روايات

عش,,ق لاذع بقلم سيلا وليد

-تعالى يااهبل، انت غريب..غمز بعينيه وهو ينظر إلى جنى
-ماغريب إلا الشيطان ياطنط نهنهيو، بقولك بنتك جبتلي عقدة نفسية، يعني أحسن يوم تخضني عليها كدا
كانت نظراتها عليه، هناك شعور قاس يفترس قلبها دون رحمة للحد الذي جعل دمعة غادرة تنبثق من طرف عينيها، ورغم انها أزالتها سريعا، إلا أنه لمحها وهو يتحدث مع والدتها، شعر بقبضة تعتصر فؤاده
اتجه إليها بعدما تحدثت نهى
-هعملك عصير حبيبتي..رفرفت أهدابها وأمأت برأسها عندما فقدت الحديث
جذب مقعد وجلس بمقابلتها، كان يطالعها بإشتياق، فمنذ زواجه وعلاقتهما تدهورت
-وحشتيني..أردف بها بهدوء ورغم أنه أخرجها ببطء، إلا أنها نزلت كنيران تحترق كلا منهما
ابتسمت مع تلألأ عيناها بالعبرات، فهمست بتقطع
-إنت كمان وحشتني اوي ياابن عمي
مازال يطالعها كأنه يرسمها برماديته، فأردف متسائلا:
-وياترى ال بيوحش حد بيتعب كدا، رغم أنه أخرجها على مزاح الا أنها هزت رأسها مع تساقط عبراتها التي انزلقت رغما عنها
-جدا ياجاسر..لم يستطع التحكم بنفسه، فهب من مكانه، وجلس على طرف فراشها يمسد على حجابها
-انتِ كمان فارقة معايا اوي ياجنى، معرفش ايه ال حصل خلاكي تبعدي عني كدا
ابتعدت قليلا، عندما استنشقت رائحته، التي جعلتها تريد أن تلقي نفسها بأحضانه
فاقت من شرودها عندما احتضن وجهها يزيل عبراتها بإبهامه

-جاسر بتعمل ايه، انت اتجننت، ناسي انك متجوز دلوقتي، غير كمان مينفعش القرب دا، خلاص كبرنا يابن عمي وحدودنا كبرت، رفعت نظرها وحدقت برماديته قائلة:
-الحدود كبرت اوي اوي يابن عمي..تراجع إلى مقعده يرمقها بهدوء
-مش موافقك ياجنى طبعا، ايه ال بتقوليه دا
رسمت ابتسامة على وجهها
-لا ياحضرة الظابط، مش بكيفك، وامشي من هنا، عشان مراتك لو جت وشافتنا كدا هتولع فيا
جذب كفيها يطالعها بغضب مصتنع
-مين يابت ال يقدر يبعدك عني، كانت لمسته لكفيها كصاعقة برق أصابتها، فتصلب جسدها وحبست أنفاسها بصدرها، وتلألأت عبراتها
-جاسر سيب أيدي لو سمحت قالتها بتقطع، بدخول فيروز التي كانت تقف منذ فترة على باب الغرفة
-حمدالله على السلامة ياجنى .قالتها وهي تطالعها بغموض
ابتسمت جنى بهدوء، رغم ارتجافة جسدها
-اهلا فيروز ادخلي واقفة ليه، قالتها بتقطع…دلفت فيروز، تنظر لجاسر الصامت ثم رفعت نظرها لغرفة جنى
-حلوة الأوضة اوي ياحبيبي، فعلا ذوق جنى حلو زي ماقولتلي
عقدت جنى حاجبيها مندهشة
-مش فاهمة..نهض جاسر
-حمدالله على السلامة ،  ويالة فوقي بسرعة عشان نرجع نضايق بعض زي الأول..انحنى بجسده يغمز لها
-رجعت تاني هنا ياجنجون، والمستخبي هيبان ، وكل واحد هياخد حقه
رفعت نظرها إلى فيروز التي تراقبهم بصمت فاهتزت عيناها من نظرات فيروز الأختراقية
-حمدالله على السلامة، ماكان من الأول يابني، ايه ال خلاك اصلا تبعد عن حي الألفي
-كل واحد حر في حياته ياجنى، والمفروض كل واحد يختار الحياة إلى تريحه، رفعت كفيها على خصلات جاسر تمسدها
-مش كدا ياحبيبي..اعتدل جاسر بوقفته
-فين جواد مش باين ليه؟!
تسائل بها جاسر متجاهلا حديث زوجته
-معرفش ياجاسر ومش عايزة أعرف..اومأ برأسه
-بينا كلام ياجنى، لازم نخلصه
امسكته فيروز من كتفه
-جاسر احنا اتفقنا هنقعد في شقتنا
-أنا بريحك بس يافيروز، بس هنقعد هنا خلاص دا أخر كلام
-فيه مشكلة ولا ايه ياجاسر ؟!
رفعت نفسها تطبع قبلة على وجنتيه تنظر لعيناه
-ممكن نتكلم بعدين مينفعش قدام الغرب

ثم اتجهت إلى جنى
-مفيش مشكلة، حاجات خاصة بينا، ولو على كلام جاسر أنه راجع هنا فهو بيقول كدا عشان عمو جواد مش يزعل، بس أكيد احنا هنرسم حياتنا
انزل كفيها وتحرك للخارج، ثم توقف لدى الباب
-انتِ يابت عايز اشوفك الصبح في التجمع العائلي، الرقدة دي مش لجنى الألفي، متخلنيش اطلع اجيبك من شعرك الحلو دا
تناست وجود فيروز فغمزت بعيناها
-تصدق ياجاسورة وحشني خناقتنا مع بعض، وحركاتك البيئة ..ربعت فيروز ذراعيها أمام صدرها
-حركات بيئة ياجاسورة، ابتسم لفيروز يشير على جنى
-دي هبلة مش تصدقيها..ثم تحرك يجذب كف فيروز
-تعالي حبيبتي عايزك في موضوع
تنهدت بحزن بعد خروجهم..أطبقت على جفنيها ثم هبطت من فوق مخدعها بهدوء، واتجهت إلى الحي القيوم
“اللهم انزع حبه من قلبي”
ظلت ترددها بسجودها مع عبراتها التي أصبحت كزخات المطر..جلست وامسكت مصحفها، تحتضنه وكأنها تستمد منه القوة
-يارب بحق قرائنك، فأنت الحق وقولك الحق أن تريني بمستقبلي مايسر قلبي قبل عيني
رفعت كفيها تضرعا للحي القيوم
“يارب جملني بقلب عطوف رحيم، اللهم اجعلني عطف وليس قسوة، يارب عبدك الضعيف يحتاجك، فأخرجه من ظلمات قلبه لنور ايمانه، اللهم جملني بقلب جميل عطوف، وابعد عني القلب القاسي المؤذي، اللهم قلبي في عنايتك فاحفظه ونقيه ولا تجعل به حقدا ولا نفورا
❈-❈-❈
اهتز جسدها من شهقاتها، عند دعائها
-اللهم انزعه من حياتي، صمتت للحظات، تمنع شهقاتها
اللهم أخرجني من ضعفي إلى قوتك، قالتها بشهقة خافتة فوضعت كفيها على فمها
أطبقت على جفنيها قائلة:
لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلى العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم. ربّ إني أسألك أن تريح قلبي وفكري، وأن تصرف عنّي شتات العقل والتفكير، ربّ إنّ في قلبي أموراً لا يعرفها سواك فحققها لي يا رحيم، ربّ كن معي في أصعب الظروف وأرني عجائب قدرتك في أصعب الأيام.
شعرت بأحدهما خلفها، جلس وسحبها لأحضانه، يحاوطها بذراعه
-عاملة ايه دلوقتي ياحبيبة أخوكي
وضعت رأسها بأحضانه
-الحمد لله، كويسة ياحبيبي
رجعت بسرعة يعني
امسك كفيها وتوقف متجها لمخدعها …
تعالي عايز أخدك في حضني زي زمان..انسابت عبراتها ، فدنت منه تحاوط خصره
-انت أحسن أخ في الدنيا ياعز، انا بحبك أوي
طبع قبلة على جبينها وحاوطها بذراعه
-وأنتِ جنتي الصغيرة ال بحب اجيلها وقت ضعفي ياجنجون
دلفت ربى تضع كفيها بخصرها
-لا والله، بقينا نيجي من برة على الست جنى، وربى حبيبة القلب وحشة

انت في الصفحة 4 من 17 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
100

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل