
أجاب والده بحسم ” هو ما طردكيش لانه بالأساس مش بيته كلنا هنا ضيوف عند مراته لانه ده بيتها فالمفروض يستأذنها الأول ”
كادت ايمي تصاب بالجلطة فقالت لامها بجنون ” يلا نمشي يا ماما احنا غلطانين اللي جينا ”
وقبل حتى أن ينتظر خروجهم ركض لحبيبته يضمها بقوة وقال بحنان ” ولد ايه بس اللي أضحي بالحض.ن ده عشانه ده انتي عندي اغلى من روحي والله ”
ابتسمت رغم دموع السعادة التي تهبط خصوصا عندما أثبت لها أن أبيه لا يهمه ويحبها ويحبه بناتها بجنون سحبها للغرفة يكمل كلامه لكن بطريقته
*****
بعد ان ضاقت به الطرق ولم يجد أحد يذهب اليه وقف امام مكان كتب عليه ” مستشفى الأمراض النفسية ”
بعد وقت كان يجلس أمام أخيه الذي أصبح هادئا على عكس عندما أتى هنا منذ ٤ سنين …
تكلم وقال كل ما لديه ليجيب أخيه ” تمسك بيها يا ياسين ما تعملش زيي هتتعبك بالاول بس هتلاقي السعادة صدقني خصوصا وانت مخلف ”
أخذ نفسا عميقا وأكمل بهدوء ” خديجة غلطت والسبب احنا بس اما تعرف حقيقته هترجع لينا وهتبقى تعلمت حتى لو كان التمن غالي اوي ”
ربت على كتف أخيه وقال ” أما عن قصة إنك ابن مرات عمي زينب وايه الحكاية من الاساس فانت هتلاقي الجواب عند أحمد لانه يعرف فين مرات عمي لانه اللي نعرفه انها ما ما*تش ”
ابتسم ياسين على عقلانيه أخيه وهدوءه ليهمس ” مش ناوي تخرج انت بقيت كويس من زمان ورافض تخرج ”
قام من مكانه ووقف على الشباك ينظر للخارج ” اخرج ليه ولمين تصدق أجمل حاجة انك تعيش بعيد عن الناس اللي بيقولك جنة من غير ناس ما تنداس لان الجنة من غير ناس هيا اجمل حاجة الناس وحشة وسودا اديك انت احمد كان عندك أغلى واحسن مننا وطلع ايه بالاخر انا هنا مبسوط صلاتي ومصحفي وبس تعبت مش هأقدر أخرج للدنيا وااقابل ناس تستنفد مني طاقة تاني لأني بجد معدش عندي اي حاجة ”
كان كلامه صحيح لذلك احتضن أخيه وخرج سيجد حلا لكل ما يشعر به
*****
بعد وقت كان يقف أمام أحمد ينظروا لبعض فقط ليخرج ياسين صوته أخيرا ” ليه ”
رد بحدة وجفاء ” انت اخر واحد تسأل السؤال ده ده انا جيتك منهار عشان ترفضت وكنت محتاج تساعدني عملت ايه رفضت زي فاطمة هانم رغم اننا صحاب واخوات من زمان اوي ”
سأل ياسين بهدوء ” وانت اللي ورى موضوع جنة من البداية مش كدة ”
ضحك بصخب ثم جلس على الكرسي يضع قدم فوق الأخرى وقال ” موضوع جنة ده اسهل حاجة مشي زي ما انا عايز بالظبط عشان تحس يعني ايه حبيبتك تبعد عنك وما تكنش ليك ”
بدأ بسرد كل ما فعله بهدوء وبرود خرج ياسين دون أي كلمة ماذا سيقول له لا يوجد كلام يعبر عن ما بداخله ..
نظر لاثره بوجه متجهم لتظهر خديجة من العدم ووجهها المتورم من البكاء يوحي بأنها استمعت لكل ما فعله زوجها بأخيها
#
كانت تقف تستمع لكل مصائب زوجها الذي كان دائما امامها الحمل الوديع ذاك الذي وقف بجانبها حينما لم يكن لديها أحد وابتعد عنها كل عائلتها والصدمة أنه هو من تسبب في بعدهم حتى لا يكن لديها غيره لتحتمي به لا تصدق أن الرجل الذي أغدقها بالحب والحنان والاهتمام شيطان لم يحزنها يوما كان يخاف عليها من نسمة الهواء لكن الآن ط.عنها دون رأفة ..
كان يتكأ في جلسته ويضع قدميه أمامه ببرود وهو يحكي مصائبه دون أن يعرف بتلك التي تستمع له وتكاد تصاب بذ..بحة صدرية
” من لما كنا بفلسطين وجت دفعت عننا شوفت عينيك هتطلع عليها رغم انها مخبية وشها وفضلت عينيك تدور عليها ولأول مرة اشوفك متلهف على حد كدة بس انا لما مشيت وراها شوفتها لم شالت اللي على وشها صراحة جميلة لو ما كنتش مهووس في اختك كنت فكرت في الموضوع ما علينا المهم احنا سافرنا بعدها ومن الصدفة اني شوفتها مرتين قبل ما أسافر والصدفة الأكبر أما قولتلي اشوفلك موضوع خالد اخوك بيعمل ايه وانك قلقان عليك رحتله المكان اللي بيسهر فيه كان مع جنة حبيبته هو وبيتخانق عشانها بس بعدها جت بنت عمها تلحقها وتخرجها من المكان ده مفاجأة غير متوقعة بالنسبة ليا اني اشوفها هنا وهيا كانت بفلسطين المهم عرفت عنها وعن بنت عمها استغربت نفس الاسم لكن ما علينا بعدها بيومين خالد ما*ت بس انا كانش ليا علاقة بكل ده حطيتلك دفتر المذكرات اللي يدين جنة واما ابتديت تسأل عنها خليت كل المعلومات توصل عن جنة مراتك بدل بنت عمها بس الحقيقة جنة التانية ما كانش ليها دعوة بموته المهم انت حبيتها وفي نفس الوقت مش عارف تعمل ايه حبيبت توهانك وتعبك والاهم انك مش مركز لشغلك ولما بعتت الصور لاخوها كنت عايز تهرب موضوع انه اخوها د..بحها ده ما كانش في حسابي بس اما هربت وانت بقيت زي الضايع والتايه كدة خدت بتاري ودوقتك من نفس الكاس يا ياسين وخدت كل الصفقات وانت بقيت بالنازل ”
كان ياسين يستمع له دون تصديق ما يقوله شطر قلبه لنصفين اكل ذاك الحقد بقلبه من اعتبره صديقه وأخيه خطط تخطيط شياطين لتعذيبه دموع متحجرة أبت النزول هيا كانت ردة فعله هز رأسه بايماءه بسيطة وغادر بهدوء لكن أين سيذهب وليس لديه أحد ضاقت به الدنيا لدرجة ولأول مرة لا يلوم من فكر بالانت.حار والتخلص من العذاب نغزة قوية تضرب قلبه جعلته يتنفس بصعوبة لتهبط دموعه بقوة على قلة حيلته وعذابه ..
كان أحمد ما زال ينظر لمكان خروجه لتخرج عينيه من مكانها حينما ظهرت خديجة وعينيها توحي بأنها استمعت لكل مصائبه أصبحت انفاسه تعلو وصد.ره يدق بقوة شديدة ولأول مرة يخاف لهذه الدرجة برودة اصابت كل جس.ده كأن روحه ستغادر جسده وقف من مكانه يمشي بيطء يقترب منها ودقات قلبه تسمع من في الجوار وقف امامه يبحث عن تبرير أي شئ يخفف صدمتها وتلك النظرة التي نظرتها له ليشعر بانقسام روحه وقلبه ابتلع ريقه يحاول الكلام لتهمس هيا بصوت مختنق من شدة البكاء ” انت عملت كدة في ياسين ”
هبطت دمعة من عينيه بسبب نبرتها وصدمتها به ليتكلم بصعوبة وصوت خافت ” عشانك والله عشان نفسي تكوني مراتي عشان انتي حب عمري يا خديجة ”
هزت رأسها باستنكار وقالت بعدم تصديق ” دمرت مستقبل اخويا وحرمته من مراته وبناته وعذبته عشاني انت سامع نفسك بتقول ايه ”
خائف خائف جدا ان يكون بعد ثورتها تلك تركه لا لا يستحيل أن يسمح بذلك ليتكلم بدموع ” ما انا حاولت وهو رفض بعد ما عشمني لقيته فجأة مصمم انه يبعدك عني وانا بحبك اوي والله خديجة تعالي نتفاهم واللي انت عايزاه انا هأعمل والله ”
دفعته من صد.ره بقوة وقالت بحدة ” نتفاهم انت فاكر اني ممكن أأمن ليك تاني واصدقك بعد اللي عملته انسى انت دلوقتي تتطلقني وما اشوفش وشك تاني لا ”
أمسك يدها بلهفة وجنون وقال برجاء ودموع ” لا لا ط .. طلاق ايه يا خديجة يا روحي انت عارفة انا ما اقدرش أعيش من غيرك خلاص هصلح كل ده والله بصي قوليلي انتي عايزة ايه وانا هأعمله بس طلاق لا خديجة انا ما اقدرش اتنفس حتى من غيرك والله العظيم آسف هتأسف لياسين وأفهم جنة كل حاجة بس سامحيني ”
ابتعدت للخلف تهمس بحدة ” تصلح ايه ؟؟ انت شوفته خارج ازاي وهو مكسور ومصدوم في صديق عمره ده انت كنت أقرب ليه من خالد وشريف انت ازاي كنت شيطان كدة ازاي وانا ما حستش بده انت عارف كرهت نفسي قد ايه اني صدقت شيطان زيك ”
ضربت بطنها بيديها وهيا تصرخ ” حتى ابنك ده مش عايزاه بكرهك وبكره أي حاجة منك ”
بكى بقوة وقال وهو يضمها بانهيار ويمسك يديها ” كنتي عايزاني أعمل ايه ما خلوش قدامي حل تاني انا تقدمت مية مرة والله العظيم عشان بحبك بحبك لدرجة ما تتخيلهاش”
دفعته بقوة وقالت بصراخ ” وانا عمري ما هسامحك يا أحمد عمري انا بكرهك بكرهك ”
ركضت للخارج وهو ينظر لها بحرقة وعدم استيعاب ان كل احلامه انهارت امامه بثانية بسببه جلس على ركبتيه ينظر لاثرها بانهيار أيعقل أن هذه النهاية أيعقل أنها لن تعود اليه وكرهته وعند هذه الفكرة بكى بقوة كأن لم يبكي من قبل …
******
تجلس مع بناتها تفكر في ذاك الغائب الذي لم تراه منذ أيام أيعقل أنه مل منها ماذا عن بناته لم يقترب منهم حتى ماذا ستنتظر منه من الأكيد أنه وجدها مسؤولية كبيرة وأنه تعب منها ومنهم هذا ما كانت تفكر به ولا تدري أنه أصبح تائه ضائع بلا أحد كان يمر في أضعف أيامه تنهدت بهم لتفوق على صوت احدى بناتها ” ماما هو بابا مش بيجي تاني عندنا ليه ولا بيوصلنا للحضانة ولا بياخدنا يلعب معانا زي الأول ليه هو سابنا تاني ”
أغمضت عينيها لا تدري ماذا تجب فهيا فعلا لا تعرف السبب لتهمس لهم بابتسامه ” لا طبعا بس هو سافر فجأة في شغل وهيجي يلعب معاكوا اكتر من الأول ايش رأيكوا أخرجوا أنا ”
صفقت البنات بحماس وركضنا لغرفتهم للاستعداد عندما استمعت صوت جرس الباب فتحته لتجد خديجة امامها بمنظر مزري جعل قلبها يكاد يقف خوفا أيعقل أن يكون حدث مكروه لياسين لتهمس بلهفة وأنفاس متقطعة ” ياسين منيح ”
ابتسمت رغم انهيارها وهزت رأسها لتتنهد الأخرى براحة ثم سمحت لها بالدخول وأحضرت لها عصير حتى تهدأ ثم سألتها بقلق ” مالك يا خديجة قلقتيني ”
أغمضت عينيها وقالت بوجع وقهر ” انا تعبانة أوي يا جنة مالقتش حد اروحله غيرك ”
ربتت على كفها بحنان اخوي وقالت ” طيب اتكلمي يمكن أقدر أساعدك ”