
الحلقة الحادية عشر
: وانا مش هطلقها
فنظرت له بقسوه : نعم يعنى ايه مش هتطلقنى .. هو بالقوه يا اخى مش عايزاك
حزن قاسم بداخله ولكنه قال بثبات : لازم نتكلم الاول وتسمعينى وبعد كده هعملك إلى انتى عايزاه
نظرت زمرده الجهه الاخرى وقالت : وانا مش عايزه اسمعك
فرد والدها بحزم : اسمعيه يا زمرد علشان لما تاخدى الخطوه الجايه متندميش يا بنتى
فردت بداخلها : اندم على ايه على كل إلى كان بيعمله فيا والعذاب إلى شوفته معاه اندم علي ايه بالظبط
فقالت والدتها بموافقه على كلام ابيها : ايوه يا بنتى كلام ابوكى صح اسمعيه جايز يبقى فيه فرصه
ابتسمت ابتسامه سخريه : ماشى هسمعه بس قرارى بعد ما اسمعه محدش يغصبنى عليه
والدها بموافقه: زى ما تقررى يا بنتى أنا معاكى عمرى ما هبقى ضدك ابدا
فردد قاسم وقال : طب جهزى نفسك بقا وتعالى نتكلم بره
فردت زمرد بسرعه : لا طبعا مش هاجى معاك فى حته
فكلمها بهدوء لم تعتاد عليه زمرد : معلشى تعالى على نفسك المرادى لازم نتكلم لوحدنا
فأماأت لها والدتها برأسها دليل على الموافقه فتنهدت زمرد ودخلت إلى غرفتها لترتدى ثيابها
أما بالخارج قال أحمد بغضب : عارف لو عملت فيها حاجه حسابك هيبقى معايا أنا
فرد عليه قاسم بغضب : بصفتك مين هاه أنا سايبك بمزاجى واقف جانبها لا حاطط ايدك على كتفها احترام للمكان إلى أنا فيه لكن غير انت حسابك لسه معايا
فرد والدها : احمد اخوها يابنى ومتربى معاها اكيد انا مش هخلى اى حد يلمس بنتى ويكلمها منغير علاقه شرعيه تربطها بيه
فقال قاسم بلهجة يشوبها الغيره : بس أنا مبحبش حد يلمسها غيرى مهما كان هو مش اخوها الشقيق
والدها بتعجب : مش فارقه ربنا مادام حلل كده يبقى خلاص
جاء قاسم أن يتحدث الا أنها خرجت من بابا الغرفه وقالت بضيق ظهر على صوتها : أنا خلصت يالا
اتجه ناحيتها ومسك يديها وخرج من الباب أما هى عند الخروج من البابا ظلت تحاول أن تترك يده وهى تقول : اوعى متلمسنيش
فنظر لها قاسم وقال بنبره حاده : ليه ملمسكيش انتى ناسيه انك لسه مراتى ولا ايه
فردت زمرد بغضب : مراتك مراتك هو انت اصلا بتعمل اى حاجه ترضى مراتك ديه ولا بتعمل اى حاجه تثبت انى مراتك
فتح لها بابا السياره سريعا لأن صوتها بدأ يرتفع ….واتجه إلى المقود ليسير من هذا المكان
نظر لها قاسم وقد بدل نبرة صوته للهدوء مره اخرى حتى لا تسوء الأوضاع أكثر من ذلك : ممكن تهدى شويه أنا عارف انى غلطان ومعترف بكده
سقفت بسخريه وقالت : برافو اخيرا اعترفت انك غلطان .. انت لسه مكتشف انك غلطان بص أنا مش هفضل اعيد فى كلامى أنا عيشت معاك اسود ايام حياتى واوعى خيالك يوديك إن كنت مستسلمه ليك علشان خايفه منك لا الحقيقه انى كنت بحبك وكنت بديك كل يوم فرصه تبقى شخص احسن … لكن انت كنت كل يوم بترفض الفرصه ديه كل يوم بتثبتلى انك مش طبيعى وانك حابب الى بتعمله ده متفكرش أن سبتك علشان اخر مره يمكن ده كان من ضمن الأسباب …أنا سبتك علشان كل القرف إلى عيشته معاك وكنت اقول هيتغير فيه امل ولما ادتلى الامل للاسف كسرته فأنا مش مستعده أدى فرص تانيه
ظل قاسم يستمع لحديثها وقلبه يتحطم الف مره من الندم من وحشيته التى باغتها معها ….
وقف قاسم فى حى راقى فتعجبت زمرد من هذا المكان فماذا يفعل هنا … اتجه ناحيتها وفتح لها الباب فخرجت منه وقالت : انت واخدنى فين
فرد قاسم : هنطلع شقتى نتكلم وبعدين هرجعك تانى
فقالت بحده: مش هطلع معاك فى حته ايه عايز تغتصبنى تانى ولا ايه
فحزن قاسم من كلمتها فهى لم تعد تثق به قال بجمود : متخافيش أنا مش وحش للدرجادى هنطلع نتكلم وبعد كده قرارك إلى هتاخديه أنا هعملهولك
سارت بجانبه إلى أن وصلوا إلى منزله فتح الباب ودخلوا ……..
نظرت حولها فالمنزل رائع مصمم على الطريقه الحديثه انبهرت من منظره فبداخله احست بالاطمئنان أكثر من تلك المكان التى عاشت به معه
قال قاسم : اعدى يا زمرد
جلست زمرد على كرسى فى الصالون وهو جلس أمامها ….
فنظرت له بتعجب فهو ينظر للارض أمامها وكأنه يفكر فى شئ فقالت : يالا اتكلم سمعاك
تحدث وهو مازال ينظر للارض: أنا كل الى عايزه اقوله انى إلى بعمله ده انا مش بعمله بمزاجى أنا اتجبرت زمان عليه فحالا بالنسبه ليا بقا ده الطبيعى
تعجبت من كلامه وقالت : مش فاهمه ازاى اتجبرت عليه .. اتجبرت انك تتعامل كده مع الستات ولا انك تشرب طول الليل ولا تعمل علاقات ولا اتجبرت على ايه بالظبط
نظر لها وهو يتذكر ماضيه الأليم وهو يقول بقهر : أنا اتولدت معرفش ابويا مين كل إلى اعرفه ان اسمى قاسم داوود … وامى ضحك باستهزاء على هذه الكلمه : هى المفروض اسمها كده امى يعنى هى إلى ربتنى … ربتنى اوسخ تربيه ..
فنظرت له زمرد بتعجب على كلامه … فضحك ضحكة وجع : لا متستغربيش اوى كده اه ربتنى اوسخ تربيه .. امى كانت رقاصه لا ومش رقاصه بس كانت بائعة هوااا عارفاهم دول ولا ايه
صدمه على وجهه زمرد وكأنها تستمع لقصه ….فأكمل حديثه : كنت لسه عندى خمس سنين على ما فهمت يعنى ايه ام بقا وبدأت افهم شويه …كان تقريبا عيشتنا كلها فى كباريهات مكنتش بشوف بيتنا ده غير قليل اوى … كنت بشوفها بترقص ليل نهار فى الكباريه و شرب لغاية ما تبقى سكرانه ومش حاسه بالدنيا وبعدين تروح مع اى وسخ شقته …
فرددت زمرد بنبره متوتره : وانت … انت كنت فين
فقال بوجع : أنا .. أنا كنت معاها فى أى حته بتروحها كانت بتاخدنى معاها الكباريه وهى رايحه للرجاله فكل حته …. طبعا كبرت وكتر خيرها أنها علمتنى كنت بروح المدرسه واجيلها على نفس المكان بس زاد حاجه بقا أن لما بقا عندى ١٨ سنه انى بقيت بعمل زيها … بقيت بشرب وبعمل علاقات وهى كانت ونعم الام بتشجعنى انى اعمل كده
اغمض عينه بقوه وهو يحاول أن يستجمع نفسه فعندما يتذكر تلك الأيام يبخس على نفسه وعليها وعلى الحياه التى يعيشها
فقالت زمرد وهى تحاول أن تهدئ من نبرتها : طيب مسألتهاش عن باباك
قاسم : سالتها قالتلى أنه مات ولما قولتلها انك كنتى متجوزاه قالتلى اومال كنت هخلفك منغير ما اتجوز … على اساس انها محترمه وشريفه
سالته زمرد بتوتر : طيب هى فين دلوقتى
نظر الجهه الاخرى وقال : موجوده بس انا مش عايز اعرف عن الست ديه حاجه .. ثم نظر لها وقال : أنا حكيتلك انتى علشان أنا عارف انك اكتر واحده اتظلمتى فى الحكايه ديه ..بس انا ملقتش إلى يقولى ده حرام وده مينفعش .. أنا نفسى يا زمرد اتغير فعلا عمرى ما حبيت الى بعمله بس اوقات بقول لنفسى ده مكانك الى جيت منه وأوقات بنقم على حياتى
…… انتى عارفه اخر يوم ده انا بجد كنت عند وعدى بس بسببها هى بردوا عملت كده كل حاجه وحشه بعملها بسببها هى أنا بكرها وعمرى ما هسامحها ابدا
نظرت له بتعاطف على حالته وحاولت تهدئته وضعت يدها على كتفه تربط عليه : بس الحياه دايما بتدى فرص ليه مكنتش بتستغل الفرص
نظر لها بحزن وقال : انتى من يوم ما دخلتى حياتى وشوفت الفرص بس كنت غبى أنا مش بقولك كده علشان تتعاطفى معايا أنا بقولك كده علشان تفهمى أنا كنت بعمل كده ليه … سكت قليلا ثم نظر لها وقال ؛ زمرد أنا بحبك
نظرت له بصدمه ماذا قال ايحبنى من يحب قاسم يحب
فهم ما يدور فى عقلها وقال : أنا بحبك من ساعة ما كنتى بتشتغلى عندى واتجوزتك علشان أنا مكنتش حاسس حياتى منغيرك أنا عارف إلى عملته ده ميتغفرش بس أنا عندى امل تديلى فرصه … تخلينى اعيش من تانى واشوف الحياه تانى
نزل على ركبته أمامها ومسك يدها وقال : سامحينى يا زمرد الظروف دايما كانت اقوى منى .. الظروف هزمتنى وخلتنى وحش كده …
نظرت له زمرد فهذا قاسم التى رأته بحزمه وقسوته ينحنى أمامها ويطلب منها السماح …. فأصبحت الان بين نارين نار كرامتها ونار تعاطفها معه .
نظر لها وفهم ما يدور بداخلها فقال : أنا مش هضغط عليكى ابدا يا زمرد بس صدقينى أنا هعمل كل حاجه علشان ترجعيلى وترجعى تثقى فيا تانى
قالت زمرد : أنا مش عارفه اقولك ايه بس انا حاسه انى لو رجعتلك بضيع كرامتى أنا عشت معاك ايام وحشه اوى يا قاسم ولما باجى افتكرها بكره نفسى لانى سيبتك تعمل كده فيا
قال قاسم بأسف : سامحينى يا زمرد صدقينى انتى الحاجه الحلوه إلى فى حياتى متموتنيش وانا عايش
نظرت له زمرد ولحالته الباهته ثم قالت بحنان : انا حاسه بيك متفكرش انى بفكر فى نفسى بس .. أغمضت عينيها بقوه والم على حالتهما ثم قالت : علشان نرجع تانى يا قاسم لازم تثبتلى انك اتغيرت .. حتى لو بعد ١٠٠سنه أنا هستناك
فردد بألم: يعنى هتسبينى اتغير لوحدى مش هتساعدينى اتغير
: وانا لما كنت معاك طول الفتره ديه اتغيرت؟ .. لازم تعد مع نفسك شويه وتعرف قيمة الحياه .. تعرف أن ليك حق تعيش زى الناس ليك حق في حياه احسن حتى لو انت لوحدك .. لو حبيت حياتك وتقبلتها لوحدك فطبيعى حياتنا بعد كده هتبقى احسن
اقتنع بكلامها حقا ولكن أكثر ما يؤلم أنها لم تكون بجانبه وهو تعود على وجودها : ماشى يا زمرد أنا موافق اعمل كده علشانك
فاكملت حديثه : علشانك قبل ماهو علشانى لازم تحب نفسك يا قاسم صدقنى انت جواك شخص نضيف هو كل إلى محتاجه منك انك تبعد عنه كل حاجه وحشه حواليه وهو هيظهر
وضع يدها على قلبه وقالت بحنان : لازم ده يعرف قيمة الحياه علشان يعيش مبسوط فاهمنى
مسك يدها الموضوعه على قلبه وقبلها بحب فهذا القلب لم يختار شئ صحيح سواها هى ..
وقفت وقالت : يالا روحنى بقا علشان بابا ميقلقش علينا ..
ظل ينظر لها بعمق ولعينيها يريد أن يعيش تلك المده على حنان عينيها وكلامها التى دخل قلبه قبل عقله وفى لحظه احتضنها بقوه تفاجئت زمرد من حضنه المفاجأ.. ظل يحتضنها بقوه ويدفن أنفه فى عنقها وكأنها الحياه بالنسبه له ربطتت على ظهره ببطئ فقال هو بنبره مكتومه: اوعدينى انك هتفضلى جنبى
ترددت فى قولها بأنها ستظل بجانبه ولكنها قالت : طول ما انت بتحاول تتغير هتلاقينى داعم ليك
…………… ……………….. …………………………….
اوصلها إلى منزلها وذهب هو سعيا لتغيره حتى يعود لحضنها مره اخرى ولكن وهو أفضل من ذلك
دخلت الشقه فرأت والدتها فى استقبالها وهى تقول بلهفه : عملتى ايه يا بنتى طمنينى
فقال والدها الجالس فى الصاله : سيبيها تاخد نفسها الاول
دخلت زمرد وجلست على كرسى امام والدها ومن ثم قالت : أنا مش عارفه اقولك ايه يا بابا غير انو وعدنى هيتغير وانا وعدته أن لما يتغير ساعتها اقدر ارجعله
والدها : عين العقل يا بنتى لازم ندى فرص ومنقطعش الحبل وهو لسه متمسك بقوته
امأت على كلامه وهى تقول : عندك حق يا بابا أنا متمسكه بيه بس عمرى ما كنت هاجى على نفسى وكرامتى تانى غير لما احس انو عنده قابليه للتغير وده أنا شوفته فى عيونه النهارده وده اخر امل ليا معاه
فردت والدتها بحنان : ربنا يهدى سركوا يا بنتى واشوفكوا فى احسن حال
زمرد بحب : يارب يا ماما يارب …. ثم استقامت فى جلستها وقالت : هدخل أنا انام حبه علشان هروح الجامعه بكره
فقال والدها : خشى يا بنتى ارتاحى يالا تصبحى على خير
زمرد : وانت من اهل الخير يا بابا.
……… …………………………………………………….
فى صباح يوم جديد تستيقظ زمرد بنشاط غير معتاد ترتدى ثيابها بعنايه فهى سعيده لذهابها الجامعه سعيده لاعطائه فرصه جديده وامل فى العيش بسلام ….
ارتدت بنطلون جينز واسع قليلا يعتليه تيشرت ابيض وارتدت فوقه قميص مفتوح …. قامت بتمشيط شعرها على شكل كعكه غجريه فكان شكلها جذاب للغايه.. ارتدت الحذاء الرياضى الخاص بها وأخذت حقيبتها وخرجت من الغرفه
رائها والدها فابتسم لنشاطها التى عاد لها مؤخرا وهو يقول : صباح الخير يا زوزو
ابتسمت وقالت : صباح النور يا بابا
والدها : ايه القمر ده ايوه هى ديه زمرد إلى أنا عايزها
ابتسمت زمرد وقالت : وادينى رجعت اهوه تانى يا بابا
سمعت الباب يدق فعلمت أنه احمد …. فتحت له وهى تقول بابتسامه جميله : صباح الخير يا ابو حميد
فابتسم بسعاده وقال : لا ده صباح الخيرات بقا ايه الجمال والعسل ده
ابتسمت وقالت : بس بس متحرجنيش بقا
ضحك احمد على منظرها ومن ثم قال : يالا جاهزه
اخذت نفس عميق ثم قالت : جاهزه يالا بينا
احمد : يالا بينا
………………………… ………………… ………………
فى الطريق الى الجامعه رأت هاتفها يرن برقم غريب فكان معها الهاتف أثناء وجودها معه ولكن كانت لاتريد أن تتحدث مع أحد خوفا من معرفة صوتها الحزين فكانت غلقاه دائما ….
ردت على المكالمه وهى تقول : ايوه مين معايا
سمعت صوت من الجهه الاخرى : أنا قاسم يا حبيبتى
تفاجئت من المتصل وخجلت أيضا من كلمة حبيبتى فقالت بصوت خجول : ايوه
قاسم بتساؤل : ايه الدوشه الى جنبك ديه انتى مش فى البيت
فردت زمرد : لا أنا رايحه الجامعه
فتضايق قاسم لانها لم تخبره بالأمس فهى زوجته وحقه أن يعرف اين تذهب واين تأتى ….ولكنه حاول التحلى بالصبر والهدوء
فقال بصوت هادئ: طب مش المفروض كنتى تعرفينى يا حبيبتى
زمرد بتوتر : ما ..ما انا نسيت اقولك امبارح انشغلت بالكلام ونسيت اقولك
فهو يعلم بأنها لا تريد اخباره فقال : ماشى يا حبيبتى مين معاكى
فقالت بتوتر وهى تنظر لاحمد : معايا احمد
سمعت سبابه الخافض فقالت بضيق : قاسم
فرد قاسم بحده : بردوا احمد هو مفيش فايده يا زمرد
ذهب بعيد لتتحدث : قاسم أنا كذا مره قولتلك احمد اخويا فاهم يعنى ايه اخويا
قاسم بحده : ماشى يا زمرد بس بعد كده اى حاجه تعمليها تقوليلى انتى مراتى يعنى مسئوله منى أنا فاهمانى
فردت زمرد من أوامره التى لا تنتهى: قاسم انت وعدتنى انك هتتغير
: وهو معنى انى بغير وخايف عليكى يبقى أنا متغيرتش .. زمرد أنا بحبك وبخاف عليكى فمتفهميش دايما أن اى حاجه بقولها أوامر
تنهدت زمرد ثم قالت بهدوء : ماشى يا قاسم أنا هدخل الكليه بقا يالا باى
: خلى بالك ومتكلميش حد واطلعى روحى علطول
زمرد : ماشى متخافش كده كده احمد معايا
اغمض عينه فمخها لم يستوعب إلى الآن غيرته فرد بهدوء : سلام
….
دخلت الكليه فمنذ شهران لم تأتى فاشتاقت كثيرا لجو الكليه واحست بأن حياتها أصبحت تأخذ مجراها الصحيح
عندما رأتها صديقتها أسرعت ناحيتها وهى تقول بسعاده : زمرد
فردت زمرد بسعاده اكبر : ياسمين وحشتينى اوى … اخذتها بالحضن فقالت ياسمين : فينك يا بنتى من بعد ما اتجوزتى مجتيش الكليه
فردت زمرد بتوتر : اه ماهو انتى عارفه شهر العسل بقا وكده
غمزت لها زميلتها وهى تقول: ايوه بقا شهر عسل
فضحكت زمرد على طريقة صديقتها وحاولت تتويه الموضوع فقالت : فاتنى كتير ولا ايه
فقال احمد : يعنى بس متخافيش هبعتلك كل المحاضرات
زمرد : طب والعملى أنا تقريبا محضرتش غير مره واحده عملى
احمد : متقلقيش كل حاجه هفهمك عليها وبعدين اغلبية الحاجات هتستوعبيها بسرعه علشان متكرره قبل كده
فقالت زمرد ؛ طب تمام أوى يالا نطلع المحاضره
فى منتصف المحاضره … فى لحظه احست زمرد بتعب فأحست بانها على وشك الاغماء .. تماسكت حتى انتهت المحاضره وخرجت …
نظر لها احمد وقال : وشك ماله اصفر كده ليه
أمسكت يده بقوه وقالت : مش قادره دايخه اوى وحاسه انى نفسى قايمه عليا
سندها احمد وقال: طب اهدى بس كده تعالى نروح الكفتريا اجبلك حاجه تشربيها وتعدى ترتاحى شويه احنا كده كده خلصنا
فقالت زمرد بتعب : لا لا يالا نروح مليش نفس اشرب حاجه
فاستمع إلى كلامها وظل يحاوطها من خصرها الى وصلوا إلى بوابة الكليه استمعت زمرد لاحمد وهو يقول : ايه إلى جاب ده اودام الكليه
فنظرت إلى ما ينظر له احمد فتفاجئت عندما رأت قاسم يجلس على سيارته وينتظرها ….. عندما رائها قاسم اسرع ناحيتها وهو يلتقطها من احمد بقوه وهو يقول بخوف : مالك يا حبيبتى
فنظرت لاحمد بتوتر ثم نظرت إليه وقالت: م.. مفيش دوخت شويه بس
فقال بسرعه : طب يالا هاخدك للدكتور
فقالت بسرعه : لا لا انا بقيت احسن أنا دوخت بس من الحر ده انا خلاص بقيت كويسه … وحاولت أن تملص نفسها من يده
ظل يتفحص وجهها المصفر بقلق وقال : ازاى كويسه وانتى وشك اصفر كده …حاوطها مره اخرى وقال : لازم نروح للدكتور
: مش مستاهله أنا كويسه والله ثم حاولت أن تتصنع الشفاء وقالت بصوت مرح : هروح أنا بقا علشان ورايا حاجات اد كده لازم اذاكرها الامتحانات قربت
فقال قاسم بصوت لا يقبل النقاش: ماشى يالا اركبى أنا الى هوصلك
فقال احمد بحده : تروحها فين هى جايه معايا وهتروح معايا
فنظر له قاسم بغضب واقترب منه وقال : انت شكلك مش عايز تجبها لبر وانا ماسك نفسى بالعافيه علشان خاطر زمرد
فوقفت زمرد فى المنتصف بينهم وقالت لاحمد : خلاص روح انت يا احمد وانا هاجى معاه
نظر لها احمد بغضب : ماشى يا زمرد … وتركهم وذهب أما زمرد نظرت إلى قاسم بغضب : هو ده الاتفاق إلى بينا
اصطحبها معه إلى السياره بدون حديث ومن بعد جلوسهما قال : أنا معملتش حاجه هو الى بيستفزنى يعنى هو ليه حق فيكى اكتر منى
أغمضت زمرد عينيها بقوه بسبب غيرته الشديده تلك : اكيد ليه حق يا قاسم بصفته اخويا .. انت جوزى وهو اخويا لازم تفهم كده وتستوعب كده احمد اخويا وبيخاف عليا من الهوا
فرد قاسم بغيره : وانا ايه بقا مش بخاف عليكى من الهوا ولا كل حاجه لسى احمد
ضحكت زمرد على طريقته وقالت : انت جوزى تقريبا ده رد كافى لكلامك
نظر لها وقال بتلاعب: اه يعنى ايه جوزك بقا
فردت زمرد بتوتر : جوزى يعنى جوزى يعنى ايه مش فاهمه
ضحك قاسم على توترها وخجلها وظل ينظر لها ولجمالها الآخاذ وشعرها التى يعشقه فقال : تعرفى انى بعشق شعرك اوى
فنظرت لها وقالت بخجل : شعرى أنا
فرد بتأكيد على كلامها : اه شعرك انتى .. نفسى كده ادفن نفسى جواه
فخجلت زمرد كثيرا وقالت : بس بس عيب
ضحك قاسم وقال : عيب ايه بس انتى مراتى
فنظرت للجهه الاخرى بخجل وتصنعت بأنها تنظر الطريق ففهم خجلها ومن ثم قال بحب : وهو مرفوع شكله جميل اوى علفكره
ابتسمت بخجل ثم ظلت تنظر إلى الطريق وعلى وجهها ابتسامة أمل جديده فهذه أول مره يمدحها بحب اول مره يظهر خوفه الشديد عليها ….
اوصلها إلى المنزل وذهب هو إلى الشركه مره اخرى …
دخلت زمرد المنزل ووالدتها تأتى عليها وهى تقول عملالك بقا صينية مكرونه بشاميل هتاكلى صوابعك وراها عندما سمعت زمرد سيرة الطعام وايضا اشتمت رائحته وضعت يدها على فمها واسرعت إلى المرحاض تستفرغ أسرعت والدتها خلفها وهى تقول : يا حبيبتى يابنتى …. افتحى يازمرد الباب … متوجعيش قلبى عليكى
فتحت زمرد الباب بعد نوبة الغمامان التى اتتها فقالت لها والدتها : حاسه بإيه يا بنتى قوليلى
فقالت زمرد بتعب ظاهر على وجهها : مش عارفه يا ماما نفسى قايمه عليا و دايخه اوى مش قادره اسمع سيرة الاكل
ظلت تستمع لها والدتها ثم قالت لها والدتها بسعاده : شكلك حامل يا حبيبتى
وقعت الكلمه على مسمع زمرد كالصاعق فهى تريد أنا تصبح أم بالتأكيد ولكنها صدمت فلم تتخيل أن تستمع لهذه الكلمه ويكون قاسم هو والد اولادها فماذا سيكون رد فعله …..
فقالت بتوتر : حامل ايه يا ماما ممكن عندى برد فى معدتى
فردت والدتها : خلاص اعملى اختبار حمل نتأكد بس انا قلبى بيقولى انك حامل
فإبتسمت بتوتر لوالدتها….. أما والدتها فذهبت سريعا لتحضر اختبار الحمل
بعده فتره قصيره جاءت والدتها باختبار الحمل وأعطته لزمرد لتفعله ….
اخذته زمرد فعلته وكانت الصدمه …..: أنا حامل
ظلت تنظر إلى الخطين التى أمامها وهى تردد : أنا حامل ………………!!!!!!!!
يتبع…
رواية كفى عذابك
الحلقة الثانية عشر
زمرد : أنا حامل … خرجت سريعا لوالدتها وهى تقول ؛ أنا حامل يا ماما
زغرطتت والدتها بفرحها واحتضنتها بحنان وهى تقول : الف مبروووك يا حبيبتى
كل هذا وزمرد مصدومه من حملها وخائفه من ردة فعله فكلاهما عن والدته ووالده يجعلها تخاف أكثر بأنها عنده عقده فى حياته …..
فقالت والدتها : لازم نعرف قاسم هيفرح اوى لما يعرف
فقالت زمرد بتوتر : استنى شويه يا ماما انا هقوله بس مش حالا
فتعجبت والدتها من رد فعلها وقالت : ليه مش حالا يا زمرد مش انتوا بقيتوا كويسين
أغمضت زمرد عينيها بقوه ثم قالت : يا ماما انا هقوله بس انا لسه بحاول استوعب انى حامل فعلا
ضحكت والدتها وقالت : علشان لسه اول مره يا بنتى بكره نروح للدكتور علشان نطمن
امأت زمرد برأسها وقالت : ماشى يا ماما
فرددت والدتها بفرحه : أنا الفرحه مش سيعانى هشوف ولادك اخيرا يا زمرد
ابتسمت زمرد لوالدتها وقالت : اه ياستى هتشوفى ولادى اهوه
فأسرعت والدتها تقول : هروح اعرف احمد ده هيموت من الفرحه لما يعرف انو هيبقى خالو
ضحكت زمرد وقالت : هيبقى خال فعلا
ذهبت والدتها لتخبر احمد أما زمرد دخلت غرفتها سريعا ..جلست على السرير وضعت يدها على بطنها وابتسمت ببطئ ثم قالت : أنا مبسوطه انك موجود بس خايفه من رد فعل باباك ..هو هيحبك متخافش
ثم ابتسمت بسعاده وقالت : أنا هعرفه ازاى يحبك بابا حد جميل اوى بس عايز فرصه بس على اما تيجى هتلاقى بابا حد تانى خالص
سمعت صوت هاتفها يرن فأخذته ورأت رقم قاسم فردت : ايوه يا قاسم
ابتسم قاسم وقال: ايوه يا قلب قاسم
فخجلت كثيرا واحمر وجهها وحاولت تتويه الموضوع : فى حاجه ولا ايه
قاسم : هو لازم يبقى فيه حاجه علشان اتصل ثم قال بحنان : بس انا بتصل علشان اطمن عليكى انتى عامله ايه حالا
ردت بتوتر : أنا كويسه منا قولتلك دوخت بس وبقيت كويسه الحمد لله
قاسم بنبره حانيه: طب خلى بالك من نفسك يا حبيبتى وأى حاجه لازم تكلمينى … كفايه بعدك عنى مش قادر استحمله بس بعمل كل ده علشانك
زمرد : قولتلك كذا مره علشانك قبل علشانى الايام الجايه هتختلف كتير يا قاسم صدقنى انت هتحب نفسك بشخصيتك الجديده
ابتسم قاسم وقال : أنا هحب نفسى علشان انتى فيها يا زمرد … أنا يا زمرد بتغير علشان استحقك علشان انتى تستحق حد حلو ومش هينفع تبقى مع حد غيرى
دمعت عين زمرد على كلامه فهى تحبه وتريد أن يتغير لأجل نفسه ليس لأجلها وضعت يدها على بطنها وقالت بصوت حنون : وانت تستحق تبقى مع حد كويس ثم غيرت حديثها وقالت : قولى بقا بتعمل ايه فى يومك
قاسم : زى اى يوم بس فيه فرق بسيط اوى
زمرد بتساؤل: ايه هو
تردد قاسم فى اخبارها ولكنه قال : بروح لدكتور نفسى يا زمرد ومش مكسوف وانا بقولك كده انا كنت لازم اعمل كده.. أنا كنت بروح بس مش منتظم عنده فى الفتره إلى اتجوزنا فيها بس خلاص صدقينى أنا هتغير وهتشوفى حد جديد
قالت زمرد بدعم كبير : وانا معاك طول ما انت عايز تتغير وبالفعل أنا بدأت اشوف ده عليك
قال قاسم بلهفه: بجد يا زمرد شايفه انى بدأت اتغير
قالت بتأكيد : اه شايفاك بتتغير بجد .
فابتسم بسعاده وقال : بحبك يا زمرد
خجلت زمرد كثيرا ولكنها ابتسمت وقالت ؛ طيب أنا عندى ليك مفاجاه بكره
قال بلهفه : ايه هى
ضحكت على لهفته ولكنها قالت : يعنى هتبقى مفاجأه لو قولتلك .. تعالى خدنى الساعه ٥ وانت هتعرف المفاجأة
قاسم وهو يريد أن يعرف ماهية المفاجأه ولكنه صبر نفسه بأنه سيراها بكره برضاها هى وقال : ماشى أنا الى مصبرنى انى هشوفك بكره
ابتسمت وقال بتمنى : اتمنى بجد المفاجأه تعجبك
قال بحب : هتعجبنى طبعا لأنها منك
وضعت يدها على بطنها وقالت فى نفسها : ومنك يا حبيبى
ثم فاقت على نفسها وقالت : خلاص تمام متفقين بكره أن شاء الله يالا تصبح على خير
قاسم بحنان : وانتى من أهلى يا حبيبتى
نام قاسم وعلى وجهه ابتسامه رضا وراحه على الطريق التى بدأ أن يسلكه معها ومع نفسه فهو فقط فى يومان احس بأنه أصبح شخص جديد فبعدها عنه بالفعل كان فى صالحه لأن بالفعل يتغير لارضائها ورجوعها إليه مره اخرى ….
أما زمرد جلست تفكر فى رد فعل قاسم فهل يا ترى سيفرح بذالك الخبر أما يتذكر طفولته المؤلمه أما ماذا سيفعل .. أخرجها من تفكيرها دخول احمد غرفتها بلهفه وهو يقول بسعاده : الى سمعته ده صح
فإبتسمت زمرد وقالت : ايوه هتبقى خالو
اسرع ناحيتها واحتضنها بحنان اخوى وهو يقول : مبروك يا حبيبتى ربنا يكملك على خير
زمرد وهى تربط على ظهره : الله يبارك فيك يا حبيبى
جلس احمد بجانبها على السرير وهو يقول : قولتى لجوزك
قالت زمرد بتوتر : لسه هقوله بكره
نظر لها احمد بتمعن : انتى خايفه تقوليله يازمرد
فضحكت بتوتر : اخاف ليه يا بنى لا طبعا اكيد هيفرح اوى
مسك يدها بحنان وهو يقول : هو لو عمل غير كده يا زمرد يبقى ده ميستحقكيش اصلا
ابتسمت بتوتر : لا اكيد هيعمل كده ده منه ازاى ميفرحش
قال أحمد : بكره هنشوف والمهم عايزك بقا ترتاحى اليومين دول وانا هجبلك المحاضرات وافهمهالك
قالت زمرد بحبور : شكرا جدا يا احمد مش عارفه اقولك ايه والله
قال أحمد : متقوليش حاجه احنا عايزينك تقومى بالسلامه بس وتجبلنا بنوته كده شكلك
ابتسمت زمرد وقالت : وليه مش ولد بقا
فرد احمد بمزاح : ماهو الولا هيبقى زى ابوه بقا لما يكبر يضربنى
ضحكت زمرد بقوه على حديثه وقالت : انت واخد نقرك من ابوه ليه
احمد : لا هو إلى واخد نقره من نقرى اكنى عدوه يا بنتى يا بيبصلى بصه
ضحكت زمرد وقالت : هو مش قادر يفهم انك اخويا بس .. بس الايام الجايه هحاول أفهمه
احمد :اه فهميه يابنتى والنبى اصله تقريبا مفكرنا بنضحك عليه
ضحكت زمرد على طريقة احمد فى الحديث عن قاسم ثم قالت بمزاح ؛ شكلك معبى منه
احمد : الصراحه اه
ظلت تضحك زمرد طوال الليل مع احمد وهو يتحدث لها عن قاسم وكيف يتعامل معه ……
فى صباح يوم جديد تسيقظ زمرد على صوت والدتها وهى تقول : يالا يا زمرد يا بنتى علشان تفطرى معدش فيه موضوع تمشى منغير متفطرى ده لازم كده تاكلى وتتقوى علشان العيل الى فى بطنك
قالت زمرد بصوت يشوبه النوم : حاضر يا ماما سيبنى انام شويه بس فقالت والدتها بحنان : كلى الاول وبعدين نامى زى ما انتى عايزه
استقامت زمرد فى جلستها وقالت : صحيت اهوه يا ماما
وضعت والدتها صينية الطعام أمامها وقالت : كلى بقا واشربى كوباية العصير ديه علشان الفيتامينات أنا عارفه انك مش بتحبى اللبن
زمرد وهى تضع يدها على معدتها : والنبى يا ماما متجيبيلى سيرة اللبن نفسى بتقوم عليا
والدتها بحنان : حاضر يا بنتى اشربى بس العصير ده وكلى علشان ننزل الدكتور بليل
تذكرت زمرد موعدها مع قاسم فقالت : اه صح يا ماما انا هروح للدكتور مع قاسم
ابتسمت والدتها بفرحه : طب كويس يابنتى كنت عايزه اقولك كده بس مرضتش اضغط عليكى
ابتسمت زمرد : ربنا يخليكى ليا يا ماما مش عارفه منغيركوا كانت هتبقى حالتى ازاى
احتضنتها والدتها وهى تقول : يا حبيبتى انتى بنتنا يعنى لحمنا ودمنا لو معملناش كده مع بنتنا هنعملوا مع مين
ابتسمت زمرد وضمت والدتها لحضنها أكثر …..
…………………… ………………………………….
يجلس قاسم على مكتبه وهو ينتظر الوقت التى سيراها فيه ومفاجأتها التى يود معرفتها ايمكن أن تأتى معه لمنزلهم أما ماذا ..
دخل عليه صديقه وهو يضع أمامه الورق : وقع على الورق ده
قاسم وقد فاق على دخول صديقه المعتاد : ايه الورق ده
كريم : الموافقه على الصفقه الجديده يابنى انت نسيت
قاسم وهو يتذكر فمنذ ماحدث وهو اصبح شاغله الأوحد أن ينتظم مع دكتوره النفسى حتى يتغير سريعا وترجع له مره اخرى……
قاسم بعمليه : ايوه افتكرت ايه الجديد فيها
كريم : كله تمام .. الصفقه ماشيه زى ما احنا عايزين
قاسم ؛ حلو اوى … وقع على الأوراق ومن ثم قال لكريم : أنا همشى كمان حبه رايح لزمرد
غمز له كريم وقال : ايوه يا عم الله يسهلوا
ابتسم قاسم : اهو قرك ده إلى جايبنا ورا
كريم : أنا ده انا عايز كل خير والله
ابتسم قاسم وقال بتأكيد : وانا عارف طبعا
فى الساعه الخامسه رن قاسم عليها فهو ينتظرها بالاسفل ….
نزلت زمرد وهى متوتره ولم تعرف كيف تبدأ معه الكلام عندما رأها اقترب منها وقبل رأسها بحنان ثم فتح لها باب السياره …..واتجه قاسم الجهه الاخرى
قاسم بإبتسامه : ايه هى المفاجاه
ابتسمت زمرد وقالت : اهدى عليا اطلع بس على الطريق الاول
قاسم بصبر : ماشى يستى أنا معاكى للآخر
فى الطريق بدأت زمرد بالتحدث
زمرد بتوتر : قاسم
التفت لها وقال : ايوه يا حبيبتى
فردت زمرد بنبرتها المتوتره: أنا ..أنا عايزه اقولك حاجه
فقال لها بنبره مشجعه : قولى يا حبيبتى متخافيش
زمرد وقد استجمعت شجاعتها وقالت وهى تضع يدها على بطنها : أنا حامل
لم تستمع منه على رد فقط ظل يقود السياره وكأنه لم يستمع لشئ
فوضعت يدها على ركبته وهى تقول : قاسم بقولك أنا حامل رد عليا
وقف العربيه فى منتصف الطريق ونظر لها نظره خاليه أما هى ظلت تنظر لها نظرات تعجب من رد فعله الغير متوقع فهو لم يثور ولم يفرح فقط سكوت
فوضعت يده على بطنها وقالت بحنان : فيه هنا حته منك يا قاسم … رد عليا قول اى حاجه
ردد بنبره خاليه من اى شئ : ازاى حصل كده
تركت يده بحده وقالت : يعنى ايه ازاى حصل كده انت بتقول ايه … انت واعى إلى بتقوله ده حصل كده من الى انت كنت بتعمله معايا غصب دايما
اغمض عينه بقوه ثم ردد : عارف …عارف من إلى أنا كنت بعمله غصب بس متوقعتش انك مبتاخديش اى موانع
ردت بأسف على ردة فعله المؤلمه لها : للاسف مكنتش باخد موانع …. يمكن أنا مكنتش مصدقه انى حامل بس فرحت معقنى أنا كان ليا حق ازعل وافتكر انك كنت كل مره بتاخدنى غصب
قال بنبره حاده ولكن يتخللها الحزن : انتى شايفه انى ينفع اكون اب يا زمرد … انتى شايفانى اب يقدر يتحمل مسؤوليه ويحب ويخاف انتى شايفانى كده
ابتسمت بسخريه : ليه كنت جربت قبل كده تبقى اب
رد بوجع : بس جربت اكون من غير اب
ردت زمرد بحده : مش معنى انك معشتش انك كده مش هتقدم حاجه لابنك .. ليه دايما متخيل انك مش هتقدر ليه دايما مفكر أن إلى عشته هيمنعك من اى حاجه حلوه المفروض تعشها
قاسم : علشان أنا مش عايز اكرر ده تانى مع ابنى ولا بنتى
فردت زمرد : ومين قالك أنهم هيعيشوا كده انت مش واثق فيا انى هبقى ام
نظر لها بقوه فى عينيها : أنا واثق فيكى يا زمرد بس مش واثق فيا انى هبقى اب
تجمعت الدموع فى أعين زمرد من حديثه التى يؤلمها فكانت تريده أن يفرح معها وتكون فرصه جديده فى علاقتهم …
استجمعت نفسها وقالت : الابوه ديه بتبقى فطره فى الإنسان مش شرط مكتسب يعنى انت مجربتش لسه تبقى اب وبردوا بتحكم منغير متعيش بتكرر نفس الحاجه تانى بس مش معايا المرادى ..المره ديه على حته منك انت …. بتظلم طفل ملوش ذنب فأى حاجه بس خليك عارف ان الطفل ده هتبقى اخر فرصه بينى وبينك.. عايز تتقبله أنا موجوده مش عايز تتقبله انسانى أنا هربى ابنى بنفسى ومش محتاجين اى حاجه منك
مسك يدها بقوه وهو يقول: انتى بتقولى ايه انتى ليه دايما بتختارى البعد بينا ليه .. أنا عمرى ما هسيبك يا زمرد ومش معنى انى مش متقبل وجود طفل حالا انى هسيبك أو هقولك نزليه
ردت بحده: وانا مش هعيش معاك وانت مش متقبله كده انا هربيه لوحدى وكل واحد فين من طريق ومتخافش مش هتقل عليك ولا هطلب منك فلوس ولا حاجه اعتبره مش موجوده
رد قاسم بغضب : انتى بتقولى ايه فلوس ايه وتتقلى عليا ايه اسهل قرار عندك بقا البعد عنى .. خلاص اسهل حاجه بتتخلى عنى فيها
زمرد : أنا مبتخلاش بس انت فى كل اختبار ليك بتثبتلى انك متغيرتش وممكن ترجع تانى وانا مش هستحمل كده
قاسم وقد هدأ من نبرته : مفيش بعد يا زمرد ابنى وهتقبله مع الوقت بس موضوع انك تسبينى ده هو إلى مش هتقبله ابدا
دمعت عيني زمرد من الموقف فهل خبر حملها اثقل قلبه هكذا هل محتاج وقت ليتقبل ابنه فيها … دورت وجهها للجانب الآخر
فتنهد بقوه ثم قال بحنان : زمرد افهمينى يا حبيبتى
ردت بغضب : متقوليش حبيبتى ومش عايزه افهم حاجه علشان أنا تعبت معاك ثم عقبت على كلامها وقالت : ودينى المكان ….. علشان اتأخرت هو قريب من هنا وبعدين امشى ومتتكلمش معايا تانى غير لما تعرف وتفهم الموقف إلى انت فيه محتاح ايه
نظر لها بحزن ثم نظر أمامه مره اخرى … مر الطريق فى سكوت تام فقط تنظر هى للطريق وهو من وقت لآخر ينظر إليها ……
وصلوا امام المكان التى تريد الذهاب إليه فنزلت بحده منه وهى تغلق باب السياره بقوه فنزل خلفها سريعا وهو يقول : انتى رايحه فين
فقالت بحده : مكان ميخصكش روح انت
فقال بغضب طفيف : ايه إلى ميخصنيش .. انتى كل حاجه فيكى تخصنى
فردت عليه : لا المكان إلى رايحاه ده ميخصكش رايحه اطمن على ابنى عندك مانع
قاسم : وده حاجه تخصك لوحدك هو ابنك لوحدك ولا ايه
زمرد ؛ اه ابنى لوحدى ومتدخلش بقا بعد كده فى الموضوع ده
قاسم بحده : زمرد بلاش عند بقا ويالا نشوف هنعمل ايه
زمرد : متزعقليش كده
هدأ من أعصابه ثم قال بنبره هادئه: ماشى يا زمرد مش هزعق يالا نطلع نطمن عليكى وعلى الى فى بطنك
نظرت له زمرد بغضب ثم أسرعت أمامه وهو جاء خلفها سريعا وامسكها من يدها ….
صعدوا إلى الطبيبه فاستقبلتهم بحبور وهى تقول : اهلا يا مدام زمرد
ابتسمت زمرد لها وقالت : اهلا يا دكتور
كشفت عليها الطبيبه وهو يقف صامد لا يبدى اى رد فعل ولو بسيط فقط ينظر لعينيها نظره لم تفهمها هى ….. انتهت الطبيبه من الكشف وخرجت أما هى فكانت تحاول أن تهندم لبسها فاقترب منها ليساعدها فأبعدت يده بنظرة عتاب
تنهد من عنادها ثم خرج للدكتوره …. جلسوا أمامها فقالت الدكتوره بعمليه : البيبى كويس جدا بس لازم انتى تتغذى كويس علشان شايفه انك ضعيفه فلازم تهتمى بأكلك وصحتك ومتعمليش حركه كتيره علشان لسه انتى فى اول الحمل وتجيلى اشوفك كمان اسبوعين
أماءت زمرد برأسها وقالت بابتسامه هادئه : تمام شكرا يا دكتور
ابتسمت الطبيبه : العفو حبيبتى
خرجوا من العياده وركبت معه السياره وهى فى حالة سكوت وهو أيضا فهو لم يتحدث معها فى الاعلى فقط يستمع لكلام الدكتوره وينظر لها
عند ركوبهم السياره قال بهدوء: سمعتى الدكتوره قالت ايه طبعا تهتمى بأكلك كويس لان انتى أكلك زى اكل الاطفال بالظبط
نظرت له بتزمر : والله أنا اكلى زى الاطفال انت عمرك شوفتنى باكل
احب أن يرى تزمرها التى يشبه تزمر الاطفال : اه شوفتك كتير
فنظرت له بحنق وقالت : مكنتش باكل علشان إلى أنا كنت بتعمله فيا
تغيرت نظرته لنظرة حزن ثم ردد : زمرد أنا مش عايز اسمع حاجه من إلى فات ده
نظرت زمرد للجهه الاخرى وسكتت إلى أن وصلوا امام المنزل فجاءت زمرد أن تنزل الا أنه امسكها يدها وقال بنبره حاده : اطلع لمى حاجتك علشان هتروحى معايا ……
يتبع…
رواية كفى عذابك
الحلقة الثالثة عشر
نظرت زمرد للجهه الاخرى وسكتت إلى أن وصلوا امام المنزل فجاءت زمرد أن تنزل الا أنه امسكها يدها وقال بنبره حاده : اطلعى لمى حاجتك علشان هتروحى معايا ……
نظرت له بتعجب ثم قالت : نعم انت بتقول ايه انا مش هاجى معاك فى حته مش ده اتفاقنا
تنهد بحده ثم قال بصوت عالى نسبيا: أنا مش عارف ابقى بعيد عنك يا زمرد ثم امسك يدها بحنان وقال بنبره حانيه لمحاولة إقناعها : أنا هتغير وانا جنبك أنا عايز اصحى من النوم الأقيكى اودامى اطمن عليكى فى أى وقت خاصا بعد حملك ده
فردت زمرد بحزم : قاسم انت وعدتنى انك مش هتغصبنى تانى على حاجه وانا بجد محتاجه وقت اكتر من كده… كمان أنا خايفه منك
فرد بتعجب : خايفه منى أنا ليه يا زمرد أنا وعدتك انى هتغير وانا بالفعل بتغير ادينى فرصه اعيش معاكى بشكل تانى
زمرد : انت واخد بالك انك متجاهل موضوع حملى ده خالص وكل حاجه أنا وبس وأكنى أنا حامل فى ابن حد تانى
غضب قاسم من كلامها : انتى بتقولى ايه انا مش متجاهل ابنى ولا حاجه من كلامك ده بس انا متفاجئ أنا خايف عليه من نفسى لكن انتى مش قادره تفهمى كلامى وبتهاجمينى وخلاص .. أنا حكيتلك كل حاجه يا زمرد والمفروض كنتى تكونى اكتر شخص متفهم ده بس انا هفضل كده لوحدى محدش هيفهمنى غير نفسى أو إلى عاش نفس إلى عشته
حزنت على كلامه فهى تتفهم مشاعره جيدا ولكنها مازالت خائفه فقالت بهدوء : لا عارفه يا قاسم ومقدره ونفسى اعوضك عن كل حاجه عشتها قبل كده بس دايما بقى عندى خوف من بعد كده .. خايفه انك تتأثر من اقل حاجه وترجع تانى خايفه متتقبلش الطفل بعد كده انا ساعتها هيبقى رد فعلى ايه
يستمع قاسم لحديثها بحزن والم من ماضيه الاسود التى اوصله إلى هذا الحد تنهد بحراره ثم قال : ماشى يا زمرد وانا مش هضغط عليكى فى أى حاجه تانى بس خليكى عارفه ان ابنى أنا هتقبله بأى طريقه لو كان عندى سبب واحد انى اتغير فحالا بقى عندى اسباب انى اتغير واولهم انتى علشان النظره إلى فى عينك ديه بتقتلنى
ابتسمت بداخلها على إصراره فالتغيير ولكن قلبها أيضا حزن على نظرة عينه الحزينه التى دائما تراها ..ترى دائما حزن وكسره بداخل عينه ..ولكن معها تتغير نظرته تلك ..اتكون ظلمته فى تركها له وعدم اعطائه فرصه للتغير بجانبها لعله يكون اسرع فى التغيير …… تنهدت ثم قالت له بحنان لعله يهدأ من قلبه : أنا قولتلك كذا مره أنا معاك طول منتا عايز تتغير
نظر لها نظره لم تنساها طوال حياتها فرجل بحجم قاسم دواود ينظر تلك النظره المنكسره فعينيه تقول لا تتركينى فى وحدتى والمى
نزلت من السياره وهى تحاول أن تمسك دموعها فنظرته الاخيره تلك جعلت قلبها يخفق من الحزن علي حاله فتحول موقفه من الهجوم إلى الدفاع فى عينيها أصبحت الآن ترى الحال بشكل اوضح فكل ما فعله معها ناتج من حياته الماضيه فمن يستحق المعاقبه هى والدته بالفعل .
صعدت إلى منزلها ومن الى غرفتها سريعا ظلت تتذكر نظرته وكلامه عن والدته وكيف عاش قبل ذلك فبالفعل الان تستطيع أن تعطى له مبرر فهو لم يتلقى قطرة حنان لم يتلقى كيفية احترام الآخر كيفية ظهور المشاعر ولكن الآن معها اصبح يستطيع أن يعبر عن مشاعره وحزنه بشكل صريح وهذا دليل على تغيره فهى اكتر شخص يؤثر عليه بالفعل …..
فى عز تفكيرها دخلت عليها والدتها وقطعتها من تفكيرها : عملتى ايه يا بنتى عند الدكتور
نظرت لها زمرد وقالت بصوت خافض : الحمد لله يا ماما
نظرت لها والدتها بتعجب من حالتها تلك فإقتربت منها وقالت : مالك يا زمرد وشك متغير كده ليه
نظرت لها زمرد ولم تستطع تمالك نفسها وارتمت فى حضن والدتها وظلت تبكى …ظلت تربط والدتها على ظهرها بحنان وهى تقول : قوليلى فيه ايه يابنتى أنا معاكى
ظلت تبكى بقوه فهى تائه لا تستطيع أخذ قرار يريح حياتها فهى بالفعل تعشق قاسم وتريد أنا تكون بجانبه وتدعمه ولكن يمر أمامها ما فعله من قبل كل ذلك يتضارب أمام عينها
خرجت من حضن والدتها وهى تمسح دموعها فقالت لها والدتها : قوليلى يا بنتى مالك ريحى قلبى
زمرد بحزن : مش عارفه يا ماما اعمل ايه حاسه انى تايهه عايزه أدى قاسم فرصه وخايفه اديهاله أنا تعبت اوى يا ماما تعبت
قالت والدتها بحكمه : يمكن أنا معرفش ايه الى حصل معاكى بالتفصيل يابنتى وانا احترمت ده بس كل الى أنا عارفاه أن قاسم بيحبك اوى نظرته ليكى نظرة اكتفاء .. اول ما بيشوفك بتحسى عينه بتلمع كده يمكن غلط معاكى كتير بس الإنسان بيتعلم من غلطه وهو عايز يتعلم من غلطه فعلا وطلب فرصه تانيه
زمرد بتوهان وخوف :أنا خايفه اديله فرصه تانيه يضيعها تانى
والدتها : ساعتها يبقى انتى عملتى بأصلك وحاولتى تحافظى على بيتك
فقالت زمرد بصوت حزين : أنا بحبه يا ماما ومش عارفه اعيش منغيره فعلا وسط ما كان بيعاملنى كده لما كان بيتكلم معايا بهدوء كده كنت بحس بحنان الدنيا دخل لقلبى .. نفسى اعوضه عن حاجات كتير
فقالت والدتها بتدعيم : اديله فرصه وارجعيله ده مش بيقلل منك ابدا يا بنتى بالعكس انتى بتزيدى فى نظره اكتر فى انك مسيبتهوش فى اكتر وقت محتاجك فيه
فكرت زمرد فى كلام والداتها طوال الليل حتى ساعات الصباح الباكره ……..
فى الصباح استيقظت زمرد دخلت الى المرحاض غسلت وجهها ومن الى غرفتها مره اخرى أخرجت شنطتها ووضعت ملابسها ثم وضعت يدها على بطنها وهى تقول بحنان : هنروح لبابا ونديله فرصه تانيه هنعوضه عن كل حاجه وحشه عاشها .. هيحبك اوى انت ممكن تحبه اكتر منى حتى هو طيب اوى بس عايز حد ياخد بإيده واحنا بقا هنخليه احسن بابا فى الدنيا .
خرجت وهى تجر شنطتها خلفها عندما رأتها والدتها ابتسمت لاتخاذها هذا القرار ….
فقال والداها بتعجب : رايحه فين يا زمرد
فردت زمرد بهدوء: هروح بيت جوزى يا بابا
ابتسم والدها لها بدعم وهو يقول : ربنا يوفقك يا بنتى ويهدى سركم
فإبتسمت : يارب يا بابا
فقالت والدتها : استنى أما اروح انده احمد يجى يوصلك
فقالت زمرد بسرعه : لالا يا ماما متتعبيهوش هو وراه كليه حالا أنا هاخد تاكسى
فقالت والدتها : إلى يريحك يا بنتى
سلمت على والدتها ووالدها ومن ثم خرجت إلى وجهتها فهى تعلم بأنه فى شقته التى ذهبت اليها معه ….
بعد مده ليست بقصيره ……..
يستيقظ قاسم على جرس الباب قام من على السرير ببطئ ثم اتجه يفتح الباب ومازال النوم فى عينه فتح الباب ولكنه تفاجئ بمن على الباب …. فقال بذهول : زمرد
ابتسمت له بحب وقالت : صباح الخير
ظل ينظر لها بتعجب على حالها فبالأمس كانت لا تريد أن تذهب معه والان تأتى فى الصباح وبهذه الابتسامه فهو يتخيل بأنه فى حلم ….
قاسم بذهول: انتى بجد صح
فردت بضحكه خفيفه : لا خيال
شدها ناحيته ومن ثم احتضنها بقوه .. وهو يتنفس الصعداء ظل يحتضنها وهو يدفن رأسه بداخل شعرها أما هى فحاوطت ظهره بيدها وهى تربط عليه بحنان ومن ثم قالت بحب وحنان : أنا هفضل معاك يا قاسم هنربى ابننا مع بعض .. اعتبرنى من النهارده امك وابوك واختك ومراتك وكل حاجه أنا معاك دايما
أما هو فقلبه ينبض بقوه من حديثها واحتوائها له فدمعت عينه من حنانها التى لاول مره يتلقاه على يدها احست بماء ساخن على عنقها فعلمت بأنه يبكى ظلت تربط على ظهره بحنان حتى خرج من حضنها حاوط وجهها بحنان وهو يقول : انتى احسن حاجه حصلتلى فى حياتى … انتى بيتى وملجأى ولما بتبعدى عنى بحس بالوحده إلى طول عمرى كنت بحس بيها …. ثم قال بنبرة وجع : أنا آسف على كل حاجه عملتها معاكى أنا اسف على كل لحظه خليتك تنامى وانتى معيطه وزعلانه
نزلت الدموع من عينيها على حديثه ثم قالت : عايزين ننسى كل حاجه ونبدأ من جديد مش عايزه افتكر حاجه من إلى فاتت وانت بردوا انسى اى حاجه كانت فى الماضى وخليك معايا ومع ابننا .. هنعمل حياه جديده مع بعض هتنسيك اى حاجه وحشه عشتها بس ارجوك يا قاسم متخزلنيش تانى
فقال بتأكيد وهو مازال يحاوط وجهها ويمسح دموعها بحنان : مش هخزلك ابدا يا زمرد أنا هبقى حد تانى صدقينى
ومن ثم قبل رأسها بحنان ثم احتضنها بقوه وهو يبتسم بسعاده وكأن الروح عادت له مره اخرى وكأن الحياه عادت لتبتسم له من جديد
فى صباح يوم جديد مفعم بالحب والنشاط تستيقظ زمرد على مداعبات فى وجهها …فتحت عينيها رأت قاسم يجلس أمامها على السرير وهو يقول بحب: صباح الخير يا حبيبتى
ابتسمت بحب وقالت : صباح النور
فغازلها بحب : صباح النور حاف كده اقترب منها وهو يقول مفيش صباح النور ياحبيبى صباح النور يا روحى ثم قبلها قبله خفيفه من شفتيها وعاد مكانه مره اخرى خجلت كثيرا منه وهى تقول بصوت خافض : قاسم
قاسم بحب وحنان لم تعهده من قبل : قلب قاسم
نظر إلى خجلها وابتسم ثم قال بحماس : يالا بقا محضرلك فطار هتاكلى صوابعك وراه …. اخذ صينية الطعام من على الكومدينو ووضعه أمامها وهو يقول: يالا هتخلصى كل الاكل ده وتشربى اللبن
عندما سمعت سيرة اللبن ثم نظرت له وضعت يدها على فمها وهى تقول بتعب : قاسم شيل اللبن ده من اودامى والنبى يا قاسم
اخذه سريعا ثم وضعه بعيد عنها وعاد لها وهو يقول بقلق : مالك يا حبيبتى فيكى ايه
تنفست الصعداء ثم قالت : مفيش بس نفسى بتقوم عليا من اللبن كمان أنا فى الشهور الاولى من الحمل نفسى بتقوم عليا من اقل حاجه
ابتسم لها وقال بحب : ولا يهمك يا حبيبتى كلى الاكل ده وانا هنزل اجبلك عصير تشربيه وجاء أن يقوم الا أنها امسكته من يده وهى تقول : لا مش عايزه اشرب حاجه حالا انا هاكل بس
قاسم بحب : ماشى الاكل ده كله هيخلص
ضحكت زمرد بخفه : كله ايه بس انت عايزنى اتخن ولا ايه
ضحك على كلامها : تتخنى ايه يا حبيبتى بس صلى على النبى يابنتى والله انتى الى يشوفك يقول طفله يعنى محدش يصدق انك حامل
رفعت حاجبها ثم قالت : والله ياسى قاسم بقا أنا طفله ماشى ثم اصطنعت الحزن فحاوط وجهها وهو ينظر لعينيها بعمق: اجمل طفله شوفتها حد برئ دخل حياتى وخلاها نضيفه خلى فيها حياه بجد
ابتسمت على كلامه ثم قالت : انا مش متعوده على الكلام ده بقا
قاسم بحب: من هنا ورايح مفيش غير الكلام ده وغير الكلام بقا الأفعال هى إلى هتثبتلك بس توعدينى انك هتفضلى جنبى
حاوطت وجهه بحنان وقالت : هفضل جنبك يا قاسم هفضل جنبك طول ما انت عندك امل فى الحياه
قبل رأسها بحنان ثم قال بحنان : يالا كلى يا حبيبتى علشان عاملك مفاجأه
فردت سريعا : مفاجأة ايه بقا
فابتسم لها وقال نفس كلمتها السابقه : هى هتبقى مفاجأه لو قولتلك عليها
ضحكت ثم قالت : ايوه بترودهالى بقا
ضحك هو أيضا وهو يقول : انتى عارفانى مبسبش حقى
فطروا فى ظل مداعبات قاسم وضحك زمرد نعم فهذه هى الحياه التى كانت تريد أن تعيشها بجانبه هذا هو الصباح التى كانت تنتظره حمدت ربها بأنه جعلها ترى هذا اليوم .
ذهب قاسم إلى عمله فهو يريد أنا ينجز اكبر كم من الشغل ليتفرغ لها فهو يريد أن يشبع منها فهى فى هذين اليومين اشتاق لها كثيرا زياده على ذلك فهو يريد أن يعوضها عن كل ايام العذاب التى رأتها معه
فى منتصف اليوم رن قاسم عليها يريد أن يطمئن عليها ويستمع لصوتها
زمرد على الهاتف : ايوه يا قاسم
قاسم بحنان : ايوه يا حبيبتى عامله ايه
زمرد : الحمد لله كويسه وانت
قاسم : أنا كويس طول ما انتى كويسه
ابتسمت زمرد فعلم هو بأنها خجلانه فقال بمشاكسه: ايه الكسوف ده بقا اجيلك حالا أكلك ولا ايه
فردت زمرد بخجل وتوتر : بس يا قاسم بتقول ايه
قاسم : بقول اجى أكلك ولا ايه ضحك على سكوتها التى أعطته لها ثم قال : المهم حضرى نفسك أنا جاى حالا
تعجبت زمرد ثم قالت : هنروح فين
قاسم : اتجهزى بس يا حبيبتى وانا هاجى حالا افهمك كل حاجه
زمرد : ماشى متتأخرش عليا
قاسم بحنان : حاضر يا حبيبتى خلى بالك من نفسك
اغلق معها وهو يبتسم من علاقتهم التى باتت تأخذ مجراها الصحيح
بعد مده عاد قاسم إلى المنزل رائها تجلس أمام التسريحه تمشط شعرها على شكل جديله غجريه وقف خلفها نظرت له بابتسامه جميله أعطت الامل لقلبه انخفض ناحيتها وقبل عنقها بحنان وحب ثم تنفس بعمق وكأنها الحياه أما هى ظلت تنظر إليه من المرءآه وهى تبتسم وقلبها يرفرف من الفرحه على شخصيته الجديده التى لاقت به كثيرا
زمرد وهى تكلمه من خلال المرأه: ايه بقا المفاجأة
قاسم : هنروح شهر عسل
التفتت له وهى تقول مذهوله: شهر عسل
قاسم : اه شهر عسل احنا مروحناش شهر عسل فنعوضه بقا حالا
قامت زمرد سريعا واحتضنته بقوه أما هو حاوطها بحنان فقالت بسعاده : أنا مبسوطه اوى انى أنا هخرج معاك
قاسم بحب : من هنا ورايح هتكونى معايا فى كل مكان هروحه هنلف العالم كله مع بعض هشوف العالم تانى معاكى بشكل جديد
ابتسمت زمرد : انت تعرف انى حلمى انى الف العالم كله
قبل رأسها ثم قال : وانا هحققلك اى حلم نفسك فيه
نظرت له زمرد ثم أمسكت يده ووضعتها على بطنها : هنحقق حلمنا مع ابننا أو بنتنا صح يا قاسم
توترت يده على بطنها أما هى دعمتها بحنان وقالت : نفسك بقا فى ولد ولا بنت
ابتسم لها ثم قال : اى حاجه حلوه يا حبيبتى
ابتسمت زمرد له ثم قالت : أنا نفسى فى ولد يكون شكلك كده
ضحك قاسم بخفه : ليه بقا
زمرد وهى تحاوط وجهه بحنان : كده انا بحب شكلك .. وانت مبسوط كده وعينك بتلمع من الفرحة
ضاقت حواجبه وهى يتسأل: طب وكده
ضحكت على طريقته ثم قال : لا لا ارجع قاسم التانى
ضحكوا سويا ثم قام قاسم بتحضير شنطهم خوفا عليها من الحركه الزائده ثم اتجهوا إلى وجهتهم ……………….. ………………..
فى السياره يقود قاسم السياره وهى بجانبه نظر لها قاسم بحب ثم امسك يدها بحنان وهى نظرت له بحب ثم أخذت يده الممسكه بيدها ووضعت يديهم على بطنها ثم قالت بحب : هنا احسن
فقام بتأكيد على كلامها : اكيد احسن علشان منك
عقبت على كلامه بحب : ومنك
قام بتمشية يده على بطنها بحنان ثم قال بتمنى : ربنا يقدرنى واكون اب كويس
قامت بالتأكيد على كلامه وهى تقول بحماس : هتبقى اب كويس اوى اوى ..أنا حتى خايفه اغير منك من كتر ما انا متأكده انو هيحبك اكتر منى
قاسم : ازاى بقا هيحبنى اكتر منك ده انا إلى هغير اوى خاصا لو كان ولد
ضحكت زمرد : لا لا مش للدرجه .. ولا ليه مش للدرجه انت بتغير من اخويا اكيد هتغير من ابنك
شاركها قاسم الضحك ثم قال : ايوه بقا طلعى الى فى قلبك
زمرد ببراءه: لالا خالص مفيش حاجه فى قلبى
قاسم : حتى أنا
ابتسمت زمرد بخجل : انت مستغل الفرص علفكره
ضحك قاسم على خجلها المعتاد معه ثم أراد اخجالها أكثر فقام بوضع يده على موضع قلبها سكت قليلا ثم قال : بس انا شايف غير كده .. ده انتى قلبك مش بيقول غير قاسم حبيبى
ضحكت زمرد : قاسم وحبيبى ايه ده أنا قلبى قليل الادب اوى
ضحك على كلامها فنظرت له بتدقيق فضحكته جميله …. سرحت فى ملامحه وضحكته التى باتت تراها معه
بعد مده وصلوا إلى وجهتهم …
نزلت زمرد من السياره ودارت حولها فالمكان جميل للغاية شاليه على البحر فالمنظر أمامها رائع حقا
فنظرت له وابتسمت بسعاده : الله المكان جميل اوى يا قاسم
حاوطها بجسده ثم قال بحنان : ديه أقل حاجه يا حبيبتى اعملهالك .. ثم قليلا ثم قال : يالا نطلع نرتاح شويه وبعدين ننزل البحر
زمرد : لالا أنا عايزه انزل البحر حالا
قاسم وهو يحاول إقناعها : يا حبيبتى احنا فى الطريق بقالنا كتير تفطرى الاول وترتاحى شويه وهتنزلى براحتك
زمرد بعبوث: لا انا عايزه اعد على البحر
قاسم : أنا مكذبتش لما قولت عليكى طفله فعلا
ضربته زمرد على صدره بخفه : أنا مش طفله .. أنا زهقت من اعدة البيت فعلشان كده عايزه اعد على البحر شويه
أمأ لها قاسم برأسه: حاضر يا حبيبتى أخذ يدها وقال : تعالى نطلع نغير لبسنا وننزل كده حلو ولا ننزل بلبسنا ده
ضحكت ثم قالت : لا مش للدرجه ديه أنا هطلع البس المايوه بتاعى
تغير وجهه قاسم ثم قال بحده : مايوه ايه يا زمرد مفيش مايوهات
ضحكت زمرد من منظر وجهه ثم قالت : مش إلى فى بالك ده ..ده مايوه بوركينى يعنى مغطى الجسم كله
هدأ قاسم ثم قال : اه بحسب كنت هحبسك ومش هنزلك تشوفى البحر خالص
زمرد : والله اومال كنت جايبنى ليه وبعدين أنا مش محجبه فممكن كنت البس بكينى
قاسم : اه ده فى المشمش بقا حتى لو مش محجبه مفيش حاجه اسمها بكينى هنا
زمرد ؛ خلاص يا قاسم مفيش بكينى عرفنا يالا نطلع بقا نغير هدومنا وننزل قبل ما الدنيا تليل
صعدوا إلى غرفتهم دخلت زمرد وأخذت شاور سريع وقاسم نفس الشئ ثم ارتدت لبسها وهو أيضا
وذهبوا للبحر ……..
اول ما رأت زمرد البحر أسرعت عليه اسرع قاسم خلفها وهو يقول : يا مجنونه انتى حامل
وضعت يدها على رأسها: اه نسيت
مسكها من خصرها ثم قال بتحذير : انتى عارفه لو شوفتك بتجرى كده تانى هعمل ايه
نظرت له وهى تتأسف له بعينيها : اسفه اسفه نسيت
نظر لها قاسم بتحذير : ماشى يا زمرد أما نشوف شغل العيال بتاعك ده هيوصل لفين
تأفأفت وهى تقول : كل شويه عيال عيال أنا كبيره علفكره ليه شايفنى عامله قطتين ولا ماسكه مصاصه
ضحك على منظرها وكلامها وهو يقول : ده الناقص يا حبيبتى تعملى قطتين وتمسكى مصاصه
نظرت له زمرد بحده طفيفه وهى تقول : قاسم
ابتسم لها ثم قال : قلب قاسم
لم تستطع أن تظل على حدتها فضحكت على كلامه التى بات يغمرها به فى كل لحظه …..
قاسم : يالا ننزل البحر
فقالت بتوتر : لا انا مش بعرف اعوم أنا هقف بس كده اتفرج
حاوطها من خصرها ثم قال بحب: ازاى ابقى أنا موجود ومتنزليش البحر معايا
زمرد : لا عادى انزل انت وانا هقف أنا اشوفك
حملها قاسم من خصرها سريعا وهى تقول بلهفه: قاسم نزلنى مش هنزل
لم يرد عليها بل انزلها معه فى وسط البحر فقالت بخوف : قاسم … قاسم طلعنى أنا خايفه
ظل محتضنها من خصرها وهو يقول : بس بس اهدى مفيش حاجه أنا معاكى مش هسيبك
زمرد بخوف وهى تضع وجهها فى صدره : قاسم أنا خايفه
حاوط وجهها : بصيلى أنا … أنا معاكى بصيلى ومتخافيش
نظرت له ومن ثم نظرت حولها أما هو حملها وظل يعوم بها وظل يغازلها حتى تخفف من توترها …بعد مده تعودت على المياه
قاسم وهو مازال محتضنها من خصرها : لسه خايفه
ابتسمت له ؛ لا مش خايفه .. البحر جميل اوى يا قاسم بس وانا معاك
نظر لها بعمق ثم اقترب منها وقبلها بحب أما هى فأغمضت عينيها بإستسلام ولموجة حبه الجارف …
ظلوا فى المياه لفتره طويله حتى بعد غروب الشمس خرجوا من المياه وقام قاسم بإحضاره منشفه كبيره ووقف يجفف شعرها ووجهها
ظلت تنظر له بحب شديد وهو يقوم بتجفيف شعرها حنان ومن ثم قال : اعدى ارتاحى هنا وانا هروح اجبلك عصير تشربيه وهاجى بسرعه
زمرد : لا مش عايزه خليك هنا
قاسم بحنان : مش هتأخر هاجى بسرعه
ذهب قاسم لإحضار العصير لها سريعا أما هى جلست تنتظره وعلى وجهها سعاده تكفى العالم
: زمرد
نظرت خلفها سريعا نظرت لمن أمامها ثم تذكرت هذا الوجهه فقالت : السا
وفى هذه الأثناء جاء قاسم … فنظرت السا خلفها رأت قاسم ينظر لزمرد وهو يبتسم ولم يأخذ باله منها
أسرعت السا ناحيته تحتضنه أما هو وقف بذهول من الموقف فقالت السا بدلال : اشتقت لك قاسم
نظرت لهم زمرد بغضب شديد : ……..
….. ………….
يتبع…
رواية كفى عذابك
الحلقة الرابعة عشر
رأت قاسم ينظر لزمرد وهو يبتسم ولم يأخذ باله منها
أسرعت السا ناحيته تحتضنه أما هو وقف بذهول من الموقف فقالت السا بدلال : اشتقت لك قاسم
نظرت لهم زمرد بغضب شديد .. أما قاسم تفاجأ من الموقف ومن ثم قال وهو يبعدها عنه: ماذا السا
السا بنبره انوثيه تريد أن تصل بها إلى هدف معين : لقد اشتقت اليك قاسم
فنظر لها بحده طفيفه: أنا مشغول الان السا ..ومن ثم نظر خلفه رأى زمرد تترك المكان وتسرع ناحية الشاليه
فأسرع خلفها إلا أن السا امسكته من يده بحده وهى تقول : قاسم لقد اشتقت اليك واريدك بشده
نفض يده من يدها بحده وهو يقول بغضب: لا تكرريها مره اخرى ولا تقتربى منى مجددا
نظرت له بغضب أما هو فتركها واسرع تجاه الشاليه فهو يعلم بأنها الان غاضبه منه بشده وتفكر بأنه عاد مره اخرى لطريقه السابق …..
دخل الشاليه وهو ينادى عليها : زمرد … حبيبتى
لم يستمع لاى صوت لها فصعد إلى غرفتهم وفتح الباب فكانت تجلس على كرسى فى الغرفه غاضبه وتضع يدها على بطنها وكأنها كانت تشتكى إلى طفلها منه ..
فإتجه ناحيتها وهو يقول : مشيتى وسبتينى ليه
فنظرت له وقالت بسخريه : لا قولت اسيبك مع حبيبتك شويه
فنظر بتعجب ؛ حبيبتى … حبيبتى مين انتى بتقولى ايه يا زمرد
زمرد وهى تقف وتواجهه بحده : اه حبيبتك مش ديه إلى كنت بتسبنى وتروحلها
اغمض عينه بقوه ثم قال وهو يحاول تصنع الهدوء : يا حبيبتى مش احنا قولنا ننسى اى حاجه فاتت
زمرد : بس الماضى مازال موجود اودامنا .. يعنى تقدر تقولى ازاى تحضنك النهارده كده بكل بجاحه اودامى وانت ازاى متصودهاش
قاسم : مين قالك انى معملتش انتى مشيتى ومشوفتيش إلى بعد كده بتتكلمى بقى بناء على ايه
زمرد بألم: بناء على أن عاصرت ده قبل كده معاك
سكت قليلا ثم قال بألم: هتفضلى شاكه فيا طول عمرك .. عمرك ما هتثقى فيا هيفضل الماضى اودامنا فى كل موقف
سكتت زمرد ولم تعقب على كلامه الا أنه قال : وعلفكره أنا بعدتها عنى وقولتلها متقربش منى تانى بس انتى عمرك طبعا مهتصدقينى
ابتلعت ريقها بتوتر على تسرعها معه فى اللوم عليه بدون إعطاء الأعذار فجاءت أن تتحدث الا أنه تركها ودخل إلى المرحاض واغلق الباب بحده
فجلست على الكرسى وهى تقول بحده لنفسها : غبيه غبيه مش عارفه تحتويه ولا تعوضيه عن اى حاجه .. هتفضلى شاكه فيه علطول أغمضت عينيها بحزن
خرج من المرحاض يجفف شعره ويرتدى شورت قصير اسود اتجه الى السرير من دون حديث أما هى نظرت له بأسف فماذا تفعل الان لتسترضيه رأته اغلق النور بجانبه واعطاها ظهره …
اتجهت إلى المرحاض تحممت ومن ثم ارتدت قميص يصل الى فوق ركبتها بقليل .. خرجت من المرحاض مشطتت شعرها وذهبت لتنام بجانبه .. احس بحركتها بجانبه ولكنه ظل على وضعه ولم يلتفت لها …. ظلت تقترب منه ببطئ حتى باتت أن تلتصق به احس بها بجانبه فتوتر جسده من قربها منه بهذه الطريقة وحاول عدم افتعال اى حركه أما هى فوضعت يدها على ظهره تخبط عليها برفق وهى تقول بهدوء : قاسم … قاسم
فقال بصوت هادئ ولكن به بعض الحده: ايوه
فردت بحزن : طب بصلى بس نتكلم
فظل على وضعه وهو يقول بحده : مش وقته يا زمرد نامى وبكره نبقى نشوف الموضوع ده
فقالت بحزن : ماشى يا قاسم
أنبه ضميره ناحيتها فهى من حقها مهما كان أن تشك فيه ولو قليل فهى أعطته فرصه يجب هو أيضا اعطائها فرص وان يتقبل شكها حتى تتفهم أمره
فإلتفت لها رائها مغمضه عينيها بحزن وهى متكومه على نفسها فقال بهدوء : زمرد …. حبيبتى
فتحت عينيها سريعا بتعجب منه أما هو فقال بأسف: متزعليش منى يا حبيبتى انى اتعصبت عليكى بس انا عايزك تثقى فيا
فجلست بجانبه وهى تقول بحزن : أنا خايفه يا قاسم بفضل خايفه لترجع تانى قاسم بتاع زمان ..غصب عنى شكى بيتغلب عليا
حاوطها بزراعه وقبل رأسها وقال بحنان : أنا آسف انى خليتك خايفه دايما وقبل رأسها مره اخرى : واسف انى اتعصبت عليكى وانتى ملكيش ذنب
واسف على كل حاجه عملتها معاكى
دمعت عيني زمرد من تأثرها بالحديث وقالت بحب : وانا اسفه انى مسمعتكش
ترك حضنها وحاوط وجهها بحنان وهو يتمعن به وبملامحها ثم قال بحب : متتأسفيش يا حبيبتى ده حقك ..انا زعلت من نفسى انى وصلتك للمرحله ديه سامحينى
حاوطت هى أيضا وجهه بحنان وقالت : مسمحاك يا قاسم بس اوعدنى انك عمرك مهتخذلنى تانى
قاسم : اوعدك بحياتى يا حبيبتى
ابتسمت له بحب ومن ثم اقتربت منه وقبلته بجانب شفتيه بحنان .. تفاجأ قاسم من قبلتها تلك فأول مره تقترب منه هكذا وتقبله فقال بتعجب : إلى انتى عملتيه ده بجد
فبادلته بنظره مشاغبه: لا انا معملتش حاجه شكلك بتتخيل
قاسم وهو يضع يده على موضع القبله : لا بجد أنا حاسس بيها هنا
نظرت له بخجل ثم قالت : حاسس ازاى يعنى
قبلها من شفتيها برقه أما هى خجلت فى البدايه منه ثم بعد ذلك حاوطت رقبته بحنان وبادلته القبله ..بعد مده ابتعد عنها قليلا وهو يضع جبهته على جبهتها وهو يلهث : حاسس بيها كده
نظرت له بخجل شديده وظلت مغمضه عينيها أما هو فاقترب منها مجددا يقبل كل انش فى وجهها ببطئ وحنان حتى غرقوا فى بحر مشاعرهم سويا معلنين عن بدايه جديده لهم .
استيقظ قاسم من النوم فى الصباح … احس بها على صدره فزاد من احتضانها وهو يزيح شعرها من على وجهها ليرى ملاكه التى تؤثر قلبه فى كل مره يراها… فى كل مره يكون بجانبها …
استيقظت هى أيضا نظرت له بخجلها المعتاد وتذكرت ما حدث فخجلت أكثر ووضعت وجهها فى صدره
فضحك على خجلها وهو يقول : صباح الخير على حبيبتى الخجوله
ابتسمت وقالت : صباح النور
قاسم : هتفضلى كتير مكسوفه كده
زمرد بتوتر خجول : لا مش مكسوفه ولا حاجه
قاسم وهو يضع يده على ظهرها ويمشى عليه فتتوتر تحت يده فقال قاسم : متأكده انك مش مكسوفه خالص
سكتت زمرد فهى بالفعل تخجل منه كثيرا ..ضحك قاسم عندما أحس بتوترها بجانبه وقال : مش مكسوفه خالص فعلا
فضربته على يده وقالت : انت الى بتكسفنى الله
ظل يضحك على منظرها الغاضب وهو يقول بإستسلام : خلاص انا شيلت ايدى اهوه معملتش حاجه
قامت زمرد من على صدره بخفه ولكنها فى لحظه احست بدوخه خفيفه فوضعت يدها على رأسها .. فقام قاسم سريعا يمسكها من خصرها وهو يقول .: مالك يا حبيبتى
زمرد وهى تحاول طمئنته؛ متخافش أنا كويسه حسيت بس بدوخه خفيفه ده طبيعى فى أول الحمل
فقال بحزم : طب خليكى على السرير هنا متتحركيش لغاية أما اجى
فحاولت زمرد التحدث معه : يا قاسم
قاطعها بنفس وهو يشاور على مكانها : خليكى مكانك لغاية ما اجى
جلست بإستسلام فهو صميم ولم يتنازل عن رأيه..
ذهب إلى الحمام ملئ البانيو بالماء الدافئ ووضع بعض من الشاور ذو الروائح الهادئة وخرج مره اخرى لها … اتجه ناحيتها وقام بحملها بخفه فتفاجئت من حركته وهى تقول بتوتر : قاسم انت بتعمل ايه
فقال بهدوء: اششش اهدى كده
وضعها داخل البانيو ومن ثم قام بتحميم شعرها أيضا ومن ثم قال : هسيبك تريحى شويه فى الميه الدافيه على اما انزل اجبلك الفطار وهاجى بسرعه ..اه واعملى حسابك هنروح النهارده للدكتوره
فردت زمرد : ازاى واحنا مش فى القاهرة
قاسم : عادى هنروح هنا لدكتورة نسا لغاية ما نرجع
حاولت التحدث معه أيضا ولكنه قال بدون جدال : هنروح يا زمرد ومتحاوليش تقنعينى
فاستسلمت لحديثه وامأت برأسها موافقه على حديثه .
بعد مده ليست بقليله خرجت زمرد من المرحاض وهى ترتدى البورنص فوقها ذهبت إلى الدولاب لتخرج منه لبس لارتدائه .. فإرتدت شورت قصير وفوقه تيشرت بحمالات رفيعه ثم صففت شعرها وجلست على السرير عندما أحست بالدوحه تأتى لها مره اخرى
دخل قاسم الغرفه مره اخرى يحمل صينيه توضع عليها الكثير من الاكل .. فإتجه ناحيتها وهو يتفحص وجهها : حاسه بإيه يا حبيبتى حالا
فإبتسمت بخفه وقالت : كويسه الحمد لله
قاسم وهو يضع الطعام أمامها : طب يالا بقا هتخلص الاكل ده كله وهتشربى العصير ده
فوضعت زمرد يدها على بطنها وقالت : حاسه انى مليش نفس اكل حاجه
قاسم بحده طفيفه: مفيش حاجه اسمها مش عايزه تكلى ..لازم تكلى يا زمرد علشان الدوخه ديه لغاية ما نروح للدكتوره ونشوف لو تديكى اى فيتامينات علشان انتى ضعيفه
زمرد : طب هاكل حاجه خفيفه بس علشان مش هقدر اكل كل ده
فجاورها فالكلام وهو يجلس بجانبها ويحاوطها من خصرها بحنان : ماشى يا حبيبتى كلى بس يالا
ومن ثم ظل يطعمها وهو يتحدث معها فى أمور شتى حتى تأكل كل الطعام وبعد مده نظرت امامها وقالت بذهول : ايه ده انا خلصت كل ده
ضحك على منظرها وهو يقول : يا حبيبتى انتى بتكلى لاتنين مش ليكى لوحدك
ضربته زمرد على صدره بخفه وقالت : شكلك عايز تتخنى
قاسم : أنا خايف عليكى بس لكن مش فارق معايا تبقى رفيعه تبقى تخينه هفضل احبك طول عمرى
ومن ثم نظر على ما ترتديه ثم غمز لها وقال : بس ايه الشورت الحلو ده
فضحكت بخجل وهى تقول ‘ اهوه هترجع تحرجنى تانى
اقترب منها وقال : ازاى بقا
فظلت تنظر فى جميع الاتجاهات بخجل : ازاى ايه
وضع يده على خصرها بحب واقترب من عنقها ومن ثم دفن وجهه به وقال بصوت هادئ : انا مش مصدق انك معايا يا زمرد .. انتى بجد صح
فحاوطت خصره بحب وحنان وقالت بصوت حنون : أنا معاك يا حبيبى
خرج من حضنها سريعا وقال بلهفه : انتى قولتى ايه
فنظرت لعينه بحب وقالت وهى تحاوط وجهه : انا معاك يا حبيبى
نظر لها بحب وامتنان ومن ثم وضع يده على يدها الموضوعه على وجهه ومن ثم التفت وقبل يدها بحب وعينه تلمع من كثرة الفرح
ثم احتضنها بعشق جارف وهو يدفن نفسه بداخل شعرها وعنقها وهو يقول : أنا اكتر حد محظوظ فالدنيا علشان انتى معايا … انتى عوض ربنا ليا بعد كل سنين التعب والخزلان إلى شوفتها فى حياتى انتى كل حاجه فى حياتى
زمرد ودموعها على وجهها وتحاوطه بحنان قالت بحب : أنا بحبك
سكت قليلا ليحاول استيعاب كلمتها تلك فهو يعلم بأنها تحبه ولكنها اول مره تقولها صريحه هكذا …. قال قاسم : زمرد انتى قولتى انك بتحبينى صح
امأت رأسها بتأكيد : اه قولت أن بحبك وعمرى ما هسيبك ابدا يا حبيبى
احس بأن قلبه سيقف من كلامها الغير معتاد معه ولم يعرف سوى أنه قبلها بحب وعشق وهو يحاوط خصرها بتملك تام
……….. …………………… …………………..؟……..
فى المساء ذهبوا معا الى المستشفى للإطمئنان على زمرد
دخل معها إلى الطبيبه فإستقبلتهم بحفاوه وهى تقول : اتفضلى معايا يا مدام زمرد نطمن عليكى
فأمأت لها زمرد وذهبت بجانبها وقاسم يجاورها وهو يحاوط يدها بحنان ….
تجلس الطبيبه وهى تنظر على الشاشه بتفحص فنظرت زمرد بتوتر لقاسم فحاول طمئنتها وهى يربط على يدها ….
زمرد للطبيبه: البيبى فيه حاجه يادكتوره
الطبيبه : اهدى مفيش حاجه
انتهت الطبيبه من الفحص أما قاسم ساعد زمرد فى تعديل ملابسها وامسكها من يدها وخرج
جلسوا أمام الطبيبه فقالت الطبيبه بعمليه : الجنين نبضه حلو وكويس … بس انا شايفاكى انتى إلى مش كويسه
فهلع قلب قاسم وقال سريعا : يعنى ايه مش كويسه
فقالت الطبيبه : مناعتها ضعيفه اوى وده بعد كده هيأثر عليها وعلى الجنين
فنظرت زمرد لقاسم وعينيها مليئه بالخوف فقال هو : طب ايه الحل لو الجنين خطر عليها منزله
نظرت له زمرد بغضب وهى تقول : مش هنزله استحاله اعمل كده
فحاولت الطبيبه تدارك الموقف وقالت : اهدوا.. أنا بقول هى مناعتها ضعيفه وده هنقدر نسيطر عليه قبل الولاده بالفيتامينات وتاكل كويس وكل حاجه هتبقى كويسه بعد كده
فقال قاسم : يعنى مفيش اى خطر عليها
الطبيبه : طالما ماشيين على إلى قولته ده يبقى أن شاء الله مفيش اى خطوره عليها
شكرها قاسم واخذ زمرد فى يده وخرج من عند الطبيبه
ظلت صامته إلا أن ركبوا السياره فنظر لها بتفحص وقال : مالك يا حبيبتى
نظرت له وقالت بحزن : انت بيهون عليك ابنك كده بسهوله .. عادى تقول أنزله كده
قاسم : لو فيه اى خطر عليكى اه يا زمرد هتنزليه
زمرد بحده : أنا عمرى ما هعمل كده انا أضحى بنفسى علشان هو يعيش .. انت لو مش بتحبه فهو بالنسبالى الحياه
فرد قاسم بنبرة الم : وانا هعيش لمين بعد كده .. وانا بالنسبالك ايه .. انتى اكتر حد عارف انك بالنسبالى كل حاجه ليه دايما ابسط حل بتختارى انك تتخلى عنى وتبعدى… أنا عايز اشوف ابنى فى احسن حاله بس عايز اشوفك جنبه وجنبى لان لو انتى مش معايا مش هتبقى ديه حياه
تداركت زمرد غضبها منه وقالت وهى تحاوط وجهه بحنان : أنا مش بتخلى عنك يا قاسم أنا عايزه احافظ على ابننا إلى هو حته منك يا قاسم
قاسم : زمرد أنا مش هقدر اعيش منغيرك
وضعت جبهتها أما جبهته وقالت بحنان : هفضل جنبك وابننا هيبقى معانا وهنعيش حياه حلوه
وأثناء حديثهم سياره طائشه تأتى ناحيتهم بسرعه كبيره .. نظر قاسم للنور التى فى وجهها ولم يستطيع تدارك الموقف فالسياره ارتطمت بقوه فى سيارته وبعد ذلك لم يرى سوى ظلام أمامه وعلى لسانه زمرد .
يتبع…
رواية كفى عذابك
الحلقة الخامسة عشر
وأثناء حديثهم سياره طائشه تأتى ناحيتهم بسرعه كبيره .. نظر قاسم للنور التى فى وجهها ولم يستطيع تدارك الموقف فالسياره ارتطمت بقوه فى سيارته وبعد ذلك لم يرى سوى ظلام أمامه وعلى لسانه زمرد .
تجمع الناس حول السياره ولحسن حظهم بأنهم كانوا أمام المستشفى ..
بداخل السياره فاقت زمرد لمن حولها وقالت بتعب وهى تنظر بجانبها : قاسم
رأت رأسه بجانب شباك السياره حاولت افاقته ويدها ترتعش بقوه ظلت تقول بخوف : قاسم رد عليا متعملش فيا كده
فهى أيضا مصابه ولكن خدوش بسيطه فى وجهها
ظلت تصرخ بإسمه : قاسم علشان خاطرى فوق ..فوق يا حبيبى
قاموا المسعفين بإخراجها ببطئ من السياره وهى تردد باسم قاسم وتصرخ … : الحقوه والنبى .. الحقوه
قاموا بإخراجه من السياره ببطئ ووضعوه على النقاله إلى داخل المستشفى
وهى بجانبه تبكى بقوه : انت قولتى مش هتسبنى صح .. انت هتفضل معايا
فتح عينه بضعف وتعب فنظرت له وهى تساير سرعتهم … : قاسم انت كويس صح .. هتبقى كويس
ظل يتفحص وجهها بتعب وقال بصوت خافض : أنا كويس يا حبيبتى
ودخل إلى غرفة العمليات وقفت فى الخارج تبكى على حالهم … فدائما ما يأتى ليعكر صفوهم.. جلست على كرسى خلفها وظلت تبكى بقهر على حياتهم المليئه بالصعاب …
فى عز بكائها رأت الطبيبه التى فحصتها تقول لها : مادام زمرد
نظرت لها زمرد وقالت بصوت مبحوح من البكاء : ايوه يا دكتور
الطبيبه : انتوا إلى عملتوا حادثه
فردت بضعف: اه
الطبيبه وهى تحاول تهدأتها: اهدى متخافيش تعالى معايا بس اكشف عليكى واطمن على البيبى
فردت بكاء : لا انا هعد استنى قاسم هنا
الطبيبه وهى تحاول أن تسايرها: متخافيش يا حبيبتى الدكتور طمنا انو حالته مش خطيره شويه خدوش بس كده وهيبقى كويس
فقامت زمرد من مكانها بلهفه : بجد يا دكتوره
الطبيبه : اه بجد تعالى معايا بقا نطمن عليكى وعلى البيبى
ترددت زمرد : طب هستناه لغاية ما اطمن عليه وبعدين هاجى أنا بنفسى اطمن على البيبى
الطبيبه فى محاوله لاقناعها : لازم نطمن على البيبى رزعت العربيه ديه مش سهله وانتى لسه فى الشهور الاولى .. علشان لو لقدر الله وفيه حاجه نقدر نلحقها بسرعه
وضعت زمرد يدها على بطنها بخوف وقالت : هو ممكن يكون حصله حاجه
الطبيبه بعمليه : كل شىء وارد فعلشان كده بقولك نطمن حالا
وافقتها زمرد واخذتها معها إلى غرفة الكشف …
نامت زمرد على سرير الكشف وقامت الطبيبه بالكشف عليها ….ظلت تنظر لنبض الجنين بتركيز تام
وزمرد تنظر أيضا بخوف لشاشة التى التى يظهر عليها الحنين ….
زمرد برعب وخوف : فيه حاجه ولا ايه يا دكتوره طمنينى والنبى
ظلت الدكتوره تنظر حتى نظرت لها وابتسمت باطمئنان: الحمد لله الجنين كويس بس لازم تاخدى حالا حقنه مثبته للاطمئنان
امأت زمرد برأسها بسرعه فهى قلبها يكاد يقف من خوفها على قاسم وخوفها على طفلها أيضا …
خرجت زمرد سريعا تنتظر قاسم امام غرفة العمليات ..حتى خرج الطبيب فأسرعت تجاهه وهى تقول : عامل ايه يا دكتور ..هو كويس صح طمنى الله يخليك
الطبيب بعمليه : المريض كويس الحمد لله الازازه إلى جت فى دماغه سطحيه وخدوش فى الرجل والوش بسيطه .. الف سلامه عليه
شكرته زمرد ووقفت تنتظر خروجه … نقلوه إلى غرفه عاديه وذهبت زمرد لتطمئن عليه
جلست على كرسى بجانبه ومسكت يده بحنان وقبلتها ثم قالت بحزن واسف : فوق يا حبيبى ومعدتش حاجه هتعطلنا فى أن احنا نعيش مبسوطين ..فوق وكل حاجه هتبقى احسن وانا والله مش هزعق معاك ومش هشك فيك تانى
فتح عينه ببطئ رائها تبكى على يده وضع يده على شعرها ببطئ وقال بصوت رخيم : أنا كويس يا حبيبتى
قامت سريعا من على يده وهى تنظر له بذهول : قاسم ..انت كويس يا حبيبى
ابتسم لها بحب : أنا لو اعرف انك هتقولى حبيبى كتير كده لما اتعب ..لا ده انا اتعب علطول بقا
مسكت يده وقالت : لا فال الله ولا فالك ..قاسم أنا قلبى وجعنى والله من خوفى عليكى
وضع يده على وجهها وقال : أنا معاكى يا حبيبتى متخافيش عليا
زمرد وعينيها امتلئت بالبكاء : أنا بحس الدنيا مش عايزانا نفرح ليه كده
قاسم وهو يقول بحنان : هنفرح غصبن عن الدنيا وهتبقى مبسوطه يا حبيبتى وهتجيبى ابننا وهنربيه فى الجو إلى نفسك يعيش فيه
ابتسمت بسعاده : بجد يا قاسم
قاسم بابتسامه : بجد يا قلب قاسم
سكتت قليلا ثم قال : زمرد
فنظرت له : نعم
قام قاسم من مكانه بتعب وجلس نصف جلسه وهو يقول : أنا ازاى نسيت اطمن عليكى لازم نروح نكشف عليكى حالا
ربطتت على صدره وقالت: اطمن عليا أنا كويسه روحت للدكتوره واطمنت عليا وإدتنى حقنه مثبته والحمد لله البيبى بخير
حاوط وجهها بحنان : وانتى يا حبيبتى اهم حاجه عندى انتى
ابتسمت زمرد بحب : طول ما انتوا كويسين انا هبقى كويسه
ظل ينظر لها بإمتنان وحب ومن ثم اقترب منها وقبلها بعشق جارف أما زمرد حاوطته من رقبته وهى تتمسك فيه خوفا من فقدانه .
فى وقت لاحق تجلس زمرد بجانب قاسم فى المستشفى وهى تقول بحزن : قاسم
نظر لها بإهتمام : نعم يا حبيبتى
زمرد بتوتر وحزن : أنا خايفه
حاول القيام من مكانه ببطئ فحاولت إسناده فقال : خايفه من ايه يا حبيبتى
زمرد وهى تنظر فى الفراغ : حاسه ان الدنيا مش عايزانى ابقى مبسوطه
قاسم : ليه بتقولى كده ..صدقينى الحياه هتبقى احسن مع بعض أنا عارف انك مش واثقه فيا لغاية حالا بس والله العظيم أنا مش هخذلك
نظرت له نظرة أمل: بجد يا قاسم
حاوطها من خصرها : بجد يا قلب قاسم
نظرت له بحب ثم قالت : أنا بحبك علفكره
نظر لها بعمق نظره لم تفهمها هى فقال ببحه خاصه به : طب اعمل ايه حالا وانا فى المستشفى ايه أكلك ولا اعمل فيكى ايه
خجلت كثيرا من كلامه وقالت بخجل : مصمم تحرجنى
فرد بابتسامه عاشقه : اعمل ايه ماهو انتى عايزه تتاكلى كده
قالت زمرد بحب : قولى بقا حبيت فيا ايه قولى بتحب ايه وبتكره ايه عايزه اعرفك اكتر
نظر لعيونها بعمق ؛ اول حاجه عينك .. عينك ديه اثرتنى بجد حاسس ان لما ببصلك كده بحس أن الدنيا صافيه تانى حاجه بقا قلبك بحسك نقيه لابعد الحدود وبتحبى بجد من قلبك تالت حاجه وهو ينظر لشعرها : شعرك بقا ده عالم تانى خالص دايما بيبقى نفسى أدفن نفسى جواه كده وانسى الدنيا
ابتسمت بخجل : وايه كمان
ابتسم بحب: فيه حاجات تانيه كتير اوى بتظهر معاكى مع الوقت اكتر وقت بحس أن مبسوط فيه بكون معاكى … او أنا مش بكون مبسوط غير معاكى بس علشان انتى احسن حاجه فى حياتى
زمرد :.ايه اكتر لون بتحبه
نظر لعينيها بحب : الرمادى
فخجلت من مقصده فعينيها بهذا اللون : وايه اكتر اكله بتحبها
صمت قليلا يتذكر ما يحبه : مش عارف مباكلش كتير يعنى مش بركز اوى
نظرت له ولعينيه التى بات الحزن فيها فحاولت أن تخرجه من حزنه : يعنى مثلا مش بتحبى المحشى
ضحك بخفه وقال : محشى مره واحده
هزت راسها برفض : لا لا مش محشى بس وبط كمان
قاسم : كمان ايه كمية الدهون ديه
نظرت لعضلاته بنصف عين : اه قول كده بقا تلاقيك بتاكل سلطه صبح وليل
ضحك على نظرتها : حاجه زى كده باكل سلطه حاجات مفيهاش دهون يعنى
زمرد : استنى بس نرجع هعملك اكل مكلتوش قبل كده
ضحك قاسم : ماشى يا زوزو وانا مستنى
احتضنها بحب وظلوا طوال الليل يتحدثوا عن أنفسهم وطفولتهم ……..
فى الصباح كتب الطبيب لقاسم على خروج من المستشفى ذهبوا إلى الشاليه مره اخرى اجلسته براحه على السرير ..
وقالت : هروح اعملك حاجه تاكلها بقا
امسكها من يدها : استنى هنا مش هتعمل حاجه انتى عملتى مجهود اليومين دول وده غلط عليكى
فحاولت إقناعه: لا انا كويسه والله
قال بحده قليله : زمرد اسمعى الكلام أنا هكلمك حد يجى يعمل كل حاجه أنا عايزك تتطلعى ترتاحى جنبى بس
زمرد : طب هدخل اخد شاور سريع كده واجيلك
قاسم : ماشى متتأخريش خمسه دقايق والاقيكى جنبى
ضحكت زمرد بخفه : أنا ههرب
قاسم : لا انا عايزك جنبى
ابتسمت له بحب وقالت : حاضر خمس دقايق وهتلاقينى لازقه فيك ..واسرعت ناحية الحمام
أما هو فقال بصوت عالى : براحه يا مجنونه
دخلت الى المرحاض تحممت سريعا وخرجت وهى ترتدى قميص يصل إلى ركبتها بلون البيج لائق جدا على لون بشرتها ….
عندما رائها تخرج من المرحاض ظل ينظر لها بإعجاب كثيرا وهى تتجه ناحيته بخجل وشعرها الغجرى متروك خلفها بطريقه جميله جعلته فى أقصى إعجابه ..
فوقفت أمامه وهى تقول بخجل : عايزه اغيرلك على الجرح
فأمسك يدها وقال : سيبك من الجرح حالا ايه الجمال ده
ابتسمت بخجل وقالت : يا قاسم لازم الجرح يتغير عليه وتاخد العلاج
فرد بإستسلام : ماشى يا يا ست زمرد يالا غيريلى على الأقل اى حاجه من ايدك
جاءت بالاسعافات الاوليه ووقفت تغير على الجرح التى فى رأسه نظفته بمهاره ومن ثم ضمته جيدا وأعطته الدواء واتجهت بجانبه تحتضن خصره بحنان وخوف عليه من فقدانه
أما فهو فحاوطها بحنان وهو مغمض عينه وكأنه ملك العالم بأكمله ..
نامت فى أحضانه وهى تردد : هنعيش ايام حلوه
أما هو قبلها من رأسها وكأنه تأكيدا على كلامها
مرت الايام وعاد قاسم وزمرد مره اخرى الى شقتهم وبشاروا حياتهم بشكل طبيعى …..
فى يوم تجلس زمرد وقاسم على طعام الغداء فقالت زمرد بتوتر : قاسم
نظر لها باهتمام : نعم يا حبيبتى
زمرد بتردد فى الحديث : أنا عايزه انزل الكليه مش عايزه السنه تضيع عليا
قاسم : هتنزلى ازاى وانتى حامل وانا مش هبقى مأمن انك تبقى لوحدك
زمرد بلهفه : ماهو احمد معايا هيخلى باله منى
ألقى قاسم الشوكه بغضب وهو يقول : احمد مين إلى معاكى انتى مصممه تضايقينى دايما بموضوع احمد ده
نظرت زمرد له بذهول : بضايقك ازاى يعنى قولتلك كذا مره ده اخويا اخويا يا قاسم افهم بقا
قاسم بحده : مش هفهم أنا مش عايزك تبقى مرتبطه اوى كده بيه .. وانا إلى اقوله يتعمل
نظرت له زمرد بتعجب وردت بغضب : يعنى ايه إلى هتقوله يتعمل انت مصمم على إلى فى دماغك ده .. بقول اخويا يعنى ايه الغلط فى كده
امسكها من زراعها بقوه وقال بحده : علشان بغير وبلاقيكى بتتعاملى معاه دايما حلو وبتضحكى وانا مش عايزك تعملى كده غير ليا
أغمضت عينيها بحده : يعنى هتعامل معاه ازاى مش فاهمه يعنى ازعق معاه ولا أكرهه منغير سبب ..أنا وأحمد متربيين مع بعض روحنا المدرسه مع بعض والجامعه مع بعض ودايما كنا عايشين مع بعض عايزنى حالا اكرهه بمناسبة ايه انك غيران غيره ملهاش اى لازمه
قاسم بحده : غيران غيره ملهاش اى لازمه .. اه يا زمرد غيران والى هقوله يتعمل تقللى شويه طريقتك ديه معاه
فقامت زمرد من مكانها بغضب وقالت ؛ وانا مش هعمل كده ابدا ..ده اخويا وهيفضل اعز ما ليا
نظر لها بغضب ومن ثم قام وخرج من البيت بحده ……..
أما هى جلست مكانها غاضبه من غيرته الغير طبيعيه فهو اخيها ما خطأها فى ذلك …
يجلس فى مكتبه غاضب منها فماذا يفعل فهو يغار عليها من الهوا .. دائما يحس بأنه ملكه هو فقط ليس لأحد سواه حتى أحيانا يغار عليها من أبيها ولكن يحاول تحكيم عقله حتى لا تختنق منه ..
دخل كريم عليه وهو يقول : جيت امته
رد قاسم بضيق : جاى من شويه
تعجب كريم من قاسم وجلس أمامه وقال : مالك يا قاسم
قاسم : مفيش شوفلى ايه الحاجات الى عايزه امضتى يالا
كريم : استنى بس كده ..فهمنى فى ايه زمرد حصلها حاجه ولا ايه
فنظر لها قاسم وقال بغضب : زمرد مين متحترم نفسك انت كمان
فرد كريم بتعجب من غضبه: فى ايه بت عم ماتهدى كده انا قولت ايه .. زمرد زى اختى
ضحك قاسم بسخريه : اه ماهو كل واحد بقا يكلمها يقولى زى اختى هى مش اخت حد هى مراتى أنا وبس
كريم وهو يحاول تهدئة غضبه فهو يعلم بأن قاسم غيور جدا على الأشياء التى يحبها : خلاص ياعم مكنتش اقصد بس هى فعلا زى اختى زائد أن هى مرات اخويا
تنفس قاسم بغضب وقال : معلشى يا كريم أنا مش فايق حالا الغيلى حاجات النهارده
كريم : حاضر هعملك إلى انت عايزه بس قولى فيه ايه
قاسم وهو يفكر فيها فيعلم بأنها غاضبه منه الان : مفيش يا عم اعمل بس الى قولتلك عليه
كريم : ماشى انا هلغى مواعيدك ولو كده روح انت
قاسم : لا انا قايم رايح مشوار كده وبعدين هروح
كريم بترقب: رايح لها
نظر له قاسم نظره الم استقبله كريم بحزن ومن ثم خرج .
فى غرفة تجلس امرأه شكلها صغير فى السن الهالات السوده تحت عينيها تتمدد على سرير المستشفى تنظر أمامها وكأنها فى عالم اخر ….
دخل قاسم عليها الغرفه ببطئ ظل ينظر لها بألم ووجع على أيامه التى عاشها بجانبها .. التى هى سبب فى كونه الان ..فى عقدته التى يحاول الهروب منها إلى الآن …
جلس أمامها على الكرسى وهو مازال ينظر إليها وكأنه يقول لها .. لماذا لماذا فعلتى كل هذا السوء فهو لم يكرها على قدر وجعه وحزنه منها .. فالكره اسهل بكثير من الوجع
نظرت له بكسره فهى تعلم مقدار خطأها الان حاولت التحدث الا أنها شاور بيده لها بعدم التحدث وقال هو بألم: ليه .. ليه عملتى فيا كده .. أنا ابنك بجد ولا انتى لقيتينى اوقات بتمنى اكون كده فعلا
فهزت رأسها بضعف وقالت بصوت خافض حزين ونادم : لا يا قاسم انت ابنى
هز رأسه بألم : ليه انتى امى .. وليه عملتى فيا كده ليه بتكرهينى اوى كده ليه ربتينى كده
والدته بحزن: أنا اسفه يابنى أنا ندمانه
ضحك بألم: بعد ايه ..بعد مخليتينى كده بعد مخليتينى بأذى اقرب الناس ليا وبعد ما معدش عندى قلب بعد ايه .. خلتينى طول عمرى بعانى بسببك انتى ياريتك كنتى موتى أو أنا موت قبل ما اعرفك
دخل الكلام الى قلبها وكأنها سهام حاده تمزق القلب أشد التمزيق
والدته وهى تحاول استعطافه: سامحنى والنبى يا بنى سامحنى أنا غلطانه ..خلينى فرصه اعوضك
هز رأسه برفض : معتيش هتقربيلى تانى .. معتش محتاجك فى حياتى تانى .. مش عايزك تانى ولا عايز اسمع منك اى حاجه تانى أنا قولت كل الى عندى
وقام سريعا من أمامها وخرج والدموع فى عينيه فهى اكبر خطأ فى حياته فبرغم تغيره إلا أنه مازال بداخله نفس الوجع والألم لم يشفى بعد منه
دخل إلى الشقه بضعف وحزنه يملأ قلبه رأها تجلس على كنبه أمام التلفاز فإتجه ناحيتها وجلس على ركبه أمامها فنظرت له بذهول وتعجب وجاءت أن تتحدث الا أنه احتضنها بقوه وكأنها هى ملجأه الأمن من هذه الحياه المؤلمه ….
يتبع…
رواية كفى عذابك
الحلقة السادسة عشر
دخل إلى الشقه بضعف وحزنه يملأ قلبه رأها تجلس على كنبه أمام التلفاز فإتجه ناحيتها وجلس على ركبه أمامها فنظرت له بذهول وتعجب وجاءت أن تتحدث الا أنه احتضنها بقوه وكأنها هى ملجأه الأمن من هذه الحياه المؤلمه…
حاوطته بحنان فهى تعلم ما يحس به … فقال بصوت اليم : ليه عملت فيا كده .. مكنتش عايز ابقى كده .. ليه ديه امى … شدد من احتضانها وقال : زمرد أنا تعبان .. أنا حاسس انى خلاص نفسى بدأ يضيق من الحياه ديه
قالت بلهفه وصوت حنون : لا يا قاسم متقولش كده مش احنا وعدنا بعض أن احنا هننسى اى حاجة فاتت
رد بألم وحزن: نفسى اعمل كده فعلا يا زمرد ..نفسى انسى بس مش قادر انسى مش عارف اعيش عادى وانا عارف ان هى عايشه .. مش عارف اتخطى طول عمرى عايش غلط فى غلط فمكنتش بحس بحجم الحاجة إلى بعملها ..إنما حالا فهمت كويس أنا عملت ايه فهمت ازاى كنت حد زباله معندوش قلب بيعمل اى حاجه حرام
زمرد وهى تربط على ظهره بحنان وتقول : ورجعت يا قاسم عرفت غلطك … سهل الإنسان يغلط بس صعب انو يرجع عن الغلط ده وانت عملت الصعب يا قاسم عرفت غلطك وبدأت تصلحه .. ربنا غفور رحيم يا قاسم ارجعله وانت هتحس انك بقيت شخص تانى ومش هتبقى محتاج دعم لا من دكتور ولا منى حتى .. ربنا الاحن من اى حد فى الدنيا هو إلى هياخد بيك للطريق الصح
هدأ عندما استمع لحديثها .. ومن ثم خرج من أحضانها ونظر لها نظرة احتياج وقال : أنا محتاجك يا زمرد
فهمت زمرد مقصده فأمأت برأسها ببطئ وهى تريد أن تفعل اى شئ ليخرج من حالاته .. فحملها ودخل إلى غرفتهم يحاول أن ينسى العالم المؤلم فى بحور عشقها أما هى كانت تحاوطه بحنان فهى تعلم ما يشعر به من ضعف والم وقهر …..
بعد مده ليست بقليله احتضنها بقوه ونام ..أما هى ظلت طوال الليل تنظر له بحزن وهى تفكر كيف تخرجه من حالاته …
فى الصباح استيقظ كلا من قاسم وزمرد فنظر لها قاسم بتأهب فهو يتخيل بأنها ستحزن بسبب ما فعله بالأمس فقال لتبرير: زمرد أنا آسف كان غصب عنى مكن….
وضعت يدها على فمه براحه وقالت بحنان : أنا مش زعلانه وبعدين انت مختنيش غصب .. أنا فاهماك يا حبيبى وانا معاك وفى ضهرك فى أى وقت
نظر لها نظرة امتنان وعشق ثم قال بنبرة عميقه : هفضل اقولك انتى الحاجه الصح الوحيده إلى عملتها فى حياتى يا زمرد .. هدية ربنا ليا من بعد خزلان وتعب
قام من مكانه قبلها من رأسها ووجنتها بحب أما هى حاوطت رقبته بيدها وهى تقول لتحاول إخراجه من هذه الحاله : طيب حيث كده بقا أنا هطلب منك طلب
فقال سريعا : اطلبى إلى نفسك فيه يا حبيبتى
نظرت له بترقب : عايزه اجى معاك الشغل النهارده .. عايزه افضل شايفاك الوقت
ابتسم بسعاده وقال : بجد يعنى
فضحكت على رد فعله : ايوه بجد يعنى أنا بطلب منك علفكره
قاسم وهو يضع رأسه فى عنقها يتنفس بعمق : مقدرش اقولك لا طبعا ..بس كده انا مش هعرف اشتغل
زمرد : ليه بقا
قاسم وهو مازال يقبل عنقها قبلات رقيقه ‘ علشان هتفضلى اودامى مش هقدر اشيل عينى من عليكى
ابتسمت بخجل وقالت : هساعدك فى الشغل
قاسم : لا انتى هتيجى تلعب تعدى اودامى بس انا مش عايز اتعبك فى اى حاجه
زمرد وهى تحاول إقناعه ؛ يا قاسم عايز اساعدك
نظر لها بحنان وقال : يا حبيبتى وجودك معايا مساعدنى والله
فردت زمرد بترقب : انت خايف اقولك اشتغل معاك علطول
نظر لها بتعجب : لا طبعا أنا عايزك تفضلى مرتاحه بس … ثم حاوطها بحنان وهو يحاول سرد لها وجهة نظره : أنا كل إلى عايزه الفتره ديه تخلى بالك من نفسك اوى تقللى حركتك تاكلى كويس وبعد كده إلى انتى عايزاه هعملهولك
زمرد بتساؤل: والجامعه
تنهد ببطئ ثم قال : مينفعش تروحى على الامتحانات وانا هذاكرلك المحاضرات
زمرد : لا منتا عارف يا قاسم هندسه اغلبيتها عملى كمان أنا متخصصه معمارى
قاسم : اول مره اشوف بنت تحب تتخصص معمارى
ضحكت زمرد ثم قالت بغرور مصطنع : مادام أنا دخلت يبقى فيه
ضحك قاسم عليها ثم قال جديا : خلاص هتروحى الايام الى فيها عملى معقنى مش راضي انك تروحى فى العملى ده بالذات
زمرد بجهل : ليه
نظر لها قاسم بنصف عين : اسمه عملى يا حبيبتى يعنى مجهود وخاصا فى القسم بتاعك ده ..أنا كنت فى هندسه بردوا
زمرد وهى تحاول إقناعه : أنا مش هعمل حاجه على الأقل افهم السكشن واسجله والحضور وموضوع الشغل ده هحاول اقلل منه خالص
قاسم بعدم اقتناع : لازم يا زمرد يعنى
زمرد بتصميم : أنا مش هقدر اعيد السنه تانى يا قاسم والنبى عايزه اخلص
عندما رأى تصميمها على الذهاب فقال ؛ خلاص يا حبيبتى هوديكى بس انا سايبلك امانه انتى وابننا
ابتسمت بحب : فى عيونى
ابتسم لها بحنان وقال وهو يضع وجهه على بطنها يقبل مكانها وكأنه يقبل ابنه .. خللت زمرد يدها فى شعر قاسم بحنان …..
ومن ثم قالت بعد مده قليله : يالا اقوم احضر الفطار علشان ننزل
قاسم : لا انا هقوم أحضره خليكى مرتاحه انتى
زمرد برفض : لا يا حبيبى قوم انت علشان لو هتجهز نفسك .
قاسم وهو يحاول فتح معها موضوع يعرف بأنه سيضايقها : زمرد
فنظرت له : نعم يا حبيبى
قاسم بتردد : هو المفروض نرجع الفله
فعندما تذكرت هذا المكان تشنج جسدها وتوترت فأمسك يدها بحنان وهو يمدها القوه : خلاص يا حبيبتى مش لازم نروح المكان ده
فحاولت تهدئة نفسها وهى تقول بتوتر : أنا …أنا بس افتكرت حاجات ضايقتنى
غضب من نفسه كثيرا وقال وهو يحاول تهدئتها: اهدى يا حبيبتى أنا آسف انى جبت سيرة المكان ده
ومن ثم ابتسم لها وقال : زى ما بدأنا من جديد هنجيب مكان جديد نعد فيه من اختيارك وتصميمك انتى
فقالت بتوتر : لا خلاص هرجع معاك فى الفله القديمه
فرد بحزم : مش هترجعى المكان ده تانى كل حاجه فى حياتنا هتبقى جديده ..ثم امسك يدها وقال : أنا عايزك تنسى إلى حصل وهبقى غبى اكتر لو اعدتك فى مكان هيفكرك اكتر واكتر
نزلت دمعه من عينيها فقبلها هو مكانها بحب وحنان
ومن ثم احتضنها بحنان وهو يقبل رأسها.
ارتدت زمرد بنطلون من الجينيز يصل لكاحلها وفوقه تيشرت ابيض ابيض ومن فوقه كاردجيان طويل يتخطى طول البنطلون وارتدت حذاء بكعب عالى وقامت بعمل شعرها كعكه فوق رأسها بشكل مثير فقاسم يحب شعرها وهو مرفوع بهذه الطريقه وارتدت اقراط طويله قليله وأخذت شنطتها وخرجت ….
فكان ينتظرها فى الاسفل فقالت : أنا جاهزه
نظر لها بإعجاب وقف واقترب منها ثم قال بنبرة اعجاب : انتى جميله اوى
ابتسمت بخجل وقالت : يالا علشان منتأخرش
ضحك على خجلها المعتاد ومن ثم اقترب منها وحاوطها من خصرها وقال : مش هنبطل الكسوف ده بقا
فقالت بخجل أيضا : لا مش مكسوفه
فضيق عينيه بتلاعب : بجد
فأمأت برأسها بتأكيد : ايوه
فأخذ شفتيها بحب يبثها حبه وعشقه لها ….فبعد ان انتهى ابتعدت زمرد عنه بخجل وهى تقول : الروج راح اهوه استنى أما اطلع احط تانى
مسك يدها برقه وهو يصطحبها خلفه: مفيش روج تانى كده احلى
فسارت معه بإستسلام فهى تعلم بأنه متعمد من إزالته ..
دخلت الشركه بجانبه وهو ممسك يدها بإحتواء وحب .. قابله كريم فى منتصف طريقه لمكتبه
تفاجأ كريم عندما رأها وقالت بترحاب : ايه اليوم الحلو ده ..ده الشركه نورت والله
فإبتسمت زمرد وقالت : ده نورك انت
قاسم وهو يضع يده على خصرها ويوجه حديثه لكريم : هاتلى الورق الى عايز يتمضى وجهزلى الميتينج
كريم : فاروق المحمدى جاى النهارده ولا ايه
امأ قاسم : اه هنشوف موضوع الصفقه إلى بيعرضها عليا ديه
كريم : بس غريبه يعنى ازاى بعد كل الخلاف بينكم طول السنين ديه
قاسم : أنا عايز اعرف آخره معايا ايه
كريم : أما نشوف النهارده جاى فى ايه ..هروح اجبلك الملفات
أمأ قاسم له بالموافقه واخذ زمرد للداخل معه … اجلسها على كنبه مريحه وهو يمدد رجلها ببطئ فقالت بخجل : يا قاسم مينفعش احنا فى الشركه
قاسم بحزم: محدش له دعوه ديه شركتى اعمل فيها إلى أنا عايزه ..وبعدين محدش يقدر يدخل هنا منغير اذنى
استجابت زمرد لحديثه ومددت أرجلها على الكنبه ومن ثم قالت : خلاص كده انا مرتاحه يالا شوف شغلك انت بقى
قبلها قاسم من رأسها ومن ثم اتجه إلى كرسى مكتبه ينظر فى الملفات التى أمامه …
أما هى ظلت تتفحص وجهه من بعيد وتبتسم بحب لحياتهم التى بدأت تسير فى طريقها الصحيح لحياتها التى تمنتها معه منذ أول يوم …ولكن القدر غلاب بالفعل ..
بعد مده دق كريم على الباب ففزعت زمرد وقامت تعدل من جلستها ..فنظر لها قاسم بحده وقال ؛ ايه إلى انتى عملتيه ده قومتى ليه من مكانك
زمرد : فيه حد بيخبط يا قاسم
قاسم بحده خفيفه : ما إلى يخبط يخبط
زمرد وهى تحاول امتصاص غضبه : يا حبيبى أنا كويسه والله أنا زهقت اصلا من كتر القاعده ممكن اطلع اشوف أصحابى الى بره
قاسم برفض : لا مش هتطلعى لوحدك
زمرد وهى تتلاشى غضبه وتقول : طيب دخل بس الى بيخبط ده
سمح له قاسم بالدخول فكانت السكرتيره الخاصه به : استاذ قاسم غرفة الاجتماع جاهزه والاستاذ فاروق المحمدى موجوده جوه
فرد بجمود وقال : طب اتفضلى وانا جاى اهوه
زمرد وهى تقترب منه : مالك يا قاسم متنرفز ليه
اغمض قاسم عينه يحاول أن يتلاشى غضبه ثم قال لها : مفيش يا حبيبتى …أنا هروح الاجتماع ده وأجى بسرعه خليكى مكانك لغاية ما اجى
فتنهدت زمرد بحيره ثم قالت : ماشى
خرج هو للاجتماع بهذا الشخص الذى يفكره بالماضى الأليم أيضا …..
دخل الغرفه وعندما رأى الجالس فقال بسخريه: اهلا اهلا وانا اقول الشركه نورت كده ليه اتارى فاروق المحمدى مشرفنا
فهو فاروق المحمدى صاحب ال٦٥ عام ليس بطويل شعره اسود يتخلله بعض الشعيرات البيضاء … ظل ينظر لقاسم بإبتسامه سمجه وهو يقول : اه منا عارف طبعا أن الشركه منوره بوجودى
ترأس قاسم طاولة الاجتماع وهو يقول بحده : اخلص جاى ليه
فاروق وهو يقول بنبرة لوم زائف: ايه المعامله ديه يا قاسم ده انا فى مقام جوز امك
ضرب قاسم على الطاوله بقوه : اقسم بالله لو سمعت الكلام ده تانى مهحترم شعرك الابيض ده وهمرمغ بكرامتك الأرض
ضحك الاخر بسماجه جعلت قاسم يهيج من مكانه فرد كريم سريعا يحاول تهدئة الأوضاع فقال : ما تخلص وقول جاى ليه
وضع رجل فوق الاخرى وقال : جاى فى كل خير
فرد قاسم بسخريه؛ وانتى بيجى من وراك خير .. اخلص جاى ليه
فاروق : نتشارك فى الفندق الجديد
ضحك قاسم بسخريه : وانت فكرك انى أنا هتشارك معاك
فاروق بملاوعه: انت الخسران أنا مستعد بأى مبلغ يدخل فى الفندق ده وده فى حد ذاته هينقل الفندق نقله تانيه خالص
قاسم : وانا يوم ما اعمل شراكه هتبقى معاك انت
فاروق بغرور : وليه مش معايا أنا .. انت عارف كويس حجمى فى السوق ماشى ازاى
فرد قاسم بكل هيمنه : وانت عارف بردوا كويس حجمك جنبى فى السوق عامل ازاى فمتطلعش فيها اوى
قام فاروق من مكانه وهو يغلق زر بدلته وهو يقول : فكر فى إلى بقولك عليها كويس لانه هيبقى نقله كبيره فى شغلك
نظر له قاسم بسخريه وقال : شرفتنا يا فاروق بيه
ظلت زمرد جالسه لفتره من الزمن حتى ملت من جلستها ففكرت بأن تخرج لترى صديقتها التى تعمل هنا ….. خرجت من المكتب وذهبت إلى المكتب التى كانت تعمل به من قبل فتحت الباب فنظرت لها صديقتها منه وقامت من جلستها سريعا
منه بسعاده : زمرد واتجهت ناحيتها تحتضنها بسعاده
زمرد : وحشتينى اوى يا منه
منه : وانتى وحشتينى اكتر والله ..ايه يا بنتى معدش حد بيشوفك ليه قاسم بيه منعك من الشغل
زمرد : لا بس انا حامل فمش هعرف انزل الشغل وهو خايف عليا
فرحت منه كثيرا وقالت وهى تحتضنها : بجد يا حبيبتى الف الف مبروووك هتجيبلنا زمرد صغنونه
ضحكت زمرد : أو قاسم صغنون
غمزت لها صديقتها : ايوه بقا الحب يا ناس
فسلمت زمرد على زملائها فى العمل وقالت لها صديقتها : تعالى نخرج بره نشوف مكان نعد فيه علشان تحكيلى بقا عامله ايه واحوالك ايه انتى بجد وحشتينى
زمرد : والله وانتى يا منه انتى عارفه انك اقرب حد ليا
اخذتها صديقتها وفى أثناء خروجهم قابلت فاروق المحمدى فهى لم تعرفه من الأساس ولكنه يعرف بأنها زوجة قاسم فابتسم لها بخبث وهو يقف أمامها ويمد يده لها : أنا فاروق المحمدى
فتعجبت زمرد من وقفته معها فهى لم تعرفه من الأساس ولكنها قالت : تشرفنا
فقال هو بخبث : مكنتش اعرف ان اختيارات قاسم حلوه اوى كده
فنظرت له بذهول : حضرتك بتقول ايه
فى هذه الأثناء خرج قاسم من غرفة الاجتماع ورأى هذا الشخص يقف مع زوجته ويتساير معها فى الحديث فأسرع ناحيتها وأمسك يدها : انت واقف مع مراتى بتعمل ايه
فاروق المحمدى بسماجه ونبرة خبث : بتعرف عليها مكنتش اعرف ان زوقك عالى اوى كده
فأطلقت عين قاسم شررات غضب وامسكه من ياقة قميصه بغضب : انت بتقول ايه يا راجل انت اياك اشوفك تانى هنا علشان بجد هتزعل منى اوى
امسك يدها وأبعدها عن قميصه ومن ثم نظر لزمرد وقال : جوزك عصبى اوى .. خلى بالك على نفسك منه
فحاول قاسم التهجم عليه مره اخرى إلا أن زمرد أمسكت يده وهى تقول : خلاص يا قاسم سيبه يمشى
نظر لها بغضب وهو يقول : ملكيش دعوه انتى
خرج كريم وعندما رأى هذا المنظر اسرع وهو يقول لقاسم : خلاص يا قاسم أنا همشيه
قاسم بغضب : مشيه ومعتش اشوف وشه هنا
اخذه كريم بعيدا أما قاسم بأمسك يدها بغضب وسحبها خلفه فنظرت هى لصديقتها وقالت بصوت خافض : روحى انتى وهبقى اكلمك
فذهبت صديقتها ودخلت معه هى الغرفه …. تركه يدها بغضب وقال بحده وصوت عالي نسبيا ؛ أنا مش قولت متخرجيش لغاية ما اجى
فردت بخوف من نبرة وعينه التى تشع بالغضب: ما …ما هو أنا زهقت كنت عايزه اشوف صحبتى
قاسم بنفس الغضب : أنا قولت ايه بردوا أنا كلامى مبيتسمعش ليه
فحاولت استجماع شجاعتها: فيه ايه يا قاسم أنا خرجت اشوف صحبتى انت متعصب عليا ليه من اول ما جينا اكنى أنا الى قولت للراجل ده يقول كده
قاسم بحده : أنا حر مش عايزك تخرجى يبقى تسمعى الكلام
فقالت بتمرد غاضب : يعنى ايه هو الخروج بحساب أنا كنت مسافره يعنى ماهو فى نفس الشركه فى نفس المكان حد هيخطفنى
امسكها من زراعها وقال بغضب : زمرد متستفزنيش علشان معملش حاجه تضايقك
فنظرت له بتحدى : هتعمل ايه …..
……….. …….
ياترى بقا قاسم هيعمل ايه ده إلى هنعرفه الفصل الجاى أن شاء الله
يتبع…
رواية كفى عذابك
الحلقة السابعة عشر
فقالت بتمرد غاضب : يعنى ايه هو الخروج بحساب أنا كنت مسافره يعنى ماهو فى نفس الشركه فى نفس المكان حد هيخطفنى
امسكها من ذراعها وقال بغضب : زمرد متستفزنيش علشان معملش حاجه تضايقك
فنظرت له بتحدى : هتعمل ايه يا قاسم
اغمض عينه بغضب ومن ثم قال وهو يمسكها من يدها بقوه : يالا هنروح
حاولت الفكاك منه وهى تقول بحده : انت متعصب عليا ليه أنا عملت ايه
نظر لها وقال بنبره غير قابله للنقاش : امشى معايا وانتى ساكته علشان متزعليش منى يا زمرد
خافت من نبرته وعينه التى تشع غضب وسارت معه حتى وصلوا إلى موقف السيارات ..
فقال بحده : اركبى
نظرت له بحده وظلت مكانها فأمسكها من كتفها وادخلها السياره عنوه ومن ثم اتجه إلى مقعد القياده ..
فى الطريق يقود قاسم فى سكوت ومازال وجهه يحمل معالم الغضب أما هى جالسه تنظر الطريق بصمت وتلقى النظرات السريعه عليه من وقت لآخر
ولكنها كادت أن تنفجر رأسها من كثرة التفكير فلماذا هو غاضب هكذا فمن قبل حتى أن تخرج من المكتب وهو غاضب فقالت بتساؤل: انت مضايق ليه أنا عملت حاجه زعلتك
ظل ينظر امامه ولم يرد فأمسكت زراعه وهى تقول : قاسم رد عليا ايه إلى حصل مخليك متعصب عليا كده ماهو اكيد انت مش متعصب عليا كده علشان طلعت من غير اذنك
فهدر بصوت عالى : لا متعصب علشان كده يا زمرد أنا قولت متخرجيش وانتى خالفتى كلامى كمان اطلع الاقيكى*** ده واقف معاكى بيتغزل فيكى عايزانى اعمل ايه اصقفلك
فإنكمشت فى مكانها بخوف من صوته العالى ولكنها حاولت أن تكلمه بهدوء فهى تريد أن تصلح الامور بينهم لا تزيدها سوء : أنا خرجت والله اشوف منه صحبتى واحنا طالعين قابلنا الراجل ده انا ذنبى ايه
اغمض عينه فما يغضبه ذاك الرجل الذى عندما رآه رجعت له بعض الذكريات الموجعه زاد على ذلك عندما رآه يتحدث مع زمرد ويتغزل بها بتلك الطريقة
فحاول أن يبث الهدوء لصوته : خلاص يا زمرد بس بعد كده لما اقول حاجه تتسمع أنا خايف عليكى ومش هستحمل اسمع كلمه من اى حد عليكى
فأمأت برأسها وقالت بهدوء : حاضر سكتت قليلا ثم قالت بترقب: لسه زعلان منى
نظر بعمق لعينيها وقال بحب : ازاى ابقى زعلان وانا باصص للعيون ديه
ابتسمت زمرد بخجل ومن ثم وضعت راسها على ذراعه وهى تحتضنه أما هو قبل رأسها بحنان وحب وهو يقول : انتى حياتى يا زمرد
فإبتسمت وقالت بحب : وانت سندى وحبيبى يا قسومى
فتفاجأ من هذا الدلع الغريب بالنسبه له فضحك وقال : قسومى !
ضحكت هى الأخرى وقالت : ايوه قسومى طبعا خلاص من هنا ورايح هقولك كده حلو صح
ابتسم بحب وقال : حلو طبعا علشان انتى إلى سمتيه
فزادت من احتضانها لذراعه وهى تقول : قسومى حبيبى
فنظر لها وقال : نعم يا حبيبتى
زمرد بتردد : هطلب منك طلب
قاسم : اطلبى يا حبيبتى إلى نفسك فيه
فقالت زمرد سريعا : عايزه اروح عند ماما وبابا اشوفهم
فقال : ماشى عايزه تروحى حالا
فقالت زمرد بتوتر : اه … بس فيه حاجه كمان
فقرصها قاسم من خدودها وقال بمغازله : قولى كل حاجه مره واحده
فوضعت يدها بتزمر على خدها وهى تقول : عايزاك تيجى معايا
فضحك قاسم وقال : وده إلى مخوفك اوى كده
فأمأت برأسها: اه أنا عارفه انك مش هتوافق
فرد بهدوء : ومين قالك كده .. أنا موافق اجى معاكى
فهرعت من مكانها بفرحه وهى تقول بعدم تصديق : بجد
فضحك على منظرها : بجد يا حبيبتى
فاحتضنته بسعاده بالغه وهى تقول ‘ ربنا يخليك ليا يا حبيبى
قاسم بسعاده لسعادتها البالغه: ويخليكى ليا يا حبيبتى
بعد فتره وصلوا امام بيت والدها فصعدوا امام المنزل ودقت زمرد على الباب بقوه دقتها المعتاده فضحك قاسم على منظرها …..
ففتحت لها اختها دهب عندما رأتها زمرد احتضنتها بقوه : دودو وحشتينى اوى أوى
دهب : وانتى اوى يا زوزو وحشتينى .. ومن ثم نظرت لقاسم وقالت بسعاده : عمو قاسم
فنزل لمستواها وقال بحب وحنان : حبيبة عمو قاسم ومن ثم احتضنها بحنان وقال : ازيك يا دهب
فردت بسعاده : كويسه اوى .
اثناء حديثهم جاءت والدتها وعندما رأت قاسم وزمرد فرحت كثيرا وقالت بترحاب حار : ايه ده وانا اقول البيت نور ليه اتارى الغاليين هنا
فإحتضنتها زمرد بعمق : وحشتينى اوى يا ماما
والدتها وهى تربط على ظهرها بحنان : وانتى يا حبيبتى وحشتينى اوى
ومن ثم سلمت على قاسم ودخلوا إلى غرفة الصالون … فقالت والدتها : حماتك بتحبك يا قاسم عامله شوية محشى وبط انما ايه هتاكل صوابعك وراهم
نظرت له زمرد وضحكت فهى تعلم بأنه لا يأكل هذا الأكل الذى يحتوى على دهون
فبادلها قاسم النظره وهو يقول لوالدتها : حظى حلو فعلا دايما زمرد بتحكيلى عن أكلة المحشى والبط وانا الصراحه اتشوقت انى ادوقها من ايدك
نظرت له زمرد بزهول وتعجب ثم قالت بصوت خافض ‘: انت بجد هتاكل
برد بكل تأكيد: ايوه هاكل
فإبتسمت زمرد له وقالت : مش هتندم ابدا
فنظر لها بحب : منا عارفه انى مش هندم طالما انتى قولتى حلو يبقى حلو
خجلت زمرد من طريقة كلامه ثم نظرت لوالدتها وقالت بحماس وهى تقوم من مكانها : يالا يا ماما نقوم نحضر الاكل
فقالت لها والدتها : لا خليكى مكانك مرتاحه وانا هعمل كل حاجه
فقالت بتذمر طفولى : حتى انتى يا ماما مش عايزانى اعمل حاجه
فنظر لها قاسم وهو يرفع حاجه من تذمرها ثم نظر لوالدتها : طفله والله أنا متجوز طفله
فضحكت والدتها وقالت : هى كده يا بنى دايما تحب التنطيط علطول متحبش تعد فى مكانها ابدا
فنظر لها قاسم وهو يقول مؤكد على كلامها : فعلا كلامك صح بتحب التنطيط
فنظرت لهم وهى تقول : ايه ده بقا كلكم اتلميتوا عليا أنا هروح لبابا هو إلى هينجدنى
فأمسك يدها بحب وهو يقول : مفيش غيرى أنا الى تروحيله
تركتهم والدتها معا وذهبت لتحضير الطعام داعيه لهم بالستر وسلامة الأحوال ..
فنظرت له بخجل : ليه بقا
فضحك على خجلها المعتاد : يعنى ايه ليه بقا علشان انتى مراتى وحبيبتى
فنظرت له بفرحه وسعاده : وانت قسومى حبيبى
فنظر لشفتيها بعشق وهو يقترب منها فإبتعدت قليلا وهى تقول بخجل وهى تنظر حولها : قاسم احنا مش فى بيتنا
ظل مصمم على تقبيلها وهو يقترب منها كلما ابتعدت حتى قبلها سريعا وهى ابتعدت بخجل وتنظر حولها : يا قاسم افرد حد شافنا
فحاوطها من خصرها بتملك وهو يقول: انتى مراتى يا حبيبتى وده شئ طبيعى
فنظرت له وقالت : بس انا بتكسف
فقرص خدها بخفه وقال : نفسى اعرف هتبطلى الكسوف ده امته يا حبيبتى انتى مراتى وحامل كمان ولسه مكسوفه
فنظرت له بخجل : أنا كده بقا بتكسف استحملنى
فقبل رأسها بحنان وهو يقول : متقوليش كده يا حبيبتى أنا مش بضايق من كسوفك ده بالعكس بعرف اد ايه انتى بريئه وجميله وانك فعلا هدية ربنا ليا من بعد إلى كنت فيه
فإبتسمت له بحنان وقالت وهى تمسك يده : يا حبيبى انت تستحق انك تعيش مبسوط انت شخص جميل اوى والله وكنت عايز فرصه حقيقيه فعلا تثبت فيها نفسك وفعلا انت خدت الفرصه ومخذلتش نفسك تانى
فقال هو : مكنتش عايز اخذلك انتى يازمرد
فقالت وهى تزيد من احتضان يده : لازم تحب نفسك اكتر منى وتقدرها اكتر عايزاك تقتنع انك شخص كويس يا قاسم والى انت فيه حالا هو مكانك الصح
انت كنت محتاج ايد تتمدلك علشان تقوم لانك انت كنت فعلا مش قادر تقوم كانت طاقتك خلصت ..لكن حالا بقى فيه اكتر من امل عايز علشان أولهم ده .. وهى تضع يده على بطنها
فنظر لها بإمتنان وهو يغير وضعية يده ويحاوطها هو ويقول : أولهم انتى يا زمرد … انتى اكتر واحده عانت معايا والوحيده إلى وقفت معايا انت اول كل حاجه حلوه عيشتها
فنظرت له وعينيها تدمع من الفرح وانغمست داخل أحضانه اكتر وهو زاد من احتضان خصرها …
بعد وقت قصير كانت قد احضرت والدتها الطعام على الطاوله وجاء والدها سلم عليها وعلى قاسم بترحاب حار….
جلسوا على طاولة الطعام وعند بدأ الاكل فتذكرت زمرد سى وقالت : ماما مندتيش احمد يجى ياكل
فنظر لها قاسم بحده فتوترت هى وسكتت فقالت والدتها : كلمته بس هو فى مشوار وهيجى بعد شويه بتفرج على الماتش معاكى
فسقفت بيدها وهى تقول بفرحه : ايه ده فيه ماتش كويس اوى هعد اتفرج على الماتش
ولكن قاسم نظر لها بحده وقال بصوت حاد قليلا : بس احنا هنمشى يا حبيبتى مش هنلحق
فأمسكت ذراعه وهى تقول بترجى : والنبى نعد شويه كمان يا قاسم ديه مره مش بتتكرر كتير ثم نظرت لوالدها وهى تقول بترجى: قوله يا بابا يعد حبه كمان
فقرصها قاسم من فخذها اما هى فإنتقضت بخفه من مكانها وتوسعت عينيها وهى تنظر إليه فنظر لها بتحدى ….
فقال والدها : خلاص اعد يبنى شويه انت مبتجيش كل يوم اعد اتفرج معايا على الماتش
فقال قاسم : أنا مش بتفرج على ماتشات
فتفهم والدها وقال : طب ممكن تعد حد الشوط الأول تتفرج عليه مع احمد وبعدين روحوا
فاحرج قاسم من رفض طلب والدها وأمأ برأسه ببطئ
ففرحت زمرد ولكنها نظرت له رأته يوجه لها نظرات تعلم بأنه غاضب ولكنها ماذا تفعل فهى تريد أن تشاهد المباره ….
اثناء الحديث قالت والدة زمرد : ايه رأيك فى الاكل يا قاسم
فقال قاسم بصدق : الاكل جميل اوى تسلم ايدك بجد عمرى ما كلت اكل بالجمال ده
فإبتسمت والدتها وقالت بحسن نيه : بس اكيد مش احلى من أكل مامتك
فنظر قاسم بجمود أما زمرد فنظرت لوالدتها نظره بمعنى لا تطول فى هذا الموضوع
وحاولت تغيير الحديث فقالت : عارفه يا ماما أن قاسم عمره ما اكل اى حاجه فيها دهون زى ديه يعنى ولا بط ولا فراخ ولا بطاطس ولا حاجات من ديه يعنى اكله كله صحى
فنظرت والدتها لهيئته وقالت :. ماهو بسم الله ماشاء الله جسمه ولا بتوع السيما
فضحكت زمرد ونظرت له بحب وقالت : واحسن كمان والله
فحاول قاسم أن يبتسم لها حتى لا تحزن وقال : ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى
فنظرت لها بحب : ويخليك ليا يارب
نهض و هو يتحدث بزعيق بتشمتي فيا انا و بنتي .. بتحبوها هي ليه .. و انا فين من دا كله .. محدش احتواني ليه
بعد مده جاء احمد اول ما رأى زمرد اسرع لاحتضانها إلا أن قاسم وقف امامها وسلم عليه بقوه
فنظر له احمد بتعجب ولكن قال قاسم : ازيك يا احمد
احمد : الحمد لله تمام ايه اخبارك انت
قاسم بجمود : تمام اوى
فنظر احمد لزمرد وهو يود الاقتراب منها إلا أن يد قاسم منعته وهو يقول : سلم من بعيد
فنظر لها احمد بغضب وقال : انت بتقول ايه يا جدع انت … انت مش عايز تقتنع أنها اختى
فنظر له قاسم بنفس نظرة الغضب : لا مش عايز اقتنع .. مفيش احضان ولا كلام من ده انت فاهم
فتدخلت زمرد عندما رأت الأوضاع على وشك الاشتعال وقالت : يالا يا احمد نتفرج على الماتش ..خلاص هيبدأ اهوه
ظل احمد يوجه النظرات الغاضبه لقاسم حتى قالت زمرد بصوت عالى لتنبيه: ايه ده التشكيله اهيه يالا يا ابو حميد
فنظر لها قاسم بغضب ولكنه حاول أن يمسك نفسه حتى الذهاب وهو أيضا لم يريد أن يحزنها فحاول أن يهدأ من نفسه إلا أن يذهبوا
بدأت المباراه وبطبع الحال زمرد لم تهدأ لحظه فتقوم وتجلس وتندفع ففى مره اندفعت زمرد بغضب واقفه من مكانها ولكن امسكها قاسم من خصرها بغضب وهو يقول : اهدى بقا انتى ناسيه انك حامل
فقال احمد بتأكيد : ايوه يا بنتى اهدى شويه مش كده
زمرد بغضب : أنا بقالى زمان متفرجتش على ماتشات وحاسه انى خلقى بقى أضيق من الاول
فقالت والدتها : علشان الحمل يا حبيبتى ..استهدى بالله كده واعدى فى مكانك
جلست بجانب قاسم وهو يرمى عليها نظرات الغضب من وقت لآخر عندما تقوم لتندفع ترجع مكانها خوفا منه …..
بعد مده قام قاسم من مكانه وهو يمسك يدها ويقول : يالا يا زمرد علشان نروح
فنظرت له بعينيها تحاول استعطافه إلا أنه نظر لها بحده طفيفه وقال : يالا يا حبيبتى
فقامت معه فى هدوء أمام والديها وأحمد أما زمرد فذهبت تجاه والدتها تحتضنها والى والدها وعندما جاء احمد امسك يدها وقال : فرصه سعيده اتشرفت انى كنت عند حضرتكم
فرد والدها : نورتنا يا بنى والله
فرد قاسم بحبور : دا نورك يا عمى
وأخذها من يدها وخرجم ……..
فى السياره يجلس قاسم وعلى وجهه معالم الغضب فقالت بتساؤل: مالك يا قاسم
فنظر لها بنصف عين : انتى عارفه مالى كويس فمتسئليش
فقالت بحزن : أنا عملت ايه يعنى يا قاسم كل ده علشان احمد انتى مش مصدقنى انو اخويا ولا مش واثق فيا
فنظر لها وقال بحده : انتى بتقولى ايه انا مقولتش مش واثق فيكى أنا بتكلم فى انى مبحبش تقربى منه كده وانا لو مش واقف هتروحى تحضنيه عادى
فردت هى بنبرة حاده قليلا : ده لانى اعرفه من عشرين سنه وطول عمرنا مع بعض كده هو اخويا فى الرضاعه فبالتالى بحضنه عادى وعلاقتنا مترابطه اوى كده .. أنا احترمت رغبتك ومقربتش منه اودامك بس مش هقدر اعمل كده دايما يا قاسم بقولك عشرين سنه مع بعض ازاى عايزنى فى يوم وليله اغير طريقتى ويبقى فيه حدود منغير داعى
فرد بنبرة غيره : علشان انتى بقيتى متجوزه حالا فلازم هو يراعى ده يعنى لما يتجوز مراته مش هتغير
فردت سريعا : لا مش هتغير لأن ده كان وعدنا لبعض دايما أن عمرنا ما هنسيب بعض ولا نغير علاقتنا ببعض علشان اتجوزنا بس انا إلى خلفت الوعد ده
ونظرت للطريق بحزن أما هو فأدرك حزنها وقدر ذلك فهو يرى بالفعل بأن علاقتهم اخويه ولكن غيرته تغلب على عقله تماما
فنظر هو أمامه وهو يقول بتبرير : اعمل ايه يا زمرد وانا بغير عليكى من الهوا .. أنا عارف انى غلطان بس دايما عايزك تبقى ملكى علشان انتى الوحيده إلى بقيالى فى الدنيا ديه … ودايما خايف تسيبينى أو تفتكرى إلى حصل قبل كده
فنظرت له قليلا ثم قالت : ليه مش عايز تقتنع انى قفلت صفحة الماضى أنا مادام معاك حالا اعرف انى قفلت الصفحه ديه ثم غيرت نبرتها لحنان وقالت : يا قاسم عمرى ما هسيبك انت جوزى وحبيبى وأبو ابنى عمرى ما هسيبك ابدا خليك واثق فيا يا قاسم انا بحبك ومقدرش اعيش منغيرك فالبعد بنا عمره ما هيكون فى صالح حد فينا
فقال بنظره تحمل الالم والوجع من ماضيه وقال : اوعدينى انك هتفضلى معايا
فقالت بتأكيد: اوعدك .. اوعدك يا حبيبى انى هفضل فى ضهرك وجنبك دايما
فإبتسم لها بحب ومال عليها قليلا يقبل رأسها بحب وامتنان
فقالت هى محاوله لتلطيف الجو من حولها شغلنا اغنيه كده تفرفشنا
ضحك على كلامها وقال : حاضر هشغل اغنيه تفرفشنا
فشغل اغنيه ولكنها رومانسيه وظل ينظر إليها ويوجه إليها الكلام
انتى السلام وقت الحروب .. انتى شمس ساعة غروب لما بشوفك قلبى يدوب ماانتى ساحرة القلوب
انتى الاحباب انتى الأهل والصحاب انتى الحقيقه فى السراب انتى الطريق وقت الضباب.. انتى الاحباب انتى الأهل والصحاب انتى الحقيقه فى السراب انتى الطريق وقت الضباب
ماانتى الحب فى دنيا مليانه ضيقه ..احلى حاجه فى كل دقيقه والثانيه معاكى بتسوى عمر ما انتى الاجمل بين البيض وبين السمر ..
انتى الاحباب انتى الأهل والصحاب انتى الحقيقه فى السراب انتى الطريق وقت الضباب
ظلت تستمع للأغنية وهو ينظر لها فى كل كلمه تأكيدا على كلام الاغنيه فهى بالفعل الأهل والاصحاب وكل شئ جميل فى حياته
بعده فتره قليله من الزمن رآها تقول بلهفه : قاسم …قاسم
فنظر لها بتعجب : مالك يا حبيبتى
فإبتلعت ريقها وقالت : عايزه ايس كريم
ضحك على لهفتها وكلامها فهى بالفعل كالاطفال فرد بحب : بس كده يا حبيبتى
فأمأت برأسها بإيجاب : اممم وبطعم المانجا
ضحك ثم قال : حاضر يا حبيبتى
ذهبوا إلى محل ايس كريم نزل قاسم احضر لها الايس كريم واعطاه لها فقالت : مجبتش لنفسك ليه
فقال : مش بحبه كلى انتى بس يا حبيبتى
فقالت وهى تقربه لفمه: لا دوق الاول قبل ما اكل
فابتعد عنه وقال برفض : لا لا مش بحبه
فإقتربت هى من فمه حتى جاء على فمه ايس كريم فظلت تضحك هى أما هو علم على ماذا تضحك فأخذ منها الايس كريم وغرق شفتيها به فقالت بحزن مزيف : اخص عليك يا قاسم
فإقترب منها ببطئ وهو ينظر على شفتيها وقال : أنا ممكن اكل الايس كريم ده فى حاله واحده
فقالت : امته بقى
فقبلها على شفتيها فجلست مكانها بذهول وخجل حتى انتهى وقال بنبره حالمه : ده اول مره اكل فيها ايس كريم ومش اخر مره وهو ينظر على شفتيها ويقترب مره اخرى أما هى فقد وضعت الايس كريم سريعا فى فمها وضحكت على منظره البائس …
ظلوا هكذا يضحكون ويمرحون فى الطريق وحياتهم تسير فى الاتجاه الصحيح …فلا حياه تخلو من المشاكل ولكن الصح فى كيفية حلها بطريقه ترضى جميع الأطراف ..
يتبع…