
محمد : ايه يا كبير عامل ايه ؟
يحيى : الحمد لله … تعالى بقي ندخل المكتب علشان عايزك .
محمد : تمام … يلا بينا.
يحيى ….محمد مشي و الليل دخل والبيت بدأ يهدا خصوصا أن موسم الامتحانات بدأ … كان الغضب اللى مالينى بدأ يهدأ بس النار اللى بتنهش قلبي وكل خلية فى جسمي لسه .
.. عايز اطمن هى فين وعامله ايه بس مش قادر … ميرنا طلعت نامت فى شقتنا علشان مش بتعرف تنام من غير ما تعمل روتينها الغريب بتاع قبل النوم ومش بتعرف تعمل حاجه تحت … فطلبت من نهال أنها تدخل تطمن عليها وتيجي تطمنى .
نهال: نعم يا يحي ؟
يحيى : نادين فين ؟
نهال (بنرفزة ) : نامت من بدرى … عايزها ليه ؟
يحيى : انتى بتتكلمى كده ليه ؟ ما تظبطى نفسك .
نهال : ممكن تفهمني ايه اللى انت عملته فيها علشان توصل للحالة اللى هى فيها دى ؟!
يحيى : هى صاحية مش كده ؟
نهال : هى استأذنت من بابا النهاردة علشان تنام فى اوضتها فى بيت عمى … بابا كان رافض تماما وموافقش غير لما قفل البوابة بتاعتهم بجنازير وباب البيت الداخلى بأقفال وساب ابواب المطابخ مفتوحين .
يحيى : يعنى ايه تنام هناك لوحدها ؟ حتى لو كهرب البوابات سابها ازاى كده يعنى ؟!
نهال : ده كل اللى حصل … و أظن انك عارف مين السبب فى ده … الوقت اتأخر … هتعوز حاجه قبل ما أدخل انام ؟
يحيى : لأ … تصبحى على خير .
يحيى ….. قلبي وجعنى أكتر من الأول … بعد كلام نهال مافكرتش فى حاجة غير أنى أروح لها … كانت الحركة فى منتهى الصعوبة ومتعبة لدرجة بشعة … أنا تقريبا أخدت فى السكة من الأوضة للمطبخ حوالى نص ساعة … والحمد لله وصلت بصعوبة لعندها … كان ألمى النفسي أضعاف ألمى الجسدى … سمعت صوت بسيط خارج من اوضتها وإضاءة خفيفة … فتحت الباب بأعجوبة كانت هى قاعدة واول ما شافتنى قصادها مش عارف اقف قامت جريت عليا سندتنى لغاية ما قعدت … وهى فضلت واقفة تبص فى الأرض .
يحيى : ممكن تقعدى .
نادين : انا مرتاحه كده متشغلش بالك .
يحيى : معلش … تعالى على نفسك واسمعى كلامى المرادى … وراعى حتى التعب اللى انا فيه حاليا .
نادين : ….
يحيى : ممكن أفهم جيتى هنا ليه ؟!
نادين (بدموع ) : مش انت اللى قولتلى مش عايز تشوفنى طول ما انت معانا .
يحيى : انا اسف انى قولتلك كده يا ستى .
نادين : انا محصلش منى اى حاجه من اللى ميرنا قالتها … هو حقيقي دخل عندى الاوضة بس والله ماقربلى حتى … هو قال كلمتين وخرج على طول .
يحيى : حلو … ايه بقي الكلمتين دول ؟!
نادين : كلمتين ملهومش لازمه صدقنى .
يحيى : انا مصدقك … بس أنا عايز أعرف إيه هما .
نادين (بصوت يكاد مسموع وبتبص فى الارض ) : أنى هبقى ليه مهما حصل .
يحيى ….. النار اللى فى قلبي زادت اكتر وغضبي منه زاد أضعاف … انا مش عارف أنا ممكن اعمل فيه ايه لو شوفته … محستش بنفسي غير وانا بشدها ناحيتى بإيدى السليمة ولافيت دراعى بالجبس حوالين ضهرها … ولقيتنى بعرفها النار اللى جوايا وصلت لإيه … قد إيه أنا بعشقها وحبها مالى كل جزء جوايا … وكل ما افتكر جملتها الأخيرة نارى تزيد اكتر وعشقي ليها يزيد أكتر … ومع أنى محامى شاطر بس ده مقولتوش بالكلام … ودى كانت أول مرة عقلي يغيب فيها واسمح لقلبي يطبع بصمته وتبقى دى أول مرة ألمس فيها شفايفها … ثانية … اتنين … معرفش فضلنا قد إيه … لكن كل اللى فاكره أن بمجرد ما بعدت عنها كانت مغمضة عينيها تماماً فسندت جبينى بجبينها واتكلمت بصوت مش عارف أخرجه .
يحيى : عمرك ماهتكونى لغيرى … وعمر ماحد هياخدك منى … وزى ما ربنا كتب على قلبي عشقك وكوانى بالنار اللى مليانى دى … انا هكوى اى حد يفكر يتعدى حدوده معاكى … انتى مراتى وهتفضلى مراتى مهما حصل ولآخر يوم فى عمرى … انا حبيتك وبحبك وهفضل أحبك لاخر نفس فيا … سمعانى .
نادين (لسه مغمضة وهزت رأسها بايجاب ) : …
يحيى (بعد أيده عنها وحررها من حضنه ) : قدامك ثانتين ولو مابعدتيش من قصادى مش هعرف اسيطر على آخر ذرة عقل موجوده فيا .
(قبل ما يكمل جملته كانت نادين قامت جرى على اوضتها فى بيت عمها وقفلتها وراها )
الفصل الرابع عشر …
(فى نفس الليلة وفى نفس البيت لكن فى مكان تانى …)
ميرنا : لا يا عمو ملقتش أى ورق .
هشام : ازاى يعنى ؟! ماهو أكيد مش هتكون دى نسخة الورق الوحيدة عنده … دورتى على اللاب بتاعه وفى المكتب عندك ؟!
ميرنا : اه دورت فى كل الأماكن دى … أنا حاسة أنه لما قعد مع محمد فى المكتب كانوا بيتكلموا فى الموضوع ده .
هشام : حاولى تتأكدى أن مفيش نسخ تانية بأى طريقة … علشان الباشا هيسحب منك الشغل اللى بينكم وانتى عارفه دا معناه ايه .
ميرنا : لا لا لا مفيش حاجه من دى هتحصل … انا هشوف لو موجود نسخ تانية هبعتهالك … لو مفيش يبقي خلاص بقي مفيش قلق منه .
هشام : طيب تمام … أنتى عارفه هتعملى ايه كويس .
ميرنا : اااه طبعا يا عمو .
(قفلت ميرنا المكالمة مع عمها ودخلت اوضة المكتب تفتش للمرة الألف عن نسخ للاوراق المطلوبة منها … لمحت من شباك الأوضة إضاءة خفيفه من اوضه نادين فى بيت أهلها وبعدها نادين خرجت بسرعة من بيتهم لبيت عمها … وبعدها الإضاءة اتقفلت وفضلت تستنى مين اللى هيخرج من البيت … لكن محدش خرج … )
ميرنا : امممممممم يا ترى ايه حكايتك يا ست نادين ومين كان معاكى جوا … اكيد اللى كان معاكى خرج من الباب التانى من عندكم … اممم يا خبر بفلوس بكرة يبقي ببلاش … وساعتها فضيحتك هتبقي على أيدى انا …
….
يحيى ….. عدى شهر على الحادثة وعلى وجودى تحت فى بيت بابا … اتحسنت حالتى فيهم كتير لكن الفجوة اللى بينى وبين ميرنا وسعت أكتر … خصوصاً انها تقريبا رامية الحِمل كله على امى وشبه مش بشوفها فى البيت … أنا عارف أن الكل مستغرب أنا ليه مش أخد معاها رد فعل قوى … وكلهم بيتهمونى بأنى ضعيف قدامها وبخاف من أهلها … لكن كل حاجه هتظهر فى وقتها … أما بالنسبة لعلاقتى ب نادين … فتقريباً من يوم اعترافى لها وقربى منها مش بشوفها … هى بتتحجج قدامهم أنها بتمتحن أخر السنة وبتذاكر ومش بتخرج من اوضتها تقريبا لكن انا عارف أنها مش حابة تواجهنى … الحاجة الوحيدة اللى طمنتنى من ناحية مشاعرها ليا وأنها حاسه بنفس أحساسي … أنها وقت ما كانت معايا ماحسيتش أن عندها نفور منى … قررت انى اروح المستشفى أعمل اشعة علشان افك الجبس والحمد لله الدكتور وافق بكده بس لازم أريح لأسبوع كمان علشان الوضع يتحسن تماماً … فرحت جداً بسبب القرار ده وأول حاجه عملتها انى جبت ليهم كلهم هدايا ووزعتها عليهم … كنت عارف كل حد فيهم حابب إيه ومحتاج إيه وجبته ليه … ماعدا نادين … قررت اجيب حاجه مختلفة مخصوص علشانها … افتكرت اول مرة شوفتها على الطبيعة فيها وملامحها اللى كانت بتبيض وبتحمر على حسب الموقف اللى هى فيه … وقتها فكرتنى بالوردة اللى بتفتح … فكنت باعت لصاحبي صاحب محل مجوهرات رسمة لسلسلة دهب عبارة عن رسمه لنبضه وبدل القلب اللى بيكون موجود فى النبضة وردة صغيرة حروفها من الماس … محدش شافها لانى قررت أهديها ليها لوحدها …
نهال : الله يا يويو أنا فرحانه أوى باللاب الجديد ده … كنت محتاجاه جدا جدااا … ربنا يخليك ليا وما يحرمنى منك ابداا.
يزن : وانا كمان يا أبيه كان نفسي فى البلاى ستيشن ده … والإجازة بدأت وانا مش هبطل لعب عليه .
يحيى : تعيشوا وتتهنوا بيهم يا حبايبي .
فاطمة: حمدالله على سلامتك يا حبيبي … ربنا مايوجع قلبي عليك انت وأخواتك ابدا .
يحيى : ومايحرمنا منك ابدا يا ست الكل .
ميرنا : اممم ميرسي يا روحى على مجموعه الاسكرفات البراند الجديده إللى جبتهالى … عرفت منين انى كنت عايزاهم ؟
يحيى : منا عارف يا حبيبتى انك بتحبى الحاجات اللى لسه نازله وانا وصيت عليهم علشانك مخصوص .
ميرنا (باسته من خده ) : حبيبي انت ربنا يخليك ليا يارب .
أنور : مكنش له داعى كل المصاريف دى يا يحي … كفاية تعبك وانك اتعطلت عن شغلك الفترة اللى فاتت .
يحيى : كل ده من خيرك يا حبيبي … كفايه أنكم وقفتوا جنبي .
أنور : انت ضنانا يا أهبل … ايه الكلام ده !
ميرنا : انا مبسوطه اوى أننا هنرجع شقتنا مع بعض تانى يا روحى .
يحيى : اه طبعا … ما هو ده بقي اكتر حاجه مفرحانى .
ميرنا : امممم طيب انت جبتلنا كلنا حاجات … بس شكلك ناسي حد .
يحيى (متصنع عدم الفهم ) : حد مين ؟! مش اخد بالى .
ميرنا : نانو يا يحيى … نادين .
يحيى : انا جبت لكل واحد فيكم الحاجات اللى انا عارف أنه محتاجها … لكن نادين مكنتش فاهم هى عايزه إيه … دى بقى مهمة نهال هتاخدها بعد الإمتحانات أن شاء الله وتجيب اللى هى عايزها .
نهال (باستغراب وحزن على نادين ) : لكن كنت جبت أى حاجه احسن … منك انت هتفرح أكتر .
ميرنا : وهو هيفهم طلباتها منين ؟! خلاص يا روحى انا هبقي اخدها وننزل .
يحيى : تمام … يلا نطلع على فوق علشان عايز ارتاح .
ميرنا : يلا يا حبيبي .
نهال (بهمس لفاطمة بعد ما خرج يحيى وميرنا ) : هو إيه أصله ده … وماله قاعد يسبل كده ليه … كسر بخاطر نادين يا ماما .
فاطمة : والله منا فاهماله حاجه … ادخلى اطمنى على البت احسن زمانها سمعت الكلام وحزنت .
نهال : حاضر أمامى .
فاطمة (لأنور ) : عجبك اللى بيعمله ده ؟!
أنور : متقلقيش يا أم يحيى … يحيى عارف بيعمل ايه كويس.
فاطمة : والله انا قلقانه منك ومنه أصلا .
أنور : لا اله الا الله … وانا مالى يا ستى .
فاطمة : أنت مش بيعجبك الحال المايل… وابنك اليومين دول بشوفه بيعمل حاجات مايله .
أنور : صدقينى يا فاطمة … لو لحظه شكيت أن ابنك مال حاله هنسي أنه ابنى البكرى وهعدله وهعيد تربيته تانى … لكن اللى ملاحظه أن ابنك بيرتب أموره وفاهم بيعمل ايه وبيحسب حركاته … ابنك افوكاتو … متخافيش عليه .
فاطمة : لله الامر من قبل ومن بعد .
نادين ….. يحيى كسرنى بطرده ليا قدام مراته … وخلانى قررت ابعد عنه تماما وكنت هفضل فى بيت بابا بأى حجه … لكن لما جانى ليلتها بوضعه ده وتعبه كده خلانى سامحته حتى قبل ما يتكلم … واول ما قرب ليا كنت حاسة أن قلبي خرج برا ضلوعى … الغريبة انى مخوفتش منه وانى استسلمت بين ايدية بسهولة … اعترافه ليا خلانى نسيت أى حاجه حصلت … نسيت الدنيا واللى عليها وكأنى طيرت لسابع سما … لكن مكنتش بقدر اشوفه أو ابص حتى فى وشه فاختفيت تماما من قدامه … لغاية ما وجعنى تانى … يوم ما لاقيته فكر فى الكل لكن نسانى… وتغيره الغريب مع مراته خوفنى اكتر … هو ممكن ببعدى عنه ده يفتكر انى مش عايزاه فيكرهنى ؟!… دخلت نهال تضحك وتهزر معايا كانت خايفة من زعلى … لكن أنا حاولت اوصلها على قد ما أقدر أنى مش مهتمه باللى حصل وانى مركزه فى مذاكرتى … خصوصاً أن فاضل ماده ونفسي أخلص مذاكرة بقي … لغاية ما فى نفس المعاد اللى يحيى نزلى فيه هنا فى اوضتى وجالى فيه عند بيت بابا … لاقيت رسالة منه على موبايلي ” مستنيكي فى بيتكم … متتأخريش ” … مبقتش عارفه أعمل إيه … أروح ولا لأ ؟!! وقررت انى مروحش ليه واركز فى الكتاب … لكن … زى الشطورة قفلته وعدلت شعرى وجريت عليه .
يحيى : كنت خايف ماتجيش .
نادين : انا جيت بس أقولك حمد الله على سلامتك … علشان مكنتش فاضية أقعد معاكم .
يحيى : اممم .. الله يسلمك يا ستى … انا عارف انك سمعتى الكلام اللى قولته … فأنا جبت لكل واحد فيهم الحاجة اللى كنت عارف أنه عايزها … لكن أنتى معرفتش اجيب غير الحاجة اللى انا حاببها …(خرج من جيبه علبة قطيفة تشبه الوردة وفتحها ليها ) … انا طلبت السلسلة دى مخصوص ليكي … ما اظنش ان فى حد غيرك لبس زيها … كل جزء منها بيعبر عن حاجه جوايا … فممكن تقبليها وتسمحى البسهالك .
( نادين كانت منبهرة من شكل السلسلة ودموعها نزلت من الفرحة والمفاجأة … بتعيط فى الفرح والحزن مش عارفه اعمل معاها ايه … ولمت شعرها ورفعته ولفت قصاده علشان يلبسها وبعد ما لبستها لفت قصاده تانى … مسكتها بايديها وابتسمت وبدون وعى منها حضنته )
يحيى ….. كانت احسن وأعظم مرة حد يعبر لى عن شكره … وبعد دقايق بعدت عنى واتكلمت بخجل وهى لسه ماسكه السلسلة فى أيدها … لو اعرف ان دى حاجه هتفرحها كده كنت عملتها من زمان جدا .
نادين : كنت زعلانه أنك نسيتنى ومش مهتم تفرحنى زيهم … حسيت انى حد عادى فى حياتك .
يحيى (ابتسم ومسك وشها بايديه ) : مينفعش تكونى حد فى حياتى علشان انتى حياتى أصلا .
نادين (بتوتر من قربه ليها ) : أأنا هرجع بقي علشان عندى امتحان الصبح وعايزه اكمل مراجعه .
يحيى : تمام … ربنا يعديه على خير يارب وتفرحينا كلنا بيكى .
نادين : ياااااارب … تصبح على خير .
يحيى : وانتى من أهله .