منوعات

سيطرة ناعمه بقلم سوما العربي الثالث

تحركوا مغادرين وتركوا الكل يجلس بصمت تام من تلك الأخبار المفاجئة.

و وقف الجد من على كرسيه بصعوبه ليقول كمال:
-كمل أكلك يا جدي.
-نفسي اتسدت…

هم كمال لأن يقف ويساعده لكنه قال:
-خليك أنت يا كمال كمل أكلك.
ثم نظر على لونا وقال لها:
-تعالي يا لونا انتي ساعديني أطلع فوق.

طالعته بملامح متجهمه،متيبسة، مازالت غير متقبله وجوده بحياتها أو معترفه بكونه جدها من الأساس، هي تشعر بعدم الإنتماء لكل المتواجدين حولها من أصغرهم لأكبرهم.

لذا ظلت بمكانها جالسه ليقف ماهر سريعاً وكأنه خائف من شئ أو أدرك شئ ليقول:
-تعالى اجي أساعدك أنا واطلعك.

لكن الجد أعترض بقوة وقال:
-لا مانت هتجيلي بس بعد ماتخلص أكلك.. لكن دلوقتي لونا هي الي هتطلعني…عايزها في موضوع لوحدها…يالا يا لونااا..

حسها بإلحاح لم تستطع صده و وتحركت معه تساعده وأ إنظار ماهر معهما تتبعهما بقلق يردد:
-عايزها في موضوع لوحدها؟!!!
-ايه يا ماهر…بتكلم نفسك؟! العروسه لحست مخك ولا إيه؟!
-بس والنبي يا كمال سيبني؟!
-ايه ده ايه ده ايه ده؟!! هي العروسه مش عاجباك ولا ايه؟!

أقحمت جيلان نفسها في الحديث وقالت:
-وماتعجبوش ليه؟! جميلة اسم على مسمى واي حد يتمناها… ده من بخته، حلوة وصغيرة وغنية ومن عيلة و…

-تعرفي تخرسي.

نطقها ماهر من بين أسنانه بحسم وبغض شديد جعلها تقف من مكانها بصـ,ـدمة تردد:
-أنت ازاي تكلمني كده؟! إنت اتجننت؟!
وقف من على كرسيه بغضب ثم قال:
-لمي نفسك واتعدلي معايا بدل ما اوريكي جناني على حق.
-والله والله لاقول لعزام.

سحبها من ذراعها بمهانة شديدة يدفعها للتحرك من أمامه قائلاً:
-يالااا بسرعه.

دبت الأرض بغل وتحركت بغضب شديد تتوعده فيما التف ماهر يزفر بتعب شديد وجلس على كرسيه أمام كمال لكن ما لبث أن تحرك لغرفة جده غير قادر على الإنتظار، وبقى كمال يبادل النظرات بينه وبين چنا الجالسة بصمت وأعتياد يسألها:
-ده عادي
لتجاوب:
-بتاع كل يوم… ماهر مش بيطيق يلمح طيفها.. بس يمكن النهارده زودها شويه؟!!

زم شفتيه بأسى على ابن عمه وجلس يقول:
-بصراحة عنده حق مايحبهاش.. أنا لو مكانه ماكنتش عرفت امسك نفسي زيه كده.. ده جبل.
ضحكت بخفه ليقول:
-بس فتح نفسي على الجواز.. بفكر يابت ياچنچونة أشوف عيادة أفتحها هنا واشوف بردو بنت عسوله كده وبنت ناس اتجوزها واستقر بقا…
-ده بجد؟!
-بفكر لسه؟! عندك عروسه؟!
-يااه..نشوفلك هو انت أي حد يا كيمو..دي البنات كلها هتموت عليك.
-أيوه أيوه عارف.. قوليلي بقا..مين جميلة دي!!

سحبهم الحديث لكلام طويل عن جميله وعائلتها ونفوذهم.

ــــــــــــــــــ سوما العربي ــــــــــــــــــــ

في غرفة محمد الوراقي
دلف وهي تسنده على مضض تساعده لكي يتسطح على الفراش ثم يعتدل مردداً:
-تسلم الأيادي.

ابتسمت له بتكلف يتفهمه ليتنهد بتعب ثم يقول:
-مش متقبلاني لسه يا لونا مش كده؟ واخده من امك كتير، كان الحب والكره بيبانوا على ملامحها.

عاد بظهره للوراء يردد بتعب وأسى:
-أااااه….كأن الزمن رجع بضهره تاني..والمنظر ده حصل من خمسه وعشرين سنه بس انا ماكنتش أنا إلي قاعد قدامك دلوقتي….كانت لسه الدنيا لاهياني و لسه المصلحة عمياني.. نظرتك هي هي نفس نظرة أمك زمان..لا عارفه تتقبلني ولا لاقيه حل تاني غيري…وأول ما لاقت حل مشيت من غير ما تتردد.

هنا هتفت لونا بقوة:
-أمي مشيت عشان عمرها ما اعتبرتك أبوها…. ماهو مافيش أب يوافق إن بنته تترمي سنين في ملجأ على حياة عينه بعد ما أمها ماتت وهو عارف وساكت عشان خايف من مراته ولية نعمته.

-لوناااا.

هتف بها صوت ماهر الذي دلف بالغرفة للتو يردد:
-ايه الي بتقوليه ده؟! ازاي تكلمي جدك بالطريقة دي وتقولي كلام زي ده.
-أنا متربيه كويس قوي وبعرف ازاي اتكلم باحترام لكن الحقيقة هي مش محترمه ومش مشرفه بصراحة وعشان كده وجعتكم.
-لوناااا…. أنتي أكيد غلطانة وجدي مايعملش كده ولا جدتي و…

قطع كلامه مع إغماض الوراقي لعيناه يعود برأسه للخلف وهو يردد وشعور العار يتملكه:
-عملنا .. عملنا يا ماهر كل الي قالته لونا للأسف صح وماخفي كان أعظم…لو في حد غلطان ومذنب في الحكاية دي من أولها لأخرها أنا… أنا وماحدش غيري.. بس انا خلاص عايز أكفر عن الذنب الوحيد والكبير في حياتي ..

اقترب ماهر يردد بحنان:
-أهدى يا جدي..صحتك أنت لسه خارج من المستشفى.
سعل الجد بتعب وحاول جاهداً أن يتحدث:
-أنا غلطت يا ماهر. غلطة ضيعت فيها ارواح ناس كتير..من أول هنية الشغالة لحد لونااا.. بس خلاص هكفر عن كل ده ولونا هتاخد حقها كله على داير مليم… سواء عايزاه أصول أو فلوس.

-مش عايزه منك حاجه…مش عايزة..مش هتقدر تكفر بالفلوس عن ذنبك مع امي مش هتقدر …هتعيش وتموت بيه…

ثم تحركت مغادرة الغرفة بغضب شديد لا تجيب على نداءات الجد الملحة:
-لوناااا…لوناااا..أستني يابنتي….
-أهدى ياجدي… أنا هروح لها..بس قولي لي… انت ناوي تديها حقها بجد؟!
-ايوه… وده الموضوع الي كنت طالبك بعد العشا عشانه…عايزك تكلم المحامي وتخليه يحصر كل ما أملك ويقدر ورث لونا فيه…

خرج ماهر من غرفة جده بملامح خائفة مبهمة يسير ببطء شديد ناحية غرفة لونا يفتح الباب ويدخل كأن الغرفة غرفته…يراها تجلس على الفراش بضيق وحزن تضم ساقيها نحو صدرها وتبكي في صمت.

ليجلس لجوارها ويضمها لأحضانه عنوة رغم رفضها الشديد له، لكنها يأست منه وهو كالعلقة لتصمت ومن ثم تستكين في أحضانه وهو يهمس:
-شششششش.. أهدي..ماتزعليش يا حبيبي
اخر شئ تريد رؤيته أو سماع صوته الآن هو ماهر.

اغمضت عينيها ببغض تبعده عنها لتتسع عيناه بصدمة من فعلتها وسرعان ما قال مدركاً:
-أنتي زعلانه مني أنا عارف… على فكره والله أنا لاقيت نفسي متدبس في الجوازة دي.

تجعدت ملامحها وتوقفت عن البكاء مستنكرة، مسحت أنفها بيدها وهي تشهق متسائلة:
-جوازة إيه؟! وأنا مالي؟!!
-مالك؟؟؟!

تجهمت كل ملامحه وسأل بضيق شديد وقلب مقبوض:
-ماهو المفترض إني جوزك.

إشتعلت عيناها وكأنها أستيقظت للتو فقالت:
– صح…أظن كده بقا لازم تطلقني.
-أطلقك؟! ههه…
ضحك ساخراً أرعبها…شعرت وكأنه وضعت للتو بزنزانه وصوته وهو يقول:
-أنتي متفائله قوي يا لونا…أنا عمري ماهطلقك.

إنه لهو صوت وصد باب زنزانتها بالمفتاح، لا تعلم لما؟ لكنه كان شعور قوي وسيطر عليها لحظتها.

خافت بشدة، شعور السجن يكتنفها وماهر هو السجن والسجان…بلعت رمقها في خوف ثم همست:
-قصدك إيه يا ماهر؟

علت وتيرة أنفاسه وهي تنتطق إسمه مع شعوره برغبتها في الإنسحاب من سجن يريد فرضه عليها ولو بالإجبار تحيناً مع روعة نزول شعرها الناعم على خدها وإنسدال حمالة فستانها مع كتفها المرمر مما أظهر وبين بروز نهدها الممتلئ.

ضرب الدم بدماغه … يردد بجنون إنها خاصته ..له وحده وسيخطفها من الجميع حتى لو كانت رافضه.

فقد السيطرة تماماً…وانقض عليها بما يفوق المعنى الحرفي.. الكلمات لن توفي بحق شعور ماهر لحظتها.

لقد وصفها من قبل ….يريد أكلها.
صرخت برعب من إنقضاضه عليها وإفتراسه لها:
-ااه..ماهر.. أنت بتعمل إيه..إبعد عني..أااااه.

كان يقبل أي شيء يطال منها..اي مكان منها مقبول ..لتجود وتحن عليه هي فقط..حالته يرثى لها.. متـ,ـقمص ومقتـ,ـع إنه صريع هواها..ناسي تماماً أنه من أقبل على فعل كل شيء….

هوى لونا بالنسبة له غامض…هو لم يأخذ وقته للوقوع لها…ترى ما السر..هل لكونها جميله أم أنها كارما الأجداد…… ……

ماهر كان غارق بها…بلونا ليونا ولذه مميته..شملها بذراعيه يحاول إسكات صرخاتها:
-لونا…أنا بحبك.

تيبس جسدها… توقفت عن الصراخ وعن الركل بقدمها لأبعاده…تخشبت تماماً.. للدرجة التي نبهت ماهر وفاق من غمرة نشوته يدرك ما نطقه بلا وعي.

هو يحبها؟!!!!!!!!

إعتدل من فوقها ينظر لها بصدمة… مأخوذ بما قاله عن نفسه…مد يده يرفع فستانها يغطي صدرها الذي تهجم عليه وكشفه.. مد يده يساعدها لتعتدل وهي تمسكت بيده تسمح له بمساعدتها.

لتستوي فوق الفراش بصدمة… وهو هرب …منها أم من نفسه لا يعلم… لكنه خرج من الغرفة بسرعة البرق.

صباح يوم جديد

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل