
الحلقة التاسعة
طارق كان خايف أنها تتأ,ذي بسببه وده اللي كان شغله، لكن رغم كل المخاوف والتحديات اللي بتواجههم، كان واثق إنهم هيقدروا يواجهوا كل حاجة مع بعض.
بيفوق من شروده علي صوت رحمة وهي بتنادي عليه: طارق! أنت سرحت في اي يالله مفيش وقت نضيعه .. لو الشخص ده ليه علاقة بعمر، يبقى لازم نلاقيه دلوقتي قبل ما يحصل حاجة.”
طارق وهو بيتنفس بعمق: عندك حق. بس أنا محتاج أفكر شوية… المكان اللي شفنا فيه الشخص ده قبل كده كان فين؟
رحمة وهيا بتحاول تربط الأحداث: “المكان اللي لقينا فيه أول دليل… الكابينة اللي كانت مليانة صور ورسائل. الشخص ده ظهر هناك أكتر من مرة، وممكن يكون ساب وراه حاجة تانية.”
طارق: طيب نرجع تاني للكابينة .. بس المرة دي مش هنمشي غير لما نفتشها كويس.”
—
رجعوا للكابينة
طارق بدأ يدور حواليه، ماسك المصباح اللي كان في إيده وبينوّر بيه كل زاوية. في الركن الأبعد للكابينة، لمح صندوق صغير تحت لوح خشبي مكسور.
طارق: “رحمة، في حاجة هنا! ساعديني نرفع اللوح ده.”
رفعوا اللوح، ولقوا الصندوق. طارق فتحه بحذر، ولقوا جواه دفتر قديم ،أول صفحة كانت مكتوب عليها بخط واضح:
“عشان تعرف الحقيقة كلها، لازم تبدأ من البداية. كل اللي حصل كان مخطط ليه من زمان، وانتوا بس اللي بتكملوا اللعبة.”
رحمة: لعبة؟ لعبة اي .. مين اللي بيلعب بينا كده؟”
طارق وهو بيقلب الصفحات: “مش بس كده. بصي على الرسومات دي، كل مكان إحنا زرناه مرسوم هنا. ده مش مجرد صدفة.”
بين صفحات الدفتر، لقوا صورة تانية، كانت مختلفة. الشخص الغريب اللي ظهر في الصورة القديمة كان هنا، بس المرة دي كان واقف قدام بيت مهجور شكله مألوف لطارق.
طارق: “البيت ده… أنا عارفه. ده بيت جدي القديم والبيت قريب من هنا جدا .”
—
تحركوا بسرعة للمكان اللي في الصورة. البيت كان فعلاً مهجور، بس واضح إنه كان في حد هناك قريبًا. الباب كان مفتوح شوية .
طارق وهو بيحمل سلاحه: “خلي بالك يا رحمة. إحنا مش لوحدنا هنا.”
دخلوا بحذر، والبيت كان مليان غبار وأثاث قديم. وسط الغرفة الرئيسية، كان فيه طاولة، وعليها صندوق آخر.
رحمة: انا زهقت بقي .. كل خطوتين صندوق .. كل ما نروح مكان نلاقو صندوق .. طب يجدد حتي يعمل اي حاجه جديده … ما علينا .. الصندوق ده زي اللي لقيناه قبل كده. افتحه بسرعة نشوف موجود فيه اي.”
طارق فتح الصندوق، والمفاجأة لقوا جهاز تسجيل جديد ومعاه رسالة مكتوب فيها:
“ده الشريط التاني… لو عندك شجاعة تسمعه، هتعرف الحقيقة. لكن تذكر، كل خطوة لها تمن.”
—
طارق شغل الشريط، والصوت بدأ يشتغل:
“طارق… الحكاية بدأت قبل ما تولد حتى. كل حاجة متصلة، وكل شخص في حياتك كان له دور. عمر… كان أكتر من مجرد أخ. كان مفتاح اللعبة دي كلها. الشخص اللي بتدور عليه مش غريب، هو أقرب ليك مما تتخيل…”
الصوت انقطع مرة تانية، لكن قبل ما الشريط ينتهي بالكامل، سمعوا ضحكة مكتومة في الخلفية.
طارق بص لرحمة: “لو الشخص ده فعلاً قريب مني، يبقى لازم ننهي الموضوع ده بأي طريقة. اللعبة دي مش هتنتهي لو فضلنا مستنيين.”
رحمة وهي بتحاول تواسيه: “إحنا قربنا نعرف كل حاجة، بس لازم نكون مستعدين للي جاي. لأن زي ما قال، النهاية مش زي ما بنتوقع.”
—
طارق خرج من البيت وهو مصمم يعرف الحقيقه .. رحمة لحقت بيه بسرعة: طارق أنا خايفه عليك الموضوع بقى خطر أكتر مما توقعنا .. أنت مش شايفه بيقول كل خطوه وليها تمن
طارق: “لازم نكمل يا رحمة. لو وقفنا دلوقتي، كل اللي عملناه هيبقى مالوش معنى. احنا دخلنا في لعبة ولازم تنتهي، ومش هسيبها تستهلكني أكتر من كده.”
رحمة: “طيب، إيه الخطوة اللي بعدها؟ إحنا بنواجه شخص بيلعب بينا وكل دليل بنوصله كأنه بيحركنا لمكان هو عايزنا نروح له.”
طارق وقف شوية يفكر، وبعدين قال: “الشخص ده واضح إنه عارفنا كويس، وعارف كل خطوة بنعملها. بس المرة دي إحنا اللي هنخليه يتحرك. أنا عندي فكرة.”
—
رجعوا لمركز الشرطة، وطارق دخل مكتبه بسرعة. فتح درج مكتبه وطلع ملف قديم. الملف كان عن حادثة عمر، وكان فيه كل التفاصيل اللي تخص الليلة اللي حصلت فيها الكارثة.
طارق: “الحادثة دي… دايمًا حسيت إن فيها حاجة غلط. كل الأدلة كانت بتقول إنها مجرد حادثة غرق، لكن أنا كنت متأكد إنها متعمدة.”
رحمة: “طيب، إيه اللي خلاك تغير رأيك؟”
طارق: “في التقرير هنا، مكتوب إن كان فيه شاهد شاف كل حاجة، لكن الشاهد اختفى قبل ما يدلي بشهادته. أنا محتاج ألاقيه.”
—
طارق استخدم قاعدة البيانات في المركز عشان يدور على اسم الشاهد اللي كان في التقرير. اسمه كان “سيد رفعت”، وطارق لقى عنوان قديم ليه في حي مهجور على أطراف المدينة.
طارق: “سيد رفعت هو اللي هيدلنا للحقيقه لو قدرنا نوصله، ممكن نعرف مين ورا كل ده.”
—
وصلوا لعنوان سيد رفعت، وكان المكان عبارة عن شقة قديمة حالتها سيئة جدًا. طرقوا الباب، وبعد لحظات، فتح سيد رفعت الباب وهو ملامحه مليانة خوف:
سيد: ” نعم .. أنتو مين ! وجاين ليه ..
طارق: “متخافش يعم سيد إحنا مش جايين نإذيك، إحنا عايزين نعرف حقيقة حاجه حصلت من 10 سنين عايزين نعرف كل اللي حصل في ليلة حادثة عمر. إنت الوحيد اللي شاف كل حاجة.”
سيد حاول يقفل الباب بسرعه، لكنه وقف لما طارق قال بصوت حازم: “لو ما تكلمتش، كل حاجة هتفضل زي ما هي، والشخص اللي دمر حياتي هيوصلك ويدمرك ويدمر حياة ناس تانية.”
سيد وقف لحظة، وبعدين فتح الباب بالكامل وقال: “ادخلوا… لكن لو حد عرف إنكم كنتوا هنا، أنا هبقى في خطر.”
—
داخل الشقة، سيد بدأ يحكي:
“الليلة دي أنا كنت هناك بالصدفة. كنت رايح البحيرة عشان أقابل حد، لكن شفت حاجات عمري ما تخيلت إني هشوفها. عمر كان هناك، وكان بيتخانق مع شخص… الشخص ده كان قريب منه، كأنه حد يعرفه من زمان.”
طارق: “مين الشخص ده؟ اسمه إيه؟”
سيد: “مش عارف اسمه، لكن ملامحه محفورة في ذاكرتي. كان شخص طويل، شعره رمادي، وعينيه فيها نظرة مخيفة. بعد الخناقة، شفته وهو بيوقع عمر في المية، ووقف هناك لحد ما غرق بالكامل. كنت هصرخ، لكن خوفت إنه يق…تلني أنا كمان.”
رحمة: “طيب، ليه مختفي من وقتها؟ ليه ما بلغتش الشرطة؟”
سيد: “بلغت. لكن لما رجعت البيت لقيت تهديد مكتوب على بابي: لو نطقت بكلمه واحده هتكون كتبت نهايتك بإيدك.”
طارق: “والشخص ده؟ قابلته بعد كده؟”
سيد: “لا، لكنه دايمًا بيطاردني في كوابيسي. الشخص ده مش طبيعي، وكأنه… كأنه بيعرف كل خطوة هعملها قبل ما أفكر فيها.”
—
طارق شكر سيد، لكنه خرج من الشقة وهو ملامحه مليانة غضب وحيرة.
رحمة: “طارق، الموضوع بقى أكبر مما كنا متخيلين. الشخص ده مش مجرد قاتل، ده عنده شبكة كاملة بتشتغل معاه.”
طارق: “بالضبط. لكن لو الشخص ده عارف كل حاجة عنا، يبقى لازم نغير خطتنا بالكامل. المرة دي إحنا اللي هنقلب الطاولة عليه.”
—
طارق قرر إنه يستخدم المعلومات اللي عنده لإجبار الشخص ده إنه يظهر بنفسه: كتب رساله وحطها علي باب بيتهم القديم وقال فيها : “إلى الشخص اللي كان ورا موت عمر، أنا عارف حقيقتك، وهفضحك قدام الكل. إذا كنت شجاع بما فيه الكفاية، قابلني عند البحيرة الليلة. هتلاقيني هناك.”
رحمة: طارق، دي مخاطرة كبيرة. إنت بتدي له فرصة يهاجمك.”
طارق: “دي الطريقة الوحيدة عشان نطلعه من الظل. وأنا مش هسمح له يهرب أكتر من كده.”
يتبع….