
زفر جواد بغضب واتجه يحادثه بفظاظة
– بص ياجاسر حياتي الشخصية بعد كدا محدش يتدخل فيها، لو عايز تسأل على جنى اهي عندك إسألها وبلاش تعملي مصلح إجتماعي للعيلة، وياريت تعرف بنفسك إيه اللي حصل ياصاحبي قالها ثم تحرك يجمع اشيائه متوجها لسيارته، ناداه جاسر ولكن لم يلتفت واستقل سيارته وذهب
عند بيجاد
أخيرا اشبع روحيهما التي انقطعت لعدة ايام، وأصبحت له روحه كفراشه عندما اكتملت ليلته بعشقها الدفين ليظل عشقها يتربع على عرش قلبه، ورغم إنقضاء ليلته لكن لم ينتهي هيامه وعشقه، استلقى على ظهره بجوارها وجذبها للتتوسد حضنه وشعوره بالأكتفاء بها يعبأ صدره لدرجة جعله يبتسم رافعا رأسها لوجهه هامسا أمام شفتيها
-قوليلي أنام إزاي دلوقتي بعد اللي حصل دا، مررت أناملها المفعمة بالحب على وجهه ثم تحدثت بصوتًا يهيم به عشقًا
-أنا معنتش عايزة حاجة من الدنيا تاني، يكفيني حضنك دا، “بيجاد” همست بها من بين شفتيها مما جعله يقترب منها ليسمع همسها الذي يجعل قلبه كمضخة بنبضاته لها، نبضات تدق كالطبول
هز رأسه لتكمل معزوفتها بإسمه، تخللت أناملها بين خصلاته وهمست له
-دعني اترجم لك قصائد عشقي بكل لغات العالم، ادونها لك بكل أساطير الحكايات، حبيبي من عينك بدأت ثورة حروفي والكلمات، وسطرتُ رواية عشقي بلا أكاذيب او خرافات وعلى دقات قلبي عفا حنيني وبات حبك وانا لا أعرف هزيمة ولا أرفع الرايات فدعني حبيبي أريك عشقي بكل اللغات
أطبق على جفنيه فماذا تفعل به جنيته الصغيرة، حتما ستؤدي به إلى الهلاك، تنهد بصوتًا عال حتى لاحظت إرتفاع صدره متخذا نفسا طويلا حتى يسيطر على كم مشاعره التي فجرتها تلك الصغيرة بكلماتها التي اذابته عشقا
حاوطها بذراعيه وهو يذيبها بين أحضانه حتى سحقها بالكامل لتحتفي بين أحضانه، وهو يتحدث بخفقات قلبه
– نامي حبيبي ومش عايز أسمع غير دقات قلبك بس، خليني عاقل ياغنايا، بحاول أكون عاقل ياقلبي، صدقيني دا هيوصلك بكرة لأبوكي وانت ماشية على رجليك
أطلقت ضحكة انثوية فجرت ماكان يحاول السيطرة عليها فحولته من رجل عاشق لرجل مجنون بالعشق
عند ربى وعز
عاد لمنزلهما بعدما ذهبت للطبيب الذي أكد على فقدانهم للطفل، حملها بين يديه وهو يحادثه بأعذب الكلمات حتى سكنت بين أحضانه
بعد عدة شهور
جلس الجميع بحديقة منزل جواد فاليوم هو التجمع العائلي، كان عز يجلس يحاوطها بذراعيه وينظر لجواد
-إحنا هنسافر فرنسا ياعمو، أنا بخبرك بس مش باخد رأيك على فكرة
قهقه بيجاد عليه ونظر غامزا بجانب عينيه
– وانا هسافر انا وغنى لندن، عندي اجتماع هناك ومش هننزل الا بعد خمسين سنه، اتجه جواد لأوس وجاسر
-وانتوا كمان مش عايزين تسافرو، ابتسم جاسر بسخرية وهو ينظر لهاتفه
– ياريت ينفع ياحج نعمل ايه في الوظيفة اللي منعاك من السفر كأنك مجرم
أما أوس فنظر لبطن زوجته المنتفخ
– لا ياحج انا اهم حاجة عندي مراتي تقوم بالسلامة، جز جواد على أسنانه من برودهم فنصب عوده وتوقف يوزع نظراته بينهم جميعا
-بص يلاَ إنت وهو سفر مفيش سفر، ودا آخر كلام
اتجه بنظره لصهيب الصامت وأشار بيديه
-انت شايف المستفز عايز يعمل ايه يهاجر ياصهيب
زفر صهيب بحزن ورفع نظره إليه
-هو مصمم ياجواد
وصل لبيجاد بخطوة وسحبه من تلابيبه
-بص يلا انا بصبر نفسي عليك بالعافية، عايز تسافر سافر في داهية تاخدك إنما بنتي تسافر معاك دا لما تشوف حلمة ودنك، ودلوقتي ابعد عنها ياحمار
جذب غنى التي تنظر لبيجاد وهي مبتسمة
-انا قولتلك هتقوم الدنيا حريقة اشرب بقى، احتضن جواد وجهها
-عايزة تسيبي بابي ياغنى عشان الجحش دا
جلس بيجاد وهو يضع ساقا فوق الأخرى وهو يطلق صفيرا كأنه يخرج وحش جواد فتحدث ليكمل عليه
-مش هتقدر تمنعني، دي مراتي وأنا حر
قهقه الجميع عليه، اتجه جواد لغزل التي تضحك ثم رمقها بنظرة نارية
-فرحانة أوي وانتِ عارفة الحلوف دا هيسافر ببنتك
توقف بيجاد ووقف بمحاذته وهو يربت على ثياب جواد
– شوف ياحمايا العزيز، أنا كمان بحاول اتحملك، اه حياة النعمة، فبلاش تخرج وحش بيجاد اللي جوايا
دفعه جواد بقوة حتى هوى ساقطًا على المقعد وتحدث بغضب
-انا مش بهزر يابيجاد، غنى مش هتخرج من مصر حتى لو هطلقها منك
نهضت غزل وسحبت كفيه
-تعالى ياجواد بيجاد بغيظك مش أكتر انا سمعته بيتفق مع عز عشان يعاندوك مش أكتر
وصلت جنى ونهى إليهم ملقية تحية الصباح
-صباح الخير، نهض عز سريعا متجها إليها
-صباح الورد ياحبيبتي، عاملة إيه دلوقتي
هزت رأسها وأجابته
-كويسة ياحبيبي، مالها هذا ماتسائل به جاسر عندما رفع بصره إليها، لم يراها منذ أكثر من شهر بعدما كان لايفرقهما سوى النوم
نظرت إليه وإلى فيروز التي تجلس بجواره متشابكين الأيدي، جلست بجوار والدها الذي قبل جبينها، أما جواد حازم الذي دقق النظر إليها لقد قل وزنها كثيرا وضاعت ضحكة عينيها، هل هو السبب للوصول حالتها تلك
وضعت رأسها على كتف عز وأردفت
-شوية برد مش مستاهلة، اتجهت غزل تمسد على وجهها
-حبيبتي عملتي التحاليل اللي قولتلك عليها، هزت رأسها نافية وترقرق الدمع بعينيها
-مفيش حاجة ياطنط غزل، قولتلك شوية برد
نهض حازم يجلس أمامها ممسكا كفيها الباردة
-مالك حبيبتي إيه اللي عمل فيكي كدا، سحب جواد بيجاد وهو يهمس له
-تعالى عايزك، تحركا للداخل، جلس جواد وتحدث موجها كلامه إليه
– عايز منك خدمة ومفيش حد هيعملها غيرك ياحلوف، ابتسم وجلس بمقابلته ورفع حاجبه
-يعني عايز خدمة وبتشتم كمان
استند جواد بذراعيه على المكتب واردف بهدوء رغم شعوره بالحزن على جنى فتحدث
-اسمعني يابيجاد وافهم كلامي كويس جدا، الموضوع دا بقى بالنسبالي حياة او موت، يااما بعد كدا مش هتشوف اللمة الحلوة اللي برة دي، وأنا واثق في ذكائك وعارف هتنفذ اللي هقوله
ماهو مفيش غيرك إنت وعز اللي أقدر امنلهم على كدا، وطبعا ماينفعش اطلب من عز الموضوع دا
استمع بيجاد إليه بتركيز، أما بالخارج توقف جاسر تاركا يد زوجته وجلس بجوار حازم
-هو فيه حاجة مخبينها عليا ولا إيه
– وانت مين عشان نخبي عليك لا اخوها ولا جوزها، قالها عز بغضب عندما وجد إقتراب جاسر من أخته
كأنه لم يستمع لحديث عز، فبسط يديه يرفع وجه جنى بانامله ناظرا لمقلتيها
-انا معرفش ايه اللي حصل خلاكي تبعدي عني كدا ياجنى، وبقيت اشوفك زي الغريب، بس انا جنبك حبيبتي وقت ماتحتاجيني هتلاقيني
دفعه عز بغضب عندما فاض صبره وصاح بصوت مرتفع لغزل
– خليه يقوم من قدامي، وصل أصواتهم لجواد بالداخل، نهض صهيب ينظر لابنه الذي فقد سيطرته على بكاء أخته
– امشي من قدامي ياعز سمعتني، امشي، أما جواد حازم الذي تحرك مغادرا عندما انسدلت دموعه ظنا أنه السبب فيما توصلت إليه جنى
ضمت نهى ابنتها وحاولت تهدئتها عندما اشتعل الصدام بين عز وجاسر، فرق حازم وصهيب بينهما
-إيه قلة تربيتكم دي، وصلت بيكم تعملوا كدا واحنا قاعدين، وصل جواد وبيجاد إليهم
-إيه اللي بيحصل هنا؟! قالها جواد بغضب
جلست غزل تضع رأسها بين راحتيها
جمع جاسر أشيائه ناظرًا لزوجته
-يلا هنمشي… “جاسر” صاح بها جواد
-هتروح فين مفيش مشي من البيت تاني
توسعت نظرات فيروز وهي تهز رأسها رافضة حديث جواد واردفت
– معليش ياعمو خلينا على راحتنا
توقف جواد وابتلع غصة مردفًا
-جاسر مينفعش يبعد عن أهله يافيروز، ودا آخر كلام، ولو خرج من البيت دا يبقى ينسى ان له اب ..شهقت غزل تضع كفيها على فمها فاتجهت له
-جواد ايه ال بتقوله دا..أشار بسبابته
-مش عايز أسمع نفس، رفع نظره له
-لو الحمل خرج من القطيع الديابة تاكله، مش كدا ولا إيه ياحضرة الضابط
وبما أن أوس هيسافر فرنسا، وياسين في شغله مبيجيش غير في السنة مرة، يبقى مفيش غيرك هتكون كبير العيلة بعدي، فلو مسمعتش كلامي هتكون دوست على ابوك ياجاسر
أطبق صهيب على جفنيه يقاوم الصدام الذي أحدثه جواد بينه وبين ابنه، فاتجه يجذب جواد
-جواد ممكن تهدى، استدار إلى صهيب يطالعه بصدمة كادت تفقد صبره قائلا
-عجبك تفكك العيلة، سيف عايز يسافر تاتي، وحازم قرر انه يرجع تركيا، مين لسة موجود ياصهيب، شوية عيال مش عارفين نربيهم
اتجهت فيروز تقف أمامه
-انا عارفة حضرتك عايز تلم شمل العيلة، بس دا ممكن يكون يوم في الأسبوع مش مضطرين نعيش مع بعض
رمقها بنظرات جحيمية واتجه متسائلا
-انا بكلم ابني، متدخليش بينا..نصب جاسر عوده متحركا إلى والده
-ال حضرتك شايفه يابابا هعمله، ميرضنيش انك تزعل ابدا..قالها وهو يرفع كفيه يقبلهما
-آسف مكنتش أعرف الموضوع دا هيأثر فيك، خصوصا انك ال قولت إننا نعيش لوحدنا، صدقيني كنت تعبان من الموضوع دا
حاوط وجهه يبتسم له
-انت ابني الكبير ياحمار ومستحيل اخليك تبعد عني، أنا عملت كدا لما شوفت مراتك مش هتقدر تتأقلم معانا، بس دلوقتي بقالكم سنة واتعياشت معانا يبقى ليه تبعد عن حضن أبوك
اومأ متفهما يطالع زوجته التي ظهر على وجهها الحزن، رمقها بهدوء واتجه يوزع نظراته بين الجميع
-بما اننا هنرجع تاني لحي الألفي، ففيه خبر حلو لازم الكل يعرفه ..استدار لوالده وسحب نفسا يطرده بهدوء قائلا
-مبروك ياجدو هيجيلك حفيد تالت قريب
اتجه عز بنظراته سريعا لأخته التي شهقت بخفوت وكأن كلماته خناجر مسمومة وللحظة أحست بالأرض تميد بها وشعورها بضعف الدنيا يحتل كيانها فانبثقت عبرة من جفنيها المحترق وهي تطالعه، تقابلت نظراتهما لثواتي، هو بإبتسامة، وهي بألم يغزو جسدها بالكامل فسقطت كوريقة خريف هشة، تلقاها عز بساعديه وهو ي بأسمها
كنت أعـلم أنه ليس ملكي
لكنى احببته
كنت أعلم أنه بعيد
لكنى احببته
كنت اعلم المسافات والظروف
لكنى احببته
كنت أعلم أنني سأعتاد عليه
وسيجرى حبه فى شريانى
وسأحبه حد الجنون
أعشق أيـامي وأكره نومـي
كنت أعلم أنني أجرم بـحق نفسي
وأنـني أسن السكين لا ﻗﻟبـي
كنت أعلم وأعلم بحقائق موجعه
وواقـع سيحدث لا محاله
لكنني كنت أتـقن خداع نفسى ,كنت أكذب الكذبه وأصدقها
لن يذهب ,, !! وسيبقى لي ملكي وحدي
كل يـوم يمـر وهو إلى جـآنبي يزداد قلقي يتوتـر ﻗﻟبـي أكثر
كنت أعلم أنه كلمآ زادت آيامي معه زادت الآلام القادمه أكثر
كنت أعلم لكن مآ مِن قلب وروح يـفهم
كنت مجنون به عشقته حد الجنوﻥ
أحببت كلامه حتى صراخه
هل أقسم بـاللـه لكم لكي تصدقوا أننـي أحببته بكل صدق
أو ألتـزم صمتـي وأجـعل تلك النار تحرق ماخلف أضلاعي
اتريدون النهايه حقا أحببته
واوجعني قلبي حتى تمنيت الموت لا محالة
❈-❈-❈
بما أن الجميع موجود، فمبروك ياحضرة اللوا هتكون جد للمرة التانية
ألقى جملته التي جعلت البعض سعيدا والبعض الآخر قلبه يتمزق، انسابت عبراتها رغما عنها، وشعرت بسحابة سوداء تداهمها، وماكان عليها إلا أن ترحب بها، استدار عز لأخته وجدها شاحبة كشحوب الموتى
هرول اتجاهها وتلقفها بين ذراعيه عندما هوت ساقطة تتمنى أن لا تصحو أبدا
نظر الجميع الى صوت عز وهو ي بإسمها
-جنى!!..بينما صهيب الذي شعر بإن روحه ستفارقه من حالة ابنته التي تدهورت، اتجه بخطوات ضعيفة ، حملها عز سريعا متجها إلى منزلهم
جلس جواد واضعا رأسه بين راحتيه، مطبق الجفنين، بعد تحرك الجميع خلف جنى
جلس بيجاد بجواره
-عمو جواد ايه ال مخبيه علينا، ومش عايز عمو صهيب يعرفه
رفع رأسه وطالعه بصمت لعدة لحظات
-فيه مشاكل في العيلة يابيجاد، ولازم اتصرف قبل المشكلة ماتكبر وتأذي الكل
-المشكلة دي جاسر وجنى مش كدا، تسائل بها بيجاد
نظر حوله فوجد ابنه يقف بجوار أوس يتحدث إليه
-ايه اللي خلاك تقول كدا!!
نصب عوده يضع يديه بجيب سرواله وهو ينظر للبعيد
-يبقى حقيقي، انا حسيت الموضوع مش طبيعي برضو، غير كلام غنى اللي مش مفهوم
توقف جواد وسحب بيجاد من أكتافه
-تعالى نتشمى شوية ونتكلم
عند جاسر وأوس
-ايه السر اللي بيحاولوا يخبوه ياأوس، وايه تعب بنت عمك كل شوية دا، وجواد له علاقة بكدا ولا ايه
رفع أوس كتفه بعدم معرفة، ثم اتجه بنظره الى ياسمينا التي تتحرك متجهة إليهما مع فيروز
-مفيش حاجة، قلة غذا، طنط غزل كشفت عليها، ضغطها ضعيف ونبضات القلب مش مظبوطة
اتجه إلى منزل صهيب قائلا
-هروح اطمن عليها، توقفت فيروز
-جاسر إحنا لازم نتكلم
تلاحقت أنفاسه بغضب عندما علم بما ستقوله
-بنت عمي تعبانة مش محتاج سفاهة يافيروز، تحركت متجه تقف أمامه
-هي راحتي بقت سفاهة دلوقتي يااستاذ جاسر،انا مش هقعد هنا
تحرك من أمامها عندما ارتفعت وتيرة غضبه، مما شعر أنه سيفعل شيئا سيندم عليه
وصل إلى منزل صهيب، قابلته غزل وغنى على باب المنزل
-رايح فين ياحبيبي..تحرك خطوة من أمامهم
-عايز أطمن على جنى ياماما…أمسكت غنى كفيه
-بقولك ايه ياجسورة عايز تهرب مني عشان الهدية، تعالى ياحبيبي عشان هديتي
قطب جبينه متسائلا:
-هدية ايه؟!..غنى انا مش في حالة تسمح للهزار
طوقت ذراعه وتحركت تغمز لوالدتها
-هو الأبوة ببلاش، مش لازم ياحبيبي تهادي عمة الولد بخاتم سوليتير
توقف مذهولا من حديثها
-أكيد بتهزري، وسعي ياغنى عايز اشوف جنى ..قالها وتحرك سريعا
-بلاش ياجاسر..توقف فجأة ثم استدار منتظر حديثها، فركت كفيها ببعضهما تهرب بنظراتها بكل اتجاه سوى عيناه
-أنا حاسس الموضوع وراه حاجة كبيرة، من وقت مارجعت من شهر العسل، وجنى بعدت عني لدرجة مبتردش على تليفوناتي، جواد وهروبه دايما من التجمع العائلي، عز كمان بقى مش متحمل مني كلمة، وكل شوية بيحسسني أنا السبب في حالتها
انعقد لسان غنى أكثر، وتاهت الكلمات عن تعبيرها بما ستقوله..أمسكت كفيه، تسحب نفسا تفكر الخروج من تلك المعضلة
-جاسر حبيبي انت مكبر الموضوع ليه؟!
انا قصدي انها تعبانة دلوقتي وعمو صهيب مضايق بسببها، وعز مش واخد موقف ولا حاجة هو مضايق بسبب موضوع ربى ومشكلة حملها، فممكن يكون اتكلم بطريقة مش كويسة معاك من أعصابه التعبانة مش أكتر
مسح على وجهه وهو يهز رأسه قائلا:
-هعمل نفسي مصدقك ياغنى، بس لازم اطمن عليها، قالها وتحرك متجها إلى منزل عمه
دلف للداخل قابله عز توقف أمامه يطالعه لبعض اللحظات
-جنى عاملة ايه ياعز؟!
أطبق على جفنيه ثم زفر بهدوء
-كويسة ياجاسر، قلة أكل، عندي اجتماع مهم بعد اذنك
عقد حاجبه وتحدث متهكما
-بعد إذنك!!
-هو فيه بالظبط ياعز؟!
توقف عز مواليه ظهره، محاولا السيطرة على أعصابه
ابتلع ريقه واستدار إليه مبتسما
-ايه يابني، مش عجبك ادبي ولا ايه ..تحرك جاسر وتوقف أمامه يدقق النظر بعينيه
-عز انت متغير ليه؛ هو أنا عملت حاجة مزعلاك مني، ممكن اكون عملت حاجة ومقصدتش ، انت عارف الفترة اللي فاتت كنت بعيد عن حي الألفي، ومقابلتنا كانت قليلة، انت زعلان مني عشان كدا
سقطت كلمات جاسر على رأس عز كسقوط نيزك وشعر بغصة تخنقه فرفع نظره إليه
-ليه بتقول كدا ياجاسر!!
من إمتى وانا بزعل منك، احنا طول عمرنا اخوات ياحمار، وعمري ماازعل منك
-جنى!! قالها جاسر بتقطع
تقابلت نظراتهما معا، فدنى منه يحاوطه، بنظرات تقيمية
-ايه ال مخبيه عني ياعز يخص جنى، وليه مش متحمل أقرب منها، وهل علاقة تعبها بجواد
بتر حديثهم وصول صهيب متسائلا:
-واقفين كدا ليه؟!..
استدار جاسر الى عمه
-مفيش ياعمو، كنت بسأل عز عن جنى..ربت صهيب على كتفه قائلا
-جنى كويسة حبيبي هي نامت دلوقتي..
عمو عايز أشوفها..تحرك عز حتى لا يفعل مالا يحمده الأخرون..
اطلع مرات عمك فوق عندها، قالها صهيب عندما وجد نظراته المتلهفة عليهاصعد سريعا للأعلى، دلف بعد السماح له
دخل برأسه بمزاح قائلا
-ال مكشوف يتغطى
-ضحكت نهى وأشارت بكفيها