
الفصل الثالث
كانت الساعة قد قاربت على العاشرة مساءاً عندها رأى عادل
جسده وهو يخرج من البحر ذو الأمواج العاتية …………….كان
عادل شاب في السادسة والعشرون من العمر على درجة لا بأس
بها من الوسامة بشعرة الكستانئي الناعم ومظهره الجذاب
………… عندما تراه لاول وهلة تشعر أنه شاب مثقف من عائلة
محترمة !!!! عائلة كسبت هيبتها من تجارة المخدرات !!!!!!
إقترب هشام من عادل وهو ينظر للبحر الهائج ويقول : المجنون
نزل البحر دلوقتي
هشام هو صديق عادل المقرب تخطى الثلاثون من العمر بعدة
سنوات ………….شاب إختفت ملامحه الحقيقية ولم يتبقى له
سوى ملامح الإدمان الذي تمكن منه حتى النخاع وقضى على كل
شئ يمتلكه وهكذا تحول لصبي من صبيان عادل وأبيه في عالم
تلك التجارة المحرمة
عادل بسخرية : عامل فيها راجل
هشام : لا بس هو قلبه ميت أنا إمبارح كنت مرعوب في التسليم
) يقصد بذلك مقابلة الصحراء التي قاموا فيها بإستلام شحنتهم
من المواد المخدرة (
عادل : بس علشان أول مرة لكن هو متمرس في الموضوع ده
…………..بكرة نبقى أحسن منه
هشام : حتنفذله اللي هو عايزة
عادل : عادي الراجل طلب خدمة ………….خلينا نخدمه
………..إحنا في الآخر شركاء وهو ليه علاقات جامدة بره مصر
…………عملها في وقت قياسي إبن اللذينه
هشام : طيب خلاص أسكت …………طالع وعينيه بتطق شرار
عادل : ها يا مان على معادنا
يحيي : حنتحرك دلوقتي ……………..
جلست رباب في إنتظارهم في السيارة في المكان المحدد بعد أن
هاتفت سلمى ………..نظرت لنفسها وهي تقود السيارة الفارهه
وتذكرت سيارتها المتهالكة …………..إبتسمت في سخرية وهي
تقول : والله وباضتلك في القفص يا يحيى
كانت تتوقع أن تراه قبل تنفيذ إتفاقهم الملعون ولكنه أرسل لها
صديقه صاحب تلك السيارة ليتركها معها حتى تقابلهم في الموعد
المحدد ومعها غنيمته !!!!!!
قطع أفكارها صوت نقرات خفيفة على زجاج السيارة
…………..كانت سلمى ……………لم تتغير بل أصبحت أجمل
من السابق !!!!
سلمى جميلة الجميلات ذات القلب الضاحك التي يتهافت على
إرضائها الرجال فتعيش في عالمهم بطلة بينما تقبع هي بعالم
الكومبارس
رباب : سلمى وحشتيني قوي قوي قوي يا جميل تعالي إركبي
نظرت سلمى بدهشة للسيارة الفارهة فما كان من رباب إلا أن
تابعت على الفور ……………دي عربية واحدة صاحبتي
إديتهالي أسافر بيها علشان ماتبهدلش في المواصلات
سلمى : اه كتر خيرها
رباب : يلا بقة إركبي
سلمى : لا مش حينفع الساعه قربت على عشرة
…………إتفضلي يا ستي
رباب : يا خبر تديني الفلوس كده وتمشي ………..هو انا
باشحت منك يا سلمى طيب أقعدي معايا شوية
مريم : بجد مينفعش علشان منتأخرش
إنتبهت رباب لصاحبة الصوت الرقيق نظرت لها بدهشة والضجر
يملأ مشاعرها : مريم !!!! إزيك ………….ياه كبرنا وإحلوينا
مريم : ميرسي
رباب في محاولة للتخلص من الصحبة الغير مرغوبة : طيب يا
مريم لو إنتي مستعجلة ممكن تمشي وخلي معايا سلمى شوية
وبعدين حاوصلها لغاية البيت
سلمى بإصرار : مينفعش …………..أحمد عارف إني خارجه
معاها
مريم : مش حينفع أسيبها
رباب بسخرية : خلاص …………براحتك
خضعت الفتاتان في النهاية لإلحاح رباب وبدأت السيارة تتحرك
بسرعة شديدة بثلاثتهن ورباب لا تكف عن الكلام وهي تقص لهم
حياتها البائسة !!!!!
بدأت مريم تشعر بالضجر وسلمى أيضا وودوا الخروج من
سيارة تلك المضطربة التي تضغط بكل قوتها على دواسة الوقود
…………
سلمى : ربنا ييسرلك الحال يا رباب معلش بقه ممكن نرجع
إتأخرنا قوي
مريم بغضب : كمان إحنا بعدنا وإيه المكان المهجور ده يلا لفي
رجعينا للعمار
رباب وهي تجفف دموعها : اه صح ……….معلش مخدتش بالي
بدأت رباب تخفف من سرعة السيارة لتستدير بهم لطريق العودة
ولكنها أوقفت السيارة فجأة ثم بدأت محاولة يائسة لإعادة تشغيلها
مريم : إيه في إيه
رباب مش عارفه مش راضية تدور
مريم بإنفعال : نعم !!!! حنعمل إيه دلوقتي إحنا في حته مقطوعة
سلمى : إهدي بس يا مريم ………….رباب حاولي تتصرفي
رباب : ثواني حاكلم صاحبتي أسئلها كده …………….أوفففف
مفيش شبكة ……….دقيقة حاطلع بره العربية جايز الموبايل
يلقط
وبالفعل تحركت رباب مبتعدة عن السيارة وبدأت تتحدث في
الهاتف حتى إختفت في الظلام
مريم : راحت فين دي
سلمى : مش عارفة أستغفر الله العظيم يارب
وفي الظلام بعيداً عن السيارة ببضعة أمتار كانت تقف مع ثلاث
رجال تتحدث هامسة وهي تتسلم من أحدهم شنطة صغيرة
………..
رباب : أيوه هما في العربية
يحيي : هما !!!
رباب : أعمل إيه معاها بنت خالتها
عادل : ولا يهمك يا قمر ماتيجي إنتي كمان
يحيي في ضجر : عادل
عادل : إيه يا عم رزق وجالنا نقول لأ
يحيى : أوففففففففففف طيب خلاص يلا إتحركوا
وفجأة ظهر شبح من وسط الظلام إقترب من نافذة السيارة سريعا وهو ينظر لهما بعيون جائعة وقال : مساء الفل يا قمرات
لحظات من الرعب والفزع …………أصباهما الجمود شلل
جسدي وعقلي ……….جمود لم يقطعه سوى صراخ سلمى
وعندها في حركة سريعه فتح الباب ليدفع بمريم ذات الجسد
الصغير جانباً ثم يهدد رقبتها بسكينٍ حاد والآخر إستقر بجانب
سلمى في السيارة وإنطلق بها مسرعاً ……………
كان الشاب يقود بإنفعال وهو يستمع لصراخ سلمى وبكاء الأخرى
نظر هشام لعادل وملامح التوتر تشوب وجهه : سكتهم يا
عا………….سكتهم مش عارف أسوق
نظر عادل له بحنق لأنه كاد أن ينطق بإسمه ثم نظر لسلمى نظرةً
شيطانية وقال لها : لو سمعت صوتك تاني حادبحها فاهمة
…………قال ذلك وهو يحرك نصل السكين بقرب شديد من رقبة
مريم التي إستسلمت لبكاء هستيري …………كان جسدها
ينتفض من الرعب ليس فقط من هذا النصل الحاد القريب من
رقبتها بل من تلك اليدين الآثمتين التي إنتهكت حُرمة جسدها
………….بكل وقاحة
صمتت سلمى وأدارت وجهها لتخفيه بين كفيها وهي تشعر
بالعجز وإستسلمت لبكاء هستيري ………….وهكذا تحركت بهم
السيارة مسرعة تشق ظلام الليل نحو بقعة أكثر ظلاما وخلفهم
هو بسيارته السوداء ………….مستسلماً لشيطانه
…………واعداً نفسه بلقاء معشقوته الوحيدة بعد لحظات
…………
وفي بقعة بعيدة عن العمران وعلى شاطئ البحر وقفت السيارة
……….بدأت في تحريك أصابعها ببطء لتبصر عيناها المكان
………..مجرد كابينة متهالكه بجانب الشاطىء ورجل يقف
أمامها يقترب من السيارة ببطء فتظهر ملامحه رويداً رويداً كلما
إقترب من الضوء ……………عيون حادة …………بشرة
سمراء …………..ملامح إختفت وسامتها وسط وجه من القسوة
……………قسوة ظهرت مع مرور الزمن لتنجب شيطاناً
……….برقت عيناها عند رؤيته …………….يحيى
كل ما بعد ذلك مر سريعاً كالبرق ………دون أن ينطق فتح باب
السيارة ليجذبها بعنف ………….وعاد صراخها ليملأ المكان
يحيى ليه بتعمل كده …………..ليه …………عايز إيه حرام
عليك أبوس إيدك سيبني …………حرام عليك
لم يجبها…………… فقط جذبها بقوة للداخل وأغلق باب الغرفة
ولم تحتاج بعدها بإجابة فنظرته لها كانت كافية لتعلم ماذا يريد
وبعد دقائق من المقاومة إرتطدم رأسها بالحائط في عنف فسقطت
مغشياً عليها ………..