
تعريف الشخصيات
يوسف الصاوي
٣٦ عام خريج كليه العلوم منذ أعوام لكنه يعمل سائق لدى السفير حيث تعلم من والده تلك المهنه هي ارثه الوحيد منه
ريناد الغريب
٢٢ عاماً خريجه كليه الفنون الجميله ابنه السفير المرموق فؤاد الغريب
باقي الشخصيات في الاحداث بقااا 😌💃
الفصل الأول
سار “يوسف” بالرواق المؤدي إلى المخرج حيث تصطف السياره الخاصه بذاك السفير المتغـ،ـطـ،ـرس الذي يعمل لديه سائق بعد ترشيح أحد الرجال له بصوره مؤقته حتى تتحين عودته إلى البلاد و استمرار عمله معه …
رفز بارهـ،ـاق و هو يحاول صم أذنيه عن تلك الضوضاء المنبعثه من مكبرات الصوت التي ارتصت بالأرجاء لتصدح الأصوات المـ،ـزعـ،ـجة من كل حدب و صوب لكنه عمله عليه أن يرسم تلك الابتسامه السمجه بوجوه الجميع و خاصه رب عمله المتجبر …
اتجه إلى السياره بعد ان تلقي مكالمه من السفير بعد…م الاحتياج إليه و أنه يمكنه الإنصراف …
جلس خلف المقود و اقـ،ـلع بالسيارة يعدو من البوابات الإلكترونية و هو يزفـ،ـر أنفاسه بارتياح فور أن تخلص من ذاك الإزعـ،ـاج و هو يملي نفسه بوجبه عشاء شهيه و نوماً هنيئاً بعد هذا اليوم المُزعج ، لكن لحظه ما ذاك الصوت ؟!! هو على يقين أنه شعر بحركه ما بكرسيه ؟!! تلفت يميناً و يساراً و هو يحاول ألا يصرف أنظاره عن الطريق و تكررت الحركه ليوقف السيارة جانباً و يترجل مسرعاً و هو يفتح الباب الخلفي لتتسع مقلتاه بذهول و صدمه ، سليلة السفير !!!!!
طالعته تلك الفتاه العشرينيه بأعين تحـ،ـدق به بصد…مه و كأنها لم تتوقع انكشاف أمرها اعتدلت قليلاً بجسدها الصغير الجالس فوق الأرضيه بطريقه خاطئه و ابتسمت له بسماجه و هى تردف ملوحه بيدها بحركه ترحيبيه :
– هاااي !!!!!!!
فرغ فاه و اتسعت أعينه علي مصرعيها و هو يحاول استيعاب مايراه الآن ؟!! ابنه السفير مختبأه بالسياره التى خرج بها من البوابات الإلكترونية و التى سمع من أفراد الأمن أن خروجها ممنوع تماماً ؟!!!! نفض رأسه و هو يحاول أن يجلى حنجرته ثم قال بصوت جهوري بعض الشيئ :
– أنتِ بتعملي إيه هنااا ؟!! مش المفروض دى حفلتك ؟!!
رفعت كتفيها و هى تهز رأسها بالإيجاب و تقول بضحكه بارده :
-اه و هربت ..
اصـ،ـابه شـ،ـلل غالباً حيث ظل يحـ،ـدق بها بصد..مه شـ،ـديدة هـ،ـاربه !! بسياره السفير رب عمله !! و اختارت يومه هو لتفعلها !! سـ،ـحـ،ـقا لذاك القدر صـ،ـفـ،ـع الباب بقوه دون أن يرد عليها و اتجه إلى مكانه خلف المقود مره أخرى ليعود مسرعاً قبل أن تنقلب الأمور و ينكشف أمرها و تورطه بكـ،ـارثة ، فطنت له حين وجدته يبدأ بالقياده و يدور بالسيارة ليعود لكنها صرخت به بخوف :
– انت هتعمل ايه اوعي ترجع .
صـ،ـ،ـاح بها بعنف :
– أنتِ تسكتي خاالص ازاي تعملي كده أنتِ اتجننتي .
أجابته بأعين متسعه و صراخ مماثل و هى تقول :
-أنت اللي اتجننت أنت لو رجعتني هقول إنك خاطـ،ـ،ـفني .
ابتسم من زوايه فمه و قال بسخرية :
– بلاش شغل عيال أنا مع أبوكِ من الصبح و لسه سايبه لما ركبت العربيه قصاد الأمن و الكاميرات اكيد جابتك .
صـ،ـاحت به بغضب وهي تري طريق العوده أمامها لذاك الجـ،ـحـ،ـيم :
-وقف و نزلني هنااا لو موقفتش هنط من العربيه .
لم يجيبها بل ضغط علي زر التحكم باللوحه بجانبه ليغلق جميع الأبواب عليها لم تجد مفر سوى أن اشهرت ذاك النص الحاد و اتجهت خلف كرسيه مباشره تجذب رقبته بعنف واضعه طرف السكين علي رقبته تصرخ به :
– وقف العربيييه بقولللك مش هرجععععع ….
انصاع لها و هو يشعر بذاك النصـ،ـل الحـ،ـ،ـاد يكاد يجز نحره هي لا تمزح !! أوقف السياره و رفع يده يحاول إبعادها لتصيح مره أخري :
-افتح العربيه خليني انزل !!
اتسعت أعينه بصد….مه و هو يحاول ابتلاع رمقه و الهائها ليهمس لها :
– مش هينفع المكان فاضي و الوقت متأخر ..
صـ،ـرخت به بحزن و قد بدأت دموعها بالهطول :
– ملكش دعوه انااا مش هرجع ابدااا ، مش هتساعدني اروح لماما يبقي سيبني امشيييي …
عقد حاجبيه و ردد بصد….مه :
-ماما !! أنتِ هربانه من فرحك عشان تروحي لأمك ؟!!
مسحت د…موعها بيدها الأخرى بعـ،ـ،ـنف و هى تصيح بصوتها الأنثوي :
– ايوه هـ،ـ،ـربانه عشان اروح ليها هي اللى هتوقف الجوازه دي ، خلصصص زمان القصر كله عرف أني اختـ،ـفيت و بيدوروا علياا افتح الزفت دااااا !!!
نظر لانعكاس وجهها بالمرآه الأماميه و قد توتر بفعل غضـ،ـ،ـبها و تهـ،ـ،ـ،ـديدها بالسلاح و هى تريد الذهاب لأمها و هو على حد علمه أنها انفـ،ــ،ـصلت عن والدها منذ زمن هى تحتاج إليها بالتأكيد لكن ماذا عن رب عمله إن اكتشف أمره بتلك المعاونه ؟!!
رفز بحيره و إرهـ،ـ،ـاق ثم رفع يديه يحاول إبعاد ذاك النصـ،ـل عنه و هو يقول بصوت جاف غاضب :
– ابعدي الزفته دي عني خليني أبعد بالعربيه قبل ما يطلعوا يدوروا عليكِ ..
اتسعت أعينها بخوف و هى تلقي نظره على السكون و الضوء الخافت خارج السياره تهمس بتوتر :
– تبعد ايه انت هتنزلني بجد ؟!!
رفع مقلتيه باندهـ،ـاش يحـ،ـدق مره أخرى بانعكاسها ظنها تمزح ألم يكن مطلبها منذ قليل لكن حدقتيها تلقيه بنظرات خـ،ـوف حقيقيه وترت نبرته و قال بتأفف :
-هنزلك ايوه بس عند بيت والدتك اوعي بقااا …
عادت للخلف بحذر و تدريجيا خـ،ـوفا أن يكون حديثه مجرد خـ،ـدعه لها لكنه فور ابتعادها وضع يده على المقود يسلك الطريق المعاكس و ارتفعت يده إلى رقبته يتفقد ذاك الخـ،ـدش الصغير الذي تركه النصـ،ـل إثر حركتها الغير متمكنه ثم زفر بغضب لتعض علي شفتيها و تتسع عينيها حين وجدت تلك الد….ماء الخفيفة و صرخت به :
– أنت اتعـ،ـورت ؟!!!
جز علي أسنانه و صاح بسخريه :
-ياااه مش ممكن إيه ده تخيلي ؟!! فاجئتك مش كده ؟!!
اعتدلت بجسدها مسرعه ثم بلحظه كانت بالمقعد الأمامى المجاور له تسحب أحد المحارم الورقيه و تضعه أعلى رقبته ليُغمض عينيه بوجع و هو يحاول ألا يفقد أعصابه و يصـ،ـ،ـرخ بها و كأنها شعرت بما هو مقبل عليه لترفع كتفيها و تعض علي شفتيها بخجل قائله باعتذار خافت :
-اسفه !!!
لم يُجيبها بل أبعد يدها و هو يصرف وجهه للطريق أمامه مستغرقاً بتفكيره ناحيه ما يفعله متسائلاً بعقله إن كان تصرفه الرجولي الآن صحيح أم لا ؟!! متمنياً ألا تكون الأمور أكثر تعقيداً عليه بعد تلك الليلة ….
***
ارتصت سيارات حراسه السفير بالمنطقه كلها بحثاً عن سليلة السفير الهـ،ـ،ـاربه ، اتسعت أعين “ريناد ” و هتفت برعـ،ـ،ـب حين لمحتهم أسفل بيت أمها :
-يااادي الحظ اهم وصلوا و هيفضلوا هنا لحد ما اظهر اكيد ..
اغمض عينيه و هو يحاول التفكير بعمق بتلك الكـ،ـ،ـارثه إن لمحه أحدهم هنا سوف يتورط بالطبع الأمر ليس مزحه إنها ابنته نظر لها لحظات بيأس لتحدق به بأعين واسعه و هزت رأسها بالسلب تقول بتساؤل :
-أنت اكيد رجوله و مش هتخليهم ياخدوني ..
رفز بارهـ،ـاق و أشار إلي السيارات المصطفه بعيداً بشكل نسبي بغضب :
-و هما هيجوا يستأذنوا مني يعني قبل ما ياخدوكى ؟!!
حركت رأسها بيأس و بدأت الد…موع تلمع بعينيها لتنكس رأسها بصمت و علامات الخـ،ـزلان واضحه عليها ، تنهد حين وجدها علي تلك الشاكله و قال برفق :
– طيب انا اقدر اعمل إيه دلوقت ؟!!
لم تجيبه إنما ظلت علي حالتها ليلاحظ تلك القطرات التى تسقط علي يدها بصمت و هي لازالت تحني رأسها ليقول محاولا ً التخفيف من حـ،ـده الموقف :
– احسن اننا وصلنا متأخر عنهم ، كان زمانهم وصلوا ليكِ و اخدوكِ شوفتي فايده البلـ،ـطـ،ـجه بتاعتك بالسـ،ـكـ،ـينه عليا ..
لم تستطع منع ابتسامتها بل و ضحكتها الصغيره من الظهور ليبتسم لها قائلاً :
-ايوه كده خلينا نفكر هنعمل ايه هنا .. أنتِ متأكدة محدش شافك وأنتِ بتركبي العربيه ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب و قالت بنبره متهدجه بعض الشيئ :
-ايوه متأكده ، انا اصلا عطلت الكاميرات اللي برا قبل مااخرج ..
اتسعت أعينه بصد…مه واضحه من تخطيطها و كأنها سـ،ـارقه و ليست ابنه سفير لكنه لمح إحدي السيارات الخاصه بالحراسه تقترب منهم و قد كُشف أمر تواجد سياره السفير هنا !!
-انزلي في الدواسه بالراحه كده و بهدوء عشان حراسه ابوكِ شافونا …
ارتـ،ـعبت لكنها انصاعت لكلماته علي الفور و هبطت و هى تنتفض برعـ،ـب لتجده يلقي عليها سترته السوداء العبقه برائحته الرجوليه اتسعت عينيها و هى تبلل شفتيها بتوتر و اكتست وجنتيها باللون الأحمر بدون أسباب ، ارهفت السمع لتصلها كلمات فرد الأمن المقتضبه :
-بتعمل ايه هنا يايوسف ، هو سياده السفير بلغك ؟!!
استمعت إليه يقول بصوته الأجش القوي :
-بلغني بإيه ؟!! هو حصل حاجه ؟!! انا كنت مروح بس جاتلي مكالمه فركنت العربيه ارد عليها ..
ليصلها رد الفرد قائلاً :
-طيب بقولك إيه ملمحتش بنت سياده السفير هنا ؟!!
انتفض قلبها خلف اضلعها لتستمع إليه يقول بدهشه جعلتها تبتسم لا إراديا ً :
-هناا فين ؟!! هو مش النهارده فرحها ؟!!
أتاها الرد بصوته ذاك المزعـ،ـج يقول :
– لا ياعم دي هربت و ابوها خـ،ـارب الدنيا عليها و بعتنا هنا علي بيت أمها نراقبه لحد ما تظهر …
شعرت بالسيارة تبدأ بالرحيل و هو يقول بصوت واضح :
-طيب ربنا معااكم يارجاله انا يدوب اروح بقااا و يارب مايتصلش بيا أنا كمان ادور معاكم …
ثم استمعت إلي ضحكته المتكلفه تصحبها ضحكاتهم و السيارة تُسرع قليلا من نهجها رفعت طرف الستره لتغطى خصلاتها وهي تُمسكها جيداً تهمس له :
-اطلع ياحليوه ؟!!
كاد أن يجيبها لكن اتسعت أعينه و هو يصرخ بها متابعا السيارات بمقلتيه :
– ياا ايه ؟!! أنتِ بتكلميني انا ياشاطره ؟!!
تأففت و صاحت به :
-انجز بقاا ضهري اتكـ،ـسر …
سحب سترته عنها و هو يزفر بغـ،ـضب قائلاً :
-اطلعي وخلصي .. انا هكلم والدتك دلوقت بس نكون بعدنا شويه عن هنا …
ارتفع رنين هاتفه بلحظتها و ظهر اسم والدتها على الهاتف لينظر إليها عاقداً حاجبيه من صمتها و من ذلك التخاطر لكنه فهم حين رأي ابتسامتها السمجه تُزين ثغرها لقد خططت لكل شيئ لكن ما ادراها انه سوف يوافق جـ،ـز على أسنانه بغضب و قال :
-طيب و عرفتي منين إني هقبل اساعدك ؟!!!
أجابته مسرعه و هى ترفع كتفيها علامه لجهلها بموقفه و قالت :
-ابداا أنا بس قولتلها اني هحاول اخرج في العربيه عشان اكيد بابا هيقولك تمشي بدري و قولتلها إنك أنت اللي بتسوق اليومين دول …
ضيق عينيه بغضب يرمقها بنظرات ملـ،ـتـ،ـهبه ثم رفع الهاتف إلي أذنه يجيب والدتها بنبره وقوره هادئه :
-ايوه يامدام متقلقيش هي معايا .. اه اطمني محدش شافها ….
راقبته بهدوء و هو يردف ناظراً حيالها بغضب :
-هي بخير بس الحقيقه مش عارف اوصلها فين لأن بيتك الحراسه مراقباه …
عقدت حاجبيها لتجده قد أغلق المكالمه دون أن تحدث والدتها و هو يقول باقتضاب :
-هتلبس و تيجي تاخدك ..
صاحت به بغضب بعد ان كظـ،ـمـ،ـت غيـ،ـظـ،ـها فتره و هو يتمادي بأسلوبه الحـ،ــانق عليها :
-أنت بتكلمني كده ليه و ايه تيجي تاخدني دي هو أنا طفله ؟!!
اندهـ،ـش من هجـ،ـ،ـومها الغير مبرر عليه و تقلباتها المزاجيه الغريبه و قال و هو يحـ،ـدق بها بغضب :
-ايوه طفله و مش بس طفله كمان أنتِ معندكيش أي مسؤليه تقدري تقوليلي والدتك هتنزل ازاي بحالتها المرضيه و أنتِ عارفه إنها بتتحرك بكرسي ؟!! و لا يفرق معاكِ طفله كل همك تعيشي مغامره و تلعبي زي العيال بابوكِ و أمك استغلال لانفصالهم …
صـ،ـرخت به و هى تجهش بالبكاء بلحظه وجد أعينها تفيض بسيل من الد….موع و أنفاسها تتهـ،ـدج :
-أنت متعرفش حاجه يبقي متتكلمش مغامره ايه اللي تخليني اعمل كده ، بابا هيجوزني بالعافيه من ولد سايكو قذر ابن صاحبه عشان بينهم شغل ،و ماما عاارفه إنى هعمل كده بس أنت مش بتفكر هـ،ـمــ،ـجي و مكانك الكهوف !
ثم باغـ،ـ،ـتته بفتح الباب فور أن اوقف السياره و ترجلت منها تسرع بالابتعاد ليتبعها و هو مذهول من كلماتها ثم أمسك يدها يجذبها إلي ذاك المطعم المتفق عليه مع أمها و هو يضغط علي يدها بغـ،ـضـ،ـب قائلاً بعنـ،ـ،ـ،ـف :
– طيب خليكِ عارفه إن الهـ،ـمـ،ـجي ده مش هسيبك غير مع امك ..
حاولت جذب يدها و فشلت كادت تصـ،ـرخ به لكنه التفت لها فجأه يرمقها بنظرات نـ،ـ،ـاريه رافعاً سبابته بحركه تحذيريه يقول :
-نفس كمان و هاخدك احطك في العربيه لحد ما هى توصل و تاخد الطفله بتاعتها …
جلست أعلى الكرسي بغـ،ـ،ـضب تهمهم بكلماات خافته من الواضح أنها ساخطه عليه لكنها فضلت التزام الصمت إلى أن تأتي أمها ….