
سمعت صوت ضحكته من جنبي _ أنتي هـ،ـربانة من حكم عليكي ولا إيه
بصيتله بعصبية نسبية وبصيت قدامي..
_ طب خلاص خلاص متعـ،ـصبيش نفسك .. بس على فكرة أي حد يقدر يعرف مكانك عن طريق الموبايل نفسه عادي جدا.
سكت شوية وأنا بفتكر هما إزاي بيقدروا يعرفوا مكاني بعد كل مرة بهـ،ـرب فيها واكتشفت أن دا ممكن يكون السبب ف غمضت عيني وأنا برمي الموبايل من الشباك..
_يانهارك أبيض دا أنتي كمان مچنـ،ـونة!!
واضح أنها بداية مبشرة.. ألف في الشوارع طول الليل يقعد جنبي راجل مش عارفة بسببه أنام وقاعدة مش على بعضي.. فوق كدا يطلع شخصية متطفلة مستفزة.. وفي الآخر أرمي التليفون.
الله يستر في اللي جاي.
عدا شوية وقت وأنا بفرك في أيدي ومتوترة.. يمكن قلقانة من الجاي لكني حاسة بفخر اني أخيرا.. أخيرا قدرت أهرب من استبداد عمي ومراته..
بصلي تاني واتكلم بهدوء _ طب هو أنتي مبتتكلميش!! خارسة يعني
_ نعم!
_ يا شيخة.. ايه دا أخيرا رديتي
_ في إيه
بصلي بإستعطاف _ اتكلمي معايا.. الطريق طويل وأنا أول أسافر وأنا لوحدي وأنتي شكلك متوتر أو خاېفة من حاجة..
ابتسمت لطريقته _ وملقتش غيري تتكلم معاه
_ أنتي اللي قاعدة جمبي أنتي رميتي التليفون ليه مش عايزة مين يعرف مكانك
أنتي اللي قاعدة جمبي أنتي رميتي التليفون ليه مش عايزة مين يعرف مكانك!!
بصيت قدامي وأنا مترددة أحكي ولا أسكت! أنا طول حياتي ملقتش حد أحكيله ولا عرفت أشيل
شوية من اللي علي قلبي! لكن دا بردو شخص.. شخص معرفوش!
شاف الحيرة في عيني فاتكلم _ اطمني .. مسافة ما هننزل من القطر ولا أنا ولا أنتي هنشوف بعض تاني.
بصيت في عينيه وأنا شايفة عينيه كلها صدق!
اتنهدت _ اه هـ،ـربانة.. هـ،ـ،ـربانة من حكم مليش أي ذنب فيه غير أن أبويا وأمي مـ،ـاتوا وسابوني لوحدي.. وقتها أخدني عمي أعيش معاه هو ومراته وابنه.. كنت فاكرة في الأول أنهم طيبين من معاملتهم ليا لكني اكتشفت أنه بيعمل كل دا علشان يكون وصي علي أملاكي.. وأنه عنده حـ،ـقـ،ـد كبير من ناحية بابا وبيطلعه عليا أنا..
أخد البيت وأخد الشركة لكن كل حاجة ما زالت بإسمي ف أنا يا إما أتنازل عن كل دا وبعدها هيرميني في الشارع أنا واثقة يا إما يستني لحد ما يجوزني ابنه اللي أصغر مني ب 3 سنين علشان بردو كل حاجة تروحله..
بصيتله وأنا عيني فيها دموع _ أنا تحت الټهـ،ـ،ـديد كل يوم.. وأنا لوحدي مفيش أي حد يقف ضـ،ـ،ـدهم معايا..
أنا مش عايزة حاجة من كل دا.. أنا بس كنت مستنية منهم الآمان اللي فقدته وسطهم.
كان باصصلي بكل إهتمام وهو بيسمعني وابتسم ابتسامة هادية وسكت..
أخدت نفسي..
هو دا اللي أنا كنت عايزاه أحكي وأسكت مش عايزة رد..
_ وأنت رايح سوهاج ليه
بان عليه الفرحة إني غيرت الموضوع وبدأت أتكلم _ بلدي.. جامعتي في القاهرة وبسافر كل ترم.
_ بتدرس إيه
_ طب.. خلاص باقيلي سنة الإمتياز
_ بجد
_ وأنتي بقا
_ أنا درست تجارة بس أنا خلصت السنة اللي فاتت..
ضحكت وأنا بكمل كلامي _ ومن ساعتها وأنا بحاول أهـ،ـرب.
_ ومكنتيش بتعرفي
_ لأ كنت بعرف لكنهم كانوا بيعرفوا مكاني .. هما مش عايزيني بس عايزين التنازل و دا مش هيحصل غير بموافقتي أنا مهما عملوا فيا عمري ما هتنازل..
_ ما أنتي كدا مش هتعرفي تعملي حاجة طول ما إيديهم على الورق..
سكت شوية قبل ما أرد _ أنا سړقت الورق .. و دا اللي خلاني المرة دي أبعد تماما أبعد من غير رجعة وأبدأ حياتي في مكان تاني بعيد عنهم.
_ أنتي عارفة حد في سوهاج!!
_ واحدة صاحبتي هقعد عندها لحد ما أموري تستقر..
_ عارفة مكانها
_ لأ هي قالتلي قبل ما توصلي كلميني وأنا هجيلك المحط..
قطعت كلامي لما أدركت أني رميت الموبايل!! رميته وأنا مش عارفة هي بيتها فين ولا في أي مكان!
بصيتله تاني وهو مستني مني رد لكني مصډومة!
_ بس أنا هكلمها إزاي أنا رميت الموبايل..
_ بسيطة .. كلميها من عندي.
_ ما هو أصل.. أصل يعني انا مش حافظة الرقم..
بعد تفكير _ انتي أكيد عارفة اسمها طبعا صح
_ اه طبعا
_ خلاص تاهت ولقيناها أنا أخويا الكبير له معارف كتير وهيعرف يوصلك ليها.
بان عليا التوتر وبصيت قدامي وأنا بالي انشغل
تفكير..
لاحظ