روايات

حورية الزين بقلم فاطيما

ردت عليه اخته وهي بتبص له بحب وقالت له:

_ ولا تجيلة ولا حاجة ياخوي كله من فضلة خيرك ياحبيبي ،

وبصت علي زين وهي رايحة له وقالت :
_ وبعدين دي حاجة بسيطة علشان الغالي الداكتور زين رجع بالسلامة ونور داره .

وسلمت عليه وحضنته وهو رد عليها:
_ تسلميلي يا عمة كيفك عاملة إيه وصحتك عاملة إيه اتوحشتك جوي ،

وسلم عليها بحرارة واتجنب السؤال عن حور بتها علشان مايفتحوش معاه الموضوع ده ومعتقد في دماغه أنهم نسيوه ومش بيفكروا فيه ،

إلا إن الحاج جابر سأل :

_ آمال فين حور اتوحشتها جوي البنته داي مجبتيهاش معاكي واصل ليه ياخيتي ؟

اتلجلجت أخته وردت عليه:

_ ها معلش ياأخوي هيا أصلها مغصانة شوي فسبتها تستريح .

هب الحاج جابر وقام وقف وقال :

_ كيف يعني دي تعبانة إياك ومتجوليليش يالا همي عاد نروحوا نزوروها وناخد الداكتور زين يكشف عليها ويشوفها مالها فيها إيه ؟

وقال كلامه وهو بيبص لزين بمغزي وأمره :

_ يالا ياولدي هات شنطتك وتعالي وياي نطمنوا علي عروستك ؟

اترعب زين من جواه من كلام أبوه لكنه مقدرش يعارضه قدام الكل وطلع من السكات جاب شنطته ومشيوا مع بعض لعند حور إللي متبعدش عن دارهم بكتير ووصلوا لعندها ،

ودخلوا خالها وأمها لقوها قاعدة وماسكة كتاب بتقرأ فيه بتمعن ومحستش بدخولهم عليها ، وزين واحد صاحبه قابله بره ووقف يسلم عليه ،

لحد ما أمها ندهت عليها وقالت لها:
_ بت ياحور جومي سلمي علي خالك إللي أول ماقلت له إنك مغصانة جه جري يطمن عليكي وجاب الدكتور زين إللي بيسلم علي واحد صاحبه برة وداخل دلوجتي علشان يكشف عليكي ويطمن جلبي .

قالت لها امها الكلام ده وهي بتبص لها بمغزي أنها تفهم كلامها ،

فجريت حور علي خالها وحضنته وقالت له:
_ وه خالي جابر بذات نفسيه جاي يطمن علي حور ياسعدك يابت حور .

بادلها خالها الحضن بحفاوة لأنه بيحبها جداً وبيعتبرها بنته إللي مخلفهاش وقال لها :

_ زينة البنتة وزينة جنا بحالها تعبانة إياك ولا بتتجلع علشان تشوف معزتها كيف عندينا ؟

وقبل ما ترد عليه دخل زين من الباب وهو بيقول السلام بجمود وقال :

_ السلام عليكم ورحمه الله كيفك يابت عمتي ألف لابأس عليكي .

بصت عليه وردت علي كلامه بنفس الجمود وقالت :

_ زينة وبخير ياواد خالي بس هما شوية مغص واماي كبرت الموضوع شوية .

وفضلوا الاتنين باصيين لبعض بتحدي لحد ما رد عليها زين:

_ طيب عال يابت عمتي طالما إنتي بخير عاد ملهوش لازمة الكشف ونهموا عاد يابوي نعاود البيت علشان تعبان من السفر ومحتاج استريح .

بص له أبوه وقال له :
_ لع اجعد شوي مع عروستك لحالكم اهنة وأنا وعمتك هنتحدتوا مع بعض شوية لحالنا ،

انتوا خلاص كلها شهر وتتجوزوا فاجعدوا مع بعضكم واتفجوا شوفوا هتعملوا إيه والترتيبات إللي انتوا هتعملوها ايه ؟

انصدموا الاتنين من كلام الحاج جابر وبص زين لأبوه ولسه هيتكلم لقي عمته بتقول :
_ خلاص عاد ياأخوي سيب الداكتور يستريح النهاردة من تعب السفر وبكره نتحدتوا براحتنا ونرتبوا كل شي .

كلام عمته كان طوق النجاة بالنسبة لزين واقتنع الحاج جابر وأخدوا وروحوا ،

واول ما وصلوا قال زين لأبوه بجدية:
_ بعد إذنك ياأبوي رايد اتحدت وياك لوحدينا .

رد عليه أبوه وقاله له:
_ تعالي ياولدي ندخل أوضة المكتب ونتحدتوا براحتنا .

ودخلوا المكتب وقال الحاج جابر:
_ اتفضل جول إللي إنت رايده .

اتلجلج زين ومش عارف يبدأ كلامه إزاي مع أبوه وقال :
_ أنا ماعيزش أتجوز دلوكيت يابوي أنا باصص لمستجبلي المهني وعايز أجف علي رجلي الأول وبعدين أفكر في الجواز ،

مش عايز أشغل حالي بزوجة وعيال ومسؤلية يعطلوني عن بُني حلمي .

حك الحاج جابر دقنه ورد عليه:
_ وه وايه تاني ياداكتور زين كأن الغربة نستك عوايدنا عاد وإني لما بأمر لازمن التنفيذ طوالي ولا إيه رأيك ؟

حاول زين يستعطف أبوه وقال له :

_ حاشا لله إني اعصي أوامرك يابوي بس أني بصراحة ماريدش حور بحسها زي خيتي ،

وبصراحه اكثر أنا مرايدش جواز القرايب دي واصل وخاصة من العصب بيسبب المرض لأولادنا وغلط جداً ،
وأنا وهي قرايب من الدرجة الأولى يعني إحتمال الخطر كبير ،

وكمل وهو بيحاول يأثر علي أبوه:

_ مرايدش نتعذب أنا وهي ونجيب أطفال مشوهين وندمر نفسيتهم معانا .

رد عليه أبوه بحزم وقال له:
_ لا من الناحية دي اطمن ياداكتور إحنا نسلنا كله في السليم وبإذن الله هتملوا لي البيت عيال زينة واعمل حسابك إن جوازكم هيبقي اخر الشهر وده أمر لامفر منيه .

وسابه وخرج وحطوا قدام الأمر الواقع إللي لامفر منه ،

وقعد زين يكلم نفسه ويتحاور معاها:
_ هتعمل ايه يازين هتتجوزها إزاي وتتعذب إنت وهي بعد إكده ،

عذاب البعاد والعشج أهون من عذاب التشوهات إللي حتميا هيحصل لولادهم لما يتجوزوا لأن الجد التالت ليهم كان عنده مرض خلقي من جواز القرايب بردوا وده إللي قالق زين ومخليه رافض رفض تام ،

وكمل حديثه مع نفسه بحيره وعذاب :
_ هتعمل ايه يازين حبيبتك وروحك هتبقي بين إيديك وهتخاف تقرب لها وتيجي ناحيتها ،

عشج السنين هيكون بين إيديك وحلالك وعقلك هيحرمك منيه ويبعدك عنيه ؟

يارب التدابير من عندك يارب .

وعدت الايام ورا الايام استسلم زين لأمر أبوه إللي مينفعش يخالفه أو يرفض اوامره ،

أما عند حور بتتكلم مع والدتها بحدة :
ط
_ أنا ياأماي مرايداش الجوازة دي مرايدش اتجوز واحد مش عايزني ومغصوب عليا ،

مرايداش أتجوز بالطريقة المهينة دي ،

ده مكلمنيش من ساعة ماجه وكأنه بيجولي لو عندك دم بعدي إنتي .

ردت والدتها وهي بتتحايل عليها وبتهاودها :
_ يابتي ولد عمتك داكتور ومتعلم ومتنور زيكي اكده لو مرايدكيش هيجول لأبوه لا ويشوف حاله ،

اما هو بيجهز في عشكم وبيظبطه لجل ماتروحي لحضنه ،

وكملت وهي بتحاول تهديها :

_ وبعدين هو في حد ما يريدش الحور العين الجمره دي ده إنتي زينة البنتة بحالهم جمال ومال وعلام ،

ده إنتي الله أكبر عليكي معاكي كلية لغات وترجمة وبتتكلمي سبع لغات ومثجفة ومتفرقيش عنيه واصل .

ردت حور وهي بتشاور علي حالها بفخر:
_ أني شايفة نفسي غاليه وعاليه أوي ياأماي وصعبان عليا نفسي اني اتجوز واحد مش حاسس بيا ولا رايدني ،

اني إللي عايز يتجوزني يحسسني إني كل حياته واني مناه ميحسسنيش بنفرته مني ،

أباي مجبلهاش علي نفسي عاد افهميني ياما عاد .

جاوبتها أمها بحزم وهي بتنهي معاها الحوار :

_ بزياداكي الحديت الماسخ ده إللي لايودي ولا يجيب كلام فارغ ايه إللي إنتي بتجوليه ده يامجصوفة الرقبة إنتي ،

ده خالك بيحبك اكتر من ولده بذات نفسيه وهتبجي ست الدار هناك وهيخليكي ست الستات ومحدش يجدر ياجي عليكي ولا يمسك بكلمة واصل ،

فاعجلي إكده واهدي علي حالك والأمر لامفر منه .

اتنططت حور في الأرض زي العيال الصغيرة بالظبط وأمها سابتها وخرجت تكلم نفسها وكانت بتقول :

_ يعني ايه هتجوزه بالغصب يعني ولا إيه ،

ماشي يازين إن ما عرفتك مين هي حور مبجاش اني.

وعدت الأيام وزين وحور علي وضعهم مش بيكلموا بعض ولا بيشوفوا بعض وكل واحد في دماغه وملكوته مفكر إن التاني مغصوب عليه ،

والنهاردة فرحهم إللي بتتحاكي بيه البلد كلياتها ، وقاعد زين في وسط الرجالة لابس جلابيته وعمامته وقومه أخوه علشان يتنازل معاه علي سبيل الفرحة ،

اما حور قاعدة بفستانها المكشوف وسط الحريم والدوار مجفول عليهم وقاعدين يرقصوا ويطبلوا والفرحة مش سايعاهم ،

وفي منهم إللي بيتكلموا عن جمال حور وإن مفيش حد في زينها وحسنها وبها ،

وفي منهم إللي بيتريق علي اعتزازها بنفسها وشايفينها متكبرة وشايفة نفسها زيادة عن اللزوم ،

وواحدة من أصحاب حور قربت منها وشدتها علشان ترقص وتفرح وحور كانت رافضة لكن صاحبتها صممت علي الرقص وقامت ربطت لها طرحة حوالين خصرها واتمايلت حور برشاقة وخفة علي الموسيقي وكأنها بتلهي حالها عن حزن قلبها بسبب حبيبها إللي مبيسألش فيها ،

وأثناء ماهي بترقص كان زين جاله تليفون من واحد صاحبه بيهنيه وعينه جت علي شباك الحريم وبص علي إللي خطفت قلبه من صغرها وشافها وهي بتتمايل شكل الفراشة ،

خطفت قلبه أكتر ماهي خطفاه وقلبه بيدق دقات غريبة وعجيبة بالرغم من تحكمه فى نفسه قدامها ،

وانتهى الفرح وأخد زين عروسته وقبل ما يدخل شقته نده عليه والده وقال له وهو بيوصيه :

_ خلي بالك منها ياولدي دي بنتي إللي مخلفتهاش اوعاك تجسي عليها أو تعاملها معاملة شينة ، وراعي إن البنية يتيمة ولا ليها أخ ولا أب ،
خليك إنت أبوها وأخوها وجوزها وكل ماليها.

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
154

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل