
أسدل الليل ستائره كلما اقترب الليل كلما توترت زينـة فقد حان الوقت ان تقول قرارها كما قال أكرم لها انه في المساء سيأخذ منها القرار النهائي..
عاد إلي البيت منهكا بعد يوم شاق في العمل، إتجه الي شقة والدته وطرق الباب بلهفه فانه يشتاق لسماع ما انتظره طويلا منها..
فتحت السيده ناديه الباب فدلف اكرم قائلًا بخشونة: مساء الخير يا امي..
ردت مبتسمه: مساء النور يا اكرم.
سألها وعينيه تزوغ بالمكان: ندي نامت؟
أومأت هادئة: اه من بدري..
تنهد وقال:
واخبار زينه ايه يا ماما لسه مصدره دماغها؟!
اقتربت منه قليلًا وتابعت بصوتٍ خافت: افرح يا سيدي هي موافقه مبدئيا تتجوزك..
اتسعت ابتسامته وقال بذهول: بجد!!
قالت بحذر: بس انا وعدتها انه هيبقى جواز علي الورق بس لحد ما نشوف هنعمل ايه..
تجهمت قسمات وجهه وهو يردف بضيق: وتوعديها ليه يا ماما الله!
ناديه بغيظ: انا غلطانة اني اقنعتها توافق واقنعت امها كمان!
صمت أكرم وهو يزفر بضيق، فتابعت ناديه بخفوت: يابني الباقي عليك بقي انت الي لازم تحببها فيك طالما بتحبها ورايدها
أومأ أكرم علي مضض ليتفاجئ بها تخرج من الغرفه قائلة بهدوء وتوتر: مساء الخير..
ردت عليها وهو يتأملها بنظرات حانية نوعا ما: مساء النور يا زينة البنات..
إستأنف حديثه: اعمللنا شاي يا أمي..
تحركت ناديه في اتجاه المطبخ وتركتهما بمفردهما..
سار اكرم الي الأريكه وجلس مشيرا لها بحزم: تعالي اقعدي ولا هتفضلي واقفه كده؟
جلست قبالته وظلت صامته في حين قال أكرم بجدية: عرفت انك وافقتي علي الجواز من ماما..
إستجمعت شجاعتها وراحت تقول بثبات: ايوة لكن عندي شروط..
ضيق عينيه قليلًا ثم أردف بحزم: سامعك!
تنهدت وقالت: اولا ده هيكون زواج مؤقت بس لحد ما اشوف هعمل ايه وارتب نفسي..
وثانيا… قالها وهو ينظر لها بتمعن..
تابعت زينه بخجل: الجواز ده هيكون علي الورق بس عشان كلام الناس.. تمام؟
صمت وهو يمط شفتيه بعدم اقتناع، فواصلت زينه بحزم: اوعدني بكده!
قال اكرم بصرامة: اوعدك بايه انا بقولك بحبك ومضمنش نفسي في اي وقت..
زينه بحدة: يبقي مش موافقه هي دي شروطي.
عض شفته السفلي بغيظ وتابع: اوك، موافق بس انا كمان ليا شروط ولا هو حلو ليكي انتي بس؟
سألته بحنق: ايه هي الشروط دي؟
أرجع ظهره للخلف حيث استند علي ظهر الأريكه وقال رافعا أحد حاجبيه: كلامي هيتسمع ديما وواجب عليكي تطعيني حتي لو زواج مؤقت، ثانيا بقي لما اطلب منك اي حاجة تنفذيها.. تمام؟
تأففت وهي تقول: زي ايه مثلا؟
قال بثبات: اي حاجة غير حقوقي الشرعية الي انتي هتمنعيني منها، يعني مثلا جعان تأكليني مهموم تهوني عليا.. انهي جملته بغمزة من عينه، لتصيح زينه ؛ والله! انت هتعملي فيها سي السيد
أشار لها بسبابته وهو يقول بغضب: صوتك ميعلاش عليا لحسن انا غضبي وحش اوي اوي بعدين تندمي يا زينة البنات!
كادت ان تمو*ت غيظـا من اسلوبه الغريب تماما.. يشد ويلين في آن واحد يغضب ثم يهدأ بل ويُغازلها ايضا!! فأي نوع من الرجال هذا؟!!!
آتاها صوته الرجولي: اتفقنا؟
قالت علي مضض: ربنا يسهل.. ثم تابعت في تساؤل: طيب ومراتك سها؟
أكرم بجدية: مالها؟ عادي هي ولا علي بالها اصلا متقلقيش انتي..
أومأت رأسها في صمت..
لينهض أكرم قائلًا بإيجاز: تمام يا عروسه هروح اجيب الماذون..
اتسعت عينيها قائلة بخوف: علي طول كده، استني شوية
رمقها بنظرات #:
بلاش لعب عيال اومال وهستني ليه انا بقي؟ ولا عاوزة ترجعي في كلامك!
صمتت بضيق فإستكمل بحزم: حضري نفسك واندهي علي امك عشان تحضر كتب الكتاب..
انهي كلامه وخرج تاركا اياها في حالة يأس بل وإحباط من الذي ينتظرها بعد الان هو وعدها بتنفيذ شروطها ولكنها لم تثق به وتخشي ان يرتكب أي حماقة معها…
……………
بعد مرور ساعة من الزمن، كانت تقف أمام المرآة وهي تفرك كلتي يديها في بعضهما بتوتر وخوف شديدين، ازدردت ريقها بصعوبة بالغة حين دلفت أمها تحدثها بصلابه وهي تهتف: يلا يا عروسه، يعني وافقتي اخيرًا تتجوزي أكرم..
ترقرقت العبرات في عينيها قبل أن تردف بحزن دفين:
– كله بسببك انتي لولا انك فرطتي فيا وفضلتي جوزك عليا مكانش ده بقي حالي ووافقت اتجوز، هو انا يعني هعمل ايه وهروح فين؟ للأسف مفيش قدامي حل غير أكرم!
قالت نجلاء معاتبه: انا فرطت فيكي؟ ازاي بقي كل ده عشان مش راضيه اصدق ان شكري اتعدي عليكي!! وعاوزة اجوزك واطمن عليكي ابقي بفرط فيكي يا زينة!؟
مسحت زينـة دمعه حارة هبطت فوق وجنتها ثم تابعت بإيجاز: الكلام مش هيفيد بحاجة، الله يرحمـك يا بابا لو كنت موجود مكانش ده كله حصلي! ..
طرق أكرم علي باب الغرفة قبل أن يفتح وهو يقول بتلهف: يلا يا عروسه المأذون مستني إمضتك!!
ابتلعت ريقها بمرارة ورمقته بحدة ثم خرجت من الغرفه سريعًا واتبعتها أمها، فوقف أكرم قليلًا يتنشق عبيرها وهو يحدث نفسه بخفوت: بكرة تعرفي اني محبتش حد قدك يا زينة البنات!
————————————–
Salma
Salma
رواية بين أحـ,,ــضان الوحش
الفصل 6
وقعت زينـة علي عقد زواجها من أكرم وقد أصبحت زوجته رسميا ولقد نال الوحش مبتغاه أخيرًا…
ظهرت علي شفتيه ابتسامه منتصرة فبادلته الابتسامة بنظرة كُره حاده لكنه لم يبالي وأطلق لها قبلة في الهواء فهو الآن سعيد.. سعيد للغاية..
إحتضنتها أمها وهي تبارك لها ثم إلتفتت تحادث أكرم:
خلي بالك منها يا أكرم..
قال أكرم وهو ينظر اليها نظرات ذات معني: في عنيا
تركتهم وصعدت إلي شقتها، بينما قالت السيده ناديه بجمود:
– يلا يا أكرم تصبح علي خير أدخل نام في شقتك!
تنهد أكرم وهو يقترب من زينـة قائلًا بغمزة:
– تصبحي علي خير يا.. يا مراتي العزيزة..
أشاحت زينـة بوجهها بعيدًا عنه ليقول أكرم مازحًا: بكرة تندم يا جميل..
نظرت له بغضب وهي تكز علي أسنانـها غيظـا من غزله الصريح ، بينما قالت ناديه بحزم: يلا بقا يا اكرم..
إستدار أكرم بجسده خارجا من الشقه ثم دلف إلي شقته وأغلق الباب خلفه وراح يسير في اتجاه غرفة صغيرته ليطمئن عليها كعادته كل يوم..
ما إن إطمئن عليها ذهب إلى غرفة النوم علي مضض، نظر إلي زوجته النائمه بحنق وهو يتأفف بضيق..
أخذ يبدل ثيابه ثم توجه إلي الفراش وتسطح عليه محدقا في سقف الغرفة وصورتها تتردد امام عينيه، ابتسم وهو يتذكر ملامحها البريئة الهادئة وعينيها السمراوتين الجميلتين، تمني لو ان تبادله القليل من الحب لو ان تتسطح الي جواره حتي يُشبع إشتياقه .. ولكنه راهن نفسه بأن يجعلها تذوب به وقريبا.. قريبا جدا…
…………..