منوعات

جنة الياسين الرابع

هتفت بسرعة وهيا ترتدي ملابسها ” البنات خايفين لوحدهم ومراتك مغمى عليها ”

هل اصابها اذى هل حدث لها شئ لن يتحمل سيتحمل اي شئ في الكون الا ذلك هل هي حزينة منه أيعقل انه عندما اتصلت به كانت تريد ان تخبره انها متعبة دمعة هبطت حرقت قلبه قبل عينيه

وصل بسرعة البرق لا يدري كيف ترك الباب مفتوح وطار للداخل تجمدت اطرافه حينما وصل الغرفة ورآها غارقة بدماء أسفلها ووجهها شاحب خوف ذكره بها عندما ذ..بحت على يد أخيها بسبب واليوم يتكرر نفس الرعب وهيا أمامه وبناتها تبكي حتى انه لم ينتبه لهم ..

اقترب منها بخطوات بطيئة ونظرات متألمة رفعها عن الأرض وضمها بقوة وقال بحنان وتوسل ” قومي يا جنة قومي عشان خاطري قلبي هيوقف معرفتش الخوف غير لما عرفتك قومي يا حبيبتي ”

فاق على صراخ خديجة التي وصلت وشهقت من منظرها ضمت البنات ” قوم خودها المستشفى بسرعة ”

لفها باسدال كان موجود جانبا وخرج بها ومن يراه يبكي شفقة عليه ..

وصل المشفى وبمجرد وضعها على احد الاسرة دخلت غرفة الطوارئ وهو ينظر للغرفة دون اي ملامحه فقط صور تمر عليه ضحكتها غناءها مشاكستها واخرى منظرها واخيها يذ..بحها واليوم وهيا فاقدة لاي معالم الحياة ماذا سيفعل لو حدث لها شئ هل سيبقى بعدها رفع رأسه وقال برجاء ” عارف اني مستاهلش بس انت الكريم يارب اسألك بكل اسم هو لك اسألك بدعاء ذي النون ودعاء كل نبي دعاك واستجبت ليه ”

سكت يكتم شهقة ستخرج منه وقال بصوت مختنق ” رجعهالي واشفهالي والله اموت من غيرها ارجوك يارب ”

سكت يحاول التماسك ثم تابع بدموع وهو يسقط على قدميه عندما شعر أنها لا تحمله ” يارب انت قولت ادعوني استجب لكم ها انا ادعوك كما امرتني فاستجب لي كما وعدتني يا مغيث أغيثني يا مغيث أغيثني ”

بعد وقت مر عليه بالدعاء شعر انه قرن خرج الطبيب منهك وقال بجدية ” للاسف الجنين نزل ”

انتفض ينظر للطبيب بصدمة وقال بعدم استيعاب ” جنين ؟؟ هيا هيا كانت حامل ”

استغرب الطبيب ملامحه وقال ” ايوة باول الثالث نز.فت كتير حطينا ليها وحدة دم بس دلوقتي لازم تدخل عملية تنضيفات ربنا معاك ”

كان ما زال ينظر امامه بعدم تصديق ليشعر بيد توضع على كتفه وقد كان احمد الذي سأل بقلق ” طمني عاملة ايه ”

نظر له ياسين بجمود وقال ” أجهضت ”

صدم أحمد من كلامه ليسأله ياسين بحرقة ” تفتكر اكون السبب في موت ابني ”

تألم احمد لأجله وقال وهو يربت على كتفه ” انما امره كله خير اكيد ربنا ليه خير في ده ”

نظر له ياسين بقهر وقال وهو يراجع قسوته معها خلال المدة الماضية ” انا قسيت عليها اوي مش كدة ”

نظر احمد ارضا فهو كان يستمع لخديجة وهيا تحاول التخفيف عنها هز ياسين رأسه ثم قال بصوت مختنق ” والله العظيم من غيرتي عليها ”

رفع أحمد راسه وقال بجدية ” انا غير على خديجة منك من اي حد يلمحها ”

نظر له ياسين بعدم فهم ليكمل هو ” بسيب الغيرة تحر.ق فيا لو هموت ولا اني ازعلها بكلمة حتى ممكن ضغطي يعلا اتجنن أعمل اي حاجة بس ما أسبش نفسي لغيرتي وازعلها ما هو ان نزلت دمعة منها بسببي ابقى ما أستحقهاش وانت قسيت اوي يا ياسين ”

نظر له ياسين بقهر ليكمل احمد بنصيحة ” انت اخويا وربنا يعلم يهمني قد ايه مصلحتك بس مراتك كانت كل يوم بتكلم خديجة تترجاها تحننك عليها بتقولها انها مش بتعرف تنام خالص عشانك بعيد معرفش ازاي قدرت تبعد عن حد تعتبره روحك ”

قاطعه صراخ خديجة عليه وهيا تضم ياسين الذي كاد يموت بسبب تأنيبه لنفسه وشعوره بالذنب والالم لاجل حبيبته ” كفاية مش شايفه عامل ازاي حرام عليك يا احمد ”

احمد بندم بعدما رأى حالة اخيه ” انا اسف يا ياسين بس حاول تصلح اللي حصل وبعدها تتعلم من غلطك ”

رفع رأسه ينظر له وعينيه تسأله فقط كيف يصلح ما حدث كيف يخبرها انه قت.ل ابنه وقت.لها من قبل وضع يده على قلبه يحاول تنظيم أنفاسه التي كادت تنقطع خوفا وحزنا على حبيبته…

تركه ودخل غرفتها يشبع نفسه من رؤيتها وهو متأكد ان القادم ليس هين ..
نظرت خديجة لأحمد نظرة قلقته ظن انها حزنت منه بسبب كلامه مع أخيه همس بقلق ” انا ما كانش قصدي ”

تفاجأ منها انها رفعت رأسها وقبلت ذقنه وقال بامتنان شديد ” شكرا انك في حياتي انا عايزة افضل اشكر ربنا عمري كله ”

ابتسم بشدة وقال وقلبه يخفق ” وانا اعمل ايه بقى عشانك بقيتي نن نصيبي أقضى حياتي صوم وصلاة وحج ”

وضعت رأسها على صدره وقالت بقلق ” تفتكر هتسامحه ”

تنهد بضيق وأجاب بجدية ” أعتقد مشواره صعب عارفة لو اختي ما أخليهوش يطول ضفرها ”

لكمته بصدره بخفة وقالت بغيظ ” ليه يعني عشان بحبها وبغير عليها كل واحد ليه طريقته بالغيرة واللي متأكدة انه بحبها”

ضمها مرة اخرى واجاب بجدية ” اللي متأكد منه انه مهووس بيها ”

اما ذاك المسكين أمسك يدها وهو يجلس بجوارها على كرسي بعد ان اجرت العملية وضع رأسه داخل يدها وقال بندم ” بحبك اوي يا جنة غيرت والله غيرت لدرجة اني عيطت قوليلي كنت عايزاني أعاقبك ازاي عشان ما تكرريش اللي عملتي ”

رفع رأسه ينظر لها عندما لاحظ حركة يدها فتحت عينيها تنظر للمكان تستوعب أين هيا حتى تذكرت ما حدث وضعت يدها على بطنها وقال بجسد يهتز من شدة ألمه ” ابني مات صح ”

اقترب منها يمسك يدها يمنعها من الانهيار وقال بحنان ” اكيد ربنا ليه حكمة في كدة ”

نظرت له قليلا تتذكر كيف اتصلت به وكيف طلبت منه قبلها ان تتكلم معه فنفضت يدها بضعف وقالت بجمود ” ايوة اكيد عشان ما فيش حاجة تانية تربطني فيك كفاية البنات ”

ابتلع ريقه يمنع نفسه من التفكير بمقصدها وقال بخوف حقيقي ” اهدي يا جنة دلوقتي بعدين نتكلم يا حبيبتي ‘

كزت على أسنانها وقالت بصراخ ” ما تقولش حبيبتي ما تقولش حبيبتك كانت بطنها بتموتها وبتنز.ف ورنت على جوزها ينقذها طنش ما رضش غروره سابها تنز..ف وساب ابنه يموت وتيجي تحكيلي حبيبتك يا اخي لو انت متجوزني تخليص حق ما كنتش عملت فيا هيك ”

كلامها كان بمثابة سكا..كين تقطع في قلبه امتلأت عينيه بدموع الندم من قسوته وقال بندم ورجاء وهو يحاول ضمها لمنع يدها التي بها المحلول من النز.يف ” ما كنتش اعرف والله ما كنت اعرف انا ما ردتش عشان … ”

قاطعته بكلمة قضت على باقي ثباته ‘ طلقني
نظر لها بعدم تصديق وقال ” جنة انتي بتقولي ايه ”

نظرت له نظرة باردة وقالت بهدوء ” زي ما سمعت طلقني ”

مسح على وجهه بعنف وقال ” جنة اهدي دلوقتي بعدين نتكلم ”

هزت رأسها وقالت ببرود ” لا لا مش هيغير رأيي انا هلقيت لا بثق فيك ولا بطمنلك وممكن في يوم أبقى بموت وانت ما الاقيكاش معايا هيا كانت فرصة وانت خدتها وكنت مش قدها فخلاص كل واحد يروح لحاله ”

شعر بنفسه يريد ضر.بها كز على اسنانه وقال بجدية ” طيب عشان نبقى على نور الكلمة دي مش عايز اسمعها تاني لانه مش هيحصل ‘

هزت رأسها بالايجاب وقالت بلامبالاة ” لا هيحصل مين هيمنعني واتفضل اخرج برة عشان بدي انام تعبانة ”

سكتت تمنع شهقة كادت تخرج وقالت بقهر ” حملت مرتين ومافيش مرة فرحتني فيها مرة كنت بتخطط تنتق.م بدون ما تسألني ومرة تانية خليتها اسود ايام حياتي لدرجة اني نسيت اني حامل امشي يا ياسين امشي ”

ادرات وجهها لتهبط دموعها بشدة نظر لها قليلا ولاحظ اهتزاز جس.دها من البكاء ترك الغرفة وخرج مسرعا يتنفس بالخارج عندما شعر بجدران الغرفة تضيق عليه ندم وقهر فقط هو ما يشعر به ..

قلقت خديجة من حالته فطرقت الباب ودخلت لتلك التي كانت تنظر للباب وهيا تنتحب فهمست خديجة بحزن ” حمد الله عالسلامة يا جنة ”

نظرت لها جنة ولم تتكلم جلست جوارها وقالت ” قولتيله عايزة تسيبي ”

اغمضت عينيها ولم تجب لتكمل خديجة كلامها ” انتي فاكرة الشهر اللي فات انتي بس اللي كنتي بتتعذبي انا اخويا كان بيموت وهو بيقرأ التعليقات على الفيديو وشايف غزل الناس فيكي شهر وهو بيحاول يمحي أثره من النت ما كانش بينام ”

سكتت قليلا تتنهد بضيق وتابعت ” عمرك شوفتي راجل بعيط اوي من الغيرة اللي في قلبه غيره كانت بتطحن فيه جامد قوليلي انتي عايزاه يعمل ايه يا جنة قولي ”

شهقت جنة وقالت بألم ” اي اشي الا انه يقسى عليا هيك انا كنت هموت من كتر منا مشتاقاه نفسي نتكلم نتعاتب انا وانا بموت اتصلت بيه ما ردش عليا وانا متأكدة انه شاف اتصالي ”

خديجة بمواساه ” عارفة انه غلطان بانه ما ردش بس اكيد ما كانش يعرف انك تعبانة انتي ما شوفتيش منظره اما شافك كدة كان بموت حرفيا اول مرة اشوفه كدة مات بابا واخويا كانتش دي حالته جنة ياسين بيعشقك غيرته حرقته بعد عشان ما يقساش عليكي فكري كويس يا جنة ”

انت في الصفحة 12 من 13 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
110

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل