منوعات

رواية فريد ونور الفصل الثالث للكاتبة ساره الحلفاوي

الفصل الثالث
إستفاقت من نومها تبحث عن شربة ماء تروي بها ظمأها، فوجدته نائم و هو جالس على الأريكة لتطالعُه بضيقٍ ثم دلفت للمطبخ لتشرب، دلفت للمرحاض بعدها تغتسل بعد أن حادثت والدتها أن تجلب لها بعض الملابس، خرجت من المرحاض تلف منشفة حول جسدها بتوتر من أن يراها، خرجت من المرحاض جالسة على الفراش قدميها تهتز بعجلةٍ هامسة:
– إتأخرتي يامَّا!!!

وضعت كفها فوق المنشقة و أسرعت تنهضت و لكنها توقفت مصدومةً عندما وجدتُه يدلف الغُرفة، تراجعت خطوتان من سهام عينيه التي ضـ,ـربت جسـ,ـدها و هي تتأملُه بصمت، حاولت إرتداء قناع الشجاعة و مرت من جواره لتخرج و هي تقسم أن قدميها يهتزان، لكنها وجدت من يقبض فوق ذراعها ليدفعها للحائط يهمس أمام شفتيها:
– رايحة فين .. بمنظرك ده!!!

أسرعت نور تضع كفها فوق صدرُه تدفعه لكي يبتعد قائلة بـ توتر أكل قلبها:
– ر .. رايحة أخد من أمي لبس!!

نظر لخُصلاتها الطويلة المبتلة و هي تنهمر فوق كتفيها، نزلت عيناه لوجهها الذي تمنى تقبيل كل إنشٍ صغير به، ثم إلى عنقها ليجد قطرة من المياة تتسحب لتدلف إلى صدرٍ تغطّى بالمنشفة، فأسرع يقطع طريقها و هو يقول بهدوء يعاكس نبرته التحذيرية:
– ممم .. يعني طالعة لأمك على السلم بفوطة، و طبعًا أمك مش هتديكِ اللبس بس .. هتقولك عملتوا إيه و حكاوي النسوان اللي بتبقى في الصباحية دي، و لو حد طالع ولا نازل هيشوفك، هيشوف مرات الزيات واقفة بفوطة على السلم!!!

لم تستطع الرد، إرتجف قلبها عندما مال بأنفه لـ عنقها يستنشق تلك الرائحة التي أذهبت بعقلُه، رائحة جسدها أُختُلِطت بـ رائحة صابون منعشة، أغمضت عيناها و إزدردت ريقها ثم همست:
– أنا .. أنا مكنتش هقف معاها على السلم، كُنت هدخل آآآ

صمتت و كإنها إبتلعت لسانها الذي كانت تتحدث به عندما وجدته طبع قبلة فوق عظمة الترقوة الخاصة بها، ثم قال بهدوء:
– سكتي ليه!

– إبعد عني!!!
هتفت بضيقٍ من الفوضى الذي أحدثها بها من مجرد قبلة، أخذت تتمسك بتلك المنشفة، فـ رفع شفتيه لـ شامة في وسط عن عنقها يُقبلها، أغمضت هي عيناها تشعر بحرارة جسـ,ـدها ترتفع أكثر، إبتعد عنها فجأة ثم نظر لها بجمودٍ صفعها، ليقول بثباتٍ زائف:
– دخّليها وأنا أصلًا ماشي، بس هرجع بعد ساعتين تكوني لبستي فيهم عشان نروح ڤيلتي!!!

– أنا مش عايزه أمشي من هنا!! مش هروح معاك في حتة إنت فاهم!!!
صرخت بها بإندفاعٍ في وجهه تشير بـ إصبعها أمام عيناه، نظر لها و لإصبعها ثم أمسك به، كانت تظنُه سيُشدد عليه لكنُه أنزلهُ محتفظًا به بـ أحضان كفُه، يقول ينفس الهدوء:
– صوتك ميعلاش يا نور!!!

ثم تابع ينظر لإرتباك عيناها:
– و إنتِ هتروحي مع جوزك في أي مكان هو فيه!

– إنت بتعمل ليه كدا!!
قالتها بدهشةٍ تطالعُه بحيرة، فـ رمقها بهدوء ثم هتف بإبتسامة خفيفة:
– بعمل إيه؟

كادت تتحدث لكن قاطعها صوت رنين جرس الشقة، فأسرعت تكاد تذهب من أمامه لكنها شهقت عندما حاوط ذراعيها مقربها له يهدر بها:
– إياكِ تتحركي برا الأوضة دي!!!

ثم تركها تبتلع بصدمتها بمرارة، خرج فريد ليفتح الباب لوالدتها التي أطلقت زغرودة ما إن رأتُه! تقول بصوتٍ عالٍ فرِح:
– ألف ألف مبروك يابني!!!

السابقانت في الصفحة 1 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل