منوعات

لم تكن خط,يئتي بقلم سهام صادق الاول

– بتحب ايه… بتحب اللي هتضيع مستقبلك

اغمض عيناه بقوه وقد اصبح لا يحتمل ذلك الحب المحكم عليه بالفشل منذ البدايه

– ياصاحبي انا خايف عليك… زمان أهلها طردوك من بلدهم.. عوايدهم كده مبيجوزوش بناتهم للغرب.. وانت حاولت على اد ما قدرت وعملت كل حاجه لكن مافيش فايده.. تضيع بقى نفسك ومستقبلك…طب فكر في أمك واختك

واردف وهو يزيد من تأنيبه رغم علمه ان صديقه يصبح اخر ويضـ,ـرب بكل قراراته التي يتخذها بعد نصح يدوم لأيام بعرض الحائط فور لقاءه بتلك المعشوقه التي لا يعرف ايكرهها ام يتعاطف معها

– انت عمرك ما كنت ضعيف ياعمر… ايه اللي جرالك

والضعف لم يكن الا امام الحب… حب فتاه ترتدي ثيابها المدرسيه تتباطئ أمام عينيه كلما مر بالطريق نحو المشفى التي يعمل بها

الصغيره القت لعنتها عليه قديماً والآن هو من عليه فك القيود.

تعلقت عينيها بباقة الازهار التي يضعها أمامها تعبيراً عن اسفه لما حدث ويحدث من والدته ، ابتسمت بسعاده وهي تلتقط الباقه تضمها اليها

– ديه عشاني انا

وارتمت بين ذراعيه تُخبره بسعادتها

– ربنا يخليك ليا ياكريم

ضحك وهو يضمها نحوه يتذكر اصرار رائف وضغطه عليه لمصالحتها

ابعدها عنه قليلا يتأمل ملامح وجهها الجميله… وفي لحظات معدوده كان يجذب يدها نحو غرفتهما

تسطحت فوق الفراش ليتسطح جانبها مائلاً عليها يُداعب عنقها بأنامله

– كريم انا سألت عمر اخويا عن دكتور جديد.. وهو…

وضع كفه فوق شفتيها قبل أن تُتابع حديثها

– بكره نشوف ده ياحببتي..

وما من ثواني كان يميل نحوها بمشاعر عاصفه وتلك المره لم تكن معه كما اعتاد عليها جسد بلا روح… أعطته دفئها وحبها ، باقه ازهار غيرت مشاعر كثيره داخلها… غيرت تفكير عقلها من سلبيه زوجها وتحطيم حماتها الدائم لها حتى فكره تزويج زوجها قد مُحت..

انتهت رحلة مشاعرهم الجميله ليجذبها اليه

– الواد رائف طلع بيفهم… ده انا اجبلك كل يوم ورد

تصلب جسدها وهي تستمع اليه ف كالعاده لا يُغير مزاجه نحوها الا رائف ولولا هذا الصديق لكانت حياتهم انتهت منذ زمن

………

استجمعت شجاعتها أخيراً وهي تقف أمام حجرة مكتب عمها.. فلا احد يستطيع ردع شقيقها الا هو

طرقات خافته طرقتها فوق الباب ليهتف سامحاً لها بالدلوف وفور ان رأها ابتسم

– تعالي يالبني

شعرت بالتوتر وهي تُطالع نظراته الحنونه نحوها وقبل ان تسأله عن امكانيه الحديث معه إذ لم يكن مشغولا

– كنت لسا هبعتلك..

وتسأل

– بس قوليلي الاول انتي كنتي عايزانى في ايه

ابتلعت لعابها وهي تنظر اليه لينهض من فوق مقعده متجهاً إليها

– تعالي ياحببتي اقعدي واحكيلي انتي عايزه ايه

– هو حضرتك كنت عايزني في حاجه مهمه

ضحك وهو يراها تقلب الأدوار فبعد ان كان هو من ينتظر حديثها أصبحت هي من تسأله

– يعنى افهم من كده انك عايزانى اتكلم الأول … ماشي ياستي

اماءت برأسها وهي تنتظر سماع ما سيسرده عليها… وكلمه وراء كلمه حتى انتهى الحديث وبهتت ملامحها

– ها يالبني.. اظن مافيش حجه خلاص جامعه وكلها شهرين وتخلصي… وادهم ابن عمك وعايزك من زمان وبيحبك وانتي عارفه انك ليه من ساعه ما اتولدتي

– لاء انا مش عايزه اتجوز… ارجوك ياعمي

تجمدت عيناه وهو يرمقها كيف هبت واقفه

– اوعي تكوني لسا بتحبي الدكتور اياه

ازدردت لعابها وعندما شعرت ان صمتها سيأكد له الأمر.. نفت برأسها سريعاً

– لا انا مافيش حد في حياتي … بس انا مش عايزه اتجوز دلوقتي عايزه اشوف مستقبلي.

جذبها لصدره بحنان يربت فوق ظهرها

– ياحببتي أدهم عمره ما هيقف قدام طريقك ومستقبلك بالعكس ديما هيكون معاكي … أدهم بيحبك يا لبني وبلاش تخسري حبه ليكي.

لم يدع لها قراراً الا الصمت فعمها كما شقيقها كما والدها كلهم لا يرون الا أدهم ولا رجلا غير أدهم

وضاع كل ما رتبت اليه لتنزوي في غرفتها باكية حظها

……….

تنهدت بأسي وهي تستمع عما يُخبرها به زوجها

– طب وسوسن أخبارها ايه دلوقتي

– تعبانه اوي ياقدر ادعيلها

تمتمت بدعاء صادق لشقيقه زوجها

– ان شاء الله ربنا هيعوض عليها وتقوم بالسلامة

– ان شاء الله.. اقفلي باب البيت عليكي كويس وبكره على بليل كده بأذن الله هكون راجع

انتهى الحديث بينهم لتغلق الهاتف بقلب حزين.. تتذكر كل مادار امس

حماتها كانت ترتدي ثيابها بأبهي حله وتضع الأساور الذهبيه فوق معصميها وتُلمع حذائها بسعاده

أمرت كريم ان يفعل بالمثل فهم ذاهبان لحفل زفاف… ساعدته في ارتداء ملابسه وعطرته وهي تتذمر لرفض حماتها في الذهاب معهم

الخطه كانت تسير مُحكمه لا هي تعلم ولا حتى زوجها بمخطط حماتها ولكن كل شئ انكشف عندما هبطوا من شقتهم متجهين لشقة حماتها ثم مجئ إحدى الجارات التي ستذهب معهم لخطبة عروس زوجها تستعجلهم.. تسمرت السيده سميحه واحتدت نظراتها نحو الجاره البلهاء فلم يكن هذا وفق خطتهم

المشهد مازال مطبوع أمام عينيها من صدمتها وصدمه زوجها ووقوف حماتها بينهم تُبرر غايتها ثم نحيبها…ولم يستمر الوقت الا لحظات ليأتيهم خبر موت جنين شقيقة زوجها بعد أن أتمت شهرها الثامن

اتجهت نحو غرفتها تجلس فوق فراشها تعود لقراءة وردها مستغفره

……………

عقد عمل وحياه كريمه بالخارج كان هذا ما يُخبره به صديقه عبر الهاتف لاقناعه..

تنهد عمر وهو يغلق الخط معه مُفكراً في والدته اولا وحبيبته التي كلما اقنع حاله بالتخلي عنها شعر انه يفقد جزءً من روحه

أربعة أشهر ولا بد أن يكون في لندن يستلم عقد عمله

اغلق عينيه بأرهاق يسترخي فوق مقعده وقبل ان يترك عقله يرتاح قليلاً وجد لبنى أمامه مُنهاره

نهض مفزوعاً مُقترباً منها يسألها

– لبنى.. مالك فيكي ايه

– هتجوز أدهم ياعمر

تجمدت ملامحه وهو يُطالعها

– اتصرف روحلهم واتقدملي ولا انت حبك ليا مجرد كلام

لو كان الحل هكذا لكان فعله منذ زمن ولكنهم قالوها له صراحة ابنتهم لن تتزوج الا من ابن عمومتها… وضع ذلك برأسه واقنع قلبه ان حبها فتره وسيزول حتى قبل عام كان يظن ذلك ولكن عندما رأها عاد قلبه يخفق بجنون وهي لم ترحمه.. أعطته كل سبل الحب من جديد وتاها مُجددا بكل مافيها ولا يعلم لما هي وحدها

– اروح لأهلك اللي طردوني من بلدكم يالبني….

– انت مبتحبنيش ياعمر… انا اللي دورت عليك وجتلك من تاني.. أما انت كملت حياتك عادي ونستني… ياريتني كنت نسيتك ومدورتش عليك

بكت وعاتبت وهو كرجل مُحب مُخلص لم يتسطع سماع المزيد

احتضنها بقوه يستمد منها طاقته

– حاضر يالبني ..حاضر

………

وقف مصدوماً وهو يُطالع الموظفه الجديده التي تم نقلها للبنك الذي يعمل به… شمس تلك الحبيبه التي احبها يوماً وباعدت بينهم الايام بل السنين وكل منهما مضى بطريقه

اقتربت منه وهي تسير بغنج اعاد الحنين لقلبه

– ازيك ياكريم

– شمس !

هتف اسمها ومازال غير مصدقاً ان العمل سيجمعهم ثانية

– أنتي الموظفه الجديده

اماءت برأسها وهي تنظر نحو يدها الممدوده اليه ثم نظراته العالقه بها… وعندما طال الأمر أعادت يدها لموضعها

– شكل وجودي معجبكش

لم ينفي ولم يؤكد عبارتها إنما ظلت نظراته عالقة بها لا يُصدق وجودها الان أمام عينيه

………..

استمعت لشقيقها وهو يفيض إليها بما يعتليه من هموم..وتنهد بتعاسه يسألها

– قوليلي اعمل ايه ياقدر

صمتت للحظات وهي لا تعرف اتشجعه ان يواصل ويُحارب من أجل حبه ام يتخلى عنها وينظر لمستقبله

– مش عارفه ياعمر.. حقيقي مش عارفه اساعدك ازاي.. بس مدام بتحبها اوي كده حاول تاني

– يعنى رأيك اروح لعمها اكلمه

ابتسمت داخلها عن عشق أخيها لتلك الفتاه التي لم ترى الا صورتها

– روح ياعمر

واردفت بتمنى

– كنت اتمنى اكون معاك وجانبك

ولكي تجعله يشعر بالسعاده والأمل

– بس ان شاء الله هكون جانبك يوم خطوبتك

ابتسم رغماً عنه فشقيقته دائما تريحه في الحديث وتعطيه املاً حتى لو كان كاذباً

…………

طالعت انعكاسه من المرآه وهي تُمشط خصلات شعرها..زفرت أنفاسها حانقه من ردوده المقتضبه وتركيزه نحو شاشة هاتفه

– كريم

انتفض مفزوعاً ولكن أدرك فداحة فعلته فعاد لرقدته مُتذمراً

– مالك ياقدر في ايه

اقتربت منه وهي تحل عقدة مئزرها الحريري

– مالي ياقدر… ده انا بقالي ساعه بكلمك وانت مش مركز معايا خالص

واردفت متسأله تجلس جانبه فوق الفراش

– مقولتليش ايه رأيك في قرار كريم

حمد ربه انه كان يُركز معها في بعض حديثها الذي القته علي مسمعه

– اخوكي ده بيحلم… انتي عارفه اسم عيله العزيزي ووضعهم في البلد

وحك رأسه وهو يتذكر بعض المعلومات عنهم

– ده مشاريعهم ماليه البلد.. افتكر ان واحد من العيله ديه كان مناسب وزير… تقوليلي اخوكي هيناسبهم ويوفقوا عليه

امتعضت ملامحها من حديثه المحبط

– اخويا ماشاء الله دكتور اد الدنيا هما يطولوا يناسبونا.

– اه اد الدنيا فعلا بالدليل انه لسا معندهوش عياده خاصه

آثار حنقها اكثر فعدلت من وسادتها تغفو فوقها

– تصبح على خير ياكريم

عاد الي هاتفه بملل فتجحظ عيناه من الصدمه وهو يرى صورة شمس بثياب لا تستر الا القليل من جسدها

اعتدل فوق فراشه يُطالع الصوره بتحديق يعض فوق شفتيه راسماً بخياله اشياء عدة.

الفصل الثاني (2)

رواية لم تكن خطيئتي.

تعجب من سماع اسمه عبر الهاتف ، الاسم مازال يتذكره وكيف يُنسي وهو من اعاده للعاصمه وأسرع في اقصاءه عن بلدتهم من محافظه سوهاج.. طبيب ذو سمعه طيبه ولكنه أخطأ حينا وضع عيناه على ابنتهم واغواها كما ظنوا

قطب عاصم حاجبيه وهو ينظر لملامح عمه

– دخلي الدكتور

امر سكرتيرته بأدخاله وعيناه نحو عاصم وقبل ان يهتف بشئ او يتسأل عاصم عن هوية الدالف إليهم جحظت عيناه وهو ينهض من فوق مقعده

– انت بتعمل ايه هنا

– عاصم خلينا نشوف الدكتور عايز ايه

احتدت ملامح عاصم وهو يُمعن النظر في عمر الذي جاهد على سيطره اعصابه حتي لا يخسر محبوبته

– انا عارف عايز ايه

– شهاب بيه انا جاي اتكلم مع حضرتك

تمتم عمر دافعاً ايد عاصم عنه

صاح عاصم به تحت نظرات شهاب

– طلبك مرفوض يادكتور

– واختي وانا هعرف اربيها كويس عشان مبتسمعش الكلام

– عاصم اسكت شويه وابعد ايدك عن الدكتور

لم يتحمل عمر الاهانه اكثر من ذلك ولكنه عاهد نفسه هنا سينتهي كل شئ اما إكمال حبهم او نهايته

– انا جاي اطلب ايد الانسه لبنى على سنه الله ورسوله

– اه ياكلب واتجرأت وقولتها… انت مش محوق فيك تهديد

وكانت ايد عاصم هي الأسبق دوماً… دفعه نحو الجدار الصلب

– عاصم قولت اسكت

ابتعد عاصم عنه يقبض على كفه بقوه يُطالع شهاب الواقف بينهم

– سيبني ياعاصم مع الدكتور

احتدت نظرات عاصم وهو ينظر نحو عمر بوعيد.. خاطبه شهاب برفق

– اتفضل يادكتور

كان دوماً يُقدر ذلك الرجل ورغم جحود تلك العائله ولكنه يعلم أن تفكيره ليس مثلهم

انصرف عاصم حانقاً عندما أشار اليه شهاب بالخروج… تعلقت عيني شهاب بعمر الواقف يتحسس أنفه ليقترب منه رابتاً فوق كتفيه

– متزعلش يادكتور انت عارف عاصم طول عمره ايده سابقه تفكيره

اماء عمر رأسه بتفهم فهو اليوم لم يأتي لصنع مشاحانات بينه وبين عاصم إنما اتي لاقناعهم

– بكرر طلبي تاني ياشهاب بيه… انا طالب ايد الانسه لبنى..زمان احترمت رغبتكم فأني انساها وقولت بلاش اضيع مستقبلها.. لكن لبنى دلوقتي كبرت وبقي ليها حق تختار

طالعه شهاب بصمت وعاد نحو مقعده يجلس عليه بهدوء

– اظن انك سمعت رأي اخوها

– ورأيك انت ياشهاب بيه

التقط شهاب قلمه من فوق الأوراق الموضوعه فوق مكتبه

– لبنى مخطوبه لابن عمها…المقابله انتهت يادكتور

**********

تعلقت عيناها بالهاتف وكل جسدها يرتجف ونحيبها اخذ يعلو شيئاً فشئ.. عائلتها وقفت أمام حبهم وهو قد ضجر من حبها كما قال لها منذ دقائق.. صدى كلماته مازالت تتردد بأذنيها

” انتهت كل حاجه بينا يالبني… اهلك حطوا نهايه حبنا.. انسى عمر لان خلاص مبقاش موجود… انا عملت كل حاجه عشان حبنا اما انتي معملتيش اي حاجه… انا اتهانت كرامتي من أهلك واداست”

صرخت بقهر وهي تقذف بهاتفها بعيداً.. ليشحب وجهها وهي ترى أخيها يفتح باب غرفتها في منزل عمها وشهاب خلفه يلهث

– بتتحديني يالبني

وفي لحظات كان يجذبها من خصلات شعرها يدفعها للأمام وشهاب يقف كالحائل بينهم يبعدها عنه

– قولت هتبقى عاقله وتسمعي الكلام… لكن الهانم من ساعه ماجات القاهره مدورها ولا عامله حساب لحد

جمله واحده كانت تصف عاصم ” قلبه ليس إلا حجراً ” اليوم تأكدت ان السواد ملئ قلب شقيقها بعد موت خديجه زوجته وابنة عمهما

– عاصم سيب اختك خلاص… انت مش شايف منظرها

هتف بها شهاب بحده وهو يُخلص لبنى من ايديه

انت في الصفحة 2 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
22

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل