روايات

العشق الرماد ل سعاد محمد

تبسمت قائله:
اللى فى الصورة دول يبقوا جدي وجدتي
من ناحية والدي… لو ركزت فى ملامحي هتلاقي تقارُب بيني وبين البنت اللى فى الصورة، بس انا صورة بالألوان الطبيعيه.

تأمل تلك الفتاة التى بالصورة وعاود ينظر لها بتآمُل، لاحظ تقارُب الملامح… تبسم قائلًا:
فعلًا البنت اللى فى  الصورة فيها شبه كبير منك، زاد عندي الفضول أعرف حكاية البنت والشاب اللى فى صورة، لو معندكيش أي تحفُظ أحب أعرفها.

أومأت رأسها بموافقة
تبسم وهو يمد يده بمصافحه معرفًا نفسه:
“زياد الرفاعي”

نظرت ليده الممدوه سرعان ما صافحته قائله:
“آيات الورداني”
ونفس إسم البنت اللى فى اللوحه دي بس الإختلاف هي كانت”آيات البنهاوي”

تبسم لها قائلًا:
بقى عندي فضول أكتر أعرف حكاية
آيات البنهاوي… لو فاضية دلوقتى ممكن أعزمك على قهوة فى الكافيه اللى جنب المعرض

تبسمت بموافقة  بتفسير قائله:
قصدك
“حكاية العشق الرمادي”
تبسم موافقًا، بعد قليل كانا يجلسان بذاك المقهى وبدأت فى سرد
حكاية العشق الرمادي

الفصل الاول
🌹🌹
البداية
محافظة القليوبيه عام ١٩٦١
بمحطة قطار بنها
فى السابعه صباحً
كان يوم بنهاية فصل الخريف
على رصيف القطار
وقف ذاك الشاب الذي يرتدي الزي العسكري الخاص بالعسكرية المصريه ، لكن ليس مُجند هو خريج إحد الكليات العسكرية، يقوم بتدريب  مجندين ينظر بترقُب نحو مدخل محطة القطار، فلقد إقترب موعد قدوم القطار الذى سيستقله الى القاهرة للألتحاق بثكنته العسكرية، لكن يخشى أن يأتى القطار قبل أن تصل تلك الحبيبة ويلقاها، أصبجت تجول برأسه بعض التساؤلات، ترا ما سبب تأخرها اليوم، هل مريضه، هل، وهل تتلاعب بعقلة الظنون، هى تعلم أن اليوم سيرحل بعد نهاية أجازته الشهرية ظل ينتظر لكن لم  يفقد الأمل رغم سماع صافرة القطار الذى يقترب من المحطة، بالفعل ما هى الا دقائق وتوقف القطار بالمحطه بدأ الركاب يتدافعون إليه صعودًا، وآخرون ينزلون منه، ظل واقفًا ينتظر عيناه نحو الرصيف لكن عاودت صافرة القطار أنه يستعد لمواصلة رحلته، تنهد بآسف وهو يصعد الى القطار، لكن مازال ينظر بأمل لم يفقده،تفتحت ملامحه حين رأها تهرول على رصيف القطار، كى تلحقه وهو تستغيث ان يسمعها سائق القطار يتوقف أو حتى يُبطئ السرعة حتى للحظة تصعد الى القطار، حتى إقتربت من القطار للغايه، مد يدهُ لها بصعوبة إلتقتط يده، تمسك بيدها وبقوته جذبها حتى أصبحت بداخل القطار، توقف الإثنان ينظران لبعضهما يلهثان، عيناهم تتحدث بمزيج من الهدوء رغم صخب نبضات قلبيهم،
تتحدث العيون بأمل رغم أنه كاد ينتهي قبل للحظات، أن يذهب كل منهما بطريقه دون رؤية الآخر،
لحظات كفيلة ان تروي قلب كل منهما بأمل
تنبها على حالهم حين مر بعض رُكاب القطار من جوارهم بحثًا عن مقاعد شاغرة يجلسون عليها، حادت ابصارهم عن بعضهم، بعد ان خجلت وأخفضت رأسها، لوهله رفع يدهُ وكاد يرفع وجهها كي تعود تتلاقي عيناهم، لكن أحبط تلك الأمنيه أحد المارين الذى سار بالمنتصف بيهم، خجلت وخشيت أن يلاحظ أحد وقوفها ويفُسره خطأ، ذهبت نحو أحد المقاعد الشاغرة وجلست، كان المقعد المقابل لها شاغرًا، ذهب نحوه سريعًا وجلس قبل أن يفقد فرصة الإستماع بالنظر لها هي لن تظل طويلًا بالقطار، يعلم أنها فقط محطتان والثالثة ستترجل من القطار، للحظات، دقائق نظرات خاطفة منها له، وتأملات منه لها، يتشرب ملامحها الرقيقه، فتاة أحلامه
هنا بالقطار كان اللقاء الأول قبل أشهر قليلة جدًا، كآن القدر يرسم لهما الطريق، أحاديث بسيطة بينهم، تفاجئ بانها تدرس بـ “مدرسة المُعلمين”
لديها أمنية ان تصير مُستقبلًا مُعلمة تقوم بالتدريس، ليست مثل بقية الفتيات تود بالنهاية الزواج فقط، بل تود أن تكون صاحبة رسالة تؤديها… مُتمردة تتطلع لمستقبل فتاة عصرية بصورة خاصة بها، صاحبة كيان وشآن،تلك هي الفتاة المُلائمه لـ شاب يحمل رسالة الحفاظ على وطنه يحمي الدانه العسكرية المصرية ليس فقط “مُقاتل” أيضًا لديه قلب ينبُض بالحرية.

شعرت بنظرات عيناة لها خجلت أكثر،ونظرت عبر شباك القطار الى الخارج،خضار الأرض والأشجار الذى يمر من وسطها القطار،عادت ببصرها نحو الداخل حين سمعت صوت نحنحت ذاك الشخص الذي تحدث:
صباح الخير يا دُفعه.

تبسم له بود قائلًا:
صباح النور.

ثم تحدث إليها قائلًا:
التذكرة يا آنسه.

تبسمت له وهى تُخرج بطاقة ورقيه ومدت يدها بها نحوه قائله:
أنا معايا إشتراك فى القطر.

تبسم الكُمثري وأخذه من يدها وقرأه ثم أعاده لها قائلًا:
صباحك ورد يا حضرة الأستاذة، تعرفي أنا عندي بنت صغيرة عندها سبع سنين بتحب المُدرسة بتاعتها أوي وبتقولى نفسي أبقي زيها يا بابا، وناوي أعلمها العلام حلو وبيدي قيمة للبنات…تبسمت له بإيماءة، كذالك وافقة ذاك الشاب الذى نظر له قائلًا:
وإنت كمان يا دُفعه إنتم أمل مصر،وصل سلامي للريس “جمال عبد الناصر”
وقوله الشعب كله وراك وفي ضهرك يا ريس.

انت في الصفحة 2 من 17 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل