
” انا كمان كنت بشتغل خدامة ..”
” بجد ..؟! يعني ممكن تشتغلي معايا ..؟!”
اومأت تالا برأسها وقالت :
” اكيد أقدر ..”
” طب قومي معايا يلا ..
جذبتها المرأة من يدها لتتنهد تالا براحة مبدئية فبالرغم من كل شيء قد وجدت هي من يساعدها ..
جرت حقيبتها خلفها وسارت بجانب السيدة الى المكان المنشود ..
وصلت الى هناك اخيرا لتجد المكان فيلا راقية للغاية ..
همست لها السيدة والتي تدعى جنان :
” استني أعرفك على توليب هانم … لازم تشوفك وتوافق تشغلك ..”
” هي ممكن متوافقش ..؟!”
سألتها تالا بصوت خائف لتقول جنان مطمئنة إياها :
” متقلقيش ، مش هترفض ان شاء الله ..”
سارت الاثنتان سويا حيث توجد السيدة توليب في صالة الجلوس الرئيسية تتناول قهوتها ..
دلفت جنان تتبعها تالا حيث اقتربت جنان من توليب بينما بقيت تالا جامدة في مكانها تشعر بالخوف وعدم الراحة …
تحدثت جنان بصوتها الجاد :
” دي تالا يا توليب هانم .. تحبي تتكلمي معاها قبل متوافقي تشغليها ..”
اومأت توليب برأسها وهي تشير الى تالا قائلة :
” قربي يا تالا ..”
اقتربت تالا منها بخطوات مترددة ووقفت أمامها لتسألها توليب :
” عندك كام سنه يا تالا ..؟؟”
أجابتها تالا بجدية :
” دخلت فالعشرين …”
” متجوزة..؟!”
تطلعت تالا الى جنان بتردد قبل ان تعاود النظر الى توليب وتهز رأسها ثم تكمل فجاة :
” مؤقتا ..”
” ازاي يعني مؤقتا ..؟!”
سعلت تالا قليلا قبل أن تهمس بخفوت :
” يعني انا هطلب الطلاق ..”
حل الصمت المطلق للحظات قبل ان تهتف توليب بعملية :
” بتعرفي تشتغلي مش كده ..؟!”
أومأت تالا برأسها وقالت بسرعة :
” اكيد … ”
” خديها على الأوضة ترتاح شويه قبل متبتدي شغلها ..”
قالتها توليب لجنات التي نفذت على الفور ما أرادته حيث جذبت تالا من يدها وسحبتها خلفها متجهة بها الى غرفة نومها ليلج أمير بعد لحظات ويقترب منها بنبرة عصبية قائلا :
” انتِ ازاي تسمحي لنفسك تراقبي مراتي ..؟!”
ابتلعت توليب ريقها وقالت بتوتر:
” كنت براقبها عشان أتأكد من سمعتها وإنها مش بتستغلك..”
صاح أمير بإنفعال :
” دي مراتي .. عارفة يعني إيه مراتي ..؟! يعني مش من حق أي حد يعمل معاها كده ..”
” اهدي شوية يا أمير … فيه حاجات مهمة لازم تعرفها بخصوص مراتك .. هي فين صحيح .. ؟!”
قالت جملتها الأخيرة بنبرة ذات مغزى ليجيبها بملامح متجهمة :
” فالبيت طبعا ..”
” متأكد ..؟!”
سألته وهي بالكاد تكتم إيتسامتها الخبيثة ليسألها بفتور :
” انتِ عايزة ايه ..؟؟”
” لحظة ..”
قاطعته وهي تحمل هاتف المنزل وتجري اتصالا بالمطبخ تخبر جنان بجدية :
” ايوه يا جنان .. اعملولنا انا وامير عصير وخلي البنت الجديدة تجيبهولنا .”
صاح أمير بغضب :
” عصير ايه وزفت ايه ..؟!”
” اقعد الاول ..”
” مش قاعد وانا هروح حالا بس لازم تعرفي اني لو سمعت انك قربتِ من بيتي او مراتي مش هرحمك ..”
” مراتك التانيه ولا الاولى ..”
صدمه ما قالته بشدة فيبدو أنها تعرف بكل شيء .. ظل صامتا يرميها بنظرات حادة مشحونة قبل أن يهم بالرد عليها لكن دخول الفتاة وهي تحمل العصير جعله يسكت …
وجد الفتاة تتقدم ناحيته بالعصير وما إن وصلت عنده حتى اصطدمت عيناها بعينيه لينظران الى بعضيهما بعدم تصديق …
أوقعت تالا الصينية بمحتوياتها ارضا من شدة الصدمة بينما أخذت توليب
تبتسم بخبث ودهاء ..
يتبع
الفصل الخامس عشر ..
الصدمة أخرست كليهما وجعلت الزمن يتوقف من حوليهما …
كلاهما يتطلع إلى الأخر بملامح غير مصدقة ..
تالا لا تصدق أنها هربت من أمير لتجده أمامها ..
وأمير لا يصدق أن تالا هنا في منزل عائلته ..
أما توليب فجلست على الكنبة المقابلة لهما واضعة قدما فوق الأخرى تتابع ما يحدث بإنتصار شديد ..
قطع أمير أخيرا الصمت الذي طغى على أرجاء المكان وهتف مشيرا الى تالا الواقفة أمامه كالتمثال :
” انتِ بتعملي ايه هنا ..؟!”
ابتلعت تالا ريقها وقالت بعدما أخفضت عينيها أرضا :
” انا ….”
ولم تستطع التكملة ليهدر بها بقوة:
” انا بسألك ردي …؟!”
جفلت تالا من صوته الغاضب بينما قاطعته توليب بقوة :
” بتشتغل هنا .. ”
التفت نحو والدته يرمقها بنظراته المندهشة يسألها بنبرة غير مصدقة :
” انتِ بتقولي ايه ..؟!”
أجابتها وهي تشير بيدها إلى تالا التي ودت لو تنشق الأرض وتبتلعها :
” اسألها لو مش مصدقني ، مراتك بتشتغل عندي .. خدامة ..”
وضغطت على حروف الكلمة الأخيرة لينقل بصره نحو تالا ويسألها بصرامة :
” الكلام ده صحيح يا تالا ..؟!”
اومأت برأسها وهي ما زالت مخفضة عينيها أرضا ليعاود النظر الى والدته ويسألها بنفور :
” دي خطتك الجديدة .. صح ..؟!”
نهضت توليب من مكانها وتقدمت نحوه تخبره بثقة :
” انا مليش دعوة بكل ده .. مراتك هي اللي هربت منك وعاوزة تتطلق كمان ..”
نظر إلى تالا وسألها بصوت متردد :
” الكلام ده صحيح يا تالا ..؟! انتِ هربتي مني ..؟!”
اومأت تالا برأسها دون أن ترفع بصرها إليه ليكمل بصوت محتقن :
” وعايزة تطلقي ..؟!”
رفعت تالا بصرها في وجهه وتأملت نظرات الحزن والصدمة داخل عينيه لتهتف بصوت ضعيف :
” ايوه انا عايزة اتطلق ..”
” ليه ..؟!”
سألها والدهشة ما زالت تسيطر عليه بكل قوتها لتهتف أخيرا بعد صمت استمر للحظات :
” انا عرفت إنك إتجوزت ربى عليا ..”
اتسعت عيناه بعدم تصديق ، هل علمت بزواجه من ربى ..؟! ولكن كيف ..؟!
التفت نحو والدته يهتف بها بعصبية شديدة :
٠ انتِ اللي قلتيلها .. مش كدة ..؟!”
قبل ان ترد توليب تحدثت ربى قائلة بهدوء يناقض الموقف :
” ربى هي اللي جتلي وبلغتني بده ، بعد ما جابتلك الفون اللي كسرته فشقتها ”
هزت توليب كتفيها وهتفت بثقة :
” شفت انوا مليش دخل فأي حاجة وإنك بتظلمني على طول ..”
لم يجبها أمير بل مسك تالا من كفها وهم بتحريكها خلفه لكنها لم تتحرك وراءه ..
نظر إليها وقال بحزم :
” احنا لازم نمشي من هنا .. ولازم تسمعيني ..”