منوعات

قيد ابدى

الفصل الأول (قيد أبدي) الجزء3 #رواية_جوازة_ابريل

كل ما سبق لم يكن إلا مقدمة ، لخطوات قطة متمردة تقدمت بإرادتها نحو ذئب يتميز بالحيلة والمكر ، وما إن وطأت قدميها فى وكره ، حتى وقع قلبها صريع في ف.خ نصبه لها بإحتراف ، فأضحت مقيدة بخيوط الحب الحريرية ، وسجينة شرك هوى الماكر ، الذى ما إن غرس رماديتيه في أغوار فيروزيتيها ، حتى جعلت روحه تهفو إلى الإنبعاث من بين أمواجها المستهجنة بشرارات رقيقة ، أدت إلى سقوطه أسيراً فى غرام قطة روضته عشقاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور شهر

في قاعة أفراح فخمة ، تسبح في بريق الأضواء المعلقة في السقف العالي كأنها نجوم متلألئة تُشع بوهج يخطف الأنفاس ، الأرضية مكسوة برخام أبيض ناصع ، يلمع تحت الأقدام كمرآة تعكس بريق الثريات الذهبية المتدلية بانسيابية من السقف المزخرف بنقوش فنية بديعة.

الجدران كانت مزينة بأقمشة حريرية باللون العاجي ، ومرصعة بزهور طبيعية متناغمة بألوان الباستيل الهادئة ، رائحة الورود تعبق في الأرجاء ، تحمل معها لمسة من الفخامة والأصالة ، الطاولات مصطفة بعناية ، مفروشة بأقمشة مخملية مترفة ، تتوسطها شمعدانات مذهبة ، تحمل شموعاً مضاءة تضفي على المكان أجواء من الرقي والسحر.

بينما الموسيقى تنساب برقة في الأجواء ، تكاد تهدهد الحاضرين بلطف ، والمدعوون يتجولون في المكان، همساتهم منخفضة ، وأعينهم تتأمل في فخامة التفاصيل وذوق التزيين الراقي.

في إحدى الطاولات

حيث خالد يجلس بجوار لميس ، وجهه مشرق بابتسامة هادئة تحمل في طياتها معاني عميقة من الحب والشوق. كانت عيناه تتأملانها بحبٍ يُشعرها أنها مركز الكون ، بينما قلبه ينبض بعشق لا يخجل من إظهاره ، فهو قد بات أسير حبها ، يتوق إلى اللحظة التى تكون فيها ملكًا له أمام الملأ.

اقترب خالد برأسه نحوها ، وهو ينظر إليها بعينيه اللامعتين يحكيان قصة عشق لا تنتهي ، ليهمس بصوت عميق يُعبر عن رجولته وجاذبيته : مش ناوية تحني على الغلبان اللي قاعد قدامك يا لمسة قلبي؟

رفعت لميس عينيها نحوه ، تعلو وجهها علامات الاستغراب ، بينما تسارعت نبضات قلبها عندما نطق بلقبها الرقيق ، الذى ينساب من بين شفتيه بنغمة ساحرة ، فاستفسرت برقة : أنت بتتكلم عن إيه يا خالد؟

ابتسم خالد بابتسامة مفعمة بالثقة والعشق ، ثم خفض صوته ، محولاً حديثه إلى همسات مشبعة بالشوق : نفسي أكون جنبك في نفس المكان ده .. مش مجرد ضيف في فرح حد تاني .. أنا بحبك يا لميس وبشتاقلك بجنون .. عايزك تبقي معايا طول الوقت .. لما افتح عيني الصبح انتي تبقي أول حاجة أشوفها

كل كلمة خرجت من شفتيه كانت كفيلة بإشعال وجنتيها خجلاً ، ومشاعره تنمو ببطء في قلبها ، ورغم رغبتها الصادقة في تقبلها ، شعرت بأنها بحاجة إلى بعض الوقت لترتيب أفكارها المشوشة ، فهى بعد أن اكتشفت خفايا علاقة عمها وزوجة عمها الراحل ، وافقت على الخطوبة لتكون لديها حجة قوية تتيح لها الإقامة في منزل عمها ، لتجمع الأدلة ضدهم ، لكن الحب الجارف الذي يغدقها به هذا الخالد قد بعثر كيانها بشدة ، وهو ما لم يكن في حسبانها.

خفضت لميس عينيها محاولة الهروب من نظراته الثاقبة ، لكن إرادته كانت أقوى ، إذ مد خالد يده برفق ، مُمسكًا بيدها كأنه يريد أن يزرع طمأنينته في روحها : إيه؟ مش هتردي على كلامي؟

تنفست لميس بعمق ، محاولة التماسك ، ثم رفعت رأسها ونظرت إليه بخجل ، قائلة بلهجة تعبر عن صراعاتها الداخلية : يعني يا خالد الحاجات دي محتاجة شوية وقت عشان أقدر أجهز نفسي وكمان الشقة لسه محتاجة تجهيز…

السابقانت في الصفحة 1 من 19 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل