
بعا لاحظ تباطئ خُطواتها. _ متقلقيش أنا معاكِ تمام. بالفعل كان معها أغلب الوقت حتى لو لم يكن بقُربها لكن عينيه لا تبتعد عنها بل كلما تحركت او اِقترب منها أحد وإلتفت حولها وجدته ينظر إليها. _ أنتِ عملتي إيه لاخويا يا “سلسبيل”، ده عينه متشالتش من عليكي… لا لا أنا كده هغير. قالتها “زينة” بمِزاح وسعادة من أجل سعادة شقيقها، فأطرقت “سلسبيل” رأسها وأخذت تداعب الصغير “سفيان” الذي أعطته لها “منار” وذهبت لتقف بالقُرب من زوجة عمها. ثم أردفت “زينة” قائلة: _ هاتي اشيل “سفيان” الصغير، “منار” اختي دي ما بتصدق ترمي الولد لاي حد. إبتسمت “سلسبيل” وهي الصغير
إلى ها. _ لأ خليه معايا.. هو لطيف وهادي. _ أه لو “زين” سمع الكلام ده. هتفت بها “زينة” وهي تبحث بعينيها عن صغيرها “زين” الذي إلتصق اليوم بعائلة والده. _ قصدك اه لو أنا سمعت الكلام ده، هو انتوا وعيالكم هتشاركوني فيها… فين “منار” تيجي تاخد ابنها. قالها “سفيان” وهو يحمل الصغير من “سلسبيل” وقد اِندهشت “سلسبيل” من قدومه ووقوفه بجانب مِقعدها لترفع “زينة” أحد حاجبيها بمشاغبة. _ بقى كده يا “سفيان”، من اولها كده بتغير ومش عايز حد من عيالنا يشاركك في “سلسبيل”… ردي يا “سلسبيل” عليه. طالعتهم “سلسبيل” بخجل؛ فهي -مَازالت- لم تعتاد على مناكفتهم واناجها معهم
كــ عائلة واحدة. _ “سلسبيل” مش هترد عليكي وخدي “سفيان” لاختك اللي عماله تتنطط هنا وهناك. كادت أن تتحدث “زينة” لتأتي “منار” من ورائهم تصيح بلهفة. _ أنتوا مالكم عَمّالين ترموا ابني لكل واحد فيكم شويه، عملوا فيك إيه يا حبيبي؟ إلتقطته “زينة” من على ذراعيّ شقيقها ثم دفعته إلي شقيقتها برفق قائلة: _ خدي ابنك لأنه عزول ولو متحركناش إحنا كمان دلوقتي هنكون عزول. خرجت شهقة “منار” ب ة ونظرت نحو “زينة” التي أخذت تحرك رأسها لها بتأكيد ثم مالت بجسدها نحو “سفيان” الجالس ولم يعطي إهتمامه لهن. _ اتغيرت يا “سفيان”، اتغيرت واتخليت عن اخواتك. لم تشعر “سلسبيل”
بحالها إلا وهي تضحك ثم أسرعت بوضع يدها على شفتيها. _ اضحكي يا “سلسبيل” ما أنتِ خلاص اخدتيه مننا، ده أنا هعمل عليكي حما خلاص. قالتها “زينة” وهي تضحك، فهتفت “سلسبيل” بحرج. _ أنا مش قصدي والله. •••• _ بناتك مبسوطين أوي بخطيبة اخوهم يا “صباح”، ياختي مشوفتش فرحتهم دي مع ” وة” بنتي. نظرت “صباح” نحو اِبنتيها ووقوفهم بجانب شقيقهم وأخذت تتمتم بسرها ببعض الآيات. _ “سلسبيل” كانت قريبة من “زينة” من قبل ما “سفيان” يفكر يخطبها، حتى ” وة” من اول ما “سفيان” فكر يخطب “سلسبيل” وهي دايمًا كلامها طيب عليها. اِمتقعت ملامح “فاتن” وإلتوت شفتيها بإستنكار. _
” وة” بنتي دي طول ع ها هبله، أنا البت دي لما كانت بتطلع عندنا ساعات تقعد مع ” وة” كنت احرس ليكون “حاتم” اجازة وقاعد. ضاقت حدقتيّ “صباح” ونظرت نحو “فاتن” تتساءَل. _ تحرسي من إيه يا “فاتن” وإيه كلامك ده… لأ فهميني ياختي في إيه من ورا كلامك. اِبتسمت “فاتن” وهي تُلقي بنظرة متفاخرة نحو عائلة الفتاة التي خطبها ولدها. _ يا “صباح” يا اختي ابني ما شاء الله عليه زينة الشباب وأي واحدة تتمنى تكون ليه وتدخل العيلة، أنا لحد دلوقتي مش عارفه أنتِ وافقتي بالبنت دي إزاي، ما في عائلات تانيه في البلد تستاهل نناسبها. زفرت
“صباح” أنفاسها براحة بعا فهمت كلام “فاتن” بطن وقالت: _ “سلسبيل” مهندسة ما شاء الله وبنت ناس اصل ومحترمين وجميلة والأهم هو اختارها… هو أنتِ يا “فاتن” قدرتي تخلي “حاتم” يتجوز “أحلام” بنت اخوكي. اِحتقنت ملامح “فاتن” وشعرت بالسخط ليخرج صوتها بتهكم. _ مهندسه وكانت شغاله عند “محمد” ابني في الصيدلية. قالتها “فاتن” بعا لم تجد حديث تقوله ثم واصلت كلامها وهي تلوي شفتيها. _ لكن “حاتم” ابني ما شاء الله عليه عرف يختار، شايفه النسب يا “صباح”. اِبتسمت “صباح” وربتت على كف يدها وقد اِرتفعت أصوات وسيقى عاليًا بعا أعلن منظمين الحفل عن قدوم العروسين أخيرًا. _ ربنا يسعده
يا “فاتن”، “حاتم” ده ابني وفرحتي بيه النهاردة متتوصفش. شعرت “فاتن” بال ؛ فمهما حاولت أن تكيد “صباح” لا تستطيع. بدأت مظاهر الإحتفال، وظهرت العروس الجميلة سليلة الحسب والنسب تتأبط ذراع “حاتم” بتسم بسعادة. نغزة قوية اِنغرست في قلب “سلسبيل” وهي تراه سعيد. تعلقت نظراتها نحو “سفيان” الذي تركها مع شقيقاتها وقد أتت والدته للجلوس معهم على نفس الطاولة. _ إن شاء الله هنعملك احلى حفل زفاف يا عروسة ابني. قالتها “صباح” عنا ظنت أن نظرة الحسرة التي رأتها بعينين “سلسبيل” ما هي إلا نظرة ن لأنها لم تحظى بــ حفل خِطبة كهذا. اِبتسمت لها “سلسبيل” وحاولت أن تخرج صوتها
بثبات حتى لا تفضحها حرقة قلبها على وهم كانت تعيشه. _ أبدًا يا طنط أنا مش زعلانه ولا بفكر في حاجة زي دي، و ماما الحمدلله عودتني مقارنش حياتي بحد. إلتمعت عينين “صباح” بسعادة؛ فرغم ع حماسها بالبداية من اختيار ابنها لها وترددها؛ إلا أن “سلسبيل” يومًا بعد يوم تظهر لها مدى تربية والديها لها وطيبة أصلها. _ ربنا يرضى عنك يا بنتي ويكمل فرحتي بيكم على خير. كانت الإبتسامة تعلو شفتيّ “سفيان” الذي وقف جِوار عمه “سليمان” وابن عمه الطبيب “محمد” وباقي رجال العائلة. _ يا بني هي هتهرب منك، دي حتى قاعدة مع الحاجة “صباح” وشكلهم هيعملوا حلف
نسائي عليك. قالها “محمد” بهمس خافت بعا زجره بذراعه؛ فارتبك “سفيان” قائلًا: _ مش فاهم قصدك يا “محمد”. ارتفع كلا حاجبين “محمد” ونظر له بنظرة بإستنكار. _ هنستعبط يا ابن عمي. اِبتسم “سفيان” وأشاح عيناه بعيدًا عن الطاولة التى تجلس عليها والدته و “سلسبيل”. تلك التنهيدة الطويلة التي خرجت من بين شفتيّ “محمد” جعلت “سفيان” يتجه بأنظاره إليه. _ مالك يا “محمد”؟ تبدلت ملامح “محمد” التي كانت البهجة تحتلها منذ لحظات واِحتل الوجوم ملامحه. _ عجبك اللبس وسخرة اللي إحنا فيها، ده الواحد حاسس إن واقف في ملهي ليلى. تنهد “سفيان” بقوة، فجميع رجال عائلتهم ينظرون حولهم بإستياء ويتهامسون؛ فاستطرد
“محمد” قائلًا وهو ينظر نحو شقيقه الذي نهض ليرقص مع عروسه. _ النسب ده مينسبناش يا “سفيان”، تفتكر البنت دي ه تعيش عندنا في الأرياف. هَـز “سفيان” رأسه بآسف ثم ألقىٰ بنظرة سريعة حوله. _ بس أهلها ناس كويسين. _ لكن مش شبهنا يا “سفيان”. تمتم بها “محمد” وهو ينظر نحو والده الذي ظهر على ملامحه ع الرضىٰ بما يحدث حوله ويراه. •••• لم تبرح “سلسبيل” مكانها رغم محاولات “زينة” و “منار” في جذبها لتقف بينهم وسط فتيات ونساء العائلة. حاولت ارًا ألا تنظر نحو “حاتم” الذي طغى الفرح على ملامحه وتصرف عيناها بعيدًا عنه لكن رغمًا عنها كانت تنظر
إليه وتبتلع غصتها. لم تفرح بخِطبتها وهو الآن يطير من السعادة والفرح… صدقت “هبة” عنا أخبرتها في مكتهم هذا الصباح أن تفيق من هذا الوهم وتنظر إلى ما بين يديها حتى لا يزول. تنهيدة حارة خرجت من بين شفتيها عنا وقعت عيناها على خاتم خِطبتها وهي تخفض رأسها نحو يديها تشابكتين ببعضهم. •••• عادت “سلسبيل” في نفس الليلة إلى البلده مع “سفيان” لكن بقية العائلة قرروا قضاء الغد بالعاصمة؛ فهم يمتلكون -بحي عادي- عدد من الشقق في أحدى البنايات التي تعد من أملاك “جمال الراشد”. _ احكيلي يا “سلسبيل” اتبسطي. تساءَلت والدتها عند دلولفها ليهتف والدها قائلًا: _ الصباح رباح
يا “روحية”، سيبي البنت ترتاح. اِمتقعت ملامح “روحية” لتقترب منها “سلسبيل” وتُقبل خدها. _ اتبسط اوي يا ماما. _ طيب يعني اتبسطي مع خطيبك. اِندهشت “سلسبيل” من سؤال والدتها ولم تفهم سببه ليزفر “رضوان” أنفاسه بقوة متمتمًا. _ قولنا نخلي الكلام بكره الصبح. نظرت “روحية” إلى زوجها بنظرة ساخطة؛ فهي كل ما تُريده أن تطمئن على ابنتها التي منذ خِطبتها لا ترى علي ملامحها سعادة الفتيات. _ ادخلي يا بنتي اوضتك ارتاحي. قالها والدها وهو يربت على كتفها، لتتجه نحو غرفتها في صمت.. فهي بالفعل تحتاج إلى الراحة. عند دخولها إلى الغرفة وغلقها الباب ورائها، أسندت ظهرها عليه ورفعت يدها
لتضعها على قلبها. _ لازم انساه هو ميستحقش إني افكر فيه وأحبه. •••• في اليوم التالي…. بعا قضت “سلسبيل” الصباح تقص لوالدتها ما حدث بحفل الخِطبة دخلت غرفتها لتجلب هاتفها وتُهاتف “سفيان” حتى تدعوه لتناول طعام الغذاء معهم. اِندهشت “سلسبيل” من رسائل “تغريد” العديدة وجميعها بها عبارات يرجف القلب منها. عت أعيُنها و رت إصبعها على شاشة هاتفها حتى تُحادث “تغريد” وتسألها ما السبب الذي جعلها مَازالت تحقد عليها وتَظُن أنها خطفت منها “سفيان”. بعد أول رنين فتحت “تغريد” كة وقالت بنبرة حاقدة. _ أهـلاً بــ “سلسبيل” هانم خطافة الرجاله. اِتسعت حدقتي “سلسبيل” وردت عليها بلسان ثقيل. _ أنا خطافة
رجاله يا “تغريد” الله يسامحك. _ اعمليهم عليا ياللي كنت فكراكي صاحبتي،، لعبتي عليه واخدتيه. وضعت “سلسبيل” يدها على فمها للحظه ثم هتفت وهي تغلق باب غرفتها. _ اخدته منك؟؟ تاني يا “تغريد”… أنتِ ليه مش مصدقه إن “سفيان” اتق ليا عشان شافني في الفرح. _ كنتي رفضتيه لكن أنتِ طماعه و وصوليه ودايمًا عايزه الأحسن ليكي. _ ربنا يسامحك ويهديكي يا “تغريد”. قالتها وهي تجلس على ها بوهن لتهتف “تغريد” بسخرية. _ ادعي لنفسك ربنا يسامحك، يارب ما تشوفي الفرح يا “سلسبيل”. شعرت “سلسبيل” وكأن سكين انغرز بقلبها لتبعد الهاتف عن أذنيها بعا أنهت “تغريد” كه ونظرت إلى الهاتف
بأعين جاحظة. •••• _ بتدعي عليكي ليه، هي البنت دي ه في عقلها. تمتمت بها “هبة” وهي تشعر بالإختناق على حال صديقتها. _ مكنتش فاهمه السبب اللي خلاها تكلمني بعد ما جاتلي البيت وقالتلي اقطعي علاقتك بيا… بس لما شوفت الصور اللي نزلتها ” وة” على صفحتها الشخصية وشوفت صور العيلة في الخطوبة وانا كنت في الصور مع “سفيان” عرفت السبب. _ وفيها إيه ده خطيبك وأنتِ متصوره معاه ومع العيله كلها. قالتها “هبة” بإستياء لتتنهد “سلسبيل” قائلة بصوت ضعيف. _ قلبي موجوع أوي يا “هبة”، مش كفايه اللي أنا فيه. بنبرة صوت قوية تساءَلت “هبة” بعا لطمت صدرها. _
مالك يا “سلسبيل”؟. بأعين دامعة وخزي ردت “سلسبيل”. _ أنا لسا بحب “حاتم” يا “هبة” •••• وقفت “تغريد” أسفل البناية التي يحتل فيها طابق بأكمله مكتب الإستراد والتصدير الخاص بعائلة “جمال الراشد”. أخذت تنظر إلى الوقت بهاتفها… فهي مُنذ ساعة وهي تقف وقفتها هذه. عنا إلتقطت عيناها خروج “سفيان” وإتجاهه نحو سيارته، أسرعت بترتيب ملا وحجاب رأسها. عنا اِقترب “سفيان” من سيارته قطب حاجبيه في حيره ونظر إليها وظنت أنه سيُحادثها لكنه تجاهل وجودها. _ استاذ “سفيان”. إلتف “سفيان” نحوها؛ فاقتربت منه “تغريد” ليتساءَل. _ فيه حاجة يا آنسة؟ حدقت به “تغريد” ثم سحبت عيناها بعيدًا عنه وقبضت بيديها على
قماش تنورتها. _ أنا “تغريد” بنت عم “حمدي” الله يرحمه، حضرتك بتيجي عند بيت عمي كل شهر يعني عشان.. خرج الكلام من بين شفتيّ “تغريد” متقطعًا ليحك “سفيان” أسفل ذقنه قائلًا: _ خير يا أستاذه “تغريد”؟ نظرت إليه “تغريد” بلهفة. _ أنت فاكرني؟ زفر “سفيان” أنفاسه بقوة، لترتبك وتخفض رأسها وكاد أن يسألها ما سبب وجودها جوار سيارته وأمام مقر عمله لكنها بحديثها أضاعت أي كلام على طرف لسانه. _ أنا جايه اقولك إن “سلسبيل” متستهلكش وبتضحك عليك. تجهمت ملامح “سفيان”؛ فتراجعت بخُطواتها إلى الوراء إلى أن إلتصق جسدها بالجزء الخلفي من السيارة وأردفت بتعلثم وقد شعرت بأزق الذي وضعت
حالها فيه. _ هي مبتحبكش واتغصبت على خطوبتها منك، أهلها غصبوها. •••• أسبوع بأكمله تشعر فيه “سلسبيل” بأن “سفيان” يتهرب من الحديث معها حتى أن مكتهم اليومية صارت هي من تبادر بها. _ مش عارفه يا “هبة”، حاسه إنه اتغير. تنهدت “هبة” ثم أخذت ت ر يدها على خُصلات شعرها وتفكر معها بالسبب. _ يمكن حس بحاجة. اِحتقنت ملامح “سلسبيل” من قولها لتُسرع “هبة” قائلة بن. _ يا بت أنا بفكر معاكي وأنتِ عارفاني بقول كلام أهبل. أرخت “سلسبيل” جفنيها وزفرت أنفاسها بزفرة طويلة. _ محدش يعرف حبي لــ “حاتم” غيرك يا “هبة” وأنا من ساعة خطوبة “حاتم” وعاهدت ربنا
إني هنساه وهحاول احب “سفيان”. تناست “هبة” ما يتحدثون عنه ورفعت أحد حاجبيه وتساءَلت بمكر. _ حبيتي “سفيان” يا “سلسبيل”؟. أغلقت “سلسبيل” جفنيها بقوة وسحبت نفسًا عميقًا ثم أخرجته ببطء. _ “سفيان” شخص جميل ورائع بس مشاعرنا مش بإيدينا ومش من يوم وليله هقول خلاص نسيت حبي لــ “حاتم”. _ حبك لــ “حاتم” وهم يا “سلسبيل” وبكره تقولي “هبة” صاحبتي قالت. قالتها هبة” وهي تتمنىٰ داخلها أن يأتي اليوم الذي تعترف فيه “سلسبيل” بهذا الأ دون أن تخسر رَجُلًا كــ “سفيان”. في مساء هذا اليوم الذي أفاضت بمكنوناتها إلى صديقة طفولتها وجدت “سفيان” يُهاتفها، شعرت باللهفة وهي ترى رقمه وردت
علي الفور. _ “سفيان” أنا اتصلت بيك كتير النهاردة. تسطح “سفيان” بإرهاق على ه؛ فهو عاد اليوم من رحلة عمله القصيرة. _ لسا راجع من بورسعيد ومشوفتش التليفون غير دلوقتي. تعجبت من طريقة كلامه ليردف قائلًا: _ معلش كنت مشغول بسبب ضغط الشغل. _ أنا مكنتش اعرف إنك مسافر، مقولتش ليه عشان اطمن عليك. ابتسم “سفيان” وهو يُغلق جفنيه. _ قولتلك في وسط كلامنا من يومين لكن أنتِ مأخدتيش بالك. _ أنا آسفة. تمتمت بها “سلسبيل” بأسف حقيقي ليزفر “سفيان” أنفاسه بثقل قائلًا: _ تصبحي على خير يا “سلسبيل”. •••• بعد يومين من تلك كة -الفاترة- التي حسم فيها “سفيان”
قراره حتى يقضي على ذلك الشك الذي زرعته داخله “تغريد” بعا أخبرته أن “سلسبيل” تم إجبارها لـلموافقة عليه. أتى “سفيان” لــ زيارة “سلسبيل” وقد تركهم والديها للجلوس بعض الوقت بمفردهم. _ “سلسبيل” أنا عايز اكلم والدك النهاردة إن الفرح يكون بعد شهر، “مهاب” اخوكي خلاص نازل اجازه وده انسب وقت، ولا أنتِ ليكي رأي تاني؟ باغتها “سفيان” بقراره لتبتلع ما إرتشفته من قطرات العصير بصعوبه وأخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة توترها. _ بعد شهر!!، بس إحنا كنا متفقين بعد ست شهور. تنهد “سفيان” وإلتقط كأس العصير الذي أمامه وقال بهدوء بعا ركز أنظاره عليها حتى يرى ردة فعلها. _
أنا شقتي جاهزة وكل حاجة اقدر اعملها الحمدلله في وقت قصير ليه نفضل مخطوبين خمس أو ست شهور. توترت “سلسبيل”، فهي في بداية إعتيادها عليه وقد فاجئها ما أخبرها به. _ رأيك إيه يا “سلسبيل”؟ تعلقت عيناها به؛ فهي صارت لا تعرف ماذا تُريد. _ الرأي رأي بابا. •••• هذا وهم!!!،، حبها لــ “حاتم” مجرد وهم و “سفيان” رَجُل رائع .. هذا ما أخذت تردده “سلسبيل” طيلة ليلتها التي تسبق الليلة التي ستزف فيها عروس وتكون فرد من أفراد عائلة “الراشد”. أقيم حفل الزفاف في أفضل وأرقى قاعات مدينتهم، ثوب الزفاف جلبه لها “سفيان” من دبي عنا كان في رحلة
عمل هناك، كان وكأنه صمم خصيصًا لأجلها، كل شئ حلمت به في هذه الليلة حققه لها “سفيان” ولا تستطيع إنكار أنه يعطيها أكثر ما تعطيه هي. لم تتأثر اليوم عند رؤية “حاتم” وخطيبته بل بالعكس كان تركيزها كله ينصب على فرحتها وفرحة عائلتها وذلك الذي يمسك يدها بحُب ولا يصدق أنهم بعد سويعات قليلة سينغلق عليهم الباب وتكون له. اِنتفض جسدها عنا أغلق “سفيان” باب الشقة لتغمض عينيها بقوة وسُرعان ما كانت ترتفع دقات قلبها. اِقترب منها ببطء يضع يديه على خصرها ثم أدارها برفق إليه قائلًا بصوت رخيم. _ مبروك يا “سلسبيل”. اِرتجفت وشعرت أن صوتها هرب لتُحاول بصعوبة
إخراج صوتها. اِبتسم “سفيان” وهو يرى خجلها الواضح على ملامح وجهها ومحاولتها في الرد عليه. _ من أول يوم شوفتك فيه وأنتِ احتليي قلبي و عقلي. تحركت يَديه بخفة من على خصرها إلى أن وصل بهما نحو ذراعيها. دغدغها ذلك الشعور الجديد وتخدر جسدها بالكامل ثم رفرفت بأهدابها. _ أنا… تساءَل وهو يلصقها بصدره. _ أنتِ إيه يا “سلسبيل”. وهل لديها معرفة بما تُريد أن تقوله. كادت أن تخفض رأسها لكن وجدته يمنعها ويهمس بأنفاس خرجت ثقيلة وبطيئة. _ أنتِ جميلة أوي يا “سلسبيل”. وضاع أي حديث آخر رتبه داخل عقله، وترك لشفتيه الحرية.. ولم تشعر بحالها إلا وهي على
ذراعيه يتجه بها نحو غرفتهم. 🍂 وَ إِرتَوَىٰ الفُؤَاد 🍂 الفصل الأخير داعبت أنفاسه القريبة وجهها ليُ ر أصابعه على خديها ببطء ثم شفتيها التي اِنفرجت بإنفراجة خفيفة. اِبتسم “سفيان” وهو يراها تغلق جفنيها بقوة وتقبض على شَرْشَف ال بأحد أيديها نبسطة عليه ثم أخذ يُحدقها بنظرة طويلة راضية وقد اِرتاح قلبه من تلك الشكوك اللعينة عن ع رغبتها بالزواج منه.. فما يراه الآن يؤكد له أنها مستمتعه بما عاشوه سويًا رغم أنه لم يستكمل ما بدئه. _ “سلسبيل”، فتحي عيونك. قالها “سفيان” بهمس وعلى محياه اِرتسمت إبتسامة واسعة لتفتح “سلسبيل” عيناها بتِيه. _ تحبى اساعدك في فك الطرحة والفستان؟
بصوت رخيم تساءَل وهو ينهض من جوارها لترفع عيناها نحوه وترفرف بأهدابها. _ هــا! عادت شفتيه تنفرج بإبتسامة لينحني بجسده صوبها قائلًا: _ بقولك تحبي اساعدك. اِست ت “سلسبيل” في تحريك أهدابها حتى بدأت تستوعب وضعها ثم اِنتفضت من على ال وقد استعجب من ردة فعلها، نظرت حولها وتساءَلت: _ هو أنا دخلت الأوضة إزاي! ضاقت حدقتيّ “سفيان” واِرتسم الإستمتاع على ملامحه ونظر نحو باب الغرفة. _ دخلتي الأوضه وأنا شايلك يا حبيبتي. طالعته بنظرة خجله ثم هربت بعينيها بعيدًا عنه واِرتفعت دقات قلبها؛ فأردف بمكر وهو يصف لها شهد. _ دخلت بيكِ الأوضة وبعدين حطيتك على وكنا منجين اووي…
أراد أن يست بحديثه ويلفظ بعض الكلمات لتُسرع نحو وهي ترفع أطراف فستان العُرس قائلة: _ أنا هدخل أغير الفستان. أغلقت باب وسمحت لتلك التنهيدة التي اِحتبستها داخل صدرها أن تخرج بتمهل. _ أنا إزاي استسلمت بالسهولة دي وليه حسيت كأني متخدرة. قالتها وهي تنظر إلى نفسها بال آة وجوده ب؛ فتعلقت عينيها بشفتيها لترفع يدها وت ر أناملها عليهما. خرجت زفراتها بقوة هذه ال ة وأسبلت جفنيها تتساءَل بحيره. _ هو أنا اللي حساه شئ طبيعي بتحسه أي ست ولا الإحساس ده مش بيوصل غير بالحب. أغمضت عينيها حتي تستعيد تلك اللذة التي عاشتها لدقائق بين ذراعيه وسُرعان ما
كانت تنفض رأسها رافضة مشاعرها التي تولدت في فترة قصيرة نحو “سفيان”. بعد وقت… كانت” سلسبيل” تزفر أنفاسها براحة بعا حررت خُصلات شعرها من حجاب رأسها. _ فاضل الفستان. سحبت نفسًا عميقًا ثم بدأت بتلك همة ومدت يدها إلى الوراء حتى تتمكن من فتح سحاب الفستان. اِبتسمت بإرتياح بعا سقط الفستان أسفل قيها لتتذكر مداعبة “هناء” -زوجة شقيقها- بأن عليها تركه ليساعدها في خلع الفستان. _ الحمدلله قومت بهمة الصعبه. _ “سلسبيل”، أنتِ كويسه… مش محتاجه مني مساعده. تساءَل “سفيان” ثم نظر إلى الوقت، لترتبك وتُسرع نحو باب حتى تتأكد من غلقه. بصوت يكاد أن يُسمع ردت. _ لأ أنا
مش محتاجة مساعده، ممكن بس تخرج من الاوضه وتقفل الباب وراك. ارتفع أحد حاجبيّ “سفيان” واِقترب من باب . _ انتِ عرفتي تعلقي الفستان وتفكي دبابيس الطرحة؟ اِنشقت شفتيها بإبتسامة واسعة وهي تنظر إلى الفستان. _ اه الحمدلله عرفت افتح السوستة واقلعه. بكلمات مازحة داعبها. _ ليه ضيعتي مني اللحظة دي. بغباء تساءَلت وهي تُحدق بالباب. _ لحظة إيه؟!! _ خلع الفستان يا حبيبتي. توردت وجنتيها وشعرت بعودة قلبها يخفق بذلك الشعور الذي تجهله. اِبتسم عنا طال صمتها لتتحدث أخيرًا. _ طيب ممكن تخرج من الاوضة. أطلق زفيرًا طويلًا ثم تحرك نحو باب الغرفة. _ حاضر يا “سلسبيل”، اجهزي بس
عشان نصلي. عنا تأكدت من مغادرته وغلقه لباب الغرفة أسرعت بالخروج من . بحثت بعينيها عن ما جهزته لها والدتها من ملابس لتتسع حدقتاها بإندهاش من إستبدال والدتها لثوب النوم الذي اِختارته هي. _ ده مش القميص اللي أنا اختارته، شكلها “هناء” هي اللي عملت كده، ماشي يا “هناء”. ظلت للحظات تُحدق بالثوب إلى أن حسمت قرارها وقررت إرتدائه. •••• اِستدار “سفيان” بجسده بعا داعبت رائحة عطرها أنفه، اِقترب منها بخُطوات بطيئة وهو يتمعن بالنظر إليها. _ جاهزه؟ هزت رأسها بعا هربت بعينيها ليبتسم وهو يَمُد يده لها ويتجه بها نحو كان الذي خصصته معه للعبادة. مضت ساعة، تركها فيها
“سفيان” تأخذ حريتها في تناول الطعام الذي لم تمس منه إلا القليل. _ شبعتي يا “سلسبيل”؟. تساءَل بعا شعر بأنه لم يعد يطيق صبرًا لتُحرك رأسها له في صمت. _ هو أنتِ ليه النهاردة كلامك بتحريك راسك، هي القطة اكلت لسانك ولا إيه يا “سلسبيل”. قالها بداعبة حتى يُمازحها؛ فابتسمت وهي ترفع عيناها إليه. _ لأ أبداً بس أنا لسا مش متعودة. بمكر قطب حاجبيه واِقترب منها؛ فصارت أنفاسها تلفح عنقه. _ لسا مش متعودة على إيه يا “سلسبيل”؟. اِزدادت ربكتها وأسرعت بخفض رأسها حتى تهرب من تحديقه بها. _ مقولتيش يعني لسا مش متعودة على إيه. ردت وهي تفرك
كفوف يديها ببعضهم. _ إننا يعني في مكان واحد لوحدنا. اِتسعت إبتسامة “سفيان” ودون إنتظار زيد كان يلتهمها كقطعة حلوى شهية. اِبتعد عنها بعا شعر بمحاولتها الضعيفة للإبتعاد عنه لينظر لها بنظرة اِحتلتها الرغبة واللهفة لتهتف بصوت متقطع ضائع كحال صاحبته. _ أنا هدخل الأول. أسرعت نحو وهي تلهث أنفاسها، لتغمض عينيها بقوة بعا أغلقت الباب. _ اهدي يا “سلسبيل”، خدي نفسك بالراحة. تمتمت بتلك الكلمات لنفسها حتى بدأت أنفاسها تهدء رويدًا. بنظرة حملت الن أخرجت تلك العُلبة التي دستها في مكان يصعب الإنتباه إليه ثم وضعت تلك الحبه في كف يدها ونظرت إليها بتردد وسُرعان ما كانت تبتلعها. هذه
الليلة أدرك فيها “سفيان” معنى ألا يرتوي الرَجُل من اِ أته وقد غادر أي شك أرهق رأسه بالأيام اضية. دفن رأسه بتجويف عنقها يتنفس بثقل وإنتشاء يهمس لها بحب. _ حاسه بـ إيه؟ سألها بصوت خافت ومَازالت أنفاسه الهادرة تداعب عنقها، لم تكن بحاله تساعدها على النطق بشئ… لكنها كانت تشعر بشعور لا تستطيع وصفه. اِبتعد عنها حتى يستطيع رؤية ملامحها بعد ما حدث بينهما ثم ابتسم بعا حصل على الجواب من نظرتها إليه. وهَـا هو يغرقها معه ة أخرى في بحور لذة جديدة على كلاهما. •••• بعد أسبوع…. بعا غادر الأهل شقتهم، اِجتذبها “سفيان” من خصرها يهمس لها ب
عش,ق. _ وحشتيني. إبتسمت وهي تتمايل بين ذراعيه حتى تستطيع تحرير جسدها من قبضة يديه. _”سفيان” خليني انضف كان. لَفّ جسدها إليه؛ فأصبح وجهها أمامه. _ الرومانسية عندك يا “سلسبيل” مدفونه. وأردف بع مصطنع: _ في واحدة جوزها يقولها وحشتيني تقوله انضف. إنفلتت منها ضحكة قصيرة خافتة وأومأت برأسها قائلة: _ أه أنـا. اِحتلت شفتيه تلك الإبتسامة التي صَار قلبها يخفق معها ثم داعب أنفها بإصبعه. _ يا عديمة الرومانسية. هذه ال ة كان صوت ضحكتها يخرج بقهقة عالية جعلته يُسرع في حملها وقد باغتها بفعلته. _ “سفيان” أنت بتعمل إيه نزلني. وهل س هو إعتراضها وتذ ها هذة اللحظة؟؟
و قال: _ قولتلك متضحكيش الضحكة دي تاني. •••• كانت السعادة تحتل ملامح “روحية” لينظر إليها “رضوان” زوجها من أسفل نظارته بعا اِرتشف القليل من الشاي. _ شايفك مبسوطة يا ام العيال. _ الحمدلله يا “رضوان” إن الواحد اطمن على “سلسبيل”، ما شاء الله على جوزها راجل ابن أصول. اِبتسم “رضوان” وهو يومئ برأسه. _ ربنا يهنيهم يا “روحية”، “سلسبيل” بنتنا طيبة ومتربية وإن شاء الله ربنا هيبارك ليها في حياتها… اهم حاجة بس تكوني مفهماها دورها كزوجة كويس. اِتسعت إبتسامة “روحية” وقالت: _ مش على البت يا أبو العيال. لترتفع قهقة “رضوان” على كلامها، فخرج “مهاب” من غرفته: _
يا سلام عليكم لما تكونوا رايقين وزي عصافير الكنارية. اِبتسم والديه إليه ليردف قائلًا: _ اقعد وسطكم ولا هكون عزول. عيناهم تلهفة ل ه أعطته الرد؛ فأسرع نحو الأريكة ليندس بينهما حتى ينعم ب هما الذي يفتقده في غربته. _ ملعون الغربة اللي تخليني ابعد عنكم. لتسقط وع والديه عقب حديثه.. •••• شعر “حاتم” بال ة عنا أكد له صديقه سبب تقرب اِبنة عمه منه وموافقتها على الخِطبة ثم تهاوىٰ بجسده على أقرب مِقعد. _ يعني كل اللي كانت معيشاني فيه ده وهم، يعني لو مكنتش سمعتها وهي بتترجاك إنك تحبها كنت هفضل مغفل كده. قالها “حاتم” وهو مَازال لا
يستوعب ما سمعه بالصدفة بين من كانت خطيبته وصديقه. طالعه “ماجد” بنظرة آسفة وتنهد بقوة. _ مكنتش اقدر اقولك حاجة يا “حاتم”، كل اللي كنت بقدر اقوله ليك بلاش تستعجل في قرار الجواز وحاول تفهم طبع “ماريهان” صح. هَز “حاتم” رأسه ثم ضغط على جبهته لعلَّ ذلك الصداع الذي طرق رأسه فجأه يزول. _ بنت عمك طلعت بتضحك عليا يا “ماجد” وسبتها تلعب بيا. _ غصب عني يا صاحبي، لو كنت مكاني كنت عملت كده. نظر له “حاتم” ثم تساءَل بصوت خرج ثقيل. _ كنت بتحبها يا “ماجد”.؟ بصدق رد “ماجد” بعا جلس على قعد قابل له. _ زمان أه