
-لا يا باشا الله يخليك .. انا هقولك كل اللى عندى والله .. اللى طلبت منى اعمل كده واحده اسمها سيرين ومعرفش وصلتلى ازاى .. ولا حتى شفتها قبل كده .. كل اللى اعرفه انها كلمتنى تليفون ومردتش تقولى عرفتنى منين ولا حتى رضيت تقابلنى .. هى عطتنى رقم واحده قالتلى دى شغاله فى الفيلا وهتساعدك ..
صمت الرجل ليزدرد لعابه بخوف ثم اضاف بعدما لمعت عيونه بخبث قائلاً لفريد بترقب لعل ما يقوله يشفع له :
-يا بيه صدقنى هو ده اللى عندى ومعرفش غيره .. بس اللى قالتلى ان الهانم لوحدها ودى فرصتنا واحده شغاله هنا
جحظت عينى فريد للخارج ثم اجابه بعصبيه هادره :
-قصدك مين ؟!.. انطقققققققق ؟!..
اجابه الرجل متمتاً فى خبث :
-انا هقول لحضرتك يا باشا ..
بعد قليل اقتحم فريد المطبخ بعنف جعل كلاً من السيده عفاف وعزه يجفلان ، توجهت نظراته الغاضبه مباشره نحو عزه التى بدءت تتراجع للخلف برعب وهى تراه يتقدم نحوها كالفهد فعلمت ما ينتظرها ، اقبض على شعرها قبل ان يجرها بقوه نحو الخارج غير عابئاً بصراخها الذى كان يدوى داخل المنزل ولا بنظرات عفاف المصدومه من فعلته ، ركضت حياة من داخل غرفتها على مصدر ذلك الصراخ فتفاجئت بفريد يمسك بشعر عزه بحده ويجرها إلى خارج المنزل بعنف ، ركضت خلفه تحاول ايقافه ولكن اوقفتها ذراع عفاف التى امتدت لمنعها بكل قوتها وقد استعادت وعيها من صدمتها قائله بتوسل :
-حياة هانم .. الله يخليكى بلاش ..
صاحت بها حياة بقوه قائله :
-اوعى يا دادا !! انتى مش شايفه هو ماسكها ازاى ؟!! من فضلك خلينى اشوف فى ايه ؟!..
هزت عفاف راسها بقوه رافضه إفلات يدها وهى تبرر بثقه:
-اكيد عملت حاجه .. فريد بيه اول مره يعمل كده .. اكيد عملت مصيبه ..
اجابتها حياة بحنق قائله :
-هتكون عملت ايه يعنى ؟!.. وبعدين حتى لو كان مينفعش فريد يعمل كده خالص !!! ..
بعد عده دقائق اقتحم فريد المنزل مره اخرى بحده جعل كلاً من حياة وعفاف ينتفضان من الرعب ثم تحرك نحوها مباشرةً وامسك بيدها قائلاً بنبره خاليه :
-تعالى …
ان كانت التجربه قد علمتها شيئاً فهى قد علمتها ان لا تجادله عند وصوله إلى تلك الحاله ، فالجدال معه ابداً لن يكون فى صالحها لذلك تحركت معه على الفور يجرها خلفه وكفه يحتضن كفها بتملك ، تحركا من خلال الحديقه نحو مبنى ابيض مكون من غرفه واحده عريضه ، سألته حياة بخفوت هامسه :
-فريد احنا رايحين فين ؟!..
لم يجيبها وبدلاً عن ذلك لاحظت ذلك العرق بجانب صدغه ينبض بشده ، كررت سؤالها بعدما توقفت عن السير وهتفت اسمه بيأس :
-فرييييد ..
توقف هو الاخر عن السير والتفت بجسده ينظر إليها قائلاً وهو يحاول السيطره على نبرته الحاده :
-دلوقتى هتعرفى .. تعالى ..
انهى جملته ثم قام بضغطه خفيفه مشجعه على كف يدها الموضوع داخل كفه ، تحركت معه بصمت حتى دلفا إلى داخل المستودع وهو لازال محتضناً يدها بقوه ، نظرت حولها باستغراب تحاول استيعاب هذا المكان الغريب ، اثناء تأملها له وقع نظرها اولاً على عزه الجالسه عَنوه فوق كرسى خشبى ومقيدة ببعض الحبال لتمنعها من الحركه ، ازداد قلقها وعبوس وجهها فهى حتى الان لم تستوعب شئ مما يدور حولها ، حركت رأسها مره اخرى تستأنف اكتشافها لذلك المكان الغريب واذا بها ترى رجلان مكومان فوق الارضيه والدماء تغطى وجههم وملابسهم ، شهقت بفزع وحركت جسدها اكثر لتلتصق بفريد فى حركه تلقائيه منها ، ضغط على يدها مطمئناً لها قبل ان يحول انتباهه نحوه عزه ويهدر بها بعصبيه وتوعد قائلاً :
-حسابى معاكى على خيانتك ليا هيكون بعدين ..
ترك يد حياة ثم توجهه يقف قباله حياة ويطل عليها بجسده الطويل مستطرداً :
-لكن دلوقتى .. اللى حياة هانم هتحكم عليكى هو اللى هيتنفذ ..
نقلت حياة نظرها بين فريد وبين عزه محاوله استيعاب ما يحدث بينهم ثم هتفت بإسمه بنفاذ صبر قائله :
-فريد !!! فهمنى فى ايه ؟!…
التفت بجسده نحوها قبل ان يتحرك ويقف قبالتها ، نظر لها مطولاً وقد ظهرعلى وجهه لمحه من الالم قائلاً بحزن :
-حاله التسمم اللى حصلتلك كانت مقصوده ..
اتسعت عيني حياة بصدمه ثم بدءت تنقل نظرها بينه وبين عزه مره اخرى وهى تتمتم بعدم استيعاب :
-مقصود ازاى ؟!.. مش ممكن تكون .. عزه !!!!…
هز رأسه بجمود دون حديث ، استطردت حياة حديثها متمته بأقرار اكثر منه سؤال :
-انت اللى لحقتنى صح ؟!.. انت اللى كنت واقف قدامى ؟! .
لم يأتيا الرد ولم تكن بحاجه إليه ، ظلت تنظر داخل عينيه وقد بدءت الدموع تلمع داخل عينيها ، ثم اطرقت براسها للأسفل ، أحاط فريد وجهها بكفه قبل ان يحرك يده ويقبض على خصلات شعرها الناعم قائلا بقوه :
-بصيلى .. حياة بصيلى ..
رفعت عينيها تنظر إليه واذا بها ترى تلك النظره التى تعرفها جيداً نظره التصميم التى يتميز بها ثم اضاف بحده :
-انا هنا .. فاهمه ؟!.. انا من دلوقتى هنا يعنى محدش هيقدر يأذيكى تانى .. اعرفى ده كويس ..
حركت راسها مسرعه عده مرات كأنها تحاول حفظ ما تفوه بِه للتو ، مد احدى أصابعه يمسح تلك الدمعه التى فلتت عنوه من بين جفنيها ، عندها صرخت عزه بحقد قائله :
-ايوه انا اللى ساعدته يعمل كده عشان بحبك ..
دوت الكلمه داخل أركان المستودع وشعرت حياة بأنها تدوى أيضاً بداخل قلبها ، استطردت عزه حديثها بشجاعه قائله :
-ايوه بحبك وحبيتك من اول مره شفتك فيها .. من ساعه ما ساعدتنى وجبتنى اشتغل عندك ..
ظل فريد يستمع إلى حديثها بملامح جامده وجسد متصلب ، اما بالنسبه لحياه فشعرت بانها تريد وضع كفيها فوق اذنها حتى لا تستمع إلى ذلك الحديث العقيم ، أردفت عزه بغل وهى تنظر نحو حياة قائله:
-هى مش بتحبك ولا عمرها هتحبك قدى .. مفيش حد فى الدنيا دى ممكن يحبك قدى ..
صرخ فريد بها قائلا بعصبيه :
-اخررررررسى …
اجابته عزه بتحدى وقد شعرت ان نهايتها اوشكت :
-لا مش هخرس هى دى الحقيقه اللى لازم تعرفها .. انا قاعده كل يوم وشايفه هى بتعاملك ازاى وفاهمه كويس انها مش بتحبك ..
اقترب فريد منها وقد بدء وجهه يتحول من شده الغضب والاحمرار ثم اجابها وهو يضغط على كل الحروف الخارجه من فمه قائلاً بتهديد:
-عارفه .. لولا انى حالف على قبر امى ممدش ايدى على واحده ست كنت عرفتك مقامك دلوقتى ..
صرخت عزه بجنون تجيبه :
-ده مش هيمنع حقيقه انى بحبك ..
فى تلك اللحظه قاطعت حياة حديثها بيأس تترجاه قائله :
-كفايه .. مش عايزه اسمع حاجه تانى .. انا عايزه امشى من هنا .. فريد لو سمحت خلينى امشى من هنا ..
اتجهه فريد نحوها على الفور ثم اصطحبها نحو الخارج ومنه إلى المنزل دون ان ينبث احد منهم ببنت شفه ، وصلت حياه إلى الدرج ثم حدثته بنبره جامده :
-انا عايزه اطلع الاوضه بتاعتى شويه ..
زفر فريد مطولاً بضيق ثم اجابها بتردد قائلاً :
-تمام .. انا فى المكتب لو احتجتى حاجه قوليلى ..
هزت رأسها موافقه ثم تحركت نحو الاعلى دون اضافه .
***********
فى منتصف الليل كانت حياة لازآلت داخل غرفـ,ـتها تتلوى داخلياً من تلك الكلمات المسـ,ـمومة التى سمعتها من عزه منذ عده ساعات ، فكرت بحزن ايعقل ان تدفع الغيره الانسان حتى القـ,ــ,ـتل ، مسحت دموعها وقد اتخذت قرارها ثم تحركت إلى الاسفل حيث غرفه مكتبهِ، وقفت امام الباب وأخذت نفساً عميقاً ثم طرقته وانتظرت اذنه للدخول ، اجابها بصوت عميق :
-اتفضل ..
أدارت حياة مقبض الباب ودخلت على مضض ، انتقضت فريد فى جلسته فور دخولها وهويسألها بأهتمام :
-حياة فى حاجه ؟!..
اجابته مباشرهً دون مقدمات :
-انا عرفت هعمل ايه فى عزه ..
تحرك حتى مكتبه ثم استند بجـ,ـسده علـ,ـيه وعقد ذراعيه امام صـ,ـدره ثم اجابها بجديه قائلاً :
-سامعك ..
رفعت رأسها بتحدى قائله بأصـ,ـرار :
-مش عايزاك تعمل فيها حاجه .. بس سلمها للبوليس ..
اعتدل فريد فى وقفته ثم أرخى ساعديه وعقد حاجبيه معاً سـ,ـائلاً بجمود :
-يعنى ايه ؟!.. انا مش هسيبها تفلت باللى عملته !!!..
زفرت حياة مطولاً بيإس ثم اجابته بأرهاق قائلـ,ـه :
-لا هو ده بالظبط اللى انا عايزاك تعمله ..
قاطعها فريد بحده قائلاً :
-لا مش موافق ..
اجابته حياة مسرعه :
-انت قلت اللى انا هحكم بيه وده حكـ,ـمى !!!..
صاح فريد بها بحده :
-حياااااااة !!!!! ..
اجابته بتحدى :
-فرييييييييد !!! ..
اضافت مستطرده حديثها :
-فريد لو سمحت لو قضينا عمرنا ننتـ,ـقم من مل حد آذانا مـ,ـش هنـ,ـلاقى وقت ولا هـ,ـنعرف نـ,ـعيش حياتنا .. ده طلبى وده اللى انا عايزاه فلو سمـ,ـحت نفـ,ـذه ..
تأملها ملياً ثم اجابهـ,ـا وقد لمعت فكـ,ـره ما داخـ,ـل رأسه :
-موافق بشرط ..
اجابته بثقه موافقه ..
ابتسم بأنتصار ثم باغتها بشـ,ـرطه مسـ,ـرعاً :
-تقوليلى حصلك ابه وانتى عندك ١٤ سنـ,ـه ؟..
ارتبكت نظرتها وارتجف جسدها ولم تُعقب ، استـ,ـطردت هو حديثه كاذباً وقد لاحظ اقترابه من هدفه :
-انا سألت دادا آمنه وحكتلى اللى حصل بس عايز اسـ,ـمع التفاصيل منك ..
نظرت إليه بدهشه اولاً ثم لوت فمها بابتسامه سخريه وهى تتـ,ـحرك لتـ,ـجلس على الاريكه المـ,ـوضوعه بداخل الغرفه ، جلست بكبرياء ثم رفعت راسها تنظر إليه بتحدى قائله :
– وآمنه هانم قالتلك انك تانى استعـ,ـمال .. second hand يعنى ؟!..
انتصب جسده واحتقنت ملامحه وهـ,ـو يسألها بقلق:
-قصدك ايه ؟!!..
حبس انفاسـ,ـه وهو فى انتظار اجابتـ,ـها ، ابتسـ,ـت له بتشفى ثم أجابت بهـ,ـدوء كاذب :
-يعنى انا كنت متجوزه .
***********