
الشعله الثالثه عشر
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أربع أيام.
صباحاً، بأستطبل الخيول لرفعت الزهار
كان رفعت بالمضمار الموجود بالمزرعه، يمتطى جوادهُ،الذى يقفر فوق الحواجز تبسم وهو يرى زينب تأتي من قريب، بإتجاههُ، وجهها يبدوا عليه التجُهم بوضوح، فهى فعلت ككل يوم، تذهب الى بوابة المزرعه، تطلب من الحرس الخروج، وهم يرفضوا، ذالك بناءً على أوامرهُ لهم، الآن ستخرج بعض العصبيه ككل يوم ستهدأ بعدها قليلاً
بينما هى عيناها نيران لو طلقت ألسنتها لحرقت ذالك الهمجى، وما تركته الأ رمادً
أصبحت قريبه للغايه منه، نظرت له هو يقفز بالجواد من فوق بعض الحواجز المعدنيه، لا تنكر إعجابها بمهارته بالفقز بالجواد، فهو بالتأكيد متمكن من ذالك، لديه قلب شُجاع.
لامت نفسها قائله: أنتى جايه تهزأيه ولا جايه تُعجبى بيه،قلب شجاع قال،ده واحد همجى مُتسلط،معرفش ليه ربنا سلطهُ عليا،أكيد ده دُعا الواد مجد عليا،علشان بفترى عليه،وبقلبه فى فلوس ومش برجعهم تانى،وهو بيدعى عليا وقلبه محروق على فلوسه،ماشى يا مجد الكلب،لما أشوفك،هقولك متدعيش عليا تانى،شكله مكشوف عنه الحجاب.
أثناء هيامها بالنظر الى رفعت لم تلاحظ إقترابهُ منها، فوجئت به يقف بالجواد أمامها حتى أنه كاد أن يصتطدم بها، لولا تجنبت منه قليلاً و وقعت بظهرها على أكوام القش بعيداً عن منطقة سيره بالجواد
لا يعرف لما إنخض أن يكون أصابها مكروه أوقف الجواد ونزل من عليه سريعاً، وتركه وذهب الى مكان وقوع زينب،
لكن تبسم وهو يراها تنهض، تنفض بقايا القش عن ملابسها وبدأت بوصلة السب، قائله:
هتفضل همجى، المره اللى فاتت رِجلى إنكسرت بسببك، وقولت ظهرت قدام الحصان فجأه إتبرجل المره دى هتقول أيه كمان؟
تبسم وهو يقترب منها قائلاً: لأ المره دى كنت قاصدها، وكمان الشمس زغللت عين الحصان.
نظرت له بغيظ قائله: البجم بتاعك اللى عالبوابه مرضاش يفتحلى البوابه هفضل محبوسه هنا لحد إمتى.
تبسم رفعت قائلاً: فى عروسه جديده بتخرج من بيتها قبل ما يخلص شهر العسل وتربعن كمان.
شهقت زينب قائله: شهر أيه، وأربعن ايه، إنت بتحلم انا مكملتش أسبوع وزهقت وطهقت وعاوزه أخرج من الحِصن ده انا حاسه انى زى ما أكون فى الجيش و داخل دوشمه حربيه ممنوع أخرج منها غير بأذن من القائد.
ضحك رفعت على تشبيهها للسرايا قائلاً من بين ضحكاته: فعلاً لو فتحوا الجيش للبنات هتكونى أول المتطوعات.
سخرت منه قائله: سخيف وهمجى، أنا عاوزه أخرج خلاص جبت آخرى من الحبسه دى .
تبسم رفعت دون رد
لكن آتى الجواد عليه مره أخرى مُسرعاً تقدم خطوه للأمام بأتجاه وقوف زينب حتى لا يحف الجواد به،بتلقائيه عادت زينب للخلف تلك الخطوه،لكن لسوء الحظ إختل توازها،مدت يدها تُمسك يد رفعت،علها لا تسقط مره أخرى،لكن عدم إنتباه رفعت جعله هو الآخر يختل توازنهُ،ووقع بثُقل جسده عليها،لتقع مره أخرى فوق كومة القش،لكن هذه المره كان رفعت يجثو فوقها، أغمضت عينيها وشعرت بألم طفيف بظهرها،حين وقع رفعت فوقها،تألمت بخفوت،بينما رفعت،رفع ثُقل جسده عنها قليلاً،
فتحت عينيها وتلاقت عينيها مع عيني، رفعت الذى لا يعرف سبب لذالك الشعور الذى يُسيطر عليه حين يكون قريب منها، يود الالتحام معها، ليست شهوه، فهو رغم علاقاته النسائيه، ليس شهوانى،كان يستطيع التحكم بنفسه أمام إغراء الآخريات، وهى ليست شهوه،يحب مشاغابتها وعنادها ، ذالك ما يُخبره به عقلهُ، ماذا تعنى له منذ أن رأها ذالك اليوم، يوم ان كاد يدهسها أسفل أقدام جواده، رغم أنها سبتهُ، ما بها دون عن غيرها، تجعله يتنحى عن سبها له بل ويتقبله مبتسماً، لما أصبحت تغزو تفكيرهُ، لما يريد الآن أن يُقبل تلك الشفاه التى ترتجف أمامه، رفع إحدى يديه ومرر سبابته على وجنتيها ثم شفاه وهمس بشعور لا يعرفه:
إنتِ ليه دخلتى لحياتى،ليه القدر وقعك قدامى.
قال هذا وكاد يُقبلها لولا أن قاطعه رنين ذالك الهاتف المُزعج.
بينما هى حين سقط بجسدهُ فوق جسدها، رغم انها شعرت بألم من ثُقل جسده، لكن شعرت بتذبذب بعقلها وبدل من أن تدفعه لينهض من فوقها صمتت، وكلماتهُ برجلت عقلها لولا صوت رنين هاتفها أعاد لها عقلها، نظرت له بحِده، وقبل أن تلذعهُ بلسانها نهض عنها واقفاً يقول: مين اللى بيتصل عليكى عالصبح كده.
إبتلعت ريقها ونهضت تخرج الهاتف من جيب معطفها الأسود قائله:وإنت مالك مين اللى بيتصل عليا.
كان رفعت سيرد على حِدتها لكن، راى مجئ أخيه عليه، صمت بينما هى نظرت لشاشة هاتفها، وعبس وجهها، فكرت الا ترد، لكن عاد رفعت قوله:
مين اللى بيتصل عليكى، سايباه يرن ليه مش بتردى عليه.
نظرت له ثم إبتعدت بضع خطوات منه، وردت على هاتفها بجفاء، لولا وجود رفعت لم تكن لترد على من يتصل عليها:
ألو أيوا يا سميح صباح الخير.
تبسم سميح قائلاً:صباح النور،إزيك يا زينب من زمان متكلمناش ولا جيتى للفيوم.
تنهدت زينب قائله:مشاغل،خير متصل عليا ليه،عالصبح كده،وجبت رقمى موبايلى منين.
تنهد سميح بعشق قائلاً:جبت رقمك من العامل اللى بينضف بيت مرات عمى الله يرحمها من فتره للتانيه.
ردت زينب: وخير أيه سبب إتصالك بيا؟
ردت سميح: الموضوع مش شخصى و مينفعش نتكلم فيه عالموبايل، ممكن أجى للقاهره نتكلم فيه باستفاضه.
ردت زينب: بس للأسف انا إتنقلت من القاهره ومنتدبه فى الشرقيه، ومعرفش هنزل للقاهره إمتى، قول الموضوع اللى عاوزنى فيه عالموبايل.
تبسم سميح: قولت مش هينفع عالموبايل، انا ممكن أجيلك الشرقيه، ونتكلم فى الموضوع ده، براحتنا، أنا عندى أجازات كتير مكنتش أخدتها مش هيجرى حاجه لو أخدت اجازه يومين وجيت لحد عندك نتكلم وش لوش، لو مكنش يضايقك.
ردت زينب: أيه اللى يضايقنى، قولت أنه موضوع مهم، طالما مش شخصى خلاص أوكيه براحتك.
تنهد سميح: تمام فى أقرب وقت هكون عندك فى الشرقيه نتكلم فى الموضوع ده، وكمان يمكن يكون بدايه لعودة صداقتنا القديمه.
ردت زينب: تمام لما تحدد الوقت إبقى إتصل عليا قبلها، سلام.
رغم أن زينب كانت تتحدث معه بدبلوماسيه، لكن بداخله أمل أن يُصلح ما أفسدهُ بالماضى، يُمنى نفسه، بعودتها إليه.
بينما زينب أغلقت الهاتف، ولم يُشغل بالها الأمر الذى يريدهُ سميح، هى عقلها منشغل، بهمس هذان الاخوين لبعضهما، إقتربت منهم مره أخرى، لكن، أنهى رفعت قوله لأخيه: تمام عالمغرب هكون عندك.
تبسم رامى ونظر ل زينب قائلاً: صباح الخير يا زينب، شايفك بقيتى بتحبى تتمشى كتير فى المزرعه.
رسمت زينب بسمه قائله:المشى رياضه،وبشغل وقتى،بينما هى الحقيقه بداخلها تتمشى بالمزرعه بحثاً عن نقطة ضعف بالمزرعه علها تستطيع إستغلالها وتخرج من هذا الحِصن كما تطلق عليه،لم تجد نقطة ضعف بالمكان،سوى بوابه حديديه صغيره بين الأسوار بالكاد يستطيع فرد واحد الدخول والخروج منها كما أن أسفلها ماسورة ضخمه يدخل منها مياه تصب بمجرى مائى صغير بالمكان تُغذى المزرعه بالماء الأزم لها .
تبسم رامى وقال بأستئذان: هستأذن أنا، سلامُ عليكم.
رد الاثنان عليه السلام.
نظر رفعت لزينب قائلاً: مين اللى كان بيكلمك عالموبايل؟
ردت زينب: وإنت مالك باللى يكلمني، شئ ميخصكش.
مسك رفعت زينب من عضدها بقوه قائلاً: بقولك مين اللى كان بيكلمك تردى مش تقوليلى ميخصكش.
نفضت زينب يد رفعت عنها قائله بحِده:
فعلاً ميخصكش انا كنت بكلم مين،وسيب إيدى ومش مسموح لك تكلمنى بالطريقه دى تانى.
ردت رفعت بعصبيه: ومسموحلى بأى طريقه اكلمك ناسيه إنك مراتى، بقولك مين اللى كان بيكلمك ردى؟
ردت زينب: إنت صدقت الكدبه ولا أيه؟
اطلق رفعت ضحكة إستهزاء قائلاً:هو فى جواز بيبقى لعبه،جواز آمر واقع يا دكتوره وعاجلاً او آجلا هيتم كل الآركان،متفكريش إنى سايبك تنامى فى أوضه لوحدك علشان خايف منك،ومن شراستك،أنا سايبك لحد ما تجى إنتى لوحدك لحد أوضتى،ووقتها هتتأكدى إن جوازنا مش لعبه،دلوقتي قوليلى مين اللى كان بيتصل عليكى،بدل ما أمنع خروجك من هنا من السرايا وأظن لسه جايه من شويه من عند البوابه والحرس مرضاش يفتحلك البوابه،كل شئ يُخصك هنا بيتم بس بأمرى،يعنى بلاش تناطحى معايا.
تحدثت زينب ساخره:أناطح معاك،قصدك ايه إنى محبوسه هنا،أنا بتلفون منى أجيبلك البوليس قلب المزرعه وأطلع منها قدام عنيك غصب عنك.
تبسم رفعت ساخراً وخطف من يدها الهاتف قائلاً:موهومه يا دكتوره،وأنا هعرف مين اللى كان بيتصل عليكى عن إذنك ممكن أفتح موبايلك.
لم يتنظر رفعت رد زينب وفتح الهاتف،وآتى بأخر إتصال عليها،ورأى إسم سميح تملكت منه غيره،حاول السيطره عليها وقال بسؤال:
مين سميح ده وكان عاوز منك أيه.
صمتت زينب بغيظ منه.
بينما عاود رفعت الحديث بحِده: بقولك مين سميح ده.
ردت زينب بأغاظه:سميح كان خطيبى وكنا بنحب بعض قبل ما أجى لهنا.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه بعد وقت قليل.
فتح رامى باب الغرفه الموجود بها مروه ودخل،لحُسن حظه أن هذا الوقت هى وحدها بالغرفه أو ربما هذا ترتيب منه ،،فأختيها كل منهن ذهبت الى دراستها ووالداتها ذهبت للمنزل لقضاء بعض الأشغال،وستعود بعد وقت،ووالداها بعمله بالمزرعه.
حين رأته مروه إعتدلت قليلاً بالفراش، ونظرت لعيناه التى كانت سابقاً تنضخ لها بعشق، الآن تبدوا بوضوح عيناه حانقه وبها توعد.
تبسم رامى بزهو وهو يرى تلك النظرة بعين مروه،نظرة سؤال وخوف،لا تعرف سببه لكن ها هو يجيب على سؤال عيناها:
طبعاً هتقولى أيه اللى جابنى فى الوقت ده،أقولك،أنا كنت جاى لنائب مدير الوحده،علشان يخلصلى الكشف الطبى اللى بيتعمل قبل كتب الكتاب،أصل النهارده كتب كتابى.
إرتجف قلب مروه وأهتز جسدها بالكامل،ماذا يقول،كتب كتابه!
هل سيتزوج بأخرى غيرها!
أغمضت عينيها فرت دمعه هاربه لا تعرف لها سبب.
رأى رامى تلك الدمعه التى فرت من عين مروه،للحظه شفق قلبهُ عليها،لكن تذكر أنها
حاولت الإنتحار حتى لا تتزوج به.
حاولت مروه التحكم فى صوتها،وخرج خافتاً:مبروك.
رسم رامى بسمة أستفزاز قائلاً:مبروك لينا إحنا الاتنين،ما هو إنت العروسه،اللى هيتكتب كتابها النهارده قبل ما يخلص النهار هتكونى على ذمتى،يعنى محاولتك للانتحار علشان تتخلصى منى،بدل ما تبعدنى عنك قربتك أكتر منى،أنا عارف إنك مفكره إن حبى ليكى كان نزوه وزهوه هيضيعوا مع الوقت،فعلاً حبى ليكى كان زهوه بس لسه مخلصتش،ولا إنتهت،هتنتهى لما أوصل للى عاوزه منك.
ردت مروه بخفوت:وأيه اللى عاوزه منى،أنا معنديش حاجه أديهالك.
إقترب رامى من الفراش وقال:لأ عندك قلبك،قلبك ده ملكى وكلك هتبقى ملكى،وهو شوية وقت وهزهق وها مل منهم ووقتها متخافيش هتطلعى بقرشين حلوين،يطمعوا أى راجل تانى فيكى،زى المدرس اللى كنت عاوزه تتجوزيه.
دمعه أخرى إنسابت من عين مروه وقالت:أنا مش فاكره إنى كنت هنتحر،وحتى لو كنت هنتحر،ده سبب،يخليك تبعد عنى متقربش منى وتسيبنى فى حالى.
تبسم بسخريه يشعر بغصه بقلبه من دمعتها قائلاً:مش رامى الزهار اللى يسيب حاجه نفسه فيها قبل ما يدوقها،آخر كلام عندى النهارده كتب كتابنا،والفرح لما تبقى تخف كل الكسور اللى لسه فى جسمك،اعتقد إيدك اليمين سليمه هو كان حرج صغير فيها،تعرفى تمسكى قلم وتمضى عالقسيمه.
ردت مروه قائله:وإن رفضت كلامك ده.
تبسم رامى يقول:وقتها هسجن باباكى،بالخاتم اللى كان معاكى ومعرفش إزاى وصلك،ومش بعيد أتهمه كمان أنه كان عاوز يسرق السرايا بس الآمن تعامل معاه وشوفى وقتها سمعته وسمعة أخواتك هتكون شكلها ايه فى البلد،انا بقول إمضى مش هتخسرك كتير،بالعكس دى ممكن تنفعك إنتى وأخواتك،شوفى لما ينتشر فى البلد أن رامى الزهار إتنازل وإتجوز بنت عامل عنده،بنات البلد كلها هتحسدك.
شعرت مروه بالمهانه من حديث رامى المُتعسف،وقالت:هوافق على كتب الكتاب يا رامى،بس ده مش هيغير من مشاعرى ليك حاجه،هتفضل فى نفس المكانه عندى،صديق طفوله مش أكتر.
رد رامى: إنسى ذكريات الطفوله، إنتهت عندى ما يوم ما طلعت من الحريق وبقيت مسخ مشوه، زى ما بتقولى، اللى قدامك، رامى رضوان الزهار، اللى طلع من الحريق بعد ما حرق قلبهُ البرئ،كنتى إنتى الحاجه الوحيدة الحلوه اللى فضلتلى من الماضى، بس طلعت علقم شربته وانا اللى كنت مفكر أن بعد السنين ده كلها هنسى معاكى طعم المر، جيتى أنتى وزودتى العلقم فى حلقى، خلينا نعيشه سوا شويه.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار.
على طاولة الإفطار.
تحدث وسيم وهو ينظر الى هاشم قائلاً: نفسى اعرف كانت فين رحمة قلبك وإنت بتجلد الجواد، بلاش رحمة قلبك كان فين عقلك، الجواد ده من سُلاله قويه واللى عملته فيه أكيد هيسيب أثر فيه ومستحيل يرجع بنفس القوه القديمه تانى، نفسى أعرف سبب لضربك له.
رد هاشم وهو يرفع يدهُ أمام وسيم، مش شايف صوابع أيدى كلها متجبسه قولتلك هو دهس أيدى وإتعصبت عليه.
سخر وسيم قائلاً: إتعصبت عليه علشان دهس إيدك وضربته الضرب ده وأنت مش حاسس بوجع إيدك، غريبه والله عالعموم أنا بحذرك بعد كده ممنوع تأذى أى جواد أو مُهره فى الاستطبل وبعد كده أنا المسئول صحة الخيل بالاستطبل.
سَخر هاشم قائلاً:
وده من امتى ومين اللى عطاك المسؤليه دى؟
ردت مهره التى دخلت عليهم قائله:أنا،بصفتى بملُك تلت المزرعه ووسيم التلت التانى،بكده هو المسئول الاول عن المزرعه،يا هاشم.
صُعق هاشم،قول مُهره معناه ان يتنفى هاشم عن إدارة المزرعه ويبقى بيده فقط ثلث المزرعه،نهض هاشم بغضب قائلاً:
متفكرش اللى درسته بالكتب والطب البيطرى هيعطوك قدره جباره فى إدارة المزرعه والخيل،الخبره أهم من الدراسه،يا دكتور،أنا عندى خبره أكتر من خمسين سنه قضيتها بين الخيول،متفكرش إنى فاشل زى المرحوم والدك وهقع من على حصانى يقتلنى،قبل الحصان ما يقتلنى هكون ضربه ولا انا زى خيل الحكومه لما بتعحز وتستنى
رصاصة الرحمه،أنا اللى هضرب رصاصة الرحمه.
قال هاشم هذا وترك الغرفه.
جلست مُهره تشعر بسوء لا تعرف سببه،بينمل وسيم بدأ يترسب له يقين والده لم يقتلهُ جوادهُ بأرادته.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل المغرب بحوالى ساعه ونصف
بسرايا الزهار
كادت زينب أن تتصادم مع رامى،وهى تحمل كوباً من القهوه،لكن هو تفادها،
تحدثت زينب قائله:آسفه مأخدتش بالى.
تبسم رفعت قائلاً من خلفه:فال حلو مش بيقولوا دلق القهوه خير،يبقى كتب الكتاب هيتم بخير.
نظرت له زينب قائله بأستفسار:
كتب كتاب مين.
رد رفعت:كتب كتاب مروه ورامى،إحنا رايحين الوحده دلوقتي نكتبه حتى المأذون إتصل عليا وقال إنه وصل للوحده.
تعحبت زينب قائله:مروه دى البنت اللى بسببها إتجوزتنى،بس إزاى هينكتب كتابها دى أكيد لسه حالتها متسمحش.
رد رفعت:وليه متسمحش عادى جداً شوية كسور،إنما عقلها بخير،وبعدين رامى جاب الشهادات الطبيه وخلاص كده مش فاضل غير كتب الكتاب.
ردت زينب:ومنين جبت الشهادات الطبيه يا سيد رامى؟
رد رامى:من وحدة بلدنا،يا دكتوره.
ردت زينب:وإزاى أخدت الشهادات دى المفروض أنى امضى عليها.
رد رامى:قولت أريح مرات أخويا وهى فى شهر العسل مش معقول أتعبها،واقطع عليها العسل هى وأخويا وأتصرفت،طارق موحود بالانابه عنك يا دكتوره،متأسف مش هقدر أفضل اكتر من كده مش يلا يا رفعت زمان وسيم سبقنا على الوحده.
تبسم رفعت وهو يسير جوار رامى مروراً جوار زينب التى يشت عقلها،رمت كوب القهوه بقوه بالحائط قائله:واضح إن كل ولاد الزهار،أغبيه ومتخلفين وهمجيين،وعايشين بغصب غيرهم على معاشرتهم،بس مش هفضل محبوسه هنا كتير،لو وصلت هقتلك يا رفعت.
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بعد قليل
بالوحده الصحيه
كانت غرفة مروه يوجد بها
كل من أختيها ووالديها وخالها نُعمان
لكن فُتح الباب، لتدخل تلك المُهره التى مازالت تحتفظ ببهائها القديم، ومعها وسيم
الذى تبسم قائلاً:
رامى إتصل عليا وهو على وصول هو ورفعت، ومعاهم المأذون، ألف مبروك، أنا وسيم الشامى إبن عمة رامى ورفعت ومُهره تبقى خالتى.
قال هذا وهو ينظر لليلى، التى تبسمت له،كأنه يقصد إخبارها بذالك مره أخرى، بعد أن قالت له أنها ظنت انه يعمل لديهم، يود إخبارها أنه قريب منهم للغايه.
تبسمت لهم فاديه قائله: أهلا بيك يا أبنى، إتفصل إقعد الكراسى فى الاوضه كتير، حتى الاوضه دى من يوم ما دخلتها مروه محدش تانى دخلها معانا.
تبسم وسيم وشد مقعد لمُهره جلست عليه
لكن قبل أن يقع نظر نُعمان على مُهره
وقع نظره على ليلى التى كانت تختلس النظر، لذالك الشاب والذى هو إسم على مسمى، وسيم، تبسم بغصه
كآن الماضى يُعيد نفسهُ بالحاضر
قديما هو كان يختلس النظر الى مُهره، لكن هنالك فرق كبير، بين وسيم ومُهره
وسيم يبدوا أحمق، عيناه تفضحه، هو يكن إحساس ل ليلى، لكن ربما يُفسرهُ على أنه مجرد إعجاب، لكن من السهل أن يتحول الإعجاب الى عشق يغزو قلبهُ، كما حدث بالماضى، بينه وبين مُهره التى كانت هى أول من أعترفت بعشقها للبستانى، الذى كان يزرع زهرة النُعمان التى لا تُزهر سوى بالربيع، وتتفتح زهرتها نهاراً فقط وتغلق ليلاً، وهذا ما حدث ووأد عشق كاد أن يتحدى الأعراف، بمجرد أن تفتح العشق آتى الليل لتُغلق زهرة النُعمان أوراقها وتسير بظلام ولا ترى النور مره أخرى، لتظهر حقيقه واحده
كيف ل مُهره جميله أن تعشق بستانى يداه ملوثه بطين الأرض التى تدهس عليه بقدميها ليقتنصها ذئب فاجر .
عاد بنظرهُ الى معشوقته القديمه والوحيده التى نبض قلبه بها،مازالت تلك الجميله صاحبة التاسعة عشر عامً،بل إزادات جمالاً وفتنه،لكن أصبحت بعيده،وعيونها إنطفئ شموخها القديم،الزمن سرق منهما الشباب،هو أصبح كهلاً،لم يشعر بشبابه الذى دفنه وهو بالغُربه يبحث عن النسيان،وحتى هى ليست أقل منه،لامت نفسها هى حاولت أن تعتذر لرامى عن المجئ، لكن هو اصر عليها،وقال انها بمقام والداته،لكن هى حاولت من أجل الأ ترى نُعمان،ويعود الماضى التى إعتقدت ان الزمن انساه لها،لكن هنالك ذكريات يحتفظ بها العقل من الصعب،الصعب جداً نسيانها،هى ليست محفوره بالذاكره فقط هى بالقلوب وشم صعب محوه بغير النيران.
بعد دقائق.
دخل رامى وخلفه المأذون ثم دخل رفعت خلفهم.
حاولت مروه ان تتلاشى النظر لرامى،وهو كان يتعمد النظر لها،ولفت إنتباهها،لكن تعمدها عدم إلتقاء عينيها بعيناه، يُدخل لقلبه يقين مروه لا تكن له مشاعر عشق، هى تمتثل فقط لتهديده، لكن لا يهُمه الآن مشاعرها، فهو الآخر مروض خيول، وقادر أن يجعل أسرش الخيول تستجيب له، وتخضع له.
فتح المأذون دفتره مُسمياً بأسم الله، ثم قال
ياريت العريس ووكيل العروسه يجوا هنا جانبى.
نهض رامى وجلس على يمين المأذون، بينما قال المأذون: من وكيل العروس.
ردت مروه سريعاً: وكيلى هو خالى نُعمان.
رغم ان صفوان لم يكن يوماً والداً بالمعنى الحقيقى لبناته، لكن شعر بغصة كبيره بقلبة إبنته أختارت رجُل لم تقابلهُ بحياتها، سوى من أيام، حتى إن كانت على تواصل معه على الهاتف، يظل هو أحق بوكالتها منه.
بينما وصلت رسالة مروه لرامى، لا تعتقد أنى بلا ظهر فكما يقولون الخال والد، والفرق واضح أمامه بين الأثتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
شعرت زينب بالضجر من غرفتها ذالك الهمجى، يُعطى اوامر للحرس الا تخرج من السرايا، إنتهت قدرتها على تحمل هذا السجن، تذكرت سخريته وهو يُخبرها، انه فاز بالتحدى، وبالنهايه عقد أخيه قرانه على تلك الفتاه التى تسببت فى زواجه منه، ذالك الهمجى يكسب كل تحدى أمامها، لكن لا سينتهى ذالك والآن، حتى لو قتلته.
دخلت الى غرفة الحمام الحمام وفتحت حقيبة الإسعاف، وبحثت بين محتواياتها، عن ضالتها وها هى وجدتها ذالك المشرط الطبى، لو طالت ستذبحه وتخرج من ذالك الحِصن على جثتهُ
وبالفعل أخفت ذالك المشرط بكم ملابسها وخرجت من غرفتها.
تسللت الى غرفته خلثه
لم تُشعل الضوء
أقتربت من فراشه نظرت له ببُغض كبير
أخرجت ذالم المشرط الطبى من كُم منامتها وصعدت على الفراش
قامت بوضع المشرط الطبى على عنقه قائله :
عارفه أنك صاحى
كويس علشان تعرف أنى هاخد تارى منك وأنت واعى.
ضحك وهو يمُسك يدها التى تضعها على عنقه
قائلاً:
أما تُحطى المشرط على رقبة حد بلاش أيدك ترعش.. أمال دكتورة جراحه أزاى
ولو قادره تدبحينى أعمليها من غير ما تتكلمى
فى ثانيه كان يبدل وضعهم ويجعلها هى أسفله
ومازال المشرط بيدها على عنقه
نظر لعيناها
تحدثت هى بحده: أنت جبتنى هنا علشان تسيطر عليا.. بس أنا زرع شيطانى.. هالوك.
ضحك وهو يقول.. أن كنتى أنتى زرع شيطانى
أنا الشيطان نفسه
أنهى قوله وهو ينحني يُقبلها بقوه
قبله كادت أن تقطع أنفاسها ومع ذالك مازال المشرط على عنقه
ضحك وهو يراها تُصارع أنفاسها المسحوبه
أخذ المشرط الطبى من يدها وألقاه على طول يدهُ،
لتسمع هى صوت رنين المشرط الطبى على أرضيه الغرفه
وكان صوت ذالك المشرط هو أخر ما سمعت
قبل أن يعود لتقبيلها مره أخرى ويستبيح جسدها
لينهض بعد وقت عنها نائماً على الفراش بظهره يُفكر فيما حدث
بينما هى تشعُر بتوهه.. كيف أستسلمت لمن أرادت قتله
ضحك عالياً يقول: قولتلك هجيبك تحتى وبأرادتك
ضحكت قائله : بمزاجى وده أنتقام جديد منى
وأنتى وقعت فيه
هترجع تتشهانى تانى ومش هطولنى
ضحك بسخريه قائلاً: ومش يمكن سيبت سمى فى جسمك وتشيلى بحشاكى جمره من جمرات
الزهار تحرقك قبلى
ومش أنا الى أشتهى أكله سبق ودوقتها ومتكيفتش منها
نظرت له بغيظ،وقالت بتحدى:
هنشوف،يأبن الزهار.
قالت هذا ولمت غطاء الفراش،تستتر به،لكن
شد رفعت الغطاء،قائلاً بطريقه فظه:
بتغطى أيه مفيش فيكى حاجه تغري،زى أى جسم ملكان من الخشب،خالى من الروح.
فكرت زينب لما لا تقوم وتأتى بذالك المشرط وتذبحه على قوله الفظ فى حقها، لكن مهلاً، ذالك الهمجى، سيندم لاحقًا على ما تفوه به.
قالت زينب: طب طالما جسمى مفيش فيه شئ يغريك، ليه عاوزه مكشوف قدامك، عالعموم، هدومى أهى هلبسها، ومش محتاجه للغطا خليه لك، إستر بيه غرورك، يارفعت يا زهار.
إرتدت زينب ملابسها وسارت، باتجاه باب الغرفه، لكن داست قدمها على ذالك المشرط الطبى، إنحنت، وأخذت المشرط، وقامت بألقائه على رفعت قائله:
المغرورين المتغطرسين اللى زيك، ميستهلوش ألوث إيدى بدمهم، لو دبحتك أبقى بريحك، خليك للنار اللى جواك هى هتحرقك لوحدها، ووقتها يمكن تحتاج للمشرط ده، تنهى بيه حياتك علشان ترتاح من قوة النار بيك.
قالت زينب هذا وغادرت الغرفه، تركته، ينظر لذالك المشرط الطبى، الأ تعلم إن قلبهُ قُتل منذ سنوات، تمنى أن تنتهى حياتهُ، يعيش فقط من أجل الإنتقام، أيقن عقلهُ، تلك الطبيبه ما كان عليه إدخالها لحياته، الملتهبه، هو كذب،
هو معها عاد يشعر بالحياه، قلبهُ كان ينبض، وهى بين يديه، ينهل منها، يريد أن تعود له، يتنفس من أنفاسها، يغوص معها بنهر عشق بارد، يطفئ لهيب قلبهُ المشتعل، بنيران الماضى
لكن عليه اختيار أهون الشرين
إما العشق، أو النيران.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بمنزل هاشم الزهار
كانت مُهره تجلس أمام المرآه سارحه بخيالها تصفف شعرها الذهبى الذى غزاه بعض شعرات الشيب لكن بالمُجمل مازال لونه الذهبى هو المسيطر علي خُصلات شعرها، تنهدت بشعور قديم إفتقدته، شعور الشوق لرؤية المعشوق، لكن وسط سرحانها، لم تشعر بذالك الذى دخل الى الغرفه، لم تشعر به سوا بعد أن صفع خلفه باب الغرفه.
إنخضت ونهضت قائله: هاشم.
رد هاشم: لا خياله، سرحانه فى ايه أيه اللى واخد عقلك.
ردت مُهره: ولا حاجه، مش سرحانه، بس إنت جاى متأخر منين.
رد هاشم: هكون كنت فين كنت فى الاستطبل ولا مفكره كلام إبن اختك الاهبل هنفذه وأعيش زى خيل الحكومه، لأ إنسى يا مُهره، أنا هاشم الزهار، وهفضل واقف على رجلى لأخر يوم فى عمرى، وكلامك اللى قولتيه عن إن وسيم له التلتين ده تنسيه، لو باقيه عليه،ولا مفكره انى مش عارف برحوع نُعمان الجناينى للبلد من تانى .
إرتجفت مُهره، وقالت له: إبعد عن وسيم يا هاشم، كفايه الماضى مش هيتعاد تانى، ومش هضعف بتهديدك زى زمان، كفايه عشت أكتر من تلاتين سنه من عمرى فى سجنك.
تبسم هاشم وأقترب من مُهره وقام بوضع يده السليمه حول عنق مُهره قائله:
اللى حصل من تلاتين سنه سهل اعيده تانى الليله وأسوء من الماضى وده فعلاً اللى هيحصل دلوقتى
ضيق هاشم يده حول عنق مُهره وكاد ان يخنقها وهو يجذبها من عُنقها خلفه، حاولت الصراخ لكن كتلك الليله القديمه صوتها لا يخرج منها، رمى هاشم مُهره على الفراش، تلتقط أنفاسها، لكن قبل أن تهدأ أنفاسها كان يجثو بجسدهُ فوق جسدها، ينهشهُ كالذئب وإن كان الذئب لا ينهش لحم ذويه، هذا الحقير، إستباح قديماً جسدها، وفرق بينها وبين زوجها، بحجة انها مازالت تحت الوصايه وأن هذا الزواج باطل، فهو من دون موافقة الوصي عليها.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت ده لو كمل الالف لايك هنزل التانى بكره.
#يتبع
للحكايه بقيه
الشعله الرابعه عشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.بعد مرور ثلاث أيام
بمنزل صفوان المنسى
دخلت فاديه الى غرفة بناتها وقامت بفتح شباك الغرفه،ليدخل النور والشمس الى الغرفه،هبت نسمة هواء قويه رغم ان الطقس بمنتصف الربيع لكن أحياناً، يتقلب الطقس ويعود للشتاء وبالفعل الطقس ليس فقط بارد لكن هناك صوت لهطول بعض الامطار.
أغمضت مروه عيناها بسبب دخول الهواء، لكن آتى طائف الى خيالها، سُرعان ما ذهب عنها، تعجبت من ذالك الطيف، رأت نفسها كانت تقف على سور المنزل،ووالدها يُحدثها، سألت نفسها، هل بالفعل حاولت الإنتحار كما يقولون؟
، لكن هى ليست بهذا الضعف أن تقتُل نفسها
وتزيد من ذنوبها،يكفى ذالك الذنب التى تتحمله،عن أبيها،وهو الذنب الذى يقف بينها وبين حبها،بل عشقها لرامى، الذى حاولت كثيراً أن تُبعدهُ عن حياتها، مازالت تتذكر ذالك اليوم التى علمت أنه عاد مره أخرى للبلده، هو لا يعلم أنها ذهبت ذات مره من أجله الى الاسكندريه خلثه من خلف أبويها وقت أن كانت تدرس بالثانويه، إنتهزت تلك الرحله وذهبت من أجل أن تراه، هى كان تعلم عنوان منزل جدتهُ بالأسكندريه صدفه أخبرتها به رحمه أخته وكتبته لها بورقه إحتفظت بها وقتها،كانت حين تسمع منهم عن جمال بحر الأسكندريه،كانت تود الذهاب معهم،فهم كانوا سيذهبوا الى الاسكندريه لقضاء عُطلة الصيف،لكن ذالك الحريق أنهى تلك الرحله للبعض والبعض الآخر،ذهب ليعيش مؤقتاً بالاسكندريه مع جدتهم،بعد الحريق
،إدخرت ثمن الرحله من مصروفها الخاص،وذهبت مع زمُلائها،الى عروس البحر الأبيض التى كانت تسمع عنها من رامى ورحمه
فلاشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ… باك
إسكندريه قبل تسع سنوات،كانت مروه بعمر السابعه عشر وقتها كانت بالصف الثالث الثانوى،رحله قامت بها مع بعض زميلاتها بالمدرسه حين وصلوا بالقطار الى محطة الاسكندريه، توهت من زُملائها، وخرجت من محطة القطار، أشارت لأحد سيارات الآجره، توقف لها فصعدت به ومدت يدها بورقه قائله للسائق: ممكن توصلنى للعنوان ده يا اسطى لو سمحت.
أخذ السائق منها الورقه وقرأها،وقال لها،تمام.
بعد وقت كانت تقف أسفل أحدى البنايات الفاخره الضخمه، نظرت بذهول الى ذالك المبنى السكنى الراقى، إقتربت من مكان دخول العماره، لكن اوقفها البواب قائلًا:
إنتى جايه لمين هنا يا بنتى؟
ردت مروه: أنا جايه ل رامى الزهار، هو مش ساكن هنا مع جدته.
نظر البواب لها نظره شُموليه، وقال باستغراب: فعلاً رامى بيه ساكن هنا مع مدام إنعام جدته، عاوزه رامى بيه فى أيه؟
ردت مروه:هو ساكن فى الدور الكام.
رد البواب: بقولك عاوزاه ليه، الست إنعام مانعه اى بنت تطلع للشقه، عاوزه رامى بيه تقدرى تقابليه فى الجامعه، مش إنتى زميلته برضوا.
تلبكت مروه قائله: أه، لا مش زميلته، أنا قريبتهُ، طب ممكن تقولى هو فى جامعة أيه.
نظر البواب لها بأزدراء قائلاً: رامى بيه خرج من شويه هتلاقيه فى كلية العلوم.
إنسحبت مروه من أمام البواب، وأشارت، لسيارة آجره آخرى وركبتها وذهبت الى كلية العلوم بالأسكندريه،وليتها ما ذهبت.
وسط تدافع للدخول الطلاب من بوابة الجامعه،دخلت معهم،دون ان يوقفها آمن الجامعه،تجولت باروقة الجامعه،تسير،بأستغراب وهى ترى البنات والشباب بينهم أُلفه فى الحديث مع يعضهم،مجتمع لاول مره تراه بالواقع،رأت جزء منه بالتلفاز ببعض الافلام والمسلسلات الدراميه،كان هناك أيضاً اشياء تثير دهشتها،بعض البنات يجلسن جوار الشباب،دون فاصل بينهم بمواقف شاذه لكن ذالك كان قليل،الجامعه كبيره أين تبحث عن رامى،فى كل هذا الكم من الطلاب،
لكن ربما ليزداد سوء الحظ،لمحت ذالك الفتى البرونزى،او الأسمر،يسير جوار فتاه جميله يتحدثان بتألف وإنسجام،هذا الشاب به ملامح رامى التى نضجت،أصبح شاباً يافعاً،سارت خلفه،كادت تنادى عليه،لكن رأته يدخل لمنعطف بعيد بالجامعه،ذهبت خلفه،رأته يجلس مع تلك الفتاه،بأحد الأماكن بالجامعه كانا يجلسان متلاحمان،يتحدثان بانسجام،من يراهما يعتقد أنهم عاشقين،لا زملاء،لكن سمعت من خلفها ما ذبح قلبها الصغير
شابان يتحدثان معاً بسخريه:شايف رامى الزهار،دنچوان الجامعه مش بيضيع وقت،يسيب دى يمسك فى غيرها معرفش فيه إيه يغرى البنات يخليها توقع فيه،وهو ولا على باله أى واحده،صحيح محظوظ.
تحدث الآخر قائلاً:فعلاً محظوظ،وخلاص دى آخر سنه له هنا فى الجامعه فواخد،راحته عالآخر،لأ والغريب أى بنت بتتعلق بيه عارفه إن آخرها زى غيرها،كم خروجه حلوه،وكلمتين حلوين،وفى الآخر هتاخد رقم فى ليستتهُ،ويبص لغيرها.
رد الآخر:مش عارف سبب تهافت البنات عليه إيه،سمعت إنه كان إبن تاجر خيول كبير وساب له ثروه كبيره هو وأخوه،وأخوه له مركز وواصل،أكيد الفلوس لها إغراء كبير تخلى القرد غزال،هو مش قرد،شايف بُنيته الجسديه،جيم بقى وحركات،الفلوس بتخلى الجامده تفُك،يلا ياعم ورانا محاضره خلينا نحضرها،اللى زينا،مالوش غير شهادته،هى اللى تعمله قيمه شويه.
تبسم له زميله وسار.
تدمعت عين مروه وهى ترى تلك الفتاه ترسم الدلال،ترمى شباكها على رامى،وهو مُرحب بذالك.
صاحبتها خيبة الأمل من ظنت أنه كان صديق الطفوله،تغيرت أخلاقه،للضد،عليها الآن العوده ونسيان ذالك الطفل الذى كانت تعتقد أنه رفيق طفولتها لم تنساه رغم مرور السنوات،كبرت بداخلها،مشاعر تفوق الصداقه،عليها الآن وئدها،و بالفعل،بدأت طريق العوده مره أخرى للشرقيه،تاركه الاسكندريه،بتلك الخيبه التى تلاقتها صبيه صغيره،تأخرت فى العوده للمنزل،بيوم شتوى،مساءً مازالت بالطريق للمنزل أمطرت السماء وهى تنزل من آخر موصله ركبتها تقلها الى البلده،نزلت من السياره،ومازالت الأمطار تهطُل بل كانها إزدادت،سارت لا تعرف أكانت السماء تمطر أم عيناها من تمطر بخيبه،دخلت الى منعطف منزل والداها،وجدت والداتها تقف يبدوا انها كانت ستخرج للبحث عنها،لكن منعتها أختها ليلى،تلهفت فاديه حين راتها تدخل وملابسها تعتصر من الماء،قالت لها:مروه كنتى فين لدلوقتى،خرجتى من بعد الفجر ولسه راجعه العشا أذنت بقالها اكتر من ساعه.
ردت مروه وهى تشعر ببدايه توعك:كنت بذاكر عند واحده زميلتى والدنيا كانت بتمطر وكل ما أقوم علشان أجى لهنا كانت المطره بتزيد كنت بقعد تانى بس قولت شكل الجو مش هيروق،وفى الآخر جيت وأخدت الشتى على دماغى،ماما انا بردانه.
ردت فاديه:ادخلى اقلعى هدومك دى بسرعه وهعملك شوربه تدفيكى،كويس إن صفوان مش هنا مكنتيش هتسلمى من بطشهُ.
دخلت مروه وبدات يخلع ملابسها المبوله، ثم إرتدت أخرى وتمددت على الفراش، تشعر بآلم بكل جسدها، أقسمت بعد تلك الليله أن تنسى ذالك الفتى الصغير صديق طفولتها، كأنه لم يخرج من الحريق ذالك اليوم، لكن لم تكن تعلم أن للقدر خبايا، وأن ذالك الشاب الأسمر سيعود بعد عام ويطاردها حتى فى أحلامها.
عادت مروه من شرودها على صوت والداتها:
مروه روحتى فين بكلمك مش بتردى عليا، الحمدلله لله أخيراً طلعنا إمبارح من الوحده، هنا هناخد راحتنا، من قعدة الوحده، كانت صعبه، ربنا ما يرجع الايام دى تانى، الدكتور قال بلاش تمشى على رجلك المكسوره، وبعد شهر هيفكلك الجبس اللى عليها هى وايدك الشمال الحمد لله ربنا لطف بيا، وكمان رامى كتر خيره إتفق مع الدكتور يبقى يجى لهنا يعاينك من فتره للتانيه، علشان راحتك، يلا ربنا يتمملكم بخير مش عارفه كان فين عقلك، بس ربنا لطف بيكى، علشان قلبى، هسيبك الفطور، جنبك عالسرير اهو وهروح أشوف شغل البيت وإن عوزتى اى حاجه نادى عليا.
تبسمت مروه بغصه، من إعجاب والداتها بكرم، رامى لا تعلم انها بالنسبه به زهوه هو قالها لها صريحه، شعرت بيأس من ذالك العشق المر كالعلقم كما قال لها رامى منذ أيام بالوحده الصحيه.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بسرايا الزهار.
بعد تلك الليله التى سلمت بها زينب نفسها ل رفعت أصبحت تتجنب القرب منه،حتى أنها أصبحت لا تذهب الى البوابه وتطلب من الحرس فتح البوابه،كانها إستسلمت للامر الواقع،وهذا يسبب دهشه،ل رفعت،لقد أصبحت تتجنب حتى مشاغبته لها،وتقضى الوقت بين الجلوس بصُحبة جدته ومحاسن،وبعض العاملات بالسرايا،صُدف تجمعهم أحياناً وقت الطعام،ويكون رامى بصُحبتهم،فلا يُشاغبها أمامهُ حتى لا تلذعهُ بشراستها،الذى يفتقدها.
تحدث رفعت لأحدى الخادمات قائلاً:الدكتوره فين.
رد الخادمه:الدكتوره من شويه كانت مع الحجه إنعام ونزلت للبيسين،تحب أحضر لحضرتك الفطور،رامى بيه خرج من شويه.
تبسم رفعت قائلاً: تمام حضريه وهاتيه عند البيسين، بس لفردين.
إنصرفت الخادمه، وذهب رفعت الى مكان المغطس، تبسم وهو يرى زينب تجلس تضع قدمها، بالمياه، تحدث قائلاً:
غريبه فكرت البيسين فاضى، متوقعتش تكونى هنا، وكمان الجو برد، وحاطه رِجلك فى الميه.
ردت زينب بسخريه: بضيع وقتى، حتى بفكر أخدلى غطسين فى الميه، الميه دافيه، بسبب نظام التسخين اللى فى المكان.
إقترب رفعت وجلس لجوارها قائلاً: صباح الخير.
نظرت له زينب بصمت.
تبسم رفعت، وسَحب يدهُ حول خصرها ومال يُقبل وجنتها،
قامت زينب بضربه على يده التى يضعها على خصرها قائله: لم نفسك شويه وإبعد عنى.
تبسم رفعت قائلاً: ليه بتتجنبينى من بعد الليله إياها، مع إن المفروض بعد الليله دى خلاص كل شئ بينا إتكشف.
نظرت له بأستهجان ووقفت وكادت تتركه وتغادر المكان،لكن تصادمت مع الخادمه التى جائت بالفطور وقالت بأحترام:
الفطور أهو زى ما حضرتك أمرت،تأمرنى بحاجه تانيه.
رد رفعت:لأ سبيه وروحى كملى شغلك.
تحدث رفعت من خلف زينب قائلاً: زينب خلينا نفطر سوا فى موضوع عاوز نتفق عليه.
ردت زينب وهى تعطيه ظهرها:موضوع أيه ده،مفيش بينا حاجه نتفق عليها.
تبسم رفعت يقول:وموضوع رجوعك للشغل تانى بالوحده،خلاص شيلتيه من دماغك والله أحسن،ممكن تقعدى هنا فى السرايا تراعى جدتى،وتاخدى ضعف مرتب الحكومه.
إستدارت زينب وأقتربت من مكان وقوف رفعت وقالت له:قبل ما تفكر تقول كلامك البايخ ده شوف بتقوله لمين انا مش داده علشان أقعد وارعى جدتك قصاد كم ملطوش منك،انا دكتورة جراحه مش تمرجيه،ومتفكرش إنك هتحبسنى هنا كتير،سهل أطلب مساعدة وأخرج من هنا،بس أنا اللى مطنشه بمزاجى.
تبسم رفعت قائلاً:مطنشه بمزاجك،زى ما جيتى لاوضتى بمزاجك كده،زينب بلاش كِبر وتعالى نقعد نتفق.
ردت زينب:مش هعقد وقول اللى عاوزه وانا واقفه.
تنهد رفعت قائلاً:تمام،انا عطيت اوامر للحرس اللى على البوابه يفتحوا ليكى البوابه،ومش بس كده فى عربيه هتوصلك للوحده،و….
قاطعته زينب قائله:وفر عربيتك،السكه من هنا للوحده،يا دوب تلت ساعه مشى،حد قالك إنى مكسحه،وفر بنزين العربيه.
تبسم رفعت قائلاً:تمام بلاش العربيه،ندخل على المواعيد،،أنا عارف إنك قبل ما نتجوز كنتى بتفضلى أوقات كتير بالوحده لوقت متأخر،الكلام ده خلاص أتلغى و ممنوع قبل الساعه سبعه تكونى هنا فى السرايا.
نظرت له زينب ساخره،دون رد.
تبسم رفعت على سخريتها قائلاً:وكمان بلاش أسلوب الشحاته اللى بتمارسيه على أغنياء البلد الاسلوب ده ممنوع يحصل،تحت اى بند،مرات رفعت الزهار متطلبش فلوس من أى شخص أى نكان،او لأى سبب حتى لو كان إنسانى،كمان طريقة لبسك دى تتغير،فى إستاند كامل فى اوضتك فيه هدوم شيك وحشمه تليق بالدكتوره زينب مرات رفعت الزهار .
ردت زينب قائله:انا دى طريقتى فى اللبس من زمان،ماليش فى لبس الجونلات،ولا الكنزات التانيه دى كمان،وعاجبنى لبسى ده،وإن كان عالفلوس اللى كنت بطلبها من الاغنياء،دى مش شحاته،دى مساعده منهم للناس الغلابه اللى محتاجه،وتقريباً كده خلاص جهزت المبنى الجديد بالوحدة،وكلها تلات اسابيع ويجى المحروس الوزير يفتتح الوحده ويتفشخر كأنه هو اللى مجهز الوحده من جيب أبوه.
تبسم رفعت قائلاً:تمام دى شروطى،اللى لازم تتنفذ،لان لو الشروط دى متنفذتش وقتها هيكون فى عقاب قصاد كل شرط متنفذش.
نظرت له زينب بتهكم قائله:محسسنى زى ما يكون تلميذه قدامك وبتهددها يا تكتب الواجب،يا تعبُطها،هطلع أغير هدومى،وأروح للوحده أهو أخلص من الخنقه اللى هنا،وأولهم……
صمت وقالت بهمس لنفسها:هخلص من خلقتك،مفكر نفسك تقدر تتحكم فيا بس أنا أخرج من هنا،وبعدها يحلها ربنا،يا همجى.
تبسم رفعت وهو يعلم انها تسبهُ فى سرها.
بعد دقائق نزلت زينب ترتدى بنطال جينز بنى اللون وفوقه كنزه صوفيه من اللون الاسود والبنى وفوقهم معطف آخر اسود.
نظر رفعت لها بتقييم،رغم ان زيها لحد كبير مُهندم لكن كان يود أن ترتدى من تلك الملابس الذى إشتراها لها،لكن لا مانع من السخريه من ملابسها،فتحدث:
ايه ده لابسه زى يونيفورم مدرسة العيال بتوع الابتدائيه.
نظرت له قائله: المره الجايه هلبس بينك يونيفورم الحضانه.
تبسم رفعت قائلاً:اللون البينك ده للبنات أنما إنتى تلبسى السماووى بتاع الصبيان.
ردت زينب:طب تعرف أكتر لون بحبه هو اللون السماوى،حتى يشبه الفستان اللى جيبته ليا يوم ما غصبتنى اتجوزك،سلام مش فاضيه لمهاترات.
تبسم رفعت وهى تفر من أمامه،تنهد ببسمه لما يود أن لا تذهب للعمل وتغيب عن رؤياه نظره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالوحده الصحيه.
دخلت زينب الى مكتب المدير وجدت ذالك المدعو طارق يجلس عليه،بمجرد أن راها نهض واقفاً يقول:دكتوره زينب،أهلاً بحضرتك،فكرتك هتمدى فى أجازته،آسف نسيت اباركلك عالجواز،ألف مبروك،وبالرفاء والبنين.
ردت زينب بحسم:شكراً،بلاش تضيع وقت فى مُجاملات تافهه،إتفضل شوف شغلك وخلينا انا كمان أشوف المرضى وأعمل حسابك فى ربع ساعه وفى مرور عالوحده كلها هشوف سير العمل فى غيابى .
إرتبك طارق قائلاً: الوحده كانت ماشيه بنفس طريقة حضرتك قبل الاجازه، عن إذنك.
صمتت زينب بينما غادر طارق سريعاً.
تبسمت زينب، هى تعلم أن بالتاكيد كان هناك فوضى، لكن بعودتها ستنتهى تلك الفوضى
تبسمت زينب وهى ترى صفاء تدخل عليها بكوب من النعناع قائله: النعناع بتاع الدكتوره زينب، والله نعناع طازه من جنينة الوحده،لاحلى عروسه فى مصر كلها،والله ما صدقت عينيا من بعيد لما شوفتك داخله الوحده من شويه قولت اكيد رفعت بيه مش هيسيبك كده بالساهل،بس لما شاورتيلى قولت تبقى الدكتوره زينب،رجعت من أجازة الجواز،عقبال ما ترجعى من أجازة الوضع إنشاء الله ويعوضك بالذريه الصالحه من رفعت بيه والله هو ما يتخير عنك وبيحب يساعد الناس المحتاجه من غير ما يتفشخر،زى ناس غيرهُ،ده أدى لاخويا فلوس،يرمم بها بيتنا وكمان هيساعده فى جوازه،ربنا يباركلك فى شبابه يارب.
تعجبت زينب لكن شعرت بداخله بانبساط،ربما هو له أفعال كلها معها وقحه لكن لديها احساس أن لغز لم تفُك شفراته بعد.
………
آتى المساء، بالعاشره
بسرايا الزهار.
تحدث رامى،ل رفعت قائلاً:جالى خبر إن هاشم الزهار سافر لاسكندريه إمبارح.
تبسم رفعت قائلاً:عرفت بكده،يمكن رايح يتفسح ويروح عن نفسه.
تبسم رامى قائلاً:يمكن يروح ما يرجع والكل يرتاح منه،والله مش عارف عمتى مُهره مستحمله كلب زى ده إزاى،هقول ايه نصيب،أنا هطلع انام هلكان طول اليوم،الفرسه الجديده دى شرسه قوى،وهلكتنى على بس ما عرفت أحط عليها اللجام.
تبسم رفعت قائلاً:لأ شد حيلك خلاص،جيرين قدمت ميعاد نزولها لمصر وعاوزها تنبهر،بالفرسه دى،وكمان أنا فى قدامى كذا مكان كده ناوى أشترى منه خيول جديده،وأهجنها بالسلالات اللى عندنا،جالى عرض من مُربى خيول فى سوهاج إسمه
(مُحسن الهلالى)وأحتمال كبير أسافر الفتره الجايه سوهاج.
تبسم رامى:لا أطمن قبل (جرين) ما تجى مصر هكون خليلتلك الفرسه دى رهوانه،زى إسمها،يلا تصبح على خير،بس فين مراتك مش باينه فى السرايا،من شويه كنت عند جدتك،وسألتنى عنها،إنها مشفتهاش طول اليوم.
تبسم رفعت:زينب رجعت للشغب فى الوحده من تانى،وطبعاً ما صدقت طلعت من السرايا،بس إطمن،أنا بنفسى هروح أجيبها.
تبسم رامى:شكلك وقعت فى عصى والديك،دى آخرة اللى يقضيها مع المطربات والرقصات،تجى الدكتوره تفرهده جرى وراها.
تبسم رفعت:لأ إطمن،أخوك مش سهل برضوا.
تبسم رامى:تصبح على خير.
رد رفعت:وإنت من أهله.
صعد رامى بينما زفر رفعت انفاسهُ بقلة حيلة فالطبيبه لم تلتزم بما قاله،لكن فى ذالك الأثناء آتى الى هاتفه إتصال،أخرح الهاتف ونظر للشاشه ثم رد بأختصار:
قولى أيه آخر الأخبار.
رد الآخر:زى ما سيادتك توقعت،هاشم والشخص ده إتقابلوا على يخت ،فى نفس المكان اللى متعودين عليه،وبعد وطلعوا باليخت بره إسكندريه، ونزلوا فى مرسى مطروح،ودخلوا عند واحد من شيوخ القبايل هناك،،هبعتلك مجموعه من الصور له معاهم،وكمان بالنسبه،للى إسمه سميح اللى حضرتك طلبت مننا معلومات زياده عنه،موصلناش لجديد عن اللى سبق وقولته لسيادتك،هو شخص عادى وحياته عاديه جداً.
رد رفعت:تمام،عاوز كل تحركات هاشم خطوخ بخطوه،وحاذر هاشم مش سهل،يكتشف إن فى حد بيراقبه.
رد الآخر:لأ إطمن واخدين حذرنا،أول ما أوصل لمعلومات تانيه عن لقاؤه بشيخ القبيله،هعرف حضرتك فوراً.
رد رفعت:تمام.
وقف رفعت قليلاً ينظر لتلك الصور التى ترسل له على الهاتف،تحدث قائلاً:يا ترى بتخطط لأيه،ياهاشم إنت والخاين اللى معاك ده.
أغلق الهاتف،ووضعه بجيبه ودخل الى غرفة النوم الخاصه به،ومنها الى الحمام أخذ حماماً دافئاً وخرج بعد قليل،وارتدى ثياب رياضيه مُريحه، وخرج من غرفته،وذهب الى الغرفه التى تجلس بها زينب،وفتح باب الغرفه،ودخل ينظر بداخلها،زينب ليست موجوده،أيقن أنها لم تعود للآن وأخترقت إتفاقهم،تبسم بمكر،وذهب الى غرفته،أخذ مفتاح سيارته وذهب الى الوحده.
بينما زينب بعد يوم طويل بالعمل الشاق،بعد عودتها للوحده،شعرت بالأجهاد،هى لا تود العوده الى تلك السرايا الأشبه بالحِصن كما تقول،فكر عقلها قليلاً:
يا ترى ليه الأسوار العاليه دى اللى حوالين السرايا ومزرعة الخيول،خايفين من أيه؟
قطع تفكيرها
فُتح باب مكتبها ووقوف ذالك الذى يثنى إحدى قدميه على إطار الباب، ونظر لساعة يده وتبسم قائلاً: الساعه حداشر وربع بالليل، حصل زى ما
كنت متوقع إنك مش هترجعى للسرايا فى الميعاد اللى إتفاقنا عليه، واضح كده من البدايه، إنك هتخلفى وعدك، يا مدام رفعت الزهار.
تعصبت زينب من فتحه للباب كعادته دون إستئذان، وليس هذا فقط ما عصبها، نعتهُ لها بلقب مدام هو يُلمح أنها أصبحت زوجته قولاً وفعلاً،
نظرت له قائله بأستهجان:
يعنى هى كانت إتفاقيه سلام ولا ترسيم حدود، عادى كل الأتفاقيات والوعود، دايماً بتخُترق، هى معموله أساساً علشان تُخترق.
تبسم قائلاً:طالما كده يبقى هنفذ عقاب إختراق الأتفاقيه اللى بينا وهنا فى الوحده.
نظرت له زينب بتهكم.
بينما هو نظر لها بتسليه وهو يدخل الى المكتب و يغلق الباب بالمفتاح من الداخل عليهم، ويقترب من مكان جلوسها خلف المكتب، بخطوات واثقه.
بينما هى حين إقترب من مكان جلوسها نهضت تخلع معطفها الأبيض قائله:
خلاص أنا خلصت شُغلى، فعلاً الوقت إتأخر.
لم يرد رفعت وجذبها من خصرها، ولف يديه حول يديها يُقيد حركاتها وقام بتقبيلها بقوه، ثم ترك شفاها يبتسم وهو يراها تتنفس بقوه، وقال بوقاحه: أيه رأيك نجرب سرير الحكومه نشوفه متين وهيستحمل ولا لأ.
ردت عليه بلهاث قائله: مش سبق وقولت مكيفتكش.
رد رفعت بوقاحه: وماله نجرب تانى يمكن علشان كانت المره الأولى ليكى، يمكن المره التانيه تكون أفضل.
نظرت له بغيظ قائله: اللى فى دماغك مش هيحصل، يا رفعت يا زهار، إنت متعرفش أنا ممكن أعمل فيك أيه.
تبسم رفعت ساخراً لكن فجأه شعر بألم أسفل خصرهّ، جعله يترك يديه الذى كان يلجم بها حركتها، ليس هذا فقط، بل جثى على ركبتيه أمامها يتألم بشده.
أخفت بسمتها وهى تراه راكعاً أمامها، لكن هو من بدأ بالسخريه والتهكم، وفرض هيمنتهُ عليها، وهى ضاق بها الآمر من ذالك.
نظرت لوجهه وخاولت إخفاء بسمتها وقالت بتشفى: قولتلك بلاش تتهاون معايا.
رفع وجهه ينظر له للحظه خافت من تقاسيم وجهه الحانقه بشده، رأت إحمرار عروق جبهتهُ ليس هذا فقط،بل عيناه اللتان إختفى لونهما وأصبحا شُفيرات دمويه،وهو ينهض بصعوبه ،يتحدى الآلم الذى يشعر به.
رأفت به قائله:خلينى أساعدك،وهات مفاتيح العربيه مش هتعرف تسوق بحالتك دى
نظر رفعت لها بتآلم كم يود سحقها الآن بين يديه،سحقها،بل قتلها أفضل، لكن ذالك الآلم اللعين يمنعه، كز على أسنانه من الألم قائلاً:
وإزاى عرفتى إنى جاى بالعربيه؟
ردت زينب ببساطه:توقعت كده،إنت بتخاف تمشى على رِجليك،يا بتمشى،راكب حصان،يا راكب عربيه،مشوفتكش مره ماشى على رِجلك زى بقية الناس،يمكن بتخاف الشوز بتاعك يتعفر.
رد بآلم لا يهدأ:توقعك غلط يا دكتوره،بس إنتى بتعرفى تسوقى عربيه.
تبسمت زينب وهى ترى الآلم بعين رفعت رغم أنها تعلم مدى آلمه وقالت:
عندى خبره قليله فى السواقه،وكمان العربيه بتاعتك تحكم إليكترونى مش يدوى،فسهل أسوقها.
رد رفعت:تمام خلينا نطلع من هنا،ولينا حساب تانى فى السرايا.
تبسمت زينب قائله:حساب أيه،الحساب يوم الحساب،يا رفعت يا زهار.
بعد قليل
دخل رفعت برفقة زينب لداخل السرايا.
تبسمت زينب وهى تراه يمشى يعرج بوضوح،وقالت:
ميه بتلج.
نظر لها رفعت بفهم لكن إدعى عدم الفهم وقال لها:أيه ميه بتلج ده؟
حاولت زينب إخفاء بسمتها وقالت:
نزل الجزء اللى تحت من جسمك فى ميه بتلج ومع الوقت هتحس براحه.
نظر لها بغيط،وقام بجذبها من ذراعها بقوه قائلاً:عارفه لو حد تانى غيرك عمل فيا نص اللى بتعمليه كان زمانهم بيقروا على روحه الفاتحه،بس بلاش تتغرى،يا زينب.
لم تستطيع زينب إخفاء بسمتها،قبل أن ترد عليه بلسانها،سمعت صوت محاسن تقول:
رفعت بيه الحجه إنعام كانت بتسألنى عن الدكتوره وقولت لها هنزل اشوفها وصلت ولا لسه كويس إنها رجعت.
ترك رفعت يد زينب قائلاً:وجدتى ايه اللى مصحيها لحد دلوقتي مش عادتها تسهر بعد الساعه عشره.
ردت محاسن هى كانت نامت،وصحيت تانى وسألتنى عن الدكتوره وقالت لى انها عاوزاها.
تبسمت زينب قائله:أنا هطلع لها جناحها،وأنتى هاتى لرفعت لوح تلج كبير.
تعجبت محاسن قائله: ورفعت بيه عاوز لوح تلج كبير ليه.
تبسمت زينب وهى تسير قائله:أهو عندك أسأليه عاوز لوح التلج ليه.
صعدت زينب تبتسم، بينما عين رفعت جمرات ملتهبه،ليس فقط عيناه،لكن الصبر عليه التخلص من ذالك الآلم أولاً.
نظرت محاسن له وهو يسير يعرج فقالت له:بتعرج ليه يا رفعت بيه سلامتك.
رد رفعت: مفيش بس وقعت على رجلى هاتيلى تلج لأوضتى، بسرعه.
ردت محاسن بحسن نيه: تلج ليه، ما تدهنها مرهم لوجع المفاصل.
رد رفعت بضيق وحسم:قولتلك هاتى لوح تلج لأوضتى.
ردت محاسن:حاضر براحتك،بس المرهم بيريح أسرع.
صعد السلم بخطوات متعثره من الآلم ودخل الى غرفته، جلس على الفراش، يزفر نفسه تلك الحمقاء، بحركه منها جعلته يجثو على ركبتيه أمامها، كيف حدث هذا بلحظة غفله منه، أم أن تلك الطبيبه لديها من الشراسه ما تدافع به عن نفسها، أصبح حائر كيف يتعامل معها، بسهوله يستطيع منعها الخروج مره أخرى من السرايا، لكن ليس هذا حلاً، عليه الوصول لطريقه لأخضاعها له.
فى أثناء تفكيره دخلت محاسن تحمل بيدها صندوقاً متوسط الحجم به مكعبات ثلج متوسطة الحجم وقالت:ملقتش عندنا الواح تلج كبيره بس لقيت كمية التلج ده فى الفريزر جمعتها فى صندوق وجبتها لحضرتك.
رد رفعت تمام،إدخلى إملى البانيو بميه بارده،وحطى فيها المكعبات دى،كفايه.
دخلت محاسن فعلت ما قاله وخرجت بعد قليل،قائله:عملت زى حضرتك ما طلبت،لسه محتاج منى حاجه؟
رد رفعت:زينب لسه فى اوضة جدتى.
ردت محاسن:لأ شوفتها طالعه من الاوضه وقالت طلعت لقتها نايمه.
رد رفعت:تمام روحى أنتى تصبحى على خير.
نهض رفعت وتوجه للحمام بخطوات متأنيه،وخلع عنه ملابسه،ونزل الى حوض الإستحمام،شعر بألم حين إصتطدم جسدهُ بالمياه المثلجه،التى تزداد بروده مع ذوبان الثلج،لكن بعد قليل شعر بانتهاء الالم رويداً رويداً،وتكيف جسدهُ مع برودة المياة.
آتى لتفكيره تلك الشرسه،تبسم بخبث ولما لا.
رأى هاتفه الذى كان يجيب قميصه ووضعه على أحد الارفف،جذبه وقام بارسال رساله لهاتفها يطلب منها الذهاب الى غرفته.
بينما زينب بعد أن وجدت إنعام نائمه،ذهبت لغرفتها،وقامت بخلع حجاب رأسها وأسدلت شعرها،فكرت فى آخذ حمامً دافئاً ثم تتناول طعام خفيف،وتنام فهى هالكه،لكن سمعت رنين هاتفها نظرت للشاشه وتبسمت،وقامت بقراءة :
رسالة رفعت “ممكن تجيلى أوضتى،لخمس دقايق.”
تبسمت قائله:غريبه ليكون التلج مأثرش عليه،مُصيبه.
ذهبت الى غرفته،طرقت الباب،لم تسمع صوته،ظنت أنه ربما بحمام الغرفه ولا يسمعها،فتحت باب الغرفه،وبمجرد أن خطت لداخل الغرفه،باغتها يُغلق الباب ويجذبها بقوته،وقام بتقبيلها بقوه،يسحب جسدها للسير معه،الى أن إقترب من الفراش خلفها،فترك شفاها وفك يديه من حولها،وقام بدفعها،لتقع على الفراش أمامه،شعرها كان مُبعثر حول وجهها على الفراش،تنفست ولمت شعرها،لكن قبل أن تنهض،وجدت رفعت ينقض عليها بالقُبلات،الجارفه،تركها مسلوبة الأنفاس ونهض عنها ينظر لها بتشفى قائلاً:
ده كان ردى عن اللى عملتيه فى الوحده من شويه،شايف مفيش فرصه مره تانيه معاكى مش هتفرق برضو…..
صمت ثم هز رأسه بلا مبالاه.
بينما زينب سخرت منه قائله:عارف يا رفعت،لو فكرت كويس فى اللى قولته لك هترجع تتشهانى أهو حصل،بس أنا اللى كسبت المره دى،رغم آلمك كنت عاوزنى،بس عارف ليه سيبتك من غير ما أقاوم،لأنك مكنتش هتقدر تكمل لأن عندى عذر شرعى يمنعك ،تصبح على خير،يا رفوعه.
قالت زينب هذا ونهضت من على الفراش عدلت ملابسها وخرجت من الغرفه.
ودخلت الى غرفتها تتنهد بغضب، لا تنكر ذالك الوقح،أصبح له تأثير عليها لولا ذالك العذر لكان من الممكن أن تُسلم له مره أخرى،قالت كل ده بسبب العاده اللعينه،اللى عندى إمتى أيامها تنتهى.
بينما رفعت هو الآخر،يشعر بغضب لم تستطيع إمراه أن تسيطر عليه سابقاً كان لديه القدره فى التحكم بنفسه،لكن معها كان يود أن يذهب معها لموجة عشق،أنقذه منها شعوره فعلاً بذالك الآلم،فكر جيداً،زينب لم تحاول إبعادهُ عنها فهى تعرف أنه لن يقدر علي فعل ذالك ،فرك بيدهُ جبهتهُ يتنهد قائلاً بمواجهه: فوق يا رفعت إنت مخطفتهاش من قدام هاشم الزهار علشان تحرق قلبهُ، وتغرق إنت فيها.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى ظهراً
بمجرد أن نزل مجد من تلك السياره على مشارف قريه الزهار، سار قليلاً ينظر حوله، يريد أن يسأل أحد الماره يستدل منه سواء على سرايا الزهار أو الوحده الصحيه، ليلتقى بزينب يفاجئها بمجيئهُ، كان من السهل عليه الإتصال عليها أو على رقم رفعت الذى أخذه من والده، لكن يود أن تفاجئ زينب به أمام عيناها.
سار بضع خطوات، رأى فتاه تسير بالقرب منه،قال:أيه الموزه الصغيره الحلوه دى،هى دى البنات مش البت زينب اللى شبه صبى البواب، بس دى أكلمها إزاى، أنا أبسبس لها وأسألها، أختى إجرام وأكيد البلد كلها عرفتها غير رفعت الزهار مشهور هنا.
تنحنح يقول:
بس بس يا.
فى البدايه أعتقدت أنه شاب وقح يحاول معاكستها، تجاهلته ولم ترد وزادت فى سرعة خطواتها، كذالك هو زاد بخطواته خلفها، الى أن قال:
لو سمحتى يا آنسه،أنا مش بعاكس والله أنا مش من القريه، ممكن أسألك على مكان هنا فى القريه.
توقفت هبه تنظر له هو شاب أنيق ويبدوا عليه الأحترام، وبالفعل لكنته وطريقة حديثه، يبدوا غريب.
قالت له: إتفضل إسأل عن المكان.
تبسّم مجد قائلاً: سرايا الزهار أو الوحده الصحيه.
تعجبت قائله: أفندم إختار واحد منهم أدلك عليه.
رد مجد ببساطه: أى مكان أبعد فيهم.
قالت بتعجب: نعم، حضرتك، بتهزر.
رد مجد: لأ والله أصل انا اقولك، أنا مجد السمراوى أخو الدكتوره زينب السمراوى، وهى بتشتغل فى الوحده الصحيه وكمان أتأهلت من كام يوم وكتبوا كتابها على رفعت الزهار، وعرفت انها سابت السكن وراحت تعيش فى سرايا الزهار، مع أنى كنت متوقع إنها تعنس، بس قدر ربنا بقى.
تبسمت هبه قائله: حضرتك تبقى أخو الدكتوره زينب،، مديره الوحده.
تبسم مجد قائلاً: آه والله أخوها، ومهندس بترول تحبى تشوفى بطاقتى الشخصيه ولا بلاش أصل صورتى فيها مش حلوه.
تبسمت هبه قائله: الدكتوره انا مشوفتهاش غير مره واحده، بالوحده، بس واصح إنها شخصيه قويه.
رد مجد وهو يلف يدهُ حول عنقهُ قائلاً: هى مش شخصيه قويه هى جبروت انا عكسها خالص، انا كيوت ولذيذ وبحب الضحك والهزار، إنما هى قفل بعيد عنك، أنا بستغرب إزاى إتجوزت أصلاً.
تبسمت هبه قائله: حضرتك مقولتليش عاوز أدلك على أى مكان، السرايا ولا الوحده الصحيه.
رد مجد بدون تفكير: أى مكان فيهم أبعد عن هنا.
تعجبت هبه قائله: حضرتك بتهزر، وبالطريقه دى هسيبك تسأل غيرى.
رد مجد سريعاً: لأ خلاص دلينى على السرايا،عاوز أشول رفعت الزهار ده.
ردت هبه قائله:تمام،السرايا قريبه من هنا.
همس مجد بندم:يا ريتنى قولت الوحده أهو كنت مشيت شويه جنب القمر الى بيطلع بالنهار،دى البنات الرقيقه الكيوته،مش المُسجله إجرام زينب أختى،ميجيش من وراها خير،يلا نصيبى.
ردت هبه:حضرتك بتقول حاجه؟
رد مجد:لا أبداً كنت هقول شكلك لسه صغيره وبتدرسى،يا ترى بتدرسى أيه؟
ردت هبه:أنا ثانويه عامه.
رد مجد ببلاهه:لأ دا انتى مش صغيره قوى فرق بينا أكتر حاجه سبع تمن سنين.
تعجبت هبه قائله:أفندم،حضرتك تقصد ايه بفرق السن بينا وعالعموم خلاص إحنا وصلنا بوابة السرايا أهى،رن الجرس،والحرس هيفتحلك سلامُ عليكم.
وقف مجد سارح لثوانى ثم أخرج هاتفه وقام بألتقاط صوره لها، كم تمنى أن تنظر برأسها للخلف، يرى وجهها مره أخرى لكن إختفت من أمام عيناه بالطريق.
توجه الى جرس البوابه وقام بالضغط عليه، فتح له أحد الخرس بعد أن قال له إسمه، وقال انه أخو الدكتوره زينب.
طلب منه احد الحراس إثبات هويته:
أخرج مجد حافظته وأخرح منها حواز سفر له.
تأكد الحرس من الأسم،ثم قام بأتصال هاتفى،ثم نظر لمجد قائلا: أتفضل حضرتك.
تعجب مجد قائلاً بسخريه:على فكره لسه مفتشتنيش أنا شايل متفجرات فى المحفظه.
تبسم الحارس له.
بينما دخل مجد متعجباً وهو يرى كل ذالك الحرس بالمكان،وقال:
تلاقى رفعت جايب الحرس دول علشان يضمن البت زوزى مش تهرب من فوق السور.
لكن فوجئ بشاب يرتدى زى فارس، يقترب منه مرحباً بحفاوه يمد يدهُ يصافحه قائلا: ً لو كنت إتصلت عليا كنت بعتت عربيه مخصوص تجيبك من القاهره للشرقيه،أنا رفعت الزهار.
تبسم مجد قائلاً: وانا مجد السمراوى للأسف نسيبك،و حبيت أعملها مفاجأه ل زوزى هى فين،أوعى تقولى إنها فى الوحده،تبقى فرصه راحت منى؟
تبسم رفعت:فعلاً فى الوحده،بس الوحده قريبه مسافة دقايق،إتفضل معايا لجوه السرايا وأنا هتصل عليها علشان تجى ومش هقولها إنك هنا.
تبسم مجد يهمس قائلاً:اول مره أسمع كلمة سرايا خارج مسلسل تاريخى،والمكان نفسه يحسس الواحد إنه وقع فى كتاب التاريخ،والعصر الرومانى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل هاشم الزهار.
دخلت الخادمه الى غرفة سيدة المنزل،
إنفجعت وهى تراها، راقده بالفراش، العرق يغزو جسدها وتنتفض بشده،
إقتربت منها، تقول:
مدام مُهره.
كانت مُهره بعالم آخر تهذى قائله: وسيم.
أعتقدت الخادمه أنها تريدها ان تتصل بوسيم، بالفعل مسكت هاتف مهره وقامت بالاتصال على رقم وسيم لكن لا رد
إرتجفت الخادمه قائله:
الدكتور وسيم مش بيرد
ردت مهره دون وعى منها: رفعت الزهار.
بحثت الخادمه بين الاسماء ووجدت إسم رفعت فقامت بالأتصال عليه.
رد سريعاً يمزح لكن تفاجئ بقول الخادمه:
مدام مُهره معرفش ايه جرالها، وبتصل على الدكتور وسيم مش بيرد، وهاشم بيه مسافر.
رد رفعت قائلاّ: أنا جاى مسافة السكه.
وبالفعل ما هى الا دقائق كان يدخل رفعت بسيارته الى ذالك المنزل، وسار سريعاً جوار تلك الخادمه ودخل لغرفة مُهره، للحظه شعر بغثيان، لكن تحمل ذالك البُغض، وإتجه الى الفراش وحاول إفاقة مهره لكن هى تهزى، بعالم آخر، وضع رفعت ذالك الوشاح يُغطى شعرها به، وقام بحملها والنزول بها سريعاً الى مكان سيارته، لكن كانت تهزى قائله:
وسيم، أختى، نعمان، وما أثار دهشته، رضوان، رفعت رجع من تانى.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بكلية الطب البيطرى
أنهى وسيم محاضرته وذهب الى مكتبه وضع هاتفه الصامت أمامه على المكتب، ونسى أن يشغل الصوت مره أخرى، فتح حاسوبه وبدأ بقراءة بعض الابحاث
.سمع طرق على الباب، ثم دخلت فتاه، رائحة عطرها الفواح سبقتها الى أنفهُ، رفع وجهه عن حاسوبه ونظر أمامه ثم وقف قائلاً بذهول:لمى (ألما)
تبسمت ألما وهى تسير، بدلال أنثى فاتنه، بزيها الضيق والقصير الذى بالكاد يصل لمنتصف ركبتيها، كانت ترتدى نظارة شمس سوداء خلعتها وهى تقترب منه بدلال، قائله:
سومو،، وحشتنى كتير.
بلحظه كانت تلف يديها حول عُنقهُ تقبل خدهُ، وتركت أثر قُبلتها على وجنته.
إندهش وسيم من فعلتها الجريئه، لكن قبل أن يبعدها عنه كانت ليلى كعادتها تفتح باب المكتب وتدخل دون إستئذان لتنصدم مما رأت، وسيم يحضن إمرأه صارخة الأنوثه كما أن هناك أثار حمرة شفاه على وجنته.
رغم شعور ليلى بالخجل لكن قالت:
على فكره هنا جامعه محترمه،مش عارفه إزاى سمحوا بدخول العاهره دى.
نظرت لها ألما قائله:أى عاهره إنتى مين بتكوني علشان تكلمينى،بالطريقه دى.
ردت ليلى:أنا طالبه هنا فى الجامعه،بس أول مره أشوف دكتور وسيم فى منظر مخجل،يا خساره يا دكتور،سقطت من نظرى كتير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البارت الجاى مش قبل التلات
زودوا الايكات بقى 1200
#يتبع
للحكايه بقيه
.
الشعله الخامسه عشر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده بالزمن قبل ساعتين تقريباً. دخل رفعت بصُحبة مجد الى إحدى غرف الأستقبال.
وقال: هتصل على زينب تجى دلوقتي
فتح رفعت هاتفه قام بالإتصال على هاتف زينب.
بينما بالوحده
نظرت زينب لشاشة الهاتف الذى يرن، وقالت بتذمر: عاوز أيه الهمجى دلوقتى، أكيد هيعملى فيها غضنفر،ويقولى إرجعى بدرى للحِصن بتاعه،فكرت فى عدم الرد،لكن الإتصال المتكرر جعلها،ترد بالنهاية.
حاول رفعت ضبط عصبيته من تأخرها فى الرد،أمام مجد،وتحدث بهدوء عكسى:
زوزى عاوزك فى السرايا دلوقتي.
تضايقت زينب من قوله (زوزى)وقالت بسخط:وعاوزينى ليه،لسه الوقت بدرى،عن الميعاد اللى قولت عليه.
تبسم رفعت قائلاً:حبيبتى محتاجك ضرورى فى السرايا،هتعرفى السبب أما تجى يلا وبلاش تأخير.
نظرت زبنب للهاتف،وقالت بحنُق:حبيبتى،حبك برص،وكمان بتفقل الموبايل فى وشى، إتقفل فى وشك باب….
بلاش، بس ليكون الوجع، رجع له تانى تبقى مُصبيه، بس الضربه مكنتش متمكنه قوى، هى توجع أه وتشل الحركه، بس مش للدرجه إن الوجع يفضل الوقت ده كله…
أعمل أيه… أثناء حديثها مع نفسها
دخلت الى الغرفه صفاء قائله:
دكتوره زينب كنت عاوزه أقولك على حاجه حصلت الأيام اللى فاتت وإنتى فى الأجازه، بس متقوليش عليا لا فتانه ولا وقاعه.
تبسمت زينب وهى تخلع معطفها الأبيض، وتردى معطفها الآخر قائله: إطمنى يا صفاء مش هقول عليكى كده، أيه بقى اللى حصل وانا فى الإجازه.
ردت صفاء: الوزاره كانت بعتت كمية أدويه للوحده، وكل موظفين الوحده، صرفوا منها ومش بس كده، كمان ألاضيشهم، كانوا بيجوا يقطعوا ورق للكشف وياخدوا من العلاج ده، ولما طلبت من الحاج طارق إنه يدينى علاج الضغط بتاع امى عطانى علبه واحده وقالى إن الكميه خلصت مع أنه مدكنها لللى على مزاجهُ.
تبسمت زينب قائله: يعنى العلاج الحكومه بعتاه للناس الغلابه وطارق وموظفين الوحده إستولوا عليه مش بس ليهم لأ كمان لألاضيشهم، تمام كويس إن عرفت، ومتقلقيش على علاج الضغط بتاع والداتك، أنا خلاص جهزت لها ورق إنها تستحق العلاج على نفقة التأمين الصحى.
تبسمت صفاء قائله: ربنا يخليكي يا دكتوره ويخليك رفعت بيه ويرزقكم الذريه الصالحه، اللى تقر عيونكم، وتملى الفرحه قلوبكم الطيبه.
تبسمت زينب بأستهزاء فعن أى ذريه تتحدث صفاء فنهاية زواجها من رفعت متوقعه وقريباً جداً،فليس هنالك توافق بينهم،وهى لن تقدر على تحمل أطباع وتحكمات ذالك الهمجى كثيراً.
بعد وقت قليل
دخلت زينب الى السرايا،تحدثت الخادمه قائله:دكتوره زينب رفعت بيه منتظر حضرتك فى أوضة الصالون.
تبسمت زينب وذهبت الى غرفة الصالون،دخلت تقول:خير يا رفعت إتصلت عليا اجى دلوقتي ليه،لسه بدرى عا الوقت اللى قولت لازم أكون موجوده فى السرايا قبله
تبسم رفعت وتوجه الى زينب وقام بلف يدهُ حول خصرها، كانت ستتضايق زينب
لكن
خرج مجد من خلف الباب يقول بذهول:هو رفعت محدد ليكى ميعاد للرجوع للبيت،لأ مش مصدق اللى سمعته،زوزى تسمع لكلام حد،وتنفذهُ.
للحظه إنخضت ونظرت خلفها تقول:مجد!
إنت أيه اللى جابك هنا يا حيوان ومستخبى ليه وراء الباب زى الحراميه؟
تبسم كل من رفعت ومجد الذى إقترب منها وفتح يديه وضمها وهمس فى أذنها مبتسماً:
يظهر ذنب ناس بتخلصه ناس تانين يازوزى،شكل رفعت هيمشيكى عالمسطره.
نغزت زينب سميح وهى تضمه هى الآخرى بود مبتسمه قائله بهمس:دى خطه تكتيكيه يا حيوان،بس وصلت إزاى لهنا وكمان مش لسه كم يوم على ميعاد أجازتك.
تبسم رفعت وهو يضع يديه مره اخرى حول خصر زينب قائلاً:بلاش وقفتكم دى كتير خلونا نروح أوضة السفره الغدا أصبح جاهز.
تبسم مجد وترك زينب قائلاً:أنا فعلاً جعان من وقت ما خرجت من عتاقه مدوقتش الذات،نضفت بطنى قولت هاجى الشرقيه وأكل فلاحين بقى والشرقوه أهل كرم،لازم أكون جعان علشان أشوف الكرم ده على حق.
تبسم رفعت يقول:إتفضل معايا للسفره وشوف كرم الشرقوه مع إنى معظم حياتى قضيتها فى إسكندريه مش فى الشرقيه لأنى كنت فى مدرسه عسكريه،بس الطبع غلاب وأنا أصلى شرقاوى.
سار رفعت يضع يدهُ حول خصر زينب، الذى حاولت نزع يدهُ لكن كالعاده وقح وتشبث بخصرها
تبسم مجد وهو يدخل لغرفة السفره يرى الطعام الموضوع على المنضده قائلاً:والله فعلاً،مش كرم لأ بزخ،وبعدين كرمك سابق يا رفعت،كفايه إنك إتجوزت زوزى،أنا كنت متوقع تعنس وتبور.
ضحك رفعت،بينما قالت زينب وهى تُشهر سكين الطعام قائله:
أنا بقول تتمسى أحسنلك،بدل السكينه دى ما تعلم عليك،وأيه اللى جابك لهنا،مروحتش على ماما وبابا ليه دوغرى.
تبسم مجد قائلاً:أنا قولت أسيب عصافير الجنه لوحدهم يولفوا على بعض وأجى هنا للحدايه أشوف مين اللى قدر يجى على نفسه ويقبل يتجوز الدكتوره زينب السمراوى اللى سُمعتها سابقها فى مستشفيات جمهوريةمصر العربيه.
تبسمت زينب وهى تجلس على السفره قائله:ومالها سُمعتى بقى،الحمد لله أى مكان بروحه بحاول أطهره من الفساد
على قد ما بقدر.
تبسم مجد:بأمارة إبن أخو الوزير.
تبسمت زينب قائله بثقه:
طب تعرف بقى إن الوزير ده بنفسه هيجى لهنا الشرقيه بعد عشر أيام يفتتح الوحده الجديده،اللى أنا كملتها فى اقل من شهر بتجهيزات طبيه ولأ وهيفكر أن اللى حصل بفضل توجيهاته،ويتغر ويفكر نفسه أبو الطب المصرى وهتلاقى الحمار إبن أخوه معاه ما هو عامل زى ضله فى أى مكان بيروحه.
تبسم مجد قائلاً:إبن أخوه كان مُعجب بس الدكتوره معجبهاش.
تبسمت زينب قائله:مُعجب ايه،ده شخص وصولى وإنتهازى وصدقنى لو طال يخلع عمه من الوزاره وياخد مكانه مش هيتردد،سيبك منه أناقابلت من النوعيه دى كتير،لدرجه إن مبقاش يدخل عليا كدبهم.
تبسم مجد قائلاً:على فكره بابا وماما عارفين انى هنا انا قولت لهم،قالولى أسلم على رفعت واقوله ربنا يكون فى عونك،وقعت فى بلوه جايبه مصر من قبلى لبحرى وبنحبوه،اتولدت فى إسكندريه،عاشت جزء من طفولتها فى القاهره وكملتها فى الفيوم لحد الجامعه وبعد كده إنطلقت فى الصعيد الجوانى من مكان لمكان،ولما قولنا خلاص هتستقر فى القاهره،هُب هزأت زميل لها،وفى الآخر كان مُعجب وبيجُر وصال،بس وصال مين الكابتن زوزى،وأخيراً وصلت للشرقيه،الله اعلم المكان الجاى فين يمكن يودوها السلوم عالحدود.
رغم ضحك رفعت لكن بداخله شعر بغيره،حاول إخفائها بسبب قول مجد دون إنتباه منه عن محاولة آخر جر وصالها،وقال:
لأ خلاص بوعدك آخر مكان هنا فى الشرقيه،الأ لو أنا اللى قررت أسيب المكان هنا وقتها أكيد هتيجى معايا فى المكان اللى هروح له.
تبسم مجد على رد رفعت هو تحدث بقصد عن ذالك الطبيب الذى نُقلت زينب بسببه الى هنا،ود معرفة رد فعل رفعت،وها هو يشعر من نبرة صوت رفعت أنه شعر بالغيره ،من ذالك الطبيب الذى تحدث عنه.
بعد قليل
وضع مجد ملعقة الطعام بجانب الطبق الذى أمامه قائلاً:خلاص،إنتفخت مبقتش قادر أكل أكتر من كده،خلاص هفرقع شوفيلى فوار يا زوزى علشان يفضى فى معدتى مكان للحلو بقى.
ضحك رفعت بينما قالت زينب:فوار أيه اللى ينفع معاك أيه رأيك بغسيل معده وأعمله أنا بنفسى لك.
نظر مجد بصدمه قائلاً:لأ خلاص مش عاوز حلو،حتى الحلو مُضر بالصحه،بس غريبه يا زوزى إنك أكلتى فطير،وكمان معاه عسل أسود مش عسل نحل،مش خايفه تدوخى،من السكر والكوليسترول؟
نظرت له زينب بتهكم قائله:أنا أكلت حته فطيره صغيره متجيش قد كف ايدى ومكلتش من العسل غير لقمه واحده،أنا بعرف أظبط نفسى،بص لنفسك نسفت فطيره بحالها وكلت طبق مش بدوده،وكمان كيلو عسل اسود غير اللحوم البط والوز اللى أكلتهم،شكلك هترجع عتاقه من الاجازه دى كرشك منفوخ.
رفع مجد يدهُ بوجه زينب قائلاً:أنتى بصيتيلى فى اللقمه شكلى هيجيلى تسمم من عنيكى،أنا خلاص قايم من وشك،أروح اتمشى شويه،أهضم للعشا،بس بليز يا رفعت ياريت نتعشى أنا وإنت لوحدينا بلاش دخلاء عنيهم صفره.
تبسم رفعت على نقار مجد وزينب أمامه،آتى لخيالهُ،نقار كهذا قديم كان بين رحمه أخته ورامى أخيه،لكن بسرعه نفض الذكرى عن رأسهُ،دخول الجده إنعام،التى نظرت لمجد وقالت بأعجاب:
الله مين الواد الحليوه ده،أوعى تقوليلى يا زوزى إنه خطيبك،بقى فى واحده عاقله تسيب الموز الحلو ابو عيون بتنور ده وتبص للجلنف رفعت.
تبسم مجد وأنحنى يُقبل يد إنعام قائلاً:
دا أنتى اللى موزه وحلوه وقمرايه،ربنا يجبر بخاطرك يا تيتا ايوا قولى كمان وغيظى الأعادى،ونسيت اقولك كمان يا تيتا إنى بقبض بالدولار.
تبسمت إنعام قائله:
دا أنت عريس لُقطه،عندى لك عروسه يا واد، إنما أيه ملكة جمال متتخيرش عن زوزى،الواد رامى،خطيبته عندها أختين حلوين،أيه رأيك أخطبلك واحده منهم.
تبسم مجد:موافق يا تيتا بس أشوفهم الاتنين الاول وأختار الحلوه اللى فيهم.
نظرت له إنعام قائله:تشوف مين وتخطب مين،مين حضرتك وجاى عندنا السرايا ليه؟
مين ده يا رفعت إنت تعرف الواد التوتو دى منين؟
سقطت زينب من الضحك تقول:الواد التوتو ده يبقى مجد أخويا الصغير يا تيتا.
ردت إنعام:أيه اخوكى،طب مش تقولى كنا عملنا له واجب ضيافه،يلا تعالى نتغدا وأحكلى يا توتو على البنات زمايلك فى الكلاس.
تبسم رفعت الذى يكبت ضحكه قائلاً:خلاص أتغدينا يا جدتى،هنروح نشرب قهوه فى الصالون يلا بينا.
ردت إنعام:آه يلا خلينا نشرب قهوه،خد إيدى يا واد يا توتو.
تبسم مجد:وأخذ يد إنعام وسار لجوارها،كانت تنظر لعيناه بين الحين والآخر الى أن جلست على أحد المقاعد وجوارها جلس مجد مبتسماً الى أن وضعت الخادمه صنية القهوه على منضده قائله:القهوه،يا رفعت بيه،الاتنين دول مظبوطبن والفنجال ده بس اللى ساده زى الدكتوة ما بتشرب القهوه.
تبسم رفعت يهز رأسه،ونهض يحمل كوباً من القهوه واعطاه لزينب وهو يبتسم،أخذته منه بلا مبالاه،بينما أخذ الفنجال الآخر واعطاه لمجد الذى قال:
متشكر.
نظرت لهم إنعام قائله:شوف الشغاله الغبيه معملتش حسابى فى القهوه ولا حتى جابتلى كوباية عصير معاها،البنت دى لازم تنطرد وحالا أنا هنا ماليش قيمه ولا أيه…..
محاسن،،يا محاسن،،إنتى فين الطرش حل عليكى إنتى كمان.
دخلت محاسن مُسرعه تقول:أنا أهو خير فى أيه؟
تحدثت إنعام قائله:الحماره الشغاله اللى جابت القهوه من شويه،معملتش حسابى فى القهوه،الحماره دى تنطرد وفوراً.
ردت محاسن:حاضر هطردها،بس ايه رأيك تجى معايا وتطرديها بنفسك.
فكرت إنعام قليلاً ثم نهضت قائله:تمام،يلا بينا هطردها بنفسى،وإنت يا واد يا توتو اوعى تمشى قبل ما تجى تسلم عليا وحلوه منك كلمة تيتا،مش زى الجلنفات أحفادى،بيقولولى،يا جدتى،بحسهم بيقولولى يا قردتى.
تبسم مجد يقول:لأ معندهمش حق،إنتى أحلى تيتا.
،قال هذا ونهض يقبل يدها مبتسماً
تبسمت له إنعام قائله: كده إنت حبيبي وهشوفلك إخوات خطيبة رامى وهختارلك الموزه الحلوه اللى فيهم.
تبسم مجد، بينما نظر رفعت ل مجد قائلاً:
متشكر إنك قبلت تقلبات جدتى، هى كده اوقات عقلها بيغيب.
تبسم مجد قائلاً: لأ عندى خلفيه و……
قبل أن يُكمل مجد قوله، رن هاتف، رفعت، فأخرجه من جيبه ورد عليه سريعاً، لكن إستغرب كل من زينب ومجد حين نهض رفعت قائلاً: أنا جاى حالاً
أغلق رفعت الهاتف ونظر لمجد قائلاً: إنت مش غريب البيت بيتك، لازم أخرج دلوقتي عن إذنك.
خرج رفعت مُسرع دون إنتظار رد
بينما قالت زينب هو ايه اللى حصل خلاه قام زى الملسوع كده.
ر د مجد: خير يمكن مُهره بتولد ولا حاجه، سيبك ومتشغليش بالك بقولك أيه، انا وانا ماشى كده فى البلد، فى بنت هى اللى دلتنى على مكان السرايا، بس البنت دى أيه قمرايه وصغيره وكيوته كده حاجه رقيقه بونبونايه، لو وريتك صورتها تعرفهالى.
تبسمت زينب قائله: والله حتى لو معرفتهاش أعرف واحده عارفه البلد كلها ممكن بسهوله تعرفها،بس فين الصوره.
وضع مجد الهاتف فى وجه زينب قائلاً: أهى صورتها أهى لو تعرفيها دلينى عليها، ومسامحك فى الفلوس اللى قلبتينى فيها، ومش هدعى عليكى تانى.
نظرت زينب لصورة الهاتف قائله: بقى يا غبى صورتها من ضهرها وعاوزنى اعرفهالك
رد مجد: ياريتنى كنت وقفتها قولت لها هاخدلك سيلڤى علشان تعملى محضر تحرش،وكنت عرفت هى مين وأحنا فى القسم.
تعجبت زينب قائله:واضح إن قاعدتك كتير فى عتاقه ووسط الصحارى،تنقب عن البترول خلاص سيحت عقلك وقريب جداً
هتبقى مريض بالتهيؤات زى حسن يوسف فى فيلم (للرجال فقط).
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعوده للحاضر الجامعه
تحدثت ألما قائله: إنت إزاى تتطاولى علينا بالشكل ده، وإنت يا وسيم أزاى ساكت للحشره دى؟
ردت ليلى: الحشره هى اللى بت…..
توقفت ليلى تشعر بالخجل من ان تقول أنها كانت تحضن وسيم.
ثم اكملت قائله: بس العيب مش عليكى، العيب عالدكتور الجامعى، اللى المفروض بيقى قدوه فى الأحترام قدام طُلابهُ، بس يظهر عيشته فى مجتمع اوربى لفتره نسته الاخلاق.
ردت لمى بوقاحه:وسيم إنت إزاى ساكت عالوقحه دى؟
ردت ليلى:إنتى اللى وقحه،وناسيه انك فى حرم جامعى بس العيب مش عليكى العيب عالدكتور اللى قبل بكده،وناسى إنه فى جامعه محترمه.
تضايق وسيم قائلاً:ليلى إلزمى حدودك وبلاش تتخطيها،وشوفى مين اللى قليل الذوق من الأول ودخل المكتب من غير ما يخبط عالباب يستأذن قبل ما يدخل.
ردت ليلى:للأسف أنا خبطت،بس يظهر حضرتك كنت مشغول،ومسمعتش خبط الباب،وحتى لو مخبطش أحنا فى الجامعه ووارد دخول طلبه وطالبات لمكتبك،يعنى الموقف المخجل ده كان ممكن غيرى يشوفه ويبقى زيى ويفقد إحترامه ليك كقدوه له.
تعصب وسيم قائلاً:ليلى بلاش طريقتك دى فى الكلام وبعد كده إنتى ممنوعه من حضور المحاضرات والسكاشن العملى بتاعتى ،زكلمه واحده منك زياده إعتبرى إنك شيلتى الماده بتاعتى أتفضلى أخرجى بره المگتب.
تبسمت لمى بخباثه،بينما ليلى ذُهلت من رد وسيم وكادت دموع عيناها تتساقط،لكن فعلت كما قال وخرحت مُسرعه من المكتب
بينما لمى إقتربت من وسيم بدلال وكانت ستقوم بحضنه مره أخرى لكن قال وسيم:
كفايه يا لمى وقوليلى ليه جيتى لهنا عالجامعه؟
ردت لمى:علشان وحشتنى يا وسيم فاكر زمان إحنا كنا قريبين من بعض قوى،أنا راجعه مصر علشانك فاكر لما إتقابلنا آخر مره من كام شهر فى إنجلترا وسهرنا سوا،بصراحه كنت عاوزه أعترفلك إنك أكتر شخص أنا بتمناه يكون الكابلز بتاعى.
سخر وسيم قائلاً:كابلز معناها ايه دى،وبعدين مينفعش كلام هنا أنا خلاص خلصت محاضراتى النهارده وراجع البيت إتفضلى قدامى،وياريت تمشى مظبوط وبلاش حركات المياصه دى تعمليها قدام اللى فى الجامعه كفايه لبسك المثير ده معرفش إزاى أمن الجامعه دخلك أصلاً.
ردت لمى:دخلونى لما قولت لهم إنى خطيبتك.
إنصدم وسيم قائلاً:أيه وكمان قولتى خطيبتى،لأ ده كتير،كتير قوى كمان.
بينما ليلى ذهبت الى المُصلى الخاص للفتيات بالجامعه،ودخلت دموعها تسيل،على وجنتيها،فذهبت الى حوض الوضوء وغسلت وجهها،ثم جلست لدقيقه واحده وخرجت من المُصلى،ورأت ما جعل دموعها تسيل مره أخرى،
وسيم يسير جوار تلك المتبرجه الوقحه،تحدثهُ وهو يرد عليها بهدوء،لا تعلم أنه هو الآخر رأى إنعاكسها من خلف عدسات نظارته الشمسيه، لديه حرب دائره بداخله، وهو يراها، تجفف عيناها بمحرمه ورقيه.
توجه الى السياره وصعد هو وألما إليها، بينما ليلى عزمت أمرها، ستبتعد من الجيد أنه حرمها من حضور محاضراته والسكاشن الخاصه، بهذا لن تراه مجدداً، وستؤد ذالك الشعور الذى من الجيد أنه وئد من البدايه.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صفوان المنسى
خرج رامى من الغرفه خلف الطبيب الذى كان يُعاين مروه، وقام بسؤاله:
هى إيدها ورجلها هيفضلوا قد ايه لسه فى الجبس؟
رد الطبيب:لأ مش مده طويله يعنى كمان خمستاشر يوم نفُك الجبس،بس ممكن تحتاج بعض جلسات العلاج الطبيعى لمده،وبعدها مع الوقت أكيد حركة إيدها ورِجلها مع الوقت هتتعدل.
تبسم رامى شاكراً الطبيب يقول:شكراً لحضورك هنا للبيت لمعاينة مروه والسواق بالخارج هيوصل حضرتك مكان ما تحب.
تبسم الطبيب:لا شكر ولا حاجه،وربنا يشفيها.
وقف رامى امام باب الغرفه التى بداخلها مروه،يتنهد يزفر انفاسه بقوه علها تهدأ تلك النيران المُشتعله بداخله،لا يعلم لما يكره صمت مروه التى أصبحت تمارسه معه فى الايام الأخيره بعد عقد قرانهم،يود أن تتحدث،حتى لو هاجمته كما كانت تفعل أحياناً بالسابق،هل الخضوع أصبح ردها بالقبول عليه.
بينما بداخل الغرفه،ساعدت فاديه مروه على ان تعتدل بالفراش،قائله:والله رامى يستاهل الشكر،دى تانى مره يجيبلك الدكتور هنا فى البيت يعاينك غير لما كنا بالوحده،كان برضوا بيجيب الدكاتره من بره الوحده يعاينوكى،ربنا يهدى سركم.
لم ترد مروه عليها حين سمعت صوت طرق الباب ودخول رامى بعدها.
تحدث رامى قائلاً:طنط فاديه ممكن لو سمحتى تعمليلى قهوه مظبوط.
تبسمت فاديه قائله:عنيا.
تبسم رامى قائلاً:تسلمى.
خرجت فاديه وتركت مروه مع رامى بالغرفه..
نظر رامى لمروه قائلاً:الدكتور قال إنه الجبس هيتفك بعد خمستاشر يوم،وفرحنا هيتم بعد فك الجبس مباشرةً،وتكملى العلاج الطبيعي عندى فى السرايا متخافيش هتلاقى فى السرايا،رعايه وإهتمام أكتر.
نظرت له مروه قائله:مش فاهمه يعنى ايه هلاقى فى السرايا رعايه وإهتمام أكتر،وهنا ماما واخواتى بيهتموا بيا،ليه الأستعجال؟
رد رامى:أنا قولت الفرح بعد ما تفكى الجبس مباشرةً،ولا هتفكرى تنتحرى مره تانيه.
ردت مروه بدموع خانتها:
قولت لك مستحيل أنى أفكر انتحر لاى سبب من الأسباب حتى لو كان السبب إنت وأنى متجوزكش،انا لغاية دلوقتى مش فاكره إزاى طلعت اساساً على سور البيت وإزاى وقعت،مش مصدق إنت حر،لكن انا مش هكفر و أموت نفسى،كان بسهوله أنى اهرب من الأساس وأبعد عن هنا ومكنتش هتعرف مكانى.
إقترب رامى من الفراش وإنحنى على مروه يكلمها بهسيس قائلاً:كنت هدور عليكى وهجيبك من تحت الأرض،قولتلك أنا قدرك يا مروه،وجوازنا بعد فك جبس إيدك ورجلك،
قال رامى هذا وإنقض على شفاه مروه يُقبلها بنهم وعشق مستتر خلف الجفاء الذى يُظهرهُ،لكن ترك شفاه ووقف ثابتاً حين سمع صوت مقبض الباب،ودخول نعمان الى الغرفه،مبتسماً.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل رفعت الى السرايا بمُهره التى أصبحب فاقده للوعى،تحدث لاحدى الخادمات التى قابلته قائلاً:الدكتوره فين؟
ردت الخادمه:
الدكتوره مع أخوها فى أوضة الصالون.
تحدث رفعت:تمام روحى بسرعه ليها خليها تحصلنى على أوضة نومى،بسرعه.
ذهبت الخادمه الى غرفة الصالون قائله:
دكتوره زينب،رفعت بيه عاوز حضرتك دلوقتي ضرورى فى اوضة نومه،بسرعه.
وقفت زينب قائله:وعاوزينى ليه عالعموم انا رايحه له.
تبسم مجد ساخراً بعدخروج الخادمه:هو إنتم مش بتناموا فى اوضه واحده مطبقين نظريه الزواج الحديث كل واحد له أوضه خاصه ونتقابل فى التراس قدام الناس.
رمت زينب وساده صغيره بوجه وسيم قائله:لأ يا حيوان دى نظريه صورنى من ضهرنى تعرفنى،بلاش سخريه هروح اشوفه عاوز ايه وارجعلك تانى.
تبسم مجد بوقاحه قائلاً:متخافيش هطلع أرتاح فى الاوضه اللى رفعت قال للشغاله تحضرهالى،يعنى خدى وقتك،يمكن الموضوع يطول،وتجيبى بيبى شبه خالو.
ردت زينب:بتتريق يا حيوان عليا،ماشى رجعالك اعرفك مقامك،يظهر إشتاقت للضرب.
تبسم مجد.
بينما حين إقتربت زينب من غرفة وجدت باب الغرفه مفتوح،فدخلت مباسرةً للغرفه.
رأت تلك المرأه التى قابلتها منذ أيام،ورفعت بيدهُ زجاجة عطر يحاول أن يجعلها تعود للوعى لكن لا تستجيب،تنحنحت زينب
إلتفت رفعت لصوت نحنحتها قائلاً بلهفه:زينب عمتى مهره معرفش جرالها أيه من فضلك.
ردت زينب سريعاً وهى تقترب من الفراش،نادى على أى حد يجيبلى الشنطة الطبيه اللى هنا بسرعه.
فى خلال دقيقه،كان أمام زينب حقيبة طبيبه بها كل مستلزمات الطبيب.
وضعت زينب سماعة طبيه وبدات فى فحص مؤشرات مُهره وقالت له:
هى عمتك بتاخد نوع معين من الادويه او بتشتكى من أى مرض مزمن.
رد رفعت:معرفش،بس بتسألى ليه وبعدين هى مش بتفوق ليه.
ردت زينب:المفروض عمتك تدخل المستشفى لان لازمها غسيل معده،واضح جداً إنها إتناولت حبوب أو جرعة علاج أكتر من الازم وده عمل لها هبوط فى الدوره الدمويه ولازمها رعايه خاصه فى مستشفى،وكمان تحليل دم علشان نعرف نوع العلاج اللى أخدته وسبب لها الحاله دى وتاخد مصل مضاد للنوع ده من الادويه،وكمان هتعوز تعلق محاليل وو….
رد رفعت إنتى مش دكتوره،إتصرفى هنا أنا مش هوديها للمستشفى،وقولى لى على المستلزمات اللى محتاجه لها،وهتلاقيها كلها قدامك فوراً.
ردت زينب:تمام،اول حاجه محتاجه اعرف نوع العلاج اللى أخدته،وده مفيش غيرى حلين،يا اما تقولى اسم العقار ده،يا تحليل دم سريع.
فتح رفعت هاتفه سريعاً،قام بالاتصال على رقم منزل مُهره الارضى،ردت عليه إحدى الخادمات،وقام بسؤالها أجابته أنها كانت تأخذ أحد العقارات الطبيه المنومه من حين لأخر وانها لديها الروشته الخاصه بهذا الدواء.
رد رفعت:طب أنا هقفل
الخط و بسرعه إبعتيلى عالموبايل صوره واضحه للروشته دى من موبايل عمتى مُهره.
بالفعل خلال دقيقه كان يسمع رفعت صوت رساله على هاتفه،فتحها سريعاً واتجه الى مكان وقوف زينب وأعطى لها هاتفه وقال:اسم العلاج أهو اللى كانت بتاخده عمتى مُهره.
أخذت زينب الهاتف ونظرت الى الصوره وقالت له تمام،هكتبلك شويه ادويه مضاده للعلاج ده،تجيبها وكمان محلول طبى.
بالفعل دونت زينب على ورقه مجموعة ادويه وقامت باعطائها لرفعت الذى فر سريعاً يأتى بتلك الادويه بنفسه،وعاد خلال دقائق معدوده،بدأت زينب بعلاج مُهره،بالمضادات وتعليق المحاليل الطبيه لها.
…..
بينما دخل وسيم الى منزل هاشم الزهار،بصُحبة تلك الفتاه
تقابل من الخادمه التى قالت له:
دكتور وسيم طلبت حضرتك كتير علشان اقولك إن مدام مُهره تعبانه،بس حضرتك مردتش عليا وإضطريت إتصل على رفعت بيه وجه وأخدها معاه،وهى كان شبه مغمى عليها وبتهلوس.
إنخض وسيم وأخرج هاتفه وجده على الوضع الصامت،فقام بفتحه،بالفعل عدة مكالمات فائته،لكن نظر للخادمه،وقال:
ورفعت خد ماما وراح بيها فين.
ردت الخادمه:معرفش حتى كان اتصل عليا وقالى إن كانت مدام مهره بتاخد ادويه معينه وأنا صورت له الروشته بتاع الدوا اللى بصرفه لها من الصيدليه كل فتره.
رد وسيم بغضب:هى كانت رجعت تانى للمهدئات دى،مش كانت بطلتها.
صمتت الخادمه.
تنهد وسيم وقام بالاتصال على رفعت،لكن لارد عاود الاتصال أكثر من مره لكن لارد أيضا،فكر سريعاً،وقام بالأتصال على رامى.
بمنزل صفوان.
كان رامى يجلس مع صفوان الذى يتحدث بهدوء ولديه شعور أن مروه غير مُرحبه بهذا الزواج،،او انها مُرغمه عليه،لكن أثناء حديثهم،رن هاتف رامى،نظر للشاشه رأى إسم وسيم:
رد عليه بهدوء لكن فجاه إنتفض واقفاً يقول:
بتقول ايه أنا مش مع رفعت،إتصل على تليفون السرايا الارضى وأسألهم،عنه،وانا دقايق وأكون فى السرايا،أكيد رفعت أخد عمتى مُهره،للدكتوره زينب تعالجها.
حين سمع نُعمان إسم مُهره أنخلع قلبه ونهض هو الآخر قائلاً:
مُهره،مُهره جرالها أيه؟
تعجب رامى ولكن قال:معرفش انا لازم امشى دلوقتي.
تحدث نُعمان يقول بتلهف ودون تفكير أنا جاى معاك،أثار ذالك تعجب كل من مروه ورامى،لكن غادر رامى ومعه نُعمان سريعاً.
بعد قليل
كان
بالسرايا
كل من رامى، ووسيم، وأيضاً نُعمان.
يقفون أمام باب الغرفه ينتظرون خروج زينب أو رفعت من الغرفه.
بالفعل بعد دقائق خرج، رفعت ثم، زينب.
تحدث نُعمان بلهفه مُهره جرالها أيه، من فضلكم حد. يطمنى عليها.
رغم تعجب رفعت من قول نُعمان،
لكن تحدثت زينب قائله:
مدام مُهره هتبقى كويسه الحمدلله إمتثلت للمضاد بتاع المهدأ اللى أخدته،وواضح إنها أخدت كذا حبايه،تساعدها عالراحه،ومكنتش مفكره إن زيادة الجرعه ممكن تكون إنتحار منها.
تعجب رفعت يقول: قصدك أيه، إن عمتى مُهره حاولت تنتحر!
ردت زينب: لأ ده مش إنتحار بمعنى إنتحار، واضح جداً إن عمتك مُهره كانت بتتعاطى منوم مُعين يساعدها عالنوم، النوع ده من الأدويه، له تأثير كبير على المخ، بيساعده على الأسترخاء، بالتالى بيشعر العقل بالغياب وبيستسلم للنوم، بس بعد فتره تأثير العقار ده على المخ، بيضعف، فالمريض بيزود الجرعه يعنى مثلاً بدل ما ياخد حبايه واحده، بياخد اتنين أو أكتر، مع طول الوقت بيأثر على عصب الدماغ نفسه، وكل ما الجرعه بتزيد بيقفد الجسم القدره على الراحه، بيبقى زى إدمان كده، بس سهل الاقلاع عنه، بس لازم إرادة اللى بياخد النوع ده من المُهدئات، لانها خطيره زى المخدرات بالظبط، حتى أسوء لأن فى ادويه ممكن تخلى المريض ينتحر، بسهوله جداً وهو مش حاسس أنه بينتحر هو مفكره علاج، ومدام مُهره، تناولت أكتر من حبايه فى إعتقادها إنها هتساعدها تنام وتفصل عن الشئ اللى بيضايقها ، بس يمكن من رحمة ربنا بيها إنها إتلحقت بسرعه.
لم يتعجب وسيم وقال:
بس هى وعدتنى أنها كانت هتبطل اخد المهدئات دى ، وبالفعل كانت بطلتها، بس أيه اللى جرى خلاها ترجع ليها من تانى، أكيد فى سبب.
بينما ذالك العاشق القديم قال:
ممكن أدخل أطمن على مدام مُهره.
تعجبوا جميعاً وقال رامى: أنت ايه حكايتك مع عمتى مُهره، أنا لاحظت نظراتك ليها يوم كتب كتابى بالوحده، وهى كانت بتهرب من نظراتك دى.
رد بنفس الشئ وسيم قائلاً: إنت مين؟
رد نُعمان عليه: أنا نُعمان الجناينى، أنا حكايه من الماضى
…….
بينما مُهره سابحه تتلاطم وسط أمواج الماضى، تهمس بأسم “نعمان”
قائله: نعمان أنا خسرت كل اللى بحبهم فى الماضى، كأنى كنت لعنه، من كل اللى بقرب منهم، انا كنت، جبانه زى ما قولتيلى، ياريتنى، سمعت كلامك، بس مينفعش الندم دلوقتي، ليه رجعت إبعد تانى، كفايه مش هقدر أتحمل أخسر حد تانى من الى بحبهم،
زمان قولتلي هتقبل بيا، حتى بعد اللى عملهّ هاشم، بس انا كنت جبانه وخوفت مع الأيام تتبدل مشاعرك، وتندم إنك قبلت بيا، فكرت إنى لما إتجوزت من هاشم، إنى بنتقم منه،أنه يتحمل وز اللى عمله فيا،وقولت اللى عمل الذنب يتحمل الجزاء،بس للأسف انا اللى إتحملت الجزاء كلهُ، على ذنب إرتكبهُ غيرى، ودمر حياتى.
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بنفس الوقت،
بيخت عائم بالبحر بين الأسكندريه ومرسى مطروح
تحدث الآخر قائلاً: بلاش تستهون بقوة رفعت، رفعت مش زي رضوان، رفعت بكلمه منه مش بس يقلب مينا إسكندريه، يقدر يقلب موانى مصر كلها، وأنا حاسس من يوم رفعت ما ساب منصبهُ القديم ورجع تانى للزهار إنه مش ناوى على خير.
ضحك هاشم قائلاً: مكنتش أعرف إنك جبان للدرجه دى، عالعموم براحتك بس خليك فاكر إحنا إبتدينا الطريق سوا، وإنت عارف رجال أوربا معندهمش مكان للمشاعر ولا لصداقه، يا عزيزى،
كانت الكلمه النهائيه الذى سمعها الآخر قبل أن يسقط مُسجى فى دمائه، بعد رصاصه واحده أخترقت رأسه
تبسم هاشم لتلك التى آتت من الخلف، تسير بدلال وهدوء كأنها لم تُزهق روحاً بشريه الآن،
تسير بغنج وبيدها السلاح، والقت السلاح من يدها بعيداً على سطح اليخت
حين أقتربت من هاشم الذى جذبها بقوه، يلتهم شفاها فى قُبلات عنيفه يعتصر خصرها بيديه وهى ترحب بذالك بل تريد عُنفاً أكثر، وها هى تنول ما تريد، علاقه ساديه تصرخ من شدة الالم لكن باستمتاع منها، بينما ذالك الذئب، يشتهى بخياله أخرى، أغمض عيناه يتمنى سماع صراخات
تلك القاتله، لكن بصوت الطبيبه، لكن جاء الى خاطره ما يحول بينه وبين الطبيبه
هو بقاء رفعت على قيد الحياة.
بعد جولة تعذيب سعيده، إرتمى الأثنان على الفراش يلهثان.
تبسمت القاتله قائله، بلكنه عربيه مكسره:
ليتنى قابلتك هاشم قبل أن أقابل ذالك الأحمق هشام توأمك، ربما أصبح بنتاى، بناتك وورثن قوتك، لا حماقة أبيهم هشام.
… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعله السادسه عشر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم تعجُب الثلاث من قول نُعمان أنه حكايه من الماضى، لكن قال وسيم:
مش فاهم قصدك أيه بحكايه من الماضى، طب لما إنت حكايه من الماضى أيه اللى رجعك دلوقتي!
رد نُعمان: هتصدقونى لو قولت لكم معرفش أنا أيه اللى رجعانى للزهار من تانى، بعد تلاتين سنه غُربه كنت شريد بلا وطن، معرفش غير إنى إشتقت أن نهاية حياتى أقضيها فى بلدى، رغم إن كلها بلاد الله بس خوفت أموت فى الغُرفه وإندفن فى مكان غريب عنى.
نظر له رامى بتمعُن قائلاً:شكل حضرتك واضح إن صحتك كويسه.
تبسم نُعمان: فعلاً الحمد لله صحتى على قد سنى كويسه وبعدين هو الموت بيفرق بين اللى صحته كويسه والمريض(مال عيانكم سليمنا مات)وياما ناس عايشه بس قلوبها ميته،حكاية الماضى مش أنا الوحيد اللى أملُك سردها ليكم،مُهره كمان ليها الحق،ويمكن تكون نسيتها وسط زحام الحياه،ودلوقتى ممكن تخلونى أدخل أشوف مُهره،رجاءً.
لا تعرف لما شعرت زينب أن هذا الرجُل لديه جرح غائر بقلبهُ لم تدرى وهى تفتح له باب الغرفه قائله:إتفضل إدخل شوفها وأطمن عليها،وأطمن هتبقى كويسه.
تبسم نُعمان قائلاً:متشكر يا بنتى،ربنا يطمنك يريح قلبك دايماً على أحبابك.
تبسمت له زينب وهو يدخل ويغلق خلفه الباب.
نظر رفعت ل زينب بغضب من فعلتها، ولكن لم يتحدث، بينما وسيم ورامى لاموها قائلين:
إزاى تسمحى له يدخل بدون ما نعرف هو مين؟
ردت زينب: والله الاوضه مش مقفوله بقفل صعب فتحه، تقدروا إنتم كمان تدخلوا، أنا رايحه أوضتى،وأطمنوا مدام مُهره مش هتفوق قبل الفجر.
غادرت زينب المكان وتوجهت الى غرفتها، بينما إقترب وسيم من باب الغرفه وكاد يفتحه لولا أن قال له رفعت:
بلاش تدخل دلوقتي، حتى لو مكناش نعرف مين نُعمان ده وقصته بس واضح إنه مستحيل يأذيها،أنا رايح وراجع تانى،بلاش وقفتكم دى هنا،وعمتى فعلاً حالتها بقت كويسه لحد كبير.
تنهد وسيم وأتى بمقعد قائلاً أنا هقعد هنا لحد ما أعرف مين الآخ نُعمان ده كمان وأيه حكايته القديمه مع ماما مُهره.
تنهد رامى دون رد وظل واقفاً جوار وسيم.
بينما دخلت زينب لغرفتها تشعر بدوخه بسيطه، ذهبت سريعاً وآتت بجهاز فحص السُكرى الخاص بها وقامت بخلع بلوزتها بالكامل،وظلت بتوب داخلى بثلث كُم لكن يصف جسدها من أعلى كما أنه بفتحة دائريه من يُظهر جزء كبير من ظهرها وصدرها ، ثم قامت بعمل إختبار قياس السُكرى ونظرت لنتيجتهُ، زفرت نفسها قائله:
برضو السُكر زايد ، مش عارفه السبب أنا محافظه عالآخر هعمل أكتر من كده أيه، يمكن لازم أزود جُرعة الأنسولين شويه.
وضعت جهاز قياس السكر وأخذت جهاز آخر ووضعت به محلول الأنسولين، ووقفت تحقن به نفسها بعضد يدها، الى أن إنتهت ألقت الحُقنه
ثم جلست على الفراش قليلاً الى أن شعرت براحه،نهضت تتوجه الى دولاب الملابس تُخرج لها ثياب أخرى،
لكن فى ذالك الأثناء دخل رفعت بهياج قليلاً يقول:إزاى تسمحى للى إسمه نُعمان ده يدخل الأوضه لعمتى مُهره،مين اللى عطاكى إذن بالتصرف ده؟
ردت زينب:إزاى تدخل اوضتى من غير ما تستأذن الأول مش هتبطل الهمجيه دى،وأنا معملتش جريمه،واضح اللى إسمه نُعمان ده،على معرفه قديمه بعمتك،وده موقف إنسانى،لشخص بيترجى يشوف مريض.
نظر لها رفعت بذهول يقول:موقف إنسانى،حلوه قوى إنسانيتك،إنسانيتك دى هى اللى جابتك هنا،لو بتحكمى عقلك مش عواطفك يمكن كان زمانك فى مكان أفضل من هنا،ويمكن مكنتش إتقابلت مع إنسانه مستهتره زيك.
تعصبت زينب:أنا مش مستهتره،وإلزم حدك وإنت بتتكلم معايا،وحتى لو مستهتره إيه اللى يجبرك تتحمل إستهتارى،فى إيديك الحل،خلينا ننفصل وأرتاح من همجيتك،وبعدين أنا دكتوره ومهمتى أقدم خدمتى للناس اللى تحتاجنى فى أى مكان مودرن أو نائي، حتى لو كان هنا فى الزهار.
تبسم رفعت ساخراً وهو يمسك معصم زينب يقول:آخر شئ تفكرى فيه إنى أنفصل عنك قبل……
صمت رفعت فجأه.
نظرت له زينب:قبل أيه كمل كلامك،قول سبب يخليك تتحمل إستهتارى.
وقع بصر رفعت بنظره خاطفه لمعصم زينب، رأى آثر لسن سرنجه، لكن لم يعطى للأمر أهميه.
لكن ترك معصم زينب ووقف أمامها يحجب رؤيتها، حين فُتح باب الغرفه دون طرق، وكاد مجد أن يدخل،لكن شعر بالحرج، وقال متآسف كنت مفكر زينب لوحدها.
قال مجد هذا وأغلق خلفهُ الباب.
بينما قالت زينب: إتفضل إطلع بره، عاوزه أغير هدومى.
نظر رفعت لها بسخريه قائلاً: مكنتش أعرف إن الدكتوره اللى جاتلى لحد أوضتى بتنكسف تغير هدومها قدامى، بعد ما شوفت كل جسمها عريان ومآثرش ذره فيا.
نظرت له زينب قائله بغيظ وغضب: بره يا رفعت، وإن كان على دخولى لأوضتك، تأكد إنها مش هتكرر تانى، وفى أقرب وقت هننفصل، لا قبل ولا بعد اللى بتفكر فيه، أنا خلاص كرهت الأسوار العاليه اللى إنت عايش فيها، مش عاوزه أعرف خايف من أيه ومفكر إن بالأسوار دى هتحمى نفسك منه، عيش بين الأسوار دى لوحدك، بغرورك.
ترك رفعت يد زينب وخرج من الغرفه غاصباً، بينما زينب، تشعر بإنهاك لا تعرف سببه أهو بسبب ذالك المرض اللعين الذى صاحبها منذ طفولتها أم هنالك شعور آخر، يتسرسب اليها، لا تفهمه، لم تقدر على الوقوف كثيراً، ذهبت الى الفراش وإرتمت بجسدها عليه، تشعر بدوران خفيف، أغمضت عيناها وهى تعرف أنها ستتحسن بعد قليل وينتهى هذا الدوران.
..
بينما رفعت نزل سريعاً درجات سُلم السرايا، وغادرها، ذاهباً الى إستطبل الخيل، سرج إحدى المُهرات وإمتطاها، يجرى بها بين المضمار الموجود بالمكان، لكن فجأه، أوقف المهره ونزل من عليها، يرمى عصاه بالارض بُعنف، لما تعصب بتلك الطريقه على زينب، ما السبب، سماحها لدخول ذالك المدعو نُعمان الى غرفة عمته مُهره، أم مواجهاتها له أنه خائف من شيئًا ما يُخفيه،للحظه كاد ينفلت لسانه ويقول أنه إختطفها من أمام عدوه،كى يحرق قلبه أنه أخذ من أمامه شيئًا كان يشتهيه،لكن مهلاً،أنت كاذب يارفعت،أنت بداخلك شئ ينبض لتلك الطبيبه تثير بداخلك مشاعر موؤده منذ زمن،أنت تشتهيها،تريدها تستمتع بقُربها،نفض ذالك التفكير عن رأسهُ لائماً ذاتهُ يجلُدها بقسوه،قائلاً:يكفى تلك الطبيبه وجودها يُشتت بداخلك مشاعر ليس وقتها،فالنهايه معروفه مُحترق مع من أحرقوا قلب ذالك الشاب اليافع صاحب العشرون عام.
أثناء تفكيره هذا رن هاتفه
أخرجه من جيبه ورد بصاعقه:
يعنى هاشم و”جاكلين”
نزلوا من اليخت على لانش صغير، وبعدها اليخت إتفجر وولع، طب والقبطان اللى كان معاهم؟
رد الآخر: أكيد كان فى اليخت، لأننا كنا قريبن جداً من مكان اليخت وشوفنا بس جاكلين وهاشم وشاب معاهم فى اليخت، وبعد ما بعدوا شويه، فجأه إنفجر اليخت، وطالما القبطان مكنش معاهم عالانش، يبقى أكيد كان فى اليخت، وبكدا، يبقى إتأكدنا إن فى تصفيات الفتره الجايه بنزول جاكلين لمصر فى الوقت ده، وأكيد الراجل التالت اللى معاهم هينكشف، شكل هاشم كده ناوى يبقى هو المُسيطر هنا فى مصر، وقُربهُ من جاكلين بيمهد له الطريق، تفتكر إن الضلع التالت لهاشم والقبطان اللى كان بيساعد فى دخول الأدويه المُخدره دى لمصر،غير البنات اللى كان بيبعهم هاشم،للنخاسه يكون مين؟
عندى شك فى هشام أخوه؟.
رد رفعت:لأ هشام أجبن من كده،وأهو أنت سمعت جزء من تسجيلات الصوت اللى كانت مزروعه فى اليخت المره اللى فاتت بين القبطان وهاشم،الشخص ده شخص مسئول فى البلد أو له حصانه دبلوماسيه،والاوصاف دى متنطبقش على هشام الزهار آخره رهانات الخيل اللى بيدخلها على أمل يكسب رهان وقتها يسترد جزء من أموالهُ اللى ضيعها فى خسارته للسباقات دى،هشام مستنى ضربة حظ.
تبسم الآخر قائلاً: طب وحكاية نزول واحده من بناته لمصر الوقت ده مع مامتها!
رد رفعت: حتى بناته مش زى مامتهم، دول آخرهم يصتادوا راجل يصرف عليهم ببذخ ويستمتعوا شويه، والبنت نزلت على هنا فى الزهار، ومتأكد إن التانيه مسألة وقت وهتنزل بس تلاقى طريقه تتخلص من عشيقها.
رد الأخر:
تمام هنفضل على تواصل وأطمن تليفونك محدش يقدر يراقب تحركاتهُ، والتليفون اللى طلبت مراقبة مكالماته ورسايله هبعتلك كود تقدر تدخل منه وتعرف كل المكالمات الخاصه بيه، بس غريبه الرقم ده رقم الدكتوره زينب السمراوى يعنى المدام، غير متأكد إنك حاطط فيه جهاز تعقُب يبقى خايف من أيه؟
رد رفعت: مش حكاية خوف تقدر تقول زيادة إطمئنان ، عليها هى كمان يلا بالسلامه وخلينا على تواصل.
أنهى رفعت المكالمه ووقف يُزفر أنفاسهُ،لكن نظر الى السماء ورأى بها ظلام ونجوم تخنُقها بعض السحُب السوداء،كحياتهُ هنالك نجمه ظهرت يخشى أن تتوراى أو تخنُقها سُحبهُ السوداء .
………. ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالأسكندريه
بڤيلا بمنطقه راقيه
قبل أن تنزل جاكلين من سيارة هاشم قبلته قُبله قويه عاتيه قائله:رغم أن الوقت الذى نقضيه معاً يكون عادتاً صغيراً،لكنى أشعر بمُتعه كبيره معك،لنعيد ذالك اللقاء بأقرب وقت.
رسم هاشم بسمه قائلاً برياء: وأنا أيضاً،أشعر بمُتعه كبيره معك،وبالتأكيد هنتقابل قريباً مره تانيه، نسيتى تقوليلى إمتى هترجعى تانى لليونان؟
ردت جاكلين:أجازتى قصيره يومان فقط،بالغد مساءً سأعود لليونان.
قبلها هذه المره هاشم يمتص شفاها بقذاره وقوه قائلاً،سأظل هنا بالأسكندريه،لنلتقى غداً مره أخرى قبل أن تُغادرى الأسكندريه.
تبسمت قائله:حسناً سأهاتفك غداً صباحاً،نلتقى،وأذهب للمطار بعد أن أقابلك.
تبسم هاشم بقبول رحب،وقبلها قُبله جافه من المشاعر،لكن كما تشتهى هى .
بينما نزلت جاكلين من السياره،منتشيه من تلك القُبله.
دخلت الى رواق الفيلا،ثم رنت الجرس،فتحت لها إحدى الخادمات التى إستقبلتها، مُرحبه بها بحبور.
تحدثت جاكلين:أين هشام.
ردت الخادمه:المهندس هشام هنا فى الڤيلا،بغرفته،يستعد للخروج.
تبسمت جاكلين قائله:حسناً سأذهب له،بامكانك ترك الڤيلا الليله.
تبسمت الخادمه لها،وقالت:ليله سعيده.
بعد دقيقه واحده،كانت جاكلين تفتح باب غرفة هشام،نظرت بداخلها ليس موجود،ذهبت الى باب الحمام المُرفق بالغرفه وفتحته دون حياء منها،تبسمت وهى تراه يجلس بحوض الأستحمام يُغمض عيناه،تسحبت من خلفه ووضعت يديها على عيناه،للحظه إنخض،لكن حين همست جوار أذنهُ أطربت قلبه فقال:
جاكى،إمتى جيتى لأسكندريه.
ردت جاكلين:آتيت برفقة لمى،هى ذهبت للشرقيه وأنا بقيت هنا لقضاء بعض الاعمال وسأعود لليونان غداً فى المساء.
جذبها هشام بقوته،لتقع جواره بحوض الإستحمام،مبتسمه تقترب منه مُقبله برقه قائله:لقد وحشتنى لمساتك الجميله هشام،لنعيش ليلة حب معاً مثل الماضى.
تبسم هشام قائلاً:ليه مش راضيه نرجع لجوازنا مره تانيه وترجعى تعيشى هنا معايا بالأسكندريه زى بداية جوازنا،وبما إن لمى رجعت اكيد ريما هترجع لهنا قريب هى كمان ليه منتلمش أسره مع بعضينا مره أخرى،بعد طلاقنا بعد عشر سنين من جوازنا وبعدهاأنتى رجعتى لليونان والبنات هنا شويه وفى اليونان شويه .
ردت جاكلين:هذا أفضل لنا نحن الأثنان،انا لدى أعمالى باليونان وأنت كنت كبير مهندسين بهيئة الملاحه المصريه،وكل ما يفصل بيننا هو البحر فقط يا عزيزى إنفصالنا لم يمنع أحدنا أن نظل نُحب بعضنا،هذا افضل لنا ولبناتنا هناك باليونان يجدن حريه أكثر من مصر ،الأهم الآن يا عزيزى لا أريد قضاء الوقت معك بالتحدث حول آمر عودتنا لبعض،ولا الحديث حول بنتانا،أريد أن نستمتع سوياً بالوقت.
قبلها هشام بحميميه يقصيان معاً وقت مُحرم لكن ممتع بالنسبه لهما الاثنين.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صفوان.
كانت مروه نائمه
ترى بمنامها نفسها على سطح منزلهم،تنظر للسماء بها قمراً بدر تسير يمين ويسار تتلاعب كطفله وهى تظن أن القمر يسير مع خطواتها،لكن فجأه ساد ظلام،وبعدها إنتهى كل شئ،تشعر بآلم آنت منه.
وأستيقظت على صوت ليلى التى قالت لها:
مروه مالك أيه اللى بيوجعك؟
بكت مروه قائله:دماغى بيوجعنى قوى،لما بحاول أسترجع اللى حصل يوم ما وقعت من على السطح،بيجى لحته معينه وعقلى بيفصل،مش قادره افتكر اللى بابا قال عليه أنه شافنى واقفه عالسور وأنى…..
ردت ليلى: وأنك محاولتيش تنتحرى صح،مروه انا متأكده إنك مستحيل تنتحرى،عارفه ليه؟،لأن ببساطة إنتى بتحبى وسيم،بس الخوف من طبقات المجتمع هو اللى خانق الحب ده،وإحساسك إنك أقل من وسيم فى نظره،وانه كان لازم يختار اللى تليق به وبمكانته الأجتماعيه مش بنت سايس.
تعجبت مروه قائله:وسيم مين ده كمان اللى بحبه؟
إنتبهت ليلى أنها بدل أن تذكر إسم رامى ذكرت إسم وسيم،تنحنحت قائله:أنا قصدى رامى،بس غلطت فى الأسم،هقوم اقول لماما إنك صحيتى،علشان تجيبلك العشا،وبعدها تاخدى أدويتك،علشان كسورك تلتئم بسرعه.
فرت ليلى من أمام مروه قبل أن تسألها لما ذكرت إسم وسيم،أيُعقل ليلى لديها مشاعر إتجاه وسيم،يبدوا أن بنات صفوان المنسى،يقعن فى حُب من يفوقهن من الطبقات العُليا.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع للغرفة الموجوده بها مُهره.
دخل نُعمان الى غرفة مُهره
إقترب من الفراش النائمه عليه، ودمعت عيناه، بحسره
من أصعب الدموع دمعة عاشق، فهى تأتى بعد، دموع الفقد والقهر وإن كانت تندرج تحت دموع قهر وضياع،،
نظر نُعمان لمهُره النائمه على الفراش لا تشعر بشئ حولها، وجهها غاب عنه النضاره لكن مازالت نفس الجميله التى قابلها بالقُرب من حوض مزروع “زهر النُعمان”، وأنقذها وقتها من موت مُحقق، حين أمسك لجام سرج حِصانها الغاضب التى فقدت السيطره عليه،
إنحنى يُقبل يدها تساقطت من عيناه دمعه على كف يدها،فرت غصبًا من عيناه،بسرعه جففها بأناملهُ،وعاد بنظرهُ لوجهها،رأى شفاه تشُق بسمه،كأنها تشعر به.
تبسم هو الآخر يتذكر (زهر النُعمان) الذى إحترق سريعاً.
فلاشـــــــــــــــــ*باك
قبل ثلاثون عام.
كان ذالك الشاب البستانى الجديد ،يرعى حديقة ذالك المنزل الكبير الذى يمتلكه (همام الزهار)
وما كان الإ رجلاً مُتجبر وقاسى،بكل شئ،كان هنالك إبنه الأكبر هاشم نسخه من تجبُرهُ بل وأسوء وهنالك الآخر توأمه الذى رأه مره واحده فقط وعلم أنه يعمل بمنصب هام بميناء الأسكندريه
يرعى أزهار وأشجار تلك الحديقه،كان يقف أمام حوض مزروع من زهور شقائق النُعمان،زرعها هو بنفسه منذ بضع أشهر وبدأت الزهور تُزهر،كعادتها بنهايه فصل الشتاء وبداية فصل الربيع،
أثناء وقوفه
رأى وسمع فتاه آيه فى الجمال تصرخ،وذالك الجواد التى تمتطيه،يسير بهيجان،وكادت أن تسقط من عليه،بالفعل
هى
أثناء سيرها بالجواد فجأه صهل الجواد ورفع ساقيه لأعلى مما أخضها،فأنفلت من يديها لجام الجواد،لكن تشبثت بالسرج الذى على ظهر الجواد،لكن هيجان الجواد كاد أن يُنهى حياتها،لولا إمساك ذالك الواقف أمامها،يدها ملوثه بالطين
لم تشعر مُهره بحاله وهى ترتمى بجسدها على جسد ذالك البستانى، الذى لولا إمساكه للجام الجواد بقوه لكانا سقطا الاثنان أرضاً، ظلت مُهره واقفه بين يدى نُعمان لبضع دقائق، لديها شعور غريب بالأمان لأول مره بحياتها تشعر به بعد وفاة والدايها منذ طفولتها هى وأختها التى تصغُرها بعام واحد فقط،وهو الآخر شعر بذوبان فى قلبهُ وهى تقف بالمنتصف بين يديه وذالك الجواد،الذى لولا صهيله لبقيت مُهره وقتً أطول يشعر بأنفاسها قريبه منه،صهيله أعاد الأثنان الى الواقع،إبتعد نُعمان عنها للخلف خطوات،رفعت مُهره،رأسها تنظر له كان وسيماً أسمر بلفحة شمس مصريه،كأنه ألقى عليها تعويذة غرام،منذ النظره الاولى وهو ليس أقل منها وقع بعشق تلك الجميله التى ليس لجمالها وصف،شعر غجرى طويل بلون شمش المغيب الصافيه عينان كالبحر الهادى وملامح من يراها يقسم أنها من الحور الجميلات،صهل الجواد مره أخرى يقطع تواصل العيون،ليس هذا فقط،بل مجئ ذالك المتغطرس هاشم قائلاً:
مُهره أيه اللى موقفك هنا بالحصان،وبعدين إزاى تقللى من مقامك وتوقفى مع الجناينى
وإنت ليه سايب مسئوليتك وواقف كده،غور شوف شُغلك.
بالفعل إبتعد نُعمان عن المكان،ذهب يعمل بمكان آخر بحديقة المنزل،ينظر خلفه لها بين كل خطوه وأخرى،
بينما قالت مُهره:لسه مبطلتش عادة الاستقلال بالناس اللى فيك الجناينى مغلطش فى وقفته كتر خيره لو مش هو كان ممكن زمانى ميته او أقل ما فيها جسمى متكسر.
نظر هاشم الى جسد مُهره بأشتهاء يكبتهُ وقال: خلينا ندخل نتغدى بابا معرفش عاوزك ليه.
ردت مُهره:تمام خلينا ندخل نتغدى،بس بطل غطرسه على العمال اللى بيشتغلوا عندك شويه هما مش خدامينك دول خدامين لقمة عيشهم،غير إنك بتكسب قوتك ومكانتك وفلوسه من وراء عرقهم.
رد هاشم بغطرسته المعهوده:مكنتش أعرف انهم فى كلية الحقوق اللى بتدرسى بأسكندريه فيها عينوكى فى حقوق الإنسان،بلاش تعملى فيها الآميره إنچى،صديقة الفلاحين والعمال.
تنهدت مُهره،وصمتت ودخلت الى داخل المنزل،قالت لها الخادمه:
همام بيه قالى أحضر الغدا وعاوز حضرتك فى أوضة مكتبه.
تبسمت مُهره:تمام روحى إنتى وانا داخله له.
دخلت مُهره الى داخل غرفة المكتب وخلفها دخل هاشم وأغلق خلفهُ الباب.
تبسمت مُهره قائله:خير يا عمو عاوزنى فى أيه؟
رسم همام إبتسامه مكر قائلاً:تعالى يا بنت أخويا الغالى،مبقاش ليا ذكرى من أخويا غير إنتى وأختك،ربنا يخليكم ليا يارب،إنتم مش بنات أخويا إنتم بناتى،لو مش أختك هى اللى أصرت تدرس فى مدرسه داخليه وإنتى كمان كنتى زيها حتى دخلتى جامعه فى إسكندريه،مكنتوش هتبعدوا عن عنيا،بس يهمنى راحتكم ،المهم يا بنتى،طبعاً ميراثكم اللى سابه ليكم أخويا المرحوم بعد ما أتنازلت لكم عن نصيبى فيه،دلوقتي الحكومه طالبه مستندات وتوكيلات معينه،منكم ليا،يأما هدخل كل ممتلكاتكم تحت المجلس الحاسبى،وبتوع المجلس الحاسبى دول معاملتهم سوده كل مليم تصرفوه عاوزين قصاده وصل،من المكان اللى إتصرف فيه ،وبعد ما توفى عمى رفعت اللى كان واخد وصايتكم بعد وفاة أخويا ،وأنا والله لو مش علشان خاطركم ومصلحتكم مكنش همنى،بس حتى رضوان إبن عمى هو اللى إقترح عليا آخد وصايتكم،دلوقتي يا بنتى فى أوراق لازم تمضى عليها إنتى وأختك،علشان أقدر أتصرف وأبعد المجلس الحاسبى عنكم،وتفضل ممتلكاتكم تحت إيديكم بعيد عن الحكومه،ومُنغصاتها، وتستلموها لما تتموا واحد وعشرين سنه.
ردت مهُره ببراءه: اوراق ايه دى يا عمى؟
رد همام:مطلوب منكم موافقه بوصايتى عليكم.
فكرت مُهره قليلاً وقبل أن ترد تدخل هاشم بمكره المعهود قائلاً:أكيد هيوافقوا يا بابا حضرتك من البدايه كنت الأجدر والاحق بوصايتك عليهم بس كان إحترامك لعمى رفعت هو اللى خلاك إتنازلت عن الوصايه له،ومش معقول يوافقوا حد تانى غيرك يكون وصى عليهم،والمده مش طويله يعنى،مُهره عندها تسعتاشر سنه وأختها عندها تمنتاشر يعنى سنين قليله،وبعدها ربنا يديك طولة العمر وتسلمهم أملاكهم وإنت مزودها لهم.
لا تعرف مُهره لما شعرت بغبطه،ليت والد رضوان ما توفى،وليت رضوان هو من يأخذ وصايتها هى وأختها،لكن رضوان لديه زوجه وإبن واحد و يعيش بين الشرقيه والاسكندريه،وكذالك إحراج هاشم بحديثه.
تنهدت مُهره قائله:أنا موافقه يا عمى على وصايتك ليا أنا و(لبنى) أختى أكيد هتوافق.
تبسم هاشم وهمام الأثنان لبعضهم بمكر،وقال همام:
تمام أختك جايه بكره لهنا هتقضى أجازة نص السنه هنا هى كمان،ومهمتك تبلغيها وأنا هقول للمحامى يجهز الاوراق الخاصه بالوصايه.
بالفعل فى اليوم التالى كانت كل من مُهره ولبنى تمضيان على أوراق الوصايه عليهن،ولصغر عُمرهن وعدم معرفتهن لم يقرأن بنود الوصايه،والذى من ضمن بنودها،عدم زواج واحده منهن دون موافقة عمها على هذا الزواج،بأذن كتابى منه وإن حدث هذا يعتبر الزواج باطل.
بالفعل مرت الأيام إقتربت أجازة نصف العام على الانتهاء،كانت مُهره يومياً تذهب الى ذالك الحوض وتنتظر نُعمان الى أن يأتى،بدأت شرارة الحب تُشعل بالقلوب أول فتيل لها حين أعطى نُعمان إحدى الزهرات لمُهره،تعجبت مُهره من شكل الزهره الهُلامى وعطرها الفواح قائله:
الزهره دى شكلها غريب مع ذالك ليها عطر مميز.
تبسم نُعمان يقول:
دى زهرة (شقائق النُعمان)) وهى شكلها فعلاً غريب بس ليها عطر مميز.
تبسمت مُهره:مش بس شكلها اللى غريب كمان إسمها غريب(شقائق النُعمان) يعنى أيه!؟
تبسم نُعمان: الزهره ليها أكتر من حكايه
فى حكايه بتقول إنها أول مره ظهرت الزهره دى كانت على قبر أحد الملوك القدامى وكان إسمه نُعمان المنذر والملك ده فى كذا حكايه عنه، حكايه بتقول إنه رفض يغصب أخته إنها تتجوز من أحد ملوك الفُرس، وبعدها ملك الفُرس هدده أنه هياخد كل نساء العرب سبايا له،بس هو حاربه بس للأسف خسر الحرب وإتقتل،وإن الزهره نمت على قبره بسبب دموع أخواته على قبرهُ ده كان حكايه للزهره بس بيقولوا دى الأقرب للواقع،وفى حكايه تانيه بتقول إن الزهره دى كانت مرسال الحب بين أدونيس وعشتار،بس الحكايه الاولى هى الاصدق،وبيقولوا عليها (زهرة دماء المحبوبه)او(الحبيب المغدور) لأن أدونيس مات مغدور، كمان فى شعراء كتير كتبوا شعر فى الزهره دى زى “محمود درويش&” إيليا ابوماضى ” قصيدة نزيف الحبيب،وكمان بيقولوا عليها انها أسطورة الحب والدم ، وكمان لها استخدمات طبيه منها علاج السُعال والقولون.
تبسمت مُهره قائله:فعلاً حكاية الزهره دى زى شكلها وعطرها غريبه.
تبسم نُعمان قائلاً:أجازة نص السنه خلاص قربت تنتهى وأكيد هترجعى لاسكندريه من تانى.
تبسمت مُهره:فعلاً الاجازه خلاص هتخلص أول مره فى حياتى من بعد وفاة بابا وماما أحب أنى أفضل هنا ومرجعش تانى لأسكندريه،والعُزله هناك،رغم إنى معظم حياتى بعد وفاة ماما وبابا أنا واختى فى مدارس داخليه فى إسكندريه وبنيجى لهنا فى الزهار فى الأجازات الكبيره بس زى أجازة نص السنه وآخر السنه.
تبسم نُعمان قائلاً:خدى الزهره معاكى تفكرك بيا قصدى بهنا بالزهار.
تبسمت مُهره قائله:متأكده إن دى أكتر اجازه إستمتعت بيها هنا فى الزهار،ولاول مره بتمنى مرجعش لاسكندريه وابعد عن الزهار،نفسى أفضل هنا علطول وأعيش وسط الجنينه وزهرة شقائق النعمان يفضل عطرها يفوح حواليا.
تبسم نُعمان:للأسف زهرة النعمان عمرها قصير،لانها ليها طقس معين وهو نهاية الشتا وبدايه الربيع أول ما بيطلع عليها الصيف بتحرق.
إرتجف قلب مُهره للحظه حين أخبرها نعمان بأن الزهره عمرها قصير،لكن قالت له:
كنت عاوزه آخد رقم تليفونك، علشان أنا ناويه أزرع بعض الزهور فى بلكونة الشقه اللى عايشه فيها.
تبسم نُعمان وأعطى لها رقم هاتفه الأرضى.
لتظل بينهم الأتصالات الهاتفيه، وليست الاتصالات فقط بعض الرسائل الورقيه الذى كان يُرسلها لها نُعمان ومعها بعض الزهور الذى يقوم بزراعتها بين الوقت والآخر، وها هى إنقضت مدة البُعاد وعادت المُهره مره أخرى لمكان اللقاء الأول لكن الزهره حقاً إحترقت اوراقها والحوض به نبات آخر ينموا، يتحمل حرارة الصيف، لكن ما نمى بالقلب هل يستطيع تحمل حرارة الغدر المرصود.
كان اللقاء الثانى بين نُعمان ومُهره، سيختلف كثيراً، فقد نمى بقلب كل منهم عشق للأخر، رغم البُعاد، من قال إن البُعاد يُنسى، لا فهو يزيد الاشتياق بالقلوب والعيون لرؤية الحبيبه والحبيب، نظرت مُهره حولها بالحديقه تنتظر أن ترى نُعمان بأنتظارها، لكن هو ليس موجود، لما؟
هنالك بستانى آخر يعمل بالحديقه، أين نعمان؟
ذهبت مُهره الى البستانى وكان رجلاً، تعدى عمرهُ الاربعين عام، وقف بأحترام معتدل حين إقتربت منه، سألته قائله: فين نُعمان؟
رد الجناينى: قصدك نُعمان الجناينى، اللى كان بيشتغل هنا قبلى، ده هاشم بيه طرده من شهر ونص، وأنا جيت أرعى الجنينه بداله.
تعجبت مُهره: وطرده ليه؟
رد الجناينى وهو يتلفت حوله:معرفش والله يا ست هانم إسأليه؟
تعجبت مُهره،لما لم يُخبرها نُعمان أن هاشم قام بطرده لا فى رسائلهُ الورقيه ولا بأتصالتهم الهاتفيه.
تركت الجناينى ودخلت الى المنزل تسأل عن هاشم قالت لها الخادمه أنه يسبح بحمام السباحه الموجود خلف المنزل، بالفعل ذهبت الى مكانه، وجدته يعوم بالمياه.
تحدثت قائله: ليه طردت نُعمان الجناينى؟
رد هاشم وهو يسبح: طردته وخلاص بتسألى عنه ليه كان من بقية العليه ولا الأصدقاء، واحد كان شغال وخلاص طردته.
ردت مُهره: يعنى طردته بدون سبب، ده يعتبر ظلم.
رد هاشم وهو يخرج من حمام السباحه،ينفض عن جسدهُ الضخم المياه من يرى منظرهُ يقسم أنه وحش خرج من الماء لتوه، وإقترب من مكان وقوف مُهره يقول: ظُلم، ظلمته فى ايه هو كان شغال تحت التجربه، وفشل ساب زرع الجنينه إتحرق من العطش ، غير بعض الزهور اللى كانت نادره وموجوده هنا فى البيت كمان مهتمش بيها،فطردته.
تعجبت مهره قائله:بس أنا لسه جايه من الجنينه ومفيش الكلام ده.
إقترب هاشم من مُهره وجذبها من خصرها وقربها منه قائلاً:ومالك محموقه عالجناينى ده قوى كده،يكون فيه بينكم سنس وأنا معرفش؟
إشمئزت مُهره من مسك هاشم لها ودفعته بيدها قائله:قبل كده قولتلك بلاش طريقتك دى معايا، سبق وعمو رفعت حذرك تقرب منى.
ضحك هاشم وهو يضع يديه يتحرش بجسد مُهره:عمو رفعت تعيشى إنتى دلوقتي بقى فيه عمو همام وده زى الخاتم فى صباعى
يعنى إنسى عمو رفعت ده خلاص….الله يرحمه
دفعت مُهره هاشم بقوتها،ليبتعد عنها لكن كيف ل عصفوره أن تقاوم ذئب،كاد أن ينهش شفاها لكن لسوء حظه دخول الخادمه،تنادى على مُهره كى ترد على الهاتف.
رغم غيظ هاشم من تلك الخادمه التى قطعت عليه،فلولاها لكان الآن يتذوق شفاه مُهره،لكن قال:مين اللى بيطلبها عالتليفون.
ردت الخادمه: بتقول مامتها الست إنعام.
تبسم هاشم يقول:إنعام حمات رضوان الزهار،مامتك بالرضاعه،مكنش لازم مرات عمى تسيبك ليها ترضعك مع المرحوم إبنها اللى مات وهو عنده عشر سنين،من وقتها ومفكره إنك بنتها بجد وعامله فيها القلب الكبير،وأنها مش مرات خالكم لأ مامتكم،وبالذات بعد ما رضوان إتجوز من بنتها وخلف إبنه رفعت،عامله فيها أمينه رزق وكلهم أولادى.
ردت مُهره: فعلاً بحس باتجاها انها زى مامتى وكفايه إنها الوحيده اللى بتزور أختى فى المدرسه الداخليه وتطمن عليها وعليا أنا كمان،دى مشاعر إنت متفهمش فيها.
قالت مُهره هذا وغادرت مكان حمام السباحه
وذهبت للرد على إنعام وتحدثت معها بود وهى تطمئن منها على حالها الى أن إنتهى الاتصال بينهم،فكرت مُهره،قليلاً ثم قالت ولما لا.
هاتفت مهره هاتف منزل نُعمان،لكن لم يرد عليها فى البدايه نُعمان،كان صوت إمرأه،ترددت مُهره أن تسألها من تكون،لكن نُعمان جاء أثناء حديث مُهره قبل أن تُغلق الهاتف دون تعريف نفسها لمن ردت عليها.
سمعت صوت نُعمان يقول:بتكلمي مين عالتليفون يا فاديه؟
ردت فاديه:دى واحده بتسأل عنك،ومقالتش إسمها.
تعجب نُعمان وأخذ سماعة الهاتف من يد أخته ورد على الهاتف،بمجرد أن سمع صوت أنفاس مُهره التى تخترق سماعة الهاتف ودون أن تتحدث،تنهد بشوق قائلاً: مُهره.
تلبكت مهره قائله:عرفت إن أنا مُهره منين؟
تبسم نُعمان:من صوت أنفاسك.
تلبكت مُهره:أنا رجعت للزهار وعرفت إن هاشم طردك من الشغل عندنا فى الجنينه، ومقاليش عالسبب.
تبسم نعمان:فعلاً هو إتلكك على سبب تافه وطردنى من الشغل عندكم فى جنينة البيت،بس الحمدلله لله كان من مصلحتى فى الوقت المناسب،أنا كنت مقدم على وظيفه فى الحكومه والحمد لله أخيرًا إتعينت فى وزارة الزراعه،فى الوحده الزراعيه مهندس زراعى بشهادتى.
تبسمت مُهره:مبروك يا بشمهندس.
تبسم نعمان:بس بصراحه كان نفسي أفضل أشتغل فى الجنينه كفايه إنى كنت هشوفك،فى كل وقت.
تبسمت مهره بخجل وقالت:أنا لازم أقفل دلوقتي….
تحدث نعمان سريعاً يقول:مش هشوفك.
خجلت مُهره قائله:وعاوز تشوفنى ليه؟
تبسم نعمان:علشان أملى نظرى بجمالك.
تبسمت مُهره بخجل:قائله:خلينا نتقابل،أنا بكره الصبح بدرى هطلع أمشى بالحصان جنب الترعه بتاع البلد.
تبسم نعمان يقول:هكون فى إنتظارك من قبل آذان الفجر الأولانى.
تبسمت مُهره له،وأغلقت الهاتف،على دخول هاشم الغرفه يقول بسخريه:
طمنتى أمينه رزق عنك،بس ليه لبنى لسه موصلتش لتكون هتقضى الأجازه هناك فى إسكندريه.
ردت مهره:فعلاً،لبنى هتقضى أجازتها مع مرات خالى فى إسكندريه.
تبسم هاشم ساخراً:وماله أهى تشوف البحر طول السنه ياعينى محبوسه فى المدرسه الداخليه،على فكره كان فى شوية اوراق محتاج توقيعك عليها إنتى ولبنى،بس طالما لبنى هتفضل فى إسكندريه،ممكن تتأجل شويه يمكن لبنى تراجع عقلها وتجى لهنا قريب،يلا خلينا نتغدى الخدامه حضرتهُ عالسفره.
تنهدت مُهره بسأم وذهبت خلفه الى غرفة السفره.
مساءً بغرفة مُهره:فتحت شُرفة غرفتها وجلست على مقعد هزاز مقابل النجوم المضيئه بالسماء،كانت تتنهد بطوق لرؤية نعمان بعد ساعات فقط،
وكان نعمان هو الآخر نفس الشئ يجلس على سطح منزلهُ،ينظر للمعة تلك النجمات المليئه بالسماء،بريقها يضوى أحياناً ويخفُت أحياناً،لكن ذالك الشعور الذى بقلبه مع الوقت يضوى،الى أن إقترب الظلام أن يُبشر بنهايته،وتبدأ النجوم بالرحيل تاركه مكانها غسق ستشرق من بعده الشمس،نزل من على سطح منزله،وخرج متجه الى ذالك المجرى المائى.
وكذالك مُهره التى تسحبت من غرفتها وخرجت من البيت وتوجهت الى إستطبل الخيل وسرجت إحدى المُهرات وإمتطتها لكن قبل خروجها من الاستطبل، كان هنالك من أوقفها.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آسفه عالتاخير
إستحملونى شويه والله الدكتور قايلى بلاش تستعملى إيدك دى كتير لفتره،لحد ما نشوف حكاية الأوتار دى كمان،لأن الوجع كله فى صوابع إيدى،
وبكتب بسرعة السلحفاه،ومش عاوزه اعتذر علشان اللى بيستنوا الروايه، بتمنى التفاعل ميقلش عن الالف لايك، وتقدروا تعبى فى الكتابه.
….
البارت الجاى
الأحد،وادعولى
#يتبع
للحكايه بقيه.