منوعات

ملاذ الثانى

نظر إليها بهدوء قبل أن يفاجئها وينحني قليلا نحوها وقد ذهبت جميع الأفكار الأخرى بعيدا ولم يتبقَ سوى تالا في خياله …
رفعها من كتفيها وأًقفها أمامه بعدما نهض هو الأخر من مكانه …
” قلتي ايه ..؟!”
سألها محاولا إخراجها من صدمتها الواضحة بسبب تصرفه فأجابته بصوت خافت :
” تحب أعملك حاجة ..؟!”
قال بسرعة وصدق :
” أيوه احب جدا …”
” طب أعملك ايه ..؟! قول وأنا هعملهولك حالا…”
قالتها بلهفة لتتفاجئ به ينحني ناحية فمها ويقبله برقة بالغة قبل أن يبتعد عنها قليلا فيجدها مستسلمة له تماما ومغمضه عينيها ..
فتحت تالا عينيها الخضراوين أخيرا تنظر إلى عينيه الراغبتين بتقبيلها مرة أخرى فيعاود الإنحناء نحوها مجددا وتقبليها مرة اخرى …
هذه المرة كانت قبلة عميقة طويلة أطاحت بما تبقى من عقلها وجعلت الفراشات ترفرف داخل معدتها ..
لا تعرف كيف ابتعد عنها أمير وكيف سحبها من ذراعها وأجلسها على الكنبه بجانبه بل ملتصقة به وظل يقبلها مرارا وتكرارا دون ملل وهي مستجيبة له مستكينه بين ذراعيه تماما …
كان ينسى العالم كله وهو يقبلها .. ينسى الماضي وما فيه .. ينسى ربى وعودتها المفاجئة .. ينسي كل شيء وأي شيء ..
مددها أمير على الكنبه بينما انحنى صوبها يتأمل ملامح وجهها الجميلة والبريئة قبل أن يهمس بشغف تملك منه :
” انا عمري مشفت جمال بالشكل ده ..”
لم تستوعب ما قاله ولم يمهلها الفرصة الرد حيث انحنى نحو شفتيها وقبلهما مرة اخرى بينما يده أمتدت أسفل بلوزتها تلمس بطنها برفق ورغبه خالصه …
ارتجف جسد تالا كليا ما إن شعرت بلمساته تلك وهمت بدفعه بعيدا عنها لكنه أوقفها بسرعة وإصرار :
” هش ،متبعدنيش عنك يا تالا …”
لحظات قليلة وابتعد عنها بعدما استعاد وعيه وأدرك إلى أين كان سيوصله تهوره …
أما هي فإعتدلت في جلستها وهندمت ملابسها قبل أن تنهض من مكانها وتتجه مسرعة نحو غرفتها والخجل والتوتر يسيطران عليها ..
يتبع
الفصل الثامن
حل الصباح مجددا يحمل أملا جديدا أم ألما لا أحد يعلم ..
استيقظ أمير من نومه بعد ليلة طويلة قضاها وهو يفكر بكل شيء ..
بما حدث بينه وبين تالا أولا وما أخبرته به ربى ثانيا ..
اعتدل في جلسته وتلك الأفكار ما زالت تدور داخل ذهنه .. ماذا سيفعل ..؟!
نهض من فوق سريره محاولا إزاحة تلك الأفكار جانبا عل وعسى ينجح في ذلك …
أمام غرفة تالا وقف أمير بعدما أخذ حمامه الدافئ وغير ملابسه ، أخذ ينظر الى باب الغرفة بتردد وخجل .. اللعنة لماذا يخجل مما فعله وهو زوجها ..؟!
زفر نفسا قويا وهو يطرق على باب غرفتها محاولا طرد تلك الأفكار منه ..
لا داعي للخجل ابدا فتالا زوجته .. حلاله .. وهو يحق له فعل هذا وأكثر ..
فُتحت الباب أخيرا لتظهر منه تالا وهي منكسة رأسها نحو الأسفل ..
تأملها أمير بحيرة فماذا سيفعل معها وكيف يبرر لها ما فعله ..
أخذ نفسا عميقا قبل أن ينادي عليها لترفع بصرها نحوه ببطء قبل أن تلتقي عيناها بعينيه فيسألها أمير بصوته الرخيم :
” انتِ كويسة ..؟!”
اومأت برأسها وهي تشعر بالحرج من كل ما حدث فأكمل بلهجة جاهد كي تخرج عادية باردة :
” لازم تعرفي انوا اللي حصل امبارح ده شيء طبيعي بين أي إتنين متجوزين .. يعني ملوش لزوم تتكسفي ابدا ..”
اومأت برأسها دون أن تنظر إليه حتى وهمت بالتحرك من أمامه ليقف في وجهها مانعا إياها من التحرك …
رفعت تالا وجهها في وجهه ترمي إياه بنظرات متسائلة حائرة ليقول بصوت هادئ متزن :
” أتمنى إنك تستوعبي المرحلة الجديدة اللي احنا بنمر بيها ..”
هزت رأسها وهي ما زالت تنظر إليه ، لكن نظراتها كانت تختلف هذه المرة .. كانت دافئة وكأنما تحتويه وتشعر بما يدور في خلده ..
شعر بالراحة والرغبة في الإرتماء داخل أحضانها أثرا لنظراتها تلك .. هو يحتاجها وبشدة .. يحتاجها بشكل لم يتصوره يوما ..
حافظ على سكونه وهدوءه وهو يهتف أخيرا بنبرة عملية بحتة :
” يلا بينا عشان هتأخر عالشغل …”
قالت تالا بسرعة :
” أجيب شنطتي حالا وأجي ..”
وبالفعل جلبت حقيبتها وسارت وراءه خارج الشقة كي يوصلها الى مدرستها ثم يتجه هو الى شركته ..
…………………………………………………………………….
على مائدة الأفطار ..
جلس كرم وهو يتثائب على مائدة الأفطار لتصيح به والدته بضيق :
” قلتلك مية مرة متنامش متأخر ، مش حلوة قعدتك قدامنا كده ..”
مط كرم شفتيه بلا مبالاة وهو يتناول طعامه بينما تحدث الأب متسائلا :
” بتشوف أمير يا كرم ..؟!”
اومأ كرم برأسه دون رد بينما قالت والدته متدخله في الحوار :
” وعامل ايه ..؟!”
تمتم كرم بهدوء :
” كويس ..”
ثم أردف بنبرة ماكرة :
” ربى رجعت مصر …”
غصت والدته في لقمتها وأخذت تسعل بشدة ليعطيها زوجها كوب الماء كي تتناوله .. أخذته منه وتناولته بسرعة بينما سأله والده بضيق :
” رجعت امتى ..؟! وعرفت منين ..؟!”
أجابه كرم بجدية :
” عرفت وخلاص ..رجعت امبارح وزارت أمير كمان ..”
” كمان ..؟! زارته ليه ..؟!”
سألته والدته مصدومة ليهز كتفيه وهو يجيبها :
” معرفش ، اسأليه هو ..”
حل الصمت المطبق بينهم .. صمت قطعه كوم وهو يهتف ساخرا :
” هتفضلوا ساكتين كده كتير ..؟! اتكلموا قولوا اي حاجة ..”
قالت الأم بقلق :
” رجعة البنت دي مش مريحاني …خايفة يرجعوا لبعض …”
قال الأب بجدية :

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل