
ـ في أيه؟؟ عماله زن زن، كنسلت عليكِ خلاص.
كان بيتكلم بزعيق هو وبيخلع الكوتشي، كنت مخضوضة من صوته العالي، أنكمشت في نفسي لاإراديًا وسألته بصوت مهزوز بعد ما كان قوي:
ـ قلقت عليك يا يوسف في إية؟!
ـ لا متقلقيش، حضريلي الأكل عشان نازل.
قالها هو وبيزقني بشويش من قدام الباب، مقدرتش أمسك نفسي، أتحركت وراه عند الحمام وسألته بنفعال:
ـ تنزل تروح فين؟ ما أنت لسه جاي!
اتعصب! رفع وشه من على الحوض وبصلي في المرايا وزعق وقال:
ـ أنتِ هتحققي معايا؟ خلصي عايز اطفح!
كانت دي أول خناقة بنا، أول مرة أشوف طريقته القذره دي! ولكن ده خلاني أفتكر فترة الخطوبة! في مرة كنت برن عليه ولقيته مش بيرد، ففضلت أتصل بيه كتير عشان قلقت عليه، ولما فتح عليا زعقلي زي كده بالظبط! ولكن بعد كده أعتذر وقالي أنه كان مضغوط عشان حد من صحابهم اتصاب هما وفي النادي وأنا كنت برن في الوقت ده، وأنا.. وأنا صدقت! ده غير لما كنا بنتناقش عادي وألاقيه مرة وحدة اتعصب وبدأ يزعق، ولكن وقتها كان بيحاول يهدي نفسه في نفس اللحظة، أنا.. أنا قولت أكيد هو ده طبعه! مكنتش فاهمة أن كل دي علامات أني داخله على علاقة توكسيك! علاقة مش سوية نفسيًا بكل المقايس!
*******************
ـ يا مساء الخير… أي ده في أيه؟
أترميت في حضنها بدون ولا كلمة، مكنش عندي حد أروحله غيرها، دنيا صاحبتي وزي اختي والشخص الوحيد اللي كان بيحذرني من يوسف!
ـ يا بنتي حصل أيه فهميني!
ـ مصيبة يا دنيا، مصيبة.
ـ في أيه؟؟
مسحت دموعي بأيدي، خدت نَفَس وبدأت أهدى وبعدين قولتلتها:
ـ طلع… طلع مش بيحبني، طلع كان بيحب وحدة ولما معرفش يتجوزها أتجوزني عشان ينساها يا دنيا! وأنا.. وأنا معرفتش أروح لمين وجيتلك..
قولتلها الكلمتين دول ودخلت في نوبة بُكى جديدة، دخلتني في حضتها وبدأت تطبطب عليا بشويش، سابتني في حضنها لحد ما هديت تمامًا وبعدين سألتني وقالت:
ـ ممكن أعرف أيه اللي حصل؟ وأزاي عرفتي الموضوع ده؟
مسحت دموعي وخدت نفسي، أديتني كوباية مية أشرب منها وبعدين بدأت أتكلم:
ـ عرفت لما…. لما خرجنا مع صحابه، كانوا صحابه الشباب ومعاهم مراتتهم، كانت خروجه عادية وحلوة، لحد ما حصل….
******************
ـ لا لا يا شباب لو خلين…
ـ ما تسكتي شوية في إيه؟ مش شايفة في رجالة بتتكلم؟