروحوا يستخبوا فيه لحد ما نقدر نتصرف أحنا هنا !”
” ييجوا بس و نشوف الموضوع ده ”
…………………………..

بقصر شاهر ،،،،
نهض عن الفراش و هو يتألم ، ثم وقف أمام المرآه عاري الصدر يتأمل ذلك الشاش الذي لف على صدره و يحاوط ظهره من الخلف ، ثم توجه ليجلس على مقعد و لكنه لم يستطع أن يستند بظهره للخلف بسبب ذلك الجرح الذى سببته له تلك السمراء الشرسه .
فُتح باب الغرفه ليدخل شهاب ، و جلس قبالة شاهر قائلاً بهدوء :” أحنا في خطر كبير .. زمان اللى اسمها سمرا دى بلغت عننا ”
ضحك بسخريه معلقاً :” طيب ما تبلغ .. أيه اللي يثبت صحة كلامها .. لا فيه شهود شافوها معايا .. و لا كنا فى مكان عام ، و ممكن أي حد عادى يقول إنها كانت معاه الفتره اللي أختفت فيها ، و كام شاهد كده .. سمرا تضيع فيها ، يابنى أنا ممكن ألبسها أكتر من قضية و أنا في مكاني هنا !”
” بس يا شاهر ..”
” ششش .. مش عايز كلام تانى ، اللى هنعمله دلوقت أحتياط لينا ، إننا هننتقل و ناخد البنات معانا على الفيلا اللى في المقطم .. ده أكتر مكان آمن لا يمكن حد يوصلنا فيه ”
حرك رأسه بالموافقه ، ثم وقف هاتفاً :” طيب أنا هروح أجهز العربيات و أدى خبر للبنات علشان نمشي من هنا في أسرع وقت ”
اومأ برأسه و هو يشير له بيده ، فخرج من الغرفه ، بينما ضيق شاهر عينيه ، و أزدادت قبضة يده و هو يقول بتوعد :” ماشي يا سمرا .. إن ما كنت أدفعك تمن اللى عملتيه فيا ده أنتِ و المحروس بتاعك مايبقاش اسمي شاهر !”
……………………………..

بالولايات المتحدة الأمريكية ،،،،
نيويورك ..

طرق بيبرس على الباب ، ثم فتح و دخل متجهاً إليه قائلاً :” مستر ديفيد .. سيد فاروق قد أتصل و يريد أن يحادثك بأمر هام ”
وضع ديفيد سيجارته بالمطفأه الزجاجيه ، و تحدث قائلاً بهدوء :” حسناً .. أتصل به الآن لأعرف ماذا هناك !؟”
حرك بيبرس رأسه بالموافقه ، ثم رفع اللاب توب و عبث بلوحة المفاتيح خاصته ، حتي ظهرت مكالمة فيديو مع ذلك المُسمي فاروق .
تحدث ديفيد هاتفاً بأبتسامه :” مرحباً سيد فاروق .. كيف أخبارك !؟”
” أنا بخير مستر ديفيد .. كيف أخبارك أنت !؟”
اشار ديفيد بيده لبيبرس كي يخرخ ، فأنصاع لأوامره و خرج من الغرفه ، بينما تابع و هو ينظر إلي شاسة اللاب توب :” بخير جداً سيد فاروق .. أخبرني إذاً ماذا هناك .. لأني أعلم جيداً أنك لا تهاتفني إلا حين يكون هناك أمراً جاد !”
” نعم .. و هو كذلك بالفعل .. بخصوص شاهر .. المسئول عن أعمالك هنا بمصر !”
عقد حاجبيه متسائلاً :” ماذا به .. أخبرني !؟”
” شاهر تورط بأشياء كثيرة .. لديه خلاف مع ظابط شرطة يُدعي عامر .. و الأخر لن يتركه فهو يبحث خلفه .. بسبب فتاه .. شاهر مفتونٍ بها و لا يريد أن يتخلي عنها ”
” هكذا إذاً .. ذلك الغبي سيضعنا جميعاً بمصيده لن نخرج منها .. بسبب أفعاله المعتوهه !”
” واجبي أن أخبرك هذا .. و أنت تعلم أن مكانتي لن تسمح لي بالتدخل عن كثب .. لذلك يجب عليك أنت تتصرف ”

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل