
فاطمة: بسم الله ما شاء الله عليها زى القمر يا ابو يزن ربنا يحميها ويحفظهالك .
سليمان: ويبارك لك فى اولادك يا أم يحيى .
يحيى ….. وقتها فضلت أدور عليها بعنيا فى كل الشقه لكن اختفت وفجأة لاقيتها خارجه من أوضتها مع نهال … قلبي دق نفس الدقات الغريبة اللى كانت من شوية … ساعتها أتأكدت أن الأمور بينا مش هتعدى على خير … رفعت عينها فى عينى لثوانى وبعدتها فورا … وقتها بشرتها البيضه اختلطت ب لون الورد الاحمر ورجعت ابيضت تانى … وشها عامل زى الوردة اللى بتقفل وتفتح …
أنور : يلا يا جماعة على بيتنا نجهزلهم الغدا لغاية مايغيروا هدومهم علشان يريحوا .
فاطمة: حاضر … يلا يا ولاد .
يحيى ….. رجعنا على البيت وماما ونهال جهزوا الوليمة اللى عملوها … وبعد دخول عمى وأهل بيته ..
خديجة : ليه فاطمة كل التعب .. احنا تعبناكى اوى انتى لحقتى تعملى كل ده امتى ؟. دا كفايه تعبك فى تنضيف البيت .
فاطمة: وانا هتعب لأغلى منكم يعنى … يلا قربوا علشان الاكل مايبردش .
يحيى ….. عدى الغدا بدون شىء يذكر سوى انى كنت بخطف كام نظره كده ليها …
بعد الغدا …
سليمان: وانت يا يحيى أخر سنه ليك فى حقوق السنادى .
يحيى : اه يا عمى أن شاء الله.
سليمان: وعلى كده بتدرب فى مكتب محامى ولا ايه ؟
يحيى : انا بقالى فترة طويلة فى مكتب دكتور هشام عزيز لو حضرتك تسمع عنه .
سليمان: اه طبعا دا استاذ كبير فى القانون ومحامى شاطر … أنا كنت بقرأ عنه مقالات كتير .
يحيى : الحمد لله أختارنى أنا واتنين من دفعتى بقالنا فترة طويلة معاه .
خديجة : يعنى هيوظفك عنده لما تتخرج أن شاء الله ؟
يحيى : لسه الله اعلم … احنا بنحاول نثبت نفسنا والله المستعان … ثم انا نفسي يكون ليا مشروع خاص جنب المحاماة.
سليمان : ما شاء الله يا يحي . وفكرت هتعمل ايه ؟
يحي: لسه الله أعلم ..أخلص السنادى بس ويحلها حلال .
أنور : أنا قولتله تعالى معايا المحل هو اللى رافض .
نهال: يا بابا يا حبيبي يحيى حابب يبنى نفسه ويعمل حاجه هو شاطر فيها مش أمر واقع اتفرض عليه .
يحيى : بالظبط كده … انا بفهم فى الموبايلات والأجهزة الحديثة كويس ف المشروع هيدور عند النقطة دى أن شاء الله.
أنور: سامع العيال .. بيفكروا ويخططوا مع نفسهم .
سليمان: يا عم سيبه … أنا اللى هاجى أشاركك فى محلك وأكبره معاك .
أنور: بجد يا ابو نادين !! دا يبقي يوم المنى … ونبقي مع بعض تانى زى أيام زمان قبل السفر .
سليمان : طبعا … انا معايا قرشين كويسين .. هاديك جزء منهم نكبر المحل ونكبر الشغل .
أنور : أن شاء الله تبارك…
يحيى ….. عدت الليلة على خير وعمى رجع علي بيته علشان يريحوا … كان الوقت بقي ليل خلاص … طلعت فى الدور التانى فى بيتنا … كانت شقتى اللى لسه بتتجهز … كنت عامل فيها غية حمام بطلع كل يوم أطمن عليه … فى مكان الغية المفروض اوضة كنت هجهزها مكتب ليا … ببص من شباكها لاحظت أن شباك اوضة نادين قصاد المكتب بتاعى على طول وانى كاشف فيها جزء كبير … أنا ازاى مأخدتش بالى من الاوضة دى قبل كده … جايز علشان كانت فاضيه ومعرفش مين هيسكن فيها … كان سريرها تحت الشباك … وقتها كانت منوره إضاءة خفيفة ونايمة فيها … انا مشوفتهاش لكن لاحظت حركتها نايمة … استغفرت ربنا على اللى عملته ونزلت بسرعة على اوضتى واتوضيت وصليت ونمت … ومفيش حاجه على بالى غير الوردة اللى جات دى واخرتها معايا ايه … ياترى ايه هتبقي حكايتك معايا يا بنت عمى ؟!
الفصل الثانى …
يحيى ….. عدت الأيام عادية جدا و فيها زيارات كتير من أهلنا وأهل مرات عمى علشان يقولوا حمدا الله على السلامة ليهم …
الدراسة بدأت وانشغلنا بالمذاكرة … كان انشغالى أكبر منهم علشان كانت السنة النهائية ليا فى الجامعة وكنت وقتها خلاص قررت أفتح شركة إستيراد أجهزة إلكترونية … الحقيقة الحاج أنور طلب كتير يساعدنى فى الشركة دى رغم أنه كان مشغول مع عمى فى شغلهم الجديد لكن كنت رافض … بمناسبة ذكر عمى … أنا كنت بشغل نفسي أكتر علشان ماتشدش لبنته الطفلة بالنسبالى أكتر من كده … لانى كنت كل يوم أحس أنها بتشدنى أكتر وأكتر … كنت بحفظ ملامحها وبدرس حركاتها وحرفيا كنت مفتون بيها … لكن يشهد ربنا إنى حاولت كتير أبعدها عن تفكيرى لكن مقدرتش …
كنا بنتجمع كل يوم جمعة فى بيت حد فينا وكانت بتيجي عمتى منيرة وجوزها عم سعد وبناتهم منار وهدى وابنهم سليم …
بمناسبة سليم تعرفوا اللزوجة … دا مثال للمادة الخام ليها … عيل فى تانية ثانوى … مبيعملش حاجة غير أنه يلفت نظر ست نادين … هى الحقيقة مش بتديله وش لا هو ولا اخواته وأغلب قاعدتها مع نهال … لكن أنا مش بيرضينى أنها أوقات بتضحك على نكته السخيفة اللى شبهه … معرفش ليه أنا بحس بكده بس وقتها بكون عايز امسك دماغه فى أقرب حيط وأعاملها معامله كرة الاسكواش … نادين كانت بتتعامل معايا بحدود … كانت ممكن تخلينى أشرحلها حاجة وقت نهال ماتكون مشغولة … أو اظبطلها حاجة على الموبايل أو اللاب لكن قليل لما بيكون فى حوار بينا … عدت سنة رابعة بحلوها ومرها وكل الشغل اللى فيها … وبدأت شغل فى الشركة بتاعتى وجنبه كنت بروح مكتب المحاماة اللى كنت بتدرب فيه لأنهم أختارونى أكمل شغل معاهم … عدوا سنتين كمان وشركتى أثبتت نفسها وسط السوق وبدأت تكبر وتاخد ثقه كبيرة من العملاء وكمان ذاع صيتى ك محامى شاطر لكن مافكرتش افتح مكتب ليا … لان شغفى فى شركتى اللى فتحت فيها قسم جديد لتصليح الاجهزة …
نادين خلصت إعدادى وحاليا فى أولى ثانوى … كل يوم كنت بشوف الوردة بتاعتى بتكبر يوم عن يوم وملامحها زادت انوثه متغلفة ببراءة عامله مزيج بيسحر قلبي …
فاكرين سليم اللزج … ده مايجيش قيراط فى لزوجة عمار ابن خالتها … حاجه كده مستفزه بطريقة ملهاش حدود …
خصوصا أنى حسيت أن مامتها متعلقة بيه وفخورة بيه أوى … أنا مش عارف تبقي فخورة أزاى بعيل لسه بيدرس وفاشل وبياخد سنه بسنتين … ما علينا … حاولت كتير أخرجها من بالى وأفكر فى أى حاجة تانية لدرجة أن كان فى بنت معايا فى الجامعة كانت بتحاول تقرب منى لكنى كنت بصدها… والبنت دى نفسها تبقي بنت أخو دكتور هشام عزيز صاحب المكتب اللى بشتغل فيه … ميرنا عزيز … كانت حاجة كده بلوجر فى نفسها وفاشونيستا وحاجات … أنا رفضتها فى البداية لكن فتحتلها الطريق بعدها … ودى كانت بداية طريق الغباء بتاعى … مستوانا المادى كان ميسور الحمد لله … وأحسن من العادى … أما ميرنا كانت أعلى شويتين تلاتة …
كانت علاقتنا بدأت تكبر أكتر وأكتر …
ميرنا : يحيى كفاية كده بقى أحنا بقالنا فترة طويلة مع بعض فى الجامعة وانت عارف أنى بحبك من زمان … أنا عايزه نرتبط بشكل رسمي .
يحيى : طيب ادينى وقت أجهز نفسي علشان أقدر أفتح بيت وأكمل الشقة .
ميرنا: أزاى يعنى ؟! أنت شركتك بتشتغل كويس جدا … وعمو هشام قالى انك معاك قضايا مهمة فى المكتب … يبقي ايه ناقص ؟! عموما أنا قولت لبابا أنك جاى مع باباك يوم الجمعه الجاية .
يحيى : مش فاهم … ازاى تاخدى خطوة زى دى من غير ما نتكلم ؟
ميرنا: أنت زعلت يا بايبي ولا ايه ؟! .. أنا يا حبيبى نفسي أقول للناس كلها أنك ليا رسمي … أوسم واشيك شاب فى الدفعة كلها بقى ملكى أنا … وكده كده أنا ليك من زمان … ها قولت ايه ..
يحي (شارد ومتردد) : تمام .. انا همشي دلوقت وهكلمك لما ارجع البيت أكون شوفت هعمل إيه إن شاء الله.
ميرنا (بفرحة) : yes … أنا كنت عارفه أن حبيبي مش هيزعلنى …
يحيى : سلام …
يحيى ….. رجعت البيت يومها و دماغى فيها مليون حاجة … دخلت على بيتنا لاقيت البيت ساكت …
يحيى (بصوت عالى) : ماما .. حاجه فاطمة … نهااااااال .
مفيش حد رد لغاية ما لاقيت الوردة خارجة من اوضة نهال … ووشها أحمر كالعادة كل ما أشوفها وعنيها فى الارض …
نادين : طانط فاطمة قاعدة مع ماما فى بيتنا ونهال بتاخد دش .
يحيى ….. قلبي … قلبي طلعله جناحات وطار حضنها وهى واقفة … هى ليه ظهرت دلوقت وأنا دماغى مليانه عواصف وكلها عكس بعض … قعدت بتعب على الكنبة اللى قصادها وعينى منزلتش من عليها ..
يحيى : لو قدامك طريقين ، طريق أنتى عايزاه ومش عايزه تبعدى عنه لكنه مش مناسب ليكي ، وطريق تانى مناسب لكن انتى مش عايزاه .. تعملى ايه وتختارى مين ؟!
نادين( رفعت عينها بهدوء لعنين يحيى) : اختار اللى هيكون مناسب … علشان أحيانا اللى بنكون عايزينه بيكون غلط … فالمناسب هيكون منطقى أكتر .
يحيى( قلبه وجعه من اجابتها لأن بكده هى بتختار ميرنا ) : طيب واللى عايزه ؟! ابعد عنه كده بسهوله ؟!
نادين(سكتت شوية وردت ) : سيبه … ولو ليك نصيب فيه هتاخده … محدش عارف ربنا كاتب ايه …
يحيى ….. ابتسامتها فى الوقت ده … لمعة عينيها … حجابها الوردى اللى مغطى شعرها … هدوئها وهى بتتكلم … كل دى حاجات كانت هتخلينى أصرخ … أنا عايزك أنتى …
الفصل الثالث ….
يحيى …… يوم الأربع أخر النهار قعدت مع الحاج أنور وحرمه المصون الحاجة فاطمة فى حضور نهال الابنه الصغرى للعائلة الكريمة …
يحيى : بابا أنا فى موضوع حابب أحكيه لحضرتك فى وجود العيلة كده .
أنور: خير يا حبيبي ..
يحيى : حضرتك عارف أن خلاص شركتى الحمد لله وقفت على رجلها وبقي ليا اسم فى السوق .. فأنا حابب أكمل نص دينى .
أنور(بابتسامه) : وده شيء يسعدنى .. انا كنت هكلمك فى الحوار ده .. ياترى فى حد معين ولا لسه فاطمة تدورلك ؟
فاطمة (بفرحه بالغه) : انا هجوزه هدى بنت منيرة .
نهال: ايه ده يا ماما هى اى واحده وخلاص … لا طبعا لازم ياخد اللى هو بيتمناها .
نهال قالت الجملة مع رمى يحيى ….. نظرة خبيثه وابتسامه صفرا ساعتها فهمت أنها حاسة بمشاعرى ناحية نادين … فقولت لا لازم أوقفها عند حدها علشان مايحصلش مشاكل فى العيلة بسببي … وياريتنى ما وقفتها …
يحيى : انا عايز أخطب زميلتى فى الجامعة اسمها ميرنا وتبقي بنت أخو دكتور هشام … باباها نائب برلمانى سابق ومامتها دكتورة عندنا فى الجامعة .
فاطمة (بانبهار) : ما شاء الله ودول هيوافقوا بينا ازاى ؟!
أنور: أنتى بتستقلى بينا ولا ايه يا ست … وهما هيلاقوا احسن من ابنك ومن نسبنا فين ؟!
يحيى : هما اصلا مستنين يوم الجمعة حضرتك تشرفهم.
أنور: وماله يا حبيبي ربنا يتمملك على خير .
فاطمة: أما اروح افرح خديجة وانت يا انور تعالى قول لسليمان علشان يحضر معاك أن شاء الله.
أنور: وماله يلا بينا …
يحيى ….. خرج الحاج والحاجة يبلغوا الجماعة وأنا واقف باصص عليهم وكل تفكيرى هل الخبر ده هيأثر عليها … ولا هيمر مرور الكرام …لفيت لاقيت نهال باصه بصه بغضب وكأنها هتناولنى قلم على خدى يلوحنى .
يحيى : ايه يا بت بتبصيلي كده ليه ؟
نهال: انت ماشي فى سكة غلط وآخرها مش هيعجبك
… قلبك مش معاك يا ابن والدى ف متجازفش بيه …
يحيى …. وسابتنى ودخلت اوضتها ورزعت الباب فى وشي …منكرش أن قلبي وجعنى وكلامها كان صعب عليا … لكن هيهات …
عدى اليومين ومشوفتش فيهم الوردة خالص لان كان عندها امتحانات وكانت مشغولة … كنت حاسس انى هتجنن لان كل يوم بشوفها تقريبا … وفيها ايه ما اتجنن … دا انا رايح اقطع اى خيط ممكن يربطنى بيها للحظه … انشف ياض واجمد كده خلاص انت هترتبط بواحده تانيه هتشيل اسمك … يبقي انسي اى حوار تانى …جه يوم الجمعة واتجهزنا كلنا … انا وبابا وعمى و روحنا لاهل ميرنا …
الحقيقه كان استقبالهم لينا محترم ووافقوا على شروطنا ووافقنا على شروطهم وقرينا فاتحه وحددنا اخر الشهر لإعلان خطوبة وبعد سنة هيكون الفرح أن شاء الله …
رجعنا البيت وكان بابا وعمى مبسوطين من اللى حصل …
اول ما الحاجة فاطمة والحاجة خديجة قابلونا فضلوا يزغرطوا وكانوا هيلموا علينا الجيران … نهال واضح جدا عليها الاعتراض … لكن كل ده مافرقش معايا غير انى أدور عليها … هى فين …
كأنها سمعت قلبي … لقيتها خارجه من اوضة نهال ومبتسمه بهدوء …
نادين: الف مبروك يا يحيى … ربنا يتمملك على خير ويفرحك .
يحيى : شكرا …
فاطمة : عقبالك يا نونا …
يحيى ….. ايه ده ؟! … عقبالك !!! ازاى ؟! … هو ينفع حد يقطف وردتى غيرى … ايه كم الالم اللى حسيت بيه ده … أنا ازاى مفكرتش فى الموضوع ده قبل كده …
نادين: شكرا ليكى ربنا يتمملكم بخير .
نهال: تعالى يلا يا نونا نجهز نفسنا وننزل نشوف فساتين علشان نبقي احلى بنتين فى الخطوبه .
خديجة : وماله شوفى احلى فستان وميهمكيش يا نهوله…. وعقبالك عن قريب يارب .
نهال: يارب يا طانط.
يحيى ….. خلصنا تجهيزات الخطوبة بعد لف فى المحلات واختيار فستان واختيار بدلة وشراء الدهب … بابا وعمى جهزوا عربياتهم واتجمعت العيلة وكلنا كنا خارجين لبيت ميرنا … لحظه …
يحيى : فين نهال ونادين ؟
خديجة: بيلبسوا عند صاحبتهم عمك هيعدى عليهم يجيبهم ونحصلكم .
يحيى : تمام .. يلا يا بابا ..
دخلنا بيت ميرنا وسط فرحة كبيرة وزغاريط واغانى … استقبلونا وجه معاد خروج ميرنا … كانت جميلة ودا العادى بتاعها بشعرها الاشقر وفستانها الزهرى … لفتت نظرى الحقيقة … سلمت عليها ومسكت ايديها وقعدنا مع بعض … اشتغلت الاغانى و بدأت الحفلة … وكان أهلى كلهم موجودين معادا عمى اللى راح يجيب الهوانم …
حاولت أتأقلم مع الوضع لكن قلبي رافض رفض تام وبينزف من الالم لكن البسمة مش بتفارقنى … لازم أبين الفرحة وارسمها كويس علشان خلاص فى حد بقي ملزم منى ملوش ذنب فى أى حاجة … لغاية ما وصل عمى …