فاطمة مطت شفتيها بضيق: مشيت راحت عند أمها
فارس كلم نفسه : نفذتي اللي في دماغك ياسهى ومشيتي… حدث والدته قائلا…ايه اللي حصل وخلى سهى تمشي
فاطمة هزت كتفيها بلامبلاة : معرفش
فارس بغضب مكتوم : أزاى متعرفيش… دى اتصلت بيا وكانت بتعيط… اتجننت وهتعيط لوحدها يعني
فاطمة : والله معرفش تبقا تسألها هي كانت بتعيط ليه
فارس بحدة : حصل أيه ياماما وخلى سهى تسيب البيت وتمشي
فاطمة ببرود : عادي انا شايفة الموضوع بسيط وهي اللي كبرت الموضوع
فارس بنفاذ صبر : حصل أيه من الاخر
فاطمة : قولت ليه تعمل عصير لجارتي عفاف وبنتها…وهي ليه وليه اقولها كده
فارس بشك : عشان كده بس
فاطمة : وحاجة تانية بسيطة أوى
فارس: أيه الحاجة البسيطة ؟
فاطمة بلا مبلاة : قولت ليها انك هتتجوز جميلة بس
فارس بعدم تصديق: قولتي ليها ايه
فاطمة : أنك هتتجوز جميلة ..فيها ايه لما أقولها كده
فارس بانفعال : وانتي معتبرة الموضوع عادي ومش من حقها تزعل ولا تضايق على أساس أنها مش مراتي
فاطمة بغضب : أنت أتجوزت اللي أختارتها ..يبقا تسمع كلامي وترضيني وتتجوز اللي أنا أختاره ليك
فارس صدم من كلام أمه : أنتي بتقولي أيه ياماما …أتجوز على سهى …ده مش كلام ناس عاقلين
فاطمة بزعيق : أتكلم مع أمك كويس ..زي ماوافقت على أختيارك ….توافق أنت على أختياري
فارس بغضب مكتوم : مستحيل الكلام اللي بتقوليه ياماما أنا بحب سهى ومش عايز أتجوز تاني
فاطمة بغضب : أنا أديت كلمة لأم جميلة
فارس هتف بانفعال : أديتي كلمة من ورايا …أزاي تعملي كده…كمل كلامه بغضب …وأنا عمري ماهوافقك علي اللي بتقوليه
(فاطمة لم تأخذ علاجها وأمتنعت عنه ) بغضب قالت : لو مسمعتش كلامي …يبقا تنسى أن ليك أم
فارس بغضب مكتوم : مش غريبة عليكي …ماهو ديما أسلوبك في الضغط عليا في أي حاجة عايزها …تقوليلي جملتك الشهيرة أنسى أن ليك أم …أنا خارج ومش هتشوفيني الا لما ترجعي عن اللى في دماغك ….وخرج باتجاه الباب
فاطمة عند رؤيتها فارس متجه ناحية الباب …أصطنعت السقوط على الارض …لما سمع صوت ارتطام ألتفت رأى جسد أمه واقع على الارض …جرى خائفا وأنحني على الارض
بنبرة خائفة : مالك ياماما
فاطمة لبست ثوب الاعياء وردت بخفوت : قلبي بيوجعني …أمشي يلا وسبني أموت وأنسى أن ليك أم
فارس بخوف : بعد الشر عليكي ربنا يديكي طولت العمر
فاطمة بدموع ( مثلت أداء دورها باحتراف) : أمشي يافارس مش ده كان كلامك ليا دلوقتي …وضعت يدها على قلبها واكملت بألم …سبنى أموت
فارس قام بقياس نبضها وجده ينبض بشدة ..
رد بقلق : مكنتش أقصد …كلامي كان في لحظة غضب….أنا مقدرش على زعلك
فاطمة ردت بضعف : يبقا تسمع كلامي وتتجوز جميلة
فارس تجاهل الرد على كلامها …وقام بحملها واتجه ناحية غرفة نومها ووضعها برفق فوق الفراش
فاطمة بانفعال : مردتش على كلامي يافارس …هتتجوز جميلة
فارس : بعدين ياماما مش وقته الكلام في الموضوع ده …أنا هتصل بالدكتور الاول وأطمن عليكي …هبقا أرد عليكي بعدين
فاطمة بغضب: هترد عليا دلوقتي أنا مش عيلة هتريحها بكلمتين …جسدها أنتفض بحدة
فارس بخوف : أهدي بس ياماما …وأمسك يداها وضغط بحنية
فاطمة بأعياء : هرتاح لما تقول موافق على جميلة
فارس بيأس: حاضر ياماما …أراد أشعار أمه بالراحة الان… وسوف يفكر في هذه المشكله لاحقا …المهم صحة والدتها في الوقت الراهن
فاطمة بابتسامة ضعيفة : قولت أيه مش سامعة
فارس بحزن : موافق ياماما ….المهم عندي صحتك
حضر الدكتور وأنتهى من الكشف وهما خارج الغرفة
فارس بقلق : خير يادكتور
الدكتور : الحالة الصحية بتاعت الحاجة مش مستقرة …ياريت الفترة الجاية تبعد عن أي أنفعال…بالوضع اللي أنا شوفته ممكن تتعرض لازمة قلبية في وقت ولا قدر الله ياعالم ممكن تعدي منها ولا مش هتعدي …فياريت تلتزمو شوية في العلاج وتبعدوها عن أي أنفعال
فارس : حاضر يادكتور …ممكن طلب من حضرتك
الدكتور : نعم
فارس : عايز حضرتك ترشح ليا ممرضة كفء تاخد بالها من ماما الفترة الجاية
الدكتور : هبعتلك ممرضة عندي شغالة في العيادة كمان ساعة
فارس بامتنان : شكرا لحضرتك
الدكتور : العفو مش محتاج تشكرني على حاجة …ده واجبي كدكتور ..
فارس قام بتوصيل الدكتور حتى باب الشقة وبعد خروجها …جلس فارس على أقرب كرسي ووضع رأسه بين كف يداه …مفكرا بحزن في المصيبة التي اوقع نفسه فيها وموافقته الظاهرية على هذه الزيجة …وظل جالسا في نفس مكانه ..حتى رن جرس الباب وأتت الممرضة وأطمئن على وضع أمه الصحي …فقرر الذهاب الى سهى ليطمئن عليها …
لم يكد يجلس قاسم في غرفة الصالون منتظرا أنتهائها من تحضير العشاء …حتى سمع صرخة مدويه هزت الاركان …فهب من مكانه مسرعا الى المطبخ وهو مذعور… حصل أيه
روكا ببكاء: أااااه يأيدي
قاسم : مالها أيدك
روكا بألم : بحدف البطاطس في الزيت طرطش على أيدي
قاسم مسك كفها وتأمل علامات الحرق
روكا بصريح : أ أااااه مش قادرة هموووووت من الوجع
قاسم بغيظ: اكتمي شوية….ده حرق بسيط مش مستاهلة منك المناحة دي كلها
روكا بدموع: ده حرق بسيط….صرخت متألمة…. أااااه هموووت من الوجع
قاسم بأيديه الحرة وضع كف يده على فمها قائلا بضيق : هششش كفايه فضايح صوتك مسمع لأخر الشارع… تعالي ورايا… جذبها قاسم ناحية الحوض فتح صنبور الحوض ووضع كف يدها المحترق تحت المياة الجارية
قاسم : خلي ايديك تحت المية عقبال ما اجيب ليكي كريم يخفف من الوجع
روكا نظرت له متألمة والدموع في عينيها : حاااضر..
أحضر قاسم الكريم… محدثا نفسه… ده انتي طلعتي قلبك خفيف اوي وباين عليكي هتتعبيني معاكي…
…. هاتي أيدك
روكا ترددت في مد يدها
قاسم بنفاذ صبر : هاتي أيدك الكريم مش بيعض
روكا كانت خائفة ومتألمة… فجأة بكت بهسترية تحت أنظار قاسم المذهولة من رد فعلها المبالغ من وجهة نظره
قاسم بنبرة مهدئة كأنه يخاطب طفلة صغيرة : متخافيش ده حرق بسيط اوي.. وأول ما هدهن عليها الكريم الوجع هيقل
روكا مدت يداها بخوف.. وضع قاسم الكريم برقة على أماكن الحرق…بعد الانتهاء سألها… حسيتي بأي وجع
روكا رفعت رأسها وعيناها لامعة بالدموع وردت خافتة : لأ… كملت قائلة بخفوت… شكرا
قاسم شرد للحظات في ملامح وجهها المنبعث منها حالة من البراءة المثيرة… نفض سريعا إحساسه بالتعاطف.. قائلا بحده : اخرجي من المطبخ وبدل ماحرقتي أيدك تحرقي المطبخ باللي فيه مش ناقصة مصايب… واقفة ليه… يلا أمشي وانا هكمل تحمير… بس اعملي حسابك دي هتكون آخر مرة اساعدك في أي حاجة
خرجت روكا من المطبخ ورفعت كف يدها المحترق ونظرت إلى أماكن الكريم… فارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها الكرزيتين… متذكرة لمسات أصابع يده الرقيقة وهو يضع الكريم… نظرة الخوف والقلق في عيناه التي رأتها لثواني معدودات
قاسم بصياح من داخل المطبخ : روقية… ررررروقية…. ررررروقية… ظل ينادي… وهي لا ترد… خرج من المطبخ غاضبا يبحث عنها… اشتعل غضبه أكثر عندما رأها جالسه الكرسي تشاهد التليفزيون
قاسم بانفعال: أنتى مش سامعني… اطرشتي
روكا تجاهلت كلامه مركزة في مشاهدة الحلقة على الشاشة
قاسم قام باطفاء التليفزيون..وقف أمامها مباشرة قائلا بغضب : مش بتردي عليا ليه وانا بناديكي
روكا : هو أنت كنت بتناديني
قاسم : أنتى هتستعبطي عليا… أومال كنت بنادي مين من الصبح ويقولها ياروقية
روكا : مين روقية دي اللي بتنادي عليها
قاسم هز كلتا كتفيها بعنف : اتعدلي واتكلمي كويس معايا.. هو في كام روقية في الشقة معايا
روكا : أنا مش شايفة حد
قاسم استمر في هزها : إنتي باين عليكي عايزاني اجيب اخرك معايا…لما أنادي عليكي من يوم ورايح تردي عليا بسرعة البرق.. لو عايزه اليومين اللي انتي قاعدهم معايا يعدو على خير يبقا تسمعي كلامى ولما اقولك ياروقية بعد كده الاقيكي في وشي
روكا باستفزاز : مين روقيه دي اللي بتقول اسمها كل شوية
قاسم بزعيق : أنتى
روكا تصنعت الفهم : أااه أنت كنت بتناديني انا…. بس أنا اسمي روكا… رووكا مش راقية…. لو عايزني أرد عليكي نادي وقول روكا…روووكااااا
قاسم بغضب : أنتى باين عليكي اتمرعتي لما عاملتك كويس وقدرت حرق ايديك بس باين ليكي من النوع اللي بيسوق في النمرود اللي لما يشوف شوية لين بيتمرع فيها … بصي بقا ياروقية تهديدي مش كلام في الهوا ولما تغلطي هتتعاقبي… وعاقبك دلوقتي انك هتنامي من غير عشا
روكا ضربت قدميها على الأرض بحركات طفولية : بس انا جعانة اوي ومش هعرف أنام وأنا جعانة
قاسم بلامبلاة : مليش فيه…امشي من وشي عشان انا جعان وهاكل ومش بحب حد يبصلي في الأكل
روكا بعند : مش هتحرك من مكاني
قاسم : أنتى مصممه متسمعيش كلامي وتعانديني…قاسم نزع الكرباج المعلق على الحائط… وحركه بتهديد في الهواء بصوت مسموع…
اتنفضت مذعورة لما رأت حركاته المهددة بالكرباج.. فجريت مسرعة ناحية اوضتها واغلقت الباب خلفها وقلبها يدق بعنف من شده الخوف… حدثت نفسها…. مجنون ويعملها