روايات

رواية هوى قلبي

الحلقة الأولى
التقطت انف,,ها عده روائح شهيه جعلت معدتها تتقلص بجوع . سرت ببطء وهي تتبع الرائحه حتي وقفت امام المطبخ . اطلت براسها الصغير وعينيها التي تشبه حبات القهوه. تتفقد الوضع .اعتلت ابتسامه واسعه ش,,فتي,,ها الصغيرتين. تنقلت بخط,,وات صغيره بهدوء وهي تمشي علي أطراف اصابعها .حتي وصلت للهدف المنشود .تحركت ان,,ام,,لها الر,,شيقه ناحيه خصر تلك المنه,,مكه بعملها. نك,,زتها في خصرها بشقاوه. وهي تقول بمرح “اوعي الشيطان يوزك ” فاطلقت الاخري صرخه عاليه تنم عن ذعرها وهي تنتفض .و تتنفس بسرعه . تاركه الاخري تدخل في نوبه ضحك هستيريه..اقتربت منها بسرعه بجسدها الممتلئ قليلا. ثم ام,,سكتها من اذنيها قائله بحده زائفه “انتي يا بنت انتي مش هتو,,قفي حركاتك دي . هتجيبلي سك,,ته في يوم من الأيام وترتاحي بعم,,ايلك الس,,وده دي ” ..
تاوهت سما بالم. من يدي امها التي تمسك اذنيها كأنها امسكت بفار قائله بالم “اه اه سيبيني ياماما بتوج,,عيني ” ..
ضي,,قت الام عينيها قائله بحده “مش هسيبك غير لما تقولي حقي برقبتي ومش هعمل كده تاني. يلا قولي “سارعت سما قائله بسرعه “خلاص خلاص مش هعمل كده تاني سيبيني ياماما بقي ” …

ابتسمت الاخري قائله بمرح وهي تتركها ” ايوه كده ناس ما بت,,جيش غير باالعين الحمرا “

دلكت سما اذنيها وهي تقول بعبوس “ست مف,,تريه ربنا مديكي شويه صحه تفتري بيهم علي الناس المس,,اكين اللي زينا “

حدجتها الام بنظره حاده .لتتوقف الاخري علي الكلام قائلا بامتعاض “بس خلاص ما تزوقيش كده انا به,,زر يا ست الكل .” .. .وتابعت بم,,رح. وهي تنظر الي الاكلات الكثيره التي تعدها امها والتي تقريبا قد انتهت منها “بس ايه الجمال ده كله. هو جايلك عريس ولا ايه يامزه وانا معرفش

هزت الام راسها بيأس. من ابنتها المجنونه ثم قالت بجديه مصنعه “عيب يا بنت الكلام اللي بتقوليه دا .والنبي لو أبوكي سمعك وانتي بتقولي الكلام دا ليعلقني انا وانتي زي الاران,,ب “

هزت سما راسها ثم قالت بمزاح “لا وعلي ايه الطيب احسن انا سكت اهو ” ..

وتابعت باهتمام “بس برضوا ياماما مقولتيش ايه التجهيزات دي كلها من الصبح ؟.جاي لينا ضيوف مهمين ولا ايه النهارده “

ناولتها الام معلقه خش,,بيه ثم قالت بهدوء “قلبي بس انتي الرز دا قبل ما يتحرق عقبال ما اشوف اللحمه استوت ولا لا وبعدين ابقي اقولك ..”

امسكت سما الملعقه الخش,,بيه. وهي تقلب الرز بدقه شديده.. وقد بدا الفضول يتاكلها تجاه المو,,ضوع..

وما أن اتت والدتها حتي قالت لها بسرعه “ما قولتليش بقي يا ماما ايه الحوار.”

ام,,سكت الام #لتقوم بتق,,طيع الطماطم لتجهيز السلطه ثم قالت ببساطه “أبوكي النهارده جايب ضيف معاه بيقول انه صديقه من الطفوله و. وجه النهارده من السفر واكمنه يا حبت عيني مش مت,,جوز ولا عنده حد يراعيه هنا . فابوكي جابه عشان يعمل معاه الواجب وكده يعني “

عقدت سما حاجبيها قائله باست,,غراب وقد جذبها كلام والدتها “ازاي ياماما انتي بتقولي صديق طفوله بابا .يعني عمره لا يقل عن اربعين سنه .ان ما كنش اكتر .و بتقولي انه مش مت,,جوز .معقوله دي ” ..

تنهدت الام بحس,,ره ثم قالت بحزن حقيقي ” كان يا بنتي مت,,جوز ومعاه اطفال قبل كده .بس بعيد عننا الشر .نار هبت في بيت,,هم وهو مكنش هنا اخد,,ت الأخضر واليابس ومعاه زو,,جته وأطفاله الصغيرين اكمنه يعني متجوز وهو في سن الثلاثين. مش زي انا وابوكي اتجوز,,ني وانا عمري 18 سنه ” ..لم تنتبه سما أن الدموع بدأت تنزل من عينيها . تعاطفا معه .الا حين لسعتها نار الموقد. فنظرت إليها والدتها .ثم قفزت من مكانها تم,,سك أصبعها المح,,ترق.

تقول بنبره ق,,لقه “اتح,,رقتي؟ مش تاخدي بالك يا سما !.هو انتي كل ما تدخلي المطبخ لازم تعملي مص,,يبه ” ..واتجهت ناحيه ” الحوض” ثم وضعت يدها تحت المياه ..

لم تتوقف عبارات سما عن الهط,,ول .وقلبها ينغ,,زها باا,,لم حاد علي ذالك الغر,,بب.. وهي تتخيل م,,نظره وحيد ش,,ارد . بعد ما كان لديه عائله تملا حياته. كيف تحمل ذالك ! وبقي صا,,مدا ؟ .. يا لص,,بره وقوه قلبه

تحول بكاءها الي ش,,هقات عاليه فانتبهت إليها والدتها
فقالت بقلق “مالك يا سما بتعيطي ليه كدا ؟ هي وج,,عتك اوي ؟ “

هزت راسها بالنفي وهي ته,,مس ببك,,اء “صع,,ب,,ان علي اوي يا ماما ؟ هو قدر يتحمل دا كله لوحده ازاي “

ادركت والدتها أنها تتكلم عن ذالك الرجل صديق ابيها فاخذتها في أحضانها قائله بحزن وهي تربت علي شعرها “نصي,,به بقي يا بنتي هت,,عمل ايه ؟ ادي الله وادي حكمته “

ثم ابعدتها عنها قائله بمرح ” يلا بقي يا بت اتحركي قدامي وبلاش دلع .ولا فكراني لما حرقتي ص,,وابعك ه,,سيبك ؟ لا طبعا .لازم تتعلمي عشان عريس الغفله المنتظر. عايزاه ياكل وشي هو وامه ويقولو كوثر هانم معلمتش بنتها حاجه ؟ “

ه,,زت سما راسها باالنفي قائله وهي تمسح دموعها بسرعه “لا لا خلاص .انا هساعدك. وكمان الحلو دا بتاعي انا اللي هج,,هزه “

ثم جرت بسرعه تتحرك بنشاط تبحث عن مكونات الاطباق التي .ستعدها لهم هذه الليله.. متنا,,سيه الم أصبعها المح,,ترق ..

بينما امها تناظرها بابتسامه ح,,نونه .. تمتلئ باالف,,خر .والسعاده.
___________________________________

“كده كل حاجه جهزت يا ماما صح ؟ “

اومات لها والدتها وهي تقول بسعاده “ايوه يا حبيبتي كل حاجه كده بقيت تمام .يلا بقي روحي استحمي. لحسن لو ظهرتي كده للضيف. مش بعيد يطلع يجري. ويه,,رب “

نظرت لها بعدم فهم قليلا. ثم امس,,كت صنيه لامعه لتري بها منظرها . فغره فاهها قليلا ومنظرها كان كمن كان في معركه. وجنتيها ووجهها كله ملئ بالشوكلاه والطحين. وملابسها كذالك فضحكت بااحراج قائله بمرح “معلش بقي يا ماما . ما انتي عارفه مش بدخل المطبخ كتير والبركه فيكي يا ست الكل ” واقتربت منها تقب,,ل وجنت,,يها بقوه تتابع “دقايق واكون جاهزه.

ثم ذهبت وهي تقفز كالطفله. نظرت الام الي اثرها ثم قالت وهي تقلب كف علي كف “عوض علي عوض الصابرين يارب .انا عارفه مين هيرضي بالمج,,نونه دي .امه داعيه عليه اللي هيتب,,لي بيها !”
_________________________________

نظرت الي نفسها باالمرآه بتقيييم..وهي تقف علي رؤس اصابعها تتمتم “يا انا عايزه شويه الطول دا وبعدين. كل حاجه هتبقي تمام “…

لفت حول نفسها لتري الثوب من كل جانب ..كانت ترتدي فستان ازرق اللون .ويحتوي علي حزام من الخصر . بينما شع,,رها البني قد تركته علي سجيته كما هو .لينطلق علي طول ظهرها..

وضعته علي جانب واحد لتبدا في تسريحه . باره,,اق وهي تهمس لنفسها بغيظ “مش لو كنت قصيته. وعملت قصه حلوه زي البنات كان احسن . لكن ماما هي اللي مصره اني اسيبه زي ما هو. قال ايه لو قصيته يا سما مش هتكفيني فيه روحك .”

بعد دقائق طويله حاولت فيها تهذ,,يبه قدر المستطاع .وضعت الفرشاه جانبا .تناولت حذاء ذوا كعب قائله بغضب مضحك “تعال يا قدري الاسود ” ارتدته بقدمها. فبدت أكثر طولا
نظرت الي نفسها نظره اخيره باالمراه .القت عليها قبله طائره قائله بمرح “والنبي ع,,سل هو في كدا ؟”

ثم أسرعت الي الخارج وهي تج,,ري. استعداد للقاء هذا الضيف !
_________________________________

حاولت وحاولت أن تتبين هيئته لكن .جسد ابيها الضخم منعها .. علي أي حال هي قد رسمت له في مخ,,يلتها صوره. لمن من المفترض أن يكونو في سنه .لكنها ايضا تريد أن ترضي فضولها وتتأكد!..

صوت امها المح,,ذر وهي تقول “يا بنت اتهدي شويه واقفي مظبوط! مستعجله علي ايه ؟ هنش,,وفه ؟ “

نبهها..فقالت بفضول “استني بقي يا ماما. اهو اهو ظه .”وابتلعت باقي كلماتها. حين واجهتها هيئته الض,,خمه. رمشت باهدابها الطويله عده مرات .بغير تصديق .! من في سن الأربعين هو ؟ لا ! من الممكن ان تكون هي ! صدي,,قتها الحم,,قاء سمر ! شباب جامعتها الاغبياء .لكن ليس هو!

طويل .طوله لا اول له من آخر. يمتلك ج,,سدا لا يمتلكه شاب في العشرين .. تقاسيم وجهه رجوليه حاده .أنفه الشامخ .شفتيه غليظه. ااه ورموشه يمتلك رم,,وشا كثيفه سوداء اطول من رموشها هي شخصيا !.. جعلتها تشعر باالغيره قليلا منه!..وعينيه ! عينيه تريد أن تعرف ما لونهما لكنه لا يعطيها فرصه .فهو تركيزه كله منصب علي ابيها وكلامه معه .حتي عندما دخل لم يهتم بإلقاء نظره علي ما حوله .!

لم تنتبه علي نفسها .الا حين لكزتها ام,,ها من كتفها وهي تج,,رها خلفها …

بدا السيد “محسن ” والد سما ‘ بتعريفه علي والدتها. وحينها اماءت له امها بخفه وهي تبادله التحيه..وحين جاء الدور عليها حبست انفاسها بقوه “ودي بقي سما بنتي. يا شهاب . ودا يا سما صديق طفولتي شهاب ” ..
ما ان رفع عينيها إليها حتي ارتجفت كل خليه بجس,,دها .. وقلبها كان كدوي الرعد يخفق بصخ,,ب .وكأنه سيتوقف!…

نظرت الي يده الس,,مراء القويه التي امتدت إليها بوجل…

رفعت كفها الصغير ببطء مرتعش. تضعها في ك,,فه الكبير .. ما ان أغلق علي كفها. حتي سرت قشعريره غريبه في جس,,دها كله. وعينيها لا تحيد عن عينيه الحاد,,ه الدافئه بآن واحد !وقد اكتشفت لونهما أنهما عسليتان..! تلمعان ,,مزي,,ج غ,,ريب من الحزن والقوه .الصلابه والح,,نان ..

ابتسم لها . فخفق قلبها .بش,,ده ..ويديها تتشبث بيده دون وعي منها . وكأنها لا تريد تركه

ابعد كفه عن يدها وتلامست أطراف اصابعها بأطراف أصابعه بخجل وكأنها تمن,,عه. بتوسل ‘شعرت بسخونه في وجهها .توردت وجنتيها بخجل. وهيبته الطاغيه تجبرها علي ذالك !

جلست علي كرسي بجانبهم … وهي تش,,بك يديها ببعضهم تنظر الي الارضيه.محاوله الهرب من تاثيره القوي عليها…وهي تلعن نفسها …

_________________________________

علي طاوله العشاء . كانت تنظر إليه بين الحين والآخر.. دون اراده منها .. وهي تتامله. كيف ياكل كيف يشرب . كيف يبتسم الي ابيها .بدفء.. كل شئ به راقي هادئ وقور جذاب .. فتنتها تلك الشعرات البيضاء الناميه في ذقنه المنمقه علي اس,,تحياء وما زادته الا جمالا…

” سما خدي شهاب علي الحمام يغ,,سل ايديه “

قالها ابيها بهدوء

فق,,فزت من مكانها . وهي تهز راسها ثم أشارت الي مكان الحمام وهو يتبعها .بهدوء..كانت تضع المنشفه علي كتفها . وهي تنظر إليه بغ,,باء
فنظر إليها ثم ابتسم مره اخري .. مال عليها وهو يمسح يديه باالمن,,شفه وهي علي كتفها….

لم تبتعد الي الوراء بل ظلت تنظر الي عمق عينيه الحاده ..كان قريبا منها لدرجه احست بانف,,اسه الس,,اخنه تلفح صفيحه وجهها .عطره القوي تخل,,خل الي انفها ليضطرب داخلها أكثر واكثر …

” بتبصيلي كده ليه يا سما ؟ . هو انا فيه حاجه غل,,ط ؟ “

اااه ما اجمل اسمها حين خر,,ج من بين شف,,تيه .

ارتبكت قليلا. من سؤاله المب,,اغت. وأدركت فداحت ما كانت تفعله…
فقالت بتلع,,ثم “انا انا. كنت بس بشوف ااه الكارفته بتاعت حضرتك مش مظبوطه اه هو دا “

راقب,,ت ملامحه المقتضبه. علي مهل متحول من ذالك الرجل المهي,,ب الي طفل صغير متذمر يتافف بضيق قائلا “بجد ؟ اووف! ما صدقت اني ربطها كويس باظت تاني ! .اعمل ايه انا دلوقتي “

وجدت نفسها تعرض عليها المساعده دون أن تعي “ممكن اساعدك انا بعرف اظ,,بطها ”
واشارت الي الكر,,فاته

انفرجت ملامحه ثم قال براحه “ياريت. اتف,,ضلي “

فاقتربت منه ببطئ..حتي وقفت امامه ورغم ذالك الك,,عب الذي كانت ترتديه الا انها بالكاد وصلت الي صدره..

فامتدت اناملها بحركه عفويه تضعها علي صدره..

استشعرت ارتج,,افه ج,,سده تحت يدها.. فتولد بداخلها شعور كبير باالرضي وثقتها بان,,وثتها زادت أكثر ..

اخذت تفكها الك,,رفاته ببطء شديد .وهي تعيد وضعها بتركيز.. غا,,فلا عن ذالك الذي . ينظر اليها بتركيز ش,,ديد عينيه جالت علي وجهها بدقه . ابتداء من عينيها الواسعه التي تتوسطها حبات القهوه الرائعه. وبشرتها البيضاء االصافيه. انفها الصغير ..وفمها الوردي الذي تق,,بض عليه باسنانها الصغيره..بتو,,تر ..

جعلت خ,,ياله يسرح بافكار جامحه.. جعلت جسده ينتفض برغبه .محرقه…ومش,,اعر قد اقسم
علي تحر,,يمها علي قلبه منذ زمن!

انتفض بسرعه بعيدا عنها وهو يستع,,يذ…

نظرت إليه بااس,,تغراب واحتقن وجهها قائله بخفوت “في حاجه ؟ حضرتك كويس ؟ ما سبتنيش اكمل الكرفاته .”

راته وهو يخلعها عنه بعص,,بيه قائلا بحده “لا شكرا خلاص. انا هخلعها. اصلها خنقتني !”

وبدون أن يضيف كلمه اخري اسرع الي االخارج بخطوات سريعه .وكانه يه,,رب من شبح !__________________________________

“سما هي اللي أصرت بنفسها أنها تحضر الحلو النهارده مخصوص عشانك .ايه رأيك بقي عجبك ؟ “

قالتها امها بعفويه …

نظرت إليه وهي مت,,شوقه لمعرفه رايه وبشده… لكنه أكت,,في بايماءه صغيره من راسه وكلمه واحده م,,قتضبه “حلو .” …

فلوت شفت,,يها بغي,,ظ .وهي ترم,,قه بنظره ح,,ارقه .!

مهلا مهلا .ما الذي افعله .لما انا غاضبه منه ؟ لما انا مهت,,مه من الاساس . ؟ هل جننت لانظر الي رجل بعمر ابي ؟! اااه ياالهي ما الذي جري .؟ باالتاكيد فقدت عقلي!! …

استقامت من جلستها وهي تستأذن بااحترام “اسيبكم انا دلوقتي .هروح انام علشان ورايه جامعه بكرا .. تصبحوا علي خير ” ..واقتربت من ابيها تقبله علي وجنته تهمس برقه “تصبح علي خير ” …وامها كذالك “

ومن شده غض,,بها لم تعي علي نفسها وهي تهبط تقبل وج,,نتا شهاب بقوه ..

حينها خرجت ش,,هقت من امها وهي تهمس بعدم تصديق “ليلتك سوده يا بنت المجن,,ونه ” ..

اما ابيها فقد احتقن وجهه بغض,,ب ش,,ديد ممزوج بحرج من فعلت ابنته الغ,,بيه…

شهاب قد انقلب حاله راسه علي عقب بعد فعلتها ال,,ساذجه تلك …

ضحكت امها الس,,مجه والمحرجه وهي تحاول أن تداري غل,,ط ابنتها وهي تقول “يووه جتك الإيه يا سما . البت لما متعوده تبوس كل واحد فينا قبل ما تنام .نسيت وباستك انت التاني . ما حضرتك زي بابها برضوا ” …

وغمزت لابنتها التي لم تدري كيف انصرفت من امامهم .متجهه الي غرفتها .القت نفسها علي سر,,يرها تلطم .علي وجهها تتمتم بغير تصديق ” يا لهوووي انا ايه اللي عملته دا .! بابا هيعل,,قني !
يتبع…..

الحلقة الثانية
سيبيني. سيبيني اق,,تلها بنت المج,,نونه عشان ارتاح منها .مش كفايه. غ,,بيه .وكمان ه,,بله . اقول ايه للراجل اللي اح,,رجتيه ومكانش عارف يعمل ايه ؟ يقول عليه ايه بنتي مش متربيه “…

ربتت السيده كوثر علي كتفه تحاول تهدئته “استني بس يا محسن البنت .ما تقصدش..! وهو برضك زي ابوها اكيد مش هيقول حاجه “

كانت تقول تلك الكلمات وهي باالفعل غير م قتنعه!
فهو باالتاكيد ليس مثل ابيها نظرا لسنه الصغير .والذي بان علي تقاسيم وجهه الحاده ..قد يكون باالخامس والثلاثين. ان لم يكن اقل. لكن الأربعين أبدا لا تصدق ! .

“والله يا بابا زي ماما بتقولك انا ماكنتش قاصده..!. هي كده جت بالغلط. انتم الاتنين خدودكم كانت شبه بعض فاتلخ,,بطت. وروحت بوسته!”

وضع يده علي قلبه يصيح “البنت عايزه تمو,,تني بتعيد الحدث قدامي وكاني ناسي .. ماشي يا سما أن مار,,بيتك..حاضر .طيب مش راضيه تفتحي الباب ؟ ماشي. ايه رأيك عقاب بقي ليكي .مفيش مرواح للجامعه ولا خروج من البيت الاسبوع دا الا لما تتربي وتقولي حقي برقبتي “

صاحت سما بتفاجا تترجاه “لا والنبي يا بابا. ما تعملش كدا ارجوك .! وانا مستعده اعمل ايه حاجه عشان تسامحني . ما تقولي حاجه يا ماما “

هدرت امها بجديه مصطنعه “اخرسي يا بنت اللي يقوله أبوكي يتنفذ. ومفيش كلام .. وانت يا حج تعال ندخل جوه عشان ترتاح. اجهدت نفسك النهارده ودا غلط علي صحتك !”

ثم أخذت بيده تسنده الي الداخل تاركه تلك التي تلعن غبائها وذالك .الشهاب .الذي ثقب لها يومها !______________________________

“يا ربي انا اعمل ايه دلوقتي
وادي الكليه. مش هروحها الاسبوع دا .! اعمل ايه .احسن حاجه اتصل بسمر .وهي هت,,شوفلي حل “

التقطت الهاتف من جانب الطاوله..ضغطت عده ازرار بعد ثواني اتاه الرد .. فبادرت بنزق “ايييه دا .انت نايمه علي التلفون ولا ايه .ثواني كده “

ردت عليها سمر بض,,يق “والله انتي عيله رخمه. هقفل واشوف مين هيرد عليكي “

اسرعت سما قائله بسرعه “لا لا خلاص استني اسفه يا ستي. ما تقفليش اومال مين هيسمع م,,صيبتي ويلاقيلي حل ؟ غيرك “

اعتدلت س,,مر في جلستها بعد ما كانت مضجعه ثم قالت بقلق ” مص,,يبه؟ مص,,يبه ايه ؟ انطقي والله قلبي كان حاسس وانا اقول عيني بترف ليه النهارده. اتاريكي انتي عامله م,,صيبه !”

زمت سما شفتيها بعب,,وس تكاد تبكي قائله “والله ماكنش قصدي “

هذه الكلمه الاخيره جلبت لتلك التي علي الجهه الاخري خيالات عديده.وبالطبع خيالات سيئه. سيئه للغايه …فقزت من مكانها قائله بهلع “مكنش قصدك ايه يابت .. قت,,لتي قتي,,ل ولا سرقتي سريقه ؟ ولا ايه انط,,قي يابت !”

اخذت سما تق,,ص عليها كل ما حدث وكان آخر ما قالته “وبس يا ستي من غير ما قصد روحت بو,,سته من خده “

اذنيها كادت أن تثقب من صوت سمر الذي هدر عاليا

“ليلتك سودا يا سما .عملتي ايه ؟ بوستي الراجل .؟ وزعلانه انه أبوكي زعق فيكي ؟ .انتي مش عارفه عملتي ايه ؟ دي فيه رقاب يا اختي . وانتي ما تدريش “

“اووف بقي يا سمر يعني انا جيالك عشان تلاقيلي حل .قوم تسوديها عليه اكتر ؟ قولتلك ما كنش قصدي هو اللي خده شبه خد بابا”
“شبه خد بابا ؟ يا ربي انا حاسه اني بكلم طفله. مش واحده علي أع,,تاب التخرج من الكليه !”

تافففت سما بضجر ثم قالت مؤن,,به “خلاص بقي يا سمر اللي حصل حصل . المهم الحل اعمل ايه انا دلوقت ؟”

اعادت سمر وضعها مضجعه ثم حكت ذقنها بتفكير .
صمتت لثواني ثم ابتسمت بانتصار قائله “بص يا ستي انتي هتعملي ×××××××××××××××× الخ “

اتسعت عيني سما بذهول وقد اعحبتها كلمات صديقتها وهي تستمع الي المزيد من خططها الم,,بهره
التي بالكاد انتظرت حتي الصباح لتبدا بتنفيذها!
_____________________________________

ما ان حل الصباح.. حتي قف,,زت سما من علي سريرها .متجهه الي المطبخ ..
بعد ما قل,,بته راسا علي عقب .خرجت منه وهي تحمل “صنيه” صغيره عليها عده اطباق سريعه والتي يع,,شقها ابيها..وبجانبه كوب قهوه تع,,لمته خص,,يصا لاجله وفعلته كما يحب ..

اتجهت الي ” البلكونه ” وهي تعلم انه في ذالك الوقت يكون هناك .بعد ما يكون قد ادي فريضته. فهي مكانه المفضل للتأمل والتفكير !

اخذت نفسا عميقا وهي ته,,مس لنفسها بتشجيع “يلا يا سما انتي قدها “

تقدمت منه ببطئ ثم وض,,عت الصنيه علي طاوله صغيره بجانبه.. اقتربت منه بتردد ثم قبلت راسه .وهي تهمس “صباح الخير يا بابا ” ..

انتبه إليها فنظر إليها بضيق ثم اشاح وجهه للناحيه الاخري.. فجثت علي ركبتيها امامه وهي تقول بترجي ” بابا لسه زع,,لان مني ؟ انا اسفه والله مكنش ق,,صدي . وحضرتك اكتر واحد عارفني . هي حته غباء جت كده والله من غير ما احس .انا مستحيل .اسئ لحضرتك بتعمد. انت وماما اغلي حاجه عندي في الدنيا . وديما هخلي راسكم مرفوع ولا هخ,,ذلكم أبدا . يلا بقي يا بابا سامحني طب .وحيات الغاليين طب اقولك وحيات ماما عندك ” …

كلماتها البس,,يطه لم,,ست حنانه الأبوي. يعلم أن كلامها صحيح هو والدها يعلمها أكثر من نفسها حتي .. لم يستطع أن يظل منزعج منها وخصوصا أنه تلمس الصدق في كلامها وشعر بالند,,م في نبرتها..

فوضع يده بتردد علي راسها قائلا بصوت حاني “عارف يا سما يا بنتي انه مكنش قصدك ! واللي انا بعمله واللي هعمله كله عشان مصلحتك . مش عاي,,ز حد يجيب بسيرتك ولا حتي بنص كلمه “

ترقرقت عينيها باالمد,,موع استجابه لحنانه قائله بهمس “ربنا يخليك ليا يا بابا ولا يح,,رمني منك أبدا. وانا مستعده اعتذر لصاحب حضرتك .لو كان دا يرضيك بس .انت تسامحني !”

“مسامحك يا سما هو انا اق,,در ازع,,ل منك . والاعتذار برضوا فكره حلوه . ابقي آخدك واحنا نازلين أصبح عليه وبالمره تعتذريله.. هو اخد الشقه اللي في الدور اللي قبلينا “

“نعمممم ” صاحت بها سما دون أن تدري . وقد بدا الق,,لق ينه,,ش بها . يسكن معهم في نفس العماره ؟ يعني أنها ستراه كل يوم .وسيؤثر عليها بحضوره الطا,,غي .وستمشي وراءه كا البل,,هاء.وهي تنظر له باانبهار. وهذا يعني المزيد من ارتك,,اب الحماقات. وقد تصل لمص,,ائب .فهي باتت تخا,,فه ولا تضمن نفسها بجانبه.. فقد قب,,لت خده في اللقاء الأول. اذا ماذا ستفعل في اللقاء الثاني ؟ ….

نظرت ابيها المس,,تغربه من ردت فعلها المبالغ فيها .جعلتها تتل,,عثم في الكلام تحاول تصحيح خ,,طئها

“اقصد يعني .بجد هو سكن هنا .ما كنتش اعرف .مق,,لتش ليه يا بابا . كنا روحنا ساعدناه في توض,,يب الش,,قه ؟ تلقيه دلوقت يا قلبي ! تايه في الش,,قه ! لوحده “

عضت علي لسانها بخ,,وف حينما وعت علي كلمه “يا قلبي ” التي قالتها دون أن تعي .. واستعدت لنوبه صراخ اخري وتهذ,,يب من ابيها.. لولا صوت امها الذي انق,,ذها

“الله الله .الاب وبنته قاعد مع بعضهم ولوحديهم كمان .بتخططوا لايه قولولي ” قالتها والدتها بم,,زاح وقد سمعت غل,,طه ابنتها الحمقاء . فقررت تدارك الأمر قبل أن يكبر ..

وبالفعل ابيها قد نسي عن ماذا كان سيعلق. حين جاءت زو,,جته وحبيبته “كوثر”

فقال بمزاح “ولا حاجه يا ستي قاعد انا وبنتي. وكنا بنقول انه كوثر ما بقيتش تعرف تعمل حاجه. باينلها كبرت ومعدش فيها نفع “

رفعت السيده كوثر حاج,,بيها وهي تقول ب,,غرور “بقي انا كبر,,ت . وعجزت. ؟ شكلك نسيت يوم ما كنا في السوق من شهر والشاب اللي قالي يا انسه وهو يحسبك باباي .مين بقي اللي كبر فينا يا ابو سما “

وضعت سما يدها علي فمها وهي تضحك بهستيريه.. علي شكل ابيها الغا,,ضب والذي اتضح انه يغار علي زو,,جته بشكل كبير.. وأنه بعد كل تلك السنوات علي زواجهم لا زال يحبها .ومعاملته معها لا زالت كما هي . لم تغيرها السنين. لايزال يراها جميله كفتاه الثامن عشر التي تزوجها .. لتبدا جوله مشاكستهم اليوميه .حيث تستمتع امها باثاره غي,,ظ زوجها .تستشعر انوثتها كل يوم .معه بفرحه وسعاده..تدعو الله أن لا تنتهي !
___________________________________

تتقافز دقات قلبها بجن,,ون. كلما اقتربت خطوه من باب منزله .. تتمني لو أن بإمكانها الج,,ري باسرع ما يمكنها حتي تهرب منه !.. لكن ماذا تفعل هي من عرضت الاعتذار له .فيجب أن تكون علي قدر كلمتها ! ..

ابتلعت ريقها مره بعد الاخري بتو,,تر يزداد كل ثانيه..

القت نظره علي ملاب,,سها . بتقييم . ربما كان يجب عليها الا ترتدي تلك ال “سلوبيتا ” التي تجعلها كاالطفله.. وهذه الضفيره التي فعلتها اكملت مظهرها. لتبدوا كفتاه في السادسه عشره. وليست علي أعتاب الثاني والعشرون…

شعرت بس,,خونه في خديها…لوحت يديها لليسار واليمين في محاوله لجلب الهواء الذي نفذ من رئتيها… كل هذا حدث قبل أن تراه . اذن ماذا ستفعل بعد رؤيته ؟ ..

ملئت رئتيها باالهواء ثم زفرته علي مهل .وهي تعد للعشره.. رسمت ابتسامه مزيفه علي فمها .. وهي تقف بثقه زا,,ئفه…

اخذ ابيها يدق الباب. الذي كانت دقات قلب,,ها اعلي منه ! ..

وما أن فتحه .حتي اختفت الابتسامه تلقائيا من علي وجهها .. وتعاقبت بعدها ردات جسدها الطبيعيه. في احمرار وجنتيها .وحك يديها ورم,,شات أهدابها المتكرره.. فنظرت إليه باانبهار وهي تراه واقفا امامهم ويبدوا انه للتو قد أفاق من نو,,مه! ..

من شكل ملاب,,سه ..التي كانت عباره” عن بنطال باالون الاسود من خ,,امه القطن والتيشرت كذالك ..”

اما شعره الاس,,ود الكثيف كان مبعثرا علي جبينه بجاذبيه.. رمشت عده مرات اخري . وهي تطرد خيالاتها والتي لم تكن الا وهي تتخيل نف,,سها ويديها ترجع شعره الي الوراء عن جبينه العريض الا,,سمر وهي تلعب به !

كان ينظر إليهم بنصف أعين مفت,,وحه.. ولكن ما ان رآها. هي .التي قلبت ليلتله الفائته راسا علي عقب .فتح عينيه بسرعه. وتهجم وجهه كقناع زائف . يمنعها من اختراق حصنه المتين.. منذ متي لم يقرب الي أمراه او ينظر اليها نظره خا,,طئه ! . منذ أن توفت زوجته وحبيبته “ساره ” وابنتيه “سها وعليا” .. وهو قد اقسم علي أن لا يقرب تلك المشاعر مره اخري ؟ .. قلبه لن يتحمل الجر,,ح والاحز,,ان ثانيه ..

وكان تلك الصغيره ذات الحجم الضئيل . جاءت لتتحداه وتكسر كبريائه ووغروره . وثقته بقلبه الذي اخذ وعدا عليه بان يظل قويا ضد أي شئ من شأنه أن يزعزع كيانه . .. منذ أن راها البارحه ولم يعد شئ بمحله . والاصح منذ راي عينيها . تلك العينان اللتان تشبهان عينا زوجته الراحله ..
لم ينم الا منذ ساعتين علي الأرجح. وهو يتقلب لليس,,ار واليمين .في محاوله للنوم .وشغل نفسه عنها . . ولكن ج,,سده كله اقام انقلاب عليه عند هذه الفكره.. أصبح يطالبه باشياء كان قد نسي التفكير بها منذ زمن !

صوت ابيها افاقه من ش,,روده .. وابعد عينيه عن تلك الساحره الصغيره .. فقال السيد محسن بااحراج “صباح الخير يا شه,,اب . عامل ايه ؟ يارب تكون الش,,قه عجبتك “

اصطنع ابتس,,امه متكلفه وهو يقول بهدوء “صباح النور . يا عم محسن . الش,,قه كويسه انا متشكر اوي. ليك. أتعبت نفسك.مكنش فيه داعي والله .انا كنت هاخد اوضه في فندق. وكلها اسبوع ويكونو خلصو التجهيزات في الفيلا وبعدها هرجع ! “

“لا يا شهاب ما يصحش. دا انت من ريحه الحبايب. انت مش صحبي بس .دا انت ابني اللي مخلفتوش ” نظر إليها بامتنان وهو يردف “ربنا يخليك . هو حضرتك هتوقف علي الباب كده كتير . مش تتفضل وبالمره نفطر مع بعض “

ابتسم له وهو يقول بهدوء “شكرا لسه حالا فاطر .”

وتابع بااح,,راج ” انا بس كنت جاي النهارده انا وسما بنتي عشان نعتذرلك علي اللي حصل امبارح و “

قاطعه شهاب قائلا بااحترام ” يا عمي محسن والله محصل حاجه . انا اصلا نسيت. وبعدين انا أبدا مش زعلان منها .. انا برضو زي اخوها الكبير .. ولا انت مش معتبرني كدا ؟ “

قال ذالك حتي لا يحر,,ج تلك التي تكاد تم,,وت من خ,,جلها . وهي تقف وراء ابيها.

اردف السيد محسن بسرعه “لا طبعا انت بتقول ايه يا شهاب . اكيد انت زي اخوها. وانا واثق انك مش هتز,,عل مننا .بس كان لازم دا يحصل . عشان بنتي تعرف غ,,لطها ” .. ونظر الي سما يحثها علي التقدم للاعتذار .. فتقدمت بسرعه تقول بتلعث,,م “انا اس,,فه يا شهاب بيه ” …

أن ما يحدث الآن هو جن,,ون بحد ذاته .. أنها تعتذر له عن أنها قبلته. اي ع,,قل تمتلكه تلك الخرقاء.. لابد أن هذه فكرتها.. ومحسن ايضا ؟ . انهم يلعبون بأع,,صابه.. ويختبرون صبره الذي قد بدأ ينفذ!.. !

فقال بسرعه كي ينهي الموضوع “تقدري تقوليلي عمي يا سما بلاش بيه والرسميات دي !”

ه,,زت راسها بسرعه وهي تردد بنفسها “عمو شهاب “

صوت دقات هاتف ابيها. هدأت من توتر الموقف .. فاستئذن لثواني. وبعدها عاد ليقول بسرعه ” طب انا استئذن دلوقتي عندي شغل مهم لازم اروح .وانتي يا سما اطلعي لمامتك فوق وبلاش الكليه النهارده علي الاقل زي ما قلت “

كادت أن تعترض ولكن نظره ابيها الحا,,ده الجمتها فقالت بسرعه ” حاضر ” ..بعد ان غادر ابيها . تنفست الصعداء . ثم نظرت الي شهاب الواقف .. والذي كان يقف بجمود .. ثم دلف للداخل تاركا الباب وراءه مفتوح. فكان ذالك بمثابه دعوه لها بالدخول … لم تفوتها فاسرعت للداخل وهي تغلق الباب خلفها ..

نظرت الي الش,,قه بااعجاب . والديكور الذي كان يختلف عن ديكور شقتهم قد جذبها ونال إعجابها…

خرج شهاب من غ,,رفته. فتفاجأ بوجودها في الصاله . فاقترب منها حتي يوبخها. الا انها اوقفته حين قالت بسرعه “تحب تشرب قهوه. ولا اعملك فطار الأول. يا عمو ؟ ” ..

توقف قليلا وهو يستوعب ما قالته ! .عمو من عمو ليس كبيرا لهذه الدرجه ! هو فقط في السادس والثلاثين من عمره. لكنها هي الصغيره!. تبدوا كطفله في الرابعه عشر من عمرها .وفقا لما يراه الان .. !

كان يريد الر,,فض . ولكنها اختفت من امامه .وفي ثواني كانت موجوده باالمطبخ فتنهد بعمق . وهو يتبعها ..
اخذت تقلب بالمطبخ يمينا ويسار .حتي وجدت شئ لتغلي فيه الماء .. وهو يراقبها كيف تتحرك برشاقه في مطبخه وكانها صاحبه البيت ..

“فين القهوه ؟” قالتها سما بتساؤل فهز راسه بيأ,,س. ثم اقترب منها . فتراجعت الي الوراء بذ,,عر حتي التصقت برخام المطبخ ..

أشرف عليها بج,,سده الض,,خم وهي تحبس انفاسها. وكم كانت عنقه مغريه حينها . لتدس راسها به وتشتم رائحته التي ازكمتها بعمق … ظنت انه سيفعل شئ ما . ورغم ذالك لم تحاول الهر,,ب . بل ظلت متص,,نمه في مكانها تنتظر لتري ما سيفعله. ولكنه خالف توقعاتها.. فقد كان يجلب . علبه القهوه من الرف خلفها.. !…

بعد ان ابتعد عنها . مد يده لها. فاخذته منه بسرعه . وهي تشتم في س,,رها ..

“حلوه صح ؟ عارفه عارفه مين غير ما تقول ” . قالتها سما بغرو,,ر …
تذوق من الفنج,,ان مره بعد مره بلذه. كانت احلي قهوه تذوقها بحياته تقريبا ..ولكنه قال في محاوله لايغ,,اظها “اممم مش اوي. بعمل احسن منها علي فكره ” ..

تخ,,صرت بيديها وهي تقول بقوه “هه مش حلوه. دي المفضله عند بابا . وهو بنفسه قالي أنه احسن حد بيعمل قهوه. فعشان كده بقولك ما تحاولش!”

فتنته هيئتها وهي تقف امامه .متخصره. بتح,,فز
وحركت يديها علي خصرها. قد ساهمت في إبراز انوثتها الفجه. من خلال منح,,نياتها الخ,,لابه . .
وتلك الضفيره التي تلام,,س خص,,رها بدلال. قد زادت مظهرها ف,,تنه..

فر,,فع حاجبيه وهو يقول بخشونه حتي يبعد تاثيرها الخطر عليه ” انتي في كليه ايه ؟”

اعتدلت في وقفتها وهي تقول بفخر “كليه آداب. سنه تالته ” ..واشارت له باص,,ابعها الثلاثه.. فض,,حك بخ,,فوت .. وقال بعد تفكير “انتي مش هتروحي الكليه النهارده صحيح ؟ يعني فاضيه ! “

فهزت راسها بموافقه فتابع بهدوء طالبا “طيب انا هروح اشتري شويه حاجات ناقصاني ممكن تيجي معايا تساعديني ؟”

لا يعلم من الاساس لما طلب منها ذالك ؟ كل شئ معها يجىئ تلقائيا.. وهي كالمغناطيس تجذبه إليها دون عناء ! تمني أن ترفض طلبه . ولكنها فاجئته

حين اتسعت ابتسامتها ببطء وهي تقفز امامه كالطفله تصفق بيديها تقول بفرحه “ثواني هقول لماما . وابقي عند حضرتك . ” .. ثم تركته وذهبت تاركه إياه ينظر الي اثرها بذهول . اين كان القدر يخبئ له تلك الشعله التي يبدوا انها ستش,,عل حياته! وتعيد تر,,ميمها من جديد !
يتبع…..

الجزء الثالث

امسكت عده علب من الشوكلاه “نوتيلا” . تنظر إليهم بسعاده ثم أشارت الي شهاب الواقف جانبا مكتف يده الي صدره . ينظر اليها . بتركيز. اقل حركه منها لم تخفي عينيه الحادتين. فقالت بسعاده “بتحب الشوكلاته ؟ “

مط شفتيه قائلا بلا مبالاه “مش اوي عادي يعني “

ردت عليه قائله بذهول “لا مش معقول في حد مش بيحب الشوكلاته انت اكيد مش دايقها قبل كده .وخصوصا “النوتيلا ” .. ونظرت حولها تبحث عن شئ ما وللاسف لم تجده . لكن لا باس فلا شئ يصعب عليها .. حاولت فتح العلبه وكل محاولاتها باءت بالفشل حتي في المره الاخيره كان ستقع علي الارفف لكنها توازنت بصعوبه . بينما شهاب كان ينظر اليها يضحك بخفوت وهو يهز راسه باستمتاع بمظهرها الطفولي .. فقال لها بلطف “ممكن اساعدك ؟”

ابتسمت بااحراج وهي تمدها له . اخذها منها علي الفور وبحركه واحده كان قد فتح العلبه بسهوله .. وهي تنظر إليه اعجاب . لا بد انه رياضي ويمتلك عضلات حتي استطاع فعلها .. فهذه المهمه تحتاج الي قوه بدنيه كبيره .. فهي ووالدتها كل واحده تمسك من ناحيه. وهم يتشاجرون على فتحها . ولا ينجحون الا بعد عده مرات تنتهي أغلبها بكسر العلبه ووقوعها ارضا

اعادها إليها مره اخري .. فتناولت قطع من البسكوت .وغمستها بالشوكلاه ثم مدتها له بااصرار علي أن يتذوقها.. فرضخ لالحاحها واخذها منها متذوق إياها علي مهل .. كانت تنظر إليه بترقب لتعرف رايه .وكأنها هي من صنعتها !

“طعمها مش بطال “..لوت شفتيها بغيظ من كلماته .. كانت تنتظر منه أن يقول أنها جميله. لا بل رائعه الجمال . ويكتب قصائد بها .. ثم يقرر اشتراء علي الاقل ذالك الرف الأول بما فيه .. لتستطيع هي اكلها كما تشاء .. فهذه الحلوي ممنوعه ببيتهم بسبب أن ابيها يعاني من السكر .. فحرمت علي البيت بااجمعه ..وهي تعشقها !

فقالت بفرحه بعد تفكير “عمو شهاب ” تناديه بذالك لتغيظه فهو من عرض عليها ذالك فليتحمل تبعات ما يقول !… وباالفعل تهجم وجهه عابسا وهو ينظر اليها .وهو يلوم نفسه علي أنها أخبرها أن تناديه بذالك الاسم ..

فتابعت هي ببراءه “ممكن عشان خاطري نشتريهم وتخليهم في تلجاتك.ليه انا. وانا هاجي اخدهم بعدين . عشان بابا والسكر زي ما انت عارف .”

ابتسم لها بلطف وهو يرغب بالفعل بقرص خديها. من شده ظرافتها. . فاقترب منها علي الفور وهو يضع خيالاته حيز التنفيذ .. فقرصها من خديها بلطف وهو يتمتم مقررا اغاظتها هو الاخر “حاضر يا حبيبه عمو ” …

لم تنزعج منه أنه قرصها بل انزعجت من إصراره علي وضع الحواجز والألقاب بينهم . فهي لا تراه بهذا الكبر .. ! فخلعت وجنتيها بحده من بين يديه قائله بغضب “مش بحب حد يعمل الحركه دي .. انا مش طفله!” …

كاد أن يضحك من منظرها الغاضب ووجنتيها المحمرتين من اصابعه رغم انه لم يضغط عليهم كثيرا . فتابع اغاظتها وهو يشعر بالتسليه الشديده بالكلام معها .. مشيرا إلي ملابسها. “بالمنظر دا ؟ اشك !”

ثم تركها وذهب بعد ما اخذ عده علب وأنواع من الشوكلاه. ووضعهم في عربه التسوق !

فجرت وراه وهي تقول بغضب “عمو شهاب .. قصدك ايه استني !”

_________________________________

في داخل مجمع سكني راقي في مدينه القاهره استيقظ من نومه بنشاط.

وهو يحرك زراعيه بحركات رياضيه رشيقه. قفز من علي سريره بخفه ..

بعد ما ادي روتينه اليومي…

أغلق باب شقته جيدا.. ثم اتجه إلي الأسفل بخطوات واثقه ثابته سريعه ..

القي التحيه علي حارس العماره “البواب ” قائلا بصوت خشن جاد ” صباح الخير يا عمي راضي. عملت ايه في اللي قولتلك عليه ؟ “

تقدم منه الحارس بسرعه قائلا ” صباح الخير يا آسر بيه. والنهارده الخدامه اللي حضرتك طلبتها. هتكون عنديك “

هز آسر راسه برضا ثم قال بهدوء “تمام . أدي المفاتيح لما تيجي ابقي إديهالها. مش عايز تقصير !”وضع العم راضي يده امام راسه في تحيه قائلا بسرعه “حاضر اطمن يا بيه . النهارده هتيجي تلاقي البيت بتاع حضرتك. بيبرق “

هز راسه بجمود. ثم تركه وذهب ناحيه سيارته الغاليه. متجها بها الي حيث عمله !

اسرع العم راضي لناحيه مقعده. التقط هاتفه البسيط من جانبه. ثم ضغط عده أزرار وما أن جاءه الرد حتي قال بسرعه ” ايه يا وليه ما بعتيش البت ليه ؟ اتأخرت يعني ؟”

صمت قليلا .يسمع الرد ثم قال بضيق” لا اصل ولا فصل.انا قلت كلمه واحده وهتسمع وقسما عظما أن ما بعتي البت لا اكون رامي عليكي يمين الطلاق وانا ما ههزرش وانتي عارفاني “

صمت ثانيه ثم قال بنزق “ناس تخاف ما تختشيش “

ثم أغلق الخط وهو يلعب بشاربه قائلا بجشع “وليه غبيه . دا احنا هناكل الشهد من وراها . بس هي برضك معذوره ما متعرفش مين “آسر صلاح الدين احمد ”

____________________________

ما ان دلف الي داخل قسم الشرط حتي وقف الجميع له بااحترام وهم يلقون التحيه المعتاده

في داخل مكتبه.

احتل مقعده بفخامه . ضغط عده ازراره علي الهاتف بجانبه” واحد قهوه مظبوط يا عم مدبولي “

التقط عده ملفات علي المكتب وهو يتفحصها بدقه وتركيز . ليبدأ عمله اليومي بإتقان الذي لا يخلوا من المخاطر..

واسمه يزين مكتبه يلمع كلمعان سمعته “الرائد آسر صلاح الدين احمد ”

_____________________________

كان يري تلك الأعين التي تلاحقها هنا وهنا بينما هي تقفز كالبلهاء امامه وحوله بطاقه وحيويه لا مثيل له . وهي تشير إليه بأن ياخد كل ما تحبه هي وتعشقه غير مباليه به اذا كان بحبه ام لا!

للحقيقه نصف ما في العربه لا يخصه ولا يعرف ماهو !

شعر بغضب شديد في داخله وهو يود اقتلاع كل تلك الأعين التي تنظر اليها بنظره خاطئه!

امسك يديها يوقفها عن حماقتها قائلا بضيق ” بس بقي ايه دا. بالعه كاسيت ؟ اهدي شويه “

كانت تود الرد عليه ولكن ما ان رأت تلك الأعين التي تنظر اليها بنظره ارعبتها. حتي توقفت عن الكلام وشحب وجهها بخوف .

ذالك الشاب صاحب النظرات الدنيئه يلاحقها في كل مكان. بينما هي تتهرب منه حين تراه .كانت تود اخبار ابيها عنه لكنها خافت علي صحته . وهو لن يقدر علي مجابهته. انه يبدوا كالمجرمين وخصوصا ذالك القطع الذي يوجد بمنتصف حاجبه زاد منظره رعبا. !

تراجعت الي الوراء بذعر حتي التصقت بشهاب دون أن تعي . امسكت بذراعه. بخوف .تدس راسها به

تحتمي بقوه ..

نظر ناحيه ما تنظر إليه. فلاحظ ذالك الشاب الذي ينظر اليها بنظره يعرفها هو تمام المعرفه.

فزادت من حده غضبه الذي يحاول أن يتجاهل سببه !

فقال لها بحده “بيضايقك ؟”

اومئت إليه بسرعه وهي تقول بصوت مرتعش هامس “ايوه انت مش شايف شكله عامل ازاي . دا عملي رعب في حياتي .كنت عايزه اقول لبابا بس خفت من المشاكل !”

اعتصر يدها وهو يقول بهدوء زائف ” بتحبي الاكشن ؟”

ردت عليه ببلاهه ” هااه ..اه بحبه بس انت بتسأل ليه يا عمو ” ابتسم ابتسامه صفراء وهو يقول “ايه رأيك تشوفي عرض مجاني. دلوقتي ؟ “

ودون أن يترك لها مجال للفهم .كان قد اتجه ناحيه ذالك الشاب. الذي تقدم منه هو الاخر بتحفز يستعد للهجوم عليه في أي لحظه “

لم يحتج الا ضربه واحده برأسه لراس ذالك الشاب حتي وقع مغشي عليه !

مال شهاب علي اذنه قائلا بصوت مرعب ” لو شفتك مره تانيه في حته هي فيها . مش عايز اقولك ايه اللي هيحصل فيك. واعتبر دي عربون. فابعد عنها احسنلك دي تخصني!”

استقام في وقفته. وهو ينفض ملابسه بخفه .ثم اقترب من تلك التي كانت تنظر إليهم بذهول. اخذها من يدها. متوجها بها الي الخارج .وكأنه لم يفعل شئ . يذكر !

____________________________

“بضربه واحده بس . الواد وقع تحت رجليك .! كونغ فو دا .يا ولا ؟ اقصد يا عمو ” كانت تقول تلك الكلمات باانبهار شديد ..

“انزلي يا سما دلوقتي ” قالها بجمود كا الصقيع ..

التفتت اليه تنظر إليه بتساؤل فقال بحده “بقولك انزلي يا سما دلوقتي ”

واعقب قوله بضربه قويه على المقود!

انتفضت من مكانها بفزع . من شكله المرعب وصوته الحاد ..

فتحت الباب بيد مرتعشه. وهي تتساءل ما الذي حل به ؟ ..

ما ان تاكد من أنها خارج السياره حتي غلق الباب جيدا ..منطلقا بسرعه البرق من امامها. تاركا إياها تنظر الي اثره. بحزن . سيطر علي كيانها .!

______________________________

ادار مفتاح باب شقته بهدوء . وكل عضله به متشنجه متعبه من ضغط العمل الذي لا ينتهي …

وما أن دخل . ازكمت أنفه برائحه اطعمه شهيه . لم يشتمها منذ مده طويله .. لوهله ظن أنه اخطا وان هذه ليست شقته ..

ولكن بنظره خاطفه أدرك أنه في مكانه ..وزع نظره علي الشقه .بااعجاب. يبدوا أن تلك الخادمه التي جلبها الحارس له اليوم . تعمل بضمير منقطع النظير. من شكل البيت وترتيبه . والارضيه التي تلمع ..

وأيضا طبخت له ؟ ..

سار ناحيه المطبخ بهدوء وهو يلعب . بمفاتيح سيارته . متتبعا الروائح.. ..

عينيه التقطت كومه من الملابس السوداء. تقف أمام المجلي. ويبدوا أنها غير منتبه له ..

فحمحم بجديه حتي ينبهها.. ولم يحسب أن تلك الحركه الصغيره قد تفعل ذالك ؟ فقد انتفضت من مكانها صارخه بفزع. جعلته يرتبك قليلا .!..

حاول ان يتبين هيئه ذالك الجسد الا انه لم ينجح بسبب كومه الملابس السوداء التي تغطيها من راسها الي أخمص قدميها . حتي وجهها الشال علي راسها قد غطاه.!

لم يتبين منها سوي فمها الصغير. الذي يرتجف بخوف…

رفع يديه باستسلام امامه يحاول أن يهدئها قائلا “اهدي اهدي . انا آسر صاحب الشقه اللي احنا فيها !. انتي بقي مدبره المنزل .اللي جابها عمي راضي ؟ “

رطبت شفتيها بطرف لسانها ولم تخفي عنه تلك الحركه. يفعل طبيعه عمله .الذي يقتضيه بان ينتبه لكل حركه يفعلها من امامه . ..

فقالت بصوت منخفض .في ظن منها أنها تصحح له خطئه “لا يا بيه انا الخدامه الجديده مش اللي بتقول عليه دا ” ..

تبين من لهجتها البسيطه أنها من الصعيد علي الاغلب …

وصوتها المنخفض الناعم قد أوضح أن تلك التي تقف امامه باالتاكيد ليست عجوز كما ظن .وكما تعود ! والدليل خجلها الجلي الظاهر له وهي تقف بتوتر وجسدها المرتعش ..

ابتسم بهدوء قائلا بلطف “مدبره المنزل هي هي الخدامه..يا “

فقالت بسرعه “نعمه اسمي نعمه يا بيه “

فتابع بهدوء “طيب يا نعمه .شكلك ست جدعه .وهتريحيني. ثواني هغير هدومي .ياريت تحضيربلي السفره. لاحسن انا علي لحم بطني من الصبح “

هزت راسها بسرعه .قائله بطاعه “حاضر يا بيه “

بعد ان غير ملابسه .عاد إليها ليجدها باالفعل. قد جهزت له السفره. باشهي المأكولات. فجلس بسرعه .ثم وضع فوطه صغيره في حجره .. وابتدا بالاكل. وهي تقف امامه بطاعه..

بدأت تنظر إليه.من تحت طرحتها .بذهول. وهي تكتشف الآن الكائن الذي كان يكلمها منذ قليل .!..

يتميز بقامه طويله. وعريض الجسد .والكثير من العضلات النافره. شعره اسود كثيف .وعيناه بنفس اللون .بشره سمراء ..محببه ..

وجنتاها توردت بخجل .فطري . لتوجدها مع شاب غريب ولأول مره في حياتها .قد ظنت أن والدها جلبها لتعمل عند رجل عجوز .كالعاده. او حتي عائله!..لكنه اتضح انه شاب واعزب ايضا ؟ أي ورطه قد وقعت بها! ماذا لو حاول التحرش بها أو حاول ملامستها ؟ .بالتاكيد لن تستطيع التصدي له. زراعه المليئه بالعضلات كفيله بسحقها أن حاولت الهرب

.لالا لن يحصل ذالك.والدليل أنها معه منذ ما يقرب الساعه ولم يحاول حتي أن يكتشف هيئتها. انه سيد نبيل محترم ! لن يفعل ذالك هو ليس كاالبقيه!

تحولت نظراتها الي نظره حانيه وهي تراه ياكل بنهم .. تتساءل لما شاب مثله لم يتزوج الي الآن لتكون له امرآه تهتم به .وتطعمه. وتسهر علي راحته…!!. فلو كان لديها رجل مثله لك ..لا لا يكفي احلام يقظه .كيف لواحد مثله أن ينظر الي خادمه ؟ .. من اين الي اين ؟!

غص الطعام في حلقه.. فجرت بسرعه تناوله الماء . وتملس علي ظهره بحركه اعتادتها حين يغص اباها او امها “اتفضل يا بيه اشرب ميه “

تناول منها كأس الماء .. وشربه علي دفعت واحده..فبادرت بقولها مشككه “هو الاكل معجبكش مش حلو يا بيه ؟ “

هدأ قليلا وهو يقول بمدح “مش حلو وبس دا يجنن .! تسلم ايدك بجد. تعبتك معايا “

ثم تناول يدها وهو يقبلها قبله سريعه رقيقه.. وقد تعود علي ذالك حين كانت امه تطهو له مثل هذه الاطعمه الشهيه. وهي باالفعل. طعامها نسخه عن طعام والدته ..

سحبت يدها بسرعه من بين يديه .وقد ارتجف جسدها كله من هذه الحركه .. لم تتعود علي كل هذا الاحترام والتقدير بعد ..

ضمتها الي صدرها .. وهي تقول بجهل بصوت مرتجف “استغفر الله . يا بيه ده واجبي . ما تعملش أكده تاتي هتشيلني ذنوب ” .

ضحك بخفوت قائلا يصحح مفهومها “ولا ذنوب ولا حاجه . كل الحكايه اكلك يعني بصراحه مفيش أطعم منه .فحبيت اشكرك علي طريقتنا. .تسلم ايدك “

ابتسمت من تحت طرحتها .بخجل . وهي تشعر نفسها . أنها سيده راقيه لها قيمه . وان هناك من يقدرها ..

فقالت بفرحه وهي تزيح الشال بعفويه عن وجهها “لسه كمان الحلو. انا عملت بسبوسه. خمس دقايق وتكون جهزت. عقبال لما تغسل يدك بس ” ..ثم تركته وذهبت تجاه المطبخ .وسط ذهوله..

أنها فتاه صغيره السن .وجميله بل جميله للغايه. عكس ما توقعها .. وأول ما لاحظه هي أن عيناها واسعه كحيله…مع بشره بيضاء صافيه.. وخدود بارزه … كالأطفال

كيف تعمل فتاه مثلها كخادمه مكانها الأصلي أن تكون بالجامعه. وليس امام الموقد والمطبخ !

اتت إليه بسرعه وهي تضع امامه صحن من الحلويات .. الرائعه .

وهي تقول بسرعه بفرحه طفل “دوق وقولي ايه رايك “

لاحظت نظراته إلمتفحصه إليها. فشهقت بخفوت .وهي تري أن الطرحه قد زالت عن وجهها .. هي باالعاده لا تضعها. لكن اليوم امها أصرت واوصتها أن لا تخلعها امام .صاحب عملها… وكأنها وكأنها كانت تعلم .

وضعتها ثانيه علي وجهها . ليعود كما كان مغطي .. حاول تجاهل فعلتها الغبيه تلك .. فتناول من طبق الحلوي الذي امامه ملعقه.. متمتما بإعجاب “جميله جدا.” ..وتابع بهدوء “انا هروح اعمل شويه رياضه وبعدين هروح انام ..”

مطت شفتيها ثم قالت بسرعه “بس انت ماكلتش حاجه .؟” ..

“مش ليه في الحلو قوي . انتي بس كتري من المحاشي. وسيبك من الحلو خالص ..”

وتناول فوطه يمسح بها فمه .. متابعا “انا هعمل كم حاجه كده وبعدين هروح انام . تصبحي علي خير.”

_وانت من اهله يا بيه “

ذهبت الي المطبخ .وهي تعيد كل شئ الي مكانه. وتنظيفه.. بعد ما انتهت من عملها.

توجهت الي الخارج وهي تغلق الباب خلفها .. لينتهي اول عمل اول يوم لها في هذه الشقه !

يتبع…..

الحلقة الرابعة

زفر بعمق .يصعد درجات السلم ببطئ شارد بوجوم.

عقله لم يتوقف عن التفكير للحظه . لماذا فعل ما فعل اليوم. ؟ لما ضر.ب ذالك الشاب بالسوق .؟ لما شعر باالغض.ب لمجرد أن احدهم نظر إليها نظره .لم تعجبه .؟ ما المبرر والدافع ؟ .هل لانها ابنت شخص قريب علي قلبه .؟ ام لشئ آخر يجهله .اوبالاصح يتجاهله.٠٠! نعم يتجاهله مشاعر حرمها علي قلبه حتي لا يتألم مره اخري. هذه التجربه التعلق بشخص .ثم ذهابه دون سابق إنذار. لهو الم كبير وجرح صعب الشفاء منه .باالكاد استطاع لان يعود الي حياته الطبيعيه بعد فقدانه لزوجته وابنتيه في ذالك الحادث المروع الذي قلب حياته واعاده الي مكان عليه. وحيد دون رفيق !

ايجب أن يبتعد عنها ؟ .ام يترك كل شئ علي سجيته. ؟ .ربما لم يكن كما يظن .بل هو إنجذاب بفتاه مليئه باالحيويه والنشاط .وبمرور الوقت يختفي هذا الانجذاب ويعود كما كان وحيدا!

ارتجفت عضله في فكه .وهو يراها واقفه امام باب شقته بقنوط. بمنامه طفوليه ورديه .وشعرها مشعث بجنون لا آخر له .فبدت كطفله ناعمه شهيه .للغايه ..

ااه ها هو يعود . لما حذر نفسه منه للتو.!

ما ان راته حتي. اهدته نظره عابسه. كأنها تعاتبه!

انحنت قليلا. وهي تلتقط صنيه صغيره كانت تضعها علي السلم ..ووقفت بها.

فاقترب منها يفتح باب الشقه بهدوء دون أن يبث ببنت شفه. !

دخلت وراءه ثم وضعتها علي طاوله صغيره بالصاله..وهي تقول بهمس “ماما أصرت انه اخدلك العشاء .بتقول انك اكيد مش متعشي. تصبح علي خير “..لاحظ نبرتها المختنقه وكأنها ستبكي! هل جرحها الي هذه الدرجه ؟ هي هشه الي هذه الدرجه ؟ اذن يجب أن تبتعد عنه حتي لا يؤذيها أكثر هو لن يستطيع تضميد جروحها التي سيسببها لها..

ورغم عنه لم يهن عليه. ان يتركها هكذا .بغض.بها منه ..فامسكها من يدها يعيدها إليه. حتي وقفت امامه .. وهي منكسه راسها..

رفع ذقنها بهدوء.فهاله منظر عينيها المحمره وكأنها كانت تبكي لساعات طويله.!.. مس وجنتيها باناماله قائل.بحنيه “زعلانه مني ؟”

نفت بوجهها ببطئ .. وعينيها تجيب بالايجاب نعم .هي تعاتبه !

فقال برقه “ما تزعليش مني . شويه ضغوطات في شغلي .انتي ملكيش دخل “

رمت نفسها ولم تستطع التحمل في أحضانه. وهي تشد عليه.تستشعر ذالك الدفئ والحنان .الذي ترغبه. منه .سريعه التعلق نعم هي كذالك .تعترف .لكنه مختلف .تريده حتي وان كان ليس حبا .تحتاجه لان يكون معها ..!

هو يملئ ذالك النقص الموجود باعماقها…

دون أي تردد احاطها بيديه .وهو يربت علي ظهرها

بحنان.. فهو كان يحتاج الي ذالك الحضن .يحتاج الي احد يخبره انه معه . انه لن يتخلي عنه .مهما حدث !

ابعدها عنه بلطف .يشاكس انفها بسبابته قائلا بمرح “شكلك بيبقي مش حلو وانتي زعلانه .”

ابتسمت له باتساع. وهي تتابط زراعه تقول بمرح وقد تحسن مزاجها كثيرا بعد ان صالحها ” وانا خلاص ما بقتش زعلانه .. ” .ثم تابعت محذره بلطف “اوعي تكون اتعشيت .لاحسن انا ما اكلتش حاجه وقلت اكل معاك “

“حتي لو كنت اتعشيت .هاتعشي تاني .بس عشانك. هو انا اطول..”

..

قال تلك الكلمات بمزاح .مقررا ترك العقل بعيدا علي الاقل هذه الفتره وترك الأمور تجري كما تريد .كم يوم وسيعود الي منزله وحياته الممله الا يحق له الاستمتاع ليومها!

______________________________

صباح اليوم التالي ..”في شقه آسر “

فتحت الباب ببطئ . وهي تنظر حولها .الانوار لا زالت مطفئه. كما تركتها البارحه..

هل يعقل انه .لم يزل نائما الي هذا الوقت.؟ .. ام أنها اتت مبكرا .اليوم.!

نعم باالفعل هي اتت مبكرا .اليوم .وهي تعلم ذالك. من أجل أن تحضر له الافطار قبل أن يذهب

لم يهن عليها أن يمشي هكذا الي عمل دون أن يفطر .. فاتجهت الي المطبخ بسرعه .تعمل بنشاط .خلال دقائق كان الفطار موضوعا علي السفره. لا ينقصه غيره هو ..

نظرت الي باب غرفته بوجوم .لماذا لم .يستيقظ ؟ .هل تذهب لايقاظه.؟ ..تقدمت نحو باب غرفته ببطء ..وتوتر .وقبل أن تفكر بدق الباب .كانت قد وجدته مفتوحا ..

فوقفت وهي تستند عليه .وهي تناديه “آسر بيه .يا آسر بيه .اصحي عشان الشغل ” الا انها كانت كمن ينادي في صحراء خاليه لا احد يسمعه … حاولت مره بعد مره .لكن بدون فائده .

بعد تردد وجدت أنها لا بد أن تدخل وتقترب منه حتي يسمعها . وبالفعل تقدمت نحو السرير. تقدم رجل وتؤخر اخري …

وقفت امام سريره وهي تنظر إليه فشهقت بتفاجا واحمر وجهها .وهي تري جزعه الأعلي عاري لا يغطيه شئ ..وهو ينام علي بطنه..

فعدلت وجهها للناحيه الاخري .وهي تنادي عليه أن يستيقظ.. فمدت يدها لتوكزه علي كتفه.. لكن لم تحسب حساب. ردت فعله هذا ..

فما أن لمسته حتي اعتدل بسرعه البرق علي ظهره .يمسك معصمها وهو يجلبها إليه. حتي استلقت علي صدره… ووشاحها الطويل قد علق في مكان ما .وسقط من علي راسها.. فانفلتت خصلات شعرها السوداء..تغطيهما معا ..بروعه

كانت تنظر إليه باعين متسعه خوفا. ليس من فعلته. ولكن من المسدس الذي لا تعرف من اين اتي ؟ ..كل ما تعرفه انه الآن موجها لراسها وفي أي لحظه قد تفقد حياتها !…

داعبت انفاسها السا.خنه وجهه.. فابتسم وهو يظن أنه في حلم جميل ..

نظر الي شفتيها المرتجفتين وشعرها الذي غطي وجهها .. وتناثر بعبث علي صدره العاري. دغدغ حواسه .فاقترب منها ببطء يريد تذوقها..

وقبل ان يصل إليهما.. سقطت مغشيه علي صدره ..

جعلته ينتفض من مكانه بسرعه مدركا انه واقع وليس حلما ..كما اعتقد …

ابعدها عنه . حتي استلقت بجانبه .فمال عليها. وهو يزيح شعرها عن وجهها .وتظهر له معالم وجهها أنها تلك الخادمه .. الجميله ..التي كانت معه بالامس.. كان مفتونا بشعرها المنفلت علي وسادته. جعلها أكثر جمال ومغريه لشاب مثله حد الجنون !..

هز راسه يبعد عنه تلك الأفكار..

ثم قفز من علي سريره بخفه .جلب قنينه من العطر قويه الرائحه .. وما أن قربها من انفها حتي بدأت تستيقظ.. وما أن اتضحت الرؤيه لها .حتي انتفضت من مكانها ملتصقه باالسرير. وهي تضم قدميها لصدرها تهمس بخوف “ما تقت.لنيش ما #.نيش انا ما عملتش حاجه والله ما عملت حاجه ” ..

أشار لها بيده وهو يقول يحاول تهدئتها “اهدي اهدي مفيش حاجه . انتي كويسه . انا اللي بالغت في ردت فعلي. بحسبك حد جاي يتهجم علي. طبيعه شغلي بتفرض علي كده “

لم يبدوا عليها أنها سمعت كلامه من الاساس وهي تنظر الي المسدس الذي في جيبه بشحوب..فلاحظ نظراته المصوبه عليه.. “تبا لا بد أن هذا ما اخافها “اخرجه من جيبه قائلا يفسر لها “دا بتاع الشغل. بحكم اني ظابط يعني . لكن انا مش ##. اهدي ” ..

وتأكيدا علي كلامه رماه جانبا بعد ان فككه…”شفتي مفيش حاجه “

هدأت قليلا ثم نظرت إليه فشهقت بخفوت “اتحشم يا بيه “

رفع حاجببه يردد كلماتها “اتحشم ؟ ” ..

ثم نظر لنفسه .فاتسعت عينيه وهو باالفعل يري نفسه عاري الصدر ..فاتجه الي خزانته علي الفور التقط تيشرت اسود قطني. وإرتداه.

ثم قال متساءلا “بس انتي ايه اللي جابك لاوضتي. وجايه بدري كده ليه “

اجابته بتلعثم وهي تلف طرحتها علي راسها “انا انا جيت عشان اصحيك .عملتلك لقمه تاكلها قبل ما تروح الشغل .” ..

فهز راسه بتفهم. فتساءلت بانبهار وقد نست خوفها “الا انت صح يا بيه ظابط .زي ما قلت .؟. وهتقبض علي المجر.مين زي ما هنشوفهم في التلفزيون “

ضحك بخفوت وهو يقول مؤكدا “ايوه يا ستي ظابط. ورائد كمان .وبقبض علي المجرمين زي ما بتقولي “

اومأت له تقول بانبهار “ربنا يقويك .انا هطلع دلوقت اعملك الشاي عقبال ما تجهز نفسك “

اشار له بيده “تمام يا ريت اتفضلي “

وضعت طرف الطرحه علي فمها .وهي تضحك .تجري من امامه متجها الي حيث قالت!

فاتجه هو الي الحمام .ليبدأ روتينه اليومي

____________________________

“يا بت انتي يا بت .نحن هنا. سما سما حول “

كانت تلك سمر تنادي علي سما .والتي يبدوا انها في عالم آخر غير هذا العالم . القلوب تكاد تخرج من عينيها .وهي تبتسم ببلاهه ..

وكزتها سمر من كتفيها .حتي تنبهها..

فالتفتت إليها سما عابسه “ايه دا .ايدك مرز.به. “

رفعت سمر حاجبيها .وهي متخصره “انتي يا اختي حالك مش مطمني اليومين دول .تايهه دايما. وبتوزعي ابتسامات غبيه علي كل اللي رايح واللي جاي .. ليكون بسبب المحروس الجديد .عمو شهاب “

مطت سما شفتيها وهي تقول بغيره “ما حدش يقولو عمو شهاب غيري. دا يخصني انا لوحدي “

“الله الله وبنغير كمان .؟ .بس احب اقولك اطمني انا مليش في صنف العواجيز “

ضحكت سما رغما عنها .وهي تقلب كف علي كف “واالله ما في عواجيز غيري انا وانتي .. معذوره اصلك ما شفتيش عمو شهاب ولا حلاوه عمو شهاب ولا ضحكت عمو شهاب ولا “قاطعتها سمر عن الاسترسال في حديثها “بس بس حيلك حيلك. احنا دلوقت ندخل المحاضره. وبعدين نبقي نشوف رجل شهاب وايد شهاب بتاعك دا “

ثم أخذتها من ذراعيها . وهي تجرها خلفها جرا ..

_____________________________

“نعمه “

جرت عليه بسرعه .تجيب نداء اسمها بلهفه “ايوه يا آسر بيه في حاجه ؟ –

قال مبتسما “في ضيوف جايين علي العشا يوم الجمعه ومن دلوقتي لوقتها عايزك تظبطي الدنيا . مش عايز أوصيكي.. ولو احتجتي حاجه اطلبي من عمي راضي. تمام ؟ “

هزت راسها بسرعه “حاضر اطمن يا بيه “

حك عنقه ثم قال بهدوء ” ممكن .بلاش بيه والكلام دا. انا بني آدم زي زيك ” ردت عليه باستنكار “امال هقولك ايه يا بيه ؟”

تنهد بعمق قائلا ببساطه “ممكن آسر عادي .انا معنديش مشكله خالص “

قالت بذهول “كده حاف لا لا ما ينفعش “

“والله هينفع بس انتي ما تكبريش الأمور كده “

ابتسمت بحرج ثم قالت بعد تفكير “خلاص ممكن اقولك يا سي آسر . حلو كده ؟ “

هز راسه بتفكير ثم قال برضا “تمام حلو دا. اهو احسن من آسر بيه . ” وتابع .”انا همشي دلوقتي . سلام “

نظرت في اثره .بلهفه تتنهد بهيام هامسه برقه “والنبي انت اللي حلو يا سي آسر “

ثم ما لبثت أن زمت شفتيها بعبوس تتمتم “ايه اللي انا بعمله دا .انا شكلي اتجننت. اما اروح اشوف هعمل ايه النهارده.!”

^_____________________________” ماما ماما. يا ماما افتحي البااااااب يا ماما ” كانت تلك سما تدق علي باب شقتهم ..والدقات مرفقه .بطبل عالي من يدها تعزف ألحان خاصه في عقلها لا يعرفها الا هي وقلبها يرقص بفرحه .لا تعرف سببها . يا تري لماذا هذه الفرحه ؟! هل لانها راته اليوم وهو يبتسم لها تلك الابتسامه التي تطيح بعقلها .. فكانت رؤيته كفيله بتحسين مزاجها لباقي اليوم . أو انه حين راها ذالك الشاب الذي يضايقها بغلاظه. فشحب وجهه .وكأنه يتذكر اسدها الذي ضربه ذالك اليوم في السوق والتف للناحيه الاخري كانه لم يرها !

دافع عنها وقام بحمايتها.. انه صوره طبق الأصل عن فارس احلامها .! عن كيف يجب أن يكون الرجل الحقيقي…!

ما ان فتح الباب حتي واجهتها امها .التي كانت تنظر اليها وهي تغمزها ولكنها لم تلاحظ !

فاقتربت تقبل وجنتيها بقوه وهي تقول بمرح بصوت عالي .”وحشتني يا عسل انت .عامله ايه النهارده علي الغدا؟ انا شامه ربحت الاكل من علي السلم .فعرفت انه الشيف كوثر .هدلعنا النهارده. كفك يا جميل ” واتبعت ذالك برفع يدها استعدادا لضرب كف يدها بيدها .الا ان امها لم تستجب لحركتها بل كانت تشير لها بحدقتي عينيها. وشفتيها تهمس بكلام غير مفهوم لم تلتقط منه غير كلمه واحده “شهاب”

إتسعت عينيها بصدمه . لا لا يارب لا يكون ما فهمته صحيح هو ليس هنا! لم يشاهد العرض اليومي الذي فعلته منذ قليل ! يا الهي لم لا يحدث ما تريد. ؟ دائما حركاتها المخجله يكون هو شاهد عليها ..! لما ؟ !!

فابتلعت ريقها بجفاف. وهي تلتف بعين واحده لتلقي نظره تتأكد اذا كان ما تفكر به صحيح..

و يا لاحراجها حين وجدته باالفعل جالس مع ابيها. يلعبون “الطاوله” .. ويبدوا انه بالفعل قد شاهد ما حدث ! وشكلها وهي مثل المفترسه حين دخلت علي والدتها تطالبها باالغداء حتي قبل أن تبدل ملابسها من يفعل ذالك ؟!(انا “) ووصله الغناء المرفقه باالطبل وكأنه زفاف احدهم هنا … “ااه يا ريتني كنت مت قبل ما تشوفني باالمنظر دا !” لاحظت انه كان يضحك عليها. من ابتسامته وهو يعض شفتيه في محاوله لكتمها..بينما ينظر امامه .ويبدوا انه يفعل ذالك حتي لا يحرجها..

حدجها ابيها بنظره غاضبه. فجرت علي غرفتها بسرعه . وهي تلقي عليهم تحيه عابره. ردها شهاب بحركه من راسه .. !؟

ابتسمت والدتها باحراج. ولسان حالها “ربنا يهديكي يا سما قبل ما تجنينينا “!. ثم اتجهت ناحيه المطبخ لتكمل ما كانت تفعله. فزوجها محسن قد جعل شهاب ضيف علي الغداء لديهم اليوم !

علي طاوله الغداء تفكر “ماذا لو انشقت الارض وابتلعتني لن يحدث شئ والله لن يحدث شئ ! هذا افضل لها من النظرات المتسليه التي تلقي عليها من الناحيه التي امامها ولم يكن غيره “شهاب “

“ايه يا شهاب الاكل مش حلو ولا ايه ؟”.. كانت تلك والدتها تتكلم بتلقائيه..ابتسم بلطف قائلا “لا بالعكس تسلم ايدك .الاكل لا يعلي عليه .”

ونظر الي سما قائلا ببراءه “سما هي اللي مش بتاكل .مع انه اللي يشوفها من دقايق يقول انها هتفترسنا “

اطبقت علي اسنانها قائله بحنق “لا يا عمو شهاب باكل اهو .”

لاحظت تهجم وجهه بعبوس. كانه يعترض علي ذالك اللقب الذي اوصاها بمنادتها اياه له .. فابتسمت بانتصار. جيد هذا جيد حتي يخفف من حس االفكاهه الذي يتملكه في هذا الوقت الغير مناسب ..

قاطع تلك اللحظات ابيها يتكلم بهدوء

“شهاب!” التفت إليه متسائلا .فتابع ” . بعد كام يوم كدا هنعمل لسما عيد ميلاد .عايزك تفضي نفسك . .وانت طبعا مش محتاج عزومه. “..

التفت شهاب الي سما ينظر اليها حتي قال مبتسما “بجد ؟ كل سنه وانتي طيبه “ابتسمت له بحلاوه خجله قائله برقه “وانت طيب يا عمو شهاب “…

لا حظت الام نظره ابنتها الحمقاء الهائمه به . فانقبض قلبها بشده. ترجو أن لا يكون ما تشعر به صحيح..

شهاب ذالك السد المنيع .لن يسمح لها أن تحطم بسهوله أسوار قلبه!. وستجرح ابنتها وتتحطم وهي أبدا لن تسمح بذالك طالما هي حيه !

___________________________

يتبع…..

الحلقة الخامسة

تتحرك هنا وهنا برشاقه ونشاط لا مثيل له. العزيمه التي اوصاها عليها السيد آسر يجب أن تكون

علي احسن وجه .حتي تليق به .وبفخامته. حتي يكون سعيدا بها ويرضي عنها. ثم يهديها ابتسامه رائعه من احدي ابتسامته التي تهيم بها. تهون عليها التعب.والقهر الذي تعيش به !

لم تكن أبدا بذالك النشاط والحيويه التي بها الآن او بالاصح منذ أن عملت لديه .التقدير الاحترام لم تشعر بهما من قبل الا عندما قابلته. ليس مغرور ومتكبر كمعظم الذين عملت لديهم .انه هادئ جذاب رقيق لديه حس عالي من الاخلاق .. جعلتها رغم عنها تنجذب إليه وبشده. تاتي كل صباح مبكرا حتي قبل أن يستيقظ احدهم بمنزلها ليكون هو اول من تراه ..لاول مره لا تكون ناقمه علي ابيها .لانه مصر أن يجعلها تخدم في منازل الاغنياء…

حرمت من التعليم لأجل ذالك .! رغم أنها كانت تحبه. لكن والدها لجشغه وطمعه وايضا تلك العادات الخاطئه الموروثه لديهم ساهمت في ذالك .البنات ليس لها حق تعليم .تتزوج تنجب وتربي هذه هي مهام الفتاه لديهم …

ابتسمت بهيام وعقلها مأخوذ به !..

حتي لم تنتبه لمخلوط الطماطم الذي سكب عليها دون أن تدري …

وحين شعرت به انتفضت من مكانها تتافف. الثوب قد لوث بأكمله لن ينفع معه المسح يجب أن تبدله!

همست بتفكير “طب انا هعمل ايه دلوقت .الجلابيه اتوسخت ولازمها غسيل .ومش هينفع اغسلها هنا مفيش وقت .ولا ينفع اقف بيها كده. مش منظر “

حسنا هذه مشكله . ويلزمها حل .

وجدت الحل. هي من الاساس ترتدي “عبايتان” وان كانت الاخري بيتيه لكن لا باس هذا افضل من.التي ترتديها في الأعلي.!

اتجهت الي الحمام بسرعه. خلعت الثوب الملوث وبقت بالآخر الذي لم يطله الكثير …

تلتها طرحه راسها ..

نظرت الي نفسها في المراه بتقييم ..

ثوب وردي لامع ضيق من عند الصدر .الي الخصر ثم يتسع للأسفل…

نزعت الشريطه التي تربط بها شعرها الغجري..

فانفلت بطريقه رائعه علي ظهرها يغطي جانبي وجهها ..

هذا الجمال والانوثه .مدفونين داخل عبائه سمراء واسعه .. كاالراهبات..هي تري الفتيات في هذه المدينه كيف يرتدن ملابسهن منها الضيق ومنها الواسع منها المحتشم ومنها المكشوف .كل واحده منهن تبرز جمالها. بطريقه أو باخري..

لا تقول أنها تريد أن تكون مثلهن. ولكنها تريد الشعور بأنها مرغوبه لدي احدهم …

جرس الباب اخرجها من شرودها .. فأسرعت دون تفكير تجري علي الباب لفتحه بلهفه. لا بد انه هو قد اتي مبكرا .. !

ما ان فتحت الباب حتي قابلتها هيئته الضخمه .. فابتسمت بحلاوه له ..

كان يريد الكلام ولكن الكلام وقف بحلقه ..وهو يري هيئتها الجديده عليه.. فاتنه. هذه الكلمه تفي باالغرض ؟ بالتاكيد لا.

وقف مذهولا في مكانه .. فتراجع تلقائيا ينظر الي رقم شقته لربما يكون مخطئا ..ولكنه في مكانه الصحيح .. !..

“هتقف عندم كتير يا سي آسر مش ناوي تدخل ؟ “

قالتها بهدوء..

فتنهد بخشونه وهو يصفع نفسه داخليا .. أنها نعمهتلك الخادمه التي تفاجئه كل يوم بشئ جديد..

فابتسم بحرج وقد وعي علي نفسه.. عينيه جالت علي كل تفاصيلها دون أن يعي. شعر بحراره جسده ترتفع والأفكار الغير برىئه باالمره تتقافز الي ذهنه دون أن يستطيع منعها .. ماذا فعلت هذه الحمقاء فلتغطي نفسها افضل !..

فدخل الشقه وهو يتحاشي النظر إليها. بينما هي تنظر له ببراءه دون أن تدرك ما الذي فعلته !

فتساءلت بلهفه “انت جيت بدري ليه يا سي يا آسر ليكونو جايين دلوقت ؟”

تحمحم بجديه قائلا بهدوء وقد نجح باعاده وضعه بمهاره”جيت عشان اشوف الوضع واساعدك يمكن تحتاجي حاجه ؟ .ثواني هغير هدومي وجاي ” ..

ودون أن يعطيها فرصه للكلام.. اتجه علي الفور ناحيه غرفته ..

فتساءلت بتفكير ما به .لم هو متوتر هكذا .ويبدوا عليه الضيق ..ربما يكون شئ يخص العمل

نظرت الي اثره بوجوم وقد قلقت عليه تريد أن تعرف ما به ؟ ..

رفعت كتفيها بااهمال ثم اتجهت الي المطبخ لتكمل ما كانت تفعله ..

____________________________

“البس دا ولا دا ؟ ايه رأيك يا ماما ؟ انهي الاحلي “

كانت تلك سما تتكلم بحماس مع امها .. تمسك بيد فستان احمر والآخر اسود …وهي تأخذ رايها اي واحد سيليق بها أكثر..

تنهدت امها بضيق والقلق قد بدأ يسري في قلبها.. ابنتها هذه ليست طبيعيه تصرفاتها غير طبيعيه.. الحماس والفرحه التي تشع من عينيها ليست باالتاكيد فقط لان عيد ميلادها اليوم ! بل لشئ آخر ترجو أن لا يكون كما تظن ..

فقالت بحده رغما عنها “يووه يا سما البسي اي حاجه وخلصيني من الزن بتاعك..راسي ورمت منك “

اختفت الابتسامه من علي وجه سما وهي تلاحظ ضيق امها .. أنها اول مره تقريبا تتكلم معها بهذا الشكل !..

فقالت عابسه “خلاص يا ماما انا اسفه ! هلبس أي حاجه بس انتي اهدي حد مضايقك في حاجه ؟ “

زفرت ببطئ .. وهي تلوم نفسها علي ما قالته ..

فاقتربت منها وهي تربت علي راسها قائله بصوت حاني “لا انا اللي اسفه يا بنتي ..مكنش قصدي “وتابعت تتصنع المرح “امم انا رايي تلبسي الاحمر هيليق اكتر .. وانا بحب اللون دا “

عادت لسما بهجتها في ثواني فقفزت بفرح تقبل وجنتي أمها قائله بسعاده “بجد ؟ شكرا شكرا يا احلي ام في الدنيا .هروح البسه واشوف “

نظرت الام الي اثرها بحزن وهي تدعوا الله أن لا يزيقها طعم الحزن .. والا يعرف الجرح طريقا لقلبها البرئ..

________________________

راقبته وهو يشمر عن ساعديه يعمل معها بنشاط في المطبخ .. ويبدوا أن مزاجه تحسن فقد عاد المزاح معها مره اخري .

تشعر بسعاده كبيره .. وقلبها ينبض بقوه تخشي أن يسمعه هو …..

مثل الطفل الصغير هو .. يراقبها كيف تعمل ويعمل مثلها.. ينفذ تعليماتها بدقه .. بينما تنظر إليه بحنوا

افاقت من شرودها علي صوته المتاوه فالتفت إليه بفزع ..تجري عليه ..

رات اصبعه المجروح من الس.كين .. امسكت يده تنظر له بقلق فهدرت به.لع “جرحت نفسك يا سي آسر ؟ مش قلتلك بلاش انت تتعب نفسك واني هعمل كل حاجه ..ما هتسمعش الكلام ليه “

وامسكت اصبع المجروح بحركه عفويه تضعه بفمها .. توقف له النزيف ..

تطلع اليها وهو يري قلقها عليه .. أنها تذكره بامه !.

نفس الافعال حتي حين كان يجرح وهو صغير كانت تفعل له مثل ما تفعله هي الآن….

وناهيك عن الاكلات التي يقسم.. أنها نسخه طبق الأصل عن اكلات امه وكانهما نفس الشخص …

خصلات شعرها السوداء الفاتنه كانت تزعجها وكأنها تتغزل بها .. فتمنعها هي بضيق حتي تهتم به

ودون تفكير رفع يده يزيح خصلات شعرها عن وجهها ..

تاهت عينيه في عينيها السوداء الكحيله التي تنظر إليه بتساءل…

شرد في أعماق عينيها .. بتخبط ..غريب ما يشعر به الآن.عندما أزاحت عينيها بتوتر وخجل عن عينيه الوقحت.ين…

عبس دون أن يعي لم أزاحتهما عنه ؟

وضعت علي أصبعه شريط ابيض وربطته بأحكام..

ثم قالت بحزم “كفايه كده يا سى آسر روح انت اقعد وانا هعمل كل حاجه بنفسي.ولو احتجت مساعده هقولك ما تقلقش “

تفاجأ بنبرتها الحازمه فلم يغضب كما المفترض بل هز راسه لها بطاعه…”حااضر انتي تؤمري يا ست نعمه “

حاربت ابتسامه تريد الخروج علي شفتيها..وهي تنظر له بحزم ..

فرفع يديه باستسلام زائف ثم اتجه علي الفور ناحيه غرفه الجلوس ..وسط دقات قلبها المتقافزه معلنه عن قصه عشق تتخلل إليه دون أن تدري !

______________________________

نظرت سمر الي صديقتها سما وهي تهز راسها بصبر قائله “بس بقي روشتي اهلي اقعدي. قلتلك الف مره الفستان هياكل من عليكي حته. وانتي زي القمر. وبرضوا مش مقتنعه. كل دا عشان عموا شهاب وياريته واخد باله اصلا . “

قضمت سما أظافرها بتوتر “مش واخد باله ازاي ؟ معقول يكون مش حاسس بيه ؟ “

اجابتها سمر بعفويه “يا بنتي دا تلاقيه اصلا مرتبط أن مكنش متجوز .مش معقول واحد بالمواصفات اللي بتقولي عليها دي واحده معرفتش توقعه في شباكها “

كادت أن تقفز سما حرفيا علي سمر وهي تقول بغيره “واحده ؟ واحده ايه ؟ #اللي تفكر تقرب منه .. دا بتاعي لوحدي !”

فغرت الاخري فاهها من كلام صديقتها المجنونه “لا يا سما انتي اتجننتي اسبوع واحد وعمل فيكي كدا ؟ جننك.. اقول عليك ايه يا شهاب ابن ام ” وتوقفت وهي تتساءل “الا امه اسمها ايه ؟ “

دقات علي باب غرفتها وصوت امها القائل “يلا يا سما أبوكي بيستعجلك الحفله هتبدا ”

قاطع لحظاتهم .. فاخذت نفسا عميقا تذفره علي مهل تعد للعشره.. ثم التفتت لسمر تسئلها للمره الاخيره “شكلي حلو؟ كل حاجه مظبوطه ؟”

لم تجبها سمر علي سؤالها. بل ذهبت الي الخارج وهي تتمتم “لا كدا كتير انا لو قعدت معاها اكتر من كده هطق ”

___________________________

القت نظره علي ضيوف السيد آسر تنظر إليهم بتقييم . هناك شاب تقريبا في نفس عمر آسر وامراه بجانبه ويبدوا أنها زوجته ..

اه وتلك الفتاه .ذات الشعر الأشقر. يبدوا انها قريبه لأحدهم ..وملاحظه اخري .طوال الجلسه لم تزح عينيها عن آسر الذي لم يلقي لها بالا رغم انها جميله

….

اخذت تقلد كلماتها التي سمعتها حين كانت تجلب لهم الطلبات تقولها بحنق شديد

” .آسر وليه ما تجوزتش لغايه دلوقت . وايه مواصفات فتاه أحلامك ؟” وتابعت “قليله الحيا هي مالها اتجوز وما تجوزش تلاقيه عايزه تلف عليه وتاخده “

كانت تقلب في المطبخ بغضب شديد “اما اروح اجهز ليهم السفره . بالسم الهاري. ان شا الله اللقمه توقف في حلقها تطلع روحها .”

أن تلك الفتاه والتي لم تكن الا اخت زوجه صديقه .. باالفعل منجذبه إليه منذ أن راته مره مع زوج اختها.. تحاول لفت نظره باي طريقه. برغم إهماله لها الا انها مصره علي أن توقعه في شباكها مهما كلف الأمر!

“الاكل جاهز “

استقام آسر من جلسته قائلا بهدوء “اتفضلوا من هنا العشا جهز .”

وأشار لهم الي ناحيه ما !

اخذ كل واحد مقعده بينما تلك الحرباء كما أسمتها نعمه ملتصقه بالكرسي بجانبه . ولو كان بيدها لكانت جلست بحجره( “

وزعت الأطباق وهي تسكب لهم وعندما جاء دور تلك الصفراء.. تصنعت نعمه عدم رؤيتها لها وسكبت عليها صحن من الشربه الساخنه “

فانتفضت الاخري بفزع وهي تضع يدها علي نعمه بحركه عصبيه اوقعتها ارضا ..

بدون أي تفكير جري آسر ناحيه نعمه التي مثلت الألم وهي تبكي ببراعه.. ساعدها بالوقوف وهو يضمها الي صدره…

ثم صرخ بقسوه للصفراء “انتي ازاي تعملي حاجه زي كده وقعتيها ليه ؟”

نظرت ساره إليه بصدمه ثم قالت بقرف بينما اختها وزوجها يشاهدون الموقف “انت مشفتش البتاعه دي عملت ايه ؟ دلقت عليه الشربه بوظتلي الفستان. اللي لو بعتها هي شخصيا مش هتجيب تمنه “

هتف آسر بصوت غاضب “البتاعه دي ليها اسم .واسمها نعمه .ويا تتكلمي باحترام وصوت واطي في بيتي يا اما من غير مطرود “

ثم اشار لها ناحيه الباب

احتقن وجهها غضبا واحراجا في آن واحد من اهانته لها .. رمت الفوطه التي كانت تمسح بها فستانها علي الارضيه.. ثم أسرعت الي الخارج تسب وتلعن

والآخرين لحقوا بها علي الفور

لم يهتم بهم للحظه .ولا لصديقه فبالتأكيد سيتفهم الوضع …

نظر الي القطه التي ترقد بين زراعيه تبتسم بشر .. وما زالت تتصنع البكاء

ابعدها عنه قليلا ثم قال بحنان وهو يمسح دموعها “خلاص بقي يا نعمه اخدتلك حقه ما تعيطيش “

همست ببراءه خادعه “انا مكنتش قاصده ادلوق عليها الشربه صدقني يا سي آسر ” داعبت انامله الخشنه وجنتيها الناعمه والبارزه كالأطفال قائلا برقه “عارف انك مش قاصده سيبك منها . المهم انتي كويسه ؟ “

هزت راسها له فتابع بمرح “علي فكره انا مش واكل من الصبح .. والاكل ريحته تجنن. وانا بصراحه مش قادر اصبر “

ابتسمت بفرح ثم همست بلهفه “طب اقعد كل واقف ليه ؟ “

جرها من يدها وراءه ثم جلس واجلسها معه “انتي هتتعشي معايه النهارده ” حاولت الاعتراض لكنه قاطعها بحزم ” ولا كلمه انا قلت ايه ؟”

وبعد الحاح اومئت إليه برضا ..

تناولت من الدجاج المتبل امامها تفصل له اللحم عن العظم .وتضع له باالطبق…كانه طفل صغير ..

وهذه المره ايضا لم يعترض فتناول الطعام بصمت .. وهو يرجوا أن تمضي الليله علي خير قبل أن ينقض عليها ويلتهمها هي الاخري مع قطع الدجاج التي تضعها له!

_______________________

رآها قادمه إليه. علي حياء كورده حمراء ناعمه يتوق لاقتطافها من يراها !..

ناعمه كنعومه مشيتها …بسيطه كبساطه تفاصيلها

فتن بشعرها البني كلون عينيها منطلق علي ظهرها بموجات رائعه يحيطها بدلال من كل جانب ..

دقات قلبه.تعزف مقطوعه خاصه مع دقات قلبها الصاخبه.. يتناغمان برقه وجمال لا مثيل له ..

حبس انفاسه بصدره وهي تقف امامه بفستانها الاحمر الذي يلفها برقه … وكم هو محظوظ اكثر منه احتوي ما لا يحلم هو باحتوائه…..

تشبك اصابعها ببعضهم تنظر اليه من تحت اهدابها بترقب ماخوذه به وبطلته ..

فابتسم لها هامسا “كل سنه وانتي طيبه ”

واقترب منها يقبل جبينها الناصع برقه …فاغمضت عينيها تتنهد بنعومه. وقلبها الصغير ينبض باسمه ..

ابتعد عنها ثم جلب لها باقه من الورود الحمراء اعطاها لها فاخذتها منه وهي تنظر إليها بانبهار ..

ضمتها لصدرها بقوه .. تحتفظ بها جانب قلبها

وعينيها تفضحها..

“هو دا عمو شهاب يا لهوووي يخرب بيت حلاوه امك ”

كانت تلك سمر تتمتم بنفسها .وهي تنظر إليه بذهول. اذن صديقتها لا تبالغ .. وهي من كاانت تسخر منها ..؟ الحق كله لديها لتقع في غرامه في هذا الوقت السريع… فمن لا يقع بعشقه يكون مجنونا..!

^__^

بعد انتهاء حفل الميلاد .الذي كان أكثر من رائع بالنسبه لها.. اتجهت الي غرفتها وهي تتنهد بهيام تبتسم ببل.اهه…وتضم باقه الورد الحمراء الي صدرها.تقبلها برقه كل حين ..لاحظت ورقه بيضاء به لم ترها من قبل .. ففتحتها علي الفور وكان مكتوب بها “ابحثي عن الهديه داخل الورود!” ..

التقطت باقه الورود تفرقها برفق مليئ بالحماس عن بعضها فوجدت علبه صغيره سوداء بها..

فاخذتها علي الفور .. فتحتها بلهفه

وضعت يدها علي فمها بغير تصديق وهي تخرج الهديه..كانت عباره عن اسواره من الذهب الابيض..تتدلي منها سلاسل متشابكه بالعديده من النجوم..

وضعتها علي معصمها تنظر اليها بفرحه طفله تلقت العيديه يوم العيد ..

قربتها من فمها تقبلها عده قبلات صغيره ..تهمس بشجن “بحبك يا شهاب “

______________________

يتبع…..

الحلقة السادسة

هل سمعتم من قبل ان احد كاد ان يمو.ت من سعادته ؟؟ .. اذن فهذا فهو الحال مع سما التي اصبحت كالمجنونه من فرط سعادتها تغني ترقص .. تقفز كاللاطفال من هنا الي هنا .. تعيش معني الحب الحقيقي .. وقد ادركت بالفعل انها تحبه لا هذه الكلمه لا تفي بالغرض انها تعشقه !

أغلقت باب شقتهم ثم نظرت إلي تلك الاسواره ذات النجوم الذهبيه!بعشق وهيام أهدتها قبله رائعه وتلك القبله تكون تقريبا رقم الف من ضمن قبلات كثيره تلقتها تلك الاسواره المحظوظه …

فكرت بجديه انه يجب أن تشكره علي هديته الرائعه تلك ..

فتوجهت الي ناحيه شقته بالطابق الثاني ..

اخذت تدق الباب عدت مرات لكن لا رد .. الجرس أيضا لا رد !! .ربما لديه عمل وذهب إليه..”لما اجي من الكليه يكون جه هو كمان وابقي أشكره ” .. همست لنفسها بذالك

ثم توجهت علي الفور الي كليتها..

&في الكليه&

” .. يا بنت الايه يا سما جبتيها منين دي؟شكلها تحفه خالص وباين عليها غاليه !.هاتي البسها شويه “..

كانت تلك سمر تتكلم بانبهار وهي تنظر الي الاسوره في معصم سما تقلب فيها من اليسار الي اليمين بإعجاب شديد..

سحبت سما معصمها من يد سمر وهي تضعه في حضنها بحركه عفويه “حيلك حيلك تلبسيها ايه .دي هديه بتاعتي لوحدي وماحدش يلبسها غيري “

رفعت سمر حاجبيها تقول بحذر مشككه “اوعي تقولي انه دي هديه عمو شهاب.. نهارك اسود لو كان اللي بفكر فيه صح ! ازاي تاخدي هديه زي دي غاليه من واحد غريب انتي اتجننتي ؟ ” ..

لوت سما شفتيها قائله ببرود “اولا قلتلك قبل كده ما حدش يقوله عمو شهاب غيري .!

ثانيا هو مش غريب دا صاحب بابا .ولما يجبلي هديه زي كده في عيد ميلادي ما ينفعش ارفضها “

كادت أن تطير سمر فعليا من مكانها بسبب كلمات سما البارده.. تتحدث وكأنه شئ عادي .. كان يجب أن ترفض هذه الهديه منه .. طوال سهره البارحه بعيد ميلادها وهي تراقب صاحبتها البلهاء التي لم تخلع عينيها عنه . اما هو لديه بروده اعصاب وجمود تحسده عليهما لم تستطع أن تستشف منه شيئا مثلا كاذا كان يحب سما ام لا .. معجب بها أي شئ يدل علي انه يهتم بها ذللك الاهتمام المعروف لكن لا شئ كالجدار المنيع هو صعب اختراقه!

قالت سمر ببطء “سما انتي بتحبيه بجد..؟ مش اعجاب زي ما كنت فاكره !” انتفض قلبها لثواني وكأنها كانت غير مدركه لحقيقه هذه الكلمه التي كانت تعيدها لنفسها مرارا وتكرارا…وادركت فقط الان !

فهمست بشرود “بحبه ؟ انا انا مش عارفه ! بصي انا هقولك علي اللي بحس بيه .. وبعدها احكمي انتي !

انا لما بشوفه نفسي بيتكتم وبحس بحراره في جسمي كله .. وقلبي يفضل يدق بطريقه غريبه وكأني كنت بجري..مع اني ببقي واقفه! ولما ببقي معااه بتمني انه الوقت يطول ومايمشيش يفضل جنبي علطول.. تخيلي أني لما بفكر في حياته السابقه وافتكر انه مش راضي يتجوز لغايه دلوقتي عشان ممكن يكون بيحب مراته المتوفيه انا ببقي بغلي من جوايه.. مش عايزاه يتكلم مع حد غيري ولا يبص لحد غيري .. حتي لما بيضحك مع بابا ويسيبني انا بضايق! … عايزاه يكون معايه انا وبس ..! انا مش عارفه ايه دا ؟ لاني عمري ما حسيت بكده قصاد حد .. فكرت انه ممكن يبعد عني ومش اشوفه تاني بتقت.لني!.. يبقي انا كده بحبه يا سمر ” ..

فغرت سمر فاهها قائله “بتحبيه ؟ والله ووقعتي يا سما وما حدش سمي عليكي ..يا بنتي انتي كده بتعشقيه.” .. وتابعت “بس انتي لازم تتاكدي الأول أن كان بيحبك ولا لا !”

مطت سما شفتيها مردفه “طب وانا اتأكد او اعرف ازاي ؟ اقوله اني بحبه يعني ؟ “

اجابتها سمر بسرعه “تبقي هبل.ه لو عملتي كده !”

ردت سما باهتمام “امال اعمل ايه ؟ “

وضعت سمر يدها تحت ذقنها وهي تحاول جميع الأفكار لتجد الحل بسرعه..ثم قالت فجاه بحماس “لقيتها! ” ونظرت الي سما ثم تابعت “بصي يا ستي …………………..

بعد ما انتهت من سرد افكارها واختيار الانسب هي وسما..

حتي تابعت الاخري الكلام بإعجاب “تسلم راسك. يا ست حسنات .. هي دي الأفكار ولا بلاش ” ..نفضت سمر غبار وهمي من علي ملابسها قائله بغرور مصطنع “امال يا بنتي ؟ دا انا اعجبك اوي. في هنا دماغ مش فردت جز.مه ” واشاره الي رأسها…

فضحكت سما وهي تمسك بذراع سمر قائله بمزاح “طب يلا يا جز.مه!… اقصد يا سمر المحاضره بدأت ”

___________________________

كانت تمشي بالشارع وهي تنظر أمامها بشرود. غير منتبه لشئ حولها ! تفكر به من أخذ كل عقلها وقلبها منها دون حتي أن تدري.. تقف الآن عاجزه دون أن تستطيع فعل شئ ! تحبه نعم هي تحبه ولا تستطيع منع ذالك! لا تريد .. تعلم أن حلمها صعب المنال لا ليس صعبا بل هو مستحيل! السيد آسر مستحيل أن ينظر الي فتاه مثلها .لا حسب ولا مال ولا جاه هي مجرد فتاه فقيره أميه بائسه تعمل لدي الاغنياء حتي ترضي ابيها .. هو يريد بالتأكيد فتاه من طبقته تكون جميله غنيه لديها شهاده عاليه تناسبه وتستحقه.. هو لا يستحقها هي وهي أيضا لا تستحقه….. لم تره اليوم حين ذهبت الي شقته في الصباح .. وأيضا انتظرته حتي يأتي في المساء .. لكنه لم يأتي فقط سمعت صوته حين اتصل علي هاتف الشقه .. يخبرها انه اليوم لديه عمل كثير ! ماذا قال لها ؟ نعم ! لديه “دوريه تفتيش ” قد تنتهي في وقت متأخر لذا أخبرها انه يمكنها الذهاب ولا تنتظره…

رغم أن الوقت متأخر فقد قررت المشي اليوم حتي تصل الي المنزل .. غير مدركه بخطر ما فعلته انها فتاه وحيده تمشي بشوارع فارغه قد يظهر لها من أي مكان فجاه احد من ساكني الليل الساهرين ليفترسها..

حتي لم تنتبه لذالك الواقف خلفها ولكنها شعرت بحركه خفيفه حولها التفتت بتلقائيه لتصطدم برجل ضخم أمامها فقالت بخوف وهي تتراجع الي الوراء٣”انت مين ؟ وعايز مني ايه ؟”

لعق ذالك الرجل شفتيه بحركه مقززه ثم قال بشراهه “عايز العسل يعني هعوز ايه ؟؟؟ “

اانتفض جسدها يهستريه وهي تقول بارتجاف “لو لو قربت مني هصوت وهلم عليك الدنيا ” ..

لم يبالي بتهد.يدها الخائ.ف.. فقررت أن تفعل شئ بسرعه قبل أن ينال منها ذالك الدنئ فاطلقت قدميها للرياح ولكن ذالك الرجل كان اذكي منها فقبل أن تتحرك خطوه كان قد هجم عليها ثم اخرج من جيبه منديلا مخدرا ووضعه علي فمها قبل أن تكمل حتي صر.ختها الأول وهي تقاوم بضراوه… ثواني فقط وكانت غائبه عن الوعي .. بين يدي ذالك الذي تخلت انسانيته عنه وقد قرر ماذا سيفعله اليوم بهذا الصيد الثمين ..نظر حوله ليتاكد من أن الوضع آمن ..

وحين فعل .. حملها بسهوله متجها بها الي سيارته..فتح الباب الخلفي للسياره ووضعها به عينيه أبحرت علي كل جسدها برغبه..يتمتم “دي باين ليها هتبقي ليله فله !” ..

دار حول سيارته متخذا موقعه بها.. ادار محرك سيارته ثم انطلق .. وهو يخطط لهذه السهره التي ستكون من اجمل السهرات التي عاشها بحياته كلها!..

_____________________________

نزلت درجات السلم بحماس .. وهي متشوقه لفعل ما اقترحته صديقتها العبقريه عليها… الغيره!هي أساس الحب .. وأن أردت أن تعرف حقيقه مشاعر أحد يجب أن تثير غيرته فهي اول خطوه بالحب ….

وصلت الي باب شقته .ثم ملئت رئتيها بالهواء لتزفرها علي مهل ..رسمت علي شفتيها ابتسامه رائعه ..

ثواني وكان الباب قد فتح لها …

ومن وراءه كان حبيبها شهاب الذي فتح لها الباب بابتسامه لا تقل جمالا عن ابتسامتها..

فقال بهدوء مبتسما

“جيتي في وقتك ” ….

أغلقت الباب وراءها قائله بفرح “حضرتك كنت مستنيني يعني؟ وانا كمان كنت مستنياك جيتلك في الصبح بس انت مكنتش موجود ؟”

التفت إليها مكتف يديه الي صدره ثم قال مؤكدا” كان عندي شويه شغل. كان في حاجه مهمه يعني ؟” اقتربت خطوه منه قائله بامتنان وهي ترفع الاسوره الي مستوي نظره “كنت عايزه اشكر حضرتك علي الهديه الجميله دي .من اجمل الهدايا اللي جتلي في عيد ميلادي بجد شكرا ” ..

قطع هو الخطوه المتبقيه حين اقترب منها.. امسك معصمها ينظر الي الاسوره التي ازدادت جمالا بنظره حين ارتدتها هي… همس بلطف “مفيش داعي.. انا كنت قلقان بس انك ماتحبيهاش. وكويس انها عجبتك ! ” .. اتبع كلماته بقبله رقيقه علي معصمها .. جعلت الأرض تلف من حولها تائهة في عالم وردي لامع .. نست فيها من هي . ؟ ومن أين أتت ؟ . وما اسمها!

حتي لم تشعر به حين سحبها إليه .. وموسيقى حالمه بدأت تعزف بلحن هادئ ..

عينيها كانت تراقبه بغير وعي….

اناملها امتدت الي صدره ومنه الي عنقه.. حين استطالت علي أطراف قدميها.. لتتمكن من الوصول إليه… بينما هو لف يديه حولها بحرص.. حتي يبقي مسافه بينهما .. فقطعتها هي !..تمايلت برقه مع يديه التي تحيطها وهي تضع رأسها علي صدره .. تستمع الي المضخه الجباره تحت اذنها..

يشعر بها .. يكذب أن قال انه لا يفعل

والحقيقه مع وجود الرفض بداخله .. الا ان هناك هاجس خبيث يطل برأسه ويخبره.. أن يتركها تحبه وتهيم به فهو لن يرضي بأقل من ذالك ؟ .. قلبها الصغير الذي تعلم دقات الحب علي يديه هو له ! هي كلها له ! حتي أن أبي .. هو بالأساس لن يدعها او يرضي أن تحب أحد غيره .. هل هي انانيه ؟ .. نعم قد تكون كذالك ..! انه لا يريدها لنفسه ولكن في نفس الوقت سيق.تل من يقترب منها .. ملكيه خاصه به ! قيدت نفسها به..حتي يشفي من عقدته ويثق بالحياه مره اخري .. فلتتحمل..

“انا جالي عريس ” .. حسنا ان لقب ” مفسدت اللحظات السعيده ” هو قليل عليها.. لكن يجب أن تفعل ذالك وتنفذ الخطه قبل أن يخونها لسانها ويعترف له بشئ آخر.. يجب أن تض.رب علي الحديد وهو سا.خن ..شعرت بأن خصرها سينقسم الي نصفين .. من كفيه الضاغطه عليها..

فنظرت إليه بألم والخو.ف قد تسلل الي قلبها ..تلعن صديقتها وأفكارها..

الجحيم قد اشتعلت به .. حينما سمع ذالك الكلام منها لم يشعر بنفسه .حين اعتصر خصرها بين يديه ..قائل بجمود وكأنه يحذرها من الموافقه ” وبعدين ؟ موافقه ؟ “

تململت من بين يديه . وهي تريد الهرب !قبل أن يقتلع لحم جسدها من محله!

وحين لم تستطع تكلمت بسرعه تنفي الخبر “ما انا رفضته! “

هل هي تتوهم ام انها سمعته يزفر براحه .؟

خفف قبضت يده من حولها .. الا انه لم يفلتها! ..بل قال بهدوء بعد أن وعي علي ما كان يفعله ” انا برضوا بقول كده احسن .. ما تفكريش في الموضوع دا. قبل ما تخلصي دراستك!” خاب أملها.. عكس ما توقعت فقد ظنت انه سيصرخ بها ..ويهددها ويقول لها انه لن يدعها تتزوج غيره فهو يحبها .. ثم يطلب منها أن ترفض ذالك العريس .. لكنه لم يفعل.. بل همه كله علي دراستها !

هزت له رأسها بموافقه علي كلامه .. وهي تفكر أن هذه الخطه لم تنجح.. اذن ؟ يجب أن تفكر في خطه جديده .. لكن ليس الان ! فالآن لتترك نفسها تعيش لحظه كالحلم معه .. وضعت رأسها علي كتفه وهي تضمه إليها. كانه سيهرب منها أن لم تفعل

فابتسم هو برضا. يضمها إليه أكثر وتلك الموسيقي الكلاسيكية المميزة لاتزال تصدح باالاجواء ..

______________________________

الخوف قد انتشر بكل خليه بجسده ووجهه تصبب عرقا.. وهو يري دوريه من الشرطه علي بعد متر منه . وهو في طريقه الي شقته المشبوهه..!

ماذا سيفعل؟ لو القي عليه القبض قد يحبس لسنوات فهي جريمه خطف .. !

فكر سريعا انه يجب أن يهدا اولا ويمثل الامبالاه علي وجهه حتي لا يشك به أحد!..

فقد تمر سيارته دون أن تفتش كما هو الحال مع الاخرين.. يريدون الرخص لا شئ آخر..

وهو بالأساس قد نجح بالفعل من قبل بنقل اشياء اخري دون أن يقبض عليه أحد..

إدار محرك سيارته ثم اتجه بها الي الدوريه التي اوقفته بهدوء.. وبالفعل كما توقع فقط ارادو رخصه! وبعدها سمحوا له بالذهاب..

فتنفس الصعداء. وهو يبتسم بخبث هامسا لنفسه أنهم اغبياء بالفعل ..

لكن فرحته لم تكتمل حينما صدح صوت قوي من خلفه “انت! استني !”

تصنم في مكانه يكاد أن تصيبه ذبحه ..

ماذا سيفعل ؟ ما الحل ؟ هل شكوا به ؟ وسيلقون القبض عليه ؟ …..علي الفور دون تفكير .. انطلق بسيارته بسرعه جنونيه..!

نظر آسر الي ذالك الرجل فلفت نظره الارتجافه الخفيفه بجسده التقطها هو !.. ويده التي تقبض علي المقود بعصبيه.. انباته ان ذالك الرجل لا بد انه بالفعل يخبئ شئ !. وشئ خطير أيضا!..

علي الفور أمره بأن يقف.. وكما توقع حدث ما شك به بالفعل .. تبا أن حدثه لا يخطئ أبدا…

ابتسم بشر .. وهو يهنئ نفسه فقد وجد من سيفرغ فيه شحنه غضبه ..والطاقه الموجوده بداخله

احتل مقعد سيارته.. منطلق هو الاخر بسرعه فاقت الجنون بمراحل ..

ومن خلفه باقي الدوريه.. لتخلق مشهدا اكشن بامتياز

استمرت المطارده لدقائق انتهت بمحاصره سياره آسر للسياره المشتبه بها..

فتح باب سيارته بسرعه فبدي كاسد جامح موجها مسدسه بدقه الي راسه الرجل ..

ففتح الرجل باب السياره ومن شده خوفه وقع أرضا وهو يضع يديه خلف راسه ..

فاقترب منه آسر ثم وضع الاصفاد بيده.. فأخذه ظابط آخر ثم القي بسياره مختصه…

احتل آسر مقعد السياره وهو يبحث فيها عن السبب الذي دفعه للهرب بهذه الطريقه الغبيه..

ها قد وجده كيس من البودره…اذن كان يهرب من أجل هذا ؟ ..

بعد ما انتهي من تفتيش السياره..كان علي وشك النزول ولكنه سمع صوت خافت .. من الخلفيه.

فنزل منها ..امر أحدهم أن يفتح له الصندوق

وما أن فتحه كانت المفاجآه من نصيبه حين وجدها هي !…

فشحب وجهه بقلق .. وهو يندفع إليها حاملا اياها ليخرجها من السياره بسرعه..

ضمها الي صدره بقلق.. ثم صرخ بصوت غاضب “محدش يحقق مع ابن ال***** دا غيري “

&في قسم الشرطه&

الرؤيه كانت مشوشه أمامها وهي تستعيد وعيها ببطء

.. الذكريات اندفعت بعقلها مره واحده ..

فبدأت تنتفض بقوه وعقلها يصور لها اسوء الاشياء.

لم يدعها تدخل بحالتها تلك .. فامسكها من كتفيها يهزها برفق ينتشلها من مخاوفها هادرا بقوه “نعمه .سمعاني ؟ انتي كويسه مفيش حاجه حصلت انتي هنا معايه ؟ انا آسر ” ..

اسمه لوحده كان كفيلا بأن يعيدها الي الواقع .. وتدرك بالفعل انها بخير .. لم يصبها مكروه فهو معها .. انقذها….

ودون مقدمات دون أن تستطيع منع نفسها فالقت نفسها بين ذراعيه وأطلقت العنان لدموعها ومخاوفها التي سيطرت عليها منذ استيقاظها وادراكها انها كانت مع رجل غريب .. يحاول أن ياخذ شيئا منها رغما عنها …!

لم يحاول أن يبعدها عنه بل ضمها إليه بقوه .. الخو.ف الذي عاشه منذ لحظات لم يعرف له سبب وتفسير فقط جعله يدرك ان هذه الفتاه البسيطه هي شخص غالي جدا بشكل لا يتصور علي قلبه … ! الذي عاش رعبا ولأول مره بحياته ..!

بعد أن هدأت قليلا . ابتعدت عنه لكن يديها لازالت معلقه بقميصه وشهقاتها تعلوا رغما عنها

رفع يديه وهو يمسح دموعها بانامله وتركها هناك علي وجنتيها الناعمه البارزه التي ازدادت احمرار بسبب بكاءها…

همس بلطف “شش بس كفايه بكي . انا معاكي ! قوليلي ايه اللي حصل ؟ عشان اعرف “

لم تحد بعينيها عن عينيه وكأنها ما أن تفعل ستفقد امانها…همست بشهقات “انا .انا كنت جايه من شغلي عند حضرتك .. وبعدها هو قابلني في الطريق. حذرته وقلتله يبعد عني لأحسن هصوت والم الناس.. بس كده مش عارفه ايه اللي حصل بعدها “

في كل كلمه منها كان يزداد غضبا حتي شعر وكأنه بركان علي وشك الانفجار !…

ود لو # هذا الحقير الذي فعل ذالك! لكن لابأس أين سيذهب ؟ .. هو هنا .. وسينال عقابا فوق عقابه الذي يستحقه.. وهي أيضا ؟ ..

صرخ بغضب “انتي مجنونه ؟ تمشي لوحدك في وقت متأخر .. ومش عايزه يحصل كده ؟ انتي عارفه لو ماكنتش مسكته كان ممكن ال×××× ابن ال×××× يعمل فيكي ايه ؟ “

شحب وجهها بخوف .. ولأول مره تراه بهذا الشكل المرعب الذي ارعب كل خليه بجسدها .. نعم هو محق وهي أخطأت.. البشر يخطئون …

حاولت أن تتكلم وهو ما زال يوبخها فقالت بعفويه “أنت السبب! انا فضلت مستنياك بس انت مجيتش! وعشان كده اتأخرت ” أن ظنت انه سيهدا فقد أخطأت

بل تابع كلامه بنفس الغضب “وانا مش اتصلت وقولتلك اني هتاخر وانك تقدري تروحي؟ استنيتي ليه ؟”

توترت بشده .. وهي لا تعرف بماذا ستبرر له ؟

لم تجد حل غير هذا .. الا وهو البكاء لن ينقذها منه ومن استجوابه غير ذالك….

وببراعه تستحق جائزه تكريم عليها.. عادت للبكاء مره اخري..

وفي لحظه ذالك الغاضب الذي كان سيفترسها منذ قليل.. ارتبك.. وهو يعيدها الي ذراعيه يمسح علي شعرها بحنان قائلا بتوتر “عياط تاني ؟ خلاص يا ستي انا آسف مكنش قصدي .. انا بس خفت عليكي !”

زادت تشبثا في احضانه كالقطه الناعمه … وهي تبتسم بغرور وكلامه قد ارضي انوثتها المشتته!

___________________________

يتبع…..

الحلقة السابعة

مضي يومان . دون أن يراها او حتي تتصل به لتخبره انها لن تأتي! ما الذي حدث معها ؟ من الممكن انها مريضه لذالك لم تأتي. ام أن هناك شئ آخر لا يعرفه ؟!!

لكن لم هو قلق عليها هكذا ؟ يشعر وكان يومه فارغ وكأنها كانت تملأ عليه حياته..

لا لن يجلس هكذا مكتف اليدين ؟ يجب أن يعرف ما بها ..

رفع سماعه هاتفه المتصله بهاتف الحارس وما أن أتاه الرد حتي قال بجمود “ايوه يا راضي . بقولك ايه ابعتلي عنوان مدبره المنزل اللي بتشتغل عندي . “

آتاه رد الحارس القلق “ليه يا بيه هي عملت حاجه ؟ حضرتك عايز عنوانها ليه ؟ “

زفر آسر بنفاذ صبر قائلا بقسوه “دا شئ ما يخصكش اعمل اللي قلتلك عليه. وانت ساكت “

“حاضر يا بيه ” …

اغلق سماعه الهاتف وهو يفكر بقلق ما الذي يمكن أن تكون فعلته ؟ هل فعلتها وقامت بسـ،ـ،ـرقته ؟ أن كان الأمر كذلك فهي مصـ،ـ،ـيبه السيد آسر لن يتركها بحالها .. وهو بالتاكيد باعتباره ابيها سينال أيضا جزء من العقاب وقد يخـ،ـ،ـسر عمله! تمتم في نفسه بجزع “استر يا رب جيب العواقب سليمه “

قاد سيارته بسرعه شديده كعادته ..

بعد ما اخذ عنوانها من الحارس الذي لم يكف عن الكلام وحشر انفه بالموضوع يريد أن يعرف ما الذي حدث ؟ ولم طلب عنوانها ..

وصل الي عنوانها في حي شعبي فقير … نزل من سيارته.الغاليه وكل العيون متجهه إليه في تساؤل ما الذي يفعله هذا الغني هنا ؟ هل يعقل انه تاءه ام ماذا ؟ …

في فضول من احدهم اتجه إليه شاب صغير يعمل بقهوه في ذلك الشارع يتسائل “في حاجه يا باشا. ؟ عايز حد ؟ ” ..

اجابه آسر بجديه “ايوه انا كنت عايز اعرف بيت الست زينات فين ” …

فكر الشاب قليلا ثم قال بعد ما عرف أي شخص يقصد وهو يشير له الي مكان ما “هنا من هنا يا باشا علي ايدك اليمين البيت اللي بابه ازرق “

هز آسر راسه. ثم شكره متجها الي حيث وصف له ذالك الشاب ..

دق باب منزلهم البسيط.. وبعد ثواني فتحت له امراه تبدوا في عقدها الرابع.. تتشابه كثيرا مع نعمه فعلم علي الفور انها بالتأكيد تكون والدتها …

نظرت إليه تلك المرأه باستغراب “ايوه يا بني في حاجه ؟!”

أردف آسر بهدوء “انا آسر صاحب الشقه اللي بتشتغل فيها نعمه . انا بس كنت جاي اطمن عليها بقالها يومين مجتش. هي كويسه” حسنا وجوده هنا غريب ! سؤاله عنها بتلك الطريقه غريب . هي مجرد خاد.مه فقيره بائسه ما الذي يجعله يأتي الي هنا حتي يطمئن عليها ؟ هو بالتأكيد لا يشفق عليها الاغنياء ليس لديهم وقت حتي يسألوا عن أنفسهم ما بالك من يخدمهم ؟ هناك شئ خاطئ . هل يعقل أن ابنتها والسيد ي.. لا لا ابنتها تعرفها جيدا لا تفعل هذه الاشياء..؟ لا بد انه سيد نبيل محترم ولديه قلب حنون حتي فعل ذالك !

كانت تريد التكلم .

لكن صوت ابنتها اوقفها “سي آسر ؟ “

عينيه اتجهت إليها بلهفه غير مفسره.. وهو يراها امامه بعبائه زرقاء فصلت علي جسدها تفصيلا..

وبالفعل بدي عليها التعب .. من الهالات السوداء تحت عينيها واحمـ،ـ،ـرارها الشديد وكأنها قضت ليلتها كلها بالبكاء …

نظرت إليه بعد.م تصديق وهي تراه امامها آسر قلبها هنا أمامها…من كانت تبكي طوال الليل. تريد رؤيته اشتاقت إليه كثيرا شعرت بأن قلبها لم يعد يدق منذ أن انقطعت عنه. . وها هو قلبها عاد لدقاته الصـ،ـ،ـاخبه مره اخري.. وكأنه يخبرها انه هنا انه عاد !..

جرت عليه بسرعه رغم تعب جسدها الواضح وهي تقول بعشق “سي آسر انت هنا ؟ اتفضل اتفضل واقف ليه !” …

تحمحم بجديه.. ثم دلف للداخل بينما قالت امها بهدوء وهي تنظر الي ابنتها مشككه “طيب انا في المطبخ أن عوزتو حاجه اندهولي. شرفت يا بني اتفضل “

وجهته نعمه الي غرفه الجلوس .. وما أن أغلقت الباب خلفهم حتي جرت عليه بسرعه وهي تحتضنه بقوه تبكي بمراره وهي تدس رأسها يصدره…

تفاجا هو من فعلتها تلك .. ولكنه قلق عليها أكثر!

فابعدها بهدوء يقول بقلق “فيه ايه يا نعمه ؟ بتعيطي ليه ؟ انتي تعبانه!. ” هزت رأسها وهي تقول نافيه “لا يا سي آسر انا مش تعبانه . بس انا واقعه في مصـ،ـ،ـيبه ومش عارفه اعمل ايه ” ..

نفخ صدره بشده وهو يقول ببطء حذر “مصـ،ـ،ـيبه ؟ مصـ،ـ،ـيبه ايه اللي حصل ؟ “

تابعت هي الكلام ببكاء “ابويا عايز يجوزني لواحد عجوز يجي عنده ستين سنه. وبيقول انه هجوزه بالعافيه غصب عني. واني مش ريداه . وانا مش عارفه اعمل ايه ؟ ” ..وتابعت وهي تبوح له بسر لم يكن يعرفه “يمكن تستغرب ازاي اب يعمل في بنته كده . بس هو في الحقيقه مش ابويا هو يبقي جوز امي !.. وهو راجل ظـ،ـالم كل همه الفلوس وامي ما تقدرش ترفضله طلب ولا تقوله لا علي أي كلمه يقولها . راضيه بالذل عشان تقدر تربي اخواتي الصغيرين .ملهاش مكان تاني غير هنا “

غيرة مجهو له الهويه نشبت في صدره.. وضيق جسم علي قلبه .. وكأنه لا يتخيل أن تلك الفتاه ستكون مع أحد غيره .. وضع يده علي عنقه بتفكير أن ذهب الان وطلب منه أن لا يفعل ذالك ؟ ويتركها علي راحتها لن يكون الحل فمن هو حتي يتدخل في حياتهم وشؤنهم.. هو يعلم حياتهم وتفكيرهم وعقليتهم الفتيات لديهم ليس لهم الحق بشئ لا الحق بالتعليم لا الحق باختيار عريسها. لا الحق حتي باختيار حياتها .. التشدد والحصار هو منهج حياتهم …

ما الحل اذن ؟ .. لن يتركها بالتأكيد تعـ،ـ،ـاني من ذالك لوحدها ويتجاهلها رجولته وشهامته تحتم عليه ذالك !…

لسانه نطق بتلقائيه “تتجوزيني !”

وكان دلوا من الماء المثلج وقع عليها .. وهي تطلع إليه غير مصدقه .. تبحث في وجهه عن علامه تدل انه يمزح معها.. لكن لا شئ وجهه جاد للغايه.. هل سيتزوجها هل طلب منها ذالك ؟ ام انها تحلم ؟ ..

نطقت بارتجـ،ـ،ـاف “انت بتقول ايه يا سي آسر ؟ انت تجوزني انا ؟ وتضيع سمعتك ومستقبلك عشاني ؟ الناس يقولوا عليك ايه ؟ يقولو البيه اتجوز الخدامه ؟ لا لا مش هينفع .اتجوز العجوز احسن من اني اكون السبب في كده ؟ “

وكان أذنيه لم تلتقط سوي رفضها له متجاهله تبريرها..فجمد وجهه بتعابير قاسيه وقد .. وجد أن كرامته ورجولته اهينت فقال بقسوه “ومين قالك انه حد هيعرف أن اتجوزتك!.دا . انا بس بقدم المساعده .. 6شهور هي هتكون مده العقد ما بينا .. انتي هتعيشي في بيتي.معايا .. وكل واحد في حاله وشغلك هيبقي زي ما هو .. عقد الزواج بس هيكون سببه انك عايشه معايا في بيت واحد .. وكمان عشان أبوكي يقتنع .. في ايدك الموافقه والرفض اختاري ! ودلوقتي. لغايه ما تلاقي الحل ؟” ..

جنون مطلق هو بحد ذاته ما يقول .. وكأنه قد وضع لها السم بالعسل .. وضع لها مده محدده في زواجها منه. وكأنه هو الاخر يعلم أنه كثيرا عليها . ولن يدعها تتمتع به وبحنانه.. وتحقق حلمها الذي كان صعب المنال .. والان اصبح بيديها .رهن اشارتها!..

لكن رغم ذالك ..لم تجد أي رفض بداخلها تجاه شرطه. والذي كان #علي رقبتها .. سته أشهر! ستراه فيهم كل يوم وكل ليله. تملي عينيها منه لتشبع روحها المريضه بعشق رجل لا يشعر بها . هي كافيه للغايه …

كان ينظر إليها بجمود وشئ بداخله خائف من أن ترفضه. او أن تفضل ذالك الرجل العجوز عليه

لن يتحمل .. قد حدد بنفسه أن تجرأت علي رفضه فسي#ها هذا هو الحل الوحيد معها .. والحل للثار لكرامته التي ستهان أن فعلت !..

كاد أن يزفر في وجهها بارتياح .. عندما سمع موافقتها المرتجـ،ـفه..”انا موافقه “..

فتولد رضا كبيرا بداخله ..وهو يسمع موافقتها.. نشوه غريبه اجتاحت جسده وهو يفكر أن تلك الصغيره ذات العينان الكحيله ستكون ملكا له لمده سته أشهر كامله .. قد تطول .لا أحد يعلم المستقبل !

_____________________________

يتبع…..

الحلقة الثامنة

اندست تحت الاغطيه . وهي تترك العنان لعبراتها بالهطول. ذهب قد ذهب! وتركها دون حتي أن يودعها او يخبرها .انه سيذهب !

حبيبها قـ،ـ،ـاسي القلب الذي علقها به وتركها كا الغريقه..

هانت عليه ؟ الهذه الدرجه ؟ لا يهتم بها وهي لا شئ لديه؟ ..

الغبيه هي جرت وراءه دون تفكير واعتقدت انه يحبها ويهيم بها عشقا كما تفعل هي !..

وهم طوال المده الماضيه ما عاشته كله وهم ! ليس له وجود !..

تكـ،ـرهه بقدر ما تحبه !.بقدر ما اشتاقت له الان ! بقدر عشق روحها التي تريد مغادرتها والذهاب إليه! ..

اطبقت علي اسنانها تمنع شهقاتها من الخروج وهي تهمس لنفسها “غبيه ؟ انتي غبيه يا سما ! ازاي تسيبي نفسك تحبيه للدرجه دي ؟ تحبي واحد اناني علقك بيه وسابك .وحتي ما فكرش فيكي للحظه . انا بكـ،ـرهك بكـ،ـرهك يا ..شهاب “

الاختـ،ـنـ،ـاق هو ما تشعر به الان وراسها كانه سينقسم الي نصفين من كثره البكاء. والألم الذي حل بها .

أغمضت عينيها بضعف . ولسانها يشارك قلبها بالنداء علي ذالك الغائب “شهاب”

وقفت والدتها علي الباب .وهي تنظر إليها بحسره ابنتها الحبيبه.. كسرت وهي واقفه عـ،ـ،ـاجـ،ـ،ـزه عن ترميم جـ،ـ،ـرح قلبها ..

هو لم يذهب كما اعتقدت دون أن يودعها ..

فقد جاء إليهم في الصباح .. لتوديعهم وعينيه كانت تبحث عنها .فسئل عنها يريد رؤيتها..

لكنها قابلته بوجه جامد .. تخبره انها نائمه وهي متعبه لانها كانت تدرس طوال الليل لأجل امتحاناتها…

اعطاها ظرف ابيض. يخبرها أن تعطيه لها . وأنه سأل عنها .!..

لكنها لم تفعل بل أمسكت ذالك الظرف حتي دون أن تقرا ما به ! احـ،ـ،ـرقته !؟.

لكي لا تحـ،ـ،ـترق ابنتها معه ..غريزه الأم انباتها بأن تفعل ذالك حتي وان كان بان ان ما فعلته خاطئ !

لكن يشهد الله أن كل ما تفعله وكل ما ستفعله هو فقط من أجلها.. من أجل حمايتها

نظر الي هاتفه للمره الألف يبحث عن أي رقم غريب ..لكن لا شئ لم تتصل به ؟! .من المعقول أن تكون امها قد نسيت أن تعطيها ذالك الظرف الذي احتوي علي بضع كلمات قليله ..مرفقه برقم هاتفه لتتصل به إن أرادت ؟ ..

ويبدوا انها لم ترد فلم تتصل به لو لمره واحده .تسال عن حاله .. وكيف هو بعد عده ساعات فقط من مرافقته لعينيها حبيبتيه…وابتسامتها الرائعه التي تهون عليه وحدته ..

تائه هو بدونها كطفل صغير ضاع من والداته..

يجلس بوجوم شارد .والهاتف يكاد أن يكسر من بين يديه !

“تبا تبا ما الذي فعلته بك تلك الصغيره يا شهاب يا صاحب العقل الحكيم والقلب المتين .. ساعات فقط بعدت عنك فيها وها انت تكاد تقفز من مكانك لتذهب إليها وليذهب كل تعقل شعرت به يوما الي الجحيم !”

شـ،ـ،ـد شعره الي الخلف بعصـ،ـ،ـبيه يكاد يقـ،ـتـ،ـ،ـلـ،ـعه القي هاتفه من يده علي الأرض الرخاميه حتي تحول لألف قطعه .. وهو يهـ،ـ،ـدر ” ماشي يا سما ماشي .بتلعبي باعصابي فاكره اني هتاثر.. تبقي غلطانه انا شهاب يا سما شهاب ال..”

وتوقف عن الكلام فجاه وهو يتساءل بنفسه ؛هل جننت اصبحت تكلم نفسك ؟ ” …

لا لا يجب أن يخرج من المنزل قبل أن يضيع آخر ما تبقي له من العقل بين تلك الجدران الصامته..!

تناول مفتاح سيارته .. ثم اتجه الي الخارج الي حيث لا يعلم …!

هذه المره خطت قدميها داخل تلك الشقه علي انها عروسه… !!..

لا تعرف بالتحديد ماذا تشعر وماذا يجب عليها أن تشعر ؟ !! تشعر بالفرحه لانها اصبحت زوجته كما تمنت وأرادت ؟ ام تشعر بالحزن لانها اليوم رات اسوء شئ قد تراه بحياتها مستقبل أخوتها اصبح علي المحك بسبب رجل انتزعت الرحمه من قلبه. وطمعه بالمال قد اعماه وافق علي زواجها من اعتبرته ابيها في يوم من الأيام رماها .بحفنه الأموال.وقد قبل كل تلك الشروط التي لا يرضاها أي اب طبيعي علي ابنته.. تزوجت بالسر ولم يعلم به الا القليل. نعم هو زواج شرعي .. لكنها لم تكن كاي عروس طبيعي !

لكن ما يريحها قليلا أن أخوتها لا زالو صغارا.. هذا سيعطيها وقت كافي حتي تكافح لاجلهم .وتاخذهم الي مكان اخرا أي مكان غير ما كانت فيه هو جنه بالنسبه لهم !…

نظرت إلي ظهره العريض امامه .. فاصابتها رهبه عروس وخجل شديد لا تعلم من اين اتي…

عقد لسانها عن الكلام …

التفت إليها وهو يحارب مئات الافكار بعقله.. مفادها أنه الان يمكنه التهامها كما يريد وبالطريقة التي يحب .. لا لكنه وعدها بأنه لن يتغير شئ وسيصبح كل شئ كما هو.. لن يستطع فعل ذالك بها ..

حتي وان كان الان يتخيلها كقطعه من الفراوله لم يعد لديه صبر كافي لا لتهـ،ـ،ـامها….

بضع كلمات غير مترابطه خرجت من فمه “نعمه انا .. انتي .ممكن ” وسكت وهو يرمي بكل شئ عرض الحائط

مندفعا إليها بقوه جعلتها تتراجع الي الوراء بذعر تملكها وقد سقط الشال عن رأسها…

لف ذراعه حول خصرها .. وبالحظه التي خرجت منها شهـ،ـقه خائـ،ـ،ـفـ،ـه كان قد اطبـ،ـ،ـق علي شـ،ـفـ،ـتيها بجـ،ـ،ـوع

وكما تخيلهما كانا كقطعه من السكر الذائبة زادت من لهفته

تاهت هي في عالم جديد لم تجربه من قبل. الا معه هو .. ويديها تعلقت بعنقه بعفويه.. افقـ،ـ،ـدته صوابه.. انها ترغـ،ـ،ـبه كما هو يرغـ،ـ،ـب بها ووبشده بطريقه مؤلـ،ـمه..

يديه عرفت طريقها.. جسده.رفعها عن الارضيه متجها بها الاريكه التي كانت أقرب من غرفه نومه …

مددها علي الاريكه وهو فوقها .. وفي اللحظه التاليه كان ثوبها مرمي علي الارضيه..يليها قميصه

وبعد قميصه اصبحت شفتيه والتي عادت الي شفتيها مره اخري لكن هذه المره برقه .. جعلتها رغما عنها تتجاوب معه دون أن تعي…وجسدها كله يرتعش كعصفور مبلول

انتقل بشفتيه الي كل وجهها بدون صبر يعزف مقطوعة خاصة به

آه ناعمه خرجت من بين شفتيها واظافرها غرست بكتفيه وهي تشعر باسنانه غـ،ـ،ـرسـ،ـ،ـت بعنقها..

جعلته ينتفض من فوقها كمن لسـ،ـ،ـعـ،ـ،ـتـ،ـ،ـه حيه…

ينظر إليها بشـ،ـ،ـراسـ،ـ،ـه وجسده ينتـ،،ـفـ،ـ،ـض يطالبه بالعوده إليها ….

شفتيها ازدادت احمرار بانتفـ،ـ،ـ،ـاخ بسيط .. زادهما اغـ،ـ،ـ،ـراء في نظره ..وشعرها قد انتشر بروعه خـ،ـ،ـطـ،ـ،ـفـ،ـ،ـت قلبه..

مغمضه العينين وصدرها يعلوا ويهبط بسرعه.. كل ذالك كان كفيلا بأن يصـ،ـ،ـيـ،ـ،ـبه بالجـ،ـ،ـنون… ..

أشـ،ـ،ـفـ،ـ،ـق عليها وهو يراها امامه بمظهر ناعم.. عـ،ـ،ـاجـ،ـ،ـ،ـزه عن فعل شئ امامه حتي لم تستطع مـ،ـ،ـنـ،ـ،ـعـ،ـ،ـه وهو يهـ،ـ،ـجـ،ـ،ـم عليها بكل دنـ،ـ،ـاءه وخـ،ـ،ـسـ،ـ،ـه ..بل استسلمت له بكل رقه وجـ،ـ،ـهل تفعل مثل ما يفعله !

التقط قميصه المرمي علي الارضيه ثم عاد إليها يساعدها في ارتداءه… بينما هي بين الصحو والنوم بسبب تعبها الواضح في اليومين الماضيين . وضع يده أسفل ركبتيها حاملا اياها.. فدست رأسها في تجويف عنقه تمرغ وجهها هناك كقطه مدلله.. تتنهد برقه

وكأنها تتحـ،ـ،ـداه أن يفقد سيطرته! ..

فزفر بعـ،ـ،ـنـ،ـ،ـف.. وهو يضـ،ـ،ـمـ،ـ،ـها إليه أكثر… دخل بها الي غرفته وضعها علي سريره برفق ..ثم ابتعد عنها بصعوبه..وسيطرته تهـ،ـ،ـ،ـدده بالانهـ،ـ،ـ،ـيار في أي لحظه !

لم يستطع منع عينيه .. من المرور بجسدها الذي اختبر ملمسه منذ قليل .. وقميصه اللعين زاد مظهرها اثاره.. فهو بالكاد يغطي جزعها العلوي .. فتحة صدر قد اظهرت اكثر مما يتحمل …

اندفع إليها مره اخري وهو يمـ،ـ،ـزق قميصه المستـ،ـ،ـفـ،ـ،ـز…مذكرا نفسه انها اصبحت زوجته

ليبدأ رحله من الأحلام معها حيث عرفت هي معني السـ،ـحـ،ـر علي يديه …!

وعرف هو للمره الأولي معني أن يكون المرء مكتملاً!!

يتبع…..

الفصل التاسع

لم تتوقع أبدا او تتخيل أن آسر بهذا الجـ،ـنـ،ـ،ـون .شخصيته العابـ،ـ،ـثه التي صد…متها في أول يوم من زواجها .عكس تماما ما كانت تراه منه من احترام واخلاق عاليه ورزانه وجديه لم تعهدهما بكثره في أحد قبله ..

تكاد أن تنهـ،ـ،ـار قد…ميها وهي واقفه في ألمطبخ تحضر الأفطار. بعد أن أشفق عليها وتركها تفعل ما تريد..

وعينيه الوقـ،ـحـ،ـ،ـتين لم تفارقانها كانه يتعمد أن يخـ،ـجـ،ـلها… وفوق كل هذا يجلس عـ،ـ،ـاري الصدر أمامها متباها بعضلات صدره الصلبه..

بينما هي ترتدي قميصه الذي أجبرها علي أن ترتديه تتجول به امامه .حين اعترضت عليه أخبرها بكل وقـ،ـ،ـاحه يا اما أن ترتديه او لا شئ !!فكان الخيار الأول افضل لها ! فهي قد اختبرت جـ،ـنـ،ــونه مسبقا …

بعد ما جهزت عدت اطباق ووضعتها على االطاوله ثم وقفت بجانبها بكل طاعه ..

شعرها الاسود يعانق جسدها بروعه. بينما وجنتيها ينتشر بهم احمرار عروس في ليله زفافها ..وهي تحاول جـ،ـذب قميصه الوقـ،ـ،ـح مثله الي أسفل عله يداري المزيد من قد….ميها المكشوفين بسخاء…

شـ،ـهـ،ـقـ،ـت بتفاجا حينما جلبها من يده لتجلس في حجره

يده أحاطت خصرها بتملك. واليد الاخري ازاحت خصلات شعرها عن وجهها .قبـ،ـ،ـل وجنتها هامسا في اذنها بعـ،ـبـ،ـث “صباحيه مباركه يا عروسه. ينفع برضوا تسيبي جوزك. يفطر لوحده. يرضي مين دا ؟ ” ثم تابع مقررا إغاظتها “لو وحده غيرك وكانت في مكانك كانت جابت الفطور وانا في السرير .وتاكلني من هنا وهي بتقولي يا حبيبي .وتبـ،ـ،ـ،ـوسني كام بـ،ـ،ـوسه ! و تدلعني وحاجات زي كده ”

مجرد تخيل الفكره فقط .. جعلت الد….ماء تفور بعروقها وبدل من حمـ،ـره الخـ،ـ،ـجل اصبح وجهها محـ،ـ،ـمر بغـ،ـ،ـضـ،ـ،ـب .والغـ،ـ،ـيره تاكلها…

فهـ،ـ،ـدرت بغيـ،ـ،ـظ واضح “و قاعد ليه معايه لما انت باصص لوحده تانيه. ؟ دي بنات قليله حيا وناقصه تربيه .وانا اهلي مربونيش على كده روحلهم لو عاحبينك ” ..

ابتسم برضا وقد نال مبتغاه .. فثبتها بين يديه حين كانت تحاول الفرار منه .. ثم همس بصوت اجش لعينيها التي تلمع بها د..موع الغيره “اهدي بس انا كنت بهزر يعني برضوا يبقي معايه الجمال دا كله ! واروح ابص لبرا .دا حتي يبقي عيب في حقي ! وبعدين يعني اللي برا فيهم ايه احلي منك . “و بدأ يعدد لها ما يعجبه فيها “فيهم شفايف حلوين زي دول “واتبع ذالك بقـ،ـ،ـبـ،ـله كلمسات الفراشه عليهما ثم ابتعد وهو يكمل “ولا خدود حمر مجننين اهلي ومش بشبع منهم أبدا “وطبع أيضا قـ،ـ،ـبـ،ـله قويه علي خدها الذي عاد يتوهـ،ـ،ـج بحـ،ـ،ـراره الخـ،ـ،ـجل من كلماته المغازله لها “ولا عينين مكحله سودا بضيع فيهم وانسي انا مين وجاي منين ” .. وقبلهم بشغف واضح وحراره تتصاعد في الاجواء ….

“و لا شعر ناعم زي الحرير زي دا. ” وأمسك خصله منها يشتمها متأ.و.ها بخفوت من رائحته التي وكأنها افضل من أي عطر اشتمه بحياته…

تحركت يده داخل قميصها. فشـ،ـ،ـهـ،ـ،ـقـ،ـت بخفوت ويده تسري علي جسدها …

ارتعشت بين يديه .حاولت الكلام متلعثما . “آسر م مش هنفطر انا جعانه قوي “..

دس رأسه داخل عنقه متمتما بانفاس لاهـ،ـبـ،ـ،ـ،ـه “وانا جعان برضوا. بقولك ايه بلاش فطور خليها عشا. علي ما اشبع انا منك ” …

حاولت ابعاده من كتفيه معتـ،ـ،ـرضه بتذ.مر “آسر! بعدين بقي ” ..

لكنه لم يبتعد عنها .بل استقام من جلسته وهي يحملها معه الي الداخل متجاهلا اعتراااااضاتها الخافته…بضع همسات رقيقه ولمسات ناعمه كانت كفيله بااخضااااااعها بعـ،ـ،ـجـ،ـ،ـز .امام عاطفته المشبوبه التي لا تنطفئ أبدا….

________________________________

“مين دي يا عمو شهاب ؟ ”

قالتها سما بغيره وهي تنظر الي تلك الفتاه التي كانت امامها منذ قليل ثم اتجهت الي المطبخ …

اجابها بلامبالاه شديده وهو يقلب في عده اوراق امامه “دي مدبره المنزل الجديده ”

تساءلت مره اخري وهي تهز قد..ميها بتحفز تشدد علي كلماتها “ومش شايف انها صغيره شويه ” ..

هذا السؤال كان كفيلا بالفعل أن يحرك انتباهه ناظرا إليها قائلا باستغراب “صغيره ؟ طب وفيها ايه! هو انا رايح أتجوزها ؟ دي بنت غلبانه جاي تشوف شغلها وبتمشي في آخر اليوم ” ..

سارعت بالقول بسخريه دون أن تستطيع منع نفسها “لا بجد ؟ ما تخليها تبات احسن هنا دي باين عليها بنت غلبانه فعلا وهو بالمره تطري الجو .” ..

هدر فيها بصوت عالي وهو لا يستوعب ما بها ولما كل هذه العـ،ـ،ـ،ـدائية الشديده منذ بدايه اليوم “سما انتي اتجننتي ؟ انتي عارفه انتي بتقولي ايه ؟”

فـ،ـ،ـزعت من صوته العالي ولاول مره تراه بهذا الشكل الغـ،ـ،ـ،ـاضـ،ـ،ـب….

الا انها تقد..مـ،ـ،ـت منه وهي تقول بعصـ،ـ،ـبيه بصوت بان فيه الغـ،ـيـ،ـره “انت مش شايف. بتبصلك ازاي ؟ دي هتاكلك بعنيها. لازم تطـ،ـ،ـردها من هنا دي واحده مش بتاعت شغل .دي جاي تلقط عريس “..

الان أمامه ثلاثه خيارات اما أن يضحك علي كلماتها او يصـ،ـ،ـرخ عليها .. او ان يلتهم شفتيها المذمومتين  …

اغمض عينيه. عن خيالاته الغير بريئه

ثم فتحهما.

ثم قال ببراءه قاصدا إغاظتها ” وحتي لو كان اللي بتقوليه صح فيها ايه ؟ البنت حلوه .وانا مش ناقصني حاجه عشان ما تجـ،ـ،ـوزش ” …

كادت أن تطير من مكانها فعليا .راغـ،ـ،ـبه في خـ،ـ،ـنقه علي هذه الكلمات التي أشـ،ـ،ـعـ،ـ،ـلت نيـ،ـ،ـ،ـ،ـران غـ،ـ،ـ،ـيرتها . لم لا يفهم هذا الشخص الذي أمامها انها لن تسمح لأي امرأه كانت بالاقتراب منه.؟ …

كتفت يديها الي صدرها وهي تقول بحنق “بجد ؟ ايه رايك اروح واخطبهالك بالمره .البنت حلوه ومألوظه.ومش فيها عيب ” …

اجابها وهو يمط شفتيه. “لا مش دلوقت .لما نتعرف علي بعضنا الأول. هي هتروح فين ؟ ااهي موجوده ” ….

لا لا هذا كثير عليها …

ضـ،ـ،ـربت قد…ميها بالارض. ثم أشارت إليه تريد الكلام لكنها ابتلعت لسانها .. وهي تنصرف من أمامها

فسارع بالقول وهو يتحكم بضحكته بصعوبه “رايحه فين ؟”

التفتت إليه قائله بامتعاض “رايحه المطبخ اشرب ميه اجبلك معايه ؟” ..

هز راسه بالنفي …

ثم نظر الي اثرها ضاحكا بخفوت بعينين تلمع متمتما “مجنونه ”

اخذت كوبا من الماء تشربه ببطء تنظر للفتاه المنشغله بعملها. من الاعلي للأسفل بتقييم .حسنا انها جميله ليست جميله للغايه يعني. فقط طويل اطول منها .بشعر قصير .وعينين واسعتين..

حسنا علي من تكذب ؟ الفتاه بالفعل جميله. لكن يجب أن تبعدها عنه .هي غير مرتاحه لها نظراتها لحبيبها غير بريئه بالمره …

تقد…مت منها وهي تقول متصنعه الهدوء “اسمك ايه يا شاطره ؟” ..التفتت إليها الفتاه وهي تقول بعدم فهم “بتساليني انا ”

رفعت سما حاجبيها وهي تقول بتسلط “علي أساس انه في حد غيرك هنا ؟ ايوه انتي اسمك ايه ”

“نهي ”

اردفت سما بتحـ،ـ،ـ،ـذير “طيب يا نهي هقولك كلمتين وحطيهم حلقه في ودنك. عمو شهاب اللي بره دا. لو لقيتك مره بتبصي عليه تاني زي النهارده هقـ،ـ،ـلـ،ـعـ،ـ،ـلك عينيكي.”اتسعت عيني الفتاه بغير تصديق امام هذا الهـ،ـ،ـجـــ،ـ،ـوم غير المبرر .فتابعت سما وهي تشدد علي كلماتها أكثر “ايوه زي ما قلت دا بتاعي لوحدي انتي فاهمه واوعي تفكر في يوم من الأيام انك تلفي عليه وتوقعيه..ساعتها قولي علي نفسك رحمان يا رحيم وقد أعذر من انذر . ؟”

ارتبكت الفتاه قليلا من تحـ،ـ،ـذيرها…ثم قالت بتلعثم “انا مش فاهمه انتي تقصدي ايه ‘ لوت سما شفتيها بسخريه “لا يا نهي انتي عارفه انا اقصد ايه كويس .شغل البنات الفاضي دا انا عارفاه. ويلا علي شغلك . ” ..

يتبع

الفصل العاشر

“مدام كوثر! خير في حاجه حصلت .عم محسن كويس .وسما !”

تساءل شهاب بقلق واضح .عندما راي والدة سما السيده كوثر .امام باب منزله …

إجابته بهدوء “الحمد لله احنا كويسين. بس انا جايه اتكلم معاك في كلمتين مهمين .ارجو اني مكنش بعطلك!” ..

أشار لها بالدخول قائلا بسرعه “لا عطله ولا حاجه اتفضلي.البيت بيتك ” ..

جلست علي الاريكه .وهو جالسا قبالها. فاردف “تحبي تشربي حاجه ؟”

عدلت من وضع الحجاب علي راسها ثم قالت بجمود “لا شكرا انا جايه في كلمتين وهمشي علطول .محسن ما يعرفش اني جاي علي هنا ولا حتي سما ” ..

حدسه انبأه بقدوم شئ سئ واكدته هي حين قالت بدون مقدمات ودفعت واحده بعد أن اخذت نفسا عميقا “.ابعد عن بنتي يا شهاب . انا عارفه انه سما معجبه بيك. واكيد انت حاسس بكدا. بنتي لسه صغيره خبرتها قليله في الحياه .! ما تعرفش الصح من الغلط .وانا امها ومن واجبي ارشدها اللطريق الصحيح ..” ..

كلماتها كانت كصــ،ـفـ،ـعه قويه أخرجته من غمامته التي كانت تغـ،ـشــي علي عينيه وكانها عرت عن روحه.ولاول مره لا يعرف ماذا يقول ؟ وكيف يرد علي هذا الهـ،ـجـ،ـوم المـ،ـبـ،ـ،ـاشر…

.في النهايه استطاع إخراج بعض الكلمات خرجت من أعماق قلبها “وانا مستحيل افكر اني اذيها. سما غاليه عليه اوي يا مدام كوثر ” ..

اطبقت شفتيها وهي تشعر بضيق في صدرها فانفـ،ـجـ،ـ،ـرت فيه بحده “انا عارفه انه سما بتيجي كل يوم لحد عندك بعد الكليه. ويوم بعد يوم بتتعلق بيك اكتر .. هي فاكره انك في يوم من الأيام هتحبها .وانا عارفه برضوا انه دا صـ،ـعـ،ـب يحصل . فبقولك خدها من قصرها وابعد عنها ” ..

تنهد بضـ،ـيق وهذه الفكره فكرت ابتعاد طيفها عنه اشعرته بالاخـ،ـتـ،ـ،ـناق .. لا يستطيع الابتعاد عنها.انها تمثل له الأكسجين في الهواء يعلم مدي صحه كلام والدتها .بالفعل هي ستـ،ـتـ،ـاذي لو ظلت معه !

انه لن يجلب لها الا الآلام لن تستطيع تحملها…ماذا يفعل .الوضع الذي به الان محير فلا هو يريدها بجانبه .وفي نفس الوقت لا يريدها أن تبتعد عنه !

لكن لا هذا خطأ هذه انـ،ـانـ،ـيه منه . يجب أن يتخذ قرارا حاسما حتي أن كان سياذيه..ليست مجبره علي أن تتحمل تعقيدات نفسيه لرجل فقد أمله بالحياه ..

قال بجمود عكس نيران قلبه المسـ،ـتـ،ـعره وقد اتخذ قراره “عايزاني ابعد عنها .! اعتبري دا حصل ” ..وجهت نظرات بارده إليه متشدقه بتصميم “لازم يا شهاب تبعدها عنك ! دا الحل الوحيد عشان بنتي تسيبك. واجهها بالحقيقه. انا مش همنعها انها تيجي عندك. لازم هي تقرر بنفسها انها تشيلك من د…ماغها !”

هز راسه بجمود..موافقا

فاستقامت من جلستها .مغمغمه “انا ماشيه دلوقتي. اتمني انك تنفذ اللي وعدتني بيه. استاذن انا مع السلامه ”

ما أن مشت من امامه .. حتي وضع يديه علي راسه بعجز. ان ما طلبته منه بالنسبه له كان كانها تعطيه #وتخبره بكل برود أن #نفسه به !

تمتم بقله حيله “سامحيني يا سما ”

اسبوع العسل قد انتهي لا لم يكن عسلا بل كان نعيم بالنسبه له .كانت كقطعه من الحلوي اللذيذه لم يشبع هو من التهـ،ـ،ــامها مرارا وتكرارا… نظر لانعكاس صورتها بالمرآه. وهي نائمه كطفله بريئه في غايه الجمال والحلاوه ..

ابتسم برضا.. مستعد أن يتاملها ليوم كامل دون أن يمل ..

تقلبت في نومها بتعب واضح .فازبح الغطاء عنها ظهر له من جسدها ما حفظه عن ظهر قلب..

.سيضطر أن ياخذ اجازه لأسبوع آخر!…

اغلق آخر زرار من قميصه وجسده يطالبه بالذهاب إليها….

فاقترب منها جالسا علي السرير بجانبها ..

ازاح خصلات شعرها عن وجهها .. مرر أنامله علي وجهها برقه. ضـ،ـغـ،ـ،ـط علي شفتيها المنتفختين من أثر ليله أمس..برفق..يهمس بصوت مبحوح “نعمه “…

همهمت له بنعاس… فتابع مبتسما بعينين تلمع ببريق الرغـ،ـبـ،ـ،ـ،ـ،ـه “انا ماشي دلوقت رايح علي شغلي. لو احتجتي حاجه اتصلي بيه ” ..

بدأت تفتح عينيها له .فابتسمت له بخجل

وهي تؤمئ له بموافقه…

مال عليها مغيبا .. يلمس برقه شفتيها مره بعد مره ..

حتي انتهي الأمر بقـ،ـ،ـبـ،ـ،ــله عميقه اخذت انفاسهما معا ..

اجبر نفسه عن الابتعاد عنها بصعـ،ـ،ـ،ـوبه…ومنظرها الكسول لا يساعده ..

فقال بسرعه وهو يخرج من الغرفه “لا .انا لازم امشي. لأحسن مش هيحصل خير ”

لفت اللحاف علي نفسها .تبتسم بخجل

أغمضت عينيها مره اخري لتذهب في نوم عميق ..

بجسدها المرهق الذي لم يذق طعم النوم معه الا القليل …

رمـ،ـ،ـ،ـت حقيبتها علي الاريكه .ثم اتجهت إليه وضعت زراعه بزراعه. واضعه رأسها علي كتفه بارهاق من هذا اليوم المـ،ـتـ،ـ،ـعب الذي لا يهون عليها تعبه الا رؤيه وجهه الحبيب ..

همست بصوت مرهق “النهارده اليوم كان طويل .امتي بقي اخلص من الدراسه وارتاح ”

ازاح زراعه من زراعها قائلا بجفاء مرغم عليه “سما يا ريت متجيش هنا تاني !”

ظنت انه يمزح معها اولا .لكن تعابير وجهه الجامده انباتها بأنه جديا في كلامه ..

ابتلعت ريقها قائله ببطء”انا ضايقتك في حاجه يا عمو ” …

التفت إليها ممسكا زراعيها وهو يهزها قائلا بقسوه “ايوه بتضايقيني. مش عارف اعمل حاجه منك .كل يوم بشوف وشك. زن ورغي مش بيخلص ..تقدري تقوليلي كل يوم بتيجي عندي ليه ؟ ..انا ابقي ليكي ايه ؟ ” ..

التمعت عينيها بدموع غير مصدقه لما يقول .. تهمس “انت بتقول ايه يا عمو انا ”

قاطعها بصوت قاسي “انا مش عمك فاهمه اياكي تناديني بعمو تاني .وياريت مشوفكيش هنا مره تانيه يلا علي بره ”

قال آخر كلمه ثم ازاح عنه كانه مرض معـ،ـ،ـ،ـد ..

وهو يعطيها ظهره كي لا يري ضعـ،ـ،ـفها فيضـ،ـ،ـ،ـعف هو الاخر معها .. قلبه مستمر بنغزه بألم يلومه على جـ،ـ،ـ،ـرحها… سكاكين حـ،ـ،ـ،ـاده تطـ،ـ،ـعـ،ـ،ـن به يشعر بألم لم يشعر به منذ مده طويله..

تحركت قد…..ميه للانصرف.. لكنه فوجئ بها تلتصق بظهره وهي تحيط خصرها بيديها الصغيرتين تشد علي سترته بقوه..

همست بشهقات وهي تمرغ وجهها بظهره “انا انا آسفه سامحني يا عمو. لو كنت ضايقتك. او عملت حاجه غلط .مستعده اعمل أي حاجه عشان تسامحني. بس بس ما تبعدنيش عنك .انا مقدرش اعيش من غيرك يا عمو “. ..

زفر ببطء.. ودموعها أحـ،ـ،ـ،ـ،ـ،ـرقت كيانه

يتمني لو يلتفت إليها . يحتضنها الي قلبه يخبرها انه هو الذي لا يستطيع الابتعاد عنها هو الذي سيمـ،ـ،ـ،ـوت بدونها وليست هي …

لكن لم يفعل .. بل خـ،ـ،ـلـ،ـ،ـع يديها التي تتشبث بقميصه التفت إليها. وهو يهدر بكل قوه “بقولك مش عايز اشوفك تاني .. زهـ،ـ،ـقـ،ـت منك .قـ،ـ،ـرفـ،ـت. اقولك ايه تاني عشان تحسي ” .

دموعها أغرقت وجهها. وهي تنظر إليه تهز رأسها بنفي. رمـ،ـ،ـت نفسها بين ذراعيه وهي تدس رأسها بصدره همست بصوت باكي لقلبه الذي يشاركها البكاء تعترف له بما ارهـ،ـ،ـق قلبها الصغير

“انا بحبك .بحبك .ومقدرش اعيش من غيرك. ما تبعدنيش عنك ” ..

كيانه الرجولي انتفض من كلماتها مستشعرا صدقها وبراءتها….

لو كان بظروف اخري غير هذه وقالت له هذا بالتأكيد كان طار من فرحته …

يتمني أن لو كان يعرف نفسه ماذا يريد. حتي يخبرها أن كان يحبها ام يكرهها .لكن لا ذاك ولا هذا ! امسكها من كتفيها ينظر إليها مصطنع الهدوء “بس انا مش بحبك .ولا عمري هحبك…”

كسر قلبها الي مئات القطع تستمتع الي قساوت كلماته بكل برود قال أنه لا يحبها. حتي لم يعتذر منها .انه لم يبادلها كانه قاصدا اذيتها..

ماذا فعلت له حتي يؤذيها. اهذا ذنبها انها سلمته قلبها ؟ ..

انهـ،ـ،ـ،ـ،ـارت قدميها جالسه علي الارضيه البارده.. مقلتيها تجـ،ـ،ـ،ـمـ،ـ،ـدت بها الد…موع بحسره…

اعتـ،ـصـ،ـر قبضتيه بالم. وهو يشعر ان روحه ستغـ،ـ،ـادره في أي لحظه ..

مد يديه بتردد..يضعها علي كتفها لكنه سحبها مره اخري ..

التقط مفاتيح سيارته متجها الي الخارج تاركا اياها في جحيمها….

تعالت شهقاتها حتي كادت أن تخـــ،ـتـ،ـ،ـنق .ضـ،ـ،ـربت علي قلبها بقوه مره بعد مره وهي تهمس بقهر” انت انت السبب .حبيت واحد ما يستاهلش “.

وزادت من حدت ضرباته كانها تريد قـ،ـ،ـتـ،ـ،ـله تريده أن يتوقف عن النبض ” انت السبب .

بكـ،ـ،ـرهـ،ـك بكــ،ـ،ـرهـ،ـ،ـك يا شهاب ” ..

صـ،ـ،ـرخـ،ـ،ـت صـ،ـ،ـرخـ،ـ،ـه رجت حجران المنزل.. وهي تنتحب بقوه.. تتمني لو تغادرها روحها في هذه اللحظه .علها ترتاح…

يجب أن تجد عملا جديدا غير هذا حتي تحقق ما تهدف اليه.. ان تامن حياه جيده لاخوتها الصغار حتي لا يلاقوا نفس مصيرها ويكونو سلعه رائجه للبيع هو هدفها ….وهذا ما عملت عليه ..اليوم ذهبت الي باقي شقق العماره التي تسكن بها .ولحسن حظها أن هناك شقه لرجل عجوز متقاعد تحتاج الي مدبره منزل ..

انتهزتها علي الفور…وها هي ترتدي ملابسها للذهاب إليها دون تفكير .ودون أن تدرك عواقب ما ستفعله.

ألقت نفسها علي السرير بعد أن اغلقت الباب خلفها بجسد لا حياه فيه…

انها امرأه طـ،ـعـ،ـ،ـنت في عشقها .احبت من لا قلب له من لم يبادلها مشاعرها من لم يشفق عليها وكسـ،ـ،ـرها بسهوله كانها لا تعني له شئ …

الحب هو االحماقه بذاته. حرص هو بقلبه المتحـ،ـ،ـجر علي أن يعرفها معني هذه الكلمه حرفا حرف .وتعلمت لكنها تألمت..!

تناولت حبه من اقراص المنوم وضعتها بفهما وابتلعتها بغير ماء حتي !…

وضعت رأسها علي الوساده وعلي الفور جسدها اطاع امره عقلها غـ،ـ،ـائبا في عالم آخر غير هذا العالم الذي لم تأخذ منه سوي القسـ،ـ،ـوه

يتبع ….

الفصل الحادي عشر

إدار مفتاح شقته بهدوء بعد أن انتهي يوم عمله .الذي كان وكأنه دهر .بسبب تلك الشعله التي كانت بين زراعيه لمده اسبوع كامل .وعلي الرغم من ذالك لم يشبع منها !.. عقله لم يتوقف عن التفكير بها لحظه .وكأنها اصبحت شغله الشاغل …

عينيه بحثت عنها عله يجد اثرها .لكنه لم تكن موجوده .ماذا ؟ هل يعقل انها ما زالت نائمه الي الأن الهذه الدرجه ارهقها …

ابتسم بمكر .. وهو يخلع سترته .ثم ألقاها علي الاريكه بالصاله .اتجه إلي غرفته .وانامله تفك ازرار قميصه واحدا بعد ألاخر بنفاذ صبر ..

لكنه ما أن دخل الغرفه وجدها موظبه. ولا أحد بها أيضا ..هدر بصوت عالي ينادي “نعمه ”

كرر النداء مره بعد مره دون أن يجد رد ..

هل يعقل انها خرجت دون أن تقول له ؟ ..

توحـ،ـشـ،ـ،ـت عيناه بقسـ،ـ،ـوه خالصه عند هذه الفكره، الي اين ذهبت ؟. كيف يمكنها الذهاب الي مكان دون أن تعود إليه ؟ ..

الهذه الدرجه لا تعبأ به ؟ هو يعلم تمام العلم انها لن تذهب الي بيت والدها ليس بعد أن باعها مقابل حفنه من الأموال. وهي قالت بنفسها انها لن تخطوا ذاك المنزل مره اخري !.. ا

حسنا حسنا يا نعمه حسابك معي ثقيل .فقط لتأتي اولا …

=====================

نظرت إلي داخل الشقه بحذر .وهي تتساءل هل اتي ام لا .. ؟

أغلقت الباب خلفها .. وما أن فتحت الانوار حتي شهقت بقوه وهي تعود الي الوراء. تضع يدها علي قلبها هامسه “بسم الله ”

“ايه شفتي عفريت ” ..

باغـ،ـ،ـتها بهذه السخـ،ـريه الواضحه….

فاردفت وهي تلتقط انفاسها “لا بس مكنتش اعرف انك هنا انت جيت امتي ” …

“كنتي فين ؟” …هدر بها بصوت جمد الد…ماء في عروقها..

تلعثمت وهي تلعب بطرف طرحتها “انا انا ك.ك”

تراجعت الي الوراء صـ،ـ،ـارخه بخـ،ـ،ـوف.. حينما القي بكوب من الزجاج تحـ،ـ،ـطـ،ـ،ـم اشـ،ـ،ـ،ـلاء بالقرب من قد….ميها ..

صرخ وهو يتنفس بقوه “بقولك كنتي فين انطقي ”

لهجته القاسـ،ـ،ـيه وصوته العالي لم يساعدنها في إخراج كلمات مترابطه من فمها ..فارتجـ،ـ،ـ،ـفت شفتيها هامسه برعب “انا انا كنت في الشقه اللي فوقينا ” ..

لم تدري متي وصل إليها.. وهو يمسك زراعها قائلا ببطء وحذر “ايوه كنتي بتعملي ايه في الشقه اللي فوقينا ؟ ” …

“زي ما كنت بعمل عندك بشتغل ” ..قالتها بسرعه وكانها تخشي علي نفسها من أن تتراجع ..

كرر كلماتها ببطء شديد وكأنه يعطيها الفرصه بالتراجع. “كنتي بتعملي ايه ؟ بتشتغلي ”

وبقوه لم تدري من اين اتت. نفضت زراعها من بين يديه قائله بحزم “ايوه زي ما سمعت كنت بشتغل في الشقه اللي فوقينا لا هو عيب ولا هو حرام ” …

صدره يهبط ويعلو بقوه يحاول ضبط نفسه عنها .. هو شديد الغـ،ـضـ،ـ،ـب وكلماتها لم تزد الأمر الا ســوء….

نجفه رائعه كانت بجانبها ازاحها بعـ،ـصـ،ـ،ـبيه مفـ،ـ،رطه تكسـ،ـ،ـرت الي مئات القطع .حتي جـ،ـ،ـرحت يده دون أن يأبه لها فقال بصوت جعل قلبها يقفز بقوه كارنب مـ،ـ،ـزعور “لا هو عيب ولا حرام .مراتي انا تشتغل في بيوت الناس. والمطلوب مني اهدي ومارتكبش جـ،ـ،ـ،ـريمه دلوقتي ” …

جابهته بالحقيقه قائله “بس محدش يعرف اني مراتك .ولا نسيت اتفاقنا قصدي اتفاقك 6شهور مده زواجنا .وكل واحد فينا هيبقي في حاله.الوضع مش هيتغير. مش دا كلامك ولا نسيت ؟ ”

هز راسه بجمود ثم تقدم منها وهو يقول مشددا علي كل حرف من كلماته وهو ينفث النيران من أنفه ” كلمتين ومش هزيد عليهم .اقسم باالله يا نعمه لو رجلك خطت برا عتبه البيت لاهقطعهالك.. والكلام دا مليش فيه مش مرات آسر صلاح اللي تخد…م في بيوت الناس.وانا قلت اللي عندي كلامي مش بكرره مرتين .وبحـ،ـ،ـذرك اتقي شري انتي لغايه دلوقتي ما تعرفنيش فخلي الست شهور يعدوا علي خير .من غير مشاكل. ” …

اتسعت عينيها بذعـ،ـ،ـر من كلماته همست بتشتت “طب واخواتي والفلوس .والشغل ” …ضيق عينيه مستمعا الي كلماتها.ثم اتسعت عينيه وهو يفسر كلماتها بفهم خاطئ منه وقد اعماه غـ،ـضـ،ـ،ـبه .

“فلوس؟ اللي انتي عايزاه فلوس .؟ عايزه كام قوليلي خمسه عشره عشرين .هاااه مش مكفيكي اللي أبوكي خده وعايزه تاني ؟ ” …

غلاله من الد…موع غشت علي عينيه بسبب كلماته القاسيه. طامعه بماله اهذا هو ما فهمه ؟ ..

حاولت التبرير لكنه فاجئها حين جلب حافظت النقود التي تخصه وبكل قوه رماها امام قد….ميها . متشدقا بقسوه “الفلوس اهي خدي اللي انتي عايزاه ولو عايزه تاني قوليلي “وتابع بسخريه مريره “دا انا زي جوزك برضوا ” ….

شـ،ـهـ،ــقـ،ـت بقوه ولم تتحمل اهـ،ـانـ،ـ،ـته…بكـ،ـ،ـت بحـ،ـ،ـرقه علي نفسها . الذ.ل والاهـ،ـ،ـ،ـانه هما رفيقا حياتها منذ أن ولدت وكأنه كتب عليه التعـ،ـ،ـاسه طوال عمرها.. لم تفرح او تذق طعم السعاده يوما .حـ،ـ،ـر.مـ،ـ،ـت من كل شئ حتي من الحب والزوج الذي يفهمها .ربما ما كان يجب عليها أن توافق علي هذه الزيجه الفرق بينهما كبير .هو أبدا لن يفهمها…

لا ينكر أبدا أن د…موعها أثرت به .وضميره انبه عليها .لكنها أخطأت خطأ كبيرا ويجب أن تعـ،ـ،ـاقب عليه.. كان يريد مراضتها .لكن كبريائه مـ،ـنـ،ـ،ـعه ..

فضرب الحائط بجانبه بعنـ،ـ،ـف … ثم أسرع الي غرفته مغلق الباب خلفه بقوه تاركا اياها. تندب حظها

بعد وقت طويل. انتهي فيه مخزون د…موعها فيه وتوقفت عن البكاء .. مسحت عينيها بعـ،ـ،ـنـ،ـ،ـف وهي تجيب نفسها علي التوقف والصمود بقوه .لا لا يجب أن تضـ،ـ،ـعف لو فعلت الان من سيامن مستقبل أخوتها الصغار ؟ ..

أمسكت حافظت النقود التي تخصه وضعتها بسترته التي كانت ملقيه علي الاريكه…

نظرت إلي بابه الذي أغلق بوجهها بحزن. فبدل من أن يحتويها أقصاها من بين زراعيه وكأنه يعلم ان هذا هو اقسي عقابا عليها ..!..توجهت الي المطبخ .. اخذت ركن فيه متسطحه عليه. تذكر نفسها من اين اتت ؟ واين مقامها . هنا مكانها الحقيقي .الذي قضت فيه معظم أيامها. أجبرت عينيها علي النعاس. وبعد مده طويله وحين كادت أن تغفوا..

شعرت بيدين دافئتين يحيطانها بقوه وتملك .. أغلقت عينيها مستشعره لفحات انفاسه  داخل عنقها….

لم يستطع النوم بدونها وبدون دفئ جسدها الناعم الذي تعودت عليه أنامله…   …ضـ،ـ،ـرب بكل شئ عرض الحائط .واتي إليها.. وها هو يحيط بها كطفل لا يستطيع النوم بدون والدته ودون أحضـ،ـ،ـانها…

فتحت عينيها وهي تتحرك بين يديه هامسه بعتاب “بعد عني ” …

تنهد بقوه وهو يمرغ وجهه في شعرها هامسا هو الاخر وهو يشد عليها أكثر “هشش بس خليني انام .هموت من التعب ” …

وبسذاجه ليس لها مثيل .. رق قلبها عليه التفتت إليه وهي تتحس جبينه قائله بقلق “ايه اللي تاعبك ؟ تلاقيك مش متعشي هقوم اعملك حاجه تاكلها .”

لم يمهلها فرصه النهوض. حيث جلبها من ذراعها. علي صدره .امسك رأسها يقربها منه. تمتم امام شفتيها بر.غبه “انا جعان بس مش للاكل. ” .. هذه كانت آخر كلمه قالها قبل أن يطبق علي شـ،ـفـ،ـ،ـتيها بشوق وشـ،ـغـ،ـف.لن يطفأه الا هي !!..

قاو.مـ،ـ،ـت قليلا ولكنها كانت من الضـ،ـعـ،ـف .. بحيث لم تستطع منعه من أن يسحبها معه الي دوامه من سـ،ـحـ،ـر اغرقتها تماما ….تستقبل منه عاطفه لم تتذوقها من قبل بجـ،ــنون لم تشبع منه —

“صباح الخير يا سما ” ..

رفعت رأسها. ثم ما لبثت أن تاففت بضيق وهي تري تامر أمامها.. التقطت حقيبتها استعدادا للانصراف فليس لديها روح للرد عليه يكفي ما حدث !..

ولكنه أسرع إليها ممسكا بزراعها التفتت إليه تنظر الي يده الممسكه بها بغضب ..

فنزعها علي الفور يحك رأسه غمغم باحراج “اسف .بس عايزك في كلمتين مش هاخد من وقتك كتير والله .انا بس جاي اعتذر علي اللي حصل آخر مره .انا آسف يا سما مكنش قصدي .اتعصبت شويه منك ” رفعت حاجبيها ثم كتفت يديها الي صدرها..فتابع هو بنفس نبره الاعتذار “ايوه يا سما ما برضوا ماتقوليش انك مش ملاحظه وكل اللي هنا عارفين اد ايه انا معجب بيكي .كل اللي عايزه فرصه واحده منك واوعدك انك مش هتند…مي ”

كان علي لسانها الرفض كعادتها في كل مره حين يتقرب منها لكنه توقفت. وهي تفكر لم لا لم لا تعطيه الفرصه ؟ فهو شاب وسيم ورائع أيضا لا ينقصه شئ .بالتأكيد لن تكون كفتاه ساذجه تقضي بقيه حياتها تبكي علي حظها وحب حياتها الذي ضاع منها … يكفي ما حدث اهانها ورفض حبها ولم يعبأ بها حان الوقت لتريه من هي سما !..

غصبت ابتسامه علي شفتيها وهو تقول بهدوء “وانا موافقه ” ..

لم يصدق أذنيه حين سمع موافقتها.. فابتسم بقوه ثم أردف بسعاده “ايه رايك نتمشي شويه عايزه اقولك كام حاجه كده ” …

وبتحدي أكبر لنفسها وافقت علي طلبه….

عل هذا القلب الاحـ،ـمـ،ـق .يتوقف عن النبض لذالك الذي لم يقدر عشقها له

فتحت عينيها .. التفتت حولها .وجدت نفسها بغرفتهم لابد أن هو من أحضرها ألي هنا بعد جنونه ليله البارحه.. غضبت من نفسها كثيرا علي استسلامها المثير للشفقه له .. كان يجب أن تتخذ موقفا علي اهـ،ـ،ـانته الكبيره له.. رغم انه محق في بعض مما قاله هي بالفعل تريد المال . تحتاجه بشده ولكن ليس لانها طامعه لكن لحاجه ضروريه…حذرها ليله البارحه وهددها هل يجب أن تتبع أوامره… لكن أن اتبعت اوامره من اين ستأتي بالمال ؟ ما الحل الان ؟ ..

فكرت قليلا ..انها ستكمل عملها ولكنها ستأتي قبل أن يأتي هو ا .وبذالك لن يعرف انها تعمل من وراءه

علي الفور ذهبت الي الحمام..اخذت حماما سريعا ثم ارتدت ملابسها… اتجهت الي باب الشقه لتفتحه.. لكنه لم يفتح !حاولت مره بعد مره لكن أيضا لم يفتح !..

هو موصدا من الخارج…

بحثت عن نسخه المفاتيح التي كانت معها لكنها أيضا مفقـ،ـ،ـوده ؟ …

جلست علي الارضيه وهي تتافف بضيق فقد استنتجت من غير تفكير .انه هو بالتأكيد من اغلق الباب عليه .. حبسها بين جدران هذا المنزل وكأنه يعلم عنادها…

وضعت كفها تحت ذقنها وهي تشتم وتلـ،ـعـ،ـن متوعده اياه بعقـ،ـاب لن ينساه…ابتسمت بشر .. استقامت من مكانها اتجهت الي غرفتهم ….

فتحت الخزانه قلبت فيها من اليسار وما أن وجدت ما أرادته حتي اتسعت ابتسامتها اللئيمه وهي تتوعد له بليله !!

نبضات قلبها كادت أن تتوقف ما أن وجدته أمامها جالسا مع والدها بكل وقاحه …كان شئ لم يحدث ..

تلاقت نظراتهم في عتاب صامت .. لكنها لم تطل هذا اللقاء حين اشاحت عينيها عنه بقوه .مجبره قد..ميها للتحرك من أمامهم بعد أن ألقت تحيه مقتضبه حتي لا يشك والدها بها…

أغلقت الباب خلفها .. ثم رمت حقيبتها علي السرير

قضمت أظافرها بتوتر وعينيها قد تجمعت بها الدموع .. ومشاهد ليله امس لم تبارح خيالها كسرها بكل بروده اعصاب جعلها تكره نفسها لانها احبته .. تمتمت بحنق “ودا جاي ليه أن شاء الله ؟ مش مكفيه اللي عمله فيه .. انا بكره ولا عمري هكره حد زيه ” وتابعت بارتجاف “هو فاكر انه قدر يكسـ،ـ،ـرني. بس انا مش هديه الفرصه يفرح فيه .ماشي يا شهاب انا هوريك من هي سما ” ..

مسحت بعض العبرات عن عينيها قبل أن تخونها بالهطول.. اتجهت الي باب غرفتها وقد اتخذت قرارها اخذت نفسا عميقا ثم زفرته يبطئ عدت الي العشره وما أن أنتهت حتي خرجت وقناع القوه لم يزل عن وجهها …

لا تعلم بالتأكيد كم فرحته كبيره لا تسع الكون وهو يراها قد عادت الي طبيعتها تضحك وتتكلم بحماس لا مثيل. حتي وان كان الكلام ليس معه ..

لم ينم الليل كله وهو يفكر بها خائفا من أن تفعل في نفسها شئ. لن يستطيع مسامحه نفسه بعدها

وان لم يكن يعلم انه يحبها ام لا .لكنها غاليه علي قلبه. ولن يسمح لأحد أن يؤذيها حتي ولو كان هو …

الفراغ الذي يشعر به الان #.. كانت تملأ عليه يومه بضحكاتها وثرثرتها المستمره حتي غيرتها الطفوليه عليه كانت تسليه.. لكن الان انتهي كل شئ .حتي البسمه لم تعد متوفره له !..

انتهي الغداء علي خير .. وحين حان وقت المغادرة.حيث كان هو ينزل الدرج .نادت عليه لم يصدق في البدايه. لكنه ارتدي قناع الجمود ملتفت إليها. قلب عينيه بملل مصطنع مردفا بتملل “نعم عايزه ايه ؟ ”

عضت علي شفتيها بقـ،ـهـ،ـر وعينيها تتجمع بها الد…موع .لكنها لم تسمح لنفسها بالضعـ،ــف .. تقد.مت منه متصنعه القوه أمسكت يده ..

فنظر إليها باستغراب معتقدا انها ستتوسل إليه أن تبقي بجانبه..ان فعلت ذالك لن يضمن نفسه.!

لكنها فاجئته حين وضعت بيده علبه لم يطل النظر فيها حتي علم انها تلك الهديه التي اعطاها لها بعيد ميلادها …اردفت بصوت حازم “دي هديتك يا استاذ شهاب .اعذرني مش باخد حاجه من حد غريب ” ..

اطبق عليها بقوه ناظرا الي اثرها بحزن وصوت داخله يردد “ها قد عدت وحيدا يا شهاب ”

يتبع

الفصل الثاني عشر

كل شئ اصبح جاهزاٌ. الخطه قد انتهت ووضعت أسسها والباقي تنفيذها !…

لا تعلم ما هي العواقب .ولكن بداخلها شعـ،ـ،ـله من التـ،ـمـ،ـرد بانت الان علي يديه .ترد له الصاع بالصاعين ..

لماذا ؟ لانها امرأه يحسبها ضعـ،ـ،ـيفه ؟ ولأنه رجل يامر وينهي وما عليها الا التنفيذ ؟!

يكفي الي هنا دور الضعـ،ـيفه والمغـ،ـلوب علي امرها لم يجلب لها الا المشـ،ـقـ،ـه!

نظرت إلي صورتها المنعكسه في المرآه بتقييم

توترت قليلا وقد هبطت عزيمتها هل تستطيع فعل ذالك .. الخوف ليس منه الخوف من نفسها هي ضعيفه تجاهه وجسدها الخـ،ـ،ـائن حساس تجاه كل كلمه او لمسه منه حتي نظراته كفيله بجعلها تذوب كقطعه من السكر في الماء …

شجعت نفسها علي المضي قد..ما .لكن هل ما ترتديه سيساعدها ؟ قميصه الذي يحمل رائحته المزكمه

الذي يظهر قدميها الممتلئتين بسخاء .. بتعمد منها وبمكر انثي .. فتحت الأزرار العلويه للقميص

وانزلته عن أحد كتفيها مظهرا بشرتها الورديه الامعه..

مشطت شعرها الطويل تاركه اياه علي سجيته حتي قارب طوله طول قميصه الوقح ولكن قبله بعده إنشات… وضعت احمر شفاه لامع .. وكحله في عينيها .. كانت آيه من الجمال .لكنه لن يطولها سيتقلب علي نار هادئه دون أن يستطيع الوصول إليها! فقد وضعت ذالك في عقلها ولن يثنيها عن ذالك أحد…

سمعت صوت الباب يغلق .. ارتبكت قليلا ثم ما لبثت أن ابتسمت بشر وهي تتخيل منظره امامها حين يراها بهذا الشكل !..أسرعت بخطي واثقه الي الخارج ..

وقفت علي باب غرفتهم وضعت يدها علي الباب بحركه مغـ،ـ،ـريه زادت من ارتفاع قميصها ارتفاعا خـ،ـطـ،ـ،ـيرا وهي تهمس بنبره مغنجه “مساء الخير انت جيت يا سى آسر ”

وقف في مكانه ناظرا إليه فارغ الفاه وأعينه متسعه بذهول.. ارتفعت حراره جسده الي المليون من منظرها   .. توقع انه ما أن يأتي الي المنزل ستقابله بالبكاء والعتاب لانه حبسها بالمنزل .لكنها خالفت ظنه. فقد حضرت له قنـ،ـبـ،ـ،ـله من العيار الثقيل .تنوي قـ،ـتـــ،ـله لا محاله !

تحركت قد…ميه للتقد..م منها ويديه منشغله بفك ازرار قميصه .. عينيه لم ترحم جسدها بالمرور عليه تلـ،ـتـ،ـ،ـهمه التهـ،ـ،ـاما بجوع لم يعرفه الا معها !

ابتسمت بانتصار ما أن رات تأثيرها القوي عليه .. عدت الي الخمسه لم يكن بينها وبينه سوي إنشات قليله… وبحركه لم يتوقعها قفزت من مكانها.. ثم أغلقت الباب خلفها .تاركه اياه يعاني من الصد…مه تقد…م من الباب بسرعه .. طرق عليه بقوه وهو يهدر بصوت اجش خشن بان فيه التوسل “نعمه افتحي الباب وبلاش هزار ” …

سمع صوتها الرقيق “لا مش هفتح ونام في الصاله النهارده ”

هز راسه بالنفي امام هذه الفكره .ليس بعد ما أشـ،ـعـ،ـ،ـلـ،ـت نـ،ـيــران قلبه وجسده يرفض هذه الفكره رفضا قاطعا

طرق الباب مره اخري وهو يهتف بحده “نعمه انتي مش اد الكلام دا. انا جوزك وغلط اللي بتعمليه ”

ضحكت ضحكه خليعه..وقد بدأت نـ،ـيـ،ـ،ـران غـ،ـيـ،ـظـ،ـها تهدأ منه ثم قالت بدلال “معلش يا جوزي .استحمل مراتك مش عايزاك. يلا تصبح علي خير ”

تقد..مت من السرير متسطحه عليه لثواني… قلقت وهي لا تسمع أي صوت منه هل يعقل انه استسلم بهذه إلسهوله ؟!…تاكد حدسها حين لاحظت أن الباب يفتح .. وها هو امامها يبتسم بخـ،ـبـ،ـ،ـث.. تمتم وهو يتقد…م منها بخفه الفهد “نسيتي نسخه المفاتيح اللي معايه يا ناعمه ”

انتفـ،ـ،ـضـ،ـ،ـت من من مكانها برعـ،ـ،ـب .. وخطتها قد فشـ،ـ،ـلت

دارت حول السرير وهي تهمس بتلعثم “انت هتعمل ايه ؟ بعد عني مش هخليك تقرب مني علي جــثـ،ـتي ”

لم يبدوا عليه انه سمع كلامها وهو يحدق بجسدها المكشوف بسخاء امامه….

تحركت قد…ميها للهروب.. ولكنه كان أسرع منها حين اجتاز السرير بحركه خاطفه جالب اياها اليه حتي وقـ،ـ،ـعت علي السرير وهو فوقها …

انفاسها تسارعت بخوف منه .. وجسدها كله ولأول مره منذ أن تزوجته يرفض هذا القرب!

هبط الي كتفها المكشوف وهو يقـ،ـ،ـبـ،ـله برقه لم تلينها بل زادت من حده الرفـ،ـض بداخلها ..

بينما هو مستمر في توزيع قـ،ـ،ـبلاته من كتفها الي عنقها وما ظهر من ياقه قميصه ..

توقف حين لاحظ سكونها بين يديه …

فرفع نظره إليها…

شحب وجهه بقلق حين رآي عينيها مغلقه. اخافها الي هذه الدرجه ..

رفع يده يضرب علي وجنتها برفق لكنها لم تستجيب..

جلب قنينيه من العطر .وما ان قربها من انفها حتي بدأت تستفيق.. فزفر براحه

احاطها كتفيها مردفا بقلق وهو يضـ،ـ،ـمها الي صدره “انتي كويسه ؟ ايه اللي حصل ”

تصنعت التعب وهي تهمس بارهاق “عايز ميه عطشانه ”

هز راسه بسرعه بعد أن عدلها في نومها .ثم اتجه الي الخارج من غير تفكير يجلب لها ما طلبته …فتحت عينيها تنظر الي اثره وما أن تأكدت انه خارج الغرفه .حتي قفزت من مكانها مسرعه الي الباب.اغلقته خلفه بسرعه. وهذه المره حرصت علي أن تاخذ نسخه المفاتيح التي كانت بجيبه. حين كان هو منشغلا بالتهـ،ـ،ـ،امها.. وهي تضحك بانتصار!

رأي الباب مغلقا فعقد حاجبيه باستغراب هو لم يغلق الباب ..؟

حاول فتحه مرارا لكنه لم يفتح.. تلقائيا وضع يده علي جيبه. اغمض عينيه بغـ،ـضـ،ـب عـ،ـارم وقد فهم خطتها ..!

انها هي من فعلت ذالك .! نفذت ما براسها ولم تدعه يقترب منها .رفع كوب الماء الذي جلبه لها علي فمه شربه دفعه واحده ثم ألقاه جانبا .محدثا ضجه عاليه…

اتجه الي الاريكه تسطح عليها يجبر نفسه علي النوم اليوم بدونها. غبيه هي لولا انه لا يريد أن يغصب عليها لكان كسر الباب علي رأسها.. فتركها بمزاجه لا بمزاجها هي

ماذا حدث ؟ لا يعلم !! كان كل شئ علي ما يرام البارحه. كان يجلس معه ويكلمه لم يكن مريضا !

صحيح أن كلماته له البارحه كانت غريبه .اوصاه علي سما ووالدتها اكان يشعر أن هناك شئ سئ سيحدث ؟؟؟

فحينما استنكر عليه كلامه قال له بكل هدوء. ان لا أحد يضمن عمره!…

لم يصدق أذناه حين اتصلت سما بنفسها عليه وهي تبكي تخبره أن والدها ليس بخير !..

غير ملابسه بسرعه واتي الي العنوان الذي وصفته لها …

عيناه التقطت جسدها الصغير المتكوم في أحد الزوايا بالمشفي. اقترب منها بسرعه لاحظ انها ترتدي منامت نومها .وشعرها مشعث بجـ،ـنـ،ــون يغطي ظهرها.. كان مظهرها كطفله متشـ،ـ،ـرده تنتظر والديها اللذان كان قد رحلا..!

جلس بجانبها علي الكرسي .. همس بتشتت “سما! ايه اللي حصل ؟ مالو عم محسن والمدام كوثر فين ”

نظرت إليه بتشتت واضح .. وضياع لا اول له من آخر. لا تعلم في الحقيقه لا تعلم ماذا حدث ؟ كانه كابوس حصل كل شئ بسرعه..

والدها الذي كان امامها كجـ،ـ،ـثه هـ،ـامـ،ـده لا تتحرك بعد أن كانت الحياه تضخ به .. ووالدتها التي كانت كطفل ضائع بدون زوجها.وهي تكلمه تحاول أن تفيقه . لكنه لم يستجب…..

وحين لم يستشف منها جواب .. اوقف الممرضه التي كانت علي أعتاب الدخول الي الغرفه التي أمامهم وهو يقول بقلق “لو سمحتي السيد محسن توفيق.. نقلوه علي هنا ايه اللي جرا ”

اردفت الممرضه بعمليه “الاستاذ عنده مشـ،ـكله بعضله القلب ولازمه عمليه بسرعه .انت قريبه ؟”

هز راسه بسرعه الصد….مه تمكنت منه كليا فتابعت “ياريت تمضيلنا علي الورقه دي عشان نباشر في العمليه بسرعه.انا روحت للمدام بتاعته بس حالتها هي التانيه ما تسمحش واحده مهدء ونايمه في الغرفه رقم ××”

لا يعلم لم هو غير مطمان لم سيحدث…امسك القلم خط عليه امضاءه بتوتر

نقل نظره الي سما .. التي كانت وكأنها غادرت الحياه تعابير وجهها خاليه تماما لا تعبر عما تشعر به !

اصبح الان وجبرا الوصي عليها وعلي والدتها لحين يستيقظ والدها !

جلس بجانبها

نظر الي تشتت عينيها الواضح علم انها دخلت في صد…مه

ودون تردد احاط وجهها يكفيه متشدقا بقوه “سما بصيلي! انتي كويسه !مفيش حاجه حصلت بابا كويس.. اوعي تضعفي يا سما .ماما محتجالك ملهاش غيرك دلوقت لغايه ما بابا يفوق وان شاء الله هيبقي كويس ” ….رمشت باهدابها مره واحده وعبرات متجمده في عينيها مد ابهامه يمسح برقه علي جفنيها.. فكانه اعطاها الأذن لتخرج ما بداخلها…

شهقت بقوه ..وهي تدخل في نوبه بكاء هستيريه تتكلم بهذيان “بابا بابا مش كويس بابا هيسيبني.انا عارفه.. انا هموت لو دا حصل. انا مليش غيره.. اتدخل قوله يا عمو شهاب !اني انا وماما هنضيع من غيره ارجوك ” …

سحبها الي صدره. ضاغطا راسها بقوه حتي يخرجها من نوبه هذيانها….

لكنها لم تصمت بل أخرجت نفسها من بين زراعيه.. وهي تضربه علي صدره بقبضتيها تصـ،ــرخ بقهر “انت جيت ليه. انا بكرهك !انت مش بتحبني ؟ كسرتني انا بكرهك ابعد عني ” …

امسك يديها الاثنين يشدها الي صدره في محاوله السيطره عليها..

بعد أن تعبت من الصـ،ـراخ والبكاء والمقـ،ـ،ـاومه..سلمت نفسها لزراعيه تحيط خصره بقوه …وشعور بالأمان والراحه قد تغلغلا الي جسدها …

بكت وشكت إليه مخاوفها.. وهو يستمع إليها بحزن يبث لها كلمات مشجعة وحنونه طمانتها.. هي ليست لوحدها وهو معها .. كانت هذه هي الرسائل التي تضمنتها كلماته التي كانت بمثابه دواء لتنسي جرحها منه علي الاقل الان!

الان هو يمثل دور الامبالي لم يقترب منها .او يعاقبها علي فعلتها… جهز كل شئ بنفسه حتي افطاره حضره بنفسه ولم يدعها تعده له..

شعرت بالذنب قليلا .لا بد أن تلك الاريكه آلمت عنقه فهو يضع يده عليها وهو يدلكها بتعب .. بينما ينظر لها بنظرات عتاب غـ،ـ،ـاضب منها !

دقات الباب أخرجتهم من هذا الجو المشحون .. اتجه آسر يفتح الباب ..

تعاقبت ردات عده علي وجهه فرح ذهول ثم بعدها توتر ..ما سمعته فقط جمد الدماء بعروقها “ماما !”

دون تفكير بعد هذه الكلمه أمسكت الشال الذي كان لحسن حظها كان قريب منها وضعته علي رأسها وهي تنظر بفضول لتري تلك التي يتكلم معها آسر !

“ماما انتي هنا ؟” قالها آسر بارتباك

ابتسمت والدته له وهي تقول بعتاب مصطنع ‘اللي يشوفك يقول اني لسه كنت معاك إمبارح ماما كده حاف من غير حاجه شكلي مش وحشاك ”

احاطها بزراعيه يحتـ،ـضـ،ـ،ـنها بقوه. قبل رأسها ويديها متمتا بتبرير”اعذريني مفاجاه. مش تقوليلي عشان اجي استقبلك واظبط الدنيا ”

مررت يديها بحركه حنونه علي صدره مردفه بسعاده “ما انا حبيت اعمل ليك مفاجاه ايه رايك ؟”

وقبل أن ينطق يكلمه كانت بغاتته بسؤال آخر وقد لاحظت نعمه التي تقف وراء آسر حدجتها بنظره غير راضيه من الاعلي للاسفل “مين دي ؟”

الان هو بموقف لا يحسد عليه بين وإلدته وزوجته .والدته التي لا تعرف بالطبع انه متزوج .ولو علمت ستكون كـ،ـ،ـارثه .. هل يقول لها ام لا يجب أن يتخذ القرار ..!

تحركت شفتيه للكلام لكن الصوت لم يخرج منه .بل منها نعمه وهي تقول بصوت مقهور “انا الخدااااااااااااااامه يا ستي ” …

وكانت تلك بدايه لما هو اعظم

مرت 3 ساعات منذ دخول السيد محسن الي غرفه العمليات.. لسانهم لم يتوقف عن الدعاء له لحظه ..

واخيرا جاء من يطمانهم الطبيب الذي خرج من غرفه العمليات ..تقدم منه شهاب مردفا بسرعه “خير يا دكتور السيد محسن كويس ؟ ”

اجابه الطبيب بعمليه “العمليه نجحت الحمد لله هننقله علي العنايه المركزه… وهنستني لما تمر 24ساعه.ادعولو تعدي علي خير ”

تنفست سما الصعداء قليلا..وقد كانت تضع يدها علي قلبها بترقب.. وبفرحه لم تستطع كبتها جرت عليه بسرعه تحتضنه بقوه “بابا كويس يا عمو شهاب .وهيقوم مش هيسيبنا. ” ثم نشلت نفسها من بين زراعيه متابعه بعينين تلمع بسعاده “انا هروح اقول إماما هتفرح اوي ” ..

هز راسه لها بحنوا يقبل جبينها اردف بصوت هادئ “كل حاجه هتبقي كويسه .روحي لماما قوليلها ”

أمآت له برأسه.. وقد عادت الحيويه والحياه لها وبكل قوه أيضا.. انصرفت من امامه فتابع أسرها بنظرات لامعه وبقوه لم ينتبه لها هو ،،،

الفصل الثالث عشر

لم يـ،ـعـ،ـقـ،ـب علي كلماتها حين قالت انها هي الخـ،ـاد..مه..

لم يحاول تصحيح الوضع. ببساطه لم يعطها وعدا بالبقاء!..

سته أشهر وبعدها سيتركها بعد أن يستـ،ـنـ،ـ،ـزف طاقتها ويبقي منها حطـ،ـ،ـام امرأه…

هي الان كالمعلقه علي حافه الجبل لا هي قادره علي الترك خـ،ـ،ـوفا السقوط .ولا لديها الطاقه للمقـ،ـ،ـاومه. .وفي كلتا الحالتين هي المتأذيـ،ـه!

تركها مع والدته وذهب الي عمله… واي والده هذه

تنظر لها من الاعلي للأسفل ثم قالت باستعـ،ـلاء “انتي يا شاطره اسمك ايه ؟”

همست بانكسار تبتلع غصتها “انا اسمي نعمه يا ستي ”

هزت رأسها لها ثم تشدقت ب”وانتي ازاي شغاله في شقه واحد عازب كده ؟ فين اهلك ؟ لا تكوني فاكره هتوقعي ابني وتلفي عليه اكمنه حليوه وليه مركز لا فوقي لؤم الفلاحين دا انا عارفاه كويس ومر عليه كتير من اشكالك العكره وانا بعرف اتعامل معاكم كويس اوي ”

فارتجفت شفتيها امام هذا السيل من الاتهـ،ـامـ،ـات الغير صحيحه بالمر اهذا اول انطباع اخذتها عنها ؟ اذا ماذا ستفعل حين تعلم أن ابنها المصون متزوج من هذه الخـ،ـاد…مه التي تسخر منها الان ؟ !

حاولت التبرير .. وأبعاد تلك التـ،ـهـ،ـم عنه .تخبرها انها ليست كذلك أن لقمه العيش هي من اجبرتها علي وضعها وما فيه الان ؟

لكن والدته كانت من القسـ،ـ،ـوه بحيث لم تعطيها الفرصه بل إزاحتها بحركه حاده قائله بحزم “انتي لسه هترغي. قدامي علي المطبخ اشوف هعمل لابني ايه ” اطاعتها دون كلمه وهي تعض علي شفتيها بقوه تمنع نفسها عن البكاء… وهي تؤنب نفسها ؟ ماذا توقعت ؟ أن يقول السيد آسر انها زوجته ؟ وبعدها تتقبله امها بكل بساطه ..؟

بريئه حـ،ـمـ،ـقاء ام ساذجه ؟ لا هي غبيه !اذت نفسها بنفسها .. ويجب أن تتحمل كان كل شئ واضحا من #البدايه هو لم يرسم لها أحلامها ورديه وبعدها خذلها ؟ .. كل شئ بموافقتها كان بيدها الرفض الا انها لم تفعل .فلم التذمر الان ؟؟

“ايوه يا ماما زي ما بقولك بابا كويس والعمليه نجحت الدكتور بنفسه هو اللي قال كده. اضحكي بقي ”

مسحت السيده كوثر الدموع من عينيها وهي تقول بلهفه “بجد يا سما بابا صحي ”

اومات لها بالتأكيد وهي تحتضنها “ايوه بجد يا ماما بابا كويس ” ربتت على رأسها وهي تتمتم “الحمد لله الحمد لله يا بنتي ربنا استجاب لدعواتنا ”

قـ،ـاطع لحظاتهم صوت الباب الذي طرق .. وظهر من خلفه شهاب تقدم منهم وهو يقول بهدوء “ازيك يا مدام كوثر عامله ايه .دلوقت ؟سيد محسن كويس الحمد لله ما تقلقوش ”

لا كيف لا تقلق الان وقد رأته. لاحظت نظرات ابنتها المسحوره به .يتحكم بكل انفعالاتها دون ادني جهد .وهي التي ظنت أن الموضوع انتهي .بعد تلك الليله التي رأتها بها وعلمت أن كل شئ انتهي ؟

لكن لا الظروف كلها تساعدهم وتعاونهم علي البقاء مع بعضهم وضد اردتها…

عدلت وضع الحجاب من رأسها مردفه بهدوء مصطنع “متشكرين غلبناك معانا ”

ابتسم بهدوء موجها نظراته لسما في تواصل بصري قائلا بنبره ذات معني “لا غلبه ولا حاجه اهم حاجه انه بقي كويس”

قاطع تواصلهم البصري السيده كوثر تقول بحده “الحمد لله”

فتنحنح بحرج قائلا “طيب انا همشي دلوقتي ورايه كام حاجه هعملهم وهاجي تاني .اي حاجه تحتاجوها اتصلوا بيه ارجوكم ”

اشاحت والدة سما راسها بعيدا .. فتكلمت سما بالنيابه عنها “حاضر ”

نظرت لاثره بنظرات  عـ،ـاشقه .. وقلبها الاحمق عاد ينبض له مره اخري .. كان شئ لم يكن !

لم لا تستطيع اخذ موقف جاد تجاهها. لم لا تستطيع كرهه ؟؟؟

حالتها خطره لهذه الدرجه ؟؟؟؟

نعم فهي ما به الان قد تخطي العشق بمراحل .تاصل داخل قلبها دون أن تستطيع السيطره عليه ؟

هذه الغرفه الخـ،ـاطئه أيضا سما ليست هنا ؟؟؟ لكنه متاكد الاستعلامات أخبرته بأن سما في هذه الغرفه !!…

هو في الحقيقه لا يعلم ما الذي حدث ؟ ومن المريض ؟! هو جاء الي هنا بعد ما كلم سما ووجد أن حالتها ليست علي ما يرام . وبعد الحاح أخبرته عن عنوان المشفي! جاء للاطمئنان عليها عل ذالك يعطيه فرصه أكبر في التقرب منها !

كان خارجا من الحجره االخـ،ـاطئه التي لم تكن الا غرفه والدها ولم يكن يعلم بالطبع انها كذلك …

اخرج هاتفه من جيبه الذي اعلن عن اتصال قادم وما أن رد عليه حتي اجاب علي المتصل “ايوه انا في المستشفى ” ..صمت قليلا ثم قال بسرعه “لا انا كويس بس جاي اشوف سما مش عارف ايه اللي حصل ” ..

تهـ،ـجـ،ـم وجهه مستمعا الي كلمات الطرف الآخر ثم أردف بغـ،ـل “لا مش هسيبها مش قبل ما اخد حقي منها انا تامر الابنودي!..ترفـ،ـ،ـضني وتهـ،ـ،ـزقني قدام الناس .ان ما وريتها النجوم في عز الضهر بنت ال*****”

وتابع ردا علي الطرف الآخر “ومفيش مانع برضوا اني اتسلي بيها دي عليها جسم بنت ال***”

ختم الكلام بضحكه خبيثه .. غير منتبه لذالك الذي كان قد سمع كل شئ .. وهاهو يصـ،ـ،ـارع المـ،ـ،ـوت دون أن يدري به أحد ….

تلبدت احسيسها كليا .. ضاع كل شئ ستصبح وحيده في هذا العالم ! هذا هو الشعور الذي طـ،ـغـ،ـ،ـي عليها وهي تري الاطباء متجمعون حول ابيها .. يحاولون أن يعرفون ما السبب كان كل شئ علي ما يرام ما الذي حدث ؟ لا تعلم !

اتي شهاب يجري بسرعه عليهم .. وهو ينظر الي الاطباء قائلا بقلق “فيه ايه ؟ ايه اللي حصل ”

“بابا هيسيبني قلتلك وانت مصدقتنيش انا حاسه ” كلمات شارده خرجت من بين شفتي سما .. وعينيها تتسابق بهما الدموع ..

أراد أن يطمئنها ويخبرها أن كل شئ سيكون بخير

لكن الممرضه اتت بسرعه تقول بهدوء “الاستاذ شهاب ؟” اوما لها بسرعه فاردفت “الاستاذ اللي جوه بيقول انه عايزك ”

وبدون تفكير جري علي الغرفه اقترب منه بسرعه .. فهاله ما رآه علي وجهه من التعب

مد يده له فاقترب منه بسرعه هاتفا “انا هنا ”

قرب اذنه منه ليسمع

كلمات صغيره خرجت بانفاس متقاطعه “بنتي بنتي يا شهاب امانه في رقبتك ” .

بعد هذه الكلمات توقف جهاز القلب عن العمل ..معلنا انتهاء حياته وخروج الروح من جسده الي خالقها …

اغمض شهاب عينيه بألم وهو يتمتم “انا لله وانا اليه راجعون “….

“باباااااا” صرخت سما بهذه الكلمه بصوت وصل دويه الي السماء

جرت علي جـ،ـ،ـثـ،ـ،ـه ابيها تحتضنه بقوه وهي تصرخ بقهر “بابااا اصحي يا بابا متسبنيش ….انا وماما ملناش غيرك يا حبيبي .اقوم يا بابا متسبنيش .

.طب طب خدني معاك متسبنيش لوحدي هنا انا بخاف يا بابا من غيرك ”

كلمات اد..مي لها القلب ود..معت لها العيون خرجت من طفله صغيره فقدت اباها فقدت سندها في هذه الدنيا الغـ،ـ،ـادره….

دخل تامر وهو ينظر باستغراب للغرفه.. التقطت عينيه جسد سما المكوم تتشبث بابيها وهي تصـ،ـرخ بقهـ،ـ،ـر والم ..لم يحتج لتفكير ليفهم ما يجري!

تقد…م منها بسرعه …مد يده ليضعها علي كتفها لكن يدا اخري مـ،ـنـ،ـعته ولم يكن غير شهاب الذي كان كان كالحائط المنيع يمنعه من الوصول إليها .نظر إليه بنظره #مليئه بالعـ،ـ،ـدائيه الشـ،ـ،ـديده ثم نقل نظره ببطء الي سما .خلعها خلعا عن جسد ابيها جاذبا اياها الي صدره وهو يضمها بقوه إليه… لكنها كانت من الصد…مه بحيث لم تهدا وهي مستمره بالتخبط بين زراعيه والصراخ .. حتي انتهي الأمر بها واقعه مغـ،ـ،شـ،ـيه بين زراعيه !

حملها علي الفور وهو يضمها الي صدره بتملك .. انتقلت الان من ملكيه ابيها الي ملكيته هو ! الان اصبح مسئول رسمي عنها ..وحمابتها اصبحت من واجبه ودينا عليه !

نظر تامر في اثره وهو يتمتم بتساؤل “ومين دا كمان ؟”

وبعدها توجه الي الخارج حتي يقيم واجب العزاء فقد اتته الفرصه المناسبه علي طبق من ذهب وسيكون غبيا اذا ضيعها

ادت عملها كخاد….مه علي اكمل وجه .جهزت كل شئ طلب منها !لا لم يطلب منها فهذا فيه أدب..

بل أمرت به أمرا من قبل والدته المـ،ـتـ،ـســلطه وضعت كل شئ علي الطاوله .. وبدلا من أن تكون جالسه معهم الان كما يفترض لزوجه الاين !!

نفيت الي المطبخ مكانها الصحيح .. لتنهي ما تبقي لها من تنظيف !!

اتي آسر وجلس مع والدته علي الطاوله .. وامه منشغله باطعامه كطفل صغير وهو الفرحه لا تسعه نسيها. او هكذا اعتقدت ..

====

بعد انتهاء العشاء جاءت والدته إليها وهي تقول بتسلط “ايه مش هتروحي ولا ناويه تباتي هنا ”

تذهب ؟ الي اين تذهب ليس لديها مكان غيره .ولن تذهب بالتاكيد لمنزل والدها ..

اين آسر حتي ينقذها فإن ذهبت بالفعل ستكون نهايتها بالشارع كالمتشردين ”

تلعـ،ـثـ،ـمـ،ـ،ـت بشـ،ـ،ـده وهي تضغط علي ثوبها بقوه “انا يعني انا” .

جعدت السيده حاجبيها بغير رضا ثم قالت بنزق “ايه القط كل لسانك. عايزين ننام يا بت .يلا علي بيتك مش فاضيين ليكي احنا ”

تحركت قدميها ببطء تجاه الباب.. وهي تنظر حولها. اين هوا ؟ سيتركها بمشكلتها ؟ الهذه الدرجه ليست لديها اهميه عنده ؟؟

لا هي خاطئه فما أن خرجت من الشقه حتي اتاها آسر من خلفها.. دس بيدها مفتاح وهو يتمتم ببضع كلمات وهو يشير الي مكان ما “الشقه دي اهو مفتاحها ما تروحيش في حته .انا اخدتهالك ! اقفلي الباب علي نفسك ! وانا معايه نسخه ولما ماما تنام هجيلك ماشي ”

من بين مساوئه الكثيره كانت هذا أكثر شئ صائب فعله منذ أن عرفته !… اذن هو لم ينساها كما اعتقدت ؟ بل اخذ لها هذه الشقه المجاور حتي تكون قريبه منه .وفوق كل هذا لن يتركها تنام وحدها بل سياتي لينام معها هو لن يتركها!…

ما فعله كان دافعا كبيرا لينبثق الامل داخلها … مع وعدا غير منطوق بالبقاء وهذا كفيلا بأن يطمئنها!

نظر شهاب الي سما المستلقيه علي السرير هي الان بوضع لا تحسد عليه.. وجهها شاحب وابره المغذي بزراعها……وتهلوث أيضا في نومها

حالها كحال والدتها التي هي الان بوضع سئ للغايه ..

ولم تهدأ حتي اعطاها الطبيب المنوم .. والاسوء انها دخلت في انهيار عصبي …

مسح علي وجهه بارهاق … يفكر بوضعه بينهم اتي الي هذه المدينه ليعيش حياه هادئه لكن المـ،ـ،ـوت والفراق يلاحقنه في كل مكان …

المسؤليه التي أسندت إليه كبيره وصعبه.. والدة سما لن تتقبله أن يكون بينهم وهو لا يستطيع تركهم ؟ ماذا الان ؟؟؟

امسك يدها الصغيره قربها من فمه يقبل باطنه برقه وهو يتنهد همس لها بحزم “مش هسيبك يا سما انا معاكي !وعمري ما هسمح لحد ياذيكي انتي دلوقتي بقيتي مسؤليتي” انتفض من مكانه بقلق حينما شعر بها تتخبط وهي نائمه كانها تصارع كـ،ـابـ،ـ،ـوس سئ تهذي باسم ابيها ”

جلس علي السرير بجانبها وهو يحاول أن يهداها”سما انا هنا معاكي اهدي ”

صوته المهدئ كان كفيلا بجعلها تسكن وعقلها يصور لها أن ما به الان هو مجرد كابوس وسينتهي ما أن تفيق !.. ولكنه لن ينتهي !

ما أن لمحت طيفه أمامها حتي جرت عليه وهي تحتضنه قائله بصوت خائف “انت اتأخرت ليه ؟ انا خايفه الشقه كبيره ويخاف لوحدي “”

تنهد بعمق وهو يدس راسها بعنقها.. يريح نفسه من كم الضـ،ـغـ،ـط الهائل الذي تعرض له اليوم !

لم يكن من السهل عليه أن يسمع زوجته وهي تنعت نفسها بالخاد…مه… ود لو يقول لوالدته عن الحقيقه لكن ليس الان في الوقت المناسب! لكنه لا يعرف في الحقيقه متي سياتي الوقت المناسب يعلم والدته تمام العلم انها لن ترضي بهذه الزيجه.. تهتم بالشكليات أكثر يهمها أن تناسب عائله راقيه مهمه لها مقام عالي ونعمه للاسف ليست كذلك .. هي عكس ما تريد والدته !

اخرج رأسها من عنقها ثم نظر الي وجهها المتعب بحنان يعلم أن والدته بالتأكيد قد ارهقتها بطلباتها التي لا تنتهي !

طبع قـ،ـبـ،ـل ممتنه علي جبينها…من غير كلام

انحني لأسفل ثم حملها بين زراعيه متجها بها الي داخل الغرفه…

استلقي علي السرير وهي فوقه.. عاد ليدس راسه بعنقه .. كانه يهرب من العالم

لم تعقب ولم تزد عليه وهي تشعر بتعبه اكتفت بضم نفسها إليه.. تاركه لجسدها الراحه بين زراعي حبيبها!

ما أن خرج من غرفه سما حتي جري عليه تامر مردفا بسرعه “سما كويسه ؟ ”

نظر إليه شهاب بنظرات حاده من الأعلي للأسفل بتساؤل..فتابع تامر موضحا “اسف ملحقناش نتعرف انا تامر زميل سما في الكليه ”

هز راسه له بحركه بارده فاعاد تامر السؤال “سما عامله ايه دلوقت ؟”

اجابه شهاب بجمود .. ونيــ،ـران غريبه تكبر بداخله شعور شديد يتملكه يحسه بضرورة ضـ،ـربه الان وتحـ،ـطــيم صف اسنانه علي استمراره علي منادتها بهذا الشكل وكأنها حبيبته وليست زميلته “هي كويسه .. وانت ممكن تمشي دلوقتي متشكرين علي حضورك ”

لم يفهم تامر سر هذه المعامله الجـ،ـافيه وهم لا يعرفون بعض.. لكنه تجاهله وقد أحرجه بكلماته

اماء له براسه وهو يردف بهدوء “طيب انا همشي دلوقت وانا ابقي اتصل بيها واطمن عليها البقاء لله”

نظر شهاب الي يده الممدوده ببرود ثم اخرج يده من جيبه ضاغطا يده في يده بقوه

اذن يا سما تكلمين كتله العضلات هذه ومعه رقم هاتفك أيضا ؟؟؟

الي أي حد وصلت علاقتهم يا تري ؟ ما بين هذه التخبطات التي تحصل..

وجد نفسه يسأل هذا السؤال في عقله!!

وبوادر من الغـ،ـ،ـيره تشتعل بجسده.. بتوعد #لمن يتجرأ حتي علي التفكير بها !!. هي لم تنقل الي وصايته بل الي ملكيته!!

الفصل الرابع عشر

أيام تلي الاخري في تشابه لا ينقطع !!

وروتين لا يطاق !!

ما زالت والدته معه ولم تذهب .نفس المعامله الجـــ،ـافه دون وجه حق !

كانها تريد طـ،ـردها من العمل لا يعجبها ما تفعله تعلق علي اقل شئ .هذا خاطئ وهذا سئ ماذا تفعلين ايتها الغبيه!!

كلامها كله معها علي هذا الشاكله لا يخلوا من التوبـ،ـيخ والصـ،ـراخ عليها كانها عبدتها!

او حيوان لا يشعر !!

وان شكت مره  تفتح لها الباب علي الجهتين !! أن لم يعجبكي فلتذهبي!!اما آسر لا تستطيع لومه!! وهل لها الاساس الحق بأن تلومه ؟ بكل شئ ارتضت من البدايه ! فكان الصمت هو حليفها…

تاوهت بخفوت وهي تضع يدها علي ظهرها من التعب ..

جسدها من الاساس لا تشعر به .. تنتقل من الطبخ الي التنظيف ..وآخر شئ هو تنظيف الارضيه التي لم تكن بالاساس تحتاج لذالك .. لكن والدته مصره انها مـ،ـتـ،ـسـ،ـخه وانها لا تؤدي عملها كما يجب !

منذ أن استيقظت في الصباح وكل شئ بها متعب بدايه من جسدها المتهـ،ـالك الي الدوار الذي يلاحقها اين ما كان ورائحه الطعام تقلب معدتها دون ادني سبب ….

حاولت مقـ،ـاومه تعبها لكن لم تستطع ..الارض من تحتها تميد بها وتري الاشياء اضعافا وضعت يدها علي رأسها في محاوله إسناد نفسها لكن لم تستطع آخر شئ فعلته سلمت نفسها للارضيه البارده تحتها وهي تغلق عينيها عن كل شئ !!

جرت عليها والدة آسر انحنت لها .. لكزتها من زراعها مره بعد مره وهي تهتف بنزق “يا بت انتي يا بت جرا فيكي ايه ؟ لا تكوني فاكره لما تعملي كده هسيبك!قومي يا اختي البيت لسه لازمه تنضيف ”

لم تستجيب أيضا فاستقامت من مكانها .. تناولت كأس من الماء وهي تنوي اغراقها به لكن لم تلحق

فقد جاء آسر في هذا الوقت .. وما أن راى نعمه ملقيه علي الأرض بدون حراك .. شحـ،ـ،ـب وجهه بقلق

جري عليها بسرعه متجاهلا امه انحني اليها وضع يده أسفل ظهرها .. ربت علي وجهها برفق هامسا “نعمه مالك فيكي ايه . اصحي ”

دحرجت والدته عينيها بملل قائله وهي تمصمص في فمها “مالهاش يا بني دا دلع بنات “ومالت عليه وهي تمسك كوب الماء “اوعي كده انا هخليها تفوق بطريقتي ” ..

لم يدعها تفعل ذالك .. حمل نعمه بين يديه متجها بها الاريكه .. والقلق ينهش به!

امسك كوب الماء وبقطرات صغيره رماها علي وجهها بدأت تستفيق.. لم تكد تفتح عينيها حتي هاجمها الغثـ،ـ،ـيان.. أسرعت علي الفور الي الحمام لتفرغ بما معدتها.. بصوت متشنج عالي وصل إليهما

اراد الذهاب إليها ومعرفه ما بها .. لكن والدته الواقفه تنظر باستغراب في اثرها اوقفه.. مذكرا نفسه أن والدته لا تعلم شئ !

غمغمت امه بتساؤل “هي البت دي متجوزه ”

ابتلع ريقه بارتباك هاتفا باستغراب “وبتقولي كده ليه ؟ ”

اردفت والدته بتلقائيه “المحروسه حـ،ـ،ـامل ؟

الاعراض اعراض حمل اسألني انا ! ”

نظر إليها بغير تصديق هامسا بتشتت “حامل !”

فتابعت بتشكك “الله اعلم حامل من مين ولا ابن مين .. انا عارفه المصـ،ـايب دي بتتحـ،ـدف علينا منين !”

الي هنا لم يستطع آسر الصمود وهو يستمع الي اتهامات والدته التي تطـ،ـعـ،ـن في شـ،ـرف زوجته

فصرخ بغضب “ماما !”

رفعت حاجبيها قائله بحنق “مالك في ايه ؟ بتزعق ليه ؟ انت مش مصدقاني اقـ،ـطـ،ـع دراعي من هنا .ان ما كانت البت دي وراها مصـ،ـيــبه!من ساعه ما شفتها وانا مش مرتحالها ” …

اطبق اسنانه بغضب .. وهو يغمض عينيه ثم فتحهما والنـ،ـيران تشـ،ـتعل به بغـ،ـضـ،ـب لا اول له من آخر أن لم يدافع عن امرأته الان لن يكون رجلا ولن يستطيع مسامحه نفسه بعدها .. كان ينتوي انتظار الوقت المناسب حتي يخبرها لكنها لم تعطه المجال .. قرر وانتهي الامر وليحدث ما يحدث فقال بجمود “نعمه تبقي مراتي ” ..

اطلقت والدته ضحكه مستهزاه. بدأت تختفي تدريجيا بملامح وجه ابنها التي تدل علي المزاح فقالت ببطء تعيد كلماته “البت دي تبقي مراتك !”

هز راسه لها ببرود متابعا “ايوه انا متجوزها علي سنه الله ورسوله ”

توحـ،ـشـ،ـت عيناها وقـ،ـسـ،ـت ملامحها بشر ..

نظرت إلي نعمه التي كانت قد خرجت من الحمام .. وهي تنظر إليهم بتشكك!!

اتجهت إليها والدة آسر بخطوات سريعه …

وقفت أمامها وعينيها تنطق بالغـ،ـيظ والشـ،ـر الخالص…

وبدون مقدمات رفعت يدها .. وصوت الصــفـ،ـعه قد دوي في الغرفه .. امسكتها من شعرها بقوه كادت أن تخـ،ـلـ،ـع خصلاتها معها وهي تهدر بغضب “يا بنت ال*** ضحكتي علي ابني وعملتيها.. لفيتي عليه يا *** وديني وما اعبد لاطلع روحك بايدي ”

جري عليها آسر ..يحاول تخليص نعمه من بين يدي والدته وهو يهتف “ماما سبيها هي ملهاش ذنب انا اللي قلتلها نتجوز ”

لم تلن ملامح والدته وهي تتشبث بشعر نعمه التي تصرخ “تلاقيها عملالك عمل ولا حاجه بنت ال*** انا عارفه الاشكال دي كويس ”

استطاع آسر تخليص نعمه من بين يدي والدته.. جلبها خلفه وهو يقف في وجه والدته هاتفا بعصــ،ـبيه “ماما اللي بتقولي عليها كده دي مراتي وانا مش هسمح لاي حد حتي لو كنتي انتي ياذيها حتي لو بكلمه !”

اتسعت عيني والدته قائله بذهول “بتزعق فيه عشان واحده خدااااااامه زي دي ”

“انا مزعقتش انا بحاول افهمك واللي بتعمليه دا مش هيفيد هي خلاص بقت مراتي ” وتابع بعينين لامعه ببريق “ولو كانت حـ،ـامل اللي في بطنها يبقي ابني. وانا مستحيل اتخلي عنها !مش بعد ما عرفت انها حـ،ـامل ”

تجاهل غضب والدته .. التفت الي نعمه التي كانت متشبثه بظهره بمخالب كالقطه.. مسح علي وجهها المغرق بالدموع بكم سترته بحنان ونظرات اعتذار يوجهها لها الغلط غلطه منذ #البدايه ماذا كان سيحدث أن أخبر والدته أن نعمه تكون امراته ؟ اكان ينتظر أن يسمعها وهي تطعن في زوجته حتي يثور وينطق بما يجب أن يقال ؟؟؟ ..

انحني لأسفل ثم حملها بين زراعيه… فتشبثت به بقوه وهي تدس رأسها بعنقه خوفا من والدته…

نظرت والدته الي اثره بحنق ثم ألقت نفسها علي الاريكه.. ضربت علي فخذيها بقــهر تتمتم بغل “يا بنت ال*** عملتيها انا قلبي مكنش مطمن كان لازم اعرف “وتابعت بغل أكبر ” بس ملحوقه انا هعرف اطلعها من حياتك ازاي !واما نشوف يا آسر يا انا يا الخدااااااااااااامه بنت ال***دي ”

كان عمله بعد شهر من وفاه السيد محسن أن يخرجها من حاله الصدمه والاكتئاب التي دخلت بهم ..

منعزله عن العالم بدون كلام.. لا ضحك ولا ابتسام لا تستجيب لاي محاوله ممن هم حولها صديقتها سمر حتي ذالك الثقيل تامر .. شهاب نفسه لا تتكلم معه سوي بضع كلمات تنتهي اغلبها بانهيار تام يهداها منه يخرجها منه بصعوبه..كانت هذه حالتها قبل شهر مضي !

يشعر بها وما به الان مـ،ـراره الفقـ،ـد جربها من قبل في عائلته.. واباها هو عائلتها بدونه اصبحت شـ،ـريده..

والدتها اظهرت من القوه والصلابه والرضا ما لم يتوقعه.. استطاعت إخراج نفسها من حاله البؤس والتي كانت تحتلها لا بأس أن كانت تتظاهر المهم انها قويه حتي لو كان ذالك قناع زائف امام الناس !

هذا الشهر الذي عاشه بكل تفاصيله معهم جعل عينيه تتفتح علي كثير من الاشياء هو لم يكن منتبه لها … أولها ان سما ليست مجرد فتاه تعلق بها واحب وجودها في حياته بل مكانها أكبر من ذالك.. رغم ارادته اخذت حيزا من قلبه وتربعت به براحه !

لا يكاد يصدق ما يجري وما بال الناس؟؟

كل اسبوع تقريبا يأتي لها شخص يطلبها منه بما انه اصبح الوصي عليها وعلي جميع أموالهم بتوثيق من والدها نفسه !!

كم يشعر بالانتشاء حينما يرفضهم واحدا تلو الآخر دون حتي أن يرجع إليها !!

فقط يضع قدما علي قدما وهو يقول بتسلط “مرفوض معندناش بنات للجواز ”

واحيانا ينفلت زمام تعقله.. وينتهي الأمر بمعركه هو الرابح بها ….

كان متوجها الي شقته القديمه التي تقع بنفس بنايه سما .. قد رأي انه من الضروري البقاء يقربها ليس معنويا فقط !بل بالقرب بالمعني الحرف منها

!!

” استاذ شهاب ”

التفت علي أثر سماعه هذا الصوت ..

نظر حوله ليري المتكلم لكن لا احد.. هل جن ؟؟؟

لا لم يجن!!

فقد شعر باحدهم يسحبه من طرف سترته بالاسفل..دحرج عينيه للاسفل ليري طفل بمجرد النظر عمره لا يتخطي العشر سنوات … انحني إليه قليلا ثم قال بابتسامه هادئه “ايوه ؟”

تابع الطفل بلهجه متزنه كانه رجل كبير “انت الاستاذ شهاب مش كده ؟” …

هز له شهاب راسه ببطء “ايوه انا. اتشرف بحضرتك ”

قال الطفل بتفاخر “المهندس مروان ”

اتسعت ابتسامه شهاب أكثر وهو يقول “تشرفنا يا باشمهندس ”

استرسل الطفل كلامه قائلا “انا كنت عايز اكلم حضرتك في موضوع مهم ”

كور شهاب شفتيه.. وهو يجد هذا الطفل ظريف لدرجه يريد اكل وجنتيه البارزتين!

اردف باستمتاع وهو ينظر حوله “طب علي السلم كده ؟ ايه رايك تدخل” ومد له يده …فكر الطفل قليلا ثم وافق

جلس شهاب امامه بعد ما حضر له كوب من الشوكلاه الساخنه… وله كوب من القهوه

فاستطرد شهاب مبتسما “اقدر اعرف الموضوع المهم اللي جايه لي فيه يا بشمهندس مروان ”

تناول الطفل كوب الشوكلاه تذوق القليل منه ثم وضعه جانبا .. غمغم بهدوء في مقدمه لموضوعه “بما انه عمي محسن الله يرحمه اتوفي .. وانت زي ما قالت ماما بقيت وصي عليها وعدي شهر يعني 30يوم علي وفاته انا شايف انه لازم تعرف بالموضوع اللي كان بينا علشان ما يحصلش غلط ”

مط شهاب شفتيه باسي ولكنه وجه اهتمامه لكلماته فتابع الطفل التكمله “انا وعمي محسن كان بينا اتفاق اني اتجوز سما لما أكبر واشتغل.. وانا جاي اقولك علشان تبقي عارف اوعي حد يجيلك وتوافق عليه دي بتاعتي انا ”

بزق شهاب القهوه من فمه وهو يستوعب ببطء كلمات الصغير .. ما شاء الله مطلوبه من الجميع حتي الأطفال!!

وضع كوب القهوه جانبا.. ثم امسك كوب الشوكلاه الذي كان بيد الطفل وضعه الاخر جانبا… جلبه من ياقه ” فانلته ” مردفا بتحذير “بص يا بشهمندس سما محجوزه ! وعارف مين اللي هياخدها ؟؟”

هز الطفل راسه بالنفي فتابع شهاب باستفزاز وقد وجد نفسه يقول هذه الكلمات كان يرددها لنفسه قبل الطفل “انا اللي هخدها بتاعتي انا ! وتخصني انا لوحدي فاهم ؟” زم الطفل شفتيه قائلا باستنكار “لا سما بتاعتي انا .. انا وعم محسن اتفقنا عليها وهو وعدني بكده ”

ضيق شهاب عينيه امام كلمات الطفل ثم قال يستفزه أكثر “وعمك محسن الله يرحمه. وسما بقيت بتاعتي ؟ هتعمل ايه ؟”

“عمو شهاب بتعمل ايه ؟”

نظر الاثنان ناحيه الباب ليري من المتكلم وكانت سما !! ابتسم الاثنان ببلاهه والاثنان ماخوذان بطلتها سواء كان شهاب او الطفل !!…

تقدمت منهم سما وهي تجلس علي الاريكه.. مدت يدها تلعب بشعر مروان وهي تتمتم “مروان بتعمل ايه هنا ؟! “ونظرت الي شهاب “انتم بقيتوا أصدقاء من ورايه ؟”

مال الطفل علي اذن شهاب هامسا بخفوت “لسه كلامنا مخلصش هامشي انا دلوقتي اوعي تقول لسما حاجه ” ..

اوما له شهاب براسه قرصه من وجنته البارزه..فتافف الطفل بتذمر ثم عدل وجهه لها سما مهديها ابتسامه رائعه وقبله اروع علي وجنتها!!

ثم أسرع الي الخارج تاركا اياهم يحدقون في اثره بذهول !!…

تحمحم شهاب بجديه وفي سره يتوعد هذا الطفل علي فعلته وقد حدد الطريقه !! سيعلقه من قدميه علي باب غرفته!! ليكون عبره لغيره!!

“عامله ايه دلوقتي ؟”

تنهدت سما مجيبه وهي تكمل كوب الشوكلاه عن الطفل “عادي الحمد لله علي كل حال ”

شرد بملامح وجهها التي ذبلت وفقدت البريق بعد موت والدها .. لا يعلم ما الذي عليه فعلا بالضبط حتي يعيد لها الحيويه والحماس الذي كانت عليه !!يديه ذهبت تلقائيا الي جيبه ..

اخرج منه تلك الاسواره التي تخصها…مد يده ليجلب يدها من حجرها فاستغربت من فعله وخافقها ينبض بقوه لهذا الرجل الذي أمامها!!

احست بشئ بارد علي رسغها.. نظرت بيدها لتجد تلك الاسواره التي اعادتها له يوم كسرها بكلماته القاسيه.. حاولت التذمر وأبعاد يدها عنه لكنه لم يستجب نظر إليها بقوه وهو يقول بحده “استني ! الاسوره دي ما تتشالش من ايدك أبدا فاهمه ؟”

زمت شفتيها وهي تتمتم بتذمر “وانا مش عايزاها خليهالك ”

اعاد كلماته بنفس الحده “انا قلت ايه ؟ ”

استسلمت لااوامره الصارمه.. والابتسامه الخجوله قد وجدت طريقها لشفتيها..

تباعا لابتسامتها ابتسم هو الاخر .. وقد قيدت به هي دون أن تدري بتلك الاسوره التي تلمع كالتماعها في عينيه !!

يتبع

الفصل الخامس عشر

تامل وجهها المتعب وهي نائمه بين زراعيه بحنان…

لا يعلم ما هو سر انجذابه إليها بتلك الطريقه العن.يفه ؟.. هي لا غير و ليست لانها مجرد امرأه عاديه دخلت حياته !!

ابتسم للحظه بجنون .. ويده اخذت موضعا علي بطنها المسطحه.. تحمل طفلهم داخل رح.مها

جنونه وشغفه بها الأيام السابقه .. تمثل في هذا الطفل !!…

جاء خارج توقعاته !؟ لكنه علي الرغم من ذالك هو سعيد به !!

تمني للحظه بحماس اب منتظر طفله الاول من محبوبته انه كم سيكون رائعا أن كان فتاه

فتاه تشبهها بكل شئ حنانها ورقتها يريد عينان كحيلتان اخري.. حتي يستطيع أن يشبع منهما!؟

فكره التخلي عنها وتركها بعد مده سته أشهر.. اصبحت مستبعده الان ؟؟؟

رفع وجهه إليها فاصطدمت عيناه بعينيها الناعستين تنظران إليه باستغراب وتساءل!!

انحني لشفتيها يقبلهم بشغف ينقل إليها شعوره في هذه اللحظه !!

رفعت زراعيها تطوق بهما عنقه .. تبادله بما تعلمته منه !!…

جهلها وخبرتها كان علي يديه هو !!

يديه اتخذت مجراها لملابسها…

تلاقا جنونه بحبها وعشقها له .. مغلقين اذانهم عن اي شئ سوي همساته الشغوفه.. وتنهيداتها الناعمه!!_______________________________

بأطراف اناملها تتحسس اسورته الذهبيه .. وعلي فمها ابتسامه هائمه رائعه !…ضمتها الي قلبها وهي تتنهد بحب .. تتساءل بنفسها متي ستأتي اللحظه التي يقول لها شهاب فيها انه يحبها مثل ما تحبه !

هل سيحدث هذا ؟؟؟ تتمني من كل قلبها أن يحدث !

لانها لن تعيش مع غيره ولن تحب غيره.. قلبها اغلق عليه وابي أن يسكن فيه الا هو !!…

خرجت من شرودها …

حين جاءت والدتها . ألقت عليها نظره غامضه ثم اتجهت ناحيه الخزانه بصمت …

دقائق وسما تراقبها باستغراب.. بينما والدتها تقلب في الخزانه من اليمين الي اليسار ويبدوا انها تبحث عن شئ !!

هتفت سما بتساؤل “ماما ! بتدوري علي ايه ؟ عايزه حاجه معينه ؟؟” لم ترد عليها والدتها .. بل توقفت لحظه ثم اتجهت ناحيتها تحمل بيدها ثوبا ما. القته بجانبها قائله بجمود “يلا البسي دا بسرعه الناس علي وصول ”

عقدت سما حاجبيها قائله بتوجس “ناس ؟ ناس مين ؟ وعايزين ايه ؟ وانا ايه علاقتي بيهم !!؟ ”

اجابتها والدتها بآلية “ناس جايين يشوفوكي ! يطلبوا ايدك ”

رمشت سما عده مرات باهدابها .. وهي لا تصدق اذنها هل ما سمعته صحيح ؟؟؟ ام انها تتوهم ”

فقالت ببطء “يطلبوا ايدي ؟ كده من غير ما تاخدي رايي و لا تقوليلي ”

قابلتها والدتها بنفس الجمود والنبره البارده”واديني قلتلك وانتي عرفتي! .. يلا جهزي نفسك ”

نفت سما براسها امام هذا الجنون المطلق ثم اردفت بتصميم “وانا مش هطلع. ومش عايزه اتجوز ”

تكلمت والدتها بحزم “وانا قلتلك هتطلعي يعني هتطلعي!”

رمت سما الثوب علي الأرض وهي تقول بحده رغم عنها “وانا قلت مش هتجوز يعني مش هتجوز ”

تقدمت منها والدتها بخطوات سريعه أمسكت زراعيها وهي تهزها قائله بغضب “مستنيه مين ولحد امتي ؟ هتفضلي كده اللي في سنك اتجوزو وعندهم عيال .و لا تكوني مستنياني اموت انا التانيه وبعدها تفكري تتجوزي ؟”

اتسعت عيني سما امام هذا الهجوم الملغم بكلمات مليئه بالقسوه لم تتحملها.. فتجمعت بعينيها الدموع هامسه ببكاء “ايه اللي بتقولي دا يا ماما ! حرام عليكي مش كفايه بابا عايزه تسيبيني انتي برضوا ”

ارتجفت شفتي السيده كوثر.. وعينيها غشت عليها غلاله من الدموع .. لكنها لم تسمح لنفسها بالضعف فتابعت بقسوه “مش دا اللي انتي عايزاه ؟ مستنياه يحبك ! واليوم اللي هيكون حس فيه بيكي هكون انا مش موجوده . فوقي يا سما هو مش بيحبك ولا عمره هيحبك “..

اتسعت عينيها أكثر.. وهي تتأمل ملامح وجه والدتها كيف طغت عليها القسوه والتوحش !!

رمتها بكلمات اخرجتها من غمامتها الورديه التي حاكتها بنفسها مره اخري !!..

لكن مهلا كيف علمت ؟؟؟ ومنذ متي !! هل هو ظاهر غرامها به ؟ لهذه الدرجه هي مكشوفه ؟!

نفت سما براسها هامسه برفض “لا لا ”

قاطعتها والدتها “لا لا ايه ؟ مش مصدقاني ؟ فعلا هو مش بيحبك عمو شهاب مش بيحبك يا سما . والدليل انه النهارده هيبقي حاضر .وهيوافق!

تقدري تقوليلي لو كان بيحبك يسيبك ازاي تروحي لغيرو؟ ” انهارت قدميها جالسه علي السرير .. وعينيها تتجمد بهما الدموع .. كل شئ ويوم بعد يوم يؤكد لها ان ما تعيشه هو وهم لا أساس له .. بل هو من وحي خيالها وشهاب لم يكن الا حلم وردي اوشك علي الانتهاء! او هو منتهي منذ زمن لكنها لم تنتبه !!

كان يجب أن تفعل ذالك ! لن تدع ابنتها تنهار وتضيع وهي تقف مكتفه الزراعين لا تفعل شئ !!

رغم احتراق قلبها عليها لكنها رات أن ذالك الافضل !

الحب هو احساس جميل رائع .. لكن حين يكون للشخص الخطأ فسيكون هو الكارثه بذاته .. وشهاب للاسف ليس الشخص الصحيح الذي يستحق ويقدر ذالك الحب .. هذه كانت افكار والدتها !

تمتمت بجمود وهي تتجه الي الباب “عشر دقايق وتكوني مجهزه نفسك ”

أغلقت الباب خلفها .. وضعت رأسها علي الباب تستمع الي بكاء ابنتها فبكت هي الاخري معها تسمح لعبارتها بالتحرر من سجن مقلتيها.. همست بحنان “سامحيني يا بنتي كان لازم اعمل كدا !”

__________________________

النيران بداخله تشتعل وتشتعل دون أن يستطيع السيطره عليها ..

وداخله وحش ضاري يحسه علي #ذالك العريس والذي لم يكن الا صديقها السمج الثقيل “تامر”

وتحطيم وجهه ثم يصرخ به وللعالم انها له وحده ولن يدع أحد يقترب منها غيره !!

عينيه تجمدت علي باب غرفتها.. هل ستخرج أم لا ؟

هل وافقت كما أخبرته والدتها !!..

نسته بهذه إلسهوله ؟؟؟ هل هو كان فتره وذهبت لحالها .؟؟؟

يرجو بداخله أن تكون ما زالت متمسكه به ؟

حتي يستطيع هو الاخر فعل شئ ! ! والتمسك بها هو الاخر !

اشتدت يده علي مقبض الاريكه .. حين لمح بابها قد فتح واطلت هي من ورائه! ساحرته اتت تتهادي امام عينيه بثوب زهري لامع .. يضوي كضويها بدت كفراشه رائعه الالوان امامه جعلت النيران بداخله تزيد ..

لو أقصاها عن العالم وحبسها لتكون له وحده. هل سيستطيع أحد محاسبته ؟؟؟

اطبق اسنانه بغضب .. يحاول تهدات نفسه عن فعل شئ احمق هو ليس بحاجته الان ؟! ..

وحين مرت من امامه ألقت عليه نظره مليئه بالعتاب.. وجلست بجانب والدتها التي كانت تضع الوضع تحت مراقبتها !

تكلم والد تامر بسعاده “ما شاء الله العروسه زي القمر ”

ونظر لتامر نظره ذات معني..

تامر هذا الشاب العنيد ابي أن لا يتركها أقسم علي أن يهينها ويرد لها ما فعلته .. وقد وجد الخطه لن يثنيه عن فعلها أحد!

“ها يا مدام كوثر قلتوا ايه ؟ ”

ابتسمت المدام كوثر وهي تقول بهدوء “نسال العروسه الأول “ووجهت نظراتها الي سما ! تغمزها بحركه خفيه!!

رفعت سما راسها ببطء تنظر الي شهاب بأمل تحركت شفتيها تتكلم بأمل “عمو شهاب !”

صوتها كان فيه من الاستغاثه.. لم يستطع تجاهلها!

او عدم تلبيتها والأمل بداخله بدأ ينموا..

خلع عينيه عنها ثم وجه كلامه لوالد العريس مبتسما من بين اسنانه “يومين نفكر وبعدين هيوصلك الرد”

بادر والد تامر بسرعه قائلا “طبعا من حقكم ”

ونظر الي تامر المبتسم بسماجه..” احنا ماشيين دلوقت” .

انتصب الجميع في وقفتهم .. بعد تبادل التحيات لم يبقي سوي سما ووالدتها وشهاب

نظرت السيده كوثر الي سما قائله بحده “ايه اللي انتي عملتيه دا ؟ احنا مش اتفقنا ؟ افهم ايه من اللي حصل دلوقت ”

كان المبادر بالرد شهاب قائلا بحزم “سما مش هتعمل حاجه غير لما تقتنع بيها.. وبعدين مستعجله علي ايه يا مدام كوثر ؟ لسه قدامها دراستها لما تخلص تبقي تفكر بالجواز”

نظرت إليه السيده كوثر بحده قائله بصلف ” اظن انه الموضوع دا مايخصكش دي بنتي وليه الحق اقرر عنها اللي انا عايزاه ”

لم يرمش لثانيه امام كلماتها بل تابع بقوه “واظن انه السيد محسن وصاني عليها قبل ما يموت يعني انا برضوا من حقي اقرر عنها و”

لم يكمل حين صرخت سما بهستيريه وهي تبكي ” بس بس بقي حرام عليكم .هو انا ايه لعبه في أيديكم ؟ ما حدش مهتم برأيي ؟ انا فين من كلامكم ها ؟ لو كان بابا موجود مكنش حصل كل دا .ماحدش ليه دعوه بيه سيبوني في حالي ”

قالت هذه الكلمات ثم أسرعت ناحيه غرفتها .. مغلقه وراءها الباب !!

نظر شهاب ناحيه غرفتها بنظرات مليئه بالحيره والحزن..

القي نظره غامضه علي السيده كوثر ثم تركها وذهب متجها هو الاخر الي شقته …

____________________

“في منتصف الليل”

طرقات خفيفه علي الباب أخرجته من شروده

اتجه ناحيه الباب .. وما أن فتحه وجدها هي ! سما !

تقف امامه بمنامه نومها !!..

بدون أن تعطيه فرصه للتساؤل ألقت نفسها بين زراعيه !!

تجمد لحظه ثم ما لبث أن طوقها بزراعيه يبث لها شعورا بالامان قد بدأت بفقدانه! انه هنا لن يتركها أبدا!…

اغلق الباب ثم اخذها متجها بها ناحيه الاريكه .. جلس عليها واجلسها بجانبه… ملتصقه به !

لحظات طويله مرت دون أن تخرج من بين زراعيه أو يحاول إحداهما الكلام .. الصمت يلفهم بجو لم يتخلله الا صوت انفاسهم!

اخرجت رأسها من كتفه ببطء.. تطلعت إلي وجهه الحبيب امامها…. كانا قريبان بدرجه استطاع هو فيها لمس انفاسها المتسارعه علي صفيحه وجهه !!

اقتربت يبطئ منه مغيبه عن كل شئ من حولها ..

صاعقه قويه ضربت جسده حينما شعر بشفتيها الناعمه علي شفتيه تمسهم برقه وجهل!

ابتعدت عنه وهي تنظر الي عينيه بخجل .. كانت ممسكه به من سترته وهي تجذبه إليها تطلب منه شيئا كان هو ضعيفا امامه بحيث لم يستطع رفضه أو عدم تلبيته!

جذبها الي صدره اكثر ثم انحني لشفتيها بقبله… غيبتهم عن العالم لوقت طال وطال حتي كادت أن تزهق انفاسهم !!

والاثنان ذاقا فيها من الحلاوه ما اخذت عقولهم …

حين واخيرا ابتعد عنها ببطء.. همست دون أن تعي “بحبك ! بحبك يا عمو شهاب!”

وكأن هذه الكلمات افاقته من سكرته… ونبهته علي خطاه الكبير الذي وقع به..

فانتفض من مكانه كالملسوع … مبتعدا عنها

يحاول ضبط انفاسه واعادة توازنه المفقود !

انتصبت من جلستها هي الاخري ..

ورغم خجلها الشديد منه حاولت توضيح الأمر له تنوي كشف مشاعرها له مره ثانيه !!

الا انه لم يعطها الفرصه بل صرخ بها بغضب “برا اطلعي برا يا سما ”

ارتجف جسدها بقوه ..

من صوته العالي تحركت شفتيها للكلام الا انه أيضا لم يعطها الفرصه هدر بقوه وهو يتنفس بسرعه “برا يا سما دلوقت ”

امتلات عينيها بالدموع .. ثم ما لبث أن انصرفت وهي تجري مسرعه خارج الشقه …

مسح علي وجهه بحده وهو يتمتم بتأنيب “انا ايه اللي عملته؟! ازاي اسيبها تسيطر عليه بالشكل دا ؟” …

ضرب بقدمه الطاوله الصغيره بعصبيه .. حتي تكسر الزجاج بها الي مئات القطع …

القي نفسه علي الاريكه بأهمال… وتأنيب الضمير لا يرحمه لحظه … ان كانت هي طفله جاهله! كان هو كبيرا بما فيه الكفاية لردعها الا انه إنساق بكل حماقه وراء مشاعره !

أن ما حدث منذ قليل كان هو الكارثه بذاته …

لو لم يوقف نفسه في اللحظه الاخيره…. لكان تحول الأمر الي شئ اعظم! سيزيد الأمر سوءا !!

ما زال جسده يرتجف امام هذه العاصفه التي ضربته !

كل خليه بجسده تحسه علي إكمال ما لم يكتمل !!

________________^_^______________

توجه لغرفته دون أن ينطق بكلمه.. ووالدته تراقبه من تحت أهدابها بتوجس …

بعد عده دقائق رأته وهو يحمل حقيبه سفر بيده.. فبادرت السؤال بضيق “انت رايح فين ؟”

اجابها ببرود “رايح عند مراتي لازم اقعد معاها واخلي بالي منها بما أن حضرتك مش راضيه بها ومش قبلاها ” ..

اطبقت اسنانها بغضب وهي تفكر أن تلك الخادمه الوضيعه قد اخذت منها ابنها .. وماذا أيضا لم تكتفي بذالك أنها تريد أن تبعده عنها !يبدوا ان هذه خطتها منذ #البدايه

لكن لن يكون اسمها رقيه أن ترك لها الأمر لتفعل ما يحلوا له.. تريدين اللعب ؟ اذن فلنلعب!

اصطنعت ابتسامه متكلفه علي وجهها وهي تقول ببراءه مصطنعه “خلاص يا بني ما دام انت بتحبها وعايزها انا مش هقدر ارفض.. وممكن كمان تجيبها هنا مفيش داعي تبقي في مكان تاني .امال مين هيراعيها في حملها دي بنت باين عليها غلبانه هاتها يا بني ”

لم يصدق لوهله ما سمعه امه قد رضت عنها بهذه إلسهوله ؟؟؟

لم يرد أن يزد الوضع سوء بطرح تشككه في كلامها فقد تكون بالفعل قد تغيرت نظرتها لهذا الأمر…

ثم انها تحبه ولن ترفض له طلب !!

وضع الحقيبه جانبا ثم تقدم منها قائلا بأمل “بجد يا ماما ؟ خلاص راضيه عننا ”

هزت رأسها ببطئ له والابتسامه تزداد تكلفا “ايوه يا بني هو انا ليه مين غيرك ”

ابتسم بارتياح ثم اقترب منها مقبلا رأسها بقوه وهو يتمتم بفرحه ” وانا هروح اجيب نعمه هتفرح اوي ”

نظرت لاثره بحنق اختفت ابتسامتها لتحتل ملامحها الغموض .. وداخلها تتوعد بما هو اسوء لها

فليست هي من توضع في أمرا جبرا!!

___________________________

يتبع

الفصل السادس عشر

أن تخبره والدتها وبكل برود انها وافقت علي ذالك السمج .. هذا ما يستحق أن يسمي بصد,,مه ثلاثيه الأبعاد..

ما الذي فعلته هذه الم,,جنو,,نه ؟ وماذا يسمي ما فعلته !

وتلك القبله اليتي,,مه التي طعمها ما زال كائن في شفتيه !

هل اخافها أمس حين ص,,رخ بها ؟ لهذا قررت الموافقه حتي تهرب منه !

لماذا لم تنتظره حتي يبرر ويوضح موقفه ؟ أنه تفاجأ بكم المشاعر التي ض,,ربته وهي تقترب منه بتلك الطريقه ! الي أي درجه هو متعلق بها ويريدها ؟ الي درجه الج,,نون ربما أكثر بقليل !

فعل ذالك من أجله هي حتي لا يؤذيها !

وفي المقابل هي اذته!…

لن يتدخل لن يطلب منها تفسير !

سيتركها وفي النهايه ستعود له ! هي تحبه مغرمه به وستاتي له بنفسها وبالنهاية ستأتي كقطه مطيعه لتجلس بين ذراعيه ! وحينها سيغلق عليها ولن يدعها تهرب منه أبدا !!..

__________________________

هذه المره نجحت باصطياد ملامح وجهه المنقبضه حين أخبرته والدتها بانها وافقت علي تامر !

جيد فليحترق كما تحترق .. فلي,,شعر بالغ,,يره قليلا !

ابتسمت بارتياح اذن الخطه تجني ثمارها بالطبع فخ,,طط العقل المدبر صديقتها “سمر” لا تف,,شل أبدا!

ضغط عده ازرار بها,,تفها وما أن جاءها الرد حتي قالت بابتسامه متشفيه “الخطه شكلها هتنجح يا ست حسنات ” ..

ردت عليها سمر بافتخار “طبعا يا بنتي انا عمري قلتلك علي حاجه وطلعت غلط ؟ اهم حاجه في الحب غيره لازم تشعليليه وتخلي يلف حوالين نفسه والراجل يفضل بارد بارد الا لما يلاقي حاجه بتقرب علي حاجه تخصه يبقي عامل زي الشعله اساليني انا ” ..

توهج وجهها بح,,راره وعينيها تلتمع بخجل شهاب يغار عليها ؟ في اقصي احلامها جنونا لم تتخيل ذالك ما اروعه من شعور قلبها ارتجف بين اضلعها .. تلتزم إكمال الخطه حتي النهايه

أمامها كل الوقت الذي تريد أخبرت والدتها بانها موافقه مبدئيا علي تامر لكن لن يحصل شئ رسمي الا بعد أن تنتهي اختبارات الجامعه … وحتي تأخذ الفرصه للتعرف علي تامر أكثر!

وفي هذا الوقت ستريه العجب.. ان لم ينم ويستيقظ يهذي بها لن يكون اسمها سما !!

نفضت رأسها بخفه ثم عادت لتكمل المكالمه مردفه بتساؤل”اموت واعرف الخطط دي بتجبيها منين ؟”

تنهدت الاخري قائله بتلقائيه “من المسلسلات !!

انتي مش سمعتي حلقه امبارح من مسلسل ××××× البطل الخالق الناطق شهاب ببروده وحلاوته وتقل دمه ! مك,,نش بيحس بالبطله الا لما اتخطبت دلوقتي يا قلبي بيلف حوليها زي المجنون .. “الغيره ما ادراك ما الغيره ”

اذنيها لم تلتقط من بين كل تلك الكلمات الا كلمه “حلاوته ”

فهمست بحنق وهي تط,,بق على اسنانها “حلاوته ؟ برضوا ؟ ايه ؟ مفيش اعتبار ليه بتعاك,,سيه قدامي ”

ضحكه خافته صدر,,ت من سمر علي صديقتها الغيوره فتابعت وقد قررت اغاظتها أكثر “لا مش حلو وبس دا قمر طول بعرض يا خرابي معندوش اخ دا يا سما ”

تنفست بحده وهي تستجيب لاستفزاز سمر فقالت بغ,,ضب “امشي يا سمر من علي وداني احسن ما اجيلك البيت واطلع روحك بايدي انا مجنونه وأعملها ” …

ضحكت سمر بصوت مجلل ثم قالت وقد ادمعت عيناها “مجنونه وتعمليها روحي يا بنتي اشوفك في الجامعه ربنا يهديكي ” ..

نظرت سما الي الهاتف ثم تمتمت بحنق “عبوشكلك يا جز,,مه ”

________________________

تشعر بذبذبات الخطر من حولها والاجواء تزداد اشتعالا ! خصوصا بعد ما قام آسر بجلب مدبره منزل جديده بدل منها وقد اصر علي أن تلزم الس,,رير ! ولا تتحرك أبدا وكانها مريضه وليست حامل واي شئ تريده تخبر والدته !

والدته ؟ تقسم إن نطقت الان بكلمه ستنقض عليها وتمزقها باسنانها يكفي الكلمات التي تسمعها لها ! في الدخول والخروج “عيشنا وشفنا الخدامين بقيوا أسياد.. ما بقاش الا وحده زي دي تبقي مرات ابني ”

وغيره وغيره من الكلمات التي تدل علي حنق,,ها..

انها بالفعل لم ولن ترضي بحياتها عنها ! كيف صدق آسر بهذه إلسهوله أن والدته قد ترضي عنهم ؟؟؟ لا تعلم !

عقدت حاجبيها باس,,تغراب وهي تري والدة آسر تقترب منه ثم جلست عند قدميها ..

أمسكت قدميها وهي تدلكهم لها بق,,سوه كانها تريد ك,,سرهم …

وما أن كادت أن تعترض ! لم تدري متي آتي آسر من عمله وأصبح فوق رأسهم !…

” بتعملي ايه يا ماما ” قالها آسر باس,,تنكار

ردت والدته ببراءه تبتعد كل البعد عنها “بدلكلها رجليها ا زي ما هي عاي,,زه ؟”

فغرت فاهه قليلا امام كلمات هذه المرأه العجيبه امامها متي قالت لها ذالك ؟ و متي أخبرتها أن قدمها تؤ,,لمها ؟

راقبت ملامح وجه آسر الغا,,ضبه وقد بان ذالك في كلامه “يعني ايه زي ما هي عايزه ! امال انا اللي جبتها بره دي لز,,متها ايه ”

استطردت والدته وملامح البراءه لا تنفك عن وجهها “عادي يا بني انا وهي واحد ! المهم مراتك ترتاح!”

تقدم منها آسر بسرعه بخ,,طي غاضبه وعينيه توجه نظرات #نحو تلك التي تراقب الوضع بغير تصديق !

امسك يد والدته ثم قبل رأسها بحنان قائلا بهدوء “روحي انتي يا ماما ارتاحي دلوقت وياريت ماتعمليش كده تاني ! ارجوكي!”

اومات رأسها له بموافقه. تفكر هل فشلت خطتها ؟ لم يصرخ عليها كما اعتقدت وظنت هل تؤثر عليه لهذه الدرجه ؟”

بعد أن خرجت من الغر,,فه ألقت اذنيها علي الباب ثم ما لبثت أن توسعت شفتيها بابتسامه شامته وهي تسمع صوت ابنها الحاد.. يدافع عنها بشراسه

بعد أن خرجت والدته اندفع الي نعمه بسرعه الصاروخ .. امسكها من زراعيها حتي جعلها ترتكز علي ركبتيها علي الس,,رير اردف بن,,بره صارمه وهو يشد علي زراعيها “ايه اللي انا سمعته دلوقتي ؟ بتقولي لماما تخدمك ؟ مش مراعيه انها ست كبيره ؟ اومال انا جبت الخدامه اللي بره دي ليه ؟ ”

توسعت عينيها امام هذا الهجوم تحدق بوجهه.. هل صدق والدته بهذه إلسهوله ؟

نفت براسها تحاول إبعاد هذه الت,,همه عنها”لا لا متصدقهاش انا معملتش كده ولا قولتلها حاجه هي اللي جت بنفسها و.”

لم يدعها تكمل كلماتها حتي اردف بنبره حاده “عايزه تقولي انه ماما بتكد,,ب ؟”

هزت رأسها له بسرعه ايجابا…صر,,خت بصوت عال حينما لوي يديها خلف ظهرها قائلا بان,,فاس لاهبه “ماما خط أحمر يا نعمه أقسم بالله إن سمعتك او شفتك بس بتحاولي تاذيها لاوريكي أيام اسو,,د من ش,,عر راسك واديني حذرتك ”

قال هذه الكلمات الاخيره ثم از,,احها عنه بعص,,بيه…

توجه نحو خزا,,نته التقط منها بعض الملابس ثم اتجه الي الحم,,ام تاركا اياها في صد,,متها !

إنسابت من مقلتيها الدموع .. تنظر لاثره بشر,,ود !

لم يصدقها وصدق ادعاء والداته مع انه يعلم بكره والد,,اته الشديد لها !!

كيف ستعيش معهم أن كان هذه الحال والدته تدعي وهو يصدق دون أن يتحري! حمقاء علي من سيت,,حري ؟ امه ؟!

بعد عده دقائق سمعت صوت أقدام قادمه من الحمام.. استلقت بين الاغطيه بسرعه تدعي النوم فهي لا تريد أن تدخل معه في مواجهه اخري!

عض علي شفتيه بغيظ وهو ينظر إليها كيف تدعي الن,,وم وجس,,دها كله ينتفض وحركه أهدابها المت,,كرره فض,,حتها…

وضع المنشفه التي كان يمسح بها رأسه جانبا … اقترب من السرير اخذ مكانه بجانبه… ملتصقا بها !

دس رأسه داخل خصلات شعرها الفح,,ميه يتنهد بعمق يجذ,,ب رائحتها الي ص,,دره ببطئ ..

همس بخفو,,ت متساءلا “كلتي ؟”

لم.ترد عليه وهي ما زالت تتصنع النو,,م …

شعرت بيده تتحرك الي بط,,نها الصغيره ثم تمتم بانفاس اح,,رقتها “ليلي كل,,ت ؟”

عقدت ما بين حاجبيها بغضب من هي ليلي تلك التي يتساءل عنها ؟

وبكل حماقه موجوده علي الكل الارضيه التفتت إليه ..تتساءل ببراءه “مين ليلي ؟”

ابتلع ريقه ببطئ وقد ف,,تن بها ! كيف تنظر إليه بعينين لامعتين بالدموع وجهها محمر من البكاء. وبدل من أن تح,,دق به بحنق وكره تتطالعه بكل البراءه الموجوده بهذا العالم .. احتلت ملامحه الندم قليلا ربما ما كان يجب عليه أن يصر,,خ عليها هكذا!

وببطئ مغيب هبط لش,,فتيها بقبله ناعمه جعلتها رغما عنها تستجيب له ترفع ذراعيها تتشبث بكتفيه العريضين متناسيه كل شئ الا ع,,شقها له … ليتها تستطيع النفور حتي تبتعد عنه … ع,,شقها له أضعفها جعلها هشه ولا تستطع منعه او رفضه … فكيف تبعده وهي تريد ذالك القرب !

حيث لا يكون أحد سواهم !هي… و هو… حض,,نه الدافئ

كلماته العذ,,به التي تشعرها بالتميز !

بعد مده رفع راسه عنها قائلا بانفاس لاهثه “مقولتيش ليلي اكلت ولا لا ”

ابتسمت بخ,,جل وقد علمت منذ قليل من هي تلك اليلي التي تحدث عنها ! انها ابنتهم التي لا زالت داخلها !وحده قرر دون اخبارها او اخذ رأيها انه أن كانت فتاه فسيكون ذاك اسمها !

اومأت براسها ايجابا وانفاسها لا تقر,,ب للانتظام بشعره ..

لمحت بع,,ينيه تلك النظره التي تعرفها رافقتها كلماته العابثه “حيث كده نرجع للمهم احنا كنا بنقول ايه !”

هبط برأسه إليها!

يكملا حديثهما الذي لم يكن بحاجه لكلمات منطوقه بل لمشاعر طاهره وقلوب متلهفه لتتمم هذا الحديث!

==========================

“رايحه فين ؟”

تجم,,دت في مكانها واقفه عن الس,,ير.. تسمع صوته الخشن .الذي كان كفيلا بأن يجعل ذالك الاحمق بيسارها ينتفض تو,,قا إليه..

أغمضت عينيها وانفاسها تسارعت كانها كانت تجري لاميال..

ما الذي حدث لها ؟ يجب أن تهدأ كيف ستكمل خطتها إن كانت بهذا الضعف المثير للش,,فقه امامه !

التفتت إليه ببطء حينما اعاد سؤاله عليها .تدعي القوه وبكلمات قليله اجابته “رايحه مشوار ”

رفع حاجبه الايمن ينظر إليها كيف احمر وجهها وهي لا تتجرء للنظر بعينيه.. تتذكر قبلتها وما فعلته تلك الليله! ولا تستطيع مواجهته خصوصا بعد ذالك الرفض الذي جرح كرامتها ..

اقترب منها بخ,,طوات واثقه حتي وقف امامها..مد انامله يرفع وجهه إليها ينظر لعمق عينيها حبيبتيه

قائلا بصوت اجش “اقدر اعرف المشوار دا فين ؟”

لم ترمش بعينيها تطالعه بشوق .. وقلب ينبض كا,,رنب مز,,عور داخلها

تابع حركة شفت,,يها المغ,,ريتين لقبلات كثيره لا تتوقف !..

نطقت دون أن تعي “رايحه لتامر ”

لم يدري كيف تحولت تلك الأنامل التي كانت تم,,سك ذقنها بر,,قه الي كماشات تع,,تصره بق,,سوه

قائلا بهدوء يسبق العاصفه “انا شايف انكم واخدين علي بعض اوي .مع انه مفيش حاجه رسمي حصلت ! مش شايفه انه دا غلط ؟”

وبقوه قالت وهي تنظر الي عينيه “تامر في حكم خطيبي واني اطلع معاه وادخل دا شئ عادي بنتعرف علي بعض ”

ابتسم بشر وهو يجذ,,بها إليه حتي كادت أن تتلامس انوفهم ثم قال مشددا على كلماته “الكلام اللي قلتيه دلوقتي هعتبر نفسي مسمعتوش. وصدقيني دا لمصلحتك! أي مشوار هتروحي تقابلي فيه البني آدم اللي اسمه تامر مش هيحصل الا وانا رجلي علي رجلك فيه .دا طبعا قبل ما يحصل شئ رسمي. مفهوم ؟ ” ..

هل تشتمون رائ,,حة غريبه ؟!

لا لا شئ فقط أحدهم سيحترق من الغي,,ره ! لا تنتبهوا كثيراً !

“مفهوم” كرر عليها هذه الكلمه بنبره صار,,مه!

احمق كيف ستتكلم وهو يكور فمها بحركه لم تستطع معها الكلام بل اومات بسرعه!

ابتعد عنها ببطئ منتبه أن كل ذالك يحدث في الشارع والناس تتطلع عليهم !

“قدامي علي العربيه ” قالها بصيغة آمره فزمت شفتيه.. ضربت بقدمها الأرض بحركه متذمره مصطنعه!

ماذا هل اعتقدتم بالفعل انها منزعجه! لا فقد جاءتها الفرصه علي طبق من ذهب !

هذا سيعطيها الفرصه أكثر كي تحقق انتقامها باريحيه!

حرك رقبته بحركه رتيبه من اليسار الي اليمين وهو يتبعها بصمت والشياطين كلها تتلاعب من حوله !

======================

“تامر اهو ”

قالتها سما تتصنع الفرحه امامه…تشير علي الطاوله التي يجلس عليها تامر !

لم ينتبه الي كلماتها وقد لمح شخص ما قد لفت انتباهه ..

أردف بهدوء “روحي انتي شويه وجايه وراكم ”

اومات إليه باستغراب ثم اتجهت الي الطاوله حيث يتواجد ذالك السمج الذي ينتظرها !

“نهي ؟”

التفتت صاحبه الاسم ..لتري صاحب الصوت الذي كانت قد تعرفت عليه اذنيها فورا …

لم تصدق في البدايه ثم ما لبث أن ابتسمت باتساع وهي تحتضنه بقوه غير آبهه لمن حولها ..

بادلها الاحتضان باخويه.. يربت علي راسها

اتخذ الاثنان كل واحدا مقعد مقابل الاخر .. غير منتبهين الي التي تنظر إليهم من بعيد.. بعينين متسعه ووجهها محمرا بغضب .. الغيره تحرقها بالداخل كما تحرق النار الحطب !

تحفزت في جلستها تنوي الانقضاض علي تلك التي تحتضن حبيبها.. ماذا ؟ هل انقلب الان السحر علي ال,,,؟ اتت لتشعره بالغيره جاء هو ليحر,,قها من غير تعمد منه !

اوقفها صوت تامر المتساءل “رايحه فين يا سما ؟”

ثبتت نفسها بالكرسي بصعوبه تطلق اسهمها الغاضبه علي الجالسين في مرمي نظرها ..

اردفت بصوت حاولت جعله هادئ قدر الإمكان “انا هروح الحمام ”

ثم قفزت من مكانها.. قبل أن تعطيه فرصه للكلام!

كانت تنهب الأرض نهبا بخطواتها الواسعه تكاد تجري ..حتي اصطدمت بعامل المقهي الذي كان يحمل العديد من المشاريب لكنها لم تعره انتباها.. بل تابعت س,,يرها تنوي يا اما #يا اما مقتول هذه الليله!

وقفت امام الطاوله التي يجلسان عليها وقفت مكتفه يديها الي صدرها ثم قالت بصوت بان فيه الغيره “ايه يا عمو شهاب مش تعرفنا مين دي ؟”

رفع شهاب راسه إليها..يضيق عينيه باست,,غراب من لهجتها الغريبه !

نظر الي نهي التي رفعت حاجبها الرفيع تنظر إليه منتظره التفسير هي الاخري !

فقال بهدوء يعرفهم علي بعض “دي نهي يا سما ودي سما يا نهي الموضوع طويل ابقي اقولك عليه في وقت تاني “ثم استقام في جلسته قائلا بهدوء وهو يمسك سما من زراعها متابعا بهدوء وقد استشعر حراره الاجواء المتصا,,عده من حوله “نكمل كلامنا بعدين هبقي اتصل بيكي سلام دلوقت ”

اومات له نهي بهدوء.. فابتسم بلطف يجر سما خلفه جرا بصعوبه .. بينما سما تنظر الي نهي بحقد وشيطانها يح,,سها علي فعل اشياء كار,,ثيه.. لولا أن شهاب نجدها من بين يديها لكانت نهي الان في عداد الم,,قتولين!

_______________________

نظرت إلي انعكاس صورتها في المرآه.. تتلمس السلسه في عنقها بحب .. والتي تحمل حرفا أخبرها آسر حين أهداها لها في الصباح قبل أن يذهب الي عمله ! انها تحمل اول حرفا من اسمه “A”

احمر وجهها بخج,,ل .. تتذكر قبلاته المجنونه في الصباح تحمل من الاشتياق والشغف استطاعت لمس,,هما من خلالهم.. كان يقبلها وكأنه الوداع ؟

لم يرد تركها يصر أن يبقي هذه اليوم بجانبها لولا الحاحها عليه بأن يذهب وانها ستكون بخير لما كان ذهب !

لا تنسي او تغفل عن ما فعلته والدته البارحه وما الذي ارادته .. ستتحاول أن تتجنبها قدر الامكان حتي لا توق,,عها في المزيد من المش,,اكل هي في غني عنها .. آسر لن يصف معها بالتاكيد وسيكون مع والدته في أي كلام تقوله!

تنفست ببطئ تشعر بانقباض في قلبها وشعور غير مريح يسيطر عليها حدسها ينباها أن شئ سئ سيحدث اليوم !؟

نفضت هذه الأفكار من رأسها وهي تست,,عيذ

توجهت الي الح,,مام لتأخذ حم,,اما سا,,خنا استعدادا لهذا اليوم الذي يحمل في طي,,اته الكثير والكثير .!

________________________

يتبع …..

رايكن بالفصل..هناك المزيد من الأحداث انتظرونا

هوى القلب

الفصل السابع عشر

هل من المفترض أن يبرر لها ؟ من تلك الفتاة ؟ وعن ماذا تحدثوا ولماذا احتضنها ؟ ..

اذا كان نعم فباي صفه يبرر لها ؟ هل هي خطيبته! حبيبته!زوجته ! امه ؟ لا شئ من ذالك!

اذن لما تسال ؟

اخذ نفسا عميقا مهدئا نفسه عن الغضب .. منذ ما يقارب العشر دقائق يفهمهما انه لا شئ بينهم سوي الاخوة وهي لا تصدق .. تبا هو ليس مضطرا للتبرير والتوضيح..

اطبق اسنانه بغضب ثم قال بهدوء حاد “سما بطلي الجنان اللي انتي فيه دا ! قلتلك نهي زي اختي الصغيره ! وهي تبقي اخت مراتي الله يرحمها .. شفتها صدفه النهارده فسلمت عليها من باب الذوق لا اكتر و لا اقل !” زمت شفتيها قائله بغيره تنظر له بطرف عينيها “يا سلام عشان هي معرفتك تقوم تحتضنها ويبقي معاها رقم موبايلك وكمان هتتصل بيها بعد ما تروح .والمطلوب مني اهدي وماتعصبش ولا ارجعلها دلوقتي اقت.لها ”

هل يضحك الان علي شكلها الغاضب .. وسذاجتها في إظهار غيرتها .. ام يصرخ عليها من كثرة الاساله التي امطرته بها منذ أن رأته مع تلك النهي ؟!

سحبها من زراعها علي حين غفلة منها حتي التصقت بمقعده قائلا بصوت عابث “خلينا نفرض اني فيه فعلا علاقه بيني وبين نهي انتي متضايقه وبتسالي ليه ؟ سبتي اللي من المفترض يكون خطيبك وجايه عشان تساليني بكلم دي ليه ؟ ومعاها رقم تليفوني ليه مش غريبه برضوا ؟”

راقب اهتزاز حدقتي عينيها البنيتان ثم اتساعهما بذهول.. كانها تستنكر كلامه والتمثيل بجهله ؟

حقا لا يعلم لم تفعل كل ذالك ؟ الم تخبره سابقا انها تحبه ولم تحب أحدا قبله ؟ شعرت بغضب عارم يسيطر علي كيانها فامسكته من سترته تجذبه إليها قائله بحده ” رفضتني مره بعد مره رغم اني جيت علي نفسي واعترفتلك باللي جوايه بحبك اه بحبك ا وفي المقابل انت قلتلي انك مش بتحبني ولا عمرك هتعملها وطالما ماحبتنيش انا مش هسمحلك تحب غيري ! ما هو لو مكنتش انا اللي في حياتك مش هيكون غيري !انت فاهم يا عمو شهاب ”

لا تعلم كيف نطقت بهذه الكلمات فقد طفح بها الكيل تحملته كثيرا بمزاجيته المتقلب احيانا يبعدها عنه واحيانا يقربها منها وكأنها دمية!

ما قالته هو كان الحق بعينه هي بالفعل لن تتركه يحب غيرها.. يا اما هي او لا أحد غيرها !

باي شئ تزيد عنها تلك النهي او غيرها حتي يميل لهن ويتركها هي !

كان هو رافعا حاجبيه بذهول من كلماتها ابتعدت عنه ببطء وقد وعت علي نفسها احمر وجهها بضرواة خجلا مما قالته.. علي الفور بدون أن تنظر لوجهه .. انطلقت من السياره تصفع الباب خلفها بقوة تجري ناحية البنايه التي تقطن بها .. تسب وتلعن نفسها

نظر لاثرها بصدمه لم يستطع الا أن ينطق سوي بكلمه واحده تعبر عن حالتها “مجنونه”

______________________________

“آه يا رجليه ياني هموت من التعب”

قالتها والدة آسر تتصنع التعب

فنظرت إليها نعمه ثم اقتربت منها قائله بسذاجه وقد خدعت بتمثيلها “اقعدي انتي يا امي وانا هنضف مكانك ما تتعبيش نفسك ”

ردت عليها متابعة تمثيلها المتقن “هتنضفي ازاي بوضعك دا وآسر ابني وصاني عليكي مش هينفع لا لا روحي انتي وانا هكمل انا بس مش بيعجبني تنضيف الوليه اللي جايبها ابني عشان كده مش بخليها تنضف وبعمل انا ”

امسكتها نعمه من زراعها برفق ..ثم اجلستها علي الاريكه قائله ببراءه “انا مش تعبانه انا كويسه اهو .وبعدين آسر مين هيقوله اني كنت بشتغل .انا متعوده علي الشغل ده وبخلص بسرعه ”

رسمت والدة آسر معالم الرفض علي وجهها بكل اتقان “لا بس ”

تابعت نعمه باصرار ” خلاص يا امي والله ما فيه تعب ولا حاجه نص ساعه وهكون مخلصه ”

ثم انصرفت من أمامها ناحية المطبخ حتي تجلب أدوات التنظيف.. تابعتها والدة آسر بعينيها تحمل من الكره لها ما يعادل حبها لابنها.. تتوعد لها في سرها بالمزيد والمزيد !

………

تاوهت بخفوت وهي تضع دلو الماء بجانبها .. ظهرها يؤلمها كثيرا كانه سينقسم الي نصفين!

لم تشعر يوما في حياتها بهذا التعب .. يبدوا أن الحمل فعلا متعب لهذا آسر جلب لهم مدبرة المنزل حتي يعفيها عن كل هذه المهام .. والدته تملي عليها اوامرها تمثل عليها البراءة وهي مثل الحمقاء تصدقها.. الشئ قد ينظف مرة واثنين وثلاثة حتي ينال رضاها غير مراعية لحالتها..تقدمت منها مدبرة المنزل “توحيده” قائله بلهفه “هاتي يا ستي انضف عنك انتي شكلك تعبانه وسي آسر وصانا عليكي مش هينفع كدة ”

نفت نعمه براسها ثم قالت مبتسمه برقه تتنهد بتعب “ما انا خلاص خلصت مش قاعد غير مسيح الارضيه وبس متشكره ”

تنهدت الاخري بقلة حيله قائله امام اصرارها باستسلام “خلاص يا بنتي اللي تشوفيه ولو عوزتي حاجه انا في المطبخ .. ربنا يكرمك يا بنتي ويبعد عنك الاذي ”

اومات لها نعمه مبتسمه بامتنان .. تتذكر والدتها دائما كانت تدعوا لها بهذه الدعوة ولولا الظروف والنصيب لكانت الان معها تتنعم بحنانها ودفئها.. ..

أمسكت زجاجة من سائل تنظيف الارضيه .. وضعت القليل منها في الدلوا.. وبعض منها علي الارضيه

سمت الله وابتدات عملها… بعد مدة رفعت رأسها عن الارضيه ..تستقيم من جلستها وقد اتعبها انحنائها عليها …

دارت الأرض من حولها وهي تمسك رأسها بتعب .. لم تنتبه للسائل بمكان ما في الارضيه من خلفها .. وما أن كادت أن تعود للوراء خطوة حتي جرت قدمها علي السائل فاقدة توازنها .. في هذة اللحظة فقط حاولت وحاولت التمسك بشئ من حولها للنجاة لكن لا شئ ..

اصطدمت في الارضيه من تحتها بقوة احدثت ضجة عاليه .. صرخت صرخة واحده من أعماق قلبها بوجعا لم تختبره من قبل

وضعت يدها علي بطنها وعينيها تحارب للبقاء مفتوحتين .. تان بصوت خافت

ومن بين صحوها وفقدانها لوعيها رات والدة آسر تتقدم نحوها بسرعة لوهلة رات ملامح الر.عب علي وجهها ..

مدت يدها لها بارتعاش هامسة من بين شفتيها وهي تشعر بشئ دافئ ينساب علي قدميها “الحقيني بنتي انا بموت !” في هذة اللحظة توقفت والدة آسر عن التقدم منها بل عادت للوراء خطوتين .. واحتلت ملامحها القسوه وغلف قلبها الجمود لم تأخذها بها شفقة ولا رحمه

تموت ! فلتموت وما شأنها هي .هذه انسب فرصة للتخلص منها .. رات الدماء تنساب من حولها

ولاحاجه لتخمين دماء من هذه ! جيد الم يكن ابنها يتبجح بأنه يبقي عليها من أجل هذا الطفل ! والطفل سيذهب هو الاخر ..!

نظرت لها بشماته ثم نظرت من حولها وانصرفت بهدوء كانها لا تراها ..

شهقت تلك المرميه على الأرضية بصوت عالي تصارع للبقاء تستنجد باحدهم تبكي بصمت !وهي تنكمش علي نفسها تشعر بسكاكين تقطع في معدتها ..

وآخر شئ فعلته كان بان سلمت نفسها للاغماء وكان آخر ما رأته هو صورة مدبرة المنزل “توحيدة” تجري عليها بلهفة تصرخ بأن يساعدها أحد !

_____________________________

الصدمه قد احتلت ملامح وجهه يجري داخل المشفي كالمجنون يصطدم بذاك وهذا دون أن ينتبه .. لم يصدق شل للحظة مكانه وهو يسمع من تلك الخادمة أن زوجته بالمشفي وحالتها خطرة !

الهذا كان قلبه مقبوض منذ الصباح .. ولم يرد أن يتركها لولا اصرارها عليه بأن يذهب !

ما الذي حدث الم يخبرها أن تلازم السرير وتنتبه لنفسها ؟

رأي والدته في ردهة المشفي ملامحها تحتلها الغموض لم يكن الوقت المناسب لتحليله ..

جري عليها بسرعة وما أن وقف امامها حتي قال بلهفه متساءلا بسرعه “فيه ايه يا ماما نعمه مالها ايه اللي الجري ”

تشدقت امه قائله تمثل الجهل “مش عارفه يا بني ايه اللي حصل انا كنت في اوضتي برتاح وفجاه سمعت صوتها وهي بتصرخ جريت عليها لقيتها بت.نزف روحت جبتها علي هنا فورا وخليت الشغاله تتصل بيك اهدي انت بس ربنا يستر ” كان كالتائه يسمع كلماتها بغير تركيز لا يدري ولا يعلم غير انها ليست بخير .. حبيبته ليست بخير !

حبيبته نعم حبيبته هي كذالك. لم يدري بهذه الحقيقه التي ضربته الا الان يحب كل شئ برائتها عفويتها حتي جهلها يحبه !

جري علي الطبيب الذي رآه قد خرج من الغرفه قائلا بسرعه “مراتي فيها ايه هي كويسه ؟ ارجوك قولي انها كويسه ”

ربت الطبيب علي كتفه بشفقه ثم قال بعمليه “اطمن هي كويسه .لكن للاسف مقدرناش ننقذ الطفل الوقعه كانت شديده عليها والطفل ماستحملش خصوصا أن بنيتها ضعيفه وهي كانت لسه في شهور الحمل الأولي .البقاء لله ”

تنهدت امه الواقفة خلفه براحه المعضلة قد حلت وستبتعد عنهم وعن حياتهم اخيراً..

بينما هو انسحبت ملامح الحياة من وجهه .. وكأنه طعن للتو بنصل حاد .. ابنته ماتت !التي كان ينتظرها بصبر لم يملكه دائما بعد لها الأيام والشهور حتي تاتي اختار اسمها بنفسه شغلته لهذه الدرجه اراد هذه الطفله كما لم يرد شئ من قبل !

احترقت عينيه بدموع ابي أن تحررها اجفانه… فرفع زراعه يمسح عينيه بكم قميصه ..بمظهر يدمي القلوب شفقة علي اب لم يري ابنته !

“عايز اشوفها”

اجابه الطبيب بهدوء “اه طبعا ممكن هي محتجالك في الوقت دا بالذات عشان تخفف عنها . البقاء لله مره ثانيه ”

تقدم ناحية السرير بملامح باهته.. قابله ظهرها وشعرها الاسود الملقي بجانبها بأهمال

وما أن وقف امامه حتي جلس علي السرير خلفها خلع حذائه استلقي بجانبها وضع زراعه تحت رأسها والآخري لفها حولها يجذبها الي صدرة بقوه..

دس وجهه داخل عنقها هامسا بصوت مكسور مستشعرا ارتجاف جسدها بين يديه فعلم انها مستيقظه تشعر به ! “ابكي”

هذه الكلمه الصغيره كانت بمثابة الاذن منه لها ليتحرر قهرها كسرها وجع قلبها علي من كان يسكن داخلها .. بكت وبكت صرخت وانتحبت.

وهو يستمع إليها يشاركها بكاءها بصمت .. وقلبه يتمزق عليها ومن أجلها..

سمع صوتها وهي تصرخ تتلوي بين زراعيه بهستيريه “بنتي راحت بنتي راحت يا آسر بنتنا ليلي سبتنا ومشيت من غير ما اودعها. انا بكرهك بكرهك وبكره نفسي .انا معرفتش احميها.. انتو السبب انتو اللي موتوها. انا عملت ليكم ايه عشان تاذوني بالشكل دا ابعد عني ابعد عني انا بكرهك وبكرهكم كلكم ”

حاول السيطره عليها بصعوبه يحاول أن يهدئها بينما هي بدت كمن فقد عقله تصرخ وتضرب علي وجهها تسحب في شعرها تضربه هو .. تتمتم بكلام مبهم عنه امه ! تردد ان امه من فعلت ذالك..

وحين لم يستطع السيطره علي حالتها ص.رخ بصوت جهوري بالطبيب ..

فاندفعت الممرضه ومعها اخري والطبيب أيضا..

سيطروا عليها اخيرا باعطائها ابره مهدئه.. حينها كانت تمسك بسترت آسر وهو يضمها الي صدره بقوه يحاول أن يعطيها بعض من قوته التي تهدده بالانهيار في أي لحظه !

عدلها في نومتها وهو يملس علي شعرها بحنان .. قبل جبينها بقوه ويديها يتمتم لقلبها عله يكون ارحم منها عليه “سامحيني”

تركها وذهب يريد أن يختلي بنفسه أن يفرغ شحنة غضبه .. لا يريد أن تراه بهذه الحاله الضعيفه. فتنهار ..

فينتهي هو !

______________________

كان شهاب يجلس كالمذنبين امام مروان ذالك الطفل الولهان بمجنونته الصغيره .. يؤنبه بحده كالرجل الكبير تماما “انت مش قلت انك مش هتخلي حد يقرب منها وهتاخدها انت او انا والتحدي هيفضل ما بينا مين بقي تامر دا اللي جه خطبها من مامتها انا شوفت عربيته يوم ما جه ومش عاجبني قول لسما ما توافقش عليه ” مط شهاب شفتيه بحيره لا يعرف بماذا يجيبه .. تحمحم قليلا ثم قال بهدوء “مفيش حاجه رسمي حصلت يا بشمهندس مافيش داعي انك تتعصب للدرجه دي ‘ وتابع بغموض “ولو وافقت عليه برضوا مصيرها هترجعلي ”

كرر مروان كلمته بصيغه اخري “قصدك هترجعلنا”

ابتسم شهاب مرددا كلماته بموافقه “هترجعلنا ولاتزعل يا سيدي ”

استقام مروان من جلسته يضع كوب الشوكلاه  جانبا مردفا بهدوء “طيب انا رايح دلوقت لازم انام بدري عشان ورايه مدرسه تصبح علي خير ”

واقترب منه مقبل وجنته متابعا “دي عشان وعدتني انك مش هتسيب سما تروح من أيدينا ”

ورفع له قبضته المضمومه يضربها بقبضة شهاب الذي كان يتابعه بإعجاب شديد .علي اصراره وجراته علي انه لن يترك من يحبه لغيره …

وضع كوب القهوة جانبا ..

اتجه ناحيه مشغل موسيقي قديم قام بتشغيله لتنبعث منه موسيقي هادئه ..

استمع لها بخيال خصب .. تملأ صوره كلها جنيته الصغيره..

____________________________

بعد ساعات من اخذها المهدئ استعادت وعيها مرة اخري… رمشت عدة مرات باهدابها تنظر حولها بتشوش

رات أمامها هيئة كانت مزعجه لعينيها جعلت الدماء تغلي بعروقها .. تتذكر ما فعلته !

تركتها وذهبت ولم تساعدها حين كانت تستنجد بها اذا هذا هو كان غرضها منذ البدايه أن تتخلص من طفلها!

اقتربت منها والدة آسر وضعت يدها علي كتفها قائله بود مصطنع “حمد الله علي سلامتك يا مرات ابني .آخر الاحزان إن شاء الله ”

أزاحت نعمه يدها بعيدا قائله بغل “انا فاكره اللي عملتيه فيه سبتيني اموت قدام عينيكي وهنت عليكي انا واللي بطني سيبتيني غرقانه في دمي وجربتي زي الحراميه عشان محدش يشوفك اوعي تكوني فاكره اني هسيبك انا هقول لآسر هخليه يعاقبك.ومستحيل اسيبك تعيشي يوم واحد متهنيه بعد اللي عملتيه ”

راقبت تعاقب ردات فعل متتاليه علي وجهها ولكن كان الأغرب حين ضحكت بصوت عال بدأ يخفت حتي انتهت ثم قالت ببرود “وانتي فاكره انه آسر هيصدق واحده زيك انتي خدامه لا راحت ولا جت وهيكدبني انا امه حبيبته. ” وتابعت بسخريه ” طبعا طبعا هيصدق زي ما صدقك امبارح وكدبني انا ”

نفت نعمه براسها قائله بغير تصديق ونيران الغضب تاكلها “انتي مستحيل تكوني ام. انتي شيطان. ”

اقتربت منها والدة آسر امسكتها من زراعيها وهي تهزها قائله بغضب اعمي “فوقي يا بت انتي فاكره نفسك مين ؟ انتي خدامه عارفه يعني ايه خدامه اخرك تحت رجلينا تخدمينا انا وابني اياك كنتي فاكره اني هسيبك تبقي ست عليه ها. كان لازم اتخلص منه عشان ما يحصلش كده كان لازم.ولو ماكنش مات النهارده كنت #بكره او بعده المهم ماكنتش اسيب ابن خدامه يشيل اسم ابني ”

كل كلمه كانت تقولها وقعت علي مسامعها كالطلقه الناريه.. تشعل بجسدها نيران لا يطفئها سوي الانتقام..

وبمزهريه كانت بجانبها لم تدري كيف وصلت لهنا..

ضربتها بها علي راسها مرة بعد مرة حتي سالت الدماء علي ملابسها ووقعت علي الارضيه امامها كالجثة الهامده..

كل ذالك حصل بلحظه واحده !

ابتسمت نعمه بشر كالمجانين لا تعي سوي شئ واحد انها اخذت حقها وانتقمت لطفلتها.. استقامت من علي السرير تبكي وتضحك في آن واحد .. تمتم بهذيان “#وجبت حق ابني ”

أسرعت خارج الغرفه تتحامل علي نفسها .. بتعب أغلقت وراءها الباب.. منطلقه الي حيث لا تدري

بدون عقل وبدون منطق وبدون ترتيب حصل ما حصل فكانت تلك نقطة البداية.

________________________

يتبع ….

هوى القلب

الفصل الثامن عشر

أتراك تحلم بي في صحوك ونومك. اتيك في ليلك فيجافي النوم عيناك .تراني في كل الوجوه.تهيم بي.

تكاد تجن من أجلي. وانا اختفي من بين زراعيك كالسراب. أتراك تموت حسرة ووجعا وق.هراً. لأني اصبحت كأن لم اكن .أتراك تشتاق لي !

اتراك تم.وت !..

____________________________

كالمجنون تماما يدور في في دائره لا اول لها من آخر.. لا يفهم شئ ! اين هي ؟ اين اختفت وما الذي حدث ؟

لا يصدق انه الان مر أكثر من شهر علي تلك الليلة المشؤمه! والتي خسر فيها كل شئ وعاد الي نقطة البدايه وحيد. اولا طفله وبعدها زوجته..

غاب فقط لبعض الوقت وما أن عاد حتي اهدوه ضربة جعلت الأرض تميد من حوله زوجتك اختفت !

ضحك كمن فقد عقله بغير تصديق اختفت ؟ كيف اختفت ؟ هل هي ابرة حتي تختفي ؟ بهذه إلسهوله ولا يظهر لها أثر.!

كلف دوريات الشرطة بالبحث عنها ليلا ونهار بلا فائده !كانها لم تكن !

سيجن من كثرة التفكير بها الي اين قد تكون ذهبت ومع من هل هي بخير ؟ هان عليها تتركه هكذا مثل المتشرد.

جحيم!هذه الكلمه المناسبة لوصف ما اصبحت عليه حياته. لا يأكل لا يشرب لا ينام .وكيف يغمض له جفن وهي بعيدة عنه .كيف ينام ودفئ جسدها وانفاسها لا تحيطه!

كل خليه بجسده اشتاقت لها.العاده والتي كان يمقتها وبشده اصبح الان مدمن عليها.يذهب كل ليلة الي مكان مختلف يبحث عن وجهها في كل الوجوه التي يراها يشرب الي أن ينتهي به الحال في مكان غريب لا يعرفه !هو الان ككل ليلة منذ ان حدث ما حدث يجوب في الطرقات والشوارع كالتائه يبحث عنها عله يجد طيفه رائحتها التي اشتاقت له كل خليه به !!..

لكن لا شئ لا يقابله سوي الصمت التام يخنقه يكاد يق.تله!

وقف وسط الطريق بالمدينه ينادي يصر.خ باسمها يستنجدها أن تأتي إليه تخ.تطفه من ظلام يكاد يبتلعه!… ولكن لا شئ ! لا يقابله سوي صدي صوته يعيد اسمها ويجدد وجع قلبه !

انهارت قدميه مرتكزا علي ركبتيه بعجز .. ينظر حوله بضياع..

عينيه تتجدد بها دموع خائنه ابي أن يحررها كبريائه!

نفض نفسه قائما لا يسمح لنفسه بالضعف .. هز راسه بالنفي يهتف بإصرار”هلاقيكي هلاقيكي يا نعمه حتي لو بعد شهر بعد سنه نهايتك معايه بين ايديه يا نعمه !! انتي النعمه اللي ربنا كافئني بيها وانا مستحيل اسيبك .. متاكد انك عايشه وموجوده وهجيبك لو كلفني عمره كله هجيبك! ”

سيجدها سيجدها مهما كلفه الأمر قد أصر علي ذالك ووعد نفسه .. ووعده لا يتخلف أبدا وعده لقلبه لن يتخلف أبداً!

____________________________

أصوات الضوضاء تحيط به من كل جانب .يمسك بيده كأس من النبيذ .ينظر امامه يغمز لهذه ويبتسم لهذه .يرسل قبل طائره الي هذه .بزهو وغرور كانه ملك لمملكة ما ”

اقتربت منه فتاة جميلة ترتدي ثياب.. تبرز مفاتنها بمهارة وبلا حياء ..

جلست بجانبه ملتصقه به. قبلت وجنته قائلة برقه “قاعد لوحدك ليه مش هتيحي نرقص بقي ”

مال علي اذنها قائلا بصوت عالي يتغلب على صوت الموسيقي العاليه “بلاش النهاردة مليش نفس روحي كملي انتي وانا هتفرج من بعيد ”

برزت شفتيها بضيق ثم قالت مؤنبه “مالك يا تيموا اليومين دول حالك مش عاجبني.متغير ليه ؟” وتابعت بسخريه “ليكون العروسه واخده عقلك وهتاخدك مننا ”

ابتسم بسخريه. شدد علي يده من حولها معتصرا خصرها قائلا بشراسه “لا العروسه ولا عشره زي العروسه يقدروا يقصروا عليه . انتي ماتعرفيش مين تامر الابنودي !”

ووضع الكأس جانبا .. سحبها من يدها الي ساحة الرقص .متمتما “وانا هسبتلك دا ”

تهللت أسارير الفتاة تشاركه الرقص بسعادة ملتصقة به!..

بطبيعته لا يحب أن يقف بوجهه أحد. لا يرفضه أحد!

سما كانت هي اول من خرقت قواعد حياته العابثه.

فكان لابد من العقاب!كان قد بدأ يفقد توازنه قليلا بسبب المشروبات الكثيره التي دخلت جسده..

اخذته الفتاة بمكان هادئ قليلا استغلت فرصة عدم توازنه .لتبدأ في استجوابه براحه “انت بتحبها ولا ايه يا تامر عايزه اعرف بس ايه اللي فيها جذبك عشان تروح تتقدملها رغم انها مش من مستواك وتسيب البنات اللي هيموتو عليك وتخطبها هي ”

ضحك بغير تركيز وهو يغمض عينيه ويفتحهما نظر إليها. اقترب منها كثيرا بدأ يمرر يديه علي جسدها بحريه قائلا بنبره منخفضه وهو لا يعي ما يقول “هقولك بس ماتقوليش لحد ”

اومات إليه الفتاة فتابع “انا منكرش انه سما عجبتني في الأول بجمالها واخلاقها بس لما رفضتني واهانتتي قدام الجامعه كلها قررت اني لازم ارودلها اهانتها ”

نظرت إليه الفتاة قائله باهتمام “ازاي هتعمل كده ”

اجابها بكل بساطه “انا دلوقتي بمثل عليها دور العاشق الولهان وهقنعها توافق عليه ! ويوم الفرح هض.رب ضربتي عارفه ازاي ؟ ”

نفت الفتاة براسها فتابع هو “مش هروح الفرح:” قال هذه الكلمه ثم بدا يضحك بهستيريه من تاثير المشروب ”

حاولت تحليل كلماته بتفكير لكنها لم تتوصل لاجابة شافيه ماذا يقصد بأنه لن يذهب الي الفرح ؟ وبماذا سيؤثر هذا!

امسكته من وجهه تعيد تركيزه إليها قبل أن يفقد الوعي ” مش فاهمه ازاي مش هتروح الفرح عايزه اعرف تقصد ايه ”

اجابها بنبره بدأت تخفت وهو علي حافة فقدان الوعي “يعني يا ستي هتكون العروسه لوحدها وهكون انا بقضي اجازه في المالديف. طبعا الناس هيبداوا يتكلموا العريس فينه ومجاش ليه .في الوقت دا انا هكون دسيت كم حد وسط المعازيم ينشر اشاعات. اني انا مثلا اكتشفت انها بتحب واحد وماشيه معاه في الحرام وشويت صور فوتوشوب شغل عالي هيظبطوا الدنيا فالناس هتحلل انه انا العريس اكتشفت دا فسبتها وبكدا سما هتكون انتهت وسمعتها بقيت في الارض ”

ابتسمت الفتاة بشر وهي تتركه ليفقد الوعي تعترف انه ذكي ويمتلك دهاء لا حد له ؟

مسكينه سما لا تعرف ماورطت به نفسها .

أتخبرها ام تتركها علي عماها حتي يأتي ذالك اليوم ؟

امم لا تعرف ماذا ستختار لا يهم المهم هو أن تامر لن يكون لأحد غيرها!

____________________________

اختبارات الجامعه التي كانت تتحجج بها انتهت .ووالدتها لا تكف عن التلميح لها بموضوع الخطبة الرسمي…

وذالك الذي لا يمتلك ذرة واحده من الاحساس يقف ساكنا ولا يفعل شئ. رغم محاولتها العديدة في إثارة غيرته ونجاحها أيضا الا انه لم يقل شئ

تريد أن تعرف متي سيتحرك حين يكون لديها أطفال ؟ ربما!

احيانا بلحظات جنون تتطرا عليها تفكر فيها #ثم #نفسها حتي ترتاح من هذا العذاب الذي تعيشه.

تامر الذي لا يتواني لحظه في إظهار مشاعره واهتمامه بها! لكنها كالصخرة لا تتحرك الاهتمام جاء من الشخص الخاطئ شهاب لو قال لها فقط صباح الخير يقلب داخلها تخرج قلوب من عينيها وتصير كالبلهاء تهيم به!

يبدوا أن نهايتها في الاخير ستكون مع تامر ! فكرت بهذا !

جفلت في مكانها وانقبض قلبها بشده وقد انقطع التيار الكهربائي… الظلام هو ثاني أكثر شئ تخافه بعد الاماكن المغلقه!

مدت يدها بارتجاف وجبينها يتصبب عرقا.لسانها لم يتوقف عن تلاوة ما تحفظه من الذكر الحكيم ،

وما أن وجدته حتي اسرعت بإنارة المكان جرت علي الخارج علي الفور ..

ودون وعيها ولتعود لسانها علي الاستنجاد به حين يحدث هذا نادت بصوت مرتجف “بابا !بابا انت فين انا خايفه ” ..

جرت بعينيها الدموع تناديه بصوت شبه مسموع مرة بعد مرة لكنه غير موجود! لم يقابلها سوي الظلام .في هذه اللحظة كم شعرت بالوحشه تبكي بدون توقف …

ولبعد غرفة والديها عن غرفتها لم تسمعها امها .التي يبدوا انها مازالت نائمه ولم تنتبه لانقطاع التيار!

لم تفكر مرتين .جرت علي باب الشقه .. تصطدم بكل شئ امامها حتي خرجت . أسرعت للطابق الذي يتواجد به شهاب .. وقلبها يرتجف والدموع تغشي عينيها..

ض.ربت علي الباب بهس.تيريه..

لم تتحمل قدميها الوقوف فانهارت علي الارضيه وهي تشعر بالضعف يحتلها ..

ما أن فتح شهاب الباب ووجدها بهذا المنظر حتي شحب وجهه بقلق …انحني اليها بسرعه.. قائلا بقلق وهو ينير مصباح الضوء ناحيتها “سما مالك فيه ايه بتعيطي ليه ”

تشبثت فيه بقوه تهمس بهذيان “انا خايفه انا خايفه اوي يا بابا !”

لم يفهم حالتها ومن ما هي خائفه لدرجه انها لم تنتبه لمنادتها اياه بابي .. كل ما شعر به انها الان تحتاجه انها ليست بخير !

شد يديه من حولها بقوة يدخلها داخل احضانه يبث لها شعور بالأمان. يتمتم بكلمات مطمئنه. يقبل جبينها بقوة.. ومازالت تنتفض بين يديه كورقة في مهب الرياح ..

حملها بين زراعيه . بينما هي تتشبث بكتفيه تدس رأسها بعنقها كانه سيهرب منها !

جلس علي الاريكه مجلسها معه .. ابعدها عنه بصعوبه حتي يتطمئن عليها .ازاح خصلات شعرها الملتصقه بوجهها بفعل الدموع.

همس بحنان ‘”انا هنا متخافيش انا معاكي ”

تمتمت بشهقات متقطعه “انا بخاف من الضلمه اوي. انا روحت عشان اصحي بابا .بابا مش موجود افتكرت انه مش موجود انا انا لما كان بيحصل كده كنت بروحله واقعد في حضنه لغاية ما النور يجي !”

جذبها لصدره بقوه وكلماتها قد أصابت قلبه ..

يحاول تهدئتها.

وبعد مدة طويله.لم يتخللها الا صوت شهقاتها التي بدأت تخفت .. كان قد عاد التيار الكهربائي

فقال بهدوء “اهو النور جه يا.”

ولم يكمل كلماته حين نظر إليها فوجدها نائمه كطفلة تتشبث بابيها ..

زفر انفاسه علي مهل ..عينيه يملاهما عشق لم يتفطن هو الي الان لمقداره…

مد يديه بتردد.. يمسح الدموع من علي وجهها .

قبل جبينها بعمق. انخفض لوجنتها اليمني.وانفاسه بدأت في الاختفاء..

سكن قريبا جداً من شفتيها. وضع انفه علي انفها يستنشق بعمق انفاسها المنتظمه عكس دقات قلبه

تاوه بخفوت.وسيطرته تهدد بالانهيار في أي لحظه!

ابتعد بصعوبه عنها .لا ليس هو من يفعل ذالك .. لن يحدث الا اذا كانت بوعيها وموافقتها..

تنهد بعمق ثم حملها متجها بها الي شقتهم…

وضعها علي سريرها برفق غطاها جيداً…

تأملها قليلا .. وهي تمسك بكفه دون وعيها تحت يديها تبتسم بنعومه …

سحب يديه برفق من بين يديها .. ثم قبل رأسها بحنان..

اغلق الباب خلفه .غافلا عن تلك التي كانت تراقبه بحذر .. وداخلها الف سؤال وسؤال .أهمه “هل أخطأت بالفعل في حق شهاب وفهمها له كان خاطئ ؟”

___________________________

صوت الهاتف الذي لم يتوقف عن الاهتزاز والضجيج اوقظه من نومه .. مد يده التقطه بهدوء

وضعه علي اذنه من غير أن يعرف هوىة المتصل

وما أن سمع الصوت حتي قال ببحه ناعسه “صباح الخير ”

صمت حتي يسمع الرد ثم قال ثانية بتململ “انا كويس يا ماما. مفيش داعي انك تيجي!”

صمت ثانية ثم قال بهدوء حاد وقد تيقظت حواسه علي سيرتها ” اولا اللي بتقولي عليها كده تبقي مراتي وانا مش هسمح لحد يهينها وثانيا انا هلاقيها هلاقيها لو في سابع ارض هلاقيها. وبعدين تعالي هنا انتي مقولتليش أي اللي حصل في يومها. الحقيقه الحقيقه يا ماما ”

لم يخفي عليه ربكتها وتوترها الظاهر في صوتها حين طرح عليها السؤال هو ليس غبي حتي يصدق حجتها التي دائما ما تقولها له .. اصطدمت رأسها بحافه السرير .اهذه حجه من الغبي الذي سيصدق ؟

كان من الواضح له أن الضربة ليست نتاج وقعه بل هو اعتداء لكن والدته مصره علي الإنكار!

ابتسم بشراسه وقد اصبح شبه متيقن أن والداته تخفي عنه شئ كبير.. لكن ما هو ؟

هذا ما سيعمل علي معرفته !

قلب عينيه وقد بدأ صبره ينفذ .من الكلام المعاد مراراً وتكراراً

فقال بصبر “ماما انا ورايه شغل مهم ابقي اكلمك بعدين سلام دلوقت ” القي الهاتف جانبا.وهو يزفر بضيق .تناوله ثانية حين ما اتته مكالمه آخري.

وما أن أتاه الرد حتي اتسعت عينيه بغير تصديق “بتقول ايه ؟”

_________________________

تجمدت الدماء في عروقه حينما أخبره الضابط المكلف بالاشراف علي عمليه البحث عن زوجته .انهم وجدوها! وجدوا جثتها في مكان ما ملقي علي جانب الطريق .والمواصفات التي اعطاها لهم تطابق مواصفات الجثه الموجوده الان بالمشرحه !

حاول أن يهدأ نفسه ويضبط اعصابه .يعلم انها ليست هي قلبه يخبره بذالك .

تحركت قدميه ببطء ناحية الغرفه المتواجده بها..

كان ينظر بتشتت الي السرير والذي يسكن عليه شخص ما مغطى بملاءه.

نظر الي الطبيب الشرعي يشير له بالكشف عن الجثه ..

وما أن تم الكشف عنها .حتي اغمض عينيه ثم سقط أرضا وقدميه لم تتحمل ..

جري عليه صديقه انحني إليه قائلا بسرعه ” انت كويس .طلعت هي ؟”

نفي راسه بهستيريه وهو يهمس بفرح “لا لا مش هي يا احمد” وتابع بسعاده “نعمه ما ماتتش نعمه عايشه انا حاسس بكده ”

انتشرت السعاده بداخله أنها ليست هي حدثه يخبره انها ما زالت حيه .وتنتظره. لن يطول انتظارها سيجدها مهما طال الأمر.ووقتها سيعاقبها بالبقاء بين زراعيه الي أن يفني هو او هي .

“اريدها رغم وجع الرحيل. كطفل ضربته امه وعاد إليها يبكي ”

_________________^___^___________

صوت دقات الباب هي من أيقظته من نومه …

فتح الباب ليجد فتاة غريبه تلبس ثياب انيقه .

سمعها تتساءل بهدوء “حضرتك الاستاذ شهاب ؟”

اماء لها مجيبا بهدوء “ايوه انا ”

“عايزه حضرتك في كلمتين لو مفيش مانع يعني ”

أشار لها بهدوء بالدخول .فتقدمت للداخل وهي تنظر للشقة بإعجاب.

جلست علي الاريكه المتوسطه للصاله..فجلس أمامها قائلا بابتسامه “تشربي ايه الأول ”

إجابته بسرعه “لا ميرسي انا بس جايه في كلمتين مهمين وهمشي علطول الموضوع .بخصوص سما ”

تنبهت حواسه جميعها علي ذكر اسمها ..

كان يستمع إليها بتعابير وجه جامده .. لا تظهر ما يفكر به..من انه الان وفي هذه اللحظه كل خلية في جسده تحسه علي ارتكاب جريمة #. بابشع الطرق !

_______________________________

رات سما تلك الفتاة التي دخلت منذ قليل الي شقته !

كان الشياطين تلبست جسدها وهي تدور حول نفسها تريد أن تعرف من هي ؟ ولماذا اتت عنده ؟ واي علاقة تربطه بها ..

تقدمت ناحيه باب شقته وضعت اذنها لتستمع الي ما يحدث لكن لا شئ لا يصلها الصوت .. هل تقتحم الشقة الان لتضبطهم متلبسين فتصيبها جلطه قلبيه فينتهي الموضوع. بالطبع عقلها الصغير قد صور لها مئات الصور والمشاهد الغير بريئه بالمره ..اااه يا شهاب هل وصلت بك الحال لهذه الدرجه تاتي بالفتيات لمنزلك .ومنذ الصباح ؟

تمتمت بحنق وهي تخرج الهاتف من جيب بنطالها الواسع .. “انا هتصل ببوليس الآداب عشان يجي ياخدهم وارتاح منه شهريار بيه اللي كل يوم بجيبه من حضن واحده .”

وما أن كادت أن تفعل ما بعقلها فاجئهاا الباب الذي انفتح فابتسمت بتصنع وهي تشير إليهم “صباح الخير ” لم يجيبها شهاب ولا تلك الفتاة ايضا..

اتسعت عينيها بذهول وهي تري تلك الفتاة تقبل وجنتي شهاب تهمس له برقه “لو احتجت أي حاجه انا سجلتلك رقمي تقدر تتصل بيه في أي وقت”

نظرت لاثر الفتاة بغل.. وقبل أن تنطق بكلمه وتبدا نوبة غيرتها المعتاده سحبها شهاب من زراعها قائلا بقسوه “لو لمحت طيفك بس مع البني ادم اللي اسمه تامر هك.سرلك رجليكي انتي فاهمه ؟”

جفلت من صوته العالي وشكله المرعب اخافها..هزت رأسها له بسرعة وهي لا تفهم مابه.. !

كل ما فكرت به انه لا يجب عليها مجادلته والا سي.#. ابتلعت اسالتها في جوفها .تختار الصمت فهو الاسلم لها أن كانت تريد الحفاظ علي حياتها.

=============

يتبع ..

هوى القلب

الفصل التاسع عشر

من بين كل تلك الوجوه التي امامها.. هناك وجه مف.قود لا تتعرف عليه ذاكراتها.. ولكن قلبها وروحها يخبرانها بذالك الف.قد الذي تشعر به !!..

دقات قلبها رتيبه تفتقد للحياه .. جاهله لما حولها جاهله بنفسها اين كانت ومن أين أتت!!

كل ما تتذكره اسمها “زينه !” حتي هذا غير متاكدة منه !

تعيش بين عالم جديد وضعت به جبرا!! ..

نظرت إلي انعكاس نفسها بالمرآه أمامها.. ملامح مشوهه صعب التعرف عليها..

عينان كحيلتان كلما تنظر إليهما.. تستمع الي صوت خافت يهمس باذنيها “عيون كحيله بضيع فيهم كل ما اشوفهم ”

لكن من هو صاحب هذا الصوت ؟ لا تعلم !!

أفاقت من شرودها علي صوت يخبرها بأن دورها اتي !..

استقامت من جلستها نظرت إلي الفستان الذي ترتديه اسود ملتصق بجسدها مبرزا منحنيات مهلكه.. يصل الي الركبه.. مفتوح الصدر بنسبه معقوله ..

وجهها مزين بإتقان لا مثيل له مع قصه شعر ناسبت طلتها !

وبخطوات ثابته واثقه مدربه جيدا عليها .. انتقلت الي صاله العرض …تنظر أمامها مباشرة غير مبالية بكل تلك الوجوه التي امامها تتباين ردات فعلهم مابين اعجاب وغيره .منهم من لفته تصميم الثوب مقرراً اقتناءه علي الفور ليضيف لها نجاحاً جديداً ضمن لائحة نجاحتها في مدة قصيرة للغايه .ومنهم من ينظر الي صاحبة الثوب بجسد تتهافت عليه النساء للحصول علي قواماً مثله !

عارضه ازياء ! هذا هو عملها !…

بعد ما انتهت من عملها توجهت للداخل قامت بتغيير ملابسها !

جاءتها صديقتها التي هي أملها الوحيد هي من جاءت بها الي هنا ووجدت لها هذا العمل تدير لها كل عملها .. وكان حظها وفيرا فالعروض تنهال علي راسها كالامطار الغزيره!!..وهي من تنظم لها وقتها وتختار لها العروض الانسب!

“ايه يا زيزي هتعملي ايه النهارده ؟ ”

رفعت كتفيها بأهمال قائله بتململ “مش عارفه ! انا بقول نروح البيت ه.موت من التعب ! السرير وحشني اوي ” ..

اختفت ابتسامه ندي تدريجيا .. ثم زمت شفتيها وهي تقول ببراءه “بس انا عايزه أسهر الليله ”

رفعت الاخري حاجبيها ثم اردفت بتوجس “ايوه وانا مالي ؟ اكيد طبعا مش هاجي معاكي ” جرت عليها ندي أمسكت زراعها هاتفه باصرار “والنبي يا زوزو ما تقولي لا.. االسهره علي حسابي هنروح حته ديسكوا انما ايه تحفه .. انا بقالي يومين بروحله وعايزاكي تشوفيه اكيد هيعجبك اوي ”

بعد الحاح وإصرار لا ينهتي من ندي صديقتها وافقت وفق شروطها “نص ساعه بس ”

هزت الاخري رأسها بسرعه قائله بموافقه “ماشي وانا موافقه يلا بقي احسن هنتاخر !”

عقدت زينه حاجبيها ثم قالت بتساؤل “نتاخر ؟ نتاخر علي ايه ! هو في حد مستنينا ولا ايه ؟”

تلعثمت ندي وهي تقول “لا لا قصدي يعني انتي عايزه تروحي بدري فعشان كده خفت نتاخر ”

هزت الاخري رأسها بتشكك… غير مطمئنه لما سيحدث !

=======================

يتنفس بسرعة شديدة وبداخله نيران العالم أجمع. يريد أن #أحدهم وبشده .فلن يطفئ تلك النيران الا هذا .الي هذا الحد وصل الناس بقذارتهم! هو لم يطمئن له منذ البدايه حتي الصغير مروان شكك به .لكنه كان يتحجج أن تلك مجرد غيرة من كليهما فقط لان احدهم اقترب ممن تخصهم… لكن وفي الاخير أتضح أن حدسه لم يخطئ .هو حقير قذر مغرور بتباهي بامواله. ينتقم لانها لم تنجر إليه كالبقية..

ضغط عدة ازارار في هاتفه وما أن اتاه الرد حتي قال بجمود “هاه وصلتوا لفين ”

صمت ثم تكلم ثانيه “تمام نص ساعه واكون عندكم .ومحدش يقرب منه غير لما اجي انا دا حساب ولازم يتصفي ”

اغلق الهاتف المحمول مبتسما بقسوة .التقط مفتاح سيارته متجها الي المكان الذي سيحقق فيه غرضه .

_______________________________

هناك حيث السعاده التي يصنعها الناس لأنفسهم … عينيه شارده بين الحضور .. سعادته غير مفقوده اخذتها معها قبل أن تذهب تركته بلا روح!! تناول كأس من النبيذ بجانبه وضعه علي فمه ليبتلعه دفعة واحده .. عله يغيب عن الوعي وينسي! لكن اني ذالك حتي ذالك محرم عليه فهي تسكن أحلامه وصحوه.. لا مفر منها

نظرات الفتيات تلاحقه من هنا الي هنا يتساءلون ما به ؟ لما يبدوا عليه الضياع والحزن.. كل هذه الوسامه والرجوله من هي الغبيه التي كسرت قلبه رجل مثله ؟؟؟

يتغامزون بينهم من ستوقعه اولا !! يتراهنون ويتشارطون!!

تقدمت منه أحد الفتيات .. بها من الجمال ما يكفي لجذب أي رجل .. ولكن ليس رجل قلبه معلق بامراة تملكته تماما

نظرت إليه باعجاب عضت علي شفتيها بابتسامه تتخيل اذا نجحت معه ووقع لها كم سيكون من الرائع أن يكون لديها مثله في حياتها التي هي بالفعل مثاليه !.. بنظرها !

وضعت يدها علي كتفه مالت علي اذنه تهمس بصوت ناعم “ممكن أعزمك علي كاس علي حسابي ”

نظر إليها من الاعلي الي الاسفل.. هز راسه لها بموافقه وهو يبتسم بسخريه مريره

كادت أن تطير الفتاه فعليا من فرط سعادتها .. نظرت خلفها تغمز لاصدقائها الذين لا يصدقون انه بالفعل وافق عليها .. الكثيرات منهن حاولن لكن بدون فائده ما الذي حدث الان وتغير !..

“بالمناسبه انا اسمي مايا وانت ؟”

قالتها الفتاه وهي تتلاعب بالكاس بيدها …

تناول الكأس ثم قال قبل أن يضعه علي فمه “آسر!”

همست به مع نفسها وهي تفكر انه اسم علي مسمي آسر وهو بالفعل آسر !

وبحماس لم تستطع اخفاءه قفزت من مكانها

. سحبته من يده وهي تقول بصوت عالي علها تتغلب علي صوت الضجيج “يلا تعال ارقص معايا بليززز ”

لم يكن لديه القوه للاعتراض فاستسلم لجذبها له !!

حتي وصلو لساحه الرقص … وقف بلا حراك بينما الفتاه لم تتوقف عن التمايل تلتصق به بلا حياء علها تثيره بلا فائده !

وهناك من الناحيه الاخري كانت قد وصلت ندي وزينه الي المكان المطلوب…!

ارشدتها ندي الي مكان هادئ بعيد عن الضجيج .. مالت علي اذنها قائله بحماس “انا هروح اجيب حاجه نشربها خليكي انتي هنا ” ..

اومئت إليها زينه وهي تتفحص المكان من حولها بنظره سريعه …

____________________________

وصل شهاب الي المكان المنشود في مكان بدي انه خالي من البشر تماما حيث المصانع القديمه التي توالت عليها سنون عدة .هو لم يكن ابداً بذالك الشر في اقصي خيالاته جنونا لم يتخيل أن يفعل ذالك لأجل أحدهم… لكنه فعلها يوماً بعد يوم يتاكد أن صاحبة العيون التي تشبه حبات القهوة. ستسبب له مشاكل كثيرة ويا للغرابه هو مستمتع بذالك الي اقصي حد .المشاكل التي تأتي من حبيبه هي كالعسل علي قلبه !

تقدم منه ثلاثة رجال ضْحام البنية. مثله وربما أكثر قليلا ملامحهم كساها الجمود والقسوة فلا رحمة في عملهم .بادر أحدهم بالحديث بآليه “كل حاجه جهزت يا باشا واهو مرمي جوه ”

التوي فمه بابتسامة لا تظهر ما في داخله من غضب كفيلاً بسحق كل من يقف امامه ..

اشار لهم براسه بحركه بارده يضع يديه في جيب بنطاله الرمادي متقدما بخفة الفهد وهم يحيطونه من كل جانب …

نظر بملامح قاتمة الي الشخص المربوط بكرسي صدأ. وعينيه معصوبة بقماشة سوداء..تقدم منه. اشاحها عنه ..

أشار لواحداً من ضخام البنية. بحركة فهمها الاخر علي الفور .فجلب دلواً من الماء افرغه علي وجهه. في مرة واحد.

فشهق ذالك المرمي علي الكرسي بصوت عالي مستيقظاً من غفلته.. بدأ كل شئ يتضح امامه بمرور الوقت .ابتلع ريقه برعب امام ملامح وجه شهاب التي لا تدل علي الخير اطلاقاً!

اردف بتلعثم “في ايه ؟ ومين انتم وعايزين مني ايه ”

ابتسم شهاب بشراسه ثم قال ساخراً”مين احنا فإنت عارف كويس علي الاقل مين انا .وعايز منك ايه ؟ دا اللي هتعرفه دلوقت ”

بدأ تامر بالتحرك بهستيريه وهو يشعر بالخطر من حوله قائلا بصراخ “انتم مش عارفين انا ابقي ابن مين ؟ بابا لو عرف هتروحو كلكم في ستين داهية ”

ضحك شهاب بصوت عال ثم صمت فجاه مال عليه برأسه يردد في اذنه مشدداً علي احرفه “وانت افتكرت انك هتاذي حاجه تخصني وبعدين انا هسيبك ؟ تؤتؤتؤ. مش شهاب اللي يفرط في حقه ” صمت تامر يتنفس بصوت عالي ثم قال ببطء يمثل الجهل “وانا مجيتش عند حاجه تخصك .انا اصلاً معرفكش عشان ااذيك ”

امسكه شهاب من تلابيبه هادراً بغضب “انت هتستعبط يا روح امك .مش عارف انا مين سما .ولا دا نسيتها هي كمان .هتعلقها بيك وتسيبها في يوم فرحها الصور المزيفه شغل عالي ها اقول تاني ولا افتكرت ”

مع كل كلمه كان يقولها شهاب ..كانت تنسحب الحياة من وجه تامر وهو يدرك أن اليوم موته لا محال ..

وقبل أن يسارع بالتبرير بادره شهاب بلكمة جعلت الدماء تسيل من انفه بغزارة…

حاول التماسك وعدم فقدان الوعي فقال بسخريه .في محاولة التمسك باي شئ للنجاة وهو يتنفس بهستيريه “فاكر نفسك راجل .. وانت بتضربني وانا مربوط ؟”

يبدوا أن أحدهم سيستمتع اضعافاً مضاعفة الان امام هذه الفكرة العبقريه.

“فكوه ” قالها شهاب بصوت بارد كالصقيع

الان هو امامه رجل لرجل .وبدون أي قيود.

شمر شهاب عن ساعديه وعينيه مسلطه علي الاخر..

الذي استعاد قوته ووقف إليه بتحفز ..

ابتدا التشابك. بضربة توجهت لوجه شهاب واصابته علي حين غفله..

وضع يده علي انفه بينما الاخر ينظر له بزهوا معتقداً انه قد فاز بالمعركه .ابتسم بقسوه متمتما وهو ينظر للدماء في يده “لا حلوه دي ”

واقترب منه ثانيه. بثلاث ضربات متتاليات من رأس شهاب نجح في اسقاط الاخر.. ليبدأ في الهجوم عليه حتي فقد الاخر الوعي ..

انتصب شهاب في وقفته .. يتنفس بسرعة. بصق عليه باشمئزاز.. ثم وجه كلامه للذين ينظرون الي العرض بلا أي مشاعر “الكلب دا. يفضل.ملقح هنا لا اكل ولا ميه .يوصلوله لغاية ما اقلكم تعملوا فيه ايه ”

وبلا أي جدال .كان الأمر قيد التنفيذ..

________________________________

“واقفين كده ليه يا بنات وبتتفرجوا علي ايه ؟ ”

قالتها ندي باستغراب..

جلبتها أحد الفتيات من زراعها “اصدقائها ” ثم وجهتها من كتفيها وهي تقول في اذنها “شايفه مايا بترقص مع مين ” ..

استطاعت ندي في لحظات التقاط صوره مايا وهي تتراقص مع آسر ..

فاغرت فاههه قائله بتلقائيه “مستر لوح التلج بيرقص ؟”

ثم ما لبثت أن انكمشت ملامحها بضيق من منظرهما الذي جعل الدماء تغلي بعروقها.. فما الذي تتميز به مايا عنها حتي يختارها ولا يختارها هي .. فهي حاولت معه سابقا!!

توجهت الي طاوله زينه بعد ما اخذت كوبا من العصير لها ومشروبها المفضل والمعتاد

جلست بجانبها فبادرت زينه تتساءل ” مالك وشك مقلوب ليه ؟ اتخانقتي مع حد ولا ايه ؟”

نفست ندي الهواء من انفها ثم اعتدلت في جلستها قائله وهي تذم شفتيها “انا هقولك بس ما تزعقيش انا عايزه حل مش أكتر”

وتابعت امام نظرات زينه المهتمه والتي حثتها علي الكلام “انا معجبه بواحد هنا .. وهو أمور وحليوه وباين عليه مؤدب كمان…وهو عامل فيها تقيل ومش عارفه اوقعه ”

لحق حاجبا زينه واحدا تلو الآخر.. من كلمات ندي الغريبه !

فكرت قليلا ثم قالت بهدوء “خلاص سيبيه مصره عليه ليه ؟”

هزت ندي رأسها بالنفي ثم استرسلت في كلماتها “لا انا عايزه هو ومش حد غيره ” وتابعت بهيام “اصلك ماتعرفيهش ولا شوفتيه طول بعرض دا عليه جوز عينين يا خرابي “….

ثم قفزت من مكانها فجاه وهي تسحبها من زراعها قائله “يلا نرقص ”

اردفت زينه بتململ “لا انا هقعد هنا روحي انتي ”

هتفت ندي باصرار “بليززز يا زوزو بلييز ”

وكعادتها لا تستطع أن ترفض لها طلب .. فوافقت علي مضض …

في وسط ساحه الرقص ..

يتمايل الاثنان علي أنغام الموسيقي الصاخبه .. وندي تحاول جاهده جذب ذالك االواقف وبيده كأس النبيذ!

وحين التف هو بلا مبالاه ..كان الأمر كعرض سينمائي حيث مرت عليها عينيه دون أن تتعرف عليها اولا .. ولكن عادت وتوقفت عليها .. وقف العالم للحظات من حوله يراها امامه لوهله اختلط عليه الأمر هل هو واقعا أم حلم ؟؟؟ .. أميرته وحبيبته هنا من اذاقته الامرين وهو يبحث عنها كالمجنون هنا !

وقع الكأس من يده متحطما لمئات القطع ولم يبالي ..تقدم منها ببطئ وهو يخشى أن يكون حلما يفيق منه بعد لحظات!!..

وقف امامها دون النطق بكلمه .. وحين حولت وجهها وجدت هيئه كانت غريبه علي ذاكرتها دون قلبها وجسدها فتجمدت في مكانها.. قلبها بدأ يخفق بقوه المتها وقد تعرف علي حبيبه ! انفاسها حبست بصدرها

تعلقت عينيها الكحيلتان بعينيه الدافئتين في اتصال لم يقطعه الضجيج من حولهما …

رفع يده ببطء مرتعش وضعها علي وجنتها بحنيه.. باستجابه سريعه من جسدها اغمضت عينيها تلقائيا ..

تاوه بخفوت قبل أن يجلبها بقوه الي صدره.. يحتضنها الي قلبه يخبرها بصمت عن مدي اشتياق كل ذره به إليها ….. لم تؤتي هي بحركه ما بل وقفت مصدومه تاركه نفسها له يعتصرها بين ذراعيه بقوه آلمت عظام جسدها سمعت همسه بصوت اجش “نعمه !حبيبتي انتي هنا !كنتي فين ؟ انا كنت هتجنن من غيرك هنت عليكي يا نعمه تسيبي حبيبك يموت !”

صوت ندي المستغرب هو من أخرجها من الجنون الذي يحدث .. فحاولت الابتعاد عنه وهي تتحرك بين ذراعيه بقوه لكنه لم يستجب لنفورها بل زاد من ضمها اليه يستنشقها بجنون وشفتيه عرفت طريقها الي عنقها يطبعها عليه بقوه …

ارتجف جسدها بجنون من حركه شفتيه علي جيدها….تكاد تستسلم وتسكن بين ذراعيه !!

لم تدري ماالذي حدث بعدها .. حاله من الشد والجذب حدثت هناك من يسحبها من بين هذا الدفئ الغريب يريد أن ينتزعها ولم تكن الا صديقتها ندي تصرخ برجال الأمن أن باتو ليساعدوها.. فتجمعوا حول آسر الذي كان كالاسد المتمسك بفريسته يصرخ بهم كوحش طليق بكلمات لم تفهمها !!سقط علي الارضيه جاذبا اياها بين زراعيه يتكلم كالمجنون “مش هسيبكم تاخدوها مني تاني ! مش بعد ما لقيتها ! ”

حاله من الذعر اصابتها.. والأصوات بدأت في التعالي والجميع قد انتبه لما يحدث !!

لم يجد الحارس حالا سوي أن يضربه علي راسه بحركه .. فقد بعدها الوعي مباشره

وهم ينتزعونها من بين زراعيه … احتضنتها ندي وهي تقول بقلق “انتي كويسه ؟”

هزت رأسها بسرعه وعينيه معلقه عليه … قلبها بدأ ينغزها بشفقه علي هذا الغريب

سحبتها ندي بسرعه من مرفقها تجرها خلفها جرا بينما هي تتبعها كالمخدره !والحيرة تتاكلها!

______________________________

دخلت وراءه الشقة تناديه باستمرار… بينما هو لم يرد عليها .ولكنه التفت إليها .

وحينما رات انفه النازف شهقت بصدمه .اقتربت منه بسرعه تسأله بقلق وعينيها تلتهم ملامح وجهه “دم ايه دا جه منين وحصل ايه انت اتخانقت مع حد ”

انكمشت ملامح وجهه قليلاً بالم حين وضعت اصابعها علي انفه للتاكد من سلامته..

فقال بهدوء وهو يخفض يدها عنه . “لا مفيش حاجه .تعو.يره بسيطه متقلقيش ”

هتفت باستنكار “مقلقش مقلقش ازاي انفك بت.نزف ”

جلبته من زراعه حتي اجلسته علي الأريكة.. اتجهت بسرعة الي مكان ما وجاءت بيدها علبة الاسعافات الاوليه… ارتكزت علي الاريكه بركبتيها. وبدأت بتنظيف انفه .بعيون لا معه.بالدموع..

لاحظ شهاب دموعها الم.حتبسة داخل مقلتيها فعبس بشده..

جلبها داخل زراعيه. وضع انامله الخشن. علي وجنتيها قائلا بحنان يطمئنها “انا كويس والله ماتخافيش ”

نفت براسه وهي تقول بنبرة مختنقه “مخفش ازاي عليك .انت مش عارف لو حصلك حاجه انا ممكن يجرالي ايه انا ممكن اموت بعديك ” تنهد بعمق امام هذا السيل الجارف من المشاعر التي لم تحاول إخفائها عنه …

امسك يدها قبل باطنها بحنان. ثم همس بصوت اجش “بتحبيني يا سما ؟” يعلم اجابة هذا السؤال لكنه يحب سماعها بالاقرار بعشقه بلا ملل ..

وكانت الاجابه منها سريعه ودون تردد “وعمري ما هحب غيرك ”

وسؤال لم تتوقعه خرج من بين شفتيه

“تتجوزيني يا سما ”

والإجابة علي هذا السؤال لم يكن الا اتساع في عينيها بغير تصديق ثم فقدان الوعي بعدها مباشرة. وكان هذا اقل شئ .فالجبل قد تحرك .واخيراً.

___________________

يتبع…

هوى القلب

الفصل العشرين

رائحته الرجولية العالقه بثيايبها تلفها من كل جهة. تغمض عينيها باستمتاع وهي تخفض راسها كل حين لتشتم رائحة ذالك العطر الذي سلب قلبها.. كانها تعرفه .لم تنفر من احتضانه لها او تخاف منه كما المفترض ان يحدث. هو بالنهاية شاب غريب من المحتمل ان يكون قد تعاطي شئ .وتهجم عليها ..فردت فعلها التلقائيه من المفترض ان تكون نفور .لكن لا هذا لم يحدث .عيناه تعرفهما. نظرة الحزن والشوق الذي رائتهما بعيناه عندما القي بعينيه عليها .وكانه وكانه قد وجد ما كان يبحث عنه ! بعد سنون من البحث يقشعر جسدها ويسخن وجهها وهي تتذكر شفتيه وقبلاته الشغوفه العالقه علي عنقها .ما زالت تشعر بانفاسه الساخنه.وكانها ما زالت بين زراعيه !تريد رؤيته مرة ثانية تعلم إن هذا جنون !لكن هذا هو مايطرا عليها في الوقت الحالي …

“هي نحن هنا .زوزو فينك ” أفاقت من شرودها علي هذه الكلمات من صديقتها ندي والتي تعيش معها في نفس الشقه .

ارتبكت زينة قليلاً فبادرت ندي بالكلام عنها وهي تلقي نفسها علي السرير بجانبها تنظر للسقف بشرود “اكيد بتفكري باللي حصل في الديسكوا وانا زيك مش عارفه ايه اللي خلاه يعمل كده .هو كان هادئ مكنش بيتكلم مع حد ولا ليه حتي في شغل الشباب بتوع البنات ”

انتبهت زينه لكلماتها فنظرت اليها بفضول وقلبها عاد للدق بتلك الطريقة الغريبة مرة اخري علي سيرته ..

فقالت بترقب “انتي تعرفيه ؟”

نظرت إليها ندي ثم اتكئت علي مرفقها قائلة وهي تعض شفتيها بحرج “ايوه اعرفه ما هو دا اللي كنت بقولك عليه انه عاجبني ”

بدون شعور منها وبدافع الفضول اردفت باهتمام “احكيلي عنه ”

استقامت ندي في جلستها .تناولت وساده من جانبها وضعتها بحجرها ثم استرسلت كلماتها بحماس “بصي يا ستي .انا سالت عنه .اسمه آسر صلاح .هو ضابط في الشرطه ناجح جدا في شغله .وكمان عرفت انه مش مرتبط يعني مش متجوز ولا خاطب.. اول مره شفته كان من اسبوع بصراحه عجبني اوي وحاولت يعني افتح معاه كلام .بس هو كان عامل فيها التقيل ومش بيكلم حد .. كان يجي كل يوم يسهر شويه وبعدين يمشي.. “وتابعت بحيرة “بس اللي عمله النهارده كان غريب.. ليه يحضنك انتي بالذات وينادي عليكي باسم غريب .ومكنش عايز يسيبك الموضوع فيه إنه ”

توترت بشده وظهر ذالك علي وجهها .. ولأنها لا تريد إظهار تاثرها به .. قالت وهي تتصنع التعب بتململ “اووف وانا مالي يا ندي.دا تلاقيه كان شارب حاجه . خلاص مش عايزه اعرف عنه حاجه سيبك من السيره دي انا عايزه انام ”

غطت نفسها باللحاف حتي دون ان تبدل ثوبها.. عدلت وجهها للناحية الاخري تتنفس بسرعة كانها كانت تجري لاميال.وقلبها يقصف داخل ضلوعها بعنف ..

قفزت ندي من علي السرير ثم قالت قبل أن تذهب “طب هاروح انام انا تصبحي علي خير .”

ما الذي جري ؟ مابها لا تستطيع التحكم بانفعالتها بسبب رجل غريب رأته مرة واحدة قلب داخلها راساً علي عقب ..

اغمضت عينيها واخيراً النعاس قد هاجمها. ترجوا الابتعاد عن التفكير به .لكنه سكن أحلامها !فكان لا مفر من الهروب منه .فاستسلمت!

_____________________

رمشت باهدابها الطويلة عدة مرات تنظر حولها بتشوش تاففت بضيق وهي تد.فن وجهها بوسادتها الدافئه كان حلم آخر من أحلامها التي لا تبارح عقلها. اه لكم تمنت أن يكون هذا الحلم حقيقي .لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .شهاب حلمها صعب المنال يتحقق بهذه إلسهوله. والسد يتحرك !!

ويطلب منها الزواج مرة واحده ؟

همست بضيق “مش لما يقولك بحبك الأول بعدين يطلب ايدك ”

عدلت وجهها للناحية الاخري فجفلت قليلاً.. وهي تري والدتها السيدة كوثر امامها تقف متخصرة بتحفز .ثم قالت وهي تزيح اللحاف عنها “كل دا نوم؟ انتي عارفه الساعه كام ؟ الساعه داخله علي 11الضهر .ولسه مجهزتيش نفسك ”

دفنت سما راسها في الوساد ثم اردفت بضجر.ولم تنتبه للعباره الاخيره “اجازه يا ماما هو انا ورايه ايه يعني .خليني انام ”

تكلمت امها بنبره مؤنبه “يعني اقول ايه للناس اللي جايه بعد الضهر. عشان نجيب الشبكه اقولهم معلش سما نايمه تعالو ليها بعدين ؟”

فتحت سما عينيها علي وسعهم ثم استوت في جلستها بعد ما كانت مضجعه قائله بتفاجاء “شبكة ايه ؟ انا لسه موافقتش ”

جعدت امها حاجبيه ثم قالت وهي تتحسس جبينها “سلامة النظر يا بنتي هو انتي نسيتي امبارح. قلتي موافقه وحددنا الشبكه هتبقي النهارده ”

اجابتها سما مستنكره “انا قلت كده .لا طبعا ”

“ايه يا سما يعني انا بكدب او بالف مثلاً انتي قلتي كده وبعدها دخلتي نمتي .ويلا انا مش فاضيه لكلامك دا يدوبك انضف الشقه .وتجهزي نفسك عشان الناس جايين ”

اغمضت سما عينيها .. ثم فتحتهما ثانية وهاجم رأسها الدوار .متي قالت ذالك ؟

لا تتذكر انها قالت هذا الكلام .ابداً امها لا تكذب تعرفها جيداً .. ولكن هناك لغط. هل جنت ؟ نعم هذا وارد ؟ أن تجن .وكيف لا تفعل وهناك شهاب ؟

الفضل كله يرجع له .. هو ينبت الشيب في الراس!

باتت غير مستبعده أن تكون قالت فعلاً ذالك !

تحمحمت امها بجديه وهي تمسك نفسها عن الضحك وهي تري ابنتها تكلم نفسها كالمجانين..

فقالت بهدوء متعقل “انا هروح اجهز نفسي وانتي كمان خمس دقايق وتكوني جاهزه ”

وتركتها وذهبت .تاركة التي تكاد تفقد عقلها وتبكي تحاول استرجاع ما حدث البارحه .لكن لا شئ كل شئ صار عادي.الغريب أن ذالك الحلم الذي يخص شهاب تشعر به وكأنه واقع..

تمتمت في نفسها “ازاي انا مش فاكره حاجه ” ثم صمتت قليلا وتابعت الكلام وهي تهز رأسها “بس انا عرفت ايه للي بيحصلي انا تجننت !”

______________________________

تاففت للمرة العاشرة منذ الصباح حتي صديقتها سمر تشجعها علي الموافقه علي تامر بعد ما كانت من المعترضين عليه . تحول رأيها فجاة هكذا ؟ ما الذي حدث ؟

.ارتدت ثوبها بلون النبيذ .الذي اختارته لها امها تستسلم للأمر الواقع .تامر ليس به عيب حتي ترفضه .العيب بها هي وبقلبها الذي يرفض الميل لغيره … فكرت قليلاً بكلمات صديقتها المجنونه لم لا تدع الأمور تمشي كما مقدر لها فقد يكون تامر هو نصيبها ليس بالضرورة أن نتزوج من نحب ..

الحب يأتي بعد الزواج . والدليل علي ذالك ابيها وامها تزوجو زواج تقليدي وبعد ما مرت عليهم السنين كانوا كالعشاق .لا يستطيع أحدهم أن يبتعد عن الاخر .وكأنهم قضوا عمرهم كله في عشق بعضهم …

ارتدت الحذاء ذو الكعب العالي فاكتسبت بعض الطول .لم تضع شئ بوجهها

حتي شعرها سرحته بإهمال … دخلت امها الغرفه وهي تقول “خلصتي يا سما ؟ ”

توقفت قليلاً وهي تري منظرها المهمل ثم اقتربت منها قائلة ولم يعجبها ما هي عليه “واي دا إن شاء الله هتقابلي العريس كده.لو شافك بالمنظر دا هتجيله سكته ”

ردت سما بتململ “يا ماما أي حاجه هو انا رايحه فرح .دي شبكه ” ..

ورمت نفسها علي السرير متابعه بضيق “بقولك ايه ما تروحوا انتم تجيبوا الشبكه وانا هستناكم هنا ”

تخصرت امها وهي تقول بحزم “عمرك شفتي فرح من غير عروسه. ” وجذبتها من زراعها “يلا بلاش كسل ”

اجلستها علي الكرسي امام المرآه تناولت فرشات الشعر .تهذب بها شعرها في ضفيرة رائعه طويله ..

تناولت قلم الكحل وسط تذمر سما واعتراضتها التي تجاهلتها وهي تحدد لها عينيها.. فبدت رائعة الجمال .. لمسة من ملمع الشفاه ساهمت في إبراز اغراء شفتيها ..

“ملوش لازمه يا ماما الكلام دا .وبعدين اللي بيحب حد مش بيهمه الشكل لأهم جمال الروح ”

تكلمت امها بنبرة ذات معني “اسكتي بس دا انتي هتدعيلي..بعد اللي هيحصل النهارده ”

لم يكن لدي سما المزاج المناسب حتي تنتبه لكلام والدتها .او حتي لتحلل معناه .!

زفرت والدتها براحة وقد تأكدت أن سما لم تنتبه لعباراتها التي تفلت منها دون قصد …

ابتسمت بمكر.. وهي تتخيل منظر ابنتها ما أن تعلم بالمفاجاه المحضرة لها ..

بالتأكيد ستفر لا لن تفرح ستصيبها سكتة قلبيه هذه هي الكلمة المناسبه .

________________________

نجح ببراعة رسم الامبالاه علي وجهه ..

امام النظرات التي تكاد تفتك به …

“مبروك يا سما ”

وكانت هذه الكلمه منه بدون أي مشاعر وبرود اعصاب لم تري مثله ..

عضت علي شفتيها. تحارب الدموع في عينيها من أن تنزل وتفضحها..حكت يديها ببعضهم تمنع رجفة جسدها تمنع نفسها من الصراخ والبكاء “لم ؟ لم قلبك بهذا الجفاء الم تسمع نداء قلبي لك .الم يحن قلبك علي وترحمني من هذا العذاب .لم لا تشعر بي كيف تكون بهذه القسوة والبرود بينما انا احترق في نيران تجاهلك ”

خرجت منها كلمة واحده بغصة بكاء “الله يبارك فيك ” ..

وجه كلامه لوالدتها التي تجلس بالخلف تتابعهم بتركيز وابتسامة عابثه علي شفتيها “هما مجوش ليه ؟ ”

تبادلا نظرات مبهمه في مرآة السياره .

ثم قالت والدتها ببراءه “اتصلوا بينا وقالو أنهم هيتاخروا شويه .ونقدر نسبقهم علي المحل هناك ”

اماء لها برأسه بتفهم..

ادار محرك سيارته بهدوء..بعد ما القي نظرة خاطفة علي الجالسة بعبوس.. تكاد تفلت ضحكة متسلبة منه علي شكلها الغاضب لكنه تماسك .. فلم يبقي الا القليل ..

________________

متاكد تاكد أن السماء فوقه والأرض تحته أن تلك التي رآها البارحه. انها نعمه حبيبته.لم يكن ذالك تاثير الكحول فتخيلها او ما شابه..

التي رآها البارحه. انها نعمه حبيبته.لم يكن ذالك تاثير الكحول فتخيلها او ما شابه..

منذ أن آفاق في الصباح وهو يدور كالمجنون حول نفسه..

يبحث بنفسه وكلف غيره ممن يعملون لديه في فرق البحث..

جلب جميع تسجيلات الكاميرات بداخل وخارج المكان الذي حصل ما حصل فيه …

وها هو الان ينتظر التأكد…

“استني وقف هنا ” …

ضغط الشاب الذي يعرض تسجيلات الفيديوا.. علي زر التثبيت علي صورة ما

“زووم بقي”

فعل ذالك أيضا.. اتسعت ابتسامته المنتصره وقد تاكد انها هي .لم يجن اذاً عقله ما زال براسه

وجه أوامره للشاب “عايز كل المعلومات عنها اسمها ايه وعايشه فين وجت منين عنوانها أصغر تفصيل مش عايزك تنساه ” اماء له الشاب بموافقه ..

تنهد بعمق وهو يتمتم “هلاقيكي يا نعمه هلاقيكي ”

______________________

لم تكلف نفسها بالنظر حولها .. وهي تمشي بوجه ذابل بداخل محل الصاغه..

اخذ كل واحد منهم مقعد …

يتبادلون نظرات غامضه..

أشار شهاب للعامل الذي يعمل هناك .بناء علي اتفاق سابق بينهم ..

غاب الشاب قليلا ثم جاء بعلبة حمراء .. اعطاها لشهاب..

فتحها بابتسامه جذابه .. راضية عن طلبه الذي نفذ في وقت قياسي ..

امسك خاتم ابيض بسيط يلمع بحبيبات كالنجوم..

وحلقة اخري “دبله”

بينما الكل ينظرون بترقب والدتها صديقتها سمر التي أتت الان ولم تنتبه لها سما …

وضع العلبة جانبا .. امسك يدها التي تضعها بحجرها وهي تذم شفتيها. انتبهت له

راقبت يديه التي دست الحلقة يليها الخاتم داخل اصبعها .بغير فهم وغباء اجتاحها فجاءه…

نظر لهم بيدها بتقييم…

نظرت لامها فاغرة فاهها ما الذي يحدث من المفترض أن يفعل ذالك تامر اليس كذالك .ام انها مخطئه وعلي سيرة تامر اين هو ؟

اقتربت منها صديقتها سمر همست في اذنها بضحكه “مبروك عليكي عمو شهاب يا سما ”

رمشت عدة مرات بغير استيعاب هل ما فهمته الان صحيح ام انها تتوهم …

شهقت بصوت عالي تسحب يدها بحركة عفوية من بين يدي شهاب الذي حضر نفسه لنوبة جنانها المعتاد.بابتسامه ماكره .

وقفت في مكانها وهي تتنفس بصوت عالي قائلة بهذيان “اي اللي بيحصل دا انا مش فاهمه حاجه فين تامر .انتم مخبيين عني ايه ”

جلبتها امها من زراعها حتي اعادتها للجلوس مرة ثانية اردفت ببساطه “شهاب جه طلبك من ايدي وانا بصراحة وافقت. ” وتابعت امام ذهول سما “انا كنت فاكره انك هترضي بيه بس خلاص لو مش عايزاه .نرفضه عادي ” لا لا هذا كثير أنهم يلعبون بها وهي لا تتحمل ..

فكانت ردت فعلها غير متوقعة للجميع.. قفزت من مكانها وهي تجري خارج المحل كان شبح يطاردها

انتصبت امها من جلستها .تنوي الخروج ورائها ..

فبادر شهاب بسرعة “خليكي انتي هنا يا مدام كوثر انا هعرف ارجعها ازاي ”

اماءت له بتردد .تلعن نفسها .كانت تريد جعلها مفاجاة لها ونست جنان ابنتها ..

تتساءلون كيف وافقت بهذه إلسهوله !

بداية كل شئ وما فعلته وما كانت تنوي فعله هو كان فقط لمصلحة ابنتها الوحيده .. راقبت شهاب عن كسب ؟ في كل حركاته وسكناته وبالاخير توصلت أن سعادة ابنتها لن تكون سوي معه .

تعلم كل شئ عن ما كان سيفعله تامر .. فقد اخبرها بكل شئ وصدقته. مشكلتها معه لم تكن مشكلة ثقه .. بل في انه هل سيتطيع تفهم ابنتها ؟ ويكون لها الاب الثاني .يحيطها بدفئه يحميها من غدر الأيام! ام لا … ويوم بعد يوم استطاع شهاب اثبات ذالك ..

ودون تردد اعطت موافقته له وسلمته ابنتها بقلب مطمئن ..

تجري ولا تري شئ امامها من كثرت بكاءها…

لا تعلم ماذا دهاها فجأة. لتخرج هكذا وتهرب بالأصل الم تكن تريد كل ذالك ؟ وما أن حصل ما أرادت هربت ؟

شعرت بيد تسحبها من مرفقها .. حتي اصطدمت بصدر عريض لم تكن بحاجة لمعرفة من هذا .. فرائحته.تكفلت بذالك!

تخبطت بين يديه بهستيريه.. تص.رخ “ابعد عني جيت ورايه ليه .انا مبحبكش ومش عايزاك انا هتجوز تامر انتي فاكرني لعبه بين ايديك تحركها زي ما انت عايز ”

استطاع السيطره علي جسدها داخل زراعيه..

فقال بصوت حاد قليلاً “سما اهدي وبطلي جنان ”

وتابع بنبره اشد وهو يضغطها داخل زراعيه “لو سمعتك بتجيبي سيرة البني آدم اللي اسمه تامر او اي راجل غيري هقطعلك لسانك انتي فاهمه انتي من النهارده هتبقي خطيبتي وكلها اسبوع وتبقي مراتي .وبالعافيه بالذوق هتجوزك ”

هدات قليلا بين زراعيه.. وكلماته قد نشرت السعاده داخلها.. جاهدت للحفاظ علي ملامحها الغاضبه حتي لا تبان لهفتها امامه فيضيع المتبقي من كرامتها امامه …

فقالت بغضب مدلل وهي تعدل وجهها للناحية الاخري وقد هدات فجاه .. “وانا مش عايزاك هو بالعافيه ”

رفع حاجبيه ولم يخفي عنه نبرتها المدلله فقرر إغاظتها..”طب والخاتم والدبله اللي في ايدك محتفظه بيهم ليه اما انتي مش عايزاني ”

تلقائيا رفعت يدها الي مستوي نظرهم وقد انتبهت لهم الان والي تصميمهم الذي جذبها كثيرا ً

جفلت منه وقد اقترب يقبل يدها برقة اذابتها..

احمرت وجنتيها..امام نظراته التي انتبهت لها لأول مرة تحكي عن شئ لطالما انتظرته وحلمت به !اسبلت عينيها بخجل تتهرب منه..

شبك انامله باصابعها الصغيرة بهدوء يطبق عليهما بتملك .. مشت بجانبه يدها في يده واليد الاخري تتشبث بذراعه…

.كان صمتها هو خير دليل علي استيعابها الأمر وموافقتها ..

فتم كل شئ علي خير ..اختاروا الشبكه الاجمل والمناسبه وسط فرحة من كانوا معهم يدعون لهم بسعادة تدوم وتدوم حتي نهاية العمر .

_______________________

“المعلومات التي طلبتها يا باشا وكل حاجه عنها موجوده في الظرف دا ”

أشار له آسر بالخروج بعد ما ادي مهمته التي طلبت منه علي اكمل وجه…

فتح الظرف بنفاذ صبر ..

عينيه التهمت الكلمات امامه .. يجعد حاجبيه مستشعراً أن هناك شئ خاطئ ..

صورتها هي .. ولكن اسمها اسمها ليس هو المتواجده امامه تدعي “زينه عماد والي. عاشت في لندن .وانتقلت منذ شهر الي مصر. تعمل كعارضة ازياء لاحدي البرندات الشهيره ”

القي الورق علي المكتب امامه.

شد شعره بيده كانه سيقتعله وعقله يدور في حلقات مفرغه. هو لا يخطئ أبدا. كيف هل يخطئ المرء في التعرف علي روحه ؟ عينيها الكحيلتان شفتيها خدودها التي تشابه الاطفال في بروزها كل شئ بها يدل علي انها هي .. لا يعقل أن يتواجد اثنان بهذا الشبه بطريقه لم تكن منطقية لديه …

قفز من مكانه .. بخفه تناول مس.دسه يضعه خلف ظهره وقد عرف الطريقه التي سيكتشف بها أن كانت هي ام لا .!

____________________

يتبع ٠٠

هوى القلب

الفصل الواحد والعشرين

مدت يدها للمرآه االضخمه التي تتوسط الحمام.. تمسح عنها الابخرة المتصاعده بعد حمامها الساخن تنظر لانعاكسها بتركيز تبحث عن شئ ما مفقود .ملامح مبهمه غير معروفه

لماذا تشعر بكل ذالك الفراغ .

الغربة! هذا هو الشعور الذي دائما ما يطغي عليها !

وكأنها تقف وسط الطريق .. يمر الناس من حولها بينما هي تصرخ وتصرخ لكن لا أحد يستمع .كانها غير موجوده .كانها سراب !

لم تشعر انها موجوده تتنفس علي قيد الحياة الا منذ ذالك اليوم الذي قابلته به !

الغريب الذي اعاد قلبها للحياة بعد الموت والسكون .تريد رؤيته مرة ثانية تريد أن تعيش !

ايجمعهما رابط خفي أم هي صدفه .لا يهم المهم أن وجوده يريحها!

لفت المنشفة العريضه حول جسدها الذي يقطر ماء متوجهة للخارج ..تتنهد بعمق

وقفت امام خزانتها.. تناولت غلالة نوم بيضاء بأصابع شارده وفكر سارح ..

مدت اناملها ناحية الفوطه وما أن كادت أن تنزعها.. وهي تعدل وجهها للناحية الاخري حتي تجمدت مكانها بعد ان خرجت منها صرخة صغيرة تنم عن ذعرها.. من ما رأته!!

هو أمامها الان !! من قضتها ليلتها ويومها بالتفكير به!! من شغل قلبها !! أمامها!!

كادت أن تصرخ ثانية وهي تتراجع الي الوراء لكنه باغتها حينما جلبها من زراعها الي صدره..

يلف يده من حولها بتملك ..

بيده مسدس اسود وضع فوهته علي فمه بتحذير من أن تفعل شئ ما يجذب انتباه من تعيش معها مثلاً وخوفاً منه اطاعتها بجسد ينتفض رعباً .. كفه المحيط بخصرها تثير بها مشاعر شتى !

وصل إليه خوفها منه من جسدها الذي يرتجف بين يديه ..

خرجت من بين شفتيه عبارة واحده بهمس دافئ “اهدي انا مش هاذيكي ”

تنفست بسرعة شديده وقلبها لم يتوقف عن القصف داخل اضلعها من قربه المدمر..

من اين اتي ؟ وكيف دخل الي شقتها وأيضا داخل غرفتها ومن اين عرف عنوانها ؟؟

عينيه اتجهت الي شفتيها المرتجفه الذي اشتاق الي ملمسهم بين شفتيه فاقترب منها الي حد لم يفصل بينهم سوي انشات قليله..

تلامس انفه بانفها حتي كادت أن تتلامس شفاههم ايضاً …

همس بانفاس ساخنه “وحشتيني”

حاولت أن تبعده عنها وهي لا تفهم كلماته لما يقول لها هذا الكلام ؟ ولما جاء الي هنا ؟ وضعت كفيها المرتجفتين علي صدره تريد ابعاده عنها.. لكنه كان يطبق عليها أكثر!

همست بصوت مرتجف خائف “ابعد عني انت بتعمل ايه ؟ وجيت هنا ازاي ”

تابع الكلام غير مبال لكلماتها قائلاً بصوت اجش خافت وقد انتقل بانفه الي خدها المتوهج بحراره “كلهم بيقولو انك مش حبيبتي. بس انا عارف هم بيكدبوا هم مش عارفينك لكن انا مستحيل اتوه عنك او اتلغبط فيكي.ازاي هو في حد بيتوه عن روحه ”

كلماته لامست أوتار قلبها.كادت أن تتكلم وتعترض تخبره انه ربما هو خاطئ

ولكن بدلاً عن ذالك خرجت منها شهقة عاليه تشعر بانامله الخشنه تعبث بطرف المنشفه..

قدميها اصبحت كالهلام لا تستطيع الوقوف لولا يديه التي تشدها الي صدره..

كمشت باصابعها الصغيرة علي سترته.. وهي تغمض عينيها بقوة . تتنفس بصوت عالي

كانها تغرق ..

أنامله تبحث عن شئ .. يكاد يجزم انها لا تعرف انه موجود … لكنه يعرفه وكيف لا وهي كانت ملجئه الذي كان يلتجا إليه كل ليلة

يهرب من العالم يقبع في أحضانها وبين زراعيها!

كم اشتاق الي اناملها التي كانت تداعب شعره. وانفاسها الناعمه بين انفاسها..

حتي اشتاق الي تلك اللهجة الغريبة التي كانت تحدثه بها حين تكون غاضبه منه !

شامة كبيرة أسفل كتفها هو ما يبحث عنها .. تلك التفاصيل الصغيرة هي ما ستاكد حدسه في إن كانت هي ام لا ؟؟

فمن غير المعقول أن يتشابه اثنان أن كانت هي بالفعل شبيه الي هذه الدرجة ..

وما ان كاد أن يتم ما يريد .ويكتشف بنفسه ..

وجدها فاقدة الوعي بين زراعيه.. ولم تتحمل كل هذا الضغط عليها..

حملها بين زراعيه … ثم وضعها علي السرير يسب ويلعن نفسه .. لا بد انه اخافها انتفض من مكانه حين ما سمع صوت أقدام قادمة الي غرفتها لا بد انها تلك الفتاة التي تسكن معها ..تواري بين ستائر الغرفة حتي لا تراه..

دخلت ندي بعد ما دقت الباب …

ثم اردفت ” العشا جاهز يا زينه ”

وزعت نظراتها علي الغرفة فوجدتها مستلقية علي السرير

تمتمت باستغراب “دي نامت ولا ايه ”

وحين اقتربت منها تابعت “وكمان مش مغيره هدومها ”

فلكزتها من كتفها تنادي “زينه زينه اصحي عشان تغيري هدومك وتتعشي ”

فتحت عينيها ببطئ ثم استقامت في جلستها وهي تتنفس بسرعه كانها كانت تجري لاميال تنظر حولها .

فجلست بجانبها ندي قائله بهدوء وهي تري حالتها المذعوره “اهدي دا انا ندي .اسفه بس كنت بصحيكي عشان تتعشي وكمان تغيري هدومك ”

وضعت زينه يدها علي قلبها .. تهدئ من نبضاته الثائره ثم قالت بتوتر وقد اختلط عليها الأمر “هو انا كنت نايمه ؟” اماءت لها ندي “ايوه انا دخلت لقيتك نايمه .شكلك تعبتي النهارده في الشغل ”

وافقتها علي كلماتها بإشارة بسيطه من رأسها..

“طيب انا هغير هدومي روحي انتي انا هحصلك ”

اخذت غلالة النوم التي كانت بجانبها ثم توجهت الي الحمام .وهي تتساءل في نفسها “اكان ما حدث ووجوده حلماً ام حقيقة ؟”

بينما هو كان قد انصرف بنفس الطريقة التي جاء بها !

____________________________

صباحاً “في منزل سما”

كانت تجلس علي السرير .. تضع كفها اسفل ذقنها تبتسم ببلاهه والقلوب تكاد تخرج من عينيها..

وهي لا تصدق ما حدث البارحة ..

شهاب تقدم لخطبتها وسيتزوجها!!آه وتحقق الحلم واخيراً

همست بهيام “هبقي مدام شهاب ال.. ” صمتت قليلاً وهي تتساءل “هو باباه اسمه ايه ؟”

ثم تابعت وهي تقفز من مكانها بحيويه ونشاط..وخصلات شعرها تشاركها نوبة سعادتها الصباحيه “يلا مش مهم المهم انه هو هيبقي بتاعي انا لوحدي وهتجوزه”

رات والدتها تضع عدة اطباق علي الطاولة فجرت عليها تحتضنها تقبل خدها قبلات كثيره “صباح الخير يا احلي ام في الدنيا ”

ابتسمت امها بسعادة لسعادة ابنتها ترد عليها “صباح الخير يا احلي سما في الدنيا .يلا الفطار جهز .تعالي اقعدي نفطر سوا ”

“لا افطري انتي انا رايحه لعمو شهاب ”

تاوهت وقد امسكتها والدتها من اذنها

فقالت السيده كوثر بحزم “مفيش مرواح لشقته من هنا ورايح الا لما يتكتب كتابكم. فهماني ”

واعترضت سما بتذمر “بس يا ماما ”

قاطعتها والدتها بحزم “انا قلت ايه ؟”

هزت سمها براسها موافقة ..فتركتها والدتها ثم اتخذت مقعداً امام الطاوله ثم قالت آمره “يلا اقعدي عشان نفطر بسرعه انتي نسيتي ولا ايه .شهاب هيجي عشان يلبسك الشبكه.ولازم نجهز كل حاجه قبل الليل ”

ابتسمت سما باتساع وقلبها ينبض ب .اخذت مقعداً بجانب والدتها ..

اخذت تتناول الطعام بشهية مفتوحه ووجهها يضوي بسعادة واضحه ..

اخذت السيده كوثر لقمة من الطعام غمستها بالمربي ثم قالت بنبرة ماكرة “انتي عارفه يا سما لو شهاب سمعك وانتي بتقوليلو يا عمو هيعمل فيكي ايه ؟”

رفعت سما راسها عن الطبق امامها ثم اجابتها بغباء “هيعمل ايه يعني ؟ ما انا علطول بقوله يا عموا وهو مش بيقول حاجه ”

قلبت السيده كوثر عينيها من غباء ابنتها ثم اردفت وهي ترفع كتفيها بأهمال قبل أن تضع اللقمة في فمها “لا ولا حاجه احتمال يعلقك علي باب أوضتك من رجليكي بسبب غبائك! انتي بقيتي خطيبته وكام يوم وهتبقي مراته عمرك شفتي واحده بتقول لخطيبها ولا جوزها يا عمو ؟”

احمر وجهها بخجل من كلمات والدتها والتي قد استوعبتها الان هو بالفعل سيكون زوجها.. فمن غير المعقول أن تناديه بذاك اللقب ! ستناديه باسمه في وجهه مجرداً

فقالت وهي تذم شفتيها بحرج “اصل انا اتعودت علي قولة يا عموا.”

رفعت امها حاجبها بتهديد فقالت سما باستسلام وهي تتهرب من امها حتي لا تري خجلها “خلاص بقي يا ماما ابقي اشوف الموضوع دا.خلينا نفطر دلوقت ”

ضحكت امها .. بعبث وقد لاحظت خجلها !

لكنها لم ترد أن تخجلها أكثر فصمتت وهي تعود لاكمال افطارها!

_________________________مساءاً

كان يقف امام المرآة.. يتافف بضيق للمرة العاشرة لا يستطيع ربط تلك “الكرافتة ” مرة اخري ..

من يصدق أن رجلاً في منتصف الثلاثينات يستطيع حل معادلات صعبه ولا يستطيع حل مشكلته في ربط تلك المسماة ب”كرافتة”

خلعها عن عنقه ب ..وقد نفذ صبره منها القاها علي السرير وقد قرر البقاء هكذا ..

بقميص اسود .يعلوه جاكيت من نفس اللون..

هذب شعره الناعم في قصة تليق بسنه تعطيه وقاراً وجاذبية فوق جاذبيته.

اخذ نفسا عميقا والتوتر قد اخذ منه ما اخذ!

وضع الفرشاة جانبا ..

بعد أن تاكد من كل شئ انطلق متوجهاً الي شقة حبيبته المجنونه.

__________

“هو كان لازم اختار الفستان الاحمر صح ” قالتها سما بتوتر ..

قلبت سمر عينيها بململ. وهي تري صديقتها مرتبكة و لا تكون علي هذه الحالة الا عندما يتعلق الأمر به !

شهاب ومن غيره.. الذي ظهر لها من العدم. ليقلب كيانها راساً علي عقب..

تنهدت سمر ثم قالت بصبر “لا يا سما الابيض احلي عليكي وانتي زي القمر ”

ابتسمت سما بتوتر .ثم جلست بجانبها امسكت يدها وهي تقول بترقب “بجد انا حلوه يعني هغجبوا”

بادلتها سمر الابتسامه ثم قالت تطمئنها “تعجبيه بس ؟ انتي مستهونه بنفسك ولا ايه يا بنتي ؟ هو هيلاقي واحده بجمالك وحلاوتك وطيبتك ً فين ؟”

تنهدت سما قائله بارتجاف “انا مش عارفه مالي متوتره ليه. ” وتابعت “هو أتأخر ليه كده كل ما يتأخر كده انا هتوتر اكتر ” وما أن كادت سمر ان تتكلم حتي دخلت السيدة كوثر وهي تطلق الزغاريد..

فوقفت سما بترقب وقد علمت انه بالتاكيد قد اتي !

توقفت والدتها قليلاً تنظر الي ابنتها الوحيدة التي قد كبرت وستتزوج وتتركها..

ادمعت عينيها وقد تذكرت زوجها الراحل.. لكم كانت تتمني أن يكون موجود حتي تكتمل فرحتهم .. لكن هذا قضاء الله الأمر ليس بيدهم..

فقالت بغصة بكاء بعد أن اقتربت منها “ربنا يحفظك يا سما ويسعدك.”

احتضنتها سما بقوة وكانها شعرت بها …

فقالت امها بسرعة حتي لا تفسد الأمر وتحزنها “يلا مستنيين ايه العريس برا والناس مستنيه ”

اخذت سما نفسا ثم زفرته ببطئ .. تكاد تفقد وعيها من شدة توترها..

ابتسمت ابتسامه صغيره ناعمه ..

ثم مشت مع والدتها ناحية الخارج حيث الجميع ينتظرون .

______________^____________ما أن وقعت عيناه عليها ..حتي حبس انفاسه داخل صدره بقوه وهو يراها تتهادي أمامه بخجل بفستانها الابيض الذي ينافس بباض بشرتها ..

محتشم يصل الي الكاحل .

يضيق من الاعلي الي أسفل الصدر ..

ثم يتسع الي الاسفل ..

شعرها تجمعه علي كتفا واحد حتي وصل الي خصرها.. زينة ناعمه هادئه اكملت مظهرها ..الذي خطف لبه..

لم ينتبه لنفسه حين قام من مقعده وعيناه تتابعنها تلتهمانها التهاما.

وقفت امامه بخجل وجنتيها متوردة بخجل

مد يده لها فوضعتها في كفه بقلب خافق ..

طوال السهرة لم يخلع عينيه من عليها .. وهي تسرق نظرات خاطفة له كل حين فتهيم به اكثر ثم ترجع لتخفض بصرها بحياء ..

كانت اجمل اللحظات لن ينساها طالما حيا وهو يلبسها الخاتم و” الدبله ” كانه يعلن للعالم انها ملكه !يتشبث بها بقوه ..

وسط مباركات الحضور ..

“هتفضلي ساكته كده كتير. بصراحه مش متعود علي هدؤك دا ”

رفعت رأسها له تتطالعه بعينان متسعتان بحلاوة ..

ثم همست برقه “هقول ايه يعني ؟”

مط شفتيه ثم قال مبتسما “الف مبروك مثلاً ”

ابتسمت ابتسامه ناعمه خجله هامسة “الف مبروك ”

تحركت شفتي شهاب للكلام الا انه توقف .. حين راي ذالك الطفل مروان … أمامهم

فقال مروان بهدوء “الف مبروك يا استاذ شهاب مبروك يا سما ”

ابتسمت سما وهي تقول بموده “الله يبارك فيك يا مروان عقبالك ”

كان واضح من عينيه كم الغضب الذي يحمله ذالك الطفل تجاه ما يحدث..

واتاكد ذالك حين انخفض الي اذن شهاب قائلا بهدوء “انت كسبت واخدت مني سما. وانا موافق علي شرط .البنت اللي هتجيبها طنط سما دي هتكون بتعتي وهاخدها انا متفقين ؟”

فغر شهاب فاه من كلمات هذا الطفل ثم اومأ له ببطئ بعد أن استوعب ما قال فمن يرفض هذا العريس المتكامل يكون مجنونا ..

ابتسم مروان باتساع وهي يجري يختفي وسط الحضور ..

“هو قالك ايه ”

نظر إليها شهاب ثم قال بعبث حتي يغير الموضوع “بيقول انك حلوه اوي النهارده”

انفرجت شفتيها بتفاجا قليلا شهاب يغازلها ام انها تتخيل ؟

عادت لخجلها مرة اخري وسط ابتسامته العابثه ..

________^________

أن أخبروها ما الذي تفعله الان ..فسيكون جوابها لا اعلم كل ما اعرفه انني اريد ان أراه…

“انا كنت فاكره بعد اللي حصل انك مش هتوافقي تيجي هنا تاني ”

قالتها ندي بحيرة… فقد عرضت عليها زينه أن تأتي الي ذالك الملهي برغم ما حصل ..

فقد توقعت انها ستخاف ولن تجرؤ علي المجئ الي هنا ثانية!!

أجابت زينه بارتباك “لا اصلي عجبني الديسكوا هنا .وما تخديش في بالك هو تلاقيه كان شارب ولا حاجه. واكيد مش هيحصل تاني ”

اماءت لها ندي بغير اقتناع شاعرة أن هناك خطا

“طيب انا هروح اجيب حاجه نشربها ”

لم تنتبه لها وعينيها تبحث عنه وسط الحضور .. علها تلتقط طيفه

واجهتها هيئه ضخمه فنظرت للاعلي..

وجدته شاب في منتصف العشرينات يقدم لها عرضا وهو يمد يده لها “تسمحيلي بالرقصه دي ”

رفضته بادب “لا ميرسي مش بعرف ارقص ”

الح عليها مرة اخري “هعلمك الرقص”

واعادت الرفض “لا ميرسي افضل اني اقعد هنا احسن ” باصرار منه علي الرقص معها .. كان سيلح عليها مرة اخري.. لولا شعوره بشئ صلب علي خصره

نظر للاسفل فتجمدت الدماء في عروقه وهو يري مسدس موجه إليه من قبل شخص مجهول بالنسبه له بعينان تنطقان بالشر الخالص..

وعلي الفور دون مجادله.. انصرف بهدوء وقد لمح التهديد الخفي ..

اعاد آسر السلاح الي مكانه.. ملتفتاً الي تلك التي لم تنتبه له وعينيها تائهة في مكان آخر ..

لا تعرفه يعلم ذالك من نظرات عينيها الثابته في عينيه .. وبالرغم من ذالك هو متاكد انها هي !

هناك بالتاكيد شئ خاطئ حلقة مفقودة في الأمر سيعرفها وبطريقته الخاصه..

التهديد والتصرف بجنون لن يفيد فقد يزيد الوضع سوءاً لذالك عمد الي هذه الطريقه!

لو اضطر لجعلها تحبه وتتعرف عليه من جديد .سيفعل .. اقترب منها جلس بجانبها..

همس في اذنها بصوت خشن “بدوري علي مين ”

انتفضت في مكانها.. التفتت إليه

وقبل أن تتكلم بادر هو بالكلام “انا كنت جاي اعتذر منك علي اللي حصل! اسف مكنتش في وعي ارجو انك تسامحيني ”

وضعت خصلة من شعرها خلف اذنها بانامل مرتجفه ثم قالت بتلعثم “لا و لا حاجه مفيش داعي للاعتذار انا مسمحاك ”

كتف يديه الي صدره “انا حاسس انك مش مسمحاني ”

هالة الجذابية التي تحيط به تهلكها وتزيد من ارتباكها..

نظرت إليه وهي تقول وقد انفرجت شفتيها عن ابتسامة حقيقيه “وايه اللي ياكدلك اني مسمحاك ”

سيكون غبي أن لم يستغل هذه الفرصه ..

فمد يده إليها وهو يقول بدفئ “رقصه ” وقبل أن تعترض بادر هو “عارف انك هتقولي مش بتعرف ترقصي. تسمحيلي اعلمك ”

لم تجد بداخلها رفض تجاه كما رفضت الاخر..

تلقائيا وضعت يدها داخل كفه الذي احتواها سريعا يضغطها برفق..

سحبها خلفه حتي وصلوا الي ساحة الرقص ..

أشار إلي منسق الموسيقي بناء علي اتفاق سابق بينهم.. فصدحت نغمه رومانسيه حالمه في الاجواء

تجمع بعض الأزواج يتراقصون مع البعض بجانبهم

لف ذراعه حولها يجذبها الي صدره وضعت يدها بكفه والاخري علي كتفه..

قلبها يعزف مقطوعة خاصة علي أنغام قلبه ..

وضعت رأسها علي كتفه بينما هو يميل عليها كل منهما تائه في الاخر …

مع مرور الوقت لم تشعر بنفسها.. وهي تحتضنه أكثر فإن لم تكن ذاكرته تعرفها… فجسدها يعرفه حق المعرفة..

فتحت ندي عينيها علي وسعهم من منظر الجسدين المتعانقين وقد تعرفت عليهم ..

ضغط علي الكاس بيدها حتي كاد أن يكسر .. اذن جاءت الي هنا من أجل هذا من أجله ؟.

_________________

يتبع…

هوى القلب

الفصل الثاني والعشرين

توقفت الموسيقي لكن لم يتوقف قلبيهما عن التغني بعشق غير متوقع ولد في ظروف لم تكن مهياة له …

من كان يتوقع بل يحلم..ان اثنان من عالمان مختلفان كل الاختلاف عن بعضهم سيجتمعان..

اذن بالفعل الأضداد تتجاذب.وكان هما خير برهان علي صحة تلك المقوله…

كانت تائهة في رائحته التي استطاعت جذب كل حواسها بسهوله .. فتركت انفها بالقرب من عنقه

تستنتشق تلك الرائحة التي أعجبت رئتيها كثيرا ً

ولم تنتبه لتوقف الموسيقي.. الا حينما هتف الحضور بحماس وتعالت صوت موسيقي اخري صاخبه ازعجت اذنيها لتخرجها من عالمها . لعن هو بصوت خافت .. حينما إنتهت الموسيقي وبدات في التململ بين ذراعيه ويبدوا انها انتبهت لما كانت تفعله..

يعز عليه تركها هكذا لو كان بيده لكان حبسها داخل اضلعه ولم يتركها .. لكنه لا يريد أن يخيفها !

فخلع يديه بصعوبة من حولها …

بينما هي وجهها قد تلون بحمرة خجل واحراج محبب .. افقده البقية الباقية من عقلة

لم يستطع السيطر علي نفسه يديه تحركت لاناملها يضمها بين كفه الدافئ .. يسحبها خلفه وسط سكونها وهي تنظر ليدها المتشابكة بيده بتوهان يفرض عليها هذا الكائن سيطرة غريبه والأغرب من ذالك انه لايوجد بداخلها أي رفض او نفور تجاهه محيراً ما يحدث بالفعل .تعلم تمام العلم انه لو كان احد غيره لما كانت سمحت له بفعل ذالك .. فهي انطوائية الي حد ما قليلة الكلام .. لا تثق في أحد بسهولة ولا تعلم السبب .

انتبهت حواسها الي انه لم يعد بها الي الطاولة التي كانا يجلسان عليها بل يتوجه بها الي مكان آخر يمشى بسرعة بينما هي تكاد ان تقع من فرط سرعته تحاول مجارات خطواته تسارعت دقات قلبها وهي تقول متسائلة بذعر “انت واخدني علي فين ؟ آسر ”

لكنه بدا كانه لم يسمعها وهو مستمرا بجرها خلفه .. وعينيه تبحث عن شئ ما ..

ووجده مكان معزول لا أحد به..

وعلي حين غفلة لم تدري كيف الصقها بحائط يحاصرها من كل الجهات ..

اتسعت عينيها بخوف تبتلع ريقها عدة مرات.. وكفيها ملتصقتان بالحائط…

حاولت إخراج صوتها فخرج مرتجفا “انت بتعمل ايه انا عايزه امشى ابعد ”

اقترب منها وانفاسه بالكاد تخرج عينيه ترتكز علي شفتيها المرتجفتين والمنفرجتين باغراء كانها تدعوه لها فقد سيطرته وانتهي الامر فقط يريد تقبيلها الارتواء يريد انفاسها العطرة له..

خرجت من بين شفتيه كلمات بهمس كانه يصارع “سامحيني مش قادر ابعد”

وما أن كادت أن تتساءل عن مقصد كلماته..

حتي وجدت نفسها محبوسة بين زراعيه وشفتيه قبضة علي ثغرها بتملك

ارتجف جسدها بجنون بين زراعية من هول المشاعر التي انتباتها جراء لمساته .. لكنها لم تحاول أن تبعده بل أغمضت عينيها واستسلمت لامر قلبها.

لفت زراعيها حول عنقه..

بينما كان هو يدور بها… يضغط جسدها في جسده يشعر بحرارتها التي انتقلت إليه..

لا تعلم من اين اتتها الجراة تبادله بشغف وجنون..باستمتاع

افرجت شفتيها بتلقائيه تعطيه الفرصة بتعميق ال بمبادرة كان هو أكثر من سعيد ومرحب بتقبلها

ابتعد بعد مدة بصعوبة حينما شعر بانفاسها تقل من بين انفاسه…

نفس ردات الفعل ككل مرة يقترب منها فيها .. تغمض عينيها تتنفس بسرعة شفتيها تبدأ باظهار علامات هجومة عليها ..

كانت ما زالت مخدرة من مما حصل منذ برهةو مازالت زراعيها حول عنقه … حتي لم تنتبه له حين سحبها خلفه وكعادتها جسدها يطيعه في كل ما يفعله..

لاحقاً في منزلها ..

كانت تجلس علي السرير تنظر أمامها بنظرات شاردة بابتسامة بلهاء

ترفع اناملها كل لحظه تتحسس شفتيها ثم تعود للابتسام مرة اخري..

فبعد ما حدث بالملهي اخذها معه .نحو سيارته أوصلها لمنزلها..

بينما هي منزوية في مقعدها تنظر الي الطريق كي تتهرب منه..تلعن نفسها علي غبائها استسلامها المفاجا له كان كارثة بنظرها.. .

وما أن انتبهت انها امام البناية التي تقطن بها حتي اسرعت تنزل من السيارة بقدمين لم تعرف كيف حملانها واوصلاها الي هنا ..

اخرج من شرودها صوت ندي التي كانت وكان الشياطين تتراقص حولها ..

قائله بغضب “جيتي امتي ” جفلت قليلاً ثم قالت بعد أن نظفت حلقها وقد تذكرتها للتو الان “لسه من خمس دقايق ”

رفعت ندي حاجبيها ثم قالت بحده “ومنتظرتنيش ليه ؟ مش انا كنت معاكي اغيب تلات دقايق ارجع ملاقيكش ”

تململت زينه في جلستها ثم نهضت من مكانها متجهة الي خزانتها ثم قالت بتململ مدعية أن لا تكشفها “يووه يا ندي راسي وجعتني من الدوشه ماستحملتش وجيت علي البيت ومكنتش عايزه ابوظلك سهرتك “..

انها تكذب تعلم ذالك .. فقد راتهما وهما يتراقصان كالعشاق ثم بعدها اخذها الي مكان ما وبعد مده خرجا منه وهي وجهها كان محمر بخجل بينما ذاك تعابير وجهه جامده لا توحي بشئ .. وقد تأكدت من ذالك بكذبها وارتباكها الواضح

هناك بالتاكيد شئ تخفيه عنها .لكن ما هو ؟

همست في نفسها “ماشي يا زينه اكدبي وانا هعمل نفسي مصداقي لحد ما اعرف اللي بيجرا بينك وبينه ”

===========شهاب وسما طوال الاسبوع المنصرم كانا منشغلان بتجهيزات العرس .. بالكاد يروا بعضهما

لا تسمع صوته سوي بالليل يتكلمان الي أن ينتهي بها الأمر نائمة في سبات عميق بنوم لا يتخلله الا هو وصوته الدافئ بابتسامة سعيدة مطمئنه

_________________

لمسات أخيرة كانت هي ما تحتاج إليه حتي تكمل طلتها..

بفستان الزفاف الابيض البسيط لكن جذاب ..

ضيق من الاعلي الي الخصر ثم يتسع الي الاسفل اتساع خفيف …

شعرها مرفوع الي الاعلي بقصة جذابة زادتها انوثة واغراء

والزينة المتقنه زادتها جمالاً

دقات قلبها تتقافز بين اضلعها .. لا تعلم هل هي سعاده ام رهبة

فما كانت تحلم به صار الان بين يديها تستطيع لمسه …

قامت ببطئ من علي الكرسي التي جلست عليه لساعتين متواصلتين.. لتنتهي الي ما هي عليه الان .فتنه ستخطف لبه!دارت حول نفسها وهي تفرد كفيها علي طرفي الفستان تهمس بتساؤل لصديقتها سمر .. التي جهزت نفسها علي اكمل وجه لهذه المناسبه زواج اعز اصدقائها التي كانت كاخت لم تلدها امها ..”ايه رايك ”

ابتسمت سمر ثم قالت بصدق “تجنني الله يعين عمو شهاب علي الجمال دا كله ”

ابتسمت سما بخجل وتوتر ..علي سيرة ذكرها لشهاب تتساءل يا تري من سيكون اجمل هي أم هو. بالتأكيد سيكون رائعا كعادته!

لم تعطها سمر الفرصة لتسرح بخيالها تقدمت منها وهي تقول بينما تمسك الهاتف بيدها “مش وقت كسوف دلوقت يلا ناخد سلفي قبل ما للدنيا تتزحم ”

عشرات الصور التقطت باوضاع مختلفة منها الهادئه ومنها المجنونة والشقية.. تخلد ذكري لا تاتي بالعمر الا مرة واحدة!

دخلت السيدة كوثر والتي كانت تجهز نفسها هي الاخري بالغرفة المجاورة….

ابتسمت بحنان ودموعها لم تستطع كبتها .. تقدمت منها سما بسرعة والدموع بدأت تتجمع في عينيها..

القت نفسها في أحضانها.. تقبل رأسها بقوة

ظلا هكذا مدة حتي تحركت سمر والتي رات أن الاجواء ستقلب الي دموع وحزن ..

فقالت بمرح “احنا هنقضيها بوس واحضان و لا ايه امال خلينا ايه للعرسان ”

ابتعدت سما عن والدتها ووجهها قد تلون بإحراج وخجل .. بينما والده سما نظرت لها بحدة وهي تتمتم “لولا عارفه إنك هبله زي بنتي وبتدبشي وبس كان هيبقي ليكي معايا حساب تاني ”

قلبت سمر شفتيها ثم اردفت وهي تكتف زراعيها الي صدرها “الله يسامحك يا ماما كوثر .انا هبله برضوا ”

“وبقرنين كمان ”

قالتها سما وهي تغمز لصديقتها حتي تكف عن الكلام ..

هزت السيدة كوثر رأسها بياس .. ثم وجهت نظراتها الحنونة لابنتها… “يلا يا بنتي الناس مستنيين برا وكمان شهاب.واقف من زمان ”

كتفت زراعها بزراع والدتها .. وهي تفكر انه كانت لتكون سعادتها كامله لو كان ابيها موجود …

تماسكت بصعوبة عن البكاء لانها تعلم نفسها انها لو بدأت بالبكاء لن تصمت ابدا..

وبقلب عاد يخفق بسعادة … خرجت مع والدتها وسط الزغاريد والمباركات ممن كان يحضرون من جيرانهم..

========

في اسفل البناية

يقف امام سيارته بطلته الرسمية بدلة سوداء بدون كرقْاته بالطبع

رسمت اكتافه العريضة وبنيته االضخمه. ذقن سوداء لامعة منمقة بعناية اكملت مظهره فبدي كشاب في منتصف العشرينات..ترافقة حكمة رجل الثلاثينات ..

جاذبية واتزان قل ما تجدهم عند اقرانه..

عينان عسلية حادتان تحيط بهما رموش كثيفة تطالع باب البناية بترقب وقلب خافق بجنون .. كانه مراهق ينتظر لقاء حبيته..

تجمد في مكانه للحظات ما أن رآها بطلتها الفاتنة لم يكن يعلم أن ذاك التصميم البسيط الذي اختارته سيكون هكذا عليها ..

ظهرت ابتسامة خفيفة علي شفتيه.ما أن وقفت امامه والجميع بلا استثناء يشيد بالعريس وهم لا يصدقون انه من يقف امامهم في منتصف الثلاثينات..فقد ظن من لم يره أكبر مما يظهر عليه ..

مد يده لها فرفعت كفها تضعه ببطء في كفه .. اغلق عليها كفه يضغطها برفق..

ادخلها داخل سيارته.. وبجانبها والدتها

ومن الامام كان هو وصديقتها التي تنظر إليه ببلاهه ماخوذة بوسامته .بينما هو لم ينتبه لها من الاساس بل كان مشغولا بمراقبة اميرته الخجوله من خلال مرآة السيارة

انطلق هو

ليتبعه فوجا من السيارات التي تحمل المعازيم متجهين الي قاعة العرس لتكون آخر خطوة في إكمال مراسم الزواج.. ________________

هناك في قاعة العرس المجهزه تجهيزاً كاملا وباروع ما يكون..

اتخذ الجميع مقاعدهم حول الطاولات لتبدأ فقرات الحفل …

وكان اولها كتب الكتاب..

“بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير”

انطلقت هذه الكلمات من الماذون ليعلن وليعلم الجميع أن تلك الصغيرة اصبحت ملك ذالك الثلاثيني معذب قلوب العذاري….

توجه إليها بينما الموسيقي الهادئه تعزف بنغمة مناسبة..

وقفت امامه وضع يده خلف ظهرها يجذبها الي صدرها هامس ببحة رجولية “مبروك يا سما”

أغمضت عينيها تستقبل قبلاته التي أحرقت بشرتها علي جبينها وجنتيها الساخنتين والمتوهجتين بحرارة….

القت نظرة عليه دون أن يراها.. انفرجت شفتيها قليلا ً لا عجب اذن من ما سمعته من بعض الفتيات هم يتهامسون عليه..

عبست قليلاً لم يجب أن يكون بكل هذا الجمال بينما هي لا شئ امامه ..

“الله يخرب بيتك هتفضحينا الناس تقول عليكي ايه اقفلي بؤك ”

كانت تلك سمر تهمس الي صديقتها الهائمة به دون مراعاة لأحد..

اطبقت سما شفتيها بحرج … وهي تعود لوضعها الخجول بينما شهاب يستقبل التهاني ببسمة خفيفة..

بعد فترة جاءت الفقرة الاهم الا وهي الرقصة المعروفه “سلو ” يؤديانها العرسان

سحبها شهاب خلفه ليصلوا الي ساحة الرقص جذبها الي زراعيه.

بينما هي متشبثة بعنقة بفرحة لم تستطع اخفاءها..

سارحة في عينيه العسليتين .

قالت بهمس دون أن تعي “انا مش مصدقة”

ابتسم بجذابيه ثم قال بدفئ “مش مصدقه ايه ؟” اخفضت رأسها قليلاً بارتباك ثم رفعت رأسها ثانية تنظر لعمق عينيه متابعة بنبرة هادئة مشوبة بعاطفة “مش مصدقة انا معاك وهحبك براحتي وقدام الناس ”

تنهد بعمق لما عليها أن تكون بكل تلك العفوية وتظهر حبها له في كل وقت .هو سعيد بها للغاىة سعيد برؤيتها هائمة به .كل ذالك يرضي غروره الذكوري بطريقة ما.

قبل جبينها الناصع برقة ثم قال بصوت اجش وانفاسها داخل انفاسه “انتي ماتعرفيش انه انا اللي محظوظ بيكي.انا اكتر راجل محظوظ في الدنيا انه معايا زوجة جميله من برة ومن جوة زيك ”

واخيراً اعترف بشئ مما في داخله تجاهها وعرفت جزء مما يجول بداخله .. هو نعم تزوجها لكنه لم يعترف بحبه لها . تنتظر هذه اللحظة منذ أن اعترفت لنفسها بعشقه وتمنت أن يبادلها

ابتسمت بإتساع وهي تقول بعفوية كعادتها “بجد يا شهاب ”

خطف من انفها المحمر ثم همس بحنان “بجد يا روح شهاب ”

كادت أن تقع علي الأرضية ما أن سمعت هذه الكلمة منه لولا ذراعه التي تسندها

فقال بخفوت ضاحكاً وهو يراقب ردات فعلها التلقائية “هتقعي يا مجنونه “وتابع بعبث لم تعتد عليه بعد “امال هتعملي ايه لما نكون لوحدينا ”

وغمز لها فاتسعت عينيها من جرأته الفاضحة همست بنفسها “اهم بدلوا شهاب بحمدي الوزير ولا ايه ايه ده ”

عبست بشدة ووجهها احمر بضراوة دست رأسها بصدرة متهربة من عبثه..

لاحقا وبعد أن انتهت جميع فقرات الزفاف. جاء الوقت لتوديع العروسين..

ودعت سما والدتها بدموع لم يستطع الاثنان كبتها وامها تدعوا بزواج ناجح وذرية صالحة..

جاءت لتوديع صديقتها سمر التي كانت تبتسم ببلاهه كالمجنونه. لم لا تبكي في مثل هذه اللحظة العاطفية..همست في اذنها بخفوت “خليكي انتي كده اضحكي زي المجنونه وانا هموت من الخوف ”

ردت عليها سمر بصوت هامس “وخايفة من ايه ”

اجابتها سما بصوت مضحك “انت مش شايفه شهاب اللي اتحول لحمدي الوزير .عمال يعملي نفس الرياكشن بتاعه.”

ضحكت سمر بصوت عالي ولم تستطع كبت ضحكاتها وهي تتخيل الامر..

نظرت لها والدة سما بتساؤل فتوقفت عن الضحك بصعوبة حتي لا تثير الشبهات.

اردفت سمر ضاحكة “روحي يا بنتي ربنا يهديكي شكلك اتجننتي.عمو شهاب بقي حمدي الوزير دلوقتي ”

لوت سما شفتيها بغيظ ..

ثم بعد أن انتهت من توديع الحضور توجهت حيث ينتظرها ذالك المنحرف شبيه حمدي الوزير كما أطلقت عليه …

“ايه شكلك خايفة ” قالها شهاب بتساؤل لسما التي تنظر إليه بشحوب اجابته بارتباك “و وانا هخاف من ايه يعني”

وتابعت امام تلك التعابير التي بدأت في الظهور علي قسمات وجهه ثانية “انت ناوي تعمل ايه ”

ضحك بخفوت وهو يتناول يدها التي كانت باردة كالثلج..قبلها برقة

وهو يتمتم ببراءة “مش هعمل حاجة اهدي بس انتي انا مش هاكلك ”

يقصد الان وبعدها لا يضمن ( *

“انا انا بردانه ”

قالتها سما بتلعثم..

فعبس قليلاً ثم تناول جاكيت سترته من الخلف ثم اعطاه له قائلاً بقلق حقيقي “خدي دي هو فعلا الجو النهاردة بارد شوية خدي بالك لتاخدي دور برد. واحنا في غني علي الاقل الليلة ”

ها قد بدأ عبثه ثانية ما الذي اصابه هل جن الرجل ..شهاب الصامت٤ والجاد كان افضل بكثير لها من ذالك الذي ينظر لها كانها فريسته وسيتهجم عليها باي لحظة.. انزوت في مقعدها تحتمي بسترته من لفحات الهواء البارد ومن جنونه. ..

بعد فترة

كانا قد وصلا الي الفْيلا التي تخص شهاب ..

لم تعطه الفرصة .. للكلام وفاجئته بأن خرجت من السيارة تمسك بطرفي الفستان تجري كالمجنونه امامه ..

ال عقدت لسانه قليلاً ثم مالبث أن خرج من سيارته وهو يلاحقها بخطوات واسعه

ينادي عليها

وصلت الي غرفته تنوي إغلاق الباب في وجهه لولا قدمة التي حالت عن ذالك

قال شهاب بغضب وهو لا يفهم سر جنونها المفاجئ هل تنوي ابعاده عنها الليلة ؟

“في ايه مالك انتي اتجننتي ولا ايه ”

تركت الباب بعد أن تعبت من محاولة غلقه في وجهه

ثم نظرت حولها بتشتت يجب أن تهرب منه تريد العودة إلي امها لا تريده بعد الان . كانها فقدت عقلها وهي تردد هذه الكلمات بهمس في نفسها

نظرت إلي النافذه التي توسطت حائطة في غرفتهم اتجهت إليها تسابق قدميها الرياح ..

عقد حاجبيه بغضب من تصرفاتها الحمقاء

اتجه ناحيت النافذه التي خرجت منها للتو امامه

راها وهي تقف عند المسبح المتواجد في الناحية الاخري من غرفته ..

وقف هو علي الناحية الاخري ثم قال بهدوء “مالك يا سما انتي خايفه مني ؟”

هزت راسها بالايجاب وهي تتمتم بأعين لامعة بالدموع “ايوه انا مش عايزاك انا عايزة ماما ”

كان يستمع إليها فاغرا الفاه بذهول !

فقال ببطء وهو يمد يده لها بامل وقد فهم سر تصرفاتها الغريبه “انا مش هاذيكي يا سما انا بحبك وانتي كمان بتحبيني واللي بيحب حد لازم يثق فيه مش كدا ”

لم يكن عقلها متواجد في تلك اللحظة التي لطالما تمنت حدوثها كل ما يسيطر عليها هو الذعر فقط لا غير

ما أن رأي صمتها حتي اعتقد انها هدات..

ولكن ما أن اقترب منها حتي صرخت “لا”

تزامنا مع تلك الكلمة انزلقت احدي قدميها لتقع مباشرة في حمام السباحة البارد

جري عليها شهاب وهو يلعن

ارتكز علي ركبتيه..

وبحركة واحدة ولانها كانت قريبة من مرمي يده

امسك زراعها وهو يسحبها من وسط المياه

كانت تشهق بصوت عالي وقد ابتلت تماما جسدها ينتفض بقوة من برودة المياه

تمتم شهاب بغضب “شفتي آخر تصرفاتك الغبية ”

حملها بين ذراعيه ثم ادخلها الغرفة وسط مقاومتها الضعيفه اغلق النافذة خلفه ثم الستائر..واتجه للباب وفعل ذالك ايضا..

عاد إليها وهي تحتضن نفسها بزراعيها

وقف امامها وقد قلق عليها كثيرا بالتاكيد ستمرض بفعل هذه االمياه

وبدون تفكير مرتين وتحت الاضواء الخافته اتجهت انامله الي سحاب فستانها فتحه حتي سقط عند قدميها

شهقت بقوه وكادت أن تصرخ لولا احكام زراعيه عليها قائلا بهدوء حاد “ششش ولا كلمة ”

سكنت بين زراعيه قليلا

حملها مرة ثانية وضعها علي السرير … وبسرعة كان هو الاخر عاري الصدر ..

اتجه إليها ثم استلقي علي السرير جلبها الي زراعيه علي صدره

تلامس جسده الدافئ بجسدها البارد واحتكاك يديه العابثتين نجح في بث الدفئ إليها قليلا وتوقفت عن الارتجاف..ورغم ذالك لم يتوقف هو عن ما كان يفعله بل تجرأت يديه يتحسس منحنيات جسدها بحرارة أشعلت حواسها..

شعرت بانفاسه الثقيله والساخنه داخل عنقها ..يوزع قبلات ملتهبه علي طول عنقها وعرقها النابض..

بتلقائية احاطت كتفيها بيديها وجسدها المحتاج للدفئ يدفعها للاستمتاع بلمساته..

شفتيه لامست فكها وجنتيها بعشوائية وكأنه يبحث عن شئ ما ..

وكانها فهمته حركت وجهها لتكون قريبة من شفتيه..

وما أن عثر عليهما

اطبق عليهما بنهم وجوع وهو يقلبها حتي اصبحت أسفل جسده ..

لم تستطع امام هذه العاطفة الجديده عليها كليا الا أن تغمض عينيها تبادله .. تتقبل هامسته الشغوفه باذان صاغية..

تتنهد برقه بين زراعية.. تطبق ما يمليه عليها بطاعة لا مثيل لها زادت من جنونه وتدفق العاطفة بينهما وقد اكتمل كل واحد منهما بالآخر .

____________

ها قد مر اسبوع عليها دون أن تراه بعد تلك الليلة .اشتاقت إليه كثيرا ولا تعلم السبب

وضعت بعض حبات السكر في فنجان الشاي امامها. وهي تتذوقه دون شهيه

جاءتها ندي جلست بجانبها علي الاريكه ثم قالت بتوتر “زينه” همهمت لها بشرود

فتابعت ندي الكلام “عايزه اخد رايك في موضع مهم ”

انتبهت لها زينه فوضعت الكوب جانبا ثم قالت باهتمام “موضوع ايه ”

استرسلست ندي في كلامها “انتي عارفه طبعا الشاب اللي قلتلك عليه اني معجبه بيه ضابط الشرطه آسر”

رسمت زينه الجمود علي وجهها “ماله ”

ابتسمت ندي بخجل زائف “اصله كلمني امبارح وكان عايز يشوفني وبيقولي انه معجب بيه .واني اديه فرصه عشان نتعرف علي بعض .انا بصراحه محتاره وخايفة انتي ايه رايك ” قست ملامحها وكانها نيران اشتعلت بجسدها وهي لا تتخيله أن يكون مع غيرها ..

كيف يفعل ذالك ؟ هل يتلاعب بها اوقعها به اولا ثم اتجه لصديقتها.. لم تشك للحظة أن ندي قد تكون كاذبه…

غصبت ابتسامه متكلفه علي وجهها وهي تقول “اعملي اللي يريحك. انا معرفوش علشان اديكي رأيي فيه ”

اماءت لها ندي بعبوس

فاستقامت من جلستها مغمغمه “انا هروح انام تصبحي علي خير ”

نظرت ندي الي اثرها ثم مالبث أن ابتسمت بغل وهي تتمتم بحقد “بقي كده اصل انا معرفوش لا صدقتك .يا انا يا انتي في حياته يا زينه.”

تناولت الهاتف من علي الطاولة..

جلبت صوره الكثيرة التي احتفظت بها.. تقلب فيها بتمعن وتركيز..

وهي تتخطط للخطوة التاليه التي ستفسد عليهم حياتهم..

__________^^^__^^_^_____هوى القلب

الفصل الثالث والعشرين

القي نظرة طويله متامله علي تلك النائمة بعمق تخفيها عنه الالحفة البيضاء..

تدس رأسها في الوسادة وشعرها الذي كان يفترش صدره الليل كله ملقي بجانبها بإهمال وبطريقة مغرية للغاية..

تناول منشفة صغيرة يمسح بها قطرات المياه المنسابة من خصلات شعره حالكة السوداء..

لحظات من السحر والخيال ما اختبره معها ليلة البارحة…

كانت تسكن تارة وتقاوم تارة اخري وكم عشقها في الحالتين..

جلس بجانبها

انخفض براسه إليها وعينيه تلتمع ببريق خاص..

ازاح خصلات شعرها عن وجهها ..

ثم همس بصوت اجش “سما” لم تستجب لندائه الأول.. فكرر همسه ثانية برفق..

واصابعه ترسم تقاسيم وجهها الناعم والمرسوم عليه آثار عاطفته ليلة البارحة كذا عنقها كتفيها نالا نصيبهما…

عندما انخفض إليها وشفتيه ترسم كل وجهها بقبلات ساخنه…

وصل لشفتيها وارتكز بينهما طويلا..

بدأت في التململ وهي تفتح عينيها تشعر بثقل علي جسدها وانفاسها بدات في الاختفاء..

شعر بها فرفع رأسه عنها قليلاً ثم همس مبتسما بانفاس لاهثة “صباح الورد”

عفويا تشكلت ابتسامة خجولة علي شفتيها والأحمرار اخذ ماخذه من وجهها كفيها ملتصقتان بصدره تستشعر قلبه الذي يرتجف لأجلها

وكم اشعرها ذالك بالتميز …

همست بصوت ناعم وكانها ليست هي التي جنت بالأمس “صباح النور”

تكلم بعبث “لسه بردانه”

اتسعت عينيها قليلاً وكأنه يتعمد ان يذكرها بما حدث ليله أمس ..

دست رأسها في كتفه وهي تنفي براسها بحركه سريعة تشتمه في سرها منذ متي شهاب اصبح بهذه الوقاحة ؟..

ضحك بخفوت لا يعلم لم يحب اخجالها .يحب تلك التعابير في وجهها خصوصا اتساع عينيها حبيبتيه!

تاوه بخفوت عندما شعر باسنانها الصغيره غرزت في كتفه بقوة …كانها تخبره بذالك أن يتواقف عن فعل حركاته الصبيانيه الا يكفيها ما فيه الان ..

ابعد رأسها عن كتفه بصعوبه ينظر لعبوسها وعينيها التي تتطلع جانبا مصاحباً لاحمرارها الفاتن

ثم قال مشاكسا انفها “لسه بتتكسفي مني دا انا زي جوزك برضوا”

زاد عبوسها فقال بمكر”لو مبصتليش وشوفت ضحكتك دلوقت مضطر الغي المفاجاه اللي كنت عاملها”

واستقام في جلسته ممثلا انه منزعج

دفعها فضولها لردة فعل غير متوقعه..

قفزت من مكانها ثم تشبثت بزراعه قبل أن يقوم

وهي تتسائل بفضول وبعينين لامعتين “مفاجاة؟ مفاجاة ايه ها”

مط شفتيه وهو يعدل وجهة للجهة الاخري فالآن حان وقته ليتدلل..

كررت سؤالها مرة اخري عندما لم تسمع منه الرد بنبره مترجيه “بليز يا شهاب قولي ايه المفاجاة”

نظر إليها ثم وجه لها خده وهو يشير لناحية وجنته..

نظرت إليه بغل اذاً يريدها أن تقبله ذاك اللئيم..

وأيضا لأجل إرضاء فضولها اقتربت منه تريد تقبيله علي وجنته وهي تلف اللحاف حولها جيداً حتي لا يسقط.. ولكن ال لم تنالها وجنته فقد حرك وجهه لتقع ال علي شفتيه

شهقت بخفوت بينما هو استطرد قائلاً”كده اقدر اقولك ايه المفاجاة ”

وضعت يدها علي شفتيها تنظر إليه بتعابير مضحكة كانه انتهك عرضها للتو ..

كانه لم ينل اكثر من منها وبرضاها.

لم يعطها الوقت لتنحرط في المزيد من الدراما المفتعلة منذ الصباح جلبها هي واللحاف التي تتمسك ليحبسها بين زراعيه اسكت اعتراضاتها الواهنه قأئلا بسرعه “عندنا اليوم سفرة لشرم الشيخ هنقضي اسبوع ونرجع ”

نظرت إليه بغير تصديق ستسافر معه!وحدهما فقد أخبرها سابقا أنهم لن يذهبوا الي أي مكان بسبب عمله اولاً ووالدتها التي لا تستطيع تركها ثانيا. وعلي سيرة والدتها!

قاطعها أيضا هذه المرة وقد عرف ما يجول ببالها وهو يقول بهدوء “مدام كوثر معندهاش اعتراض. وكمان سمر هتفضل معاها لغاية ما نرجع عشان تطمني أكثر”

وبسعادة لم تستطع اخفائها لفت زراعيها حول عنقه تقبل وجنتيه قبلات كثيرة تتمتم بسعادة “شكرا شكرا بحبك يحبك”

ثبت رأسها يبده وهو يهبط لشفتيها ب اسكتتها تعود الى الوراء تستجيب لدفع يده

استلقت علي ظهرها وهو فوقها

ابتعد ببطء عنها ملتقطاً انفاسه

شكلها وهي مغمضة العينين ومنفرجة الشفتين اعاده إليها مرة اخري يكمل ما بداه.. متعللا بأنه لا يزال لديه ساعتين لوقت السفر. وهذا كافى!

______________

نظرت بتركيز الي ذالك السلسال بين يديها والذي يحمل حرف “A”فكرت وهي تعقد حاجبيها لمن قد يكون هذا الحرف ؟ هل هو لزينه ام لشخص آخر لا تعرفه .

اعتلت ابتسامة ساخرة شفتيها..

علي أساس انها تعرف الهوية الاصلية لمن تسكن معها!!!!

اعطوها لها في المشفي ذالك اليوم..

فوضعتها بين حاجيتها ولانشغالها نسيت أن تعطيه لها او تتساءل عنه!

ضمته بين يدها ثم اعادته لحقيبتها مرة ثانية

تنوي عدم اعطاءه لها حتي تتبين الأمور أكثر لناظرها ..

____________

تململت بين زراعيه بدلال “شهاب ابعد اقل من ساعه ومعاد رحلتنا يجي”

همس بتذمر “خمس دقايق كمان” وتابع “وبعدين إي شهاب دي”

تساءلت عن مقصده “امال المفروض اقولك ايه ؟ عمو شهاب”

تساءل بضيق “ياااه انتي شايفاني كبير للدرجادي دول سته وتلاتين بس”

أه لو يعلم ماذا فعل بها ذالك الثلاثيني لما كان سأل ابداً هذا السؤال!

إجابته بسرعة وبغيرة “كبير ؟ دا علي أساس انك ما اخدتش بالك من البنات اللي اكلوك بعنيهم امبارح في الفرح”

لمح نبرة الغيرة في كلماتها ..

فرفع رأسها إليه بسبابته ثم همس بصوت ملئ بالعاطفة “اسيب قمري اللي كان قاعد جنبي وابص لغيره.دا حتي عيب في حقي”

بكلماته الدافئه استطاع اعادة البسمة على وجهها ..

فقالت بصدق “انا حلوه عشان انت معايه وعلشان عينيك هي اللي شايفاني حلوه انا جميلة بحبك ليا يا شهاب ”

وكان الرد ساخرا عابثاً “بعد الكلام الحلو دا تقولي يا شهاب ؟”

مطت شفتيها وهو تقول “امال هقولك ايه يعني ”

اجابها ببساطة “حبيبي مسمعتيش عنها قبل كده”

لا لا هذا ليس شهاب الذي تعرفه قد استبدلوه بنسخة اخري بالتأكيد..ازاحته بخجل وهي تنوي القيام من جانبه ..

فاحكم زراعه من حوله قائلاً باصرار “مش هتقومي غير لما اسمعها ”

تلعثمت متذمرة “شهاااب ”

“هاا انا قلت ايه؟”

امام اصراره رضخت

فهمست بها بسرعه وقلبها ينبض بقوه “حبيبي”

“مين حبيبك؟”

هذه المرة اجابتها تلقائية “شهاب” وبعدها شهقت بقوة وقد فهمت لعبته!

ته بخفة علي كتفه تزيحه للوراء حتي تراجع فاستغلت وفي ثواني كانت قد انطلقت الي الحمام وحولها شئ تغطي به نفسها بالطبع

أردف شهاب بصوت عالي “استني بس انا جاي اخد دش معاكي” ردت عليه صرختها العالية وصوت الباب الذي اغلق ب..قبل حتي أن يقوم من مكانه

هز راسه ضاحكاً بخفوت “مجنونة”

________________

ملامحها الجميلة والمميزة كساها الوجوم….

تصدق ولا تصدق. الحيرة تاكلها ونيران قلبها مستعرة!

عقلها يخبرها أن تصدق ما قالته صديقتها فما مصلحتها من الكذب عليها اساساً ؟

بينما ذالك الاحمق في يسارها يخبرها أن لا تصدق؟

هو من المستحيل أن يفعل ذالك ..

التلاعب ليس من شيمه!!

تاففت بضيق للمرة العاشرة وقد انحرفت يدها وهي تضع ملمع الشفاه حتي جاءت جانباً

امتدت اناملها لتناول منديل لكن يدها تجمدت في مكانها وقد رات انعكاسه في المرآة

ذالك الوجه الذي ينجح دائماً في إرباكها..

أخفت توترها سريعاً.وهي تعيد ما كانت تفعله بأصابع شاردة …

هل هي غاضبة منه ام انه يتوهم؟

من الممكن أن تكون غاضبة لانه تهجم عليها ذالك اليوم!

لكنها بادلته ذابت بين زراعيه وهو لم يستطع منع نفسه عنها هي زوجته وتباً لكل تعقل فكر به يوماً سيقبلها ويلمسها متي ما يريد طالما هي لا تمانع ما الضير في ذالك!

تقدم منها بهدوء وهو يرسم ابتسامة رائعة علي شفتيه…

عدل كرسيها الذي تجلس عليه حتي اصبحت في مواجهته..

عينيها منخفضة للأسفل مصرة أن تحرمه من نعيمه..

قال بهدوء وانفاسه الساخنه تها تزلزل كيانها بلا هوادة “عامله ايه”

هل يسأل عن حالها الان؟

زاد عبوس شفتيها وهي تتعمد عدم الرد عليه ..

امسك وجهها يعدلها ناحيته قائلاً بتساؤل”مالك زعلانه من ايه في حد مضايقك؟”

وخرجت كلمات من بين شفتيها وهي تفك وجهها من يده دفعها وجع قلبها علي قولها “ابعد عني انت عايز مني ايه؟ وجاي هنا ليه؟ تتسلي؟ انا مش تسلية يا آسر انا انسانه بحس وبتاثر وبتوجع”

اعاد وجهها إليه قائلا باصرار “وانا مستحيل اوجعك او اازيكي”

عادت لتهتف مرة اخري بكسرة وعينيها ملتمعة بالدموع “بس انت اذتني!”

تشتت كلماته عاقداً حاجبيه “انا انا زيتك امتي وازاي؟”

ضاق صدرها والعبرات تخنقها سكاكين تنغرز في قلبها الساذج..

استقامت من جلستها بسرعه اعطته ظهرها وهي تسارع بمسح عبارتها قبل أن تفضحها..

غمغمت بسرعة وهي تعدل من هندامها”من فضلك امشي لو حد شافك دلوقتي هتعملي مشكلة دا مكان شغل”

ما الذي تهتف به عباراته الغامضة أثارت غضبه! ايذهب بهذه السهولة بعد أن وجدها؟!!

عدلها ب احكم زراعه من حولها

ويده اطبقت علي فكها بقوه يجبر عينيها علي النظر لعينيه ثم قال بصبر “بصيلي هنا وانتي بتكلميني فهميني دلوقتي ايه اللي حصل في الاسبوع اللي غبته ؟ كل دا ليه ؟ عشان بوستك؟”

همست بترجي “ابعد ارجوك ابعد كفاية كدا”

وباصرار أكبر تكلم “لا مش همشي ولا هبعد غير لما افهم فيه ايه”

اطبقت شفتيها تجبر نفسها علي الكلام امام إصراره “انا عرفت انك معجب بندي صاحبتي وانك بتحاول تتكلم معاها وتتقرب منها بتعمل كدا ليه ملقيتش غير صاحبتي”

علي وجهه رسمت ملامح الذهول .. مما تقول!

عن ماذا تتكلم ومن هي ندي من الاساس …

كل ما يعرفه عنها وللزوم سلامتها هي.مجرد معلومات امنية حتي لا يتذكر انه تكلم معها حتي مرة واحدة!

فقال بذهول “جبتي الكلام دا منين؟ ومين ندي دي اصلاً”

بكل خبث تجدد الأمل في قلبها إن قال انه لا يعرفها ونفي ستصدقه! أي امل لتتشبث به!

ابتلعت ريقها تحت كف يده التي احرقتها ثم همست مقرة “هي اللي قالتلي”

رفع حاجبيها قائلا باستياء “وصدقتيها؟” وكانت اجابتها عفوية”وهي هتكدب عليه ليه”

خفف يده المطبقه علي وجهها

احاط بها وجنتها… كفه علي خصرها اطبقت عليه بحميمة شديدة جعلت معدتها تتقلص بشعور لا تتذكر انه راودها من قبل.لكنه رائع

همس بحنو “ولو قلتلك اني معرفهاش ولا قلتلها الكلام دا هتصدقيني” وتابع بصدق امام نظراتها التائهة به “انا مش شايف غيرك انتي بس اللي من يوم ما شفتك وانتي في قلبي وفي كياني.ومستحيل ابص لغيرك”

كلماته الدافئه اخترقت قلبها ..وجسدها استجاب للمساته وصدقته.. رغم الحيرة داخلها من كذب صديقتها تجاهلته مؤقتاً

ابتسمت بسعادة فزفر بصوت غير مسموع مرتاحاً انها صدقته..

عينيه انتقلت لشفتيها وهو يفكر الا يستحق هذا الموقف ختام حار!

حسناً اقترب منها إن رفضت لا تفعل!

انخفض قليلاً لها فاغمضت عينيها مستسلمة

ابتسم بعمق ثم اطبق علي شفتيها برقةلم تستغرق وقتاً يذكر حتي بادلته بخبرة لا تعلم من اين اكتسبتها..

انغمس كلاهما في تبادل قبلات شغوفة كفيها ملتصقتان بجانبي عنقه تفرق شفتيها له كلما اراد..

كانا غافلين عن ذالك الشخص الذي يراقبهم بكل حقد وغل ..

ضغطت عدة ازارار بهاتفها وما أن أتاها الرد حتي قالت بغضب “ايوه يا جو انا موافقة علي طلبك جهز نفسك. الوليمه كام ساعه وهتبقي عندك!”

__________^^^________

“علي فكره هو كله اسبوع هنقعده وجايين مش هنقيم لمدي الحياة هناك يعني”

قال ذالك شهاب ضاحكاً بسخرية هو احضر حقيبة صغيرة فقط للسفر بينما هي حضرت ثلاث حقائب وما زالت متذمرة وفوق ذالك تعتقد انها نست شئ!

جلست بجانبه في المقعد الأمامي للسيارة

ثم قالت بعبوس “بتتريق عليا؟ علي فكرة انا مجبتش حاجات كتير دول 20فستان سهره علي كام حاجه بيتي وبجامات للنوم بس”

هز راسه وهو يدير محرك سيارته

ثم أردف بعبث”علي فكرة انتي تعبتي نفسك علي الفاضي هدوم النوم مش محتاجينها”

تساءلت بغباء “امال هنام بايه”

جاء رده جريئاً”من غير هدوم”

شهقت ب من كلماته ثم ته علي كتفه مرة بعد مرة وجهها محمراً بضراوة..تتمتم بتلعثم بينما هو يضحك بهستيريه “انت انت ازاي بقيت كده؟ انا مش هكلمك تاني ها”

وكتفت يدها الي صدرها وهي تنزوي في مقعدها..وضعت جاكيتها عليها تخفي نفسها عنه تشتمه بكل ما تعرفه …

ونفذت بالفعل ما قالته فطوال الطريق لم تستجب لمحاولته ليكلمها فقط بضع كلمات مقتضبه اشفقت عليه بهما

حتي يتعلم الادب ولو قليلاً ________________

وصلا الي المنتجع السياحي بعد رحلة دامت لثلاث ساعات .. وكانت هي بالطبع نائمة

ولأن الحجز كان مسبقاً تمت الاجراءات بسرعة

وهو الان يضعها علي السرير برفق

غطاها جيداً ثم قبل جبينها

فتح حقيبته الصغيرة اخذ منها ما يحتاجه ثم توجه للحمام يأخذ حماماً ساخنا يزيح عنه أثر التعب والمشوار الذي ارهقه

_____________________

وضعت الهاتف جانباً وهي تبتسم براحة وسعادة ملاتها.كانت هذه مكالمة معه آسرها الذي اسرها في وقت قياسي…

كيف انجذبت إليه بهذه السرعة سلمته كل شئ مطمئنة تثق به أكثر من نفسها هو سحر ألقاه عليها فجرت خلفه كالمخدرة..

احتلت ملامح وجهها القلق وقد رات صديقتها ندي تبكي بقوة وجسدها يرتجف بشدة لم ترها بهذا الشكل من قبل!

ارتمت ندي في أحضانها فبادرت زينه بقلق “فيه ايه مالك يا ندي بتعيطي ليه” ابتعدت ندي عنها ثم قالت بشهقات متقطعة”صحبتي يا زينه اروي انتي تعرفيها عملت حادثة النهاردة وبيقولوا حالتها صعبه اوي وانا خايفه عليها”

تساءلت زينه بسرعة ” اروي ؟ طب هي في مستشفي ايه عشان نروحلها وهي ان شاء الله مش هيبقي فيها حاجة”

استقامت ندي في جلستها قائله بسرعة “ايوه ايوه لازم نروحلها والعنوان معايه”

اتجهت زينة نحو خزانتها أخرجت ملابسها وهي تهتف “خمس دقايق هغير هدومي وجايه وراكي ”

هزت ندي رأسها بسرعة

مسحت دموعها تبتسم بشر والان حان وقت الخطوة الثانية ..

___________________

“احنا جايين هنا ليه مش هنروح علي المستشفى” قالتها زينة باستغراب وهي تنظر حولها

اجابتها ندي ببكاء “ما هو دا عنوان اروي واحنا هننزل نجيب مامتها عشان ناخدها معانا في طريقنا ”

اماءت لها زينة بتفهم

عقدت زينة ما بين حاجبيها بتعجب .. وقد انتبهت أن باب الشقة التي دخلتها هي وندي للتو كان مفتوحا!! من يترك باب شقته هكذا هذه الأيام ..

“ادخلي انتي.يا زينه اقعدي هنا لما اشوف والدة اروي فين”

نفذت كلماتها وهاهي الان تجلس منذ أكثر من عشر دقائق وندي او تلك المراة لم يظهر بعد!

استقامت في جلستها تنوي الخروج لرؤيتها

وما أن كادت أن تفعل حتي واجهتها هيئة ضخمة برائحة أثارت غثيانها ..جفلت وهي تتساءل بذعر “مين انت وفين ندي؟”

حاول وضع يده علي كتفها قائلا وهو يوجه لها نظرات مقززة “ندي مشيت وسابتك عشان نقضي مع بعضنا كم ساعة حلوين”

اتسعت عينيها والخوف اخذ ماخذه منها تراجعت الي الوراء وجسدها ينتفض بقوة وجهت سبابتها له قائلة بتحذير “لو حاولت تقربلي هصوت وهلم عليك الدنيا ”

ضحك ذالك الشاب بصوت عالي ثم قال وهو ينزع سترته عنه “صوتي للصبح محدش هيسمعك العمارة دي بتاعتي ومحدش ساكن فيها غيري انا”

تهدجت انفاسها تنظر بذعر حولها عينيها تجري بسرعة علي الغرفة في محاولة لإيجاد مخرج يخلصها لكنها لم تجد سوي الباب وهو يقف عنده

تناولت مزهرية كانت بجانبها علي طاولة صغيرة ثم قالت بتهديد واهن وهي تراه يتحرك تجاهها “لو قربت مني هك”

لم يحرك تهديدها فيه ذرة واحده وهو مستمر بالتقدم منها أرادها منذ أن رآها وصديقتها كانت أكثر من وفية حيث وافقت علي عرضه مقابل مبلغ كبير من المال … يراه الان انه لا شئ امام جمالها الذي سيناله هذه الليلة سياخذها حتي لو كان غصباً!

وبحركة ذكية منه قبض علي ذراعها قبل أن ته القي المزهرية جانباً ثم صفعها بقوة ادمت شفتها

سقطت علي الأرض من قوة الصفعة

اخذت تتراجع للوراء وجسدها ينتفض برعب

وحين حاولت الوقوف جلبها من قدميها

ثم جثا فوقه يحاول تقبيلها ويديه تعبث بجراة في جسدها

صرخت عاليا حينما نجح في تمزيق ثوبها من الاعلي ناحية الصدر ..

أظافرها خدشت وجهه البغيض عدة مرات لكنه لم يبتعد انشاً واحداً رأسها في الأرضية بقوة فزاغت عينيها وكادت أن تفقد الوعي وتستسلم لقدرها تبكي بحرقة…

فجاة ودون أن تدري انزاح ذالك الجبل من فوق جسدها .. تسمع صوت تاوهات متالمة وانفاس عاليه غاضبة وبشدة حاولت أن تتبين هيئة ذالك الذي انقذها ابتسمت من بين دموعها انه هنا انتشر الاطمئنان داخلها فتركت نفسها للاغماء وشفتيها تهمس باسمه”

لم يدري كم بقي من الوقت وهو يجثوا فوقه كاد أن يه فعلياً لولا أن جاء الاثنان المكلفان بمراقبتها ازاحوه عنه

هما من اخبراه بمكانها ولم تكن المعلومة خفية عنهم أن هذه البناية فارغة سوي من شخص أعماله مشبوهه..ترك كل شئ وجاء الي هنا تأخر قليلا لكن ذالك كان افضل من أن لا يأتي أبدا

كان يتنفس بصوت عالي عروقه بارز يكاد أن ينفجر من شده الغضب…

اتجه الي تلك المستلقية علي الارضية خلع قميصه بسرعه البسه لها ثم حملها بين زراعيه وهو يضمها الي صدره …

بعد ان وضعها في السيارة وجه كلامه للواقفين امامه بطاعة “الكلب دا محدش يجي عنده لغاية ما اجي انا .. والبنت اللي اسمها ندي صاحبتها الصبح تكون موجوده في مكتبي فاهمين ”

وضع كلاهما يداهما امام راسهما في التحية المعتادة

“تمام يا فندم”

اشار لهما بالانصراف ثم احتل مقعد سيارته متجهاً الي المشفي ..

_____________

تململت وهي تعدل وجهها بجانبها بدأت تفتح عينيها ببطء

استقامت من نومتها نظرت إلي الساعه فوجدتها الثامنة مساءاً

همست في نفسها “ياااه انا نمت كل دا ؟” وتابعت”وفين شهاب”

لفتت نظرها ورقة كانت بجانبها علي الوسادة اخذتها لتقراها اتسعت ابتسامتها وهي تقفز من مكانها يبدوا ان هناك مفاجاة اخري لها ..ومن غيرها أكثر فضولاً لتعرفها اتجهت الي الحمام لتجهيز نفسها لليلة من الخيال تنتظرها هي وشهابها الذي أنار لها حياتها..

_____________

يتبع …هوى القلب

الفصل الرابع والعشرين

ببطء وضعها علي سريره في شقتهما القديمه فبعد أن ذهب بها الي المشفي وتأكد انها بخير ولم يصبها اذي سوي من بعض الكدمات والخدوش السطحية التي تسبب بها ذالك الدنئ

جلبها الي هنا فبالطبع لن يعيدها الي تلك الشقة ليس بعد ان يتاكد من شكوكه نحو تلك المسماة “ندي”

اعتصر قلبه الماً عليها المعاناة التي تعيشها بسببه هو فلو لم يدخلها في حياته لما حصل كل هذا!

زفر بعمق ثم اتجه الي خزانته جلب لها شئ مريح من ملابسها القديمة ثم اتجه اليها

جلس بجانبها..

رفعها من نومتها وهي غير واعية فالادوية التي اخذتها كفيلة بجعلها تنام يوماً كاملاً

ارتكزت براسها علي كتفه برفق ذهبت انامله لسحاب ثوبها الذي كان قد تمزق من الأمام

اطبق اسنانه بغضب يتخيل انه ربما لو كان تاخر كثيراً لكان فعل ذالك البغيض أكثر من ذالك ..

تبا تبا ستكون نهايته علي يده فهو قد عبث في ممتلكاته ..كل شئ مسموح الا شئ يتعلق بها هاجسه هوسه وجنونه هي …

وبدون قصد حين كان يخلع ثوبها وقعت أنامله علي تلك الشامة أسفل كتفها والتي كان قد نسي امرها تماما

ابتسم باتساع ونبض قلبه بقوة اذا هو لم يخطئ حين رآها علم انها هي حبيبته وكانت هي!

حدسه لم يخطا!

بعد ان انتهي من مساعدتها في ارتداء الثوب

تنفس اخيراً وقد أدرك للتو انه كان يحبس انفاسه داخل صدره..

احتاج الي قوة جبارة قل من يمتلكها للابتعاد زوجته بين يديه ممنوع عنها…

بدل ملابسه هو الاخر استلقي بجانبها زراعيه طوقت جسدها غمر وجهه بشعرها متاوهاً بخفوت رائحتها كم يحبها.. ابتسامة مرتاحة علت ثغره يفكر انها الان قد عادت الي مكانها الصحيح بعد غياب كاد أن يه!

ولأول مرة منذ أن ذهبت ينام قرير العين فصغيرته عادت لاحضانه ثانية.

__________________

نظرت إلي غلالة النوم بلونها القاتم.ورغم انها طويلة محتشمة لكن الشق الذي يبدأ من فخذها الي الاسفل ازاح عنها تلك الصفة .

تحيرت اترتديها أم لا!

تخضبت وجنتيها تتخيل نظراته التي بات مرافقه له منذ أن تزوجها..

نظرات تجعل بدنها يقشعر تشعر انها مكشوفة حتي لو كانت ترتدي الف قطعة من الملابس

بعد تفكير طويل اخذتها باصابع مرتجفة..

مشطت شعرها الي الوراء فانساب بجمال علي طول ظهرها …

بعض الكحل الذي حدد عينيها وملمع الشفاة هما ما احتاجته لتكتمل طلتها ..

نثرت بعض من العطر علي جسدها..

تأكدت من اكتمال مظهرها اخذت نفساً عميقاً كعادتها ثم توجهت الخارج بتردد لكن فضولها كان أكبر من ترددها…

وضعت يدها علي مقبض الغرفة الملحق بجناحهما إدارته ببطء وخافقها ينبض بقوة

اتسعت عينيها قليلاً وانفرجت شفتيها بانبهار تام كانها تراه لاول مرة ..

قابلتها هيئته الضخمة كتفيه العريضتين بتفاصيل بارزة بقميصه الاسود وبنطاله بنفس اللون ..متي يكف عن كونه جميلاً الي هذا الحد؟ تساءلت في نفسها..

صوت حفيف ملابسها وعطرها نبهه لوجودها فالتفت إليها وعلي شفتيه ابتسامة رائعة اختفت ما أن رآها بطلتها الفاتنة تلك …

ازدرء ريقه وعينيه لم ترحمانها تلتهمانها التهاما فزاد توترها كادت أن تنصرف وتتهرب منه لولا انه استعاد وعيه جري بسرعة عليها

وقبل أن تتخطوا قدميها خارج الغرفة سارع هو للحيلولة دون ذالك..

امسكها من زراعها وفي ثواني وجدت نفسها محمولة بين زراعيه القويتين همس بمشاكسة “انتي علطول كده افعالك غير متوقعه يا مجنونة”

ته علي صدره قائلة بحنق “وانت بطل تبص ليا بالطريقة دي تاني”

عقد حاجبيه متسائلاً ببراءة “ببصلك ازاي يعني”

وخانها تعبيرها عفوياً “بطريقة قليلة الادب”

ضحك عالياً كما لم يضحك من قبل هو بالفعل تزوج من طفله وهي أكدت له ذالك…

توقف عن الضحك ثم قال عابثاً”لا انا مش ببص بطريقة قليلة الادب لان قلة الأدب لسه مشوفتيش منها حاجة لغاية دلوقت” وغمز لها

سالت الله العوض في شهاب القديمة هذه المرة لم تبدي أي ردة فعل سوي انها يأست منه فقد جن الرجل وانتهي الامر..

لكن ذالك لم يمنع من انتشار الاحمرار في وجنتيها لا تستطيع منعه ..

انزلها ارضاً ثم وقف خلفها انحني لطولها وهو يحكم ذراعه من حولها ..

أردف بترقب”ايه ماقولتيش رايك يعني في المفاجاة اللي حضرتهالك مش حلوه؟”

عن أي مفاجاة يتحدث؟ رفعت رأسها وللتو انتبهت للغرفة المضاءة بالوان راقية وهادئه..والشموع الحمراء تلف الغرفه بطريقة خطفت قلبها ..

الورود الحمراء متناثرة علي الارضيه وبغبائها لم تنتبه لها وقد داست عليها دون أن تنتبه ايضاً!

لكن هي معذورة فعندما يكون هو يمحي كل شئ بجانبه كانه هو الوحيد المتواجد علي الكوكب!

هي عاطفية قليلاً وظهر ذالك حينما بكت ولم تستطع منع نفسها …

عبس شهاب بشده وهو يعدلها اليه امسك وجهها بين كفيه هامسا بحنان”بتعيطي ليه دلوقتي”

اجابته ببكاء”عشان انت كتير عليا وانا مستهلش كل ده” زاد عبوسه أكثر من كلماتها فقال بحزم”مين قال كده! بالعكس انتٍ اللي كتيره عليه يا سما انتي مش عارفه عملتي ايه؟ انتٍ فضلتي ورا جبل التلج اللي كان قافل علي نفسه خرجتيه من قوقعته وخلتيه يرجع يثق في الحياه ويحب من تاني”

وتابع بصدق كاشفاً عن ما ضاق بصدره “انا جيت للمدينة وانا هربان من الماضي ورغم كده كان عايش معايا لحظة بلحظة حياتي كانت واقفه لولا وجودك شهاب اللي بيضحك دلوقت ومبسوط كان هيعيش بقية حياته وحيد وكان هيموت وحيد”

مع آخر كلمة وضعت اناملها علي شفتيه وهي تهمس بعتاب “بعيد الشر ماتقولش كدا إن شاء الله انا قبلك”

ازاح اناملها من علي فمه قبل كفها العطر رقيفة طويلة ثم قال بصدق ناظراً لعينيها”صدقيني لو م”

قاطعت كلماته التي اوجعت قلبها بأن وقفت علي أطراف اناملها أمسكت وجهه بين كفيها ثم طبعت شفتيها بقوة علي شفتيه عله يتوقف..

ابتسم بين شفتيها لحركاتها العفوية

بادلها قبلتها بسعادة وبنشوة كفيه تمر علي خصرها بحميمة…

همست بين شفتيه بلوعة”اياك تجيب سيرة الموت او الفراق علي لسانك تاني انت لو جرالك حاجه انا مش هبقي موجودة عشان انت روحي روح سما اللي مش هتقدر تعيش من غيرها”

تاوه بين شفتيها بعاطفة “بحبك يا روح شهاب”

اندمج كليهما في قبلات ملتهبة دامت طويلاً حتي ابتعد عنها ثم قال لاهثاً”احنا مش هنتعشي ولا ايه انا جعت اوي”

ابتسمت له بخجل..قادها الي طاولة منخفضة جلس علي الوسائد ثم اجلسها بجانبه علي الفور بدأ باطعامها وسط همساته ببعض كلمات الغزل لمسات وقحة مع كلمات جريئة منه كانت هذه أساس السهرة ختماها برقصة رومانسية علي نغمة هادئه تاها فيها كلاهما في الاخر …

“علَّمني حُبُّكِ سيدتي أسوء عادات، علَّمني أفتحُ فِنجاني في الليلة آلاف المرات

وأجربُ طِبَ العَطارينَ، وأطرقُ بابَ العَرَّافات، علَّمني أخرجُ مِن بيتي، لأمشطَ أرصفةَ الطُرقات

وأطاردَ وجهكِ في الأمطارِ وفي أضَواءِ السَيارات، وألملمَ مِن عَينيكِ مَلايينَ النَجمات

يا امرأةً دوختْ الدُّنيا يا وَجعي يا وَجعَ النايات”

/نزار قباني/

وقفا امام النافذة في جناحهما نسمات الهواء الباردة أضفت علي الجو المزيد من الهدوء والرومانسية

همست سما وعينيها تلمع في عينيه”انا خايفه اكون بحلم”

ابتسم شهاب هامسا وهو يغمر انفه في عنقها “لا مش بتحلمي انا معاكي وانتي بين ايديه ببوسك وبك “وختم كلماته بعبث “واظن انه مفيش واقعية اكتر من كده ولا انتي كنتِ بتحلمي بكده اصلاً”

مررت كفها علي ظهره وهي تهمس له بهيام”كنت حلمي اللي لما اتحقق كنت عاملة زي المجنونة وبقول لنفسي اني اكيد انا بحلم وهصحي دلوقت توهت فتره بين الواقع والحلم لانك في الإتنين كنت موجود يا شهاب”

اخرج راسه من عنقها امسك وجهها بين كفيه يمطرها بقبلات متلهفة يتمتم بين كل واخري”بحبك يا سما ربنا يخليكي ليا”

لا تعلم متي اصبحت فوق الفراش الدافئ وهو فوقها يمطرها بكلمات عشقاً في اقصي احلامها جنوناً لم تتوقعها …

كان آخر ما سمعته هو صوت تمزق غلالة النوم السوداء وهو يتمتم”قلتلك مش محتاجين هدوم للنوم بس انتي مش بتسمعي الكلام”

________________________

“صباحاً في شقة آسر”

ارتدي ملابسه سريعاً حيث هي لم تستيقظ بعد بفضل الادوية.. القي نظرة سريعه يطمئن عليها كانه لا يصدق انها الان علي فراشه

انحني لجبينها لثمه ببعض القبلات كذا وجهها كله ثم يديها وانصرف سريعاً

كانت واقفة تنتظره منذ نصف ساعة وما أن رأته حتي جرت عليه قائلة بلهفة “استني يا بيه”

التفتت وهو ينظر إليها ثم قال باستعجال “ايوه يا ست توحيدة عايزه ايه”

اجابته بترقب “هي مش الست نعمه دي اللي جبتها امبارح”

وضع يده امام امام فمه ثم قال بصوت منخفض”هشش اوعي حد يسمعك وخصوصاً هي ولو فاقت قبل ما ارجع اتعاملي بطبيعية وتقوليلها يا زينة تمام”

عقدت توحيدة حاجبيها ثم قالت باستغراب”ومين زينه دي كمان يعني يا بيه دي مش الست نعمة بس دي تشبها قوي” قلب آسر عينيه ثم قال بصبر “ابقي افهمك كل حاجة بعدين يا ست توحيدة بس المهم تخلي بالك عليها وتنفذي اللي قلته بالحرف مش عايز غلط”

هزت راسها له بموافقة فتنهد براحة كاد أن ينصرف لولا أنها تكلمت بسرعة “يا بيه في حاجة تانية لازم تعرفها وما تقولش لا عشان كل ما اجي اقولهالك تقولي مش فاضي سايق عليك النبي يا بيه لتسمعني المره دي لاحسن انا مش بنام الليل وضميري مانبني بسببها”

نظر لساعته بتململ ثم أردف بهدوء ” ما انتي عارفه يا توحيدة انا كنت مشغول قد ايه الفترة اللي عدت عالعموم قدامك خمس دقايق تقدري تقولي اللي عايزاه”

ابتلعت ريقها بتوتر ثم ابتدات الكلام بارتباك “انا عارفه انه حضرتك ممكن ماتصدقنيش وتقول عليه كدابه بس قسما بالله يا بيه انا ما ليه مصلحه في الكدب عليك يعلم ربنا انا بحبك انت والست نعمة قد ايه وبعتبركم زي ولادي واكتر”

وتابعت امام نظراته التي حستها علي الكلام “الست والدة حضرتك هي السبب في اللي حصل للست نعمه في اليوم اللي صقطت فيه اختلها حاجات من تحت الارض وقالتلها اني انا مش بنضف حلو مع انه يعلم ربنا انه بعمل اللي يقدرني ربنا عليه والست نعمة من طيبتها خدت الشغل عني عشان ترضيها ورغم اني اعترضت لكن قالت لا وهي بتمسح بقي رجلها اتزحلقت في جل الغسيل ودا اللي لحظته وانا بنضف بعد ما نقالناها علي المستشفي”

كلماتها نزلت عليه كالصاعقة التي شلته تماما فلم يعد قادراً علي التفكير او حتي الاعتراض

خرجت بعض كلمات منه بذهول “ماما تعمل كده طب ليه”

استطردت توحيدة”الست والدتك مش بتحب الست نعمة ودا لاحظته عليها في اليومين اللي قاعدتهم معاها لم كانت بتلاقيك بتضحك معاها اعذرني يعني كانت بتقلب وشها” وتابعت كانها تذكرت للتو “وفي حاجه كمان في نفس اليوم والموقف اللي حصل سمعت صريخ الست نعمة فرحت جريت من المطبخ والست والدتك كانت موجوده وشفتها بتبص حوليها وسابت الست نعمة غرقانه في دمها وجريت ولما قعدت اصرخ انه حد يساعدني الجيران اتلموا ورغم كده هي مطلعتش غير لما جت عربية الاسعاف”

وضع يده علي وجهه يدلكه بتعب يتنفس بغضب وناراً احرقته يتخيل ما أصابها تتألم ولا أحد يشعر بها رغم معرفته بكره والدته لها الا انه لم يتخيل أن تصل والدته الي هذه الدرجة من الدناءة

بدأ عقله يربط الأحداث ببعضها .. كل شئ يبدوا منطقياً امامه الان .. الجرح برأس والدته لم يكن الا اعتداء منها نعمة وبعدها هربت هذا هو التسلسل الطبيعي لما حدث كيف كان اعمي لهذه الدرجة!كل شئ كان واضحاً امامه الا انه لم يراه!

“انت كويس يا بيه”

تنفس بتعب ثم قال بتشتت” ايوه ايوه انا كويس روحي انتي يا ست توحيدة انا همشي دلوقت سلام”

نظرت توحيدة الي اثره ثم تمتمت بحزن “ربنا يعينك يا بني اللي حصل واللي عرفته مش قليل”

______________________

“في شرم الشيخ”

سياحة السفاري هي الاشهر في تلك المدينه بالاضافه الي الغوص بين الشعاب المرجانية والمياة الصافية الزرقاء..

لكن الاختيار الأول كان من نصيبهما التجول بين الجبال واكتشاف روعتها

بنطال قصير باللون الرمادي بالاضافه الي قميص من نفس اللون كان ما يرتديه شهاب

سما ترتدي ملابس واسعة تشبه ملابسه بالاضافة الي شال حول عنقها ..

السعادة تكاد تقفز من عينيها بحماس شديد تنتظر الانطلاق ..

وقفت بين قدميه حيث كان هو جالسا علي تلك العربة الصغيرة المخصصه لمثل هذه الرحلات ..لفت زراعها حول عنقه ..

ثم قبلت وجنته بقوة ..

عقد شهاب حاجبيه من فعلتها الغريبة فهل تخجل كثيراً ولا تفعل ذالك امام الناس بالتاكيد هناك شئ لا يعرفه واكدته هي بكلامها “قليلة الحيا هتاكلك بعنيها ”

تساءل بغير فهم “بتقولي ايه”

اجابته بغيرة “البت الصفرا دي من اول ما شفتك وماشلتش عينيها من عليك”

احاط خصرها بين زراعيه وهو يقربها إليه أكثر ودون حتي أن يلقي نظرة علي تلك التي تتكلم عنها

شاكس انفها بانفها ثم قال مبتسماً “بطلي غيرة وسيبك منها خليكي فينا احنا احنا جايين نستمتع باسبوع عسل مش عايزين نعمل مشاكل تجاهليها”

زمت شفتيها فقبل عبوسها بلطف وقبل أن تعترض اردف بسرعه”دي عشان تبطل تبصلي عشان تعرف اني مرتبط بس”

وياللعجب هدات إن كان هذا مراده فلا بأس!

وللدعم تخلت عن خجلها قليلاً بدأت تغازله تارة تضحك بصوت عالي تارة اخري تلعب في أزرار قميصه تقبل عنقه ووجنته كل حين ..

انتبها للمرشد السياحي..

الذي اخذ يشرح بعض الارشادات والمعلومات العامة عن المنطقة..

بعدها صعد شهاب علي تلك العربة وسما خلفه تتشبث به بقوة..

ولم تكن تهدأ نيران غيرتها الا ووجهت وجهها لتلك الصفراء ثم أخرجت لسانها لها

جعلت الاخري تتسع عينيها وتتمتم بعض الكلمات بلغتها الأجنبيه..

ساعات اخذاها في التجول في تلك الصحراء الواسعه بجبالها رائعة الجمال حيث عاشت سما السعادة لحظة بلحظة ليست الرحلة السبب بل لكونه موجودا بجانبها..

_______________________ينقر بالقلم علي مكتبه بعصبية شديدة وغضب لا ينتهي سيكتشف كل شئ اليوم ويحل اللغز الذي شغل باله ليالي طويله ..

افاقه من شروده صوت الباب الذي يطرق

هتف بجمود”ادخل”

ابتسم بسخرية ما أن رآها امامه تقف بطاعة ووجهها موجهاً للارض بخنوع ولم يكن خافي عليه تلك الكدمات التي تملأ وجهها يبدوا أن نسوة في الحبس ادوا عملهم علي اكمل وجه كما توقع

قال باستهزاء “شكلهم عملوا معاكي الواجب وزيادة ودي اقل حاجة قدام اللي عملتيه”

جسدها ارتجف بقوة جاهدت لاخراج الكلمات من فمها”انا مش هسكت انا هوديكم كلكم في ستين داهية ”

ضحك عالياً جعل جسدها ينتفض برعب ثم قال بصوت بارد كالصقيع” الداهية دي انا اللي هوديكي ليها بايدي لو ما عملتيش ذي الشاطرة واعترفتي بكل حاجة”

تلعثمت كاذبه “انا انا معملتش حاجه ووهعترف علي ايه ”

“زينة عماد والي اصلها وفصلها الحقيقة وكل حاجة”

أصرت علي الإنكار بكذبة أكبر “انا معرفش مين زينة اللي حضرتك بتقولي عليها”

وكان دوره بأن يهيج يده علي سطح المكتب بقوة ثم صرخ “انتي هتستعبطي يا روح امك” وتابع “انتي شكلك ماتربتيش”

وهتف منادياً “شويش حسن”

نفت رأسها بسرعة ما أن فهمت ما يريد يعيدها للمتوحشين ثانية .. هذه المرة سيونها

هتفت بسرعة “خلاص خلاص هقول وهعترف”

صرف آسر ذالك “الشاويش” مرة ثانية أشار لها بالجلوس ثم بدأت بسرد القصة بالتفصيل

عودة بالزمن لشهرين ..

سهرات الليل الي منتصفه كانت هذه هي حياتها في احدي سهراتها والتي صادفت الليلة التي هربت فيها “نعمة” وبعد ما انتهت

توجهت الي منزلها بسيارتها بعض الطرق مظلمة ولا توجد بها انارة كافية لرؤية الطريق واضحاً

وحيث كانت تلك التي فقدت اغلي ما تمنته تجوب في الطرقات كالمجانين بحالتها التي يرثي لها ..

كلاهما لم ينتيها هي لم تنتبه للسيارة القادمة وتلك لم تنتبه الي التي تمر من امام سيارتها

وفي لحظة حصل الاصطدام الذي كان اثره الأكبر علي رأسها…

ترجلت ندي من السيارة بسرعة بعد ما فطنت لما حدث ..

جرت علي تلك المتكومة ارضاً والدماء تنزف من رأسها للحظة كانت ستهرب وكان الأمر لم يكن ..

لكن لا تدري ما شعرت به هل هي شفقة ام خوف ..

اخذتها الي سيارتها ومنه الي منزلها ..

اتصلت بطبيب تعرفه وعلي علاقة سرية معه

وبعد نصف ساعة من المعاينه وتضميد الجروح بادرت ندي بلهفة “هااا ايه اللي جرا يا حسام مالها هي كويسة دلوقت”

اجابها بمهنيه”هي كويسه ظاهرياً الا طبعا من بعض الرضوض السطحيه.. انا خيطلها الجرح اللي في رأسها وربنا يستر بس كان الأفضل انك تنقليها للمستشفي لا يكون في نزيف داخلي ولا حاجه ودا بتبينه الاشعه مقدرش اعرفه انا دلوقت”

هزت رأسها بالنفي بسرعه “انا مقدرش اعمل كده هدخل في سين وجيم وممكن يجرالها حاجة وانا مش مستعده اضيع كل اللي بنيته”

هز راسه بموافقه ثم استرسل كلماته”علي العموم انا كتبتلها شوية ادوية ومسكنات”وتابع “بس نصيحه مني ليكي لو مافقتش خلال يومين يبقي لازم تتخلصي منها”

نظرت لاثره بوجوم ثم نظرت إلي تلك المستلقيه علي سرير تمتمت في نفسها “وبعدين في المصيبه اللي نزلت عليا دي هعمل ايه انا دلوقت”

……

“وبعدين سكتي ليه”

قالها آسر بغضب عندما توقفت ندي عن الكلام ..

“حاضر حاضر هكمل بس انا عطشانه ”

ناولها كأس الماء بجانبه شربته دفعة واحدة باصابع مرتجفة وضعته جانبا ثم اكملت “وبعد يومين كنت ياست انها تصحي وفكرتلها في حاجة اتخلص منها لكن اتفاجات انها استعادت وعيها بس الغريب انها ماكنتش فاكرة حاجة اسمها جايه منين وكده سالت الدكتور وشرحتله حالتها قالي انه ممكن بسبب اله القاسيه علي دماغها ادت الي فقدان ذاكرة ممكن يكون كلي او جزئي ساعتها انا حسيت اني اتبليت بيها وفي نفس الوقت هي صعبت عليا حالة التشرد اللي كانت عليها انا عشتها قبلها فمسبتهاش ولأنها كانت ذاكرتها فاضيه كانت عامل ذي الطفل بتتعلم بسرعة ولشكلها المميز وملامحها الفريدة قدرت اامنلها شغل في عروض الازياء.. اتعلمت كل حاجة في وقت قياسي ونجحت كمان في وقت قياسي وانا كنت مديرة أعمالها بامنلها العروض وبخليها تمضي العقود وهي تشتغل ودا كل اللي حصل”

“طبعاً اللي حصل امبارح والشقة المشبوهة كانت خطتك عشان تتخلصي منها”

ابتلعت ريقها بتوتر ولم تجد سوي الإنكار في هذه النقطة …

صرخ آسر بصوت جهوري “للشاويش”

“عايزكم تظبطوها فاهمين”

وبطاعة جرها الشاويش من ذراعها وسط صراخها وتوسلها بأن لا يتركها بين تلك النسوة وانها بريئه لكنه تجاهلها…عاد بظهره يرتاح علي كرسيه ..

ما عرفه اليوم ارهق تفكيره بشكل مزعج تلتها مفاجاة..

ضحك بسخرية لم يشعر انه وضع بين أحداث فيلم هندي حيث الحمات التي تكره زوجة ابنها وتكيد لها المكائد؟ هو موجوداً في الواقع اذاً

تناول مفتاح سيارته محدداً وجهته التالية..للتاكد من كل شئ ووضع الأمور في نصابها الصحيح!

_______________

حل المساء في شرم الشيخ ..

التخييم هو كان خاتمة رحلة السفاري بعد رحلة بين الرمال الذهبية والجبال الملونة والكثير من المعالم الاثرية التي خطفت عقولهم …

وسط النيران المشتعله بين بدو هذه الصحراء حيث جوا من الدفئ منتشر ورائحة الشواء التي عبت المكان والرقص البدوي الذي يؤديه الرجال

وقفوا جميع الفوج من سياح وأجانب يرقصون معهم بفرحة كبيره من ضمنها سما ..شهاب كان جالساً ينظر إليها بنظرات خاصة سعيدا لسعادتها الواضحة …

تقدمت منه تلك الفتاة الشقراء وقد استغلت بعد سما عنه والتي كانت ملتصقة به كالغراء..

جلست بجانبه ثم قالت برقة معرفة عن نفسها

“هاي انا اكون اليزا وانت ما اسمك ايها الوسيم”

التفت إليها ثم قال بهدوء بنفس لغتها وقد علم انها تلك الفتاة التي كانت تتحدث عنها سما “تشرفت بك سيدتي انا شهاب واود أن اعتذر منك انا متزوج ولا انوي خيانتها مطلقاً”

لمح ذالك البركان المتمثل في زوجته ويبدوا انها قد انتبهت وها هي آتيه…

فتابع بسرعة قبل أن تحاول الفتاة التكلم “وانصحك بالهرب الان لان زوجتي قادمة تمتلك طباعاً شرسه قد تك ولن استطيع منعها”

استقامت الفتاة من جلستها بعد أن سمعت هذا الكلام هربت ثم اندست بين الفوج التي اتت بينه

بينما سما قررت الذهاب إليها اولا ولكن شهاب حال دون ذالك فامسكها من خصرها بسرعة قبل أن تذهب وتفضحه “بس مسكتك اهدي هي ما عملتش حاجة.انا رفضتها بهدوء هتفضحينا يا مجنونة”

تخبطت بين زراعيه وهي تهتف ب “بتكدب عليا يا شهاب عشان تنقذها ؟ انا شفتك وانت بتضحكلها ومسكتك من دراعك كان ناقص تبوسك..كمان”

لم يجد حلاً سوي أن حملها علي كتفه حيث اصبحت رأسها في مواجهة ظهره وقدميها من الامام بينما هي لا زالت تصرخ وتشتم ..

ها علي مؤخرتها بقوة بينما الجميع يشاهدون الموقف بانتباه ابتسم شهاب بتكلف ثم أشار لهم بحركه من يده يعني انها مجنونه فلا تنتبهوا لها كثيراً كانت ردت فعلها شهقة عالية مستنكرة…

“لو سمعت صوتك لباقي الليلة هعمل اكتر من كده انا مش بيهمني حد وانتي عارفه”

بهذا التهديد الواضح اختارت الصمت بينما داخلها تسبه بكل السباب التي عرفتها وسمعتها يوماً

__________

يتبعهوى القلب

الفصل الخامس والعشرين

بداخلها تعلم انها فقدت مكانتها عند ابنها الوحيد ..

الإنكار كان حليفها لبعض الوقت لكن حين فقدت

صبرها صرخت به دفعة واحدة “ايوه اللي بتقوله صح انا شفتها وهي بتموت وبتنزف وسبتها ودي كانت امنيتي من الأول كنت عايزني اعمل ايه اسيب خدامة تتجوز ابني وتناسب عيلتنا مكانتنا بين الناس هتضيع مكنش ينفع اسيبها تخلف وتجيب ولد يشيل اسمك واسم العيلة انت عارف اد ايه تعبنا عشان نعمل لنفسنا مكانه بين الناس .. كنت حضرتك هتضيعها بنزواتك”

جاء دوره في الرد”نعمة مش نزوة يا ماما ومش انا الراجل اللي بيجري ورا رغباته وانتي عارفه كده كويس .. انا بجد مش قادر اصدق اللي عملتيه انتي ازاي بق٨يتي كده معندكيش قلب قاسية”

هتفت باستنكار”انا معنديش قلب يا آسر انا امك”

هدر مؤكداً “ايوه معندكيش قلب اللي ت طفل بريئ ملوش ذنب بدم بارد دا يبقي مش انسان”

اتسعت عينيها هامسة باصرار “بس انا متوش هي وقعت لوحدها”

شدد علي كلماته “بس سبتيه يموت”

“انا عملت كل ده عشان مصلحتك”

هتف بغير تصديق “تي ابني وتشردي مراتي وتقولي مصلحتي”

نوت التوضيح “انا”

قاطعها نافياً براسه بجمود”انا بس كنت جاي اتأكد علي امل ولو واحد في الميه اللي عرفته يكون غلط وفيه سوء تفاهم بس للاسف دي كانت الحقيقة اللي كنت معمي عنها طول الوقت ومهما حاولت ابررلك مش هينفع ومش هيغطي جريمة بشعة ذي دي ”

وتابع بصوت اجوف “اكراماً لبابا واخواتي البنات

انا همتنع عن اني اتخذ أي إجراء قانوني ضدك! ولغاية اليوم اللي هيجي واصفي من ناحيتك واسامح في دم ابني واللي عملتيه في مراتي ياريت ما تحاوليش تتواصلي معايا باي طريقة”

تمسكت بذراعة باستعطاف”لا ما تعملش كده سامحني”

همس بصوت مهتز”ياريت اقدر”

نشل ذراعه من يدها بهدوء ثم انطلق تاركاً اياها تندب حظها وتلعن نفسها علي مافعلته تبكي وتنتحب عل ذالك يشفع لها عنده لكن كل ذالك لن يفيد علي الاقل الان .

______________

“رايحه فين خليكي مكانك”

رفعت راسها من علي كتفه ثم زمت سما شفتيها هامسة بعبوس”انا جعانة وعايزة اكل من الخروف اللي بيتعذب قصدي بيتشوي دا”

كتم ضحكته بصعوبة من منظرها الغاضب والمضحك في آن واحد كان قد قرر معاقبتها لكن ليس عن طريق الحرمان من الاكل ذكرته بطفلته الراحله عليا كانت تمتلك شبه كبير من سما تزم شفتيها بنفس الطريقة فلا يستطيع سوي منع نفسه من اكلها بسبب ظرافتها الشديدة..

تنفس بعمق وقد عادت تلك النغزة بقلبه ثانية بعد ما قد انتساها قليلا..ضاق صدره والذكريات بدأت بالهجوم عليه مرة اخري

لم يرد أن يقلق سما فقال بصوت حاول قدر الإمكان جعله عادياً”خليكي انتي هنا وانا هجبلك اللي انتي عايزاه”

اماءت له براسها بفرح ثم عادت للانتباه للرقصات التي يؤديها سكان المنطقة

انصرف بسرعة من أمامها حتي لا تلاحظ شئ ..وضع يده علي وجهه والحنين إعادة الي سيل من الذكريات لن يستطع نسيانها مهما حاول ..

الضجه ،الصريخ، وقوفه بعجز امام منزله وهو يري كل شئ يضيع من بين يديه .. وعندما حاول فعل شئ كان قد تأخر النيران التهمت قلبه كما التهمتهم!

عودة المشهد امامه مرة اخري جعلت جسده يتشنج، ويتعرق ،اطرافه تتجمد، التنفس صعب عليه في هذه اللحظة،كانه عاد بالزمن والمشهد يتكرر امامه مرة اخري …

صوت صربخ وضجيج عبا اذنه .. وقع الطبق من يده

عندما وقعت عيناه علي خيمة التهمتها النيران وقد كان المنظر مهولاً بالنسبة له….

كل شئ عاد ليتمثل امامه في هذه اللحظة!

جرت سما عليه عندما لاحظته وقفت امامه أمسكت يبدة فوجدتها باردة كالثلج انقبض قلبها بقوة فسألته بهلع”شهاب فيه ايه مالك بتترعش ليه وايدك ذي التلج”

وكان رده هذيان بالكلام وهو يشير الي شئ ما “نار نار سها عليا”

هو ليس في حالته الطبيعية تيقنت سما من ذالك .. نظرت لما ينظر إليه فوجدت تلك الخيمة التي إضرمت فيها النيران لكنهم نجحوا في اطفائها فلم تكن كبيرة كما كان يراها هو ..

دب الرعب في قلبها حينما التفتت إليه ووجدته مستلقي علي الارضية انحنت إليه تكلمه بلا فائدة كانه انقطع عن العالم من حوله .. زراعيه متراخية بجانبه بأهمال بينما عيناه مفتوحتااان!!!

يري ولكن لا يبصر ..

لم تجد حلاً سوي أن تصرخ بأن يساعدها أحد..

تجمهر الجميع من حولهم .. وفي ظرف دقائق معدودة كان قد تم نقله الي مشفي قريب من المنطقة……

كفكت دموعها بسرعة حينما انتبهت الي الطبيب

الذي كان قد خرج من الغرفه التي نقل فيها للتو تساءلت بقلق”شهاب كويس يا دكتور هو ايه اللي حصل”

اجابها بمهنيه”لا ما تقلقيش ضغطه نزل شويه واحنا اهتمينا بكل حاجة وتقدري تشوفيه دلوقت”

ابتسمت بفرح وهي وتهرول الي الداخل بعد أن شكرت الطبيب ..

جرت عليه رمت بنفسها علي صدره تشبثت فيه بقوة وهي تطلق العنان لدموعها ..

مسح بكفه علي شعرها بحنان وهو يضمها الي صدره قبل رأسها برقة ثم همس بهدوء”هشش انا كويس بتعيطي ليه دلوقت”

نفت براسها ثم قالت بصوت مكتوم”ايه اللي حصل؟ انا اول مره اشوفك بالمنظر دا لو حصلك حاجه انا هموت”

لم يرد أن يفتح جراح الماضي وذكرياته المؤلمة والتي ما زال يعاني منها الي الان ..

حالة نفسيه تزوره كل حين تتجدد بتجدد الذكري .. فما حدث لم يكن هين وهو شاهد كل شئ بعيناه لم يحكي له أحد! اوصي الطبيب بأن لا يخبرها شيئا حتي لا يزيد من قلقها عليه!

قال مغيراً الموضوع”علي فكرة انا مش بحب ل

المستشفيات وجعان جداً”وتابع ممازحاً”وملحقناش ناكل من الخروف اللي كان بيتعذب قصدي اللي كان بيتشوي”

لهفتها عليه افقدتها تركيزها وانتباها لمحاولته في تناسي ما حدث

رفعت رأسها من علي صدره قائلة بحنوا كأم تخاف علي صغيرها”حاضر يا حبيبي السيروم بس يخلص ونرجع علي الفندق وهاكلك بايدي” .

احاط كتفها بذراعه جالباً اياها الي صدره ..عاد الي عبثه مرة اخري وظهر ذالك في كلماته امام شفتيها”انا لو كنت اعرف انك هتدلعيني كده كنت عملتها من زمان”

طبع شفتيه علي شفتيها المنفرجة باغراء..

بادلته ال بسعادة ..

بعد مدة رفعت رأسها بصعوبة بعدما شعرت به يريد التمادي اردفت بانفاس لاهثة محذرة”شهاااب احنا في المستشفي!”

استكمالا لعبثه تحدث ب”ماشي هستني لما ارجع الفندق”

وضعت رأسها علي صدرة أحاطت خصره بذراعية ثم تمتمت بامتعاض” انا مش عارفة دا اتجنن و لا ايه امال ايه دور الخضرا الشريفة اللي كان بيمثلوا قبل الجواز”

“بتقولي حاجة”

نفت براسها”هااا لا انا كنت بقول ربنا يشفيك يا قلبي”

همهم لها بتفهم…

وعاد الاثنان للصمت مرة اخري

______________

صوت التلفاز نبهه لوجودها هناك اتجه إليها بابتسامة جذابه…

جلس بجانبها احاطها بزراعيه هامساً في اذنها”بتعملي ايه”

جفلت قليلاً ثم نظرت إليه قائلة بعبوس”اتأخرت ليه انا مستنياك من ساعة والست اللي كانت هنا مشيت وقالت انك بتيجي بدري كنت فين؟”

قبل وجنتها بحب ثم قال بهدوء”كان عندي كام حاجة لازم اعملها عشان افضالك”

همهمت له بلطف ثم قالت متساءلة “هو ايه اللي حصل امبارح انا آخر حاجة فاكراها انه انا وندي كنا رايحين المستشفي لصحبتها اللي عملت حادثة وبعدين صحيت لقيت نفسي هنا ودماغي ملفوف بشاش هو انا وقعت؟” زفر بحدة ثم قال مقرراً كشف الموضوع “صاحبتك كدبت عليكي امبارح ودتك لشقة مشبوهه مقابل مبلغ مادي عشان تخلص منك ”

ظهر الاستنكار علي وجهها جلياً هتفت بنفي”ندي مستحيل تعمل كده انا صاحبتها وهي بتحبني هتاذيني ليه”

تساءل بهدوء”تعرفيها من امتي؟”

صمتت وزاغت عينيها امام هذا السؤال وحين تكلمت تشتت”انا انا اعرفها و”

امسك وجهها بين كفيه قائلا بسرعة”اهدي مفيش حاجة انا بس عايزك تصدقيني ندي مش محل ثقة”

هدات قليلاً ثم استطردت “طب وهي فين دلوقت؟”

عاد ليحيطها بذراعة ثم قال وهو ينظر لعينيها “بتاخد جزائها، سيبك منها ومن الناس كلها فكري فينا احنا وبس”

عقدت حاجبيها قائلة باستفهام”احنا؟ واحنا مالنا”

اجابها وكأنه قد قرر عنها”هنتجوز”

قفز قلبها بين اضلعها تشكلت ابتسامة رائعة علي فمها قائلة بغير تصديق”نتجوز!”

مط شفتيه قائلا بتهديد “عندك مانع؟”

نفت براسها بسرعة وهي تحتضنه لم تستطع منع فرحتها من الظهور …

ابتعدت عنه قليلا ثم قالت بانزعاج “بس انا معنديش اهل عشان يبقوا معايا مش عايز تعرف عني حاجة انا مين وبنت مين؟”

نفي براسه هامسا لها بصدق”انا مليش دعوة باهلك.وانت منين انا عايزك انتي اعتبريني انا اهلك” ابتسمت له وقد ادمعت عيناه ..

لطالما استمعت لقلبها وها هي تفعل الان شخص لم تره الا من مدة لا تذكر …

لمس شئ بداخلها …

تمسكت به أعطته الثقة .. متيقنة انه لن يخذلها أبدا.

اعطته موافقتها بدون تردد ..

“اكلتي؟” اماءت له براسها

وتساءلت باهتمام”وانت”

اجابها بكلام مبهم وهو يمسك اطراف خصلات شعرها الحالك السواد “انا جعان بس مش للاكل .. لراحة البال للاطمئنان جعان راحة لقلبي اللي مكنش موجود لما روحه مكنتش موجودة”

رغم عدم فهمها لكلامها الا انها شعرت بشئ مبهج داخلها .. اخبرها قلبها انه يقصدها

فتنهدت براحة..

تفاجات به يضع راسه علي كتفها ثم همس لها بتعب واضح”سيبني انام هنا”

وكان له ما تمني رفعت يدها وضعتها بشعره أناملها جرت عليه كالسحر لم يستغرق وقتاً يذكر …حتي غط في نوم عميق مطمئنا فمن ارهقت ليلة معذبته بين ذراعيه او هو بين ذراعيها وفي كلتاهما هي طرفاً موجود!مرغوب!

___________________

“في الفندق في شرم الشيخ”

أمسكت الملعقة بين اناملها وهي تترجاه كالطفل بينما تجلس علي ركبتيه “يلا بليززز اخر لقمة يا شهاب عشان خاطري”

فتح فمه لها بطاعة لتحشر الطعام في فمه بفرحة بينما هو معدته تطلب الرحمة ..

من الوقت الذي جاء به من المشفي ..لم تتوقف عن إطعامه كالطفل الصغير وان اعترض تغضب وتنزعج فيضطر لان يطيعها علي حساب معدته…

“بس خلاص هموت..

كفاية كده ولا ايه يا حبيبتي انا مش بط بلدي بتزغطي فيه كل دا انا جوزك”

اردفت بامتعاض”خلاص خلصنا يا سيدي مش هاكلك تاني” شد علي خصرها ثم قال عابثا “لو فاكرة يعني احنا في كلام ما كملنهوش واجلناه لما كنا في المستشفي”

احمرت وجنتيها وهي تحاول التملص من بين ذراعية ثم همست بخجل ” بس انا مش فاكرة احنا كنا بنتكلم في ايه”

شهقت وتعلقت بعنقة بسرعة حينما استقام بها ..

هتفت بسرعة “هتعمل ايه”

اجابها ببراءة “هفكرك باللي كنا بنقوله بما انك بتنسي بسرعة”

توجه بها الي الغرفة رغم اعتراضتها التي نجح في اسكاتها بطريقة شهاب الخاصة والتي دائما ما تؤتي ثمارها معها ..

____________

بعد يومين ..

حفل بسيط تم بحضور بعض سكان البناية…

وبحضور أهلها الذي كان قد افهمهم كل شئ وبالطبع لم يجرؤ احداً علي مخالفته ولمصلحتها ايضاً فلطالما هي سعيدة هم راضون..

والده اخوته أيضا كانوا من ضمن الحضور .. والدته لتجنب نفسها الحرج ادعت المرض وهم صدقوها الا من يعرف الحقيقة …

تم كتب الكتاب للمرة الثانية “ماذون شكلي” اصبحت زوجته والفرحة لا تسعه هذه المرة علم الكل عكس سابقتها

شبك انامله باناملها بسعادة وسط المباركات والتهنئات من كل الموجودين..

همس في اذنها بعد ما قبل جبينها”مبروك يا قلب آسر”

وبخجل همست بابتسامة ناعمة “الله يبارك فيك”

تمتم في نفسه “الله يبارك فيك كدا حاف ؟ دا باين لي هتعب عشان ارجع كل حاجة ذي زمان” وتابع بزهوا في نفسه”ولا هتعب ولا حاجة دي شغلتي اصلاً” فجاة هتف بصوت عالي وهو يضمها الي صدره “طب يا جماعة احب اقولكم البيت بيتكم خدوا راحتكم

هاخد مراتي واخلع انا تصبحوا علي خير”

وجرها خلفه وسط خجلها وضحكات المدعوين…

تمسكت بفستانها الابيض تجاري خطواته الواسعة.”استني يا آسر هقع الفستان طويل”

التفت إليها وفي ثانية وجدت نفسها تطير بالهواء وقد حملها بين ذراعيه “وادي يا ستي حلينا مشكلة الفستان”

اتجه بها ناحية سيارته ..وضعها بها واتخذ هو مقعده

إدار محرك سيارته بسرعة…

وكل حين يمسك يدها يطبع عليها عدة قبل ناعمة مقابل ابتسامة ناعمة منها …

بعد عدة دقائق من القيادة وصل بها الي المكان المنشود ..امسك يدها بيده وهو يمشي بها الي مكان ما ..

هتفت بسعادة وقد عرفت الي اين سياخذها “الله انت بتعرف تسوق مركب؟ انت عارف كان نفسي من زمان اركبها بس ما جتليش الفرصة”

تناول كفاها الاثنتان يساعدها في الركوب …

حملها من خصرها قبل شفتيها طويلة ثم تمتم قبل أن يعاود تقبيلها”اي حاجة نفسك فيها انا هحقههالك مصباحك السحري بين ايديكي”

تمتمت بصدق”وانا مش عايزه غيرك انت انت عندي بالدنيا”

زفر بعمق وهو يهمس بدون صبر ” بقولك ايه انا بصراحه كنت عاملك مفاجاة وعشا رومانسي ورقص وكدا بس الظاهر اني مش هقدر اتماسك انا بقول نخلي الحاجة دي بعدين”

تساءلت بغباء وهي تعقد حاجبيها “امال هنعمل ايه؟” ظهرت ابتسامة خببثة علي شفتيه جعلتها ترتعب رغماً عنها ثم قال بمكر”لا هنعمل ايه دي خليها عليه انا”

حملها علي كتفه ثم توجه بها الي غرفة بداخل المركب ..

انزلها ارضاً ثم اخذ يفك ازار قميصه بنفاذ صبر ..

جرت خلف السرير وهي تقول بخوف “انت هتعمل ايه لو قربت مني هصوت والم عليك الدنيا”

لم يرد عليه فقد كان خلع قميصه وبقي عاري الصدر أمامها..

راته يخلع بنطاله بحركة خادعة طلت عليها فاغمضت عينيها بسرعة وكان ذالك هدفة..

فتحت عينيها لتجده أمامها، صرخت بذعر حينما حملها وضعها علي السرير..

احاطها بذراعيه من كل جانب ..همس في اذنها بصوت اجش بعد ما طبع عليها “انا بحبك وتأكدي انا عمري ما هحاول ااذيكي يا ناعمتي انتي واثقة فيا ولا لا ”

نظرت إليه ولم تعقب علي كلمة”ناعمتي” فقد اعتقدتها لقباً محبباً يدللها به!

اماءت له براسها بسرعة ونظرات دائخة همست بارتجاف وانفاس متهدجة”ايوه بثق فيك”

راته يميل عليها فاغمضت عينيها تاركة له كل شئ فما بدا بخوف انتهي باستسلام تام ..

تجاوبت مع عاطفته بشغف يضاهي شغفه ..

عاد للغرق في بحورها مرارا وتكرارا بعد ما كان قد اهلكه االانتظار…

واسترد دينه كاملا.مكملاً وكانت جائعة لعشقه ولمساته كما هو الاخر.

___________

يتبع …هوى القلب

الفصل السادس والعشرين والأخير

اليوم هو يوم العودة انتهي اسبوع العسل الذي كان كالخيال بالنسبة لها ..

اكتشفت شهاب آخر غير ذالك الجدي والمتزن به جانب عابث متهور بحدود ارضي غرورها الأنثوي ..

مدللته هي تعلمت طرق جديدة تستخلص بها ما تريده منه دون عناء!

هو كان ذاك الاب المفقود الزوج المطلوب والمرغوب وبشدة ..

احيانا كثيراً تخاف ان تحسد نفسها دون أن تعي!

متكامل هو برايها…

كل منهما يكمل الاخر هي طفولية متهورة عفوية..هو عاقل متزن كل كلمة عنده بحساب!..

تفتخر به من كل قلبها…

تشبثت بيده أكثر بينما هو يقود للسيارة في طريق العودة ..

طبعت رقيقة عليها ..

التفت إليها ثم قال مبتسماً”وايه دا بقي بتعجزيني يعني مش هعرف ارودهالك بطريقتي وانا بسوق”

تنهدت داخل كفه ثم همست بصدق”انا بحبك اوي يا شهاب ربنا يخليك ليا”

اعاد كفها الي فمه ثم قبل اناملها هامسا بصوت اجش

“ويخليكي ليا”

تساءلت بهدوء”هو احنا هنروح فين”

عقد حاجبيه ثم قال ببساطة”هنروح بيتنا الفيلا”

تنهدت بحزن ثم قالت بحبور”يعني مش هنروح عند ماما وحشتني اوي وعايزه اشوفها”

غمغم بهدوء “طب ما انتي هتشوفيها هي مش بعيده ممكن نروحلها كل أسبوع لو عايزه”

هتفت باستنكار “كل أسبوع؟ دا بدل ما تقول كل يوم ”

تكلم باتزان” انتي دلوقتي بقيتي متجوزة ينفع برضوا تسيبي جوزك حبيبك كل يوم عشان تروحي عند ماما؟”

جابهته بتصميم”وايه المانع يعني انا مش هبات”

تابع بتفهم”اكيد طبعاً مش هتباتي بس افهميني لو كل يوم روحتي عند مامتك الناس مش هتسيبك في حالك هيتكلموا كلام هيضايقك”

واستمرت بالمجادلة “وانت من امتي بتاخد علي كلام الناس يا شهاب ”

استمر علي وتيرت هدوئه “الناس دي احنا عايشين بينهم يا سما ما ينفعش نتجاهلهم في كل حاجة دي اعراف وتقاليد”

لم تقتنع بكلماته مصرة علي ما في راسها “انا مليش دعوه بيهم يتكلموا براحتهم انا مش هسيب ماما ”

هو بطبعه لا يحب المجادلة صبورا الي ابعد حد لكن لكل شئ حدود وهي لا تصمت ابدا تعاند علي تفكيرها بكل اصرار وتعنت افقده صبره

فهتف بحدة “سما انا قلت ايه؟ هتسمعي الكلام وتعقلي والا هتشوفي مني وش اظن انه مش هيعجبك”

لهجته الحادة اخافتها قليلاً بقدر مفاجتها باسلوبه الجاف أدركت خطاها بالالحاح عليه ..

فصمتت ولم ترد عليه تابعت الطريق بعينيها وهي تفكر بطريقة لاقناعه بما في راسها!

______________وصلا الي الباب الرئيسي للفيلا..

ترجل من سيارته بعد أن وصلا الي المدخل ..

اتجه الي باب مقعدها فتحه لها مد لها يده فوضعت كفها في كفه بينما تطالعه بكبرياء فيه دلال..

احاط كتفيها وهو يمشي بها الي الداخل

التقطت انفها عدة روائح لم تكن غريبة علي انفها فعقدت حاجبيها ثم تساءلت باستغراب “الريحة دي جايه منين”وتابعت ” دي ريحة ماما واكلها”

انحني هامسا لاذنها”علي فكره انا عارف ايه اللي في دماغك وبنفذه واحققه قبل ما تقوليه بس لو تسكتي بلسانك اللي هقطعهولك قريب مكنتش زعلتك”

هل ما فهمته صحيح نعم صحيح واكده بكلماته “روحي شوفي مين في المطبخ”

نظرت إليه قليلاً نشلت نفسها من بين ذراعيه ثم جرت ناحية المطبخ …

توقفت في مكانها ثانية تلتقط انفاسها…

تشكلت ابتسامة رائعة علي شفتيها وهي تري والدتها تجتهد بطبخ اطعمة عدة …

جرت عليها بسرعة تناديها “ماما”

رمت نفسها في أحضانها لوقت طويل تابي الابتعاد “وحشتيني اوي يا ماما”

مررت كفها علي شعرها قائلة بحنان” وانتي وحشتيني يا روح ماما”

قاطع تلك اللحظات العاطفية دخول شهاب الذي تحمحم قائلا بمزاح “هو احنا هنقضيها أحضان ولا ايه طب ناكل الأول وبصراحة ريحة الاكل تجنن”

ضحكت السيدة كوثر قائلة بهدوء “من عينيه الاتنين دقايق ويكون الاكل جاهز روحوا انتم بس غيرو هدومكم الأول”

اعترضت سما ” لا خليني قاعده هنا معاكي ”

ابتسمت السيدة كوثر ثم اردفت “وانا هروح فين ما انا قاعدة هنا شهاب مش قالك ولا ايه”

وقفت بينهم وعقلها صعب عليه تحليل كلماتها “قصدك ايه”

تكلم شهاب موضحاً “قصدها انها مش هتمشي من هنا ابدا. والمدام كوثر مقيمة معانا عشان تشبعي منها ذي ما انتي عايزة”

نظرت اليه غير مصدقة ثم اردفت سما مبتسمة بحماس “بجد يا ماما ؟”

اماءت له والدتها بالمقابل

فعادت لاحتضانها مرة اخري وهي تتمتم “شكرا شكرا يا احلي ماما في الدنيا”

وضحت والدتها”ما تشكرنيش انا اشكري شهاب اللي فضل ورايه لغاية ما اقنعني اني اسيب الشقة واجي اقعد هنا معاكي”

نظرت سما لشهاب نظرات امتنان قابلها هو بالعفوا هي طفلة ومن يضع راسه برأس طفلة لا تعي معظم الأحيان علي ما تقوله يكون فارغ الراس برايه!

أسرعت الخطي وراءة وما أن دخلا الغرفة حتي تشبثت بخصره من الخلف.

قبلت ظهرة ثم همست باعتذار “انا اسفة”

التفت إليها احاطها بزراعيه ثم قال بحنان امام عينيها “مفيش داعي للاعتذار انا بس عايزك تفهمي اني بحبك وكل كلمه اوفعل بعملة بيبقي لمصلحتك انتي مراتي فاهمة يعني ايه!احنا كيان واحد اللي يزعلك يزعلني واللي يفرحك اكيد مش هتاخر اني اعمله واحققهولك”

تشبثت بكتفيه تطبع ناعمة علي شفتيه وكان هذا ردها التلقائي فليست جيدة في فنون الغزل والمدح!

عنه هو لم يكن يرد أكثر من ذالك فلا بأس يغازل هو وتعطيه هي نعيمه لا بأس من ذالك ..

__________

“آسر احنا مش هناكل ولا ايه انا جعانه اوي”

قالتها بدلال..

وضع الفوطة التي كان يمسح بها راسه جانبا..

اقترب منها حيث كانت مندسة بين الالحفة انحني اليها قبل شفتيها برقة ثم همس بانفاس ساخنة “عايزة تاكلي ايه؟”

لفت يده حول عنقه قائلة بتفكير “اممم أي حاجة”

رد بعبث “اي حاجة أي حاجة يعني”

وكانت ذكية حيث فهمت ما يرمي إليه لكزته في كتفه وهي تقول باحمرار وجهها الفاتن “انت ما بتشبعش ابداً عقلك مش بيركز غير في كدة”

حملها بين زراعيه علي حين غفلة اتجه بها ناحية المرآه اوقفها أمامها ثم اجبرها علي النظر إليها همس في اذنيها بصدق”طب بزمتك القمر دا حد يشبع منه”

نظرت لانعاكسها في المراة وتركيزها كان عليه هو!

ماذا فعلت طيبا حتي تجازي بمثل هذا الرجل يعاملها كالملكات…

يراها اجمل الوجوه في حين هي تري نفسها لا شئ

عينيها لم تؤسر باحد غيره وكانه به مغناطيس جذبها إليه فلم تستطع فعل شئ سوي الاستسلام والغرق في بحوره حالتها غريبه لا تفسير لها!

اخفضت بصرها خجلة امام غزلة

التفت إليه ثم اردفت مغيرة الموضوع”شوف انا بقول ايه وانت بتقول ايه! بقولك انا جعانه”

داعب انفه بانفها ثم قال مشاكسا”انا بقول ناكل خدودك دول اللي مجنيني” وضعت كفيها علي وجنتيها بحماية لا تفهم سر هوسه بهم نعم تعترف أنهم بارزين للغاية لكن ما المثير في ذالك لا تفهم؟

همست بخوف”سيبهم في حالهم كفاية كدا”

عبس قائلاً بحزم “لو مشيلتيش ايدك من عليهم دلوقتي باقي الاسبوع دا رجلك مش هتخطي برا الاوضة…”

مرغمة أزاحت يديها من عليهم فهي تعرف جنونه

تاوهت حين تناول وجنتها باسنانه ضاغطا عليهم قليلا…

ابتعد وهو يتمتم “كده نقدر نطلع برة وناكل كمان .. نطلب دليفري؟”

زمت شفتيها قائلة مقترحة”ايه رايك اطبخلك؟”

برم شفتيه بتساءل”بتعرفي تطبخي؟”

دارت حدقتيها بتفكير ثم همست بتردد “انا حاسه اني بعرف” حملها من خصرها متجها بها الي خارج الغرفة ثم قال بتعجب”ايه اللي انا حاسه اني بعرف ما هو يا اما آه يا اما لا”

وكان ردها عحيبا “مش يمكن لما ادخل المطبخ الاقيني بعرف!”

هز راسه هامسا بإعجاب “لا تصدقي اقنعتيني”

انزلها علي أرض المطبخ مد يده امامه ثم قال بدرامية “المطبخ قدامك يا ملكة”

ربطت خصلات شعرها باهمال لتبدأ العمل .. بينما هو ينظر لها بتركيز وابتسامة مرتاحة تعلو ثغره ..

لا مانع من مضايقتها والاستمتاع بغضبها الظريف بالنسبة له وهذا ما عمل عليه ..

يدور من حولها متعمدا تشتيتها بحركات لا تمد للادب بصلة!

وكانت مجتهدة بحيث نجحت في عدم التاثر بافعالة..في الاخير نجحت باخراج عدة اطباق وقف الاثنان أمامها باستغراب هي تتساءل متي تعلمت ذالك وكيف فعلته ؟

وهو متعجبا فاقدة الذاكرة او ليس من المفترض أن يكون الطبخ من ضمن الذكريات المنسية؟

لم يرد أن يشتت ذهنها فصمت مكتفيا بابداء اعجاب كبير جعلها تتناسى مؤقتا موجة من الاسئلة هاجمتها في الوقت الحالي!

تناولا العشاء باجواء لاتخلوا من مزيج من كل شئ غضب،غزل،دلال تذمر..

وكل هذا محبب لقلبيهما ما داما معاً فلا يهمهم شئ سواهما

___________

بعد ستة أشهر

“اااه الحقني يا شهاب انا بولد”

تنهد بعمق ثم انتصب من مضجعه قائلا بعجب “اعرف انه في ناس يتولد علي التاسع ودا طبيعي والسابع عادي جداً انما الخامس دي اختراع نامي يا حبيبتي نامي ربنا يهديكي” ته علي كتفه ثم قالت بغيظ”اتريق اتريق اصلك مش حاسس بحاجة جربت شعور انك تبقي رابط حجر علي بطنك ونايم صاحي بيه لا يبقي تسكت احسن وتبطل تريقة”

احاط كتفيها ثم قال بحنان بعد أن قبل وجنتها “انا آسف انا مقدر انك تعبانه بس انتي يا حبيبتي بتطلعي بحاجات غريبه طب انا ارضي ذمتك في حد بيولد في الخامس؟ حصلت قدامك قبل كده ؟”

نفت براسها ثم همست عابسة “طب انا عايزة اكل ايس كريم هتقولي دي التانية مش هتنفع ؟”

ردت فعلة لم تتوقعها “روحي غيري هدومك عقبال ما اشغل العربية وهتروحي علي احلي محل ايس كريم هو انا عندي كام سما”

ابتسمت بفرح ثم قبلت وجنتيه قائلة بحماس “ثواني واكون جاهزة”

وفي ظرف عدة دقائق كانت جاهزة اخذها وانطلق بها الي وجهتهم..

بعد نصف ساعة من القيادة وصل بها الي محل معروف ومشهور متخصص في هذه الاشياء..

امسك يدها ثم توجه بها الي داخل المحل يسندها برفق …

قابلة النادل اخبره بأنه للاسف قد تم حجز جميع الطاولات ولا مكان شاغر الان..

نظر إليها فوجدها عابسة اعاد توجيه نظره الي المكان ووجد الحل..

وقف امام طاولة لفتت انتباهه هناك شاب في الثلاثينات وتجلس بجانبه امراة بنفس وضع زوجته.. فكر انه لربما يرضي بالجلوس علي طاولتهم فهم في نفس الوضع ..

قال مبتدا “مساء الخير”

رفع راسه ذالك الشاب ورد عليه التحية “مساء النور” فتابع شهاب بأمل “احنا جينا هنا علي أساس انه في مكان فاضي لكن للاسف جميع الطاولات محجوزة ومش هينفع ارجع تاني لانه مراتي حامل فممكن يعني لو مش فيها ازعاج اشاركم الترابيزة” واشار له بحركة من راسه ناحية التي بجانبه..

بنظرة تفحص من ذالك الشاب ومن البطن المنتفخة بوضوح فهم ما به! فهو يعاني مع نفس الشئ ..

اجابة بتقبل “اتفضل معنديش مانع”

زفر شهاب براحة ثم جلب كرسيين اجلسها بواحد والآخر كان له …

طلب لها ما تريد وبدات الاكل فيه بنهم وتلذذ غير مبالية لشئ ولا لاحراجة حتي …

مالت زينة علي آسر قائلة بهمس “انا خلصت اللي بالفانيليا عايزة واحدة بالشوكلاته” اعاد همسه إليها بهدوء “مش كفاية كده يا حبيبتي الحلو مش مفيد لصحتك”

تذمرت وهي تضع يدها علي بطنها المنتفخة “مليش دعوة انا عايزة اكل ايس كريم بالشوكلاته”

رضخ لطلبها خوفاً من أن تفضحه بجنانها فطلب واحدا لها علي الفور..

ولأنها قليلة الصبر لم تتحمل الانتظار.. لفتتها تلك الفتاة التي تأكل من نوعها الذي طلبته علي نفس طاولتها لم تعطي لاستغرابها مساحة كيف جاءت الي هنا فهي لم تنتبه لهم علي الاغلب ..

فقالت بلطف متجاهلة شهاب وآسر الجالسين بجانبهم “ممكن اخد معلقة”

رفعت سما راسها عن الكاس وبفم ملطخ بالشوكلاة قالت بحماس “انتي بتحبي الشوكلاة زيي”

اماءت لها زينة بسرعة وبفرح وعينيها تخرج القلوب من منظر الشوكلاة الذي إذاب قلبها “خلاص هاتيلك واحدة” كان ذالك ردها البسيط

احمر شهاب وجهه بحرج من كلمات زوجته المجنونه ولكن هناك من هو اجن فلم تغضب الاخري بل همست كالطفلة بأمل”هجيب واحده وهقسمها معاكي ”

انه عرض مغري فوافقت سما علي الفور انتصبت من جلستها ثم وقفت بجانب زينة انحنت لاذنها “خلي جوزك يقوم عشان اقعد جنبك وناكل مع بعض”

وكان لها ذالك لكزته زينة من كتفه “قوم عشان صحبتي تقعد”

اطبق آسر علي اسنانه بغضب يتوعد لها بعقاب لن تنساه المجنونه ما الذي تفعله! وتلك المجنونة أيضا متي اصبحت صديقتها.؟…

علي مضض نفذ لها ما قالته وجلس بجانب شهاب الذي توعد هو الاخر لسما بعقاب لن تكرر ما تفعله ثانية بعده..

انخرطت سما وزينة في الاكل من تلك الشوكلاة متجاهلين البركانين أمامهما…

تحمحم شهاب بجدية ثم قال معرفا بنفسه “انا شهاب راضي وبقولك انه اللي بتعمله مراتك دا شئ طبيعي قدام الجنان بتاع مراتي ”

ابتسم آسر بود ثم قال بعد أن تنهد “تشرفنا يا استاذ شهاب .وانا آسر صلاح نفس المعاناة”

هز شهاب راسه مبتسما”الستات وعمايلها بقي نعمل ايه مضطرين نتحملهم ”

اماء له بقلة حيلة وكل منهما عاد ليسلط نظره علي من تخصه …

….

“دا الكارت بتاعي لو احتجت حاجة اتصل بيه”

نظر شهاب الي الكارت بيده ثم اردف بامتنان “انا متشكر جدا انت مش عارف انت جنبتني كم مشكلة بلطفك وتقبلك” رده كان بنفي “لا ولا حاجة أي خدمة الشرطة في خدمة الشعب”

“بقولك ايه انا ابقي اكلمك لما اروح ماشى شهاب اخد رقم جوزك وتواصل بقي”

هزت زينة رأسها لها بابتسامة فالاثنان تصاحبا في زمن قياسي ..

ودعا بعضهما ثم اتجه كليهما الي سيارتيهما..

كل في طريقة..

تكونت علاقات جديدة لتخلق مزيدا من الأحداث ستكون مزيجا من الدراما،كوميديا، ولا بأس من بعض الرومانسيه حتي تكتمل حياتهم ويكون لها طعم مع من هوي قلبه!

“تمت بحمد الله”

____________

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
14

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل