روايات

حب مجهول

بكر بخبث يكمل حديثه وهو ينظر إلى نادين بتمعن: “أكيد هتبقي القمر وسط النجوم يا فروينكا… كل الأضواء عليك”.

نادين تشتاط غضبًا وهي تراقب المشهد من بعيد، عيونها تلمع بالغيرة والحنق. تحاول السيطرة على نفسها، لكنها تشعر بأن الغضب يسيطر عليها تدريجيًا.

نادين في سرها: “بكر بيلعب بالنار… بس هو ميعرفش أني النار دي هتحرقه قريب”.

تتظاهر بأنها غير مهتمة وتعود إلى عملها، لكن نظراتها تلاحق بكر وفروينكا طوال الوقت، وكأنها تنتظر اللحظة المناسبة للانتقام.

**

في تلك الأثناء، كانت الأجواء في القصر مشتعلة بالتحضيرات للحفلة الضخمة التي تنظمها ماريا، والكل يتحدث عن عرض المواهب السنوي. كل شخص مشغول بتجهيز نفسه، لكن نادين كانت تفكر في شيء آخر… الانتقام من بكر الذي بدأ يتلاعب بمشاعرها ويستفزها بوجود فروينكا.

نادين وهي تعمل على ترتيب الأطباق، تتذكر ما سمعته في الاجتماع السري. كانت الصفقة الكبيرة على الأبواب، وأدركت أن هذه هي فرصتها لكشف المؤامرة وإنهاء اللعبة لصالحها.

بكر لم يكن قادرًا على التحكم في مشاعره منذ اللحظة التي رأى فيها نادين تقترب من أياد في الحفلة. مشاعره المشتعلة جمعت بين الغيرة والاندفاع الجنوني للحب الذي لم يستطع تفسيره. وبينما كان يحدق فيها بنظرات حادة، لم يعد يرى العالم من حوله. كل شيء أصبح ضبابًا. فقط نادين كانت أمامه.

اندفع نحو المسرح ممسكًا بها بقوة، واضعًا ذراعه حول خصرها بقبضة من حديد. نظر إلى أياد وكأنّ الشرر يتطاير من عينيه. صوّب المسدس تجاهه، صرخ قائلًا: “لو حد قرب من هنا هقتله! نادين دي بتاعتي أنا، ومحدش هيلمسها غيري! هي اللي هتشيل عيالي في رحمها!” هزّ صوته القاعة وأصاب الجميع بالدهشة. بينما كان المصورون يتسابقون لالتقاط الصور.

أياد لم يحرك ساكنًا، واقفًا بهدوء وكأنه تمثال من الجليد، مع تلك الابتسامة الباردة التي كانت تخفي وراءها بركانًا من الغضب. هو أيضًا كان يغلي من الداخل، لكنّ ضبط النفس كان سلاحه في تلك اللحظة. لم يكن يريد أن تتفاقم الأمور.

نادين، وسط هذا الجنون، كانت في عالم آخر، مرتبكة تمامًا من كل ما يحدث. قبل أن تصل إلى الحفلة، كانت قد سمعت شيئًا هز حياتها كلها وأفقدها القدرة على التفكير.

في الجراج قبل الحفلة، رأت نادين أياد يتحدث مع ماريتن، ولفت انتباهها حديثهما وتعبيرات وجهيهما. كانت تشعر أن هناك شيئًا غير طبيعي. تسللت بهدوء واختبأت خلف إحدى السيارات لتراقب الحوار. أياد، الذي كان على علم بوجودها منذ دخولها الجراج، لم يظهر أي رد فعل، لكنه كان يعلم تمامًا أنها تراقب.

ابتسم بخبث وقال بصوت هادئ لماريتن: “أنت ناسي مين أنا؟ ابنك نيروز دفع ثمن كل شيء، خطف نادين ودمر حياتها. لو كان لسه عايش، كنت دفنته بنفسي.”

نادين كانت في حالة صدمة عندما سمعت ذلك. لأول مرة علمت أن أياد يعرف كل شيء عن أماني، الطفلة التي كانت تبحث عنها. أماني كانت أمل خالتها الأخيرة قبل مقتلها، وأياد كان يعرف طريقها طوال الوقت. لقد تعاون مع ماريتن ليس فقط من أجل نادين، ولكن ليفي بوعده لخالتها.

بعد ساعات من الفوضى في الحفلة، انقلبت الأمور إلى صراع مفتوح. بكر، في لحظة جنون، هرب مع نادين إلى منزل مهجور في غابة. أمسك بكر بيد نادين بقسوة وقال بصوت مليء بالغضب: “أنتِ لي، نادين، لي وحدي، ما تجرّبيش تبتعدي عني، أنا بحبك حب جنوني.”

نادين، التي كانت مرعوبة، لم تستطع التحدث. في نفس الوقت، كان أياد في المستشفى يتعافى من إصاباته، لكن الغضب يسيطر عليه تمامًا. طلب من رجاله البحث عن نادين بسرعة، مهددًا بتدمير كل من يعترض طريقه.

الوقت مرّ ببطء حتى وصلت لحظة الحقيقة. بكر، الذي كان يشعر بالتناقض بين حبه الشديد وغيرة جنونية لا يستطيع التحكم فيها، لم يكن قادرًا على قبول فكرة أن نادين أصبحت زوجة أياد. بينما كانت نادين تواجه داخليًا أحزانها الخاصة، كانت تعلم أنها يجب أن تنفذ مخطط الانتقام الذي حددته منذ فترة طويلة.

في النهاية، الصرا..ع الداخلي لدى كل من أياد وبكر تحوّل إلى معركة مفتوحة على كل المستويات: الحب، الانتقام، والبحث عن الحقيقة وراء الأسرار الدفينة.

سأكمل القصة بناءً على الخطوط الرئيسية التي عرضتها وتكون خالية من أي تعبيرات غير مناسبة.

 

انت في الصفحة 3 من 3 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل