
ردت عليها سمارة بنفس اللهفة مردفة :
_ مال صوتك يا صافية حاسة فيكي حاجة مش طبيعية.
أزالت صافية دموعها سريعاً ثم ضحكت بمرح حتى لا تقلق سمارة عليها كفى عليها ما هي فيه قائلة :
_ مفيش فيا حاجة أنا زي الفل أختك وحش يا بت، بس وحشتيني أوي أنتِ عارفة إنك طول عمرنا كل حاجة ليا مش قادرة أعيش من غيرك حاسة إني غريبة وسط الناس…
سألتها سمارة بشك :
_ طيب و شعيب بيتعامل معاكي إزاي، هو مزعلك؟!…
ردت عليها صافية سريعا :
_ لأ لأ بالعكس شعيب بيتعامل معايا كويس جداً حتى مامته شوفتها و بتتعامل معايا على إني بنتها و أكتر شوية كمان، أنا كل حاجة عندي كويسة قوليلي أنتِ أخبارك إيه مع صالح باشا؟!…
ذكر إسمه بمفرده قادر على التأثير على كيانها، تذكرت لحظاتهم النارية منذ قليل ثم حاولت إبعاد رأسها عن التفكير به مردفة بنبرة متحشرجة :
_ أنا كويسة جداً مع صالح يا صافية و خلاص تقدري تيجي تعيشي معايا مهمة شعيب معاكي خلصت لحد هنا..
سقط الحديث عليها مثل الصاعقة، انتهت رحلتها الصغيرة قبل أن تحصل على أمان روحها و البقاء بأحضان رجل فريد مثل شعيب، غصة مريرة لم تقدر على ابتلاعها إلا إنها فعلتها رغما عنها مردفة بنبرة متقطعة :
_بجد.. طيب كويس جداً، هقوله كمان شوية و هكون عندك بعد الطلاق في أقرب وقت…
_ ماشي يا صافية خدي بالك من نفسك يا حبيبتى مع السلامة..
______ شيماء سعيد _____
بمنزل والدة شعيب…
بحث عنها بعينيه بغرفة السفرة إلا أنه لم يجد سوا والدته و غادة، أين ذهبت و هي لم تأكل شيئا منذ الصباح؟!.. حاول إخفاء توتره عليها إلا أنه لم يستطع ابتلاع لقمة واحدة دونها، من أول يوم زواج بينهما و هو معتاد على تناول الطعام معها و من صنع يديها…
وضع الشوكة من يده ثم أردف بصوت حاول جعله هاديء بقدر المستطاع :
_ هي صافية فين يا ماما؟!.. ده معاد الغدا…
رسمت غادة ابتسامة بسيطة على وجهها مجيبة عليه بدلا من والدته :
_ صافية قاعدة برة مع سامر أخويا من أول ما شافته و هي متعلقة بيه…
من أول ما رأت متعلقة به؟!.. سامر الذي على وشك الدخول للجامعة فهو تقريبا من سنها، لم يشعر بنفسه إلا و هو يترك السفرة متجها للحديقة، سيخرج بروحها بيده حتى لا تقترب من أي رجل علي الاطلاق، هي الآن زوجته و تحمل إسمه ليس من حقها الاقتراب من غيره إلا بعد الطلاق…
وقف بالحديقة بذهول و هو يراها تضع وشاح على عينيها و تبحث عن سامر الذي يختفي بعيدا عنها بعض الشيء، اقترب منها لتضحك بمرح قبل أن تمسكه من خصلاته قائلة :
_ مسكتك يا سامر مسكتك أنا كسبت و أنت خسرت..
لم يرد عليها حملها على ظهره مثل شوال البطاطس، شعرت بصدمة كبيرة من هذا التصرف، كيف لسامر أن يتجرأ عليها بتلك الطريقة؟!… ض,ربته بكل قوتها على ظهره صارخة :
_ أنت إزاي تتجرأ و تشيلني يا حيوان.
أخرسها شعيب بقرصة حادة على خصرها ثم أردف :
_ أنا شعيب أخرسي مش عايز أسمع لك صوت…
نفذت أوامره و صمتت رغماً عنها، حتى وصل بها لغرفة نومه، أنزلها على الأرض و عاد ليغلق باب الغرفة بالمفتاح ثم وضع المفتاح بجيبه..
عادت خطوة للخلف لتسقط على الفراش برعب، ابتلعت لعابها و هو يزيح الوشاح عن عينيها قائلا بنبرة هادئة بشكل مرعب :
_ عايز تفسير منطقي للي حصل تحت قصاد عيني ده…
أشارت إليه بالهدوء ليحرك رأسه يحثها على الحديث، أخرجت طرف لسانها بللت به شفتيها لتعطي إليه بعض الطراوة مردفة ببراءة لا تليق على الموقف :
_ كنت بلعب مع سامر تحت عملت إيه دلوقتي غلط بس…
أعاد نفس جملتها اليه من ساعات صارخا :
_ أنتِ كلك على بعضك غلط مفيش فيكي حاجة صح، في ست محترمة تلعب مع شاب و جوزها قاعد جوا زي الإريل…
حركت كتفها بهدوء قائلة :
_ عادي بتحصل زي ما بيبقى في راجل قاعد يبوس ست في نفس الجنينة و مراته زي الاريل جوا، مفيش فرق نفس قلة الذوق و عدم الشعور بالطرف التاني…
ترد له فعلته مع غادة أهذا ما أرادت أن تجعله يشعر به؟!.. نيران الغيرة الحارقة، لكن هو لا يغار عليها هو فقط يغير على رجولته و إسمه كرجل، جز على أسنانه مردفا :
_ دي غير دي أنا…
قاطعته بسخرية :
_ أنت راجل و حر أما أنا ست مقيدة بأسمك لحد ما تسبني مش صح كدة؟!..
مثل الأحمق أومأ لها مؤكدا على حديثها لتقول هي بقوة :
_ و أنت دلوقتي يا سيدي مش مضطر تعيش الأجواء دي..
رفع شعيب حاجبه بترقب قائلا :
_ بمعنى ايه؟!.. كملي كلامك…
رفعت رأسها بشموخ و هي تبعده عنها بمسافة مسموح بها ثم ردت عليه ببساطة :
_ سمارة و صالح حياتهم بقت كويسة أنا لسة متكلمة معاها من شوية، تقدر دلوقتي تطلقني و تفك الطوق من حوالين نفسك…
______ شيماء سعيد ______
عودة للجبل…
أخذت سمارة تتجول بالغرفة ذهابا و ايابا، حبسها و أغلق باب الشقة عليها بالمفتاح ثم اختفى لا تعلم أين ذهب، أعصابها بدأت تنهار من حرقها و توترها، ألقت بجسدها على الفراش بغضب صارخة :
_ بقى أنا يحصل فيا كدة يا صالح ماشي ماشي..
ساعة مرت و هي مثلما هي تأكل أظافرها بغل حتى سمعت صوت الباب و بعده خطوات وقورة تعلم صاحبها جيدا، ركضت سريعا لتراه يدلف للمكان و هو حامل بيده حقيبة كبيرة فقالت بغيظ :
_ أنت كنت فين يا جدع أنت كل ده أنا أعصابي باظت..
إبتسم إليها بهدوء ثم وضع الحقيبة على الفراش مردفا :
_ كنت بجيب شوية حاجات هنحتاج وجودهم الفترة الجاية طول فترة شهر عسلنا…
نسيت عتابها إليه و كل ما كانت تريد قوله و هي تقفز عدة مرات بسعادة قائلة :
_ شهر عسل هو احنا هنعمل شهر عسل؟!..
أومأ إليها بهدوء لتلقي بنفسها داخل أحضانه، استقبلها بكل رحابة صدر منتعشا بهذا العناق اللذيذ يعتصرها بين يديه، سمارة عاشت سنوات تبحث عن الأمان و ها هي وجدته معه، دفنت رأسها بصدره مرددة :
_ ريحتك حلوة أوي..
أبعدها عنه قليلا ثم قبل أعلى رأسها بهدوء، صالح يرسل لها رسالة واضحة لا يوجد بينهما حب لكن سيكون الاحترام سيد الموقف بتلك العلاقة، جذبها لتجلس على الفراش مردفا ببحة رجولية مميزة :
_ تعالي..
جلست على الفراش بطاعة غريبة عليها ليخرج من جيبه علبة قطيفة زرقاء فتحها أمامها لتشهق بسعادة، دبلة الزواج التي طلبتها منه أتى بها إليها، مميز هذا الصالح بطريقة تخطف الأنفاس، مدت كفها إليه ليضعها بأحد أصابعها، رفع عينه و هو يأخذ كفها بين شفتيه، لمعة الدموع بعينيها جعلته يتعجب فأردف :
_ بتعيطي ليه؟!.
_ مبسوطة..
_ و هو المبسوط بيعيط مش جديدة دي؟!…
حركت رأسها بنفي مجيبة :
_ دي إسمها دموع الفرح يا عديم الإحساس أنت..
قهقه على لسانها الذي يفسد أي لحظة رومانسية مهما كانت مميزة ثم أخرج من جيبه علبة أخرى بها خاتم زواج من الفضة خاص به هو مردفا بعدما مد يده لها :
_ طيب يلا زي ما لبستك دبلتك لبسيني دبلتي..
أومأت إليه عدة مرات بحماس ثم وضعت الخاتم بأحد أصابعه بقوة قائلة بنبرة تحذيرية واضحة :
_ إياك يطلع من إيدك إلا في حالة واحدة بس لما نشيله قبل ما نغسلك و بعدها على المقبرة عدل…
رسمت على ملامحه معالم التقزز من ألفاظها ثواني ثم ابتسم جاذبا جسدها إليه، من نظراته علمت ما يريد لتقول بتوتر :
_ أنا جعانة أوي يا صالح…
_ قدامنا ساعة على ما حسن يوصل بالأكل نعمل فيها حاجات كتير جداً بس الأول لازم تاخدي دي…
نظرت لشريط الحبوب الموجود بيده بنظرات مدققة قبل أن تقول بشك تتمنى أن لا يكون حقيقة :
_ برشام إيه ده..
حرك كتفه مردفا بهدوء و بساطة و كأن الأمر عادي جداً لا يستحق منه القليل من التوتر :
_ دي حبوب منع الحمل يا سمارة…
______ شيماء سعيد ______
رواية شر الحليم إذا عشق هتنزل كاملة على منصة هتكون الرواية معاكم على الفون pdf بسعر 🔥 جنية 😍
رأيكم إيه في الشخصيات
سمارة
صالح
صافية
شعيب
أستغفروا لعلها تكون هذه ساعة استجابة ♥️
الفصل العاشر.
#أنا_جوزك
#الفراشة_شيماء_سعيد
_ دي حبوب منع الحمل يا سمارة…
لماذا دائماً يغلق أي باب للسعادة بينهما؟!.. أبعدته عنها بقوة ثم قامت من على الفراش تدور حول نفسها بالغرفة، مصدومة ربما و لكن الأقوى من الصدمة هو علمها بأن ما يحدث أمر واقع عليها تقبله مهما كان رغماً عن رغبتها..
أراح جسده على الفراش و بيده يحمل شريط الحبوب ينتظرها حتى تأتي و تأخذه بنفسها، يلعب على وتر حبها أو يلعب على قوته لا يعلم بالتحديد، فقط يتابع ما يصدر منها بهدوء و ثقة..
ضغطت على خصلاتها بقوة لو بداخل كابوس لعلها تفيق منه، عادت بخطوات بطيئة للفراش مجدداً ثم أخذت الشريط منه مردفة بتردد و عيون لمعت بالدموع :
_ معنى الشريط ده إنك مش عايز تخلف مني صح؟!…
حرك رأسه بنفي ثم وضع أحد أصابعه تحت ذقنها يرفع وجهها إليه مردفا بهدوء :
_ غلط يا سمارة بالعكس عايز منك بدل الطفل عشرة، لكن مش دلوقتي في وقتنا الحالي مينفعش ييجي طفل للدنيا أنتِ ذكية جداً و قوية كمان فاهمة إن دلوقتي مينفعش..
أشاحت بوجهها بعيداً عنه و عقلها شارد بنقطة واحدة، هي ترغب بشدة بطفل صغير تحمله ببطنها و يكبر يوم بعد يوم، تشعر بحركاته، يفرح معها و يحزن معها، يكن هذا الونس و السند الذي طالما حلمت به، حركت رأسها عدة مرات نافية قبل أن تقول :
_ أنا مش فارق معايا كل ده أنا عايزة طفل دلوقتي مهما كانت الظروف إيه هي، أنا و أنت محتاجين حاجة زي دي في حياتنا نعيش عشانها، و بعدين أنت فكرت و قررت من غير ما تأخد رأيي..
غرز أصابعه بين خصلاته و لم تتغير نظراته الباردة، حتى مشاعرها الفاضية لم و لن تصل إليه، هو مكتفي بحسابات عقله و لا يحبذ المزيد من المناقشات بهذا الموضوع، رد عليها بنبرته الجامدة :
_ أنا مش محتاج لا رأيك و لا أفكارك في الموضوع ده بالذات لأن القرار فيه يخصني لوحدي يا حضرة المحامية…
حركت رأسها برفض بعدما قامت من على الفراش قائلة بنبرة صوت بدأت تعلو و تخرج عن السيطرة :
_ لأ مش من حقك تأخد قرار زي ده من غيري مش من حقك تجبرني على تفكيرك اللي واقف عند نقطة معينة و رافض يخرج منها…
قام هو الآخر مشيراً إليها بتحذير :
_ صوتك يا محترمة..
انفجرت به و تخلت عن برودها و مرحها أمامه لأول مرة، من الواضح أنه اعتاد عليها بالشكل الخطأ، تقدمت منه لتشير إليه بنفس التحذير و بصوت أعلى من ذي قبل :
_ أنا محترمة غصب عن أي حد حتى لو الحد ده أنت، و بالنسبة لقرارك أنا مستحيل أنفذه لو حابب تاخد موانع أبقى خدها بعيد عني سامع و الا لأ، أقولك على حاجة في حل أفضل بكتير…
ابتسم ابتسامة ليس لها أي علاقة بالمرح قائلا :
_ إيه هو حلك التاني و الأفضل؟!..
ردت عليه بابتسامة ساخرة :
_ مش هتقرب مني طول الفترة اللي شايف حضرتك إننا مينفعش نخلف فيها، و لما تحس إنك قد مسؤولية زواج و أطفال هكون تحت أمرك غير كدة متحلمش تلمس شعرة واحدة من شعري…
كيف قالتها و كيف سيفعلها بعدما تعلق بها بهذا الشكل؟!.. هذا مستحيل هو لا يقدر على البعد خصوصاً بعدما ذاق النعيم بين أحضانها الناعمة بحلاوة لا توصف، كبريائه جعله يرد عليها بسخرية ذبحت قلبها :
_ دلوقتي مش عايزة ألمس شعرة واحدة منك مش أنتِ اللي كنتي بتجري ورايا من الأول و قولتلك بدل المرة ألف مش عايز بلاش…
قدر على تحطيم قلبها بكل جدارة دون أن يفعل أي حساب لمشاعر إمرأة تحولت لرماد بكل بساطة، أخذها من يدها معه لسابع سماء و بعدها قذفها على الأرض و رنين ضحكاته المنتصرة تحرق أذنيها، تحكمت بدموعها بقوة سمارة لم و لن تكن ضعيفة أو مهزومة بيوم، ابتسمت ابتسامة مرتجفة ثم قالت بندم :
_ للأسف كنت غبية و فوقت مش مهم فوقت أمتا أو إزاي يا دكتور المهم إني صحيت من حلم سندريلا، فكر في كلامي كويس لأني مش ناوية أغيره..
رد عليها ببرود :