روايات

رواية غـ،ـدر الزين بقلم مروة البطراوى – الجزء الأول

ظلت خلود تنظر الي هاتفها بذهول …الي ان حسمت امرها بالموافقه علي زواجها من زين لتنـ،ـتــقـ،ـم اشـ،ـ،ـد الاتنقـ،ـ،ـام من حازم وشهيرة .

استيقظت خلود من نومها بتعب وباجفان متورمه من شده البكاء والذي انتهي باستسلامها التام للقدر مع الخوف من المستقبل…نهضت من الفراش متجهه الي الخارج لتلحق بوالدها قبل ذهابه الي الشركه…كاد ان يخرج من الشقه نادته قائله

=بابا انا موافقه علي الجواز من زين.

شعر باهر بالاطمئنان واغمض عينيه وحمد ربه ثم استطرد قائلا

= طيب مش نقول صباح الخير الاول؟

ردت خلود بحزن

=صباح الخير.

تنهد باهر وذهب اليها ليحتضنها قائلا

=خلود انتي مش ديما بتثقي في اختياراتي؟

قالت باستسلام

=ايوه يا بابا.

باهر بفرح=يعني يا خلود اقتنعتي بكلامنا امبارح؟

ابتسمت ابتسامه باهته وقالت

=اقتنعت …بس ياريت يا بابا لو جيت في يوم ومرتحتش وعايزة اطلق توافق.

ربت باهر علي كتفها ومسح علي شعرها وقال

=وانا اوعدك يا قلب بابا انك هتكوني قويه بيا ديما.

ذهب باهر الي الشركه وزف خبر موافقه خلود لزين الذي لم يستغرب موافقتها لانه بعلم انها انسانه جشـ،ـعه مثل والديها…تصنع زين الفرح …واتفقوا علي ترتيبات الزفاف علي ان يتم بعد اسبوع من الاتفاق …وبعث لهم كبير الصاغه الي المنزل لتنتقي مجواهرتها وهذا الشئ احزنها كثيرا …كان تتمني ان تقابله ولو لمرة قبل الزفاف علي الرغم من كـ،ـرهها الشديد له وان زواجها منه زواج قائم علي المصلحه …لكن رفض زين الالتقاء بها لان مثل الاشياء ليست مهمه بالنسبه لها …ولم ينسي ابدا امر ثوب الزفاف فقد بعث لاحضاره من ارقي بيوت الازياء في باريس وصمم علي اختياره بنفسه لانه لا يثق باختيارها يخشي ان تختار فستانا فاضـ،ـ،ـ،ـحا …وكل ذلك يعني انه لم يقصر باي شئ في ترتيبات الزفاف.

بعد مرور اسبوع…تجلس خلود في جناح العروس المخصص لها في فندق من اكبر الفنادق تفرك ايديها بتوتر وقلق مما هي مقبله عليه…تتذكر المرتين التي قابلت زين فيهم ونظراته المستميته لها وتتعجب لما رفض مقابلتها في الاسبوع الماضي ولو حتي مرة واحده قبل الزفاف …الذي زاد من غضبها امره لابيها ان تنزل من علي درج الفندق لاستقباله بمفردها بدون ان تتباطا ذراع والدها مثل اي عروس …افاقت من شرودها علي دخول والدتها للجناح …انبهرت والدتها بها فقد كانت ترتدي فستان من اجمل فساتين العالم علي الرغم من استياءها لاحتشامه فقد كان ذو اكمام طويله ورقبه تغطي عنقها بالكامل وظهر مغطي تماما وليس به اي فتحات او اشياء مثيرة…اخبرتها والدتها ان زين ينتظر في القاعه وعليها الاسراع بالهبوط حتي لا يتذمر من تاخيرها…خرجت خلود من الجناح وتوجهت الي الدرج ولم تظهر عليها اي ملامح للفرحه كعروس …هبطت الدرج تحمل فستانها حتي لا تتعثر به وتمسكت بالثوب جيدا وتمتمت بكلمات لعينه تخص بها زين …وما ان وصلت لاخر الدرج حتي راته يتقدم اليها ببطء وبرود وثقه…مد يده اليها وقبلها قبله مصطنعه من جبينها وسحبها معه الي متعهد الدي جي واخذ منه مكبر الصوت مما اثار اندهاشها…نظر زين الي المدعوين وتحدث ببرود قائلا

=طبعا كلكم معزومين ومش عارفين مين العروسه…لاني تعمدت مكتبش اسمها في الدعوة…عشان اعرفكم عليها بنفسي.

تعالت الهمهمات بين المدعوين شغفا منهم لمعرفه هويه العروس …اما عن حاله خلود كانت مذهوله من حديثه …افاقت من شرودها عندما قال

=عروستي تبقي خلود الجويلي…بنت السيد باهر اللي بيشتغل عندي ووالدتها الست هاجر بتشتغل مساعده لامي في الجمعيات الخيريه …شفتوا بقا انا راجل متواضع ازاي …مش متكبر زى ما بتتكلموا عني.

ظهرت معالم الاستياء علي وجه ياسمين فحديثه بمثابه فضـ،ـ،ـيحه امام صديقاتها…اما عن خليفه فشعر بالحزن علي اسلوب زين …اما نهي فشعرت بالاسف علي خلود فهي امراءة مثلها ترى ان اسلوب زين محرج وقاسي.

صدمت خلود من حديثه عنها واحست بالاختـ،ـ،ـناق خاصه مع فستانها الثقيل ونظرات المدعوين لها…اشار زين لمتعهد الدي جي ليبدا الحفل وقال للمدعوين لاسكاتهم

=ودلوقتي اقدر اقولكم انجوووى ونظر لخلود بخبث زى ما انا هستمتع مع عروستي…وسحبها لساحه الرقص ليفتتح الحفل برقصتهم السلو…وجدت نفسها بين احضانه ترقص وهو لا ينظر اليها…فاستطردت قائله

=ليه عملت كده؟قاصدك ايه من ده كله؟ليه مكتبتش اسمي في دعوة الفرح؟

ابتسم زين بسخريه ونظر الي عينها نظرة ثاقبه وقال

=هو ده كل اللي يهمك؟ان اسمك مش مكتوب؟طب وبالنسبه لما طلبت ايدك في مكتبي؟وشبكتك اللي جاتلك من غير ماتختاريها؟وفستان فرحك؟نزلتك من علي السلم من غير ابوك زى اي عروسه ؟دول مش يهموكي؟…ازاد قوله بقسوة

=لو كنتي اعترضتي علي كل ده صدقيني كنت هحترمك ومكنتش هفكر اعمل معاكي اي حركه تقلل من قيمتك….اقترب منها اكثر وقال

=تمام يا حلوة؟

قبل جبينها مرة اخرى وهمس قائلا

=اللي يقوله زين السرجاني…مفيش مخلوق يحاسبه عليه.

انتهت الرقصه وسحبها ليجلس سويا لاستقبال التهاني …وفجاه ساد الصمت ليعلن عن دلوف شهيرة وهيا تتأبط ذراع حازم…صد…م حازم عندما علم ان العروس هيا خلود وتذكر سؤالها

=مش حابب تعرف مين العريس؟لعـ،ـ،ـ،ـن نفسه لانه لم يسالها…اتجه اليهم قائلا ببرود

=مبروك…ردوا عليها بمثل البرود…اما عن شهيرة هنئتهم بصوتها الرقيق واضافت لتهنئتها وقالت

=انا وحازم اتخطبنا…هنا نظر زين الي خلود نظرة اثـ،ـ،ـ،ـارت ارتبـ،ـ،ـاكها فتوترت قائله

=مبروك ليكم انتو الاتنين

بارك زين لشهيرة وتعمد عد…م مصافحه حازم ومباركته…فهمهم حازم قائلا

=بني ادم غبي.

هنا سمعته خلود ونظرت له نظرة تحدي وقالت

=زين مش هتبارك لحازم كمان؟

صدم زين من جراءتها ونظر لها نظرة ناريه مضمونها ان تصمت فاخفضت راسها وصمتت…في حين نظر الي شهيرة وقال

=يارب الفرح يكون عجبك اتفضلوا نهي وخليفه منتظرينك…ومتشكر جدا علي وجودك…والبيت بيتك لو حبيتي تزورى اختك في اي وقت.

كل هذا تحت مسامع وانظار خلود وحازم تتاكل في صدورهم نار الغـ،ـ،ـيرة…ولم تسلم شهيرة من تضارب افكارها …هل زين يحبها وتزوج بهذا الشكل ليكسر والدها …وهل كلماته منذ اسبوع عن عودته لها صحيحه ؟كيف وهيا خطبت الان لحازم؟هل تسرعت؟

جلس زين بجوار خلود بتذمر قائلا

=ده اسلوب تكلميني بيه قدامهم؟

ابتسمت خلود وقالت

=واحده بواحده والبادي اظلم.

زين بتدقيق

=ايوبقا نروح بس وافهمك تقولي ايه ومتقوليش ايه.

اضطرب خلود وفالت=ازاي يعني؟

مسكها من يدها وضغطت عليها لتقف وقال

=طالما مستعجله تعرفي يبقي الفرح انتهي والف مبروك يا عروستي…وبينا علي عرش الزين.

خلود وهي تحاول ات تفلت يدها من قبضتها

=ايه ده هو احنا مش اول ليله لازم تكون بالفندق؟

رد عليها قائلا

=لا مبعرفش اخد راحتي في فنادف …اروح عرشي احسن.

ذهبت معه كالمغيبه الي مكانه الذي يلقبه بعرش الزين.

وصلا الي الفيلا بسيارته والتي اصر علي قيادتها بنفسه بدون مرافقه احد غيرها…نزل من السيارة واتجه الي الفيلا وهي تتبعه …دلفا الي الفيلا فوجدتها خلوظ مظلمه وليس بها احد فخافت وقالت

=هو مفيش حد هنا.

نظر لها زين من راسها الي اسقل قدمها باستهزاء وقال

=احنا جينا قبلهم …انا بسوق بسرعه…زمانهم علي وصول …تعالي ورايا …ومش عايز كتر كلام.

صعد الدرج وتبعته مذهوله من اسلوبه وظلت تتمتم بكلمات لاعنه له واخرها قالت

=اوووف.

وصل لنهايه الدرج ونظر لها بسخريه وقال

=ايه لحقتي تزهقي؟ المشوار لسه كبير.

شهقت مصدومه وقالت=لسه في سلالم تاني …؟تعبت .

اشار الي جناحه الخاص وقال

=وصلنا يا حلوة.

تنهدت بارتياح وقالت

=ايوة بقه اخيرا …كان يوم صعب .

دخل زين الي جناحه وهي وراءه نظر لها وقال بصيغه اامره

=اقفلي الباب.

انت في الصفحة 9 من 27 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
106

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل