روايات

الاختيار الاخير بقلم ناهد خالد

اوقات الانسان بيكون متخيل ان راحته وسعادته في حاجة ميعنة وللأسف بعدها بيكتشف انه كان غلطان وانه حسبها غلط وقتها بيحس بمرارة الند م على اختياره الغلط واحيانا بيحاول يصلح الخطأ الي عمله وهو من جواه متمني لو يقدر يصلحه

تنهدت بملل وهي تخبره

ايوه وايه علاقتي بكل ده انت قولتلي عاوزك في حاجة مهمة ومن وقت ماقعدنا عمال تكلمني عن الإنسان واختياراته وندمه انا مالي بكل ده

زفر انفاسه بتوتر بلغ الحلقوم

انا يعني قصدي انت عارفة ان كل انسان بي

بلغ السأم منها مبلغه وهي تقول

معاذ ياريت تقول الي عاوزه من غير مقدمات

نفسا عميقا واستعداد واه قبل أن يردف بتوتر

فرصة تانية احنا محتاجين فرصة تانية وصدقيني هي

قاطعته بحاجبين مقطبين وهي تردد بغرابة

مين الي محتاجين! مين قالك إني محتاجة فرصة تانية!

طافت سحابة الندم في عيناه وهو ينظر لها بنظرات حزينة صادقة

انا

عارف اني جيت عليك بس صدقيني مكنتش وقتها حاسس بقيمة

البيت وقيمتك حاولت احبك وفشلت بس كان المفروض على الأقل اعاملك بالحسنى والود مش الطريقة الي كنت بعاملك بيها انا اكتشفت اني حتى محاولتش احبك زي ماكنت بقنع نفسي انا للأسف كنت مالي فكري بافكار غلط اني اتجوزتك لمجرد الجواز واني لسه بحب ايناس ومش قادر انساها واني حاولت احبك ومعرفتش دي كلها افكار غلط مليت دماغي بيها لحد ما السنين عدت بينا وبرضو مفوقتش

سألته بملامح بارده

ودلوقتي ايه عرفت تحبني عشان كده عاوز ترجعلي

تنهد بقوة قبل أن يخبرها

هكدب عليك لو قولتلك اه بس مبقاش جوايا الاحساس بتاع زمان اني مجبور على العيشة معاكي او وجودك معايا روتين عادي بالعكس دلوقتي حاسس ان انا الي عاوز وجودك ده مش هقدر اقولك اني بحبك بس اقدر اقولك

ان في مشاعر حلوه جوايا ليكي في الكام شهر الي فاتوا وبعدي عنك خلاني اشوفك بمنظور تاني واحس بيك بدون اي حواجز انا النهارده اقدر اقولك ان انا الي رايد رجوعنا لبعض عاوز ارجع احس بالدفا وجو العيلة الي محستش بيه غير لما بعدت

طالعته بأسف وهي تقول

متأخر اوي يا معاذ متأخر اوي فوقانك ده دلوقتي عرفت قيمة العيلة والبيت! دلوقتي عرفت انك عمرك ما حاولت تحبني وانك ظلمتني معاك بس للأسف انا عمري ما هآمن على نفسي وياك تاني وظلمك ليا مش هقدر اتجاوزه ونرجع زي الاول كل إنسان وله قدره وانا قدرتي متسمحش

اني ارجع

ابتسم بحزن على الحالة التي وصلا إليه بسببه هو لا بسبب غيره ونظر لها ببعض الخۏف وهو يسألها بحذر

أنت بطلت تحبيني يا زينة

ابتسمت له بسمة واسعة وهي تخبره بهدوء تام

عرفت ازاي احب نفسي اكتر

وجملتها اوشت له بأنها لن تفعل شيء به احتمالية اذيتها لن تتهاون في حق نفسها ولن تأتي على كرامتها

عشرة اعوام مرت

والوضع لم يختلف كثيرا سوى انهما اصبحا صديقان بحق وللعجب! نجحت صدقتهما لان الدافع الاساسي لها هو خلق علاقة طيبة بينهما لصالح طفليهما

بابا أنت وماما مفيش أمل ترجعوا لبعض

سأله ساجد الجالس أمام والده في أحد المطاعم بعدما تناولوا الغداء وقد قامت زينة وفاطمة لغسل ايديهما تنهد معاذ بتعب حقيقي من الحديث في هذا الموضوع وهو يخبره ولأول مره

انا الي قطعت الأمل ده يا ساجد انا عارف ان مامتك دايما بتقلكوا أن الغلط كان مننا احنا الاتنين ومتفقناش عشان كده سبنا بعض لكن الحقيقة عكس كده انت دلوقتي ١٨ سنة يعني ماشاء الله شاب وهتفهم كلامي انا الي كنت اناني وحسبتها غلط انا الي فرط في والدتك عشان آمال واهية كنت راسم حياة وردية تانية بعيد عنها فوقت لما لقيتها سودا مش وردي مامتك مكانتش سبب في انفصالنا بأي شكل بالعكس هي عملت كل حاجة عشان نكون سوا بس أنا الي غلطت

اخذ نفسا اخر قبل أن يقول بحزن ظهر في نبرته

عشان كده عاوز انصحك نصيحة يا ساجد اي خطوة هتاخدها هتغير كتير في حياتك لازم تحسبها صح الف مرة وتشوف اي نتايجها الۏحشة قبل الحلوة وتقدر الي بيقدرك يابني مش كل الي بنعوزه بناخده احيانا اختيارات ربنا لينا بيكون احسن كتير بس احنا الي اغبية انا مقدرتش النعمة الي كانت في ايدي عشان كده ربنا جزاني لما خلى جوازتي تفشل وبعدها كان حقها والدتك مترضاش ترجعلي ده اقل من حقها كمان واحده غيرها كانت مبصتش في وشي اصلا لكن هي عشان بنت ناس وطيبة قبلت نكون صحاب زي مانت شايف كده

اتاخرنا عليكوا!

اردفت بها زينة بابتسامة خفيفة نقلت عدوى الابتسام لمعاذ الذي أصبح يبتسم تلقائيا لبسمتها

بعد دقائق تركهما طفليهما ليأخذان جولة بالنادي القريب من المطعم لتبقى هي معه فابتسمت بهدوء وهي تقول

معاذ

عيوني

انت في الصفحة 7 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
34

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل