
على مائدة الأفطار ..
جلس كرم وهو يتثائب على مائدة الأفطار لتصيح به والدته بضيق :
” قلتلك مية مرة متنامش متأخر ، مش حلوة قعدتك قدامنا كده ..”
مط كرم شفتيه بلا مبالاة وهو يتناول طعامه بينما تحدث الأب متسائلا :
” بتشوف أمير يا كرم ..؟!”
اومأ كرم برأسه دون رد بينما قالت والدته متدخله في الحوار :
” وعامل ايه ..؟!”
تمتم كرم بهدوء :
” كويس ..”
ثم أردف بنبرة ماكرة :
” ربى رجعت مصر …”
غصت والدته في لقمتها وأخذت تسعل بشدة ليعطيها زوجها كوب الماء كي تتناوله .. أخذته منه وتناولته بسرعة بينما سأله والده بضيق :
” رجعت امتى ..؟! وعرفت منين ..؟!”
أجابه كرم بجدية :
” عرفت وخلاص ..رجعت امبارح وزارت أمير كمان ..”
” كمان ..؟! زارته ليه ..؟!”
سألته والدته مصدومة ليهز كتفيه وهو يجيبها :
” معرفش ، اسأليه هو ..”
حل الصمت المطبق بينهم .. صمت قطعه كوم وهو يهتف ساخرا :
” هتفضلوا ساكتين كده كتير ..؟! اتكلموا قولوا اي حاجة ..”
قالت الأم بقلق :
” رجعة البنت دي مش مريحاني …خايفة يرجعوا لبعض …”
قال الأب بجدية :
” ياريت ، جايز ده يرجع أمير لينا ..”
نظرت الأم إليه بعدم تصديق مما يقوله قبل أن تهتف به بغضب :
” انت بتقول ايه ..؟! يرجعوا لبعض ازاي ..؟!”
تدخل كرم في الحوار قائلا :
” زي اي اتنين بيرجعوا لبعض يا ماما …”
صاحت الأم :
” مينفعش ..”
تطلع كرم الى والده بحيره بينما شعرت الأم بتسرعها بردة فعلها تلك فقالت محاولة تلافي شكوكهما :
” مينفعش يرجعوا لبعض .. احنا مصدقنا خلصنا منها ..”
” انتِ المفروض تتمني إنوا إبنك يرجع ليها ..”
قالها كرم بسخرية لترد الأم بحيرة وتوجس :
” ليه ..؟!”
تنهد كرم وقال أخيرا :
” أمير إتجوز ..”
صرخ الأب والأن في أن واحد :
” نعم ..؟!”
اومأ كرم برأسه بينما سألت الأم بسرعة :
” اتجوز امتى وازاي ..؟! ومين هي العروسة ..؟!”
أجابها كرم ببساطة :
” إتجوز الخدامة اللي كانت شغالة عنده ..”
حلت الصدمة فوق رأسها لتهتف وهي تهز رأسها نفيا :
” لا انت اكيد بتضحك عليا ..”
” للاسف ، انا زيك انصدمت لما شفتهم خارجين مع بعض …”
” سألته يعني ..؟!”
سأله الأب بخفوت ليومأ كرم برأسه وهو يخبرهم بما قاله أمير :
” وقالي أعرفك دي مراتي ..”
نهضت الأم من مكانها بعصبية بينما تطلع الاثنان الى أثرها بحيرة ..
………………………………………………………………….
دلفت الى داخل الشركة بخطوات عصبية …
كانت تسير بسرعة وصوت طرقات كعبها العالي ينطلق خلفها …
وصلت أخيرا الى مكتبه لتقتحم المكتب غير مبالية بمحاولات السكرتيرة لمنعها …
انتفض امير من مكانه وانصدم بشدة حينما رأها تقف بكل جبروت أمامه تنظر إليه بقوة وتحدي ..
أشار الى السكرتيرة أخيرا بعدما استوعب ما يحدث :
” سيبينا انتِ دلوقتي ..؟! ”
خرجت السكرتيره تاركة إياهما لوحديهما ليهتف بها أمير سائلا إياها ببرود . :
” خير ..؟! جايه ليه ..؟!”
” انتَ اتجوزت الخدامة ..؟!”
سؤالها كان واضحا وصريحا وهو استقبله ببرود تام ولا مبالاة واضحة في جوابه :
” اه اتجوزتها ..”
” ليه يا أمير ..؟! إتجوزتها ليه …؟! ”
صاحت به بعدم تصديق ليبتسم بهدوء وهو يجيبها :
” عجبتني وإتجوزتها ..”
” عجبتك الخدامة ..؟!”
قالتها بملامح كارهة مشمئزة ليردعها أمير على الفور :
” ياريت تتكلمي عنها بإسلوب كويس .. تالا مراتي ..ومش هسمح لأي حد إنو يهينها أو يقلل منها ..”
اقتربت نحوه بخطواتها الباردة وقالت بلهجة كارهة :
” طول عمرك متسرع فقراراتك وبتحب تبص للي هما اقل منك بكتير ، ياما قلتلك بص للي من مستواك بس انت اختياراتك دائما كانت غلط ..”
لم يجبها بل ظل يتأملها بنظرات جامدة وإيتسامة هادئة تعلو ثغره لتكمل بقوة :
” مكنتش متصورة انوا مستواك ممكن ينزل للدرجة دي ..”
كاد أن يجيبها ويخبرها لما عرفه عنها لكنه تراجع في اللحظة الاخيره وهو يفكر أن هذا ليس الوقت المناسب …
سيخبرها ولكن ليس الأن ..
وجدها تتحرك خارج الغرفة قبل ان تقف للحظات تستدير بعدها نحوه ترميه بنظراتها الثانيه قبل ان تقول :
” خد بالك من تصرفاتك يا أمير ، بلاش تتسرع فيها ..”
ثم تركته ورحلت ..
يتبع
الفصل العاشر
كانت تتطلع إليه بحيره وخوف شديدين ..
مالذي دهاه ليصبح هكذا ..؟!
” ايه ..؟!”
سألته بنبرة مرتجفة بينما عيناها ترمشان بتوتر .. كانت نظراته مخيفة بشكل لم تستوعبه ..
” ازاي ..؟!”
سألها بصوت متحفز ليرتعش جسدها كليا بينما هو يقترب منها ويقبض على ذراعها بكفه مكملا بنبرة عالية :
“ازاي مش بنت ..؟! ازاي ..؟!”
جحظت عيناها بعدم تصديق وقد استوعبت لتوها ما حدث ..
هي ليست عذراء فلا يوجد شيء يدل على عذريتها ..
ولكن كيف ..؟! كيف ولم يمسسها رجل قط ..؟!
هطلت الدموع من عينيها لا اراديا وهي تهتف بصوت باكي متلعثم :
” معرفش .. والله معرفش ..”
” يعني ايه متعرفيش ..؟!”
صرخ بها بصوت قاسي اهتز جسدها رعبا منه لتكمل بنبرة متوسلة :
” والله يا امير معرفش .. والله ..”
اخذ يدور داخل اركان الغرفة عدة مرات بينما عقله يفكر بهذه الحقيقة المرة ..
اما هي ما زالت تبكي على السرير فيبدو ان سعادتها انتهت قبل ان تبدأ …
توقف اخيرا في مكانه واخذ نفسا عميقا قبل أن يقرر أخيرا سماعها فهتف بها بصوت جامد انتبهت هي له على الفور :
” احكيلي كل حاجة .. من غير كدب ..”
” والله معرفش اي حاجة ، والله ماعرف ..”