
الفصل الأول
جالسٌ في سيارتِه، عيناه لا تكاد تنـ,ـزاح عن تلك التي تسير أمامُه تعبر الطريق بمُفردها بـ قِدها الأنثـ,ـوي وخُـ,ـصلاتها بـ لون حبات القهـ,ـوة تتمايل يمينًا و يسارًا بعد أن عُقِـ,ـصت بعُنـ,ـفٍ على هيئة ذيل حصان، الأدرينالين بجسدُه يرتفع بعُنـ,ـفٍ مُتأهبًا لمساعدتها .. فـ عيناه راكضة بينها و بين تلك السيارات التي تأتي مهرولةٌ غافلين عن أن محـ,ـبوبتُه تمُر الطريق قلبُه مُتـ,ـعلق بـ فِتنة عيناها، أطلـ,ـق زفـ,ـيرًا مُرتاحًا عندما مرت و دلفت إلى شركة تعمل بها، غندما إخـ,ـتفت عن أنظاره، أطلق نفسًا عمـ,ـيقاً ثُم عاد برأسه لمقعدُه و أناملة تطرق برتابة فوق مقود سيارته الفخمة، يتخيل إن كان مُديرها يزعـ,ـجها بـ شيء .. هل يحاول التقرب منها؟ هل عيناه تلتهم جـ,ـسـ,ـدها بشهوةٍ بغيـ,ـضة؟ تُرى على لامست يداها يدُه في سلامٍ من وجهة نظرها بريءٍ؟ هل أُعجـ,ـب بعيناها البـ,ـنية و ملامح وجهها التي يذوب بها و إن كان لم يراها من على مقرُبةٍ؟ إبيضت مفاصل كفُه على المقود من شدة قبضته عليه، و سرت قشعريرة في جسدُه من مُجرد التفكير بالأمر، ماذا ينتظر؟ سيذهب و يتقدم لخطبتها لينتهي هذا الأمر و تكُن زوجـ,ـته و يراها يوميًا يستـ,ـفيق على وجهها و ينام و هي بين أحضانُه!
صدح رنين هاتفُه فـ إلتقطُه بمللٍ من فوق تابلوه سيارته ثم ردّ بجمودٍ ظهر في نبرة صوته الرجولية:
– قول اللي عندك!
هتف الطرف الآخر بحماسةٍ تختلف كليًا عن فتور الآخر:
– عرفت كُل حاجه عنها يا فريد باشا، هي بنت بسيطة من بيت بسيط عايشة مع أمها و جوز أمها و بتشـ,ـتغل في شركة تحت السلم كدا، بس اللي بيتقال عليها إنها شخصيتها قوية شويتين و محدش يقدر عليها!
إنزوى ثغرُه بإبتسامة لا تظهر إلا على سيرة إسمها، أتلك الملامح البريئة خلفها شجاعة مُهرة تحتاج إلى ترويضُه، هتف بعد لحظات صمتٍ يقول بهدوء:
– إسمها إيه؟ و عندـ,ـها كام سنة؟
– إسمها نور الراوي، و عندها ستة و عشرين سنة!
– نور!