
الفصل الثاني
قبل تلك الأحداث بيوم واحد
كان يقف على الشاطئ يراقبها من بعيد مازالت كما هي بل
أصبحت أجمل ……………ليست فقط مجرد زوجة جميلة بل أم
جميلة أيضاً …………….نظر بغضب للرجل الذي ظهر بجانبها
يحمل طفلة صغيرة تكاد تكمل عامها الأول ……………كان من
المفترض أن يكون هو هذا الرجل وكان من المفترض أن تكون
تلك الفتاة إبنته …………كم إفتقدها كان ينظر لخصلات شعرها
الداكن التي تتطاير في الهواء ويغمض عينيه فيتذكر رائحته
المميزة …………….تذكر ذلك اليوم في المصعد عندما إقترب
منها ونهرته بقوة ……………شعر وكأنه مازال يشتم عطرها
المميز على الرغم من بعدها عنه لعشرات الأمتار …………… اه
يا حبيبتي كم إفتقدتك …………..إبتعدت من أجل أن أقترب ولكن
هيهات فأنا لكي مجرد ذكرى غير مر$غوبة !!!!! لم ينقذها من
إنتهاك عينيه سوى صوت الهاتف ……………رد ببرود بعد أن
عرف الرقم : الو
صوت نسائي : الو ………….إزيك
يحيي : تمام …………وصلتي ولا لسه
هي : في السكة …………الطريق طويل قوي
يحيي : طيب أول ماتوصلي كلميني
هي : إحنا حننفذ إمتى
يحيي : بالليل
هي : علطول كده
يحيي : مش إنتي عملتي اللي قلت ليكي عليه
هي : اه وهي مستنية مني تليفون
يحيي : خلاص يبقى ليه التأخير
هي : وفلوسي
يحيي : جاهزة
هي : والسي دي
يحيي : جاهز
هي : خلاص ………حاكلمك أول ما أوصل
يحيي : سلام
أغلق الهاتف ليجدها إختفت من أمامه …………..إبتسم بسخرية
وهو يبحث عنها ثم قال لنفسه وكأنه يحدثها : حتروحي مني فين
يا سلمى ……….النهارده حاخد حقي ………….حقي أنا مش
حق غيري يا سلمى
في أحد الشقق القريبة من شاطئ البحر كان صوت بكاء الصغيرة
مرتفعا وسلمى حائرة تحاول تهدئتها ……..
أحمد : إيه مالها
سلمى : مش عارفة ……..خايفة تكون بردت من البحر
أحمد : لا متخافيش …………إستنى كده
حمل أحمد طفلته وقام برفعها عالياً كما إعتاد أن يفعل فإنقلب
بكاء الصغيرة لضحكات عالية ……….نظر لزوجته بإبتسامه
وقال : شفتي ……..دي نصا$بة عايزة تلعب
إبتسمت سلمى وهي تنظر لضحكة طفلتها التي كانت تشبهها تماماً
بإستثناء العينين فسلمى كانت تتميز بعيون واسعة بلون كسواد
الليل أما جودي فعيونها كعيون أحمد ………….خضراء بلون
الزيتون ………لامعة كصفحة من المياة النقية تحت ضوء
الشمس ……………..
أحمد حب عمرها كما يقولون ……………شاب ثلاثيني وسيم
بدرجة كبيرة ……………..له عيون خضراء مميزة لامعة وشعر
أسود حالك وبشرة بيضاء إنعكس عليها اللون الخمري من تأثير
الشمس فأعطته مظهراً جذ$اباً ……..إقترب أحمد من زوجته التي
كانت تنظر له شاردة ونظر لها نظرةً ذات مغزى ثم تابع : على
فكرة …………مادام إنتي معجبة كده أنا ممكن أوزع جودي
إبتسمت سلمى لزوجها في خجل ……………إنها الإبتسامة التي
طالما عشقها ………..تلك الفتاة ذات العيون الساحرة بلون
كسواد الليل وشعرها المرسل حتى خصرها ………….هو داكن
لا يختلف عن لون عيناها ملمسه كنعومة الحرير مثل بشرتها
الناضرة ………….
تابع أحمد في شغف : طيب بجد ودي جودي ساعتين كده عند
مريم وطنط أهو نستفيد من وجودهم هنا
سلمى : بقه كده
أحمد : يلا بقه
سلمى وهي تأخذ لوجي بإبتسامة : حاضر
مريم فتاة بملامح تحمل في طياتها البراءه بشعرها الكستانئ
القصيروعيونها ذات اللون العسلي تشعر بالراحة الشديدة لها
بمجرد رؤيتها .
كانت مريم ووالدتها التي هي بدورها خالة سلمى يقضون عطلتهم
الصيفية في نفس الوقت بالشقة المجاورة …………..كانت
سلمى على علاقة وثيقة بخالتها فهي من تذكرها بوالدتها المتوفاة
التي إبتعدت عنها قهراً هي وأخواها بعد طلاقها من أبيهم
وزواجها من آخر ………..فعاقبها الأب بحرمانها من أبناءها
وتربت سلمى في كنف جدتها والدة أبيها التي أخذت دور الأم
ولكن بملامح تشوبها القسوة وقلب لا يحمل سوى الغِلظة .
بعد وفاة والدتها والصد$مة الشديدة التي تعرضت لها سلمى التي
كانت وقتها لا تزال في السادسة عشر من العمر تهاون الأب
أخيراً وجعل للخالة الطيبة مكان داخل عالم إبنته …………ومنذ
ذلك الوقت أصبحت سلمى ومريم أصدقاء …………..كانت مريم
تصغر سلمى بعام واحد فهي الآن إبنة الثانية والعشرون ربيعاً
تخرجت من كلية الفنون الجميلة على عكس سلمى التي أنهت
دراستها بكلية التجارة ثم تزوجت سريعاً بعدها بأحمد كان الأخ
الأكبر لإحدى صديقاتها ويعمل بوظيفة مرموقة كمهندس بأحد
الشركات الكبيرة ………..
عايشت مريم مع سلمى أهم اللحظات في حياتها ………حبها
لأحمد ………..زواجها …………جودي …………..وقبل ذلك
يحيي …………
سلمى بعد أن دخلت غرفة مريم تحمل جودي : خدي بتقوللي
عايزة طنط مريم
مريم وهي تترك رواية كانت تقرأها وتنظر لسلمى في خبث : لا
والله
سلمى : اه والله
مريم : ماشي ماشي إبقى إفتكري الجمايل دي
سلمى : خالتو فين
مريم : نايمة
سلمى : ماجيتيش البلاج معانا ليه
مريم: الرواية خدتني ونسيت نفسي وكسلت
سلمى : يادي الروايات اللي مخرجاكي بره عالم الواقع دي
……….الفارس والحصان الأبيض
مريم : ده على أساس إن حضرتك مش متجوزة عن حب وياما
هريتيني حكاوي عن الفارس بتاعك
سلمي : هههههههههه طيب أروح بقه للفارس بتاعي
…………بصي خلي معاكي الموبايل لو زهئت هي بتحب أغاني
تامر حسني شغليهالها
مريم : لا بجد و نعم ………..حاضر ………..إستني ده بيرن
سلمى : اه صحيح دي رباب
مريم : رباب !!!!!
سلمى : إستني …………..ألو
رباب : سلمى ……….إزيك يا جميل
سلمى : إزيك يا رباب ……..ها إنتي فين
رباب : أنا حاوصل مطروح النهارده إن شاء الله ………..ينفع
تقابليني النهارده
سلمى : خلاص أوكيه على الساعة كام
رباب : عشرة كويس
سلمى : عشرة بالليل مش متأخر شوية
رباب: يا سلمى إحنا في صيف والبلد سهرانه عموماً أنا لسه في
أول الطريق أول ما أوصل نتقابل علطول
سلمى : خلاص اوكيه
رباب : انا بجد يا سلمى عمري ما حانسى جميلك ده
سلمى : يا بنتي الناس لبعضها ………..أول ما توصلي كلميني
خلاص
رباب : تمام ……..سلام يا جميل
أغلقت سلمى الهاتف لتجد مريم تنظر نحوها بنظرة فاحصة وقالت
على الفور : رباب !!!! رباب مين
سلمى في تردد : رباب …..صاحبتي بتاعة زمان
مريم : إيه !!!!!!!! إنتي رجعتي تكلميها تاني يا سلمى
سلمى : لا تاني ولا أولاني ………..هي كلمتني من كام يوم
وقالت إنها محتاجة مبلغ كده سلف …………حرام يا مريم عيانة
ومحتاجة عملية
مريم : عملية إيه
سلمى : عملية في القلب وبتجمع مبلغ بتستلف من هنا شوية
ومن هنا شوية
مريم : وطلبت كام بقه
سلمى : خمس ألاف جنيه
مريم : وإنتي حتجيبلها المبلغ ده
سلمى : جبته خلاص إنتي ناسية إني محوشة فلوس بس
متقوليش لأحمد إنتي عارفة مش بيطقها ومش حيصدقها
مريم : عنده حق أنا كمان مش مصدقاها
سلمى : حرام يا مريم دي مزنوقة وانا ماقدرش ……….مش
جايز ماما لو كانت لقت حد يساعدها كان زمانها عملت العملية
وعايشة
مريم : أستغفرى الله يا سلمى دي أعمار
سلمى : ونعم بالله ………خلاص قفلي بقه هي لما عرفت إني
هنا قالتلي إنها بالصدفة في إسكندرية وحتيجي تاخد مني المبلغ
لإنها محتاجاه ضروري
مريم : حاقول إيه
سلمى : بصي حتحجج بيكي ونخرج سوا نقابلها ونرجع علطول
مريم : انا مبحبش البنت دي يا سلمى
سلمى : أرجوكي يا مريم لو خرجت لوحدي حاقول لأحمد إيه
………..خلاص يا جميل ………..هي نص ساعة بس إحنا
حننزل من قبلها على أساس إنتي عايزة تتفرجي في السوق أوكيه
مريم : خلاص على الساعة كام
سلمى : نقول تسعة كده
مريم : أوكيه بس علشان خاطرك
سلمى : ميرسي يا حبي